حزب مصر القوية.. هل يمثل إضافة حقيقية للحياة الحزبية في مصر؟ (2/3)
الأحد 29/ديسمبر/2013 - 11:15 ص
د.يسري العزباوي
ثانيًا: برنامج الحزب وبرنامج أبو الفتوح:
حمل برنامج حزب مصر القوية شعار: إن الإسلام ليس شعارًا انتخابيًّا، وتطبيق الشريعة الإسلامية ليس محصورًا في “,”الحدود“,”. ويتكون البرنامج من 23 صفحة، وينقسم إلى محورين: الأول تحت عنوان “,”فلسفة الحزب“,”، والثاني “,”انحيازات الحزب“,”، التي شملت 6 ركائز أساسية. ويعرف الحزب نفسه بأنه حزب وسطي ديمقراطي اجتماعي، يسعى لتحقيق العدالة الاجتماعية والاستقلال الوطني، وتقوم رسالته على المساهمة في بناء وطن قوي مستقل يعلي من قيمة الإنسان.
ويلفت النظر أنه حينما يطالع أي شخص برنامج الحزب، يتملكه الانطباع من الوهلة الأولى بأن برنامج الحزب يكاد يتطابق مع البرنامج الانتخابي للدكتور أبو الفتوح خلال حملته الرئاسية، والدليل على ذلك ما يلي:
1. جاء اسم الحزب حاملاً نفس شعار البرنامج الانتخابي (مصر القوية)، وربما أراد القائمون على تأسيسه استثمار الزخم الإعلامي والشعبي الذي حظي به الدكتور أبوالفتوح خلال فترة ترشحه للرئاسة، والتفاف قطاع كبير من الشباب حوله. ولكن هناك فرقًا كبيرًا بين تأسيس حزب سياسي، يفترض أنه يضم مجموعة من المواطنين يسعى لتحقيق مصالحهم ويهدف إلى الوصول إلى السلطة، وبين برنامج انتخابي يوضع ليعبر عن طموحات أغلب فئات المجتمع، وذلك بقصد استمالة أو حث أو تجميع أكبر عدد من أصوات الناخبين. ومن ثم فمن الناحية النظرية والعملية، قد لا يعبر البرنامج الحزبي بالضرورة عن جميع فئات المجتمع، لأنه يختص واقعيًّا بفئة أو مجموعة معينة تؤمن بأهدافه ومبادئه، ويعبر عن مصالحهم داخل المجتمع.
2.التطابق الكامل بين منطلقات ومبادئ المشروع الانتخابي للدكتور أبو الفتوح، الذي جاء من أجل استعادة مكانة الوطن، من وجهة نظره، وبين القيم السبع (الممارسة الأخلاقية، الانضباط والالتزام، التشاركية، الشفافية، المسئولية، المحاسبية، الاحترافية) الحاكمة لأداء الحزب من ناحية، وأهداف الحزب الأربعة من ناحية ثانية، والتي جاء في مقدمتها أن تصبح مصر من أقوى 20 دولة في العالم اقتصاديًّا وعلميًّا وسياسيًّا وعسكريًّا، وتحقيق العدالة الاجتماعية وصولاً لحد أعلى من الكفاية من خلال نسق اقتصادي قائم على التنمية الإنسانية، وهي بالمناسبة من الوعود الستة الرئاسية لأبو الفتوح.
وقد وصل التشابه بين فلسفة الحزب والبرنامج الانتخابي الرئاسي لأبو الفتوح حد التطابق، في التأكيد على أن الإنسان محور عمل الحزب؛ ليس باعتباره أداةً لمشروع التنمية فقط؛ بل باعتباره هدفًا لذلك المشروع؛ وأن المسيحيين جزء من مكونات وتاريخ مصر، يتمتعون بكافة الحقوق والواجبات، ودور عبادتهم مصونة لا تمس. واحترام الهوية، حيث يؤكد الحزب في هذا الإطار أن هوية مصر الثابتة هي الانتماء العربي، مع الحفاظ على الخصوصية المصرية، والمكون الإسلامي الوسطي بما يمثله من مدرسة أصيلة منضبطة عميقة متسامحة في فهم الشرع الشريف، تقوم على التراكم العلمي، واحترام تنوع الآراء، وتوازن دوائر الهوية، واحترام التعددية الثقافية. وأن الحزب يلتزم -سلوكًا ومواقف- مبادئ الشريعة الإسلامية وما لها من أهداف ومقاصد، حيث إنها عدل، ورحمة، ومصلحة، وحكمة كلها. وأن مفهوم تطبيق الشريعة ليس ما يشيع لدى البعض حول حصرها في تطبيق الحدود، بل هو مفهوم شامل يتعلق بتحقيق مصالح البشر الأساسية المتعلقة باحتياجاتهم الضرورية.
3. تمثلت المحاور الستة التي قام عليها البرنامج الانتخابي للدكتور أبو الفتوح في: العمل السياسي والإصلاح المؤسسي، تفعيل المجتمع المدني وحماية الحريات، البناء الاقتصادي والتنمية المستقلة، السياسات الاجتماعية، السياسة الخارجية وضمان المكانة، والأمن الإنساني والقومي الشامل. وهي ليست فقط متطابقة في المعنى والمفهوم ولكن تم نقلها حرفيًّا إلى ما سُمي بالانحيازات الستة للحزب، والتي تتمثل في: زيادة تأثير المواطن في القرار السياسي (تعميق الديمقراطية التشاركية)، والانحياز للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، والانحياز للمساواة والدمج الاجتماعي، والانحياز للحريات السياسية والمدنية، والانحياز للاقتصاد المنتج، والانحياز للاستقلال التام للسياسة الخارجية من إعادة الدور الرائد لمصر في محيطها العربي، وذلك بدعم ومساندة التحول الديمقراطي، والعمل على تطوير جامعة الدول العربية ومؤسساتها بحيث تكون قادرة على: تحقيق التضامن، والتكامل العربي الاقتصادي، والسياسي، والثقافي، والعمل على إنعاش العلاقات الثقافية والسياسية مع الدول الإسلامية عبر منظمة التعاون الإسلامي، وخصوصًا الدول الإقليمية المحورية كتركيا. وتأسيس العلاقات الخارجية المصرية مع دول العالم لا سيما الولايات المتحدة الأمريكية، والاتحاد الأوروبي، والدول الكبرى الأخرى مثل الاتحاد الروسي، والصين الشعبية، على أساس الندية، والمصالح المشتركة، وتبادل المنافع، والاحترام المتبادل، ورفض الانصياع لأية ضغوط أو شروط مجحفة، وتفعيل أدوات الدبلوماسية الشعبية والقوة الناعمة لمصر.
وبذلك، يمكننا القول إنه لا يوجد اختلاف بين البرنامج الانتخابي للدكتور أبو الفتوح وحزبه، وأن التطابق ليس فقط في المضمون والمعنى ولكن في الأهداف والتطلعات والمفاهيم والألفاظ التي كتب بها. وعلى الرغم من أن البعض قد يرى أن هذا التطابق ربما يعد ميزة تحسب للمرشح الرئاسي السابق، لأنه يعبر عن وحدة الهدف، وأنه لا يوجد انفصام سياسي أو تضارب وتعارض في شخصية الدكتور أبو الفتوح ومن معه، فإن الفريق الآخر قد يرى أن هذا التماثل لا يعد ميزة على الإطلاق، حيث إن برنامج الحزب -جاء كالبرامج – غير محدد في أهدافه، وعام وشامل، ولا يحمل نقاطًا أو أشياء تميزه عن باقي الأحزاب السياسية.
يتبع
حمل برنامج حزب مصر القوية شعار: إن الإسلام ليس شعارًا انتخابيًّا، وتطبيق الشريعة الإسلامية ليس محصورًا في “,”الحدود“,”. ويتكون البرنامج من 23 صفحة، وينقسم إلى محورين: الأول تحت عنوان “,”فلسفة الحزب“,”، والثاني “,”انحيازات الحزب“,”، التي شملت 6 ركائز أساسية. ويعرف الحزب نفسه بأنه حزب وسطي ديمقراطي اجتماعي، يسعى لتحقيق العدالة الاجتماعية والاستقلال الوطني، وتقوم رسالته على المساهمة في بناء وطن قوي مستقل يعلي من قيمة الإنسان.
ويلفت النظر أنه حينما يطالع أي شخص برنامج الحزب، يتملكه الانطباع من الوهلة الأولى بأن برنامج الحزب يكاد يتطابق مع البرنامج الانتخابي للدكتور أبو الفتوح خلال حملته الرئاسية، والدليل على ذلك ما يلي:
1. جاء اسم الحزب حاملاً نفس شعار البرنامج الانتخابي (مصر القوية)، وربما أراد القائمون على تأسيسه استثمار الزخم الإعلامي والشعبي الذي حظي به الدكتور أبوالفتوح خلال فترة ترشحه للرئاسة، والتفاف قطاع كبير من الشباب حوله. ولكن هناك فرقًا كبيرًا بين تأسيس حزب سياسي، يفترض أنه يضم مجموعة من المواطنين يسعى لتحقيق مصالحهم ويهدف إلى الوصول إلى السلطة، وبين برنامج انتخابي يوضع ليعبر عن طموحات أغلب فئات المجتمع، وذلك بقصد استمالة أو حث أو تجميع أكبر عدد من أصوات الناخبين. ومن ثم فمن الناحية النظرية والعملية، قد لا يعبر البرنامج الحزبي بالضرورة عن جميع فئات المجتمع، لأنه يختص واقعيًّا بفئة أو مجموعة معينة تؤمن بأهدافه ومبادئه، ويعبر عن مصالحهم داخل المجتمع.
2.التطابق الكامل بين منطلقات ومبادئ المشروع الانتخابي للدكتور أبو الفتوح، الذي جاء من أجل استعادة مكانة الوطن، من وجهة نظره، وبين القيم السبع (الممارسة الأخلاقية، الانضباط والالتزام، التشاركية، الشفافية، المسئولية، المحاسبية، الاحترافية) الحاكمة لأداء الحزب من ناحية، وأهداف الحزب الأربعة من ناحية ثانية، والتي جاء في مقدمتها أن تصبح مصر من أقوى 20 دولة في العالم اقتصاديًّا وعلميًّا وسياسيًّا وعسكريًّا، وتحقيق العدالة الاجتماعية وصولاً لحد أعلى من الكفاية من خلال نسق اقتصادي قائم على التنمية الإنسانية، وهي بالمناسبة من الوعود الستة الرئاسية لأبو الفتوح.
وقد وصل التشابه بين فلسفة الحزب والبرنامج الانتخابي الرئاسي لأبو الفتوح حد التطابق، في التأكيد على أن الإنسان محور عمل الحزب؛ ليس باعتباره أداةً لمشروع التنمية فقط؛ بل باعتباره هدفًا لذلك المشروع؛ وأن المسيحيين جزء من مكونات وتاريخ مصر، يتمتعون بكافة الحقوق والواجبات، ودور عبادتهم مصونة لا تمس. واحترام الهوية، حيث يؤكد الحزب في هذا الإطار أن هوية مصر الثابتة هي الانتماء العربي، مع الحفاظ على الخصوصية المصرية، والمكون الإسلامي الوسطي بما يمثله من مدرسة أصيلة منضبطة عميقة متسامحة في فهم الشرع الشريف، تقوم على التراكم العلمي، واحترام تنوع الآراء، وتوازن دوائر الهوية، واحترام التعددية الثقافية. وأن الحزب يلتزم -سلوكًا ومواقف- مبادئ الشريعة الإسلامية وما لها من أهداف ومقاصد، حيث إنها عدل، ورحمة، ومصلحة، وحكمة كلها. وأن مفهوم تطبيق الشريعة ليس ما يشيع لدى البعض حول حصرها في تطبيق الحدود، بل هو مفهوم شامل يتعلق بتحقيق مصالح البشر الأساسية المتعلقة باحتياجاتهم الضرورية.
3. تمثلت المحاور الستة التي قام عليها البرنامج الانتخابي للدكتور أبو الفتوح في: العمل السياسي والإصلاح المؤسسي، تفعيل المجتمع المدني وحماية الحريات، البناء الاقتصادي والتنمية المستقلة، السياسات الاجتماعية، السياسة الخارجية وضمان المكانة، والأمن الإنساني والقومي الشامل. وهي ليست فقط متطابقة في المعنى والمفهوم ولكن تم نقلها حرفيًّا إلى ما سُمي بالانحيازات الستة للحزب، والتي تتمثل في: زيادة تأثير المواطن في القرار السياسي (تعميق الديمقراطية التشاركية)، والانحياز للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، والانحياز للمساواة والدمج الاجتماعي، والانحياز للحريات السياسية والمدنية، والانحياز للاقتصاد المنتج، والانحياز للاستقلال التام للسياسة الخارجية من إعادة الدور الرائد لمصر في محيطها العربي، وذلك بدعم ومساندة التحول الديمقراطي، والعمل على تطوير جامعة الدول العربية ومؤسساتها بحيث تكون قادرة على: تحقيق التضامن، والتكامل العربي الاقتصادي، والسياسي، والثقافي، والعمل على إنعاش العلاقات الثقافية والسياسية مع الدول الإسلامية عبر منظمة التعاون الإسلامي، وخصوصًا الدول الإقليمية المحورية كتركيا. وتأسيس العلاقات الخارجية المصرية مع دول العالم لا سيما الولايات المتحدة الأمريكية، والاتحاد الأوروبي، والدول الكبرى الأخرى مثل الاتحاد الروسي، والصين الشعبية، على أساس الندية، والمصالح المشتركة، وتبادل المنافع، والاحترام المتبادل، ورفض الانصياع لأية ضغوط أو شروط مجحفة، وتفعيل أدوات الدبلوماسية الشعبية والقوة الناعمة لمصر.
وبذلك، يمكننا القول إنه لا يوجد اختلاف بين البرنامج الانتخابي للدكتور أبو الفتوح وحزبه، وأن التطابق ليس فقط في المضمون والمعنى ولكن في الأهداف والتطلعات والمفاهيم والألفاظ التي كتب بها. وعلى الرغم من أن البعض قد يرى أن هذا التطابق ربما يعد ميزة تحسب للمرشح الرئاسي السابق، لأنه يعبر عن وحدة الهدف، وأنه لا يوجد انفصام سياسي أو تضارب وتعارض في شخصية الدكتور أبو الفتوح ومن معه، فإن الفريق الآخر قد يرى أن هذا التماثل لا يعد ميزة على الإطلاق، حيث إن برنامج الحزب -جاء كالبرامج – غير محدد في أهدافه، وعام وشامل، ولا يحمل نقاطًا أو أشياء تميزه عن باقي الأحزاب السياسية.
يتبع