بعد عودة العقوبات: هل تمارس إيران أنشطتها الصاروخية الباليستية من جديد؟
بعد إعادة
فرض العقوبات الأمريكية، عادت طهران مرة أخرى إلى نقطة ما قبل الاتفاق النووي، حيث
كانت تعمل على تخصيب اليورانيوم، والذي من خلاله يمكنها تصميم قنبلة نووية، وأيضاً
العمل على تطوير الصواريخ الباليستية لديها، وهو ما عادت للعمل عليه بعد خروج
الولايات المتحدة من الاتفاق.
إيران تنشط من جديد
ذكرت بعض
التقارير(1)، أن إيران تعمل الأن على زيادة مخزونها من الصواريخ الباليستية، بما في ذلك
الصواريخ بعيدة المدى القادرة على ضرب الأصول الأمريكية، والحلفاء الأمريكيين.
ووفقاً لتقارير
صادرة عن خدمة أبحاث الكونغرس، تعمل كوريا الشمالية على مساعدة إيران في برنامج
الصواريخ البالستية المتقدمة في تحد للأنظمة الدولية التي تحظر مثل هذا النشاط، وهذا
يشمل شبكة انتشار واسعة ومرافق متعددة مخصصة لبناء صواريخ بالستية قصيرة المدى
ومتوسطة المدى وطويلة المدى.
إن
صواريخ إيران، والكثير منها على غرار
التكنولوجيا الكورية الشمالية، متقدمة بما
يكفي لضرب عدد من الأهداف في جميع أنحاء الشرق الأوسط، بما في ذلك إسرائيل، تثير المخاوف من أن الحرب الإقليمية المقبلة -
التي يقول الكثيرون أنها وشيكة - يمكن أن تقدم لإيران فرصة لاظهار قوتها.
خطأ أوباما
يعتبر
الكثير من السياسيين الأمريكيين أن التقدم التكنولوجي الأخير الذي حققته هذه الدول
المارقة هو نتيجة جهود إدارة الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما لتخفيف اللوائح
الدولية بشأن مثل هذا النشاط كجزء من الاتفاق النووي التاريخي، وهذا ما أكده مسؤولون أميركيون مطلعون على برامج الصواريخ
الإيرانية والكورية الشمالية لصحيفة واشنطن فري بيكون الأمريكية.
حيث في
الوقت الذي تم فيه التوصل إلى هذا الاتفاق، اتخذت إيران خطوات مهمة نحو بناء
واختبار وتحسين تكنولوجيا الصواريخ الباليستية، بما في ذلك الصواريخ بعيدة المدى
التي تم اختبارها تحت غطاء برنامج الفضاء في طهران.
تطور الصواريخ
الباليستية الإيرانية ومخاطرها
جاء في
آخر تقرير أبرزته صحيفة "واشنطن فري بيكون" (1) أن إيران
تواصل الاستثمار في تطوير الصواريخ الباليستية وفي بناء شبكة واسعة من المرافق بل
تركز على زيادة دقة صواريخها. ومع
ذلك، لا تزال إيران تواجه عقبات في برامج
صواريخها الأكثر تطوراً، بما في ذلك تكنولوجيا الصواريخ الباليستية طويلة المدى
وعابرة القارات، رغم أنها تواصل اختبار
وتحسين هذه الأجهزة.
ويشير
التقرير إلى أن غالبية الصواريخ المدفعية الثقيلة للصواريخ الايرانية والقذائف
التسيارية تكتيكية أو قصيرة المدى، علاوة على أن الصواريخ قصيرة المدى التي
تستخدمها إيران أكثر من قادرة على ضرب "قواعد الولايات المتحدة وحلفائها في
منطقة الخليج إذا ما انتقلت من قواعد عملياتها،
وكذلك أهدافًا في جميع أنحاء العراق".
ويمكن
القول أنه بعد سنوات من اختبار وتنقيح هذه التقنية، "نمت إيران باطراد مكتفية
ذاتياً في إنتاج الصواريخ البالستية قصيرة المدى (SRBM)، لكنها لا
تزال تعتمد على مصادر خارجية، مثل كوريا الشمالية، في بعض المكونات والمواد
الرئيسية، ". كما طورت إيران وأنتجت صواريخ بالستية متوسطة المدى (MRBMs) لتصل إلى مسافات تصل إلى 2000 كيلومتر أو أكثر، "كافية لضرب أهداف في جميع أنحاء الشرق
الأوسط". وأكد ذلك مصادر استخباراتية
أمريكية: "إيران تواصل تطوير واختبار وبناء أجهزة MRBM أكثر
قدرة وأكثر دقة".
بدعم كوري شمالي: استعداد
إيراني للتحركات الأمريكية
صرحت
طهران أن هذه الصواريخ تشكل قوة ردع وانتقام هامة ضد القوات الأمريكية والقوات
الأخرى في المنطقة في حالة الحرب"، ولذلك، قامت بدعم هذا البرنامج الصاروخي، من خلال بناء شبكة من المرافق ومواقع إطلاق
الصواريخ التي تحميها الدفاعات الجوية والتكنولوجيا في البلاد مثل صواريخ S-300 المضادة للطائرات الروسية، والتي
يعتقد حاليا أنها تعمل، وهذا من شأنه حماية تكنولوجيا الصواريخ الإيرانية من ضربة
استباقية.
وبالأساس
يأتي دعم البرنامج الإيراني من كوريا الشمالية ومصدّرين آخرين تخلصوا من العقوبات
الدولية واستفادوا من رفع هذه العقوبات من قِبل إدارة أوباما. وجاءت
تقارير الكونجرس الأمريكي لتوضح أن إيران تعتمد إلى حد ما على الآخرين، خاصة كوريا
الشمالية، وبخاصة مكونات ومواد صواريخ رئيسية معينة في برنامج MRBM الخاص بها". "ورغم أن
العقوبات والضوابط على التصدير زادت من صعوبة الحصول على تلك المكونات، ولكن في
الأخير هو ليس مستحيلاً على إيران أن تحصل على أفضل هذه العناصر، مما دفعها إلى محاولة استغلال نقاط الضعف في
أنظمة التصدير وحظر الانتشار، أو محاولة
العثور على بائعي أجنبيين على استعداد للتحايل على هذه القوانين"، فعلى سبيل المثال، تم استيراد مكونات صاروخ "شهاب 3"
الباليستية من كوريا الشمالية ويستند إلى التصاميم الخاصة بذلك البلد.
ويمكن القول أنه من الصعب تحديد تقنية الصواريخ الباليستية بعيدة المدى والعابرة للقارات في طهران: "يعتقد البعض منذ فترة طويلة أن برنامج الإطلاق الفضائي الإيراني يمكن أن يخفي تطوير صاروخ باليستي عابر للقارات (ICBM) يبلغ مداه أكثر من 5500 كيلومتر والذي قد يهدد الأهداف في جميع أنحاء أوروبا، وحتى الولايات المتحدة (على الأقل 10 آلاف كم)"، بحسب التقرير.
المراجع
(1) Adam Kredo,
Iran, N. Korea Grow Stockpile of Ballistic Missiles Capable of Striking U.S.
Troops, Allies, Israel, August 9, 2018:
https://freebeacon.com/national-security/iran-n-korea-grow-stockpile-ballistic-missiles-capable-striking-u-s-troops-allies-israel/