لا يزال الأطفال يمثلون الضحية الكبرى في كل مراحل
الحياة ،التي يمرون بها من أزمات سياسية واقتصادية واجتماعية تراكمت لسنوات فألقت
بظلالها عليهم وأودت بهم خارج نطاق
المدرسة كإطار حاضن أساسي وصانع لحاضر ومستقبل هؤلاء الأطفال، وبالتالي صارت
الشوارع وأسواق العمل هي الأماكن التي تجذبهم وتستغلهم في أعمال كثيرة وخطيرة
مخالفة للقوانين الوطنية والمواثيق والاتفاقات الدولية الخاصة بحقوق الطفولة.
وفي هذا السياق تطرق موقع "خانه ملت "
الإيراني ، إلي ظاهرة خطيرة يمر بها الشعب الإيراني وهي ظاهرة عمالة الأطفال في
إيران، فتفاقم نسبة الأطفال العاملين هو ناجم عن الفقر، وفشل الأجهزة المنوطة
بتنظيم وترتيب ودعم وحماية الأطفال؛ هم فقط
يكتفون بجمع المعلومات والإحصائيات!! استمرار مثل هكذا ظاهرة، وتفاقمها يعد من المشكلات؛بل من
المعضلات الإجتماعية.
وبالتزامن مع هذا الأمر، يقول الصحفي "مرضيه
جليلي" ما لفت انتباهي تلك النظرات المؤلمة، ووجوه شاحبة ، شدة مهلكة
للقوي!!. يبدوا أنهم، يكافحون ويكدحون من أجل الحصول علي بضعة ريالات لتأمين
عشائهم ليلًا ، وأحيانًا لأسرةٍ تتكون من عدة أشخاص.
يقفون في لهيب شمس الصيف يبيعون علكة أومظروفات
ملونة لـ "فال حافظ" أو الاستخارة كما في شعر حافظ الشيرازي وظُلموا
أنهم أطفال علي هكذا حال، هذا هو حال
الأطفال العاملين في إيران .تري في أعينهم الآهات، والآلام، عندما يرون أقرانهم
ينعّمون(وهم علي هذا الوضع ) تسمع أنين ألمهم وأنت تعبر الطريق.
إحصائية ظاهرة عمل الأطفال في إيران
تختلف إحصائية
ظاهرة عمل الأطفال وأطفال الشوارع في محافظات مختلفة بالنظر إلي الجغرافيا
والتفاوت الثقافي في المدن الإيرانية. فيوجد في العاصمة الإيرانية
"طهران" 530 طفل، وفي مدينة تبريز 14 ألف، ناهيك عن، مدينة كرمان التي
سجلت العام الماضي1063 أطفال الشوارع والعاملين، أما في مدينة استان ألبرز فقد
سجلت عام 2017،2018 وخلال أول 3 شهور من العام الجاري عدد 930 طفل عامل وتم وضعهم
تحت الرعاية الإجتماعية،أما عن مدينة "يزد"759، ومدينة "الأحواز"560
طفل .
الأطفال العاملين، وتجارة الأعضاء
بالتزامن مع هذا الأمر،أشارت" زهرا
ساعي" سياسية وباحثة أكاديمية
إيرانية، أننا نواجه ظاهرة عمالة الأطفال في أغلب المدن، وأن إحصائية الأطفال
العاملين في العاصمة متفاقم، ومنذ
سنوات طُرحت عدة مبادرات قصيرة
المدي هدفها بأن تتولى الأجهزة المعنية المسؤولية كـا البلدية،
منظمة الصحة، أقسام الشرطة للحد من هذه الظاهرة.
وأكدت "ساعي" مع الأسف يتزايد عدد
الأطفال العاملين في طهران، أما عن تأثير تنفيذ المبادرات بصدد السيطرة علي هذه
الظاهرة فهو تم بشكل مؤقت؛ لأن هذه الأجراءات لم تكن في الحسبان وليس هناك مال
لتدعيمها .
وتابعت" ساعي "، أن هناك عدد كثر من
الأطفال لم يكملوا تعليمهم، وأغلبهم
يتعلمون الإجرام بدل من التعليم المدرسي
جرّاء استغلالهم، وهناك عدد لابأس به منهم أضحوا طعم للمهربين لتوزيع
المخدرات، والعصابات يستغلون مثل هؤلاء الأطفال ، أما من الناحية الصحية؛ فهم عرضة
للإصابة بشتي الأمراض ؛ بسبب وجودهم
المستديم في المناطق ذات الكثافة المرورية المرتفعة أو حتى محل نشاط إعادة تدوير
النفايات، ناهيك عن أن، هؤلاء الأطفال لا يعرفون شئً عن مرحلة الطفولة بالمرة،
ولهذا هم عُرضة للمشاكل النفسية.
وأكدت "ساعي" ، في الوقت الراهن، لا يمكن
توقع مستقبل جيد لهم، وأضحي مصيرهم غامض، كما أنه من الممكن أن يتم استغلال عدد
منهم في عصابات تهريب المخدرات و تجارة الأعضاء. وقد طلبنا من السلطات المختصة عدة
مرات في اللجنة الاجتماعية أن يضعوا حلاً لهذه الأزمات، وقد أتخذت خطوات بصدد هذا
الأمر؛ لكننا لا نرى تفانيًا جادًا ومستمرًا بصدد هذا الأمر، بحجة لم تخصص ميزانية
كافية لها أو أن الأجهزة الأخري لم تقم بعملها علي أكمل وجة.
جمع الأطفال يتحتم أن يكون بطرق علمية وحنكة منطق
تعتقد "زهرا ساعي" أنه للقضاء علي هذه
ظاهرة، سيحدث سجال بين بعض من أجهزة الدولة؛ لأنه عدد من الأجهزة ستتباطئ في عملها
، فضلًا عن، لاتوجد وحدة في اتخاذ القرار، الذي سيذهب هباءً منثورا خلال هذا
السجال هي الميزانية ، وفي النهاية لن تكون هناك نتيجة مرجوة.!!!
وأشارات"ساعي" يجب أن يكون جمع الأطفال منوط بـ براهين علمية
وحنكة منطق، ناهيك عن، يعطي لهم أهتمام خاص بعد أن يتم جمعهم؛ لأن معظمهم بعد أن
يتم إطلاق سراحهم بمدة، يتحتم أن يتم التعرف علي عائلتهم حتي يدخلوا تحت رعايتهم،
ويتم تهييئ ظروف لهم حتي يكملوا مرحلتهم العلمية؛ ولأنهم مذنبون يتم التعامل معهم
عن طريق الجهاز القضائي .
وبالتزامن مع هذا الأمر، أشار الكاتب"أحمد
بيكدلي" إلي أن ، أحدي المشكلات الإجتماعية المهمة هي عمالة الأطفال وهي
تعتبر قضية معضلة، مؤكدًا علي أن، أسباب
انتشار هذه الظاهرة أنهم يأخذون مصروفًا طفيفًا، أو أن أغلبهم بلا راعية أو تحت
رعاية سيئة، أو أن أسرهم يعانون من مشاكل
مدية فيستخدمون أطفالهم بشكل سئ لجني المال، وتابع"بيكدلي" للأسف كلما
تفاقم الفقر تفاقمت إحصائية عدد الأطفال العاملين في إيران .
الأزمات الإقتصادية هي السبب
وأشار عضو اللجنة الاجتماعية للبرلمان، حتي الآن لا
توجد إحصائية دقيقة عن عمالة أطفال؛ لأن أنشطتهم غير قانونية حتي تستطيع احصائهم،
والأدهي من ذلك أن هؤلاء الأطفال يقعون فريسة تحت سيطرة عصابات تجارة الأعضاء
وعليه لن يتم عرض إحصائية دقيقة بصددهم .
وأكد حسين موسوي غلك، رئيس الجمعية الإيرانية
للأخصائيين الاجتماعيين، أنه علي أساس المادة رقم (79) تمنع عمل الأطفال تحت 15سنة ، لكن في الظروف الراهنة ؛ بسبب الأزمات
الإقتصادية التي تمر بها إيران، تفاقم عدد
الأطفال العاملين داخل المجتمع الإيراني ، ومن الطبيعي عمل هؤلاء الأطفال في
الشوارع ستتبعه عقبات أخري بالنسبة لهم .
وتطرق" موسري" إلي أن الأجهزة المعنية
بهذا الأمر تقوم بعملها؛ لأنها لو لم تقم بعملها ستكون الأوضاع أسوء مما هي عليه،
لكن هذه المشكلة لم تُحل بعد ، ويبقي الحال كما هو عليه .