داعش والقاعدة: ملامح الصراع القادم في اليمن
الإثنين 12/أكتوبر/2015 - 10:53 ص
د.أحمد موسى بدوي
ظل الصراع قبل تدخل قوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، ثنائيا بين الرئيس اليمني والموالين له، والحوثيين وعلي عبد اللـه صالح والموالين لهما. وبقيت القاعدة بتنظيمها الجديد (أنصار الشريعة) في حالة كمون انتظارا لمرحة إنهاك كلا الطرفين المتصارعين، في حين أقدم داعش على تنفيذ عدد محدود من العمليات، لإعلان وجوده على الأرض اليمنية. وبعد النجاحات المتوالية للمقاومة الشعبية مدعومة بقوات التحالف، يفاجأ تنظيم داعش الجميع، بتنفيذ عملية كبيرة استهدفت نسف مقر الحكومة اليمنية في عدن، الأمر الذي يزيد من تعقد المشهد اليمني. فهل ينتقل اليمن إلى طور جديد من أطوار الصراع؟ وما السيناريوهات المحتملة بعد تفجيرات عدن الأخيرة؟
خدع علي صالح الجميع بتطوير علاقات متشابكة مع تنظيم القاعدة، ظاهرها العداء وباطنها التعاون. في سياق سعيه لاستمرار هيمنة أسرته على كرسي الحكم
أولا: تنظيم القاعدة في اليمن .. وإعادة التمركز
من المعلوم أن اليمن كان المحطة الأولى للعائدين من أفغانستان، لأسباب عدة، أهمها إمكانية الوصول إلى الأراضي اليمنية، وارتباط أسامة بن لادن (وهو سعودي من أصل يمني) بعلاقات وثيقة بالقبائل اليمنية، وقدرته على استمالة هذه القبائل بكل السبل. وساعد على إنجاح عملية التوطين أن عددا كبيرًا من اليمنيين وخاصة من الجنوب، كانوا ضمن المجاهدين في أفغانستان. والمرجح أن القاعدة لم تتمكن من دخول اليمن إلا بعد اتفاق ما بين علي عبد اللـه صالح، وأجهزة مخابرات إقليمية ودولية.
بعد أن أصبح اليمن الجنوبي المحطة الرئيسية للعائدين من أفغانستان، وطوال الوقت والقاعدة تحرص على توثيق علاقتها بالفضاء القبلي- الشافعي المحيط بها. تمتلك أدوات البقاء ولا تملك أدوات الهيمنة على المجتمع اليمني. ظلت القاعدة ترقب المشهد في أعقاب الثورة اليمنية، دون أن يكون لها تدخل كبير في مجرى الأحداث، ولم تنخرط في الصراع الدائر بين القوات الموالية للشرعية، وقوات الحوثيين وصالح، مكتفية بعمليات محدودة ومتباعدة لتأكيد وجودها.
ويبدو أن علي صالح خدع الجميع (اليمنيين، والقوى الإقليمية، والقوى الكبرى) بتطوير علاقات متشابكة مع تنظيم القاعدة، ظاهرها العداء وباطنها التعاون. ففي سياق سعيه لاستمرار هيمنة أسرته على كرسي الحكم، وكما يذهب سمير الشميري في كتابه (سوسيولوجيا الثورة الشعبية اليمنية،2012)، قام بإضعاف وخلخلة الجيش الرسمي للدولة، وسلب قواه وإدخاله في حروب جانبية مع القاعدة وباتفاق معها، وفي حروب ست مع الحوثيين. ثم بدأ في تأسيس قوات موازية (الحرس الجمهوري، القوات الخاصة، الأمن المركزي، الأمن القومي)، تحت إمرة أبنائه وأبناء ابن أخيه وأفراد عائلته. لتبقى هذه القوات بعيدة عن المعارك، محتفظة بكامل عتادها وأفرادها. لذلك حين انقلب على شرعية الرئيس هادي، كان على يقين بأنه يملك القوة على الأرض.
نعود للقاعدة، بعد عاصفة الحزم، فنجد أن التنظيم تمكن بسهولة من ملء الفراغ الناتج عن انسحاب القوات الموالية لصالح من مدينة المكلا في إقليم حضرموت، واستيلائه على معدات الجيش في المنطقة بما في ذلك الأسلحة الثقيلة، وجرى الأمر كأنه عملية تسليم وتسلم للمعدات. وبطبيعة الحال لم يكن ممكنا أن يوسع التحالف جبهة القتال بضرب القاعدة في المكلا.
غير أن التنظيم بخبرته، على دراية بأنه لا يمكن أن يؤسس لقاعدة دائمة في حضر موت، فمعظم الإقليم عباره عن أراض صحراوية. ما يجعله فريسة سهلة في حال تغلب أحد الأطراف في الصراع الدائر الآن في اليمن. والتنظيم يقع بالفعل في مرمى ضربات الطائرات الأمريكية بدون طيار، التي نجحت في الشهور الماضية من قتل عدد كبير من قيادات القاعدة، أهمهم قائد التنظيم ناصر الوحيشي.
وليس من المنتظر أن تتخلى القاعدة عن إستراتيجيتها في تأسيس الدولة الإسلامية في اليمن، تمهيدا لإعلان الخلافة الإسلامية في جزيرة العرب، وليس من المتوقع أن تنخرط كوادر القاعدة تحت لواء تنظيم داعش المنافس لها. على معنى أن القاعدة، لا بد أنها تخطط مستقبلا لإعادة التمركز في المناطق الجبلية التي يمكن أن تصل إليها. ولديها بالفعل مناطق نفوذ داخل محافظات الجنوب، وربما يشهد المستقبل القريب، تدخل قوات القاعدة في الصراع الدائر إذا حانت الفرصة لذلك.
ولا يخفى على القارئ أن وضع القاعدة في اليمن، يختلف عن وضعها في بقية أرجاء منطقة الشرق الأوسط، فمعظم كوادر القاعدة في اليمن من شباب القبائل. ساعد على استقطابهم، غياب خدمات الدولة قبل وبعد الثورة، وتدني الأحوال المعيشية لغالبية السكان، وانتشار الفساد والفقر والأمية في تركيبة سكانية أغلبها فئاتها في عمر الشباب. أي أن التنظيم يتمتع بالعصبية الدينية والقبلية في بعض المناطق التي يتواجد فيها. ويجمع في مناطق أخرى– خاصة الشمالية- بين العصبية الدينية والمذهبية والقبلية. الأمر الذي يصعب مهمة الدولة اليمنية -حال استقرارها- في القضاء على هذا التنظيم، والمحتمل أن يظل شوكة في ظهر الدولة لفترات طويلة قادمة. وفي كل الأحوال، فإن من مصلحة التنظيم أن تبقى المواجهات العسكرية بين التحالف والحوثيين وصالح دون حسم، حتى يتمكن التنظيم من ترتيب أوراقه وإعادة التمركز.
ثانيا: تنظيم داعش ... عدو كل الأطراف
مع أن داعش والقاعدة يسعيان إلى تحقيق غاية واحدة، وهي تأسيس الخلافة الإسلامية، فإن الخلاف بينهما قائم على مراحل تحقيق هذه الغاية. فقد حسمت القاعدة أمرها بمواجهة العدو البعيد أمريكا والغرب وإسرائيل، مع الاحتفاظ بدفع ضرر الاعتداء عليها في حالة العدو القريب الأنظمة العربية. وفي المقابل، ينطلق تنظيم داعش من إستراتيجية تقوم على أن الخلافة لن تقوم إلا بمواجهة كل الأنظمة العربية وغير العربية، حيث يعتبرهم التنظيم كفرة يجب قتالهم وممارسة العنف المفرط معهم لتحقيق تلك الغاية.
ولم تسلم قيادات القاعدة من التكفير، فقد اتهمت داعش الظواهري بالكفر العلني لقبوله الديمقراطية عمليا وإقراره الثورات العربية ونهجها السلمي في التغيير. على معنى أن داعش تعتبر نفسها في عداء مع كل أطراف الصراع في اليمن.
توازى مع الصراع الدائر بين الحوثيين والرئيس الشرعي، صراع من نوع آخر بين القاعدة وتنظيم داعش في اليمن، بدأ في إبريل 2013، في أعقاب تنصيب البغدادي لنفسه خليفة للدولة الإسلامية في العراق والشام، وما تبعه من إعلان أيمن الظواهري، زعيم القاعدة، أن جبهة النصرة هي الممثل الشرعي لتنظيمه في سورية. ولا شك أن التمدد السريع لداعشفي العراق والشام وليبيا، شجعه على الإعلان عن ذاته في اليمن. وفي المقابل يواجه تنظيم القاعدة في اليمن عديد المشكلات والأزمات، وأهمها اختراق أجهزة المخابرات الأمريكية لعناصره، ما أدى كما ذكرنا إلى نجاح عمليات استهداف قادة التنظيم خلال الشهور الماضية.
من المعلوم أن اليمن كان المحطة الأولى للعائدين من أفغانستان، لأسباب عدة، أهمها إمكانية الوصول إلى الأراضي اليمنية، وارتباط أسامة بن لادن (وهو سعودي من أصل يمني) بعلاقات وثيقة بالقبائل اليمنية، وقدرته على استمالة هذه القبائل بكل السبل. وساعد على إنجاح عملية التوطين أن عددا كبيرًا من اليمنيين وخاصة من الجنوب، كانوا ضمن المجاهدين في أفغانستان. والمرجح أن القاعدة لم تتمكن من دخول اليمن إلا بعد اتفاق ما بين علي عبد اللـه صالح، وأجهزة مخابرات إقليمية ودولية.
بعد أن أصبح اليمن الجنوبي المحطة الرئيسية للعائدين من أفغانستان، وطوال الوقت والقاعدة تحرص على توثيق علاقتها بالفضاء القبلي- الشافعي المحيط بها. تمتلك أدوات البقاء ولا تملك أدوات الهيمنة على المجتمع اليمني. ظلت القاعدة ترقب المشهد في أعقاب الثورة اليمنية، دون أن يكون لها تدخل كبير في مجرى الأحداث، ولم تنخرط في الصراع الدائر بين القوات الموالية للشرعية، وقوات الحوثيين وصالح، مكتفية بعمليات محدودة ومتباعدة لتأكيد وجودها.
ويبدو أن علي صالح خدع الجميع (اليمنيين، والقوى الإقليمية، والقوى الكبرى) بتطوير علاقات متشابكة مع تنظيم القاعدة، ظاهرها العداء وباطنها التعاون. ففي سياق سعيه لاستمرار هيمنة أسرته على كرسي الحكم، وكما يذهب سمير الشميري في كتابه (سوسيولوجيا الثورة الشعبية اليمنية،2012)، قام بإضعاف وخلخلة الجيش الرسمي للدولة، وسلب قواه وإدخاله في حروب جانبية مع القاعدة وباتفاق معها، وفي حروب ست مع الحوثيين. ثم بدأ في تأسيس قوات موازية (الحرس الجمهوري، القوات الخاصة، الأمن المركزي، الأمن القومي)، تحت إمرة أبنائه وأبناء ابن أخيه وأفراد عائلته. لتبقى هذه القوات بعيدة عن المعارك، محتفظة بكامل عتادها وأفرادها. لذلك حين انقلب على شرعية الرئيس هادي، كان على يقين بأنه يملك القوة على الأرض.
نعود للقاعدة، بعد عاصفة الحزم، فنجد أن التنظيم تمكن بسهولة من ملء الفراغ الناتج عن انسحاب القوات الموالية لصالح من مدينة المكلا في إقليم حضرموت، واستيلائه على معدات الجيش في المنطقة بما في ذلك الأسلحة الثقيلة، وجرى الأمر كأنه عملية تسليم وتسلم للمعدات. وبطبيعة الحال لم يكن ممكنا أن يوسع التحالف جبهة القتال بضرب القاعدة في المكلا.
غير أن التنظيم بخبرته، على دراية بأنه لا يمكن أن يؤسس لقاعدة دائمة في حضر موت، فمعظم الإقليم عباره عن أراض صحراوية. ما يجعله فريسة سهلة في حال تغلب أحد الأطراف في الصراع الدائر الآن في اليمن. والتنظيم يقع بالفعل في مرمى ضربات الطائرات الأمريكية بدون طيار، التي نجحت في الشهور الماضية من قتل عدد كبير من قيادات القاعدة، أهمهم قائد التنظيم ناصر الوحيشي.
وليس من المنتظر أن تتخلى القاعدة عن إستراتيجيتها في تأسيس الدولة الإسلامية في اليمن، تمهيدا لإعلان الخلافة الإسلامية في جزيرة العرب، وليس من المتوقع أن تنخرط كوادر القاعدة تحت لواء تنظيم داعش المنافس لها. على معنى أن القاعدة، لا بد أنها تخطط مستقبلا لإعادة التمركز في المناطق الجبلية التي يمكن أن تصل إليها. ولديها بالفعل مناطق نفوذ داخل محافظات الجنوب، وربما يشهد المستقبل القريب، تدخل قوات القاعدة في الصراع الدائر إذا حانت الفرصة لذلك.
ولا يخفى على القارئ أن وضع القاعدة في اليمن، يختلف عن وضعها في بقية أرجاء منطقة الشرق الأوسط، فمعظم كوادر القاعدة في اليمن من شباب القبائل. ساعد على استقطابهم، غياب خدمات الدولة قبل وبعد الثورة، وتدني الأحوال المعيشية لغالبية السكان، وانتشار الفساد والفقر والأمية في تركيبة سكانية أغلبها فئاتها في عمر الشباب. أي أن التنظيم يتمتع بالعصبية الدينية والقبلية في بعض المناطق التي يتواجد فيها. ويجمع في مناطق أخرى– خاصة الشمالية- بين العصبية الدينية والمذهبية والقبلية. الأمر الذي يصعب مهمة الدولة اليمنية -حال استقرارها- في القضاء على هذا التنظيم، والمحتمل أن يظل شوكة في ظهر الدولة لفترات طويلة قادمة. وفي كل الأحوال، فإن من مصلحة التنظيم أن تبقى المواجهات العسكرية بين التحالف والحوثيين وصالح دون حسم، حتى يتمكن التنظيم من ترتيب أوراقه وإعادة التمركز.
ثانيا: تنظيم داعش ... عدو كل الأطراف
مع أن داعش والقاعدة يسعيان إلى تحقيق غاية واحدة، وهي تأسيس الخلافة الإسلامية، فإن الخلاف بينهما قائم على مراحل تحقيق هذه الغاية. فقد حسمت القاعدة أمرها بمواجهة العدو البعيد أمريكا والغرب وإسرائيل، مع الاحتفاظ بدفع ضرر الاعتداء عليها في حالة العدو القريب الأنظمة العربية. وفي المقابل، ينطلق تنظيم داعش من إستراتيجية تقوم على أن الخلافة لن تقوم إلا بمواجهة كل الأنظمة العربية وغير العربية، حيث يعتبرهم التنظيم كفرة يجب قتالهم وممارسة العنف المفرط معهم لتحقيق تلك الغاية.
ولم تسلم قيادات القاعدة من التكفير، فقد اتهمت داعش الظواهري بالكفر العلني لقبوله الديمقراطية عمليا وإقراره الثورات العربية ونهجها السلمي في التغيير. على معنى أن داعش تعتبر نفسها في عداء مع كل أطراف الصراع في اليمن.
توازى مع الصراع الدائر بين الحوثيين والرئيس الشرعي، صراع من نوع آخر بين القاعدة وتنظيم داعش في اليمن، بدأ في إبريل 2013، في أعقاب تنصيب البغدادي لنفسه خليفة للدولة الإسلامية في العراق والشام، وما تبعه من إعلان أيمن الظواهري، زعيم القاعدة، أن جبهة النصرة هي الممثل الشرعي لتنظيمه في سورية. ولا شك أن التمدد السريع لداعشفي العراق والشام وليبيا، شجعه على الإعلان عن ذاته في اليمن. وفي المقابل يواجه تنظيم القاعدة في اليمن عديد المشكلات والأزمات، وأهمها اختراق أجهزة المخابرات الأمريكية لعناصره، ما أدى كما ذكرنا إلى نجاح عمليات استهداف قادة التنظيم خلال الشهور الماضية.
اتهمت داعش الظواهري بالكفر العلني لقبوله الديمقراطية عمليا وإقراره الثورات العربية ونهجها السلمي في التغيير. لذلك فإن داعش تعتبر نفسها في عداء مع كل أطراف الصراع في اليمن
في أعقاب تنصيب البغدادي خليفة لداعش، جرت اتصالات ولقاءات بين ممثلي داعش وناصر الوحيشي، زعيم القاعدة في اليمن وجزيرة العرب، لحثه على الاندماج ومبايعة البغدادي، ورفض الوحيشي وجدد البيعة لأيمن الظواهري. وفي المقابل سعى مجلس شورى القاعدة إلى تصعيد وجوه شابة جديدة في مواقع القيادة، لكي يتفادى التفكك والاندماج المحتملين.
خلال الفترة الماضية، أعلنت داعش عن تبنيها لعدد من التفجيرات التي استهدفت المساجد الزيدية، وراح ضحيتها أعداد كبيرة من المواطنين الأبرياء. وربما تطرق البعض إلى فكرة أن داعش تناصر من طرف خفي المقاومة الشعبية اليمنية، بينما تناصر القاعدة من طرف خفي قوات علي عبد اللـه صالح. غير أن التفجيرات الكبيرة الأخيرة التي استهدفت مقر الحكومة في أحد فنادق عدن، تثبت خطأ تلك الادعاءات.
والمتأمل في تفاصيل العملية، يمكن أن يقف على القوة المتنامية التي أصبح عليها تنظيم داعش في اليمن، فالفندق المذكور استهدف بصاروخين، وسيارة مفخخة، وتزامن مع الهجوم انفجار سيارة مفخخة أمام معسكر القوات الاماراتية، وآخر في مسكن يقطنه عدد من موظفي الخدمات الطبية التابعين للهلال الأحمر الاماراتي. عمليات متزامنة بهذا الحجم، وداخل مدينة عدن، تعني أن تنظيم داعش لديه الإمكانات البشرية والمادية، والدعم اللوجستي الكافي لتنفيذ المزيد من العمليات في أي مكان داخل اليمن.
ثالثا: ملامح الصراع القادم في اليمن
ليس أمام اليمن الكثير من الخيارات، فالأمور تتجه نحو الأسوأ، والسيناريوهات المحتملة كالتالي:
السيناريو الأول: استمرار الحرب دون حسم، فعلى الرغم من النجاحات التي تحققها القوات الشرعية المدعومة من التحالف العربي، فإن دخول داعش، ومن بعدها القاعدة كما هو متوقع إلى حلبة الصراع، سوف يؤدي إلى المزيد من الفوضى وانهيار الدولة. لأن الحسم يستلزم التدمير الكامل لقوة صالح والحوثيين العسكرية، وتقويض تنظيمي القاعدة وداعش، وهو أمر شبه مستحيل.
السيناريو الثاني: أن يقبل تحالف صالح-الحوثي، بالمشاركة في مفاوضات تسوية الأزمة التي ترعاها الأمم المتحدة، وعلى أساس وثيقة مخرجات الحوار التي تحقق آمال الغالبية العظمى من اليمنيين، وفي هذه الحالة، يمكن أن تستعيد الدولة تماسكها، وتستطيع التصدي لتنظيم داعش، وتمنع إعادة تمركز تنظيم القاعدة.
السيناريو الثالث: أن ينفجر تحالف صالح- الحوثي من الداخل، وتقبل القوات الموالية لصالح بوضع السلاح، والتخلي عن الحوثيين، ويبدو أن هناك مساعي حثيثة لتحقيق هذا السيناريو، مقابل تأمين أسرة علي صالح. ما يعني العودة مجددًا إلى أجواء المبادرة الخليجية الثانية لحل الأزمة اليمنية.
السيناريو الرابع: في حال عدم الحسم المتوقعة في الحرب الدائرة، والتكاليف الباهظة التي تتكبدها قوات التحالف، ربما تقبل دول التحالف، بإجراء استفتاء على انفصال الجنوب، ونتيجته معروفة سلفا، ما يؤدي إلى إعلان دولة الجنوب، لتولد وهي في حالة حرب مع شمال اليمن، ومع تنظيم القاعدة في ساحل حضرموت. بينما يقع اليمن الشمالي بين شقي الرحى. ويبقى المواطن اليمني شمالا وجنوبا هو الخاسر الأول والأخير.
خلال الفترة الماضية، أعلنت داعش عن تبنيها لعدد من التفجيرات التي استهدفت المساجد الزيدية، وراح ضحيتها أعداد كبيرة من المواطنين الأبرياء. وربما تطرق البعض إلى فكرة أن داعش تناصر من طرف خفي المقاومة الشعبية اليمنية، بينما تناصر القاعدة من طرف خفي قوات علي عبد اللـه صالح. غير أن التفجيرات الكبيرة الأخيرة التي استهدفت مقر الحكومة في أحد فنادق عدن، تثبت خطأ تلك الادعاءات.
والمتأمل في تفاصيل العملية، يمكن أن يقف على القوة المتنامية التي أصبح عليها تنظيم داعش في اليمن، فالفندق المذكور استهدف بصاروخين، وسيارة مفخخة، وتزامن مع الهجوم انفجار سيارة مفخخة أمام معسكر القوات الاماراتية، وآخر في مسكن يقطنه عدد من موظفي الخدمات الطبية التابعين للهلال الأحمر الاماراتي. عمليات متزامنة بهذا الحجم، وداخل مدينة عدن، تعني أن تنظيم داعش لديه الإمكانات البشرية والمادية، والدعم اللوجستي الكافي لتنفيذ المزيد من العمليات في أي مكان داخل اليمن.
ثالثا: ملامح الصراع القادم في اليمن
ليس أمام اليمن الكثير من الخيارات، فالأمور تتجه نحو الأسوأ، والسيناريوهات المحتملة كالتالي:
السيناريو الأول: استمرار الحرب دون حسم، فعلى الرغم من النجاحات التي تحققها القوات الشرعية المدعومة من التحالف العربي، فإن دخول داعش، ومن بعدها القاعدة كما هو متوقع إلى حلبة الصراع، سوف يؤدي إلى المزيد من الفوضى وانهيار الدولة. لأن الحسم يستلزم التدمير الكامل لقوة صالح والحوثيين العسكرية، وتقويض تنظيمي القاعدة وداعش، وهو أمر شبه مستحيل.
السيناريو الثاني: أن يقبل تحالف صالح-الحوثي، بالمشاركة في مفاوضات تسوية الأزمة التي ترعاها الأمم المتحدة، وعلى أساس وثيقة مخرجات الحوار التي تحقق آمال الغالبية العظمى من اليمنيين، وفي هذه الحالة، يمكن أن تستعيد الدولة تماسكها، وتستطيع التصدي لتنظيم داعش، وتمنع إعادة تمركز تنظيم القاعدة.
السيناريو الثالث: أن ينفجر تحالف صالح- الحوثي من الداخل، وتقبل القوات الموالية لصالح بوضع السلاح، والتخلي عن الحوثيين، ويبدو أن هناك مساعي حثيثة لتحقيق هذا السيناريو، مقابل تأمين أسرة علي صالح. ما يعني العودة مجددًا إلى أجواء المبادرة الخليجية الثانية لحل الأزمة اليمنية.
السيناريو الرابع: في حال عدم الحسم المتوقعة في الحرب الدائرة، والتكاليف الباهظة التي تتكبدها قوات التحالف، ربما تقبل دول التحالف، بإجراء استفتاء على انفصال الجنوب، ونتيجته معروفة سلفا، ما يؤدي إلى إعلان دولة الجنوب، لتولد وهي في حالة حرب مع شمال اليمن، ومع تنظيم القاعدة في ساحل حضرموت. بينما يقع اليمن الشمالي بين شقي الرحى. ويبقى المواطن اليمني شمالا وجنوبا هو الخاسر الأول والأخير.