إن
التفاعلات الاجتماعية والحراك السياسي الذي طبع المشهد العربي في السنوات الأخيرة، أفرز
العديد من التحولات في البناء الهيكلي والوظيفي والنسق الإجتماعي والقيمي للمجتمعات
العربية، وأحدث مخاضا
فكريا ونقاشا محتدما حول العديد من القضايا السياسية والفكرية والدينية التي ترتكز
عليها المنظومة القيمية العربية والإسلامية وتعتبر من ثوابتها ومكونات هويتها:كالدين
واللغة والتاريخ والديمقراطية وأسس الحكم وطبيعة الدولة والنظام السياسي..الخ،في
مساجلات ومطارحات إيديولوجية استدعت النقاش القديم المتجدد الذي شغل الساحة العربية
الإسلامية منذ عقود وعهود حول مكونات الهوية وتحدياتها بين الوافد والرافد،
الأصالة والحداثة، الثابت والمتغير، العالمي والمحلي.
إلا أن هذا النقاش
الحاد وفي غمرة التحولات الجذرية والنزعة الثورية؛ أخذ صورا من الاستقطاب والتجاذب
القَبَلِي المتطرف والتحريش الطائفي العنيف، أدى في أَحَايِينَ عدة إلى النشوز
والتقاتل بين أفراد المجتمع الواحد، وأضحى يهدد كيان الدول وأمنها المجتمعي
والفكري بكافة أبعاده.فما هو التحريش الطائفي؟وما هي تداعياته ومصادره الجلية
والخفية؟
أولاً- مفهوم التحريش الطائفي
ورد في معجم
المعاني الجامع: حرّش يحرش تحريشا فهو مُحرِّشٌ،حرّش بين المتقاتلين:أفسد
وأغرى بعضهم ببعض،هيجهم على بعض.حرّش الكلاب: هيجها.والتحريش بين الناس:إغراء
بعضهم ببعض والإفساد بينهم، وحَرَّشَ بين القوم:أفسد بينهم. 1
وورد في القاموس المحيط للفيروزآبادي:"والتحريش: الإغراء بين القوم أو
الكلاب."
2 وعن جابر قال سمعت النبي ﷺيقول:"إن الشيطان قد أَيِسَ أن يعبده
المصلون في جزيرة العرب ولكن في
التحريش بينهم."رواه مسلم أي: بإثارة
الفتن بينهم.
فالتحريش الطائفي هو:"التغرير بين الناس وتهييج بعضهم
على بعض،بتوظيف المكوِّن الطائفي سواء بإثارة المَنْزَعِ العرقي أوالإيديولوجي أوالديني
أواللغوي،بالتأويل المشوّه للخلافيات لاسْتِبْعَاثِ النعرة العصبية وكوامن الأحقاد
والضغائن مما يفضي إلى النزاع والصراع." وفي هذا المعنى تأتي قصة الأوس
والخزرج عندما سعى ذلك الفتى اليهودي للوقيعة بينهما بعدما اغتاظ لما حصل بينهما
من التآخي بعد الإسلام، فجلس بين رجلين من القبيلتين وأخذ يذكرهم بيوم بُعَاثٍ(حرب
وقعت بينهما)حتى حَمِيَ الرجلان وتنادى الفريقان وكادا يقتتلان، فأدركهم النبي ﷺ قائلا:"أَبِدَعْوَى
الجاهلية وأنا بين أظهركم!دعوها فإنها مُنْتِنَة."
إن
استغلال المكونات الإثنية والفكرية سلبيا في مجتمعاتنا هو من أكبر أسباب التحريش
الطائفي، ويتم ذلك من خلال عمليات التوجيه والتحريض والشحن والاستقطاب وإيغار
الصدور، فالتعصب الطائفي المقيت المنغلق في أطر فكرية ضيقة وجامدة، يمثل
مادة دسمة لمنظري الفوضى الخلاقة لاستغلال هذا التنوع الثقافي واللغوي والإختلاف
المذهبي وتحويله إلى مصدرٍ للتقاتل بدل التكامل، وسببا للنَّكَالِ عوض الكمال، ومِعْوَلًا
للتمزيق والتفريق بدل التعايش والتوفيق،في صورة تعكس غياب التعايش السلمي والحوار
الهادئ الرصين بين مختلف الأطياف،واحترام أدب الاختلاف،وفقه التعامل عند الخِلاف.
ثانياً- استراتيجية إدارة الصراع الطائفي في الدول
المُستَعمَرَة
لقد رصد المفكر الجزائري مالك بن نبي منذ أمد
بعيد ظاهرة خطيرة تُمَثّل أبرز عوامل الإنشراخ المجتمعي المغفُولِ عنها في مجتمعاتنا
المعاصرة، سماها "مَرَاقِبُ
الإستعمار" حيث يؤكد فيها
على دور المستعمر في ملاحظة وتوجيه حركة الأفكار في العالم الإسلامي ورصدها
وتحليلها وتوجيهها إلى الوجهة التي يريدها حتى تفقد فاعليتها وحركيتها، وهذا ما
يمكن أن يفسر جزءا مهما من الاستراتيجية الإستعمارية إبان احتلال البلاد الإسلامية
بتركيزه على ترويج الخرافة وتقديسها ومحاربة العلماء واستبدالهم بالمستَلَبِين
فكريا وضعاف العقول وتمكينهم في المجتمع، ويحلل مالك بن نبي هذه الاستراتيجية بدقة
كبيرة فيقول في كتابه: فكرة كمنويلث إسلامي في الصفحة 54:"فالإستعمار ليس من هُوّاة الرقائق الفكرية أو المولعين
بها، ولا هو من زارعي الأفكار أو مكتسبيها،فله أفكاره الخاصة به،وهو يحتفظ بها
لنفسه بغَيْرة، مفضلا بيع(أشيائه)لنا،ولكنة لكي يحافظ على احتكاره للأفكار قد مَكّنَ
على وجه الدقة في العالم لجهاز كامل من المَرَاقِبِ التي تستكشف الأفكار، وتتبع
تحركاتها باهتمام بالغ، واهتمامه بها اهتمام عملي مَحْضٌ،لأن الأمر ينحصر
بالنسبة إليه في حماية ذلك الإحتكار لنفسه،وهذا يؤول عمليا إلى صياغة فنية واستراتيجية
خاصة،ليس لدى العالم الإسلامي أي فكرة عنها.والاستعمار لا يقنع بمجرد الإستعلام
عن حركة الأفكار،فهذا شأن الفيلسوف إلا أن للإستعمار فلسفته الخاصة التي تتمثل في
التخلص من الأفكار التي تضايقه، وفي الانحراف بها عن مراميها،بتوجيهها خارج المدار
الذي أراد أصحابها استبقاءها فيه. كيف يتخلص من فكرة معينة؟ كيف ينحرف بها
ويوجهها خارج مدارها؟ هاهنا بالذات تتجلى عبقرية الاستعمار الجهنمية." 3
إن هذه الاستراتيجية التي تفطن لها بن نبي
منذ عقود، قد تأسست لأجل تطويرها في العالم الغربي غرفُ التفكير الاستراتيجي
ومراكزُ الأبحاث للإستشراف المستقبلي ومخابرُ
فكرية متخصصة في جغرافيا الإثنيات اللغوية والعرقية للدول، واستراتيجيات تنمية وإدارة
الصراع الفكري بها.ولا أدل على هذه الحقيقة في تاريخنا العربي الحديث من قصة
الجاسوس البريطاني توماس إدوارد لورانس(1888- 1935)المشهور ب"لورانس العرب"
الذي نحج في تأليب القبائل العربية على الدولة العثمانية وتأجيج الفتن بينهم
وجعلهم في حالة صدام دائم مما أفضى إلى تفككهم لاحقا؛4 وفق
اتفاقية سايكس بيكو، وهذا ما يؤكد لنا إلى اليوم حالة الإضطراب وغياب الحصانة الفكرية
والتعصب الأيديولوجي المقيت بين مختلف الأطياف والتركيبات المجتمعية في الدول
العربية، ناهيك عن مظاهر الإستلاب والإغتراب والغزو الثقافي التي ساهمت في ضعف آلة
الإجتهاد والإبداع في مجتمعاتنا، وهو مؤشر على ضعف قاعدتنا المفاهيمية والفكرية
وانعدام فعاليتها.
ثالثاً-
الدوائر والمخابر المتخصصة في جغرافيا
الإثنيات عبر العالم
تتخصص هذه المراكز في دراسة مختلف المذاهب
والعرقيات والملل والنحل سواء ذات الخلفية الدينية أو المذهبية أو اللغوية أو السياسية أو الفكرية، وتحدد مراكزها
وتفاعلاتها وترابطاتها العلائقية مع مجتمعاتها المحلية، والدافع في ذلك ليس
أنتروبولوجيا أو سوسيولوجيا، كما أشار إلى ذلك مالك بن نبي سابقا، بقدر ما هو عمل
استخباراتي له أهداف تتعلق بالنفوذ وبالأمن القومي والمجال الحيوي والتوسع
الإيديولوجي والثقافي للدول الكبرى، وبصفة أخص الدول الإستعمارية التقليدية، التي
تسعى للمحافظة على إرثها الحضاري والثقافي بالدول المستعمَرة التي زرعت فيها بذور
الولاء وبؤر الاحتواء التي تمكّنها من المحافظة على الجسور التاريخية بينها وبين
مستعمراتها.
ولا شك أن هذا التواصل لا يقف عند حدوده
الثقافية أو الأيديولوجية فحسب، بل يمتد إلى جوانب أكثر أهمية ترتبط بالاقتصاد
وأسواق ومجالات الاستثمار والامتيازات والأولويات التي تحظى بها في هذه الدول،
وكذا نوعية العلاقات السياسية والمواقف المرتبطة بقضايا الأمن والتعاون الإقليمي والدولي.
فالمخابر الاستخباراتية الأجنبية المتخصصة
في جغرافيا الإثنيات العرقية واللغوية تدرك جيدا مواطن " الانشراخ
المجتمعي" الموجودة في الدول العربية خصوصا ذات النظم التسلطية، وتتخذ من
التعدد الهوياتي مدخلا للتقسيم والتهشيم من خلال خلق ولاءات "فوق وطنية"
لهويات مُصَغّرة، أي خلق انتماء أقوى لهذه الهويات المصغرة على حساب الهوية
الوطنية، ومحاولة فرضها على اللاشعور الجمعي للشعوب من خلال استحضار فكرة
المظلومية والاستعداء وإنشاء الرموز السيميولوجية الخاصة، عن طريق عمليات
"الغرس الثقافي" و"الإحلال الثقافي" التي تبدأ بالصدمة وتنتهي بالإقرار والإيمان بالفكرة والدفاع عنها ضد كل من
يعاديها، حيث يتم تطعيم هذه الفكرة بعامل "الإستعداء" أي الإحساس
بالعدو المتربص الذي يريد الفتك بهويتك، إضافة إلى فكرة"المظلومية
التاريخية" مما يجعل تلك الجماعات تستميت في الدفاع عن هويتها ورموزها وعَلَمِهَا
وثقافتها كنوع من المناعة الذاتية ضد كل مخالف مصنف في المخيال الجمعي كعدو.
وهذه الاستراتيجية أثارت نعرات طائفية في العديد من بؤر العالم لا سيما
الدول العربية منها، التي تقع ضمن دوائر جغرافية وإثنية حساسة، كقضية الأكراد بين
العراق وسوريا وتركيا، وكلنا ندرك ما حدث مع مسألة انفصال إقليم كردستان العراق،
وقضية السنة والشيعة في العراق وما جرى بينهما من تحريش أدى إلى التقاتل والتنافر
والاستغلال السياسي من أطراف محلية ودولية، وقضية الأمازيغ في شمال إفريقيا
والمحاولات المتكررة لمحاكاة النموذج الكردي على دول المنطقة، بإثارة القوميات
والنعرات الطائفية وصناعة الأعداء، وكذا محاولة إيجاد مجموعات إنفصالية مصطنعة
وحشد التأييد لها وإحلالها تدريجيا في المجتمعات، بداية من القرى والمداشر
المعزولة والتي –في الغالب- تعاني نقصا في التنمية والمستوى المعرفي وتنامي نسب
الفقر والأمية مما يجعلها سهلة المنال والاستدراج.
وقد وقعت محاولات للتحريش الطائفي وإثارة الفتنة
في الجزائر فيما عرف بأزمة غرداية في 2014، بين المكون المزابي (أحد فروع الأمازيغ)
والمكون العربي (الشعانبة) أين ساهمت أطراف خارجية وأخرى داخلية في تأجيج الأحقاد
مستندين على آراء واجتهادات تاريخية تم استحضارها بغرض تغذية أطراف الصراع،
واستغلال أخطاء وممارسات السلطة والإدارة المحلية، قبل أن يتدخل الأعيان وأهل
الصلح وتُطفَأَ نار الفتنة. ومثلها قضية انفصال بلاد القبائل التي تقودها حركة MAK (الحركة من أجل إستقلال منطقة القبائل)التي تأسست سنة 2010 وتتخذ من باريس عاصمة لها وقد أسسها المدعو: فرحات
مهني، وهي جماعة أمازيغية متطرفة تنادى باستقلالية منطقة القبائل في الجزائر التي
تعتبرها كيانا محتلا حل مكان الاحتلال الفرنسي، وتحظى بدعم مادي ولوجستي كبير جدا
من فرنسا التي ساهمت في نشأتها وترخص لاجتماعاتها ومسيراتها وتوفر لها كافة
الإمكانات للعمل والنشاط، رغم وضوح أجندتها الإنفصالية.
رابعاً-
التحريش الطائفي والأمن الفكري والمجتمعي في ظل تحديات العولمة
لقد ساهمت
التكنولوجيات التواصلية الحديثة في كَوْنَنَةِ العلاقات الدولية وربط المجتمعات
والأفراد عبر شبكات عالمية، يتم من خلالها تبادل الأفكار والآراء والتأثر والتأثير
بمختلف الثقافات والمعتقدات.
وفي خضم هذه التفاعلات والتجاذبات الفكرية
المتضاربة، يشتد الحديث عن مسألة التعدد الطائفي والإثني والعرقيات المختلفة، خاصة
مع اكتساح وسائل الإعلام والاتصالات الحديثة وانكشاف العالم والشعوب على بعضها
بفعل العولمة والتواصل الإنساني، الأمر الذي -في حال انعدام الوعي- قد يولد صراع
الحضارات والأجيال وصراع الطوائف والملل داخل المجتمع الواحد، وهذا ما يجعل المجتمع
أمام مهددات الاغتراب والاستيلاب والإرهاب، خصوصا مع توسع استعمال وسائل التواصل
الاجتماعي واستغلالها لأهداف مشبوهة، إذ أضحت في الآونة الأخيرة أحد أدوات إثارة
النعرات الطائفية والفتن الداخلية بين أهل الوطن الواحد بسبب استغلالها كأداة
لإيقاد جذوة التعصب للقوميات والإنتماءات الإثنية بروح إقصائية عدائية.
إن الاصطفاف الإيديولوجي والتحريش الطائفي يؤدي
في الغالب إلى الصراع وتفكك الروابط الإجتماعية، ولتجنبه
والعمل على تحقيق الأمن الفكري والمجتمعي خاصة في مجتمعاتنا العربية التي تقع تحت
تأثيرات العولمة المعرفية والتواصلية، يجب التعامل مع مسار التحولات الكونية
وتفاعلاتها التي قد تأتي على الهويات الجزئية ببعض المسخ أو التشويه أو التمييع، ببناء
وعي مجتمعي عام وبالتعامل الإيجابي مع تحديات العولمة وذلك من خلال:
1-
التأسيس للتفكير
النقدي البنائي؛ أي التفكير الذي يثمن المحاسن ويعززها ويبين الأخطاء
يصححها، وليس التفكير الإقصائي الهادم الذي يولد الغرور والإستعلاء والنظرة
الدونية للآخر.
2-
تجنب التفكير السلطوي الأحادي الذي يفضي إلى الإقصاء
ويدفع نحو العنف الفكري، كمقدمة طبيعية للعنف السلوكي، وهذا عمل شامل يبدأ من
الأسرة إلى المدرسة بصفة أدق وأهم.
3-
التأكيد
على نسبية الاجتهادات البشرية والآراء الشخصية والأفكار والمذاهب والأحزاب، فلا
أحد يمتلك الحقيقة المطلقة والعصمة الكاملة، فالنظر للمخالف يجب أن يتأسس وفق هذه
الخلفية التي تشمل جميع البشر، وتقيهم شر التعصب الأعمى المفضي إلى الكراهية
والإقصاء، ولهذا كان الإمام مالك بن أنس رحمه الله يقول:"كلٌّ يؤخذ من
قوله ويُردُّ إلا صاحبَ هذا القبر؟ويشير إلى قبر الرسول صلى الله عليه وسلم."
4- العمل على تأسيس قيم الحوار والمجادلة الراشدة
والمطارحات العلمية الراقية والمساجلات الفكرية الهادفة، عبر قنوات الإعلام
والنوادي والملتقيات الفكرية، كما كانت عليه الأمة في قرونها الزاهرة بالعلم
والمعرفة.
5- تأصيل ثقافة احترام الإختلاف التَّنَوُّعِي والنقد البناء والاعتراف بالخطأ بعيدا
عن ضروب الطعن والسب والتنقّص والمكابرة، كمِثْلِ ما كان عليه أسلافنا الأفاضل،
فعمر رضي الله عنه كان يقول:"الرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل"والإمام
الشافعي رحمه الله قال:"ما جادلت أحدا إلا وأحببت أن يُظهر الله الحق على
لسانه."
6- الإلتزام بوصايا الرسول ﷺفي أَبْلَغِ خُطَبِهِ العصماء، خطبةِ حجة
الوداع حين قال:"تَعْلَمُنَّ أن كل مسلم أخ للمسلم وأن المسلمين إخوة..
وستلقون ربكم فلا تَرْجِعُنَّ بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض..أيها الناس:إن ربكم
واحد وإن أباكم واحد، كلكم لآدم وآدم من تراب، لا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى،
ألا هل بلغت اللهم اشهد."
7-
إصلاح المنظومات التعليمية وتطويرها لتكون متساوقة مع
تحديات العصر ومخاطره، وغرس القيم الأساسية التي تساعد المتعلم على الإندماج السلس
في محيطه الإجتماعي وتقبل الآخر واعتبار الإختلاف قيمة مضافة لا مثلبة أو نقيصة.
8-
ضرورة الاهتمام بالوعي الرقمي والتكنولوجي خاصة داخل
المؤسسات التربوية في الأطوار الثلاث الأولى، وتكوين الأساتذة في مجال علم النفس
التربوي وعلم نفس المراهق ومجال الإعلام الآلي لبيان آثار التكنولوجيات الرقمية
الحديثة وسبل استثمارها في الميدان المعرفي والعلمي وكشف مخاطرها مع الاستماع
لانشغالات الطلبة وتوجيههم نحو الرأي الصائب.
9-
ضرورة الإنتقال من الاستراتيجية الدفاعية والحمائية إلى الاستراتيجية الوقائية
والتنافسية والاستباقية، ومن الأمن الاجتماعي التقليدي إلى الأمن الفكري
والمعلوماتي والأمن السايبيري، فمنطلق كل جريمة هو انحراف على مستوى الفكر.
10-
إن أكبر تحدٍ في العصر الرقمي الحديث الذي يشهد ثورة
معلوماتية متزايدة ومتسارعة هو تحقيق شروط ومقومات الأمن الفكري والديني والثقافي،
فالفكرة تقاوم بالفكرة وليس بالرصاصة، فامتلاك المقدرة التكنولوجية وكفاءة الإقناع
ومعرفة المداخل الحديثة للتأثير في توجهات الشباب وتعديلها يساهم في تحقيق الأمن
المجتمعي وتكريس قيم التعايش السلمي وتقبل الآخر والحوار الهادف.
11-
العمل على تنمية مختلف الأقاليم من الناحية الاقتصادية
والثقافية والاجتماعية والرياضية والتعليمية، خاصة تلك التي تعتبر "بؤرا
إنشراخية" وتوفير مناصب العمل وأسباب العيش الكريم وتطوير المرافق العامة بصورة
متساوية مع بقية الأقاليم والمدن.
12- سن قوانين عدم التمييز العنصري على أساس إثني أو طائفي أو لغوي وتجريم خطاب التحريض أو الاستهزاء بالقيم الهوياتية ومكوناتها الدينية والثقافية واللغوية والعرقية، لأجل المحافظة على اللحمة المجتمعية والإنسجام والترابط العضوي بين المجتمع.
المراجع
[1] معجم المعاني الجامع مادة:حَرَشَ.
2مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزآبادي، القاموس المحيط.بيروت:
دار الفكر، 2005،ص 530.
3مالك بن نبي، فكرة كمنويلث إسلامي.دمشق: دار الفكر، 2000،ص54.
4ترجمة حول لورانس العرب من موقع ويكيبيديا.