ناضلت الصين لعقود من الزمن للسيطرة على شينجيانج، حيث ظل
الأويغوريون يحتجون لفترة طويلة على حكم بكين الاستبدادي. وبعد هجمات الحادي عشر من
سبتمبر في الولايات المتحدة، بدأ المسؤولون الصينيون يبررون التدابير الأمنية القاسية
والقيود الدينية باعتبارها ضرورية لدرء الإرهاب، بحجة أن الشباب الإيجور كانوا عرضة
لتأثير التطرف الإسلامي. ولقي المئات حتفهم منذ ذلك الحين في الهجمات الإرهابية والانتقام
وأعمال الشغب العرقية، سواء من الإيجور أو الهان الصينيين. ويستمر القمع الممنهج
للإيجور حتى الآن بما دفع عديد الدول لمناهضة سياسات الصين وحثها على الكف عن
انتهاك حقوق الأقليات المسلمة بها. كما دفع المواطنين في الدول ذات الأغلبية
المسلمة للضغط على حكوماتهم لإظهار تضامن أقوى مع الإيجور وحث الزعماء السياسيين
والدينيين على مقاطعة المنتجات الصينية ومطالبة الصين بوقف ممارساتها غير
الإنسانية تجاه الإيجور في شينجيانج.
وقد مثلت هذه الانتهاكات المستمرة ورقة ضغط للدول
المنافسة للصين مثل الولايات المتحدة أو تلك التي تسعى للحصول على مكاسب اقتصادية
مثل تركيا. وفي هذا السياق تتناول الدراسة أوضاع الإيجور كحركة انفصالية وسياسات
الصين لمواجهة مساعي الانفصال وأخيرًا كيف استغلت بعض الدول هذه الانتهاكات
للتحقيق مكاسب مع الإشارة إلى موقف دول العالم الإسلامي من تلك القضية.
الإيجور
كحركة انفصالية
على الرغم من إعلان جمهورية الصين الشعبية في البداية
كدولة متعددة الثقافات في عام 1949 إلا أن سياسة الحزب الشيوعي عارضت بقوة حقوق
وحريات الأقليات العرقية وفرضت قيودًا على الأديان، وتسببت الثورة الثقافية التي
خاضها (1966-1976) في الكثير من المظالم ضد الأقليات فتم قمع الدين بشكل خاص، فوجد
الإيجور–وهم أكبر مجموعة عرقية تركية مسلمة تعيش في شينجيانج- مثلهم مثل الأقليات
المسلمة الأخرى في جميع أنحاء الصين نصوصهم الدينية ومساجدهم مدمرة، وتم اضطهاد
قادتهم الدينيين، ومعاقبة أتباعهم. ومع اتباع سياسات أكثر انفتاحًا في أواخر
السبعينات وحتى أوائل التسعينات بدأت القيود على الأقليات والأديان تقل تدريجيًا،
ولكن نتج عن هذا الانفتاح تصاعد انتقاد الأقليات
للممارسات الاقتصادية والدينية والسياسية التمييزية والمطالبة بالاستقلال
كما مثل دول آسيا الوسطى التي استقلت بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، بما دفع
الحكومة إلى اتخاذ إجراءات صارمة في شينجيانج في عام 1996.
ويجدر الإشارة هنا إلى أن الأقليات الهادفة للانفصال عن
الدولة تستخدم عدة آليات لتحقيق هدفها تتراوح ما بين السلمية (مثل إنشاء أحزاب
سياسية أو حركات ثقافية أو منظمات للدفاع
عن حقوقهم، تقود حملة الانفصال) والعنف (مثل التظاهرات والاحتجاجات المسلحة
والتمرد).(1) وقد قامت بعض من مجموعات أقلية الإيجور بتحركات
أيدولوجية دينية وسياسية وأيضًا تحركات مسلحة للمطالبة بالانفصال عن الصين وإقامة
دولة أويجورية منفصلة تسمى إما الإيجورستان أو تركستان الشرقية. برغم أن بعض
الإيجور دولة منفصلة مستقلة فإن آخرين يرغبون في الحفاظ على التمييز الثقافي ضمن
علاقة مستقلة مع الصين، والبعض يندمج في النظام الصيني، ومن ثم ليس كل أفراد أقلية
الإيجور يطالبون بالانفصال كما يزعم البعض. وأشير إلى أن من يقومون بالأعمال
الإرهابية العنيفة هم مجموعات منشقة.(2)
واعتمد أولئك على أدوات العنف والدعم الخارجي في مساعيهم
للانفصال فقد تلقى بعض الإيجور دعم من تركيا بشكل غير رسمي وتمويل ويخضع بعض
أفرادها إلى التدريب في الخارج. كما استغلوا الطرق والقضبان التي تربط بكين بآسيا
الوسطى (كازاخستان، قيرغيزستان وطاجيكستان) في الهروب عبرها لتقي تدريبات على يد
المقاتلين الإسلاميين، والحصول على الأسلحة وكذلك استغلالها في تجارة المخدرات بين
الحركة وتلك الدول.(3) وتعتقد الصين أن أكثر من 1000 من الأويغور تلقوا تدريبات
على يد قوات بن لادن في أفغانستان، وعاد حوالي 110 منهم إلى الصين، وقيل إن حوالي
300 ألقت القوات الأمريكية القبض عليهم أو قتلوا بين أعضاء تنظيم القاعدة، ونحو
600 فروا إلى شمال باكستان. بالإضافة إلى ذلك، تشير بعض التقارير إلى أن الإويجور قد
تم تدريبهم في معسكرات تدريب المتشددين غير الرسمية في باكستان.(4)
سياسات
الصين تجاه الحركة
تتعدد سياسات الدول في التعامل مع الأقليات الموجودة بها
وتتباين ما بين السلمية والعنف. فقد تتبع سياسات سلمية مثل اعتراف الدولة بحقوق
الأقليات وخصوصيتهم الثقافية مع البقاء تحت تبعية الحكومة أو منحهم الحكم الذاتي
أو حق تقرير المصير، وقد تتبع سياسات عنيفة مثل الإدماج القسري للأقليات في
القومية الدولة التي تعد في تلك الحالة بوتقة لصهر كافة الاختلافات في المجتمع
بداخلها.
وقد اتبعت الصين السياسات العنيفة مع أقلية الإيجور
خوفًا من التحولات الجيوسياسية والديموغرافية الخطيرة التي قد تنجم عن نجاح
الإيجور في الانفصال كونه يحفز باقي الأقليات على اتباع نفس النهج بما يؤدي إلى
تفكك الدولة بشكل كامل، ومن تلك السياسات:
1. إعادة الهيكلة الاجتماعية القسرية: فقد أسست الصين معسكرات إعادة التعليم (re-education) بموجب المواد
(17، 18) من لائحة إزالة التطرف، يحتجز فيها مسلمي الإيجور بشكل تعسفي قسري، دون
توجيه تهم رسمية ودون منحهم حق المحاكمة العادلة أو التمثيل القنوني، يُعرض
المحتجزون فيها إلى سوء المعاملة والتعذيب والتلقين السياسي القسري،(5) كما يخضعون
لجلسات حول القانون الصيني، والوحدة العرقية والوطنية، نزع التطرف، الثقافة
الصينية. ويُشار إلى أن هذا التدريب يستمر من ثلاثة أشهر إلى عامين.(6) ويجدر
الإشارة إلى أن من يحتجز في تلك المرافق ليخضع لهذا التدريب هو من يثبت للسلطات
أنه ذو فكر متطرف أو قام بأعمال عنيفة.(7) وأشارت
تقارير إلى أنه لا توجد عائلة يوجور دون وجود فرد أو أكثر منها محتجز في تلك المعسكرات
وفي بعض الحالات تم احتجاز جميع البالغين من الأسرة بما تسبب في معاملة أطفالهم
كأيتام تضعهم الدولة في مراكز رعاية للأطفال تديرها.(8)
2. المراقبة والملاحقة الأمنية: بجانب برنامج الاعتقال الجماعي، أو ما تسميه الصين إعادة
التعليم، وضعت السلطات الصينية في شينجيانج نظام مراقبة شامل يرصد الحياة اليومية
للإيجور؛ ما يقرأون، محتوى اتصالاتهم، الأشخاص الذين يتعاملون معهم..الخ. كما يتم
جمع الحمض النووي لهم وتثبيت نظام تتبع على جميع أجهزتهم ووسائل النقل (GPS) ومراقبة جميع اتصالاتهم عبر الهاتف وعبر
الانترنت. تستخدم هذه البيانات في تحديد الأشخاص المعرضين للتطرف أو ذوي الفكر
المتطرف بالفعل ليتم إرسالهم إلى برنامج إعادة التعليم.(9) بجانب ما
سبق توجد دوريات شرطة مستمرة ونقاط تفتيش عديدة في شينجيانج بما دفع البعض للقول
بإنها من أكثر الأماكن التي تخضع لحراسة مشددة على الأرض.(10) هذه
المراقبة واسعة الانتشار تمثل قيدًا على ممارسة الحقوق والحريات الأساسية للسكان
المحليين وتُعد بمثابة اضطهاد واسع النطاق، ممنهج لأقلية على أساس ديني وثقافي.
3. استغلال تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي؛ بجانب الاعتماد على الأجهزة الأمنية، تسخر الصين قدراتها
التكنولوجية المتطورة وتطبيقات الذكاء الاصطناعي لجمع بيانات ضخمة (big data) عن كافة
مواطني الإيجور بواسطة تقنية المراقبة الجماعية التي من خلالها يتم التوصل إلى
أسماء عشرات الآلاف من الأشخاص للتحقيق أو الاحتجاز في أسبوع واحد فقط حسبما جاء
في الوثائق الحكومة الصينية المعتمدة لحبس الأقليات العرقية.(11)
4. لوائح إزالة التطرف: وضعت السلطات قيود إضافية على الممارسات الدينية في
منطقة شينجيانج، جاءت في لائحة إزالة التطرف التي أُصدرت في مارس 2017 والتي تهدف
إلى احتواء التطرف والقضاء عليه وحظر مجموعة من السلوكيات "المتطرفة" –وفق
نص المادة (1) من اللائحة- وفصلت المادة (9) الأفعال المتطرفة والتي تتمثل في:
الدعوة أو نشر التفكير المتطرف، التدخل في
حرية الآخرين في الدين من خلال إجبار الآخرين على المشاركة في الأنشطة الدينية، التدخل
في الأنشطة الثقافية والترفيهية العادية، ورفض أو رفض السلع والخدمات العامة مثل الإذاعة
والتلفزيون، تعميم مفهوم الحلال وجعل الحلال يتوسع في مناطق أخرى، واستخدام فكرة "التحريم"
لرفض أو التدخل في حياة الآخرين العلمانية، ارتداء أو إجبار الآخرين على ارتداء
النقاب أو أي لبس يمثل رمزًا للتطرف، نشر التعصب الديني من خلال إطلاق اللحى، عدم
القيام بالإجراءات القانونية في الزواج أو الطلاق، عدم السماح للأطفال بتلقي
التعليم العام، تخويف أو حث الآخرين على مقاطعة السياسات الوطنية، الإتلاف المتعمد
لوثائق الدولة مثل بطاقة الهوية ودفتر تسجيل الأسر أو تشوية العملة، إتلاف
الممتلكات العامة أو الخاصة، طباعة أو نشر أو بيع أي محتوى متطرف، التدخل المتعمد
في تنفيذ سياسات الأسرة، الخطاب المتطرف أو أعمال التطرف الأخرى. ونصت المادة (6)
على إنشاء مجموعات إزالة التطرف لتنفيذ أحكام هذه اللائحة في منطقة شينجيانج.(12)
وعلى المستوى الوطني وضعت الصين لوائح اجتماعية ودينية
بموجب تعديلات على القانون الجنائي وقانون الأمن القومي لعام 2015، وقانون مكافحة
الإرهاب لعام 2016، وقانون الأمن السيبراني لعام 2017، ولوائح الشؤون الدينية لعام
2018، هذه التعديلات جاءت فضفاضة حيث وضعت تعريفات غير دقيقة، واسعة النطاق على
جرائم الأمن القومي المتعلقة بالإرهاب والتطرف والتي مكنت من الملاحقة القضائية
التعسفية والتمييزية لأقلية الإيجور.(13)
5. حملة "حرب الشعب على
الإهاب": أطلق الرئيس الصيني سي جين بينج هذه الحملة في عام 2014
عقب وقوع انفجار في أورومتشي خلال زيارته الرسمية، حيث أعلنت السلطات أن مسلحون من
الإيجور هم المسؤولين عن الانفجار. وأشار بيج إلى ضرورة القضاء على الأنشطة
الإرهابية العنيفة، وتحولت هذه الحملة من الحرب على الإرهاب إلى حملة احتجاز جماعي
غير مسبوقة في شينجيانغ.(14)
6. حث دول آسيا الوسطى على محاربة الإيجور: مكن النمو السريع في العلاقات الاقتصادية ومشاريع البنية
التحتية بين الصين ودول آسيا الوسطى، الأولى من حث الدول على محاربتهم، فقامت
قيرغيزستان بعدة محاولات للقضاء على الإيجور المتشددين، ورأت أوزباكستان أن الإيجور هم أعضاء
في المنظمة الإرهابية المعروفة باسم الحركة الإسلامية لأوزبكستان.(15)
هذه
السياسات التي انتهجتها الصين تصنف كجرائم ضد الإنسانية –والتي تتميز عن جرائم
الحرب في كونها يمكن أن تحدث في حالة عدم وجود نزاع مسلح، أي في أوقات السلم، كما
تتميز عن الإبادة الجماعية في أنها لا تتطلب أدلة على وجود "نية لتدمير
مجموعة معينة كليًا أو جزئيًا، ولكن بدلًا من ذلك تتعلق بشن هجمات واسعة النطاق
ممنهجة ضد أي سكان مدنيين- وفقًا للقانون الدولي. فيمثل برنامج الاعتقال واسع
النطاق، والإساءات المنهجية التي يتعرض لها المحتجزون، وغياب المعلومات المتعلقة
بمصير المحتجزين لدى الدولة في شينجيانج أربعة من الجرائم ضد الإنسانية المحددة في
نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية وهي السجن وغيره من أشكال الحرمان
الشديد من الحرية البدنية، التعذيب، والاختفاء القسري للأشخاص، والاضطهاد
لأسباب دينية –والذي يعرف بأنه الحرمان المتعمد والشديد من الحقوق الأساسية بما
يتعارض مع القانون الدولي بسبب هوية جماعة-.(16)
الاستغلال
الدولي للانتهاكات
أدت زيادة اهتمام وسائل الإعلام وتقارير المنظمات
الدولية حول تفاقم القمع في شينجيانج إلى قلق دولي بشأن الإيجور في الصين، فقامت
عديد من الدول بشجب واستنكار سياسات الصين تجاههم، ولكن اختلفت أهداف الدول وراء
هذا الشجب، فالبعض أعرب عنه دعمًا وتعاطفًا مع الإيجور والبعض الآخر يستغل هذه
القضية كسلاح ضد الصين وبخاصة الولايات المتحدة والقوى والأجهزة الدولية الداعمة
لها التي تستغل تلك القضية في حربهم مع الصين وكذلك تركيا التي تهدف إلى ابتزاز
الصين كي تقوي علاقتها الاقتصادية بها تفاديًا للعقوبات الاقتصادية المفروضة عليها
من قبل الولايات المتحدة.
ففي أغسطس 2018 أعلنت لجنة الأمم المتحدة المعنية
بالقضاء على التمييز العنصري منطقة شينجيانج منطقة خالية من الحقوق حيث يُعامل
الإيجور كأعداء للدولة بناءً على هويتهم العرقية والدينية.(17) وفي أكتوبر
2018 أصدر البرلمان الأوروبي بيانًا وصف فيه الوضع بأنه أكبر سجن جماعي لأقلية
عرقية في العالم، وحث الحكومة الصينية لإنهاء انتهاكات حقوق الإنسان.(18) وخلال المراجعة الدورية الشاملة الثالثة للصين في مجلس حقوق الإنسان
التابع للأمم المتحدة في 6 نوفمبر 2018، أصدرت عدة دول توصيات محددة لاتخاذ إجراءات
علاجية، بما في ذلك إلغاء برنامج الاحتجاز التعسفي والتعاون مع هيئات الأمم المتحدة
ذات الصلة وإتاحة الوصول إليها.(19)
وفيما يتعلق بالولايات المتحدة –في
سياق تصعيد الحرب التجارية مع الصين- ففي 17 يناير 2019 مرر مجلس الشيوخ الأمريكي مشروع
قانون بمقتضى قانون غنيتسكي العالمي الذي يدعو إلى فرض عقوبات مالية وعقوبات على السفر
ضد المسؤولين الصينيين الذين يشرفون على برنامج الاحتجاز.(20) وفي 4 ديسمبر 2019 وافق مجلس النواب الأمريكي
على مشروع قانون –طرحه الرئيس دونالد ترامب- يدين الانتهاكات الجسيمة لحقوق
الإنسان في الصين المرتبطة بإساءة معاملة الإيجور، ويهدف إلى زيادة الضغط على
الصين بسبب سياساتها ضد الإيجور.(21) يأتي هذا رغم تحديد الولايات المتحدة الأمريكية منظمة
تحرير الإيجورستان ومنظمة تحرير شينجيانج ومنظمة تحرير الإيجور وشباب تركسات
الشرقية وحركة تركستان الحربة منظمات إرهابية عام 2002 ردًا على الهجوم المخطط
الذي تعرضت له السفارة الأمريكية في قيرغيزستان المجاورة.(22)
أما تركيا فموقفها يتراوح ما بين التصعيد والمهادنة وفق ما تقضي مصلحتها، وحسب طبيعة علاقاتها بالصين المتغيرة نسبيًا من فترة لأخرى. فقد انتقدت الصين سياسات الصين تجاه الإيجور ووصفتها بأنها إبادة جماعية، وأدانت في عدة بيانات لها "التعذيب وغسل العقول السياسي في معسكرات الاعتقال" في شينجيانج، ودعت السلطات الصينية إلى إغلاق معسكرات الاعتقال، ووصفت أنقرة تلك السياسات بأنها "عار كبير للبشرية"، واستمر هذا الخطاب حتى 25 فبراير 2019 حين أثار وزير الخارجية التركي لاحقًا مخاوف بشأن انتهاكات حقوق الإنسان في شينجيانج في بيان أمام الدورة العادية لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، مع الإشارة إلى ضرورة التمييز بين "الإرهابيين والأبرياء". ولكن تحول هذا التصعيد إلى المهادنة في الآونة الأخيرة حين قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن الإيجور يعيشون حياة سعيدة في الصين خلال زيارة رسمية للبلاد في يوليو 2019، وأكد أن البعض يسعون إلى إساءة استخدام أزمة شينجيانج لتهديد العلاقات الاقتصادية بين تركيا والصين. وقد أتى هذا التراجع عقب تفاقم الضغط الأمريكي على تركيا وفرض عقوبات اقتصادية عليها بسبب تمسكها بصفقة أسلحة إس 400 الروسية، التي تسببت في أزمة اقتصادية وانهيار العملة التركية وسواد حالة من الركود خفف من حدته حصول تركيا على مساعدات اقتصادية من الصين. يُضاف لذلك أن تركيا تسعى إلى الاستفادة من مبادرة الطريق والحزام التي أطلقها الرئيس الصيني شي جين بينج وهو ما دفعها للتراجع عن مناصرة الإيجور.(23)
الهوامش
(1)
ريم عبدالمجيد، "أصداء كتالونيا: حمى الحركات
الانفصالية في أوروبا"، المركز العربي للبحوث والدراسات، 29/10/2017،
متاح على: http://www.acrseg.com/40638
(2) Elizabeth Van Wie Davis, “Uyghur Muslim Ethnic Separatism in
Xinjiang, China”, Asia Pacific center for security studies, January
2008, available at: https://apcss.org/college/publications/uyghur-muslim-ethnic-separatism-in-xinjiang-china/.
(3)
Justin Rudelson, “xinjiang's uyghurs in the ensuing us-china partnership”, Congressional-Executive
Commission on China, Uyghur Panel, 10/6/ 2002, available at: https://www.cecc.gov/sites/chinacommission.house.gov/files/documents/roundtables/2002/CECC%20Roundtable%20Testimony%20-%20Justin%20Rudelson%20-%206.10.02.pdf.
(4) Elizabeth Van Wie Davis, Op.Cit.
(5)
Human Rights watch, “China: Muslims Repressed, Monitored, Forced into Camps”,
6/9/2019, available at: https://www.hrw.org/report/2018/09/09/eradicating-ideological-viruses/chinas-campaign-repression-against-xinjiangs.
(6) Emily Feng, “Uighur children fall victim to China
anti-terror drive”, Financial Times, 10/7/2018, available at: https://www.ft.com/content/f0d3223a-7f4d-11e8-bc55-50daf11b720d.
(7) Edward Wong, “Western China Region Aims to Track People by
Requiring Car Navigation”, The New York Times, 24/2/ 2017, available at:
https://www.nytimes.com/2017/02/24/world/asia/china-xinjiang-gps-vehicles.html
(8) Chris Buckley and Amy Qin, “Muslim Detention Camps are like
‘Boarding Schools: Chinese Official Says”, The New York Times, 12/3/ 2019, available at: https://www.nytimes.com/2019/03/12/world/asia/china-xinjiang.html?module=inline.
(9) Edward Wong, op.cit.
(10) “Thought police
create climate of fear in China’s tense Xinjiang region”, South China
morning post, 17/12/2017, available at: https://www.scmp.com/news/china/policies-politics/article/2124651/thought-police-create-climate-fear-chinas-tense.
(11) The Associated Press, “Secret documents reveal how China
mass detention camps work”, AP News, 25/11/2019, available at: https://apnews.com/4ab0b341a4ec4e648423f2ec47ea5c47.
(12) “Decision to Revise the "Xinjiang
Uighur Autonomous Region Regulation on De-extremification”, China Law
translate, 10/10/2018, available at: https://www.chinalawtranslate.com/en/decision-to-revise-the-xinjiang-uighur-autonomous-region-regulation-on-de-extremification/.
(13) United nations office of the high commissioner on human rights,
“committee on the elimination of racial discrimination reviews the report of
china”, united nations office of the high commissioner on human rights,
13/8/2018, available at: https://www.ohchr.org/EN/NewsEvents/Pages/DisplayNews.aspx?NewsID=23452&LangID=E.
(14) The Associated Press, Op.Cit.
(15) Elizabeth Van Wie Davis, Op.Cit.
(16)
Article (7(, “Rome Statute of the
International Criminal Court”, International Criminal Court, available
at: https://www.icc-cpi.int/NR/rdonlyres/ADD16852-AEE9-4757-ABE7-9CDC7CF02886/283503/RomeStatutEng1.pdf.
(17)
“United Nations Office of the High Commissioner on Human Rights”, Op.Cit.
(18)
Ye Shiwei, “In full: How the world responded to China’s human rights record at
the UN”, Hong Kong free press, 25/8/2019, available at: https://www.hongkongfp.com/2018/11/25/full-world-responded-chinas-human-rights-record-un/.
(19) Ibid.
(20) Gerry Shih, “U.S. Senate revives bill that could sanction
China over treatment of its Muslims”, The Washington Post, 18/1/2019,
available at: https://www.washingtonpost.com/world/africa/us-senate-revives-bill-that-could-sanction-china-over-treatment-of-its-muslims/2019/01/18/9c3ee14c-1af6-11e9-a804-c35766b9f234_story.html.
(21) “US Congress
condemns China for treatment of Uighurs”, DW, 4/12/2019, available at: https://www.dw.com/en/us-congress-condemns-china-for-treatment-of-uighurs/a-51521169.
(22)
China’s Relations with Central Asian States and Problems with Terrorism”, CRS
Report for Congress, 17/12/2001, available at: https://www.everycrsreport.com/files/20021007_RL31213_c5f5d5e5bc6f8d89499745b5b915ed7d80ac844e.pdf؛
Erik Eckholm, “China Muslim Group Planned Terror, U.S. Says”, New York Times,
31/8/ 2002, available at: https://www.nytimes.com/2002/08/31/world/china-muslim-group-planned-terror-us-says.html.
(23) “Turkey’s silence on Uighur issue ringing alarm bells for China’s Muslims”, Ahval news, 7/7/2019, available on: https://ahvalnews.com/turkey-uighurs/turkeys-silence-uighur-issue-ringing-alarm-bells-chinas-muslims-business-insider.