دراسة تحليلية لأيقونات ومضمون وخطاب مشهد "التوك توك"
لم تكن الضجة التى أثارها تجلى
«التوك توك» كأيقونة بصرية لا تخطئها العين فى برنامج الإعلامى عمرو الليثى «واحد
من الناس» على قناة «الحياة» هى الأولى، لأن هناك فيديوهات مماثلة ظهر فيها التوك
توك وظهرت فيها خطابات مماثلة لما قاله سائق التوك التوك، إلا أنها لم تلقَ
الشعبية والرواج الذى صادفه «توك توك» عمرو الليثى، والأدهى من ذلك أن التوك توك
ظهر كأداة فاعلة ودالة فى العديد من جرائم التحرش بالفتيات والنساء وخطف الإناث
واغتصابهن، ولعل أشهر هذه الحوادث على الإطلاق اغتصاب طفلة الخصوص التى أنجبت
رضيعة وهى فى الصف الأول الإعدادى، وكانت هذه الطفلة ضيفة على العديد من برامج
التوك شو منذ سنوات، وأثارت قصتها ضجةً كبيرة وقتها.
وفى هذه الدراسة، نحاول أن
نُعْمِلَ الأدواتِ البحثية والمنهج العلمى الذى يتعامل مع الأمور بحيادية وموضوعية
مع فيديو سائق التوك توك الأخير، والذى أثار كل هذا اللغط الإعلامى فى الآونة
الأخيرة.
وتقوم هذه الدراسة على أدوات
تحليل متعمقة منها تحليل مضمون هذا الفيديو، وتحليل الخطاب الوارد على لسان سائق
التوك توك والسياق العام لهذا الخطاب مثل التوقيت والبيئة المحيطة، علاوة على
تحليل الأيقونات Icon Analysis أو العلامات البصرية الواردة فى
الفيديو.
"التوك توك" هو
مركبة نارية ذات ثلاث عجلات، تستخدم غالبًا كوسيلة للانتقال بالأجرة، وينتشر التوك
توك بكثرة فى البلاد الآسيوية والعربية وخصوصًا فى مصر والسودان، يتسع التوك توك
لراكبيْن بالمقعد الخلفى (أو ثلاثة محشورين بعضهم بجوار بعض) بالإضافة الى السائق
الذى يجلس فى المقدمة، وقد يجلس فرد أو أكثر على يمين السائق ويساره وخاصةً فى مصر.
ويُعتبر التوك توك - كما ورد فى
ويكيبيديا - تطورًا لمركبة «الريكاشة» اليابانية القديمة التى كان يجرها سائقها
والتى كانت تسير على عجلتيْن، وتطورت «الريكاشة» من آلة يجرها الإنسان إلى أخرى
مزودة بترس وبداليْن كالدراجة، ثم إلى مركبة يتم تزويدها بمحرك حتى وصلت إلى الشكل
المتعارف عليه حاليًا.
أما أصل كلمة «توك توك» فهى غير
أكيدة المعنى أو المصدر، ولكن المرجح أن الكلمة مستمدة من الصوت الصادر من
الماكينة عند تسارعها.
بدأ ظهور التوك توك فى البلاد
العربية بكثرة مع دخول الألفية الثانية، بالرغم من انتشار التوك توك فى الهند منذ
أوائل عقد الستينيات، وينتشر التوك توك عامةً فى البلاد النامية ذات الكثافة
السكانية العالية، ولذلك لانخفاض تكلفته وقدرته على السير فى الشوارع والطُرقات
الضيقة.
أولاً: تحليل الأيقونات الواردة
فى الفيديو
ظهرت
فى الفيديو ثلاث أيقونات بصرية مهمة نتناولها فيما يلي:
»التوك توك«
يمثل «التوك توك» الأيقونة أو
العلامة البصرية البارزة الأولى فى الفيديو، التى من الواضح أنها ظهرت بشكلٍ متعمد
وغير عفوى على الإطلاق، لأنه من غير المعقول أن يكون هذا التوك توك قد اقتحم موقع
تصوير البرنامج الذى يضم مقدم البرنامج والكاميرات والمصورين والجمهور الذى يوجد
بالموقع فى مثل هذه الحالات دون سابق إعداد أو تجهيز لظهور هذا التوك توك قبل بدء
تصوير هذه الفقرة، ولو أراد مقدم البرنامج وفريق الإعداد أن يطلب من السائق أن
ينزل من التوك توك ليصور معه هذه الفقرة لما رفض السائق، بدلًا من إقحام التوك توك
فى المشهد وظهور مقدم البرنامج فى وضع «انحناء» والسائق فى وضعية الجلوس طيلة
تسجيل هذه الفقرة.
سائق التوك توك
يمثل سائق «التوك توك» الأيقونة
أو العلامة البصرية البارزة الثانية فى الفيديو، وهى أيقونة تعكس صورة «المواطن
المصرى البسيط» لدى الجمهور، وبالتالى تقديم هذه الشخصية فى برنامج «واحد من
الناس» يُعد رمزًا مقصودًا لم يتم التقاطه بشكل عفوى، وإلا لماذا هذه الشخصية
بالذات دون غيرها فى الشارع الذى يعج بآلاف الأشخاص البسطاء، وربما أكثر دلالة من
سائق التوك توك الذى يراه البعض من الناس «الكسيبة» الذين يدور دخلهم ما بين ٢٠٠
و٤٠٠ جنيه فى اليوم الواحد، وهو دخلٌ يزيد كثيرًا على راتب المدرس والطبيب والموظف.
وقد تلقى سائقو التوك توك إطراءً
غير مسبوق من الرئيس الأسبق محمد مرسى فى خطاب تنصيبه رئيسًا للجمهورية عقب إعلان
جماعة الإخوان عن فوزه فى الانتخابات الرئاسية، عندما شكر جميع من ساندوه فى
الانتخابات وكان من بينهم سائقو التوك توك، ولم يتم توجيه هذا الشكر اعتباطًا، بل
كان مكمن هذا الشكر يشير إلى مخاطبة جماعة الإخوان ورئيسها لهذه الفئة كرمزٍ
للبسطاء - على حد اعتقادهم - لتكون لهم ظهيرًا سياسيًا مع الأُميين ومتوسطى
التعليم والفقراء، لأن الجماعة كانت تعلم جيدًا أنها لن تستطيع استمالة المتعلمين
والمثقفين ومستورى الحال إلى صفوفها، كما أن شبكة «التكاتك» قدمت للإخوان خدماتٍ
جليلة فى انتخابات مجلس الشعب المُنحل ومجلس الشورى «الإخواني» والانتخابات
الرئاسية التى فاز فيها مرشح الجماعة، حيث كانت هذه «التكاتك» هى الوسيلة المُثلى
لنقل الناخبين فى القرى والعِزَب والنجوع والمدن الصغيرة إلى مقار اللجان مجانًا
للتصويت لمرشحى الجماعة.
صحيحٌ أن سائقى التوك توك كانوا
يتحصلون على المقابل النقدى والعينى للقيام بهذه الخدمة، إلا أن الجماعة لم تنسهم
لحماسهم فى أداء هذه الخِدمات، فقدمت لهم الشكر فى خطابٍ رئاسى وبشكلٍ غير مسبوق
فى هذه النوعية من الخطابات.
اللحية
قُبِيْلَ نهاية الفيديو، وسائق
التوك توك فى ذُروة انفعاله، يدخل فى المشهد بشكلٍ متعمد أيضًا ومدروس رجلٌ ذو
لحية، ليتم الربط بين سخط سائق التوك توك بتخلى مصر عن الإسلام الذى يمثله صاحب
هذه اللحية، فى إشارة واضحة إلى أن الأحوال كانت أفضل فى ظل حكم هؤلاء القوم، وهذا
أيضًا غير صحيح، فلا مصر تخلت عن إسلامها وأزهرها، ولا اللحية وجماعات الإسلام
السياسى تمثل الإسلام، علاوة على أن هذه اللحية البادية فى نهاية الفيديو تريد أن
ترمز إلى أن حل مشكلات مصر فى عودة هذه اللحى لحكم مصر تارةً أخرى.
تحليل مضمون الفيديو
أفهم أن يكون الإعلاميون
والشخصياتُ العامة والسياسيون لديهم خبرة بالإعلام وكيفية التعامل مع وسائله، ولكن
أن يكون سائق توك توك لديه هذه الخبرة والدراية، فهذا أمرٌ يخرج عن نطاق المنطق
والعقل.
لقد بدأ سائقُ التوك توك كلامَه
بأنه «هيلخص حال مصر فى ٣ دقائق»، وهو ما التزم به بشكلٍ يُحْسَد عليه رغم أنه لم
يكن لديه «ستوب ووتش»، ولم ينظر فى ساعته أو تليفونه المحمول حتى لا يخرج عن نطاق
الدقائق الثلاث التى وعد الالتزام بها فى مداخلته، وكلنا نعلم أن كِبَارَ المثقفين
عندما يتحدثون لا يلتزمون بالوقت بشكلٍ دقيق، كما أن البعض لا يلتزم بالوقت أمام
الكاميرات وهو أمرٌ طبيعى يتعلق بحب الإنسان الغريزى للظهور والأضواء، هذا بالنسبة
للمثقفين والشخصيات العامة، فما بالنا بسائق التوك توك إذا كان عفويًا ومتوسط
التعليم وربما تكون هذه أول مرة يظهر فيها فى برنامج تليفزيونى، وأول مرة يقف فيها
أمام الكاميرات أمام فريق إعداد وتصوير ومقدم برنامج شهير.
والأغرب من هذا، أن السائق أنهى
كلامه مستحلفًا مقدم البرنامج بقوله: «بالله عليك ما تقطع حرف من اللى أنا بقوله»،
ليَعِدُه مقدم البرنامج بذلك، وهذا غريبٌ للغاية لأن هذا لا يفعله سوى شخصٌ يتعامل
مع الإعلام ويعلمُ جيدًا أن هناك عمليات «مونتاج» تتم على فقرات البرنامج قبل
إذاعته، كما يدرى جيدًا انتقاء الإعلام لمقاطع معينة من اللقاءات وفق سياسة كل
وسيلة إعلامية، وهذا يعنى أن الرجل له خبرة بالإعلام، أو على الأقل هناك من قال له
مثل هذه الأمور قبل التسجيل، لا أعتقد أن سائق توك توك متوسط التعليم يمكن أن
يحدثنا نحن خبراء الإعلام وممارسيه عن أحد أهم مبادئ المهنية الإعلامية بشكلٍ مكثف
فى عبارته الأخيرة فى الفيديو.
عبارات المرجعية الدينية لسائق
التوك توك
هناك بعض العبارات التى تعكس
المرجعية الدينية لسائق التوك توك، والتى تجلت فى بعض مَواضِع الفيديو، وربما
تعكسُ انتماءَه غيرَ المُعْلَن لإحدى جماعات الإسلام السياسي، فقد استخدم سائق
التوك توك غير ذات مرة عبارة «بالله عليك«
"بالله عليك قبل ما يحصل انتخابات
لرئيس جمهورية كان عندنا......."
"بالله عليك دى مصر"
"بالله عليك ماتقطع
حرف (لاحظوا أنه لم يقل كلمة) من اللى أنا بقوله"
"ده يرضى ربنا"
"حرام مصر يتعمل
فيها كده"
"ده ربنا يوم
القيامة هيجيب الناس ويقول أين ملوك الأرض وحُكامها.. لمن المُلك اليوم"
كما تكررت ألفاظ ذات دلالات
وطنية ودينية مكثفة فى وجدان الشعب المصرى مثل «الكعبة» التى ذُكِرَت مرةً واحدة
لتُضاف لتكثيف المدلولات الدينية للعبارات السابق، وكلمة «مصر» التى ذُكرت مراتٍ
عديدة بُغْيَة التأثير العاطفى على الشعب المصرى بهذا اللفظ الذى يحمل مدلولات
الوطن، وهو ما يجعل كلام السائق «شعبويًا» بامتياز بشكلٍ قد لا يجيده بعض أو معظم
السياسيين فى هذا الزمان.
ثانيًا: تحليل الخطاب والمقولات
الرئيسة
بادئ ذى بدء، يجب أن نتفق أنه لا
توجد دولة فى العالم تخلو من مشكلات، ولا ضَيْرَ من أن نواجهَ مشكلاتِنا والعمل
على إيجاد حلولٍ لها، ومصر لن تكون الأولى أو الأخيرة فى هذا الصدد، وهذا بالتحديد
ما يتجلى فى خطاب سائق التوك توك الذى تحدث عن مشكلات مصر منذ ثورة يوليو ١٩٥٢،
فمشكلاتُنَا لها تاريخٌ طويل، وليس من المنطقى أن نحمل أى رئيس أو أى حكومة كل
التبعات فى السنوات الخمس الأخيرة التى أعقبت ثورة ٢٥ يناير ٢٠١١، ورغم ذلك حاول
السائق إلقاء المسئولية على الرئيس الحالى فى أزمة السكر والأرز، وهو أمرٌ غير
مقبول لأن الأزمة لها جوانبُ كثيرة، فقد ترجع فى جزءٍ منها إلى جشع التجار وتخزين
السلع للاستفادة بالسعر الأعلى حال تعويم الجنيه، وهو ما حدث مع سلعة مثل
«السجائر» التى بيعت بأسعار أعلى مما بيعت به بعد تطبيق قانون الضريبة المضافة،
وقد تعودُ الأزمة فى جزءٍ منها إلى طبيعة سلوكيات الشخصية المصرية التى تُقبل على
شراء السلعة وتخزينها بكميات كبيرة حال ندرتها وبداية ارتفاع سعرها، مما يؤدى إلى
إذكاء الأزمة ورفع سعر السلعة لزيادة الطلب عليها، يحدث هذا مع سلعٍ استهلاكية
كالسكر والأرز والسجائر كما يحدث مع سلع استراتيجية كالحديد.
إحدى المقولات العميقة
والافتتاحية لكلام سائق التوك توك، والتى أشك فيها لدرجة اليقين أنها ليست مقولته
لأنها تحتاج إلى عقلية تفكر فيها وقتًا طويلًا لصياغة هكذا مقولة، وهى «تتفرج على
التليفزيون تلاقى مصر فيينا.. تنزل الشارع تلاقيها بنت عم الصومال»، كيف توصلت
قريحة سائق توك توك متوسط التعليم إلى هذه المقولة، لماذا استخدم «فيينا» كعاصمة
فى مقولته ولم يستخدم «النمسا» كما استخدم اسم دولة «الصومال»، هذا يعكس وعيًا
كاملًا لدى صاحب المقولة «الأصلي» الذى لا نعرفه بأن الشعب المصرى يعرف «فيينا»
جيدًا من أغنية «أسمهان» الشهيرة «متع شبابك فى فيينا.. دى فيينا روضة من الجنة»،
وما الذى جعله يستدعى نموذج «الصومال» رغم أن ما حدث فى الصومال يعد قديمًا وليس
هو ما يسيطر على الساحة الدولية الآن مثل الحالة السورية والعراقية والليبية
واليمنية.
هل لديه ثقافة عميقة بتاريخ ما
حدث لدول العالم منذ فترة، وهل وجدَ من صاغَ المقولة أن استدعاء حالات دول مثل
سوريا وليبيا والعراق واليمن لن يكون فى صالح خطاب «التحريض» الذى تبناه سائق
التوك توك وبثه مقدم البرنامج بالكامل، هل يعلم سائق التوك توك ومَن صاغ له هذا
الخطاب التحريضى أن المصريين من خلال مقابلتى الشخصية معهم فى سيارات الميكروباص
والسوزوكى والتوك توك والمترو والشارع يحمدون الله أن مصر لم تتحول إلى الفوضى
العارمة والدمار الشامل الذى ضرب بلدان المنطقة، فتم استدعاء نموذج «الصومال»
القديم الذى لا يتذكر أحداثَه العديدٌ من أفراد الشعب، هل يعلم سائق التوك توك
الدور المشرف للقوات المسلحة المصرية المشاركة ضمن قوات الأمم المتحدة لحفظ السلام
فى الصومال، وكيف ساعدت الخارجية المصرية فى التوفيق بين أطراف النزاع فى مرحلة من
مراحل الصراع فى الصومال، وهو ما انتهى بتوقيع اتفاقية مصالحة فى القاهرة.
هناك مغالطات واضحة ومستهدفة فى
المقولات الرئيسة لسائق التوك توك منها على سبيل المثال: «إزاى يكون عندى بنى آدم
مش متعلم وجعان وصحته تعبانة وأعمله مشروعات قومية زى دي»، هل المفروض أن نوجه كل
الإنفاق للطعام والشراب دون النظر إلى المستقبل، هل المشروعات القومية التى تساهم
فى تنمية البلاد تتناقض مع الدور الفاعل الذى تقوم به الدولة فى توفير الخبز ضمن
منظومة متكاملة، وتوفير السلع على البطاقات التموينية، ودعم السلع والخدمات، هل
تتناقض المشروعات القومية مع بناء المدارس والجامعات والمستشفيات فى محافظات مصر
كافة؟!
استخدم سائق التوك أيضًا فى
خطابه بعض الأدلة والشواهد التاريخية التى استدعاها بطلاقة يُحْسَدُ عليها رغم أنه
لم يعايشها، ولم يكن من الثقافة بمكان لكى يستحضرها بهذه العفوية والسرعة غير
المعهودة فى اللقاءات التليفزيونية المباشرة مع «واحد من الناس» فى الشارع تمت
مقابلته صدفةً دون إعدادٍ مُسْبَق.
لقد استحضر السائق عظمة مصر اللى
كانت «بتسلف» بريطانيا، واللى كانت بتطلع كسوة الكعبة منها، واللى كان فيها أول خط
سكة حديد بعد بريطانيا، واللى كانت اليابان تدرس تجربتها من ١٠٠ سنة.
أيضًا استطاع السائق أن يسك
عبارة أصبحت الآن أيقونة لفظية، عندما كان يتحدث عن التعليم المتدنى فقاطعه مقدم
البرنامج وسأله عن تعليمه فقال: «أنا خريج توك توك»، ومثل هذه الأيقونات اللفظية
لا تأتى عفو الخاطر وبسرعة البديهة هذه، إلا إذا فكر المتحدث فيها قبل أن يقولها.
ثالثًا: لغة الجسد ونبرة الصوت
لسائق التوك التوك
لنذهب إلى أهل الاختصاص من
المخرجين ليعلقوا على هذه الجزئية، لأنهم أدرى منى بذلك، وهم الذين أكدوا أن
الفيديو مفبرك، وانتشرت على شبكات التواصل الاجتماعى عدة كتابات تحمل عنوان
«الحقيقة وراء رجل الشارع الفصيح»، حيث كتب المخرج عماد السماد تدوينة مطولة يشرح
فيها الفيديو قائلاً:
"لكل الناس اللى
تتابعنى ولو فعلًا تثقوا فيا وفى دماغى كمُخرج.. حتصدقونى لو قلتلكم إن الفيديو
الأخير بتاع سواق التوك توك بتاع عمرو الليثى من أوله لآخره Staged صدقونى الفيديو كله staged (يعنى تم إعداده سلفًا ليتم تمثيله أمام الكاميرات. وكل كلمة السواق
ده قالها مفبركة ومحفوظة ومكتوبة سكريبت بالحرف.
أنا بعمل حلقات فى الشارع وبفهم
لما حد بيكون حقيقى أو متأجر، أنا متفق مع بعض كلامه لكن فى فرق كبير بين كلام
عفوى طالع بتلقائية وما بين كلام مُلقَّن أو مُعد مسبقًا خارج بشكل ثورى فيسبوكِّى
جَهورى مُنسق ومُنثر.
اتفرجوا على الفيديو تانى وركزوا
فى تقطيع الجمل وأسلوبه المسرحى التصاعدى اللى بيتجه نحو الـClimax، ولغة جسده والموسيقى التصويرية الرخيصة اللى حطها المخرج فى
الخلفية لتستميل عقولكم وعواطفكم".
فيما كتب الكاتب الصحفى إيهاب
عمر شرحًا مطولًا لكيفية استخدام رجال الشارع فى الخطاب السياسى قائلاً: «يعتبر
تكتيك استخدام شخص من العامة فى تلقين خطاب سياسى معين على لسانه كما فعل غلمان
المؤامرة على لسان السواق الفصيح هو واحد من أهم التكتيكات التى تستخدمها المراكز
البحثية الأمريكية خلال موسم الانتخابات لبث رأى عام أو تأييد وجهة نظر معينة.
وفى سنوات الربيع العربى تمت
الاستعانة بهذه الشخصيات مرارًا، مثل أغلب بدايات النشطاء البسيطة، وفى أمريكا كان
واحد من أشهر هؤلاء «العامة» أو رجل الشارع اللى تم تلقينه مقابل قرشين هو جو
السباك أو السباك الفصيح الذى خدم لصالح جون ماكين فى الانتخابات الرئاسية عام
٢٠٠٨، وقد اتضح لاحقًا أن جو ليس سباكًا، واختفى لفترة قبل أن يظهر محاضرًا فى بعض
برامج التوك شو الأمريكية.