1024x768



مقدمة

عاشت مصر عقودًا مريرة من القهر والانقلاب على الثوابت التي أرستها ثورة 1919، وهي ثورة على الاستعمار، إلى ثورة أخرى، وهي ثورة 23 يوليو 1952، وهي ثورة على الاستعمار والملكية والاقطاع والاحتكار، وصولاً إلى ثورة 25 يناير المجيدة، التي أذهلت العالم في فعلها الثوري والمدني، إلى أن وصل الدكتور محمد مرسي -عبر تأييد مطلق للثوار له- ووعد بتنفيذ الكثير والكثير من المتطلبات الأساسية للثورة، ولكنه سرعان ما أعطى ظهره للثورة والثوار، بانقلاب دستوري قسم مصر إلى فريقين، مؤيد ومعارض.

وقد أدى حكم الدكتور مرسي إلى دخول مصر إلى نفق مظلم، فمصر لم تعرف التقسيم منذ عهد مينا، ووصل الصراع السياسي فيها إلى حد القتل على أسس الهوية والطائفية.

فمن المستحيل تصور حدوث فعل ثوري، وبالأحرى حدوث ثورة، في أي مجتمع من المجتمعات، دون أن تسبقها مسيرة طويلة من عوامل القهر والتسلط والاستبداد، سواء كان هذا القهر أو التسلط أو الاستبداد، وما يقترن به عادة من فساد سياسي ومالي وأخلاقي، من مصادر داخلية أو خارجية، أو من هذين المصدرين معاً، ودون أن يسبقها تراكم نضالي شعبي.

فالثورات لا تحدث طفرة أو فجأة، ولكنها حكم التاريخ وقوانينه في الشعوب. قد تتعدد الأسباب وقد تتباين في تنوعها ودرجاتها، ولكن يبقى الفعل الثوري مرتبطًا بشروط يصعب تجاوزها عندما يحدث اكتمال التفاعل بين العوامل الضاغطة والعوامل المحفزة لتفجر الثورات، التي قد تسبقها جولات من الانتفاضات الناجحة وأخرى الفاشلة، وفي النهاية تحدث الثورة عندما تكتمل شروطها.

وفي هذا الملف سوف نحاول التعرف على دور الشباب والحركات الاحتجاجية في ثورة 25 يناير، وخريطة القوى التي تشكلت بعد ثورة 25 يناير، والقوى المشاركة في 30 يونيو، وأبرز مطالبها، وخريطة المسيرات، وموقف مؤسسات الدولة المختلفة من هذه المظاهرات.



طالع في هذا الملف:
دور الشباب والحركات الاحتجاجية الجديدة في ثورة 25 يناير
الشباب من 25 يناير إلى 30 يونيو
أبرز القوى المشاركة في 30 يونيو
مطالب 30 يونيو.. بين الواقع والخيال
مسيرات 30 يونيو.. بين الاتحادية والتحرير
هتافات وشعارات 30 يونيو
قراءة في موقف المؤسسات الرسمية وغير الرسمية في ضوء قوى التيار الإسلامي


Normal
0




false
false
false

EN-US
X-NONE
AR-SA