المركز العربي
للبحوث والدراسات
رئيس مجلس الادارة
عبد الرحيم علي

المدير التنفيذي 
هاني سليمان
ads
عاطف محمود دبل
عاطف محمود دبل

الدول الدينية والارتباط بالصراعات الدموية

السبت 21/نوفمبر/2020 - 08:09 م
المركز العربي للبحوث والدراسات

تعتمد أغلب الدول على مدار التاريخ على ما يعرف ب "الأيدولوجية" التي تستخدمها السلطة في الدول للسيطرة على الشعوب وكذلك تسعى لتصديرها للدول الأخرى بغية السيطرة على شعوب هذه الدول، لكن كان استخدام الأديان كأيدولوجيا كانت من أفشل التجارب التي مرت على التاريخ البشرى إذ ارتبطت السلطة السياسية بأحكام الحلال والحرام ، وكذلك الكفر والإيمان في عالم السياسة الذي لا يقبل بالأساس أحكام الصواب والخطأ ، وكانت النتيجة فكر دموي يسعى للقضاء على كل معارضة باعتبارها كفر وكذلك السعي للسيطرة على الشعوب الأخري من أجل إخضاعها لما يعتقدونه الصواب المطلق،

دائماً ما يحتد إرهاب الأديان حين يقترن بالسياسة ، ويصبح القائمين على الأديان من ذوي السلطة ، ذلك لطبيعة السياسة عند التوغل فيها ، و الذي يجعلك تنظر إلى أي شيء على اعتبار أنه علم أدنى ، وإن كنت على غير إرادة في تصرفاتك ، سترى كل شيء بالإمكان تغييره في خدمة أهدافك السياسية ، وفي هذه الخطوة تفسد الأديان وينعم بها الإرهاب.

تقوم الدراسة على عرض بعض النماذج لدول حاولت ربط الدين بالسياسة في عصور مختلفة وكذلك أديان مختلفة.. فالنتيجة كانت واحدة ، تاريخ من المذابح و الإبادة الجماعية و العنف و القتل والتكفير .

الدولة الدينية ذلك المفهوم الذي يشير الى نظام حكم يكون لرجال الدين اليد العليا في الدولة وتشريع القوانين والمتعارف عليه بــ "الثيوقراطية" ذلك المصطلح الذي يشير حكم الدين أو الحكم القائم على رجال الدين.

هذا المفهوم الحديث نسبيا يستطيع ان يمتد الى الخلف في عصور ما قبل التاريخ التي اعتاد فيها البشر الربط بين الحاكم والإله، كانت البداية في الربط التام حيث الحاكم هو الإله، ثم الفصل الجزئي تماشيا مع النضج العقلي للبشر، فأصبح الحاكم هو الصلة بين الإله والبشر فيما نستطيع أن نطلق عليه " الحاكم النصف إله " وهي المكانة التي احتفظ فيها بسلطاته المطلقة وخصائص الصواب المطلق والكلمة القانون والطاعة المرتبطة بطاعة الدين.

وقد تركزت فكرة الربط بين الدين والدولة في فترة العصور الوسطى المبكرة، والتي يشار إليها زمنيا في الفترة من القرن الخامس الميلادي وحتى القرن الخامس عشر، أي قبل ظهور الدولة القومية بمفهومها الحديث في القرن السابع عشر .

واقع العصور الوسطى وقد تزامن مع هذه الفترة مجموعة من الأحداث الهامة والمؤثرة على مجريات التاريخ الإنساني فيتم تصنيف هذه الفترة الى ما يعرف بـ " العصور الوسطى المبكرة " و هي المرحلة التي شهدت تراجع الإمبراطورية الرومانية واندثار أغلب العلوم التي ورثتها عن الحضارة اليونانية، كذلك ظهور المسلمين كقوة كبرى تسيطر على منطقة جنوب وشرق البحر المتوسط، وكذلك الدولة البيزنطية التي حفظت الكثير من ملامح حياة الاغريق والرومان.

العصور الوسطى المتوسطة وفي هذا الزمن ظهرت الحروب الصليبية وهي مجموعة من الحروب والحملات التي إنتشرت من القرن الحادي عشر وامتدت حتى أواخر القرن الثالث عشر، جاءت هذه التسمية بسبب أن الجنود كانوا يخيطون على ملابسهم رمز الصليب، وكان يحمل معاني أبعد بكثير من مجرد رمز .

وكان قد ظهر على الساحة المسلمين كفاعل قوي و مؤثر في الساحة الدولية في هذه العصور، فكانت هذه العصور تضم الحضارة الأوروبية المسيحية والحضارة الإسلامية وبينهما الحضارة البيزنطية كأبرز الفاعلين (1).

أما عن العقل الجمعي في العصور الوسطى ..

كانت عقول هذه العصور تقوم بإبتلاع طعم الحكومات التي كانت تقرن المصالح السياسية بتفسيرات النصوص الدينية وخاصة النصوص الثواني غير المقدسة، وكذلك كانت يشغل الحاكم المنصب السياسي الأعلى و كذلك المنصب الديني، فكان أمر الحاكم أمر إلهي مقدس واجب الفناء في سبيله، وانتشر كذلك مفاهيم جديدة مثل "الحروب المقدسة" و "الجهاد" و "حروب الرب" و "الفتوحات" و "أبناء الرب"، ودوى الخطابات المحفزة للجنود وشحن الأمم  وبلورة صورة أن هؤلاء الجنود هم يد الله في أرضه وأن الله معهم في كفة أمام أعداؤه الواجب ابادتهم تماما، وكان الأمر بتمامه يشحن به المعسكر المقابل، فينتج صراع دموي بين وحوش ضارية لا بشر أقل ما يملكون هي عقولهم التي في الرؤوس .

هذا من جانب الصراع بين أصحاب الديانات المختلفة، أما عن ابناء الدين الواحد فكان الصراع بين أبناء الدين الواحد أشد عتوا من نوع الصراع الأول ..

ومن أشهر الصراعات الطائفية التي حدثت داخل اصحاب الدين الواحد هى
 "حرب الثلاثون العام"، والتي كان الصورة المصدرة منها
أنها حرب بين طائفتي البروتستانت والكاثوليك, لكن الواقع كان يشير الى صراع سياسي بين أسرة الهابسبرج ومراكز القوى الأخرى داخل أوروبا حول السيطرة على العروش الأوروبية، وهي حرب بين العديد من القوى الاوروبية على الأراضي الألمانية .

 

هذه الحرب التي خرجت منها أوروبا بواحدة من أهم معاهدات الصلح في التاريخ البشري "معاهدة ويستفاليا" والتي كان من نتائجها ظهور الدولة المدنية بمفهومها الحديث، وأقرت المساواة بين جميع الأقاليم الأوروبية البروتستانتية والكاثوليكية، وأسست للمبادئ التي حكمت العلاقات الدولية، و أساس ما يعرف بــ "القانون الدولي"، لكن كانت الضحية الكبرى لهذه المعاهدة هي الكنيسة وممتلكاتها، وقد رفض ممثل البابا هذه المعاهدة بحجة أنها ليس لها شرعية ملزمة وكذلك وصفها بأنها ملعونة، وقد تجاهلت أوروبا هذا الإحتجاج ، منذ تلك اللحظة لم تعد البابوية قوة سياسية عظمى، حيث انحط شأن الدين في أوروبا. (2)

ومن هنا كانت النهاية التاريخية للدولة الدينية غير أن تمسكت بعض الدول في العالم بفكرة الربط بين الدين والدولة ومواكبة شكل الدولة الحديث من أبرز الأمثلة دولة إسرائيل، ودول أخري قد احتفظت بالشكل القديم للدولة مثل دولة الفاتيكان، غير دول ظهرت حديثا ولكن احتفظت بالنمط القديم مثل المملكة العربية السعودية، ودول تحاول العودة للنمط القديم في الربط بين الدين والدولة مثل دول تركيا و ايران وسنتعرض لبعض من هذه الدول في الدراسة .

أولاً- النموذج التركي / العثماني

سعت الدولة العثمانية منذ تأسيسها وحتى نهايتها على يد مصطفى كمال أتاتورك 1923على مدار حوالي 600 عام للتوسع على حساب الجيران من المنطقة العربية في شرق وجنوب البحر المتوسط وكذلك دول أوروبا الشرقية، فلم يستطع أحد أن يشفع لهذه الشعوب من سطوة مذابح العثمانيين التي وصلت إلى مرحلة الإبادة والتي سطرت في تاريخ هذه الشعوب آيات من الألم والسخط.

وتأتي على رأس هذه العمليات الوحشية وأشهرها على الإطلاق ما يسمى بـ (مذابح الأرمن) حيث كانت قد استعان العثمانيين بالمجموعات الكردية من أجل القضاء على الأرمن وابادتهم خشية تواطئهم مع الروس أو تحالفهم مع الثوار الأرمنيين ، فكانت عمليات ممنهجة ومخططة من أجل إبادتهم وتسطير واحدة من أبشع المذابح التي عرفها التاريخ الحديث ، فكان يتم الإستعانة بهم كحمالين للجيش العثماني ثم يتم تنفيذ عمليات القتل الجماعي بعد أن تم استنذاف قواهم البدنية تماما ، وكذلك يتم سوق قادتهم إلى إسطانبول ويتم تنفيذ عمليات الإعدام الجماعي.

وعن صورة أخرى من أشكال المذابح العثمانية، تأتي مذابح السيفو تعني السيف باللغة السريانية والتي استهدفت تصفية الآشوريين والكلدان والسريان في شرق تركيا وشمال غرب إيران، وكانت أيضا بالتعاون مع مجموعات كردية شبه نظامية.

أما عن مجازر "ديار بكر" والتي نفذها العثمانيين في ولاية ديار بكر ضد المسيحيين الأرمن والسريان ثم تحولت إلى المسيحيين بوجه عام، انطلقت من المسجد والسوق امتدت إلى المسيحيين في ديارهم. (3)

وفي "دخول مصر" الذي كان بزعم نصرة الدين والشريعة الإسلامية ولكن سرعان ما تبين النوايا السياسية من إسقاط دولة الخلافة في مصر لصالح السلطان العثماني ، كان القائد العثماني سليم خان على رأس الجيوش العثمانية سيء السمعة بدمويته وفتكه فكان يقول "إذا دخلت مصر فأحرق بيوتها قاطبة والعب في أهلها بالسيف" فكانت النية سابقة على نهب مصر و إحراق الصور الحضارية فيها فخلف قتلى أكثر مما وقع من هولاكو في بغداد وأبشع من الإنجليز والفرنسيون من بعدهم ، سقوط عشرة آلاف من العامة في يوم واحد وإحراق المساجد وإعدام المشايخ و إقتحام الجامع الأزهر وتدنيس مسجد السيدة نفيسة ، فأي دين كانوا يبتغون وأي شريعة كانوا ينفذون ؟ (4)

ثم إلى المدينة المنورة، حيث نجد في استقبالنا الحاكم العثماني (فخر الدين باشا)  الحاكم العثماني لمدينة نبي الإسلام الذي يزعم العثمانيين أنهم يدافعون عن دينه ، كان ذلك الحاكم  قد اتهم بسرقة موارد ومخطوطات من المدينة المنورة وقام بتهجير العديد من أهلها  في واقعة "سفر برلك" إلى أن وصل لمرحلة شبه إخلاء للمدينة خوفا من انضمامهم للثورة العربية وللحفاظ على المدينة تحت الراية العثمانية ، كما قد قام بتهجير الأهالي من بيوتهم لمد خط سكة حديد للمدينة لتحميل ونقل السلاح ، فحول بها المدينة وساحة المسجد لمعسكر ومخزن سلاح، وغير ذلك من اقتحام البيوت وقتل النساء والأطفال. (5)

وإن ذهبنا لسوريا لوجدنا سفاح آخر "جمال باشا" فلم تدخل الرايات العثمانية أرضا إلا وتركت وصمات الدم والآلام في تاريخ أهلها.

واليوم تحاول تركيا وبعد بناء الدولة بالأسلوب المدني الحديث تحاول استعادة أمجاد الماضي الإمبريالي عبر تصدير الثقافات القديمة عبر القوى الناعمة، وكذلك استهلاك القضايا العربية مثل القضية الفلسطينية وإطلاق الشعارات القديمة، ومؤخرا بدأت الجيوش التركية بالخروج عن حدودها على المناطق المجاورة عبر استعداد استغلال قضايا وأزمات المنطقة وعلى رأسها القضيتين السورية والليبية وكذلك الضربات التي تنتهك سيادة العراق، وكذلك التوغل السياسي في المنطقة عبر دعم قوى الإسلام السياسي في هذه البلدان.

ثانياً- النموذج الأوروبي القديم

نعود بالتاريخ إلى عام1098 حيث ما سجله التاريخ ب "الحروب الصليبية" وبخاصة الحملة الصليبية الأولى، الموقع سوريا حيث حدثت واحدة من أشهر المذابح بين الشرق والغرب "معرة النعمان"

كان الصليبيون فد وصلوا إلى مدينة معرة النعمان وحاصروها لعدة أسابيع حتى تفاوض القادة مع أهلها على تسليم المدينة مقابل تأمينهم على بيوتهم وأرواحهم ، لكن ما إن دخل الجنود الصليبيون إلى إلى المدينة حتى ارتكبوا مذبحة بشعة في أهلها وصل فيها الضحايا حد ال20 ألف ضحية وصلت الجرائم حد أكل اللحوم البشرية ، فقال المؤرخ (راو لدى كين) الذى كتبه بعد تسع سنوات من وقوع المذبحة يقول "كان جماعتنا فى المعرة يغلون وثنيين (يقصد مسلمين) بالغين فى القدور ويشكون الأولاد فى سفافيد ويلتهمونهم مشويين " كما أورد (أمين معلوف) رسالة وجهت إلى البابا فى وقتها وفيها "اجتاحت الجيش مجاعة فظيعة فى المعرة وألجأتهم إلى ضرورة جائرة هى التقوت بجثث المسلمين".

وبعد نجاح هذه الحملة انطلقت حملات أخرى لنشر المسيحية في الشمال الأوروبي منطقة البلطيق ، ورغم فشل أول هذه الحملات لكن استمرت الجيوش الأوروبية في الحملات التوالي في التوغل في الشمال حتى دانت لهم السيطرة على هذه المنطقة.

ثم "حملة كاثار" التي أطلقها البابا للقضاء على الطائفة الكثارية التي اعتبرهم زنادقة ومهرطقين، كانت الحملة تمثل سلسلة حروب استمرت حوالي 20عام يقدر الضحايا من 200000 إلى مليون ضحية.

وعلى هذا المنوال يحفل التاريخ الأوروبي القديم بهذه الحروب والحملات التي ارتبطت بمباركة الكنيسة ولكن كانت في الحقيقة لأغراض سياسية بحتة والمسيحية بريئة منها.(6)

النموذج الثالث- نموذج نشأة دولة إسرائيل

منذ وعد بلفور عملت المنظمات اليهودية على اظهار فلسطين على إنها أرض بلا شعب، فكان لزاما عليهم التخلص من عرب فلسطين المقيمين على الأرض، فاستخدموا العصابات المسلحة التي ارتكبت أبشع المذابح في حق عرب فلسطين ولعل من أبرز هذه المذابح...

"مذبحة بلدة الشيخ" 1947ارتكبت العصابات الإرهابية هذه المذبحة في بلدة الشيخ التي راح ضحيتها 600 شخص كانت البشاعة أنهم وجدوا أغلب الجثث في بيوتهم.

"مذبحة دير ياسين" من المذابح الشهيرة التي ارتكبتها العصابات المسلحة في بلدة "أبوشوشة" غرب دير ياسين، ثم انتقلت إلى دير ياسين الذي لم يفرق فيها القتل بين رجل أو امرأة ولا طفل ولا شيخ، مما أثار الذعر لدى المدنيين وعلى إثرها بدأت حملات التهجير إلى البلدان العربية المجاورة وكان على إثر هذه المذبحة أيضا قيام الحروب بين العرب واسرائيل...

واستمرت سلسلة من الصراعات بين الطرفين راح ضحيتها الآلاف من الطرفين وانهار اقتصاديات هذه الدول عدة مرات.

الخاتمة

تمثل هذه النماذج الثلاثة استخدام السياسيين للدين و تحويره وخاصة النصوص الثواني والتلاعب بالتفسيرات لإضفاء الشرعية على المطامع السياسية ، وقد تم استخدام الأديان كأيدولوچية سهلة للتوغل بين طبقات المجتمع بل وتصديرها ، فكان يتم شحن القوات بالعبارات الدينية و بدعم فكرة أنها حروب مقدسة والوعود بالنعيم في الآخرة وأنها ارادة الرب ورغبته ، وكل أديان الله منهم براء ، فلم يشرع الله دين يسفك الدماء ويستحل حرمة النفس البشرية... وهكذا لم ينصف التاريخ دولة استخدمت الدين كأداة سياسية إلا وقد انتجت علاقات دموية و فساد اجتماعي بسيطرة فكر إرهابي وتوغله بين أفراد المجتمع فينتج مسخ بشر يتعطش دوما للدماء فكانت هذه النماذج الثلاثة مجرد امثلة لتاريخ طويل من صورة إرهاب الدولة التي استخدمت الدين كستار للأطماع السياسية  او ما يعرف بالثيوقراطية، او استخدام الدين بشكل غير مباشر عن طريق السيطرة على رجال الدين للتأثير على الشعوب .

 

 

المصادر

1)    https://www.marefa.org/العصور_الوسطى

2)    https://mawdoo3.com/مفهوم_الدولة_الدينية

3)    https://smtcenter.net/archives/slider/جرائم-العثمانيين-ضد-الإنسانية-تاريخ-

4)    مذابح العثمانيين في مصر، جريدة اليوم السابع.

5)    مائة عام من جريمة “سفر برلك” العثمانية، محمد الساعد، العربية. نت

6)    ديوانية “آل رفيق الثقافية” تدشن نشاطها بمأساة “سفر برلك”، جريدة المدينة..

7)    مذبحة معرة النعمان - مقال احمد ابراهيم الشريف - جريدة اليوم السابع-  

8)    عزيز ضياء في مذكراته “حياتي بين الجوع والحب والحرب” دار التنوير، ط1 (ج1، ص 163).

9)    تاريخ الدولة العلية العثمانية”، المحامي محمد فريد بك، دار النفائس ط1، 1981، المقدمة.

10)                      فخر الدين باشا.. آخر حاكم عثماني للمدينة ظالماً أم مظلوماً، هاني ضوة، موقع مصراوي.

11)                      كتاب: ماهية الحروب الصليبية - تأليف: قاسم عبده قاسم

إرسل لصديق

ما توقعك لمستقبل الاتفاق النووي الإيراني؟

ما توقعك لمستقبل الاتفاق النووي الإيراني؟