الدور المركزي للحرس الثوري الإيراني-دراسة في مواقف المحافظين والإصلاحيين
يعتبر الحرس الثوري من أهم مؤسسات
الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وأكثرها كفاءة، وإن هذه المؤسسة يقع على عاتقها
مسؤولية الحفاظ على مبادئ الثورة الإسلامية الإيرانية التي هي من أهم ثورات القرن
العشرين، وهي ثورة متجددة وفريدة من نوعها، ففي بلد يعود تاريخه إلى أكثر من ألفي
عام، لا يعني مرور أربعين عاماً على نشوء الثورة وتأسيس الحرس الثوري شيئاً من
الناحية التاريخية_من1979 إلى 2019_، وبالتالي يشعر بعض الإيرانيين بعدم الإنصاف حيال
محاولات تقييم الثورة وفضلاً عن الحديث عن محورية الدور المركزي للحرس الذي أخذ
على عاتقه حماية الثورة منذ قيامها إلى الوقت الحاضر، وساهم في العديد من المشاريع
التنموية الاستثمارية لحماية الاقتصاد الإيراني في مواجهة مختلف الضغوط والتهديدات
الخارجية.
أهمية البحث
تنبع أهمية البحث في تقديم إسهام
جديد لتقييم وتوضيح تأثير الحرس الثوري، ودوره المحوري في بناء إيران كدولة
إقليمية، وفضلاً عن توضيح طبيعة التنافس في الداخل الإيراني، بين المحافظين
الداعمين له والإصلاحيين الرافضين لدوره.
إشكالية البحث
بعد مرور أربعون عاماً على الثورة
الإسلامية الإيرانية ونشوء الحرس الثوري يحتدم الجدل الأكاديمي بين مختلف الباحثين
والمتخصصين حول تقييم دور الحرس, وأيضاً ليس فقط على المستوى الأكاديمي بل في
الداخل الإيراني هناك جدل واسع بين من يرى بأن الثورة مازالت قائمة وتواجه تحديات
وجودية منذ قيامها، وبالتالي يجب إحياء الثورة بكل مرتكزاتها الأساسية وهذا الرأي
يمثله تيار المحافظين والذين يطالبون بالتركيز على أولوية الحرس الثوري ودوره
الفعال في بناء إيران كقوة إقليمية في النظام الدولي، وبين من يرى بأن زمن الثورة
قد انتهى ويجب العمل على التخلي عن المبادئ الثورية ويطالب بدور محدود للحرس الثوري
ويمثل هذا الرأي تيار الإصلاحيين، ومن هذا الجدال تكمن مشكلة البحث في محاولة
الإجابة عن التساؤلين التاليين :
_ما هي الأسباب التي أدت إلى ازدياد الدور المركزي
للحرس الثوري سواءً على الصعيد الداخلي في إيران، وأيضاً على صعيد قضايا النظام
الإقليمي والدولي؟
_ ما هي مواقف المحافظين والإصلاحيين في إيران تجاه
دور الحرس الثوري؟
افتراضات البحث
ينطلق هذا البحث من الافتراضات
التالية:1.إن الحرس الثوري الإيراني منذ قيام الثورة قد ازداد دوره في مختلف
القضايا السياسية والاقتصادية والثقافية، 2.إن مستقبل الحرس الثوري مرتبط بقضايا
التنافس السياسي بين المحافظين والإصلاحيين في إيران، 3.كلما ازدادت الضغوط
الأمريكية على الحرس الثوري الإيراني ازدادت شعبية المحافظين الداعمين للحرس، وبالمقابل
تراجع دور الإصلاحيين الذين على تعارض معه.
أهداف البحث
يهدف هذا البحث إلى:
1. تسليط الضوء على أهمية الدور
المركزي للحرس الثوري في بناء إيران,
2.التنبؤ بمستقبل الحرس الثوري في ظل طبيعة
التنافس بين المحافظين والإصلاحيين.
منهجية البحث
لقد اعُتمد في هذا البحث المنهج التاريخي
لدراسة وتوضيح تاريخ نشأة الحرس الثوري، وأيضاً اعُتمد على المنهج التحليلي
والمنهج المقارن وذلك لتحليل دور الحرس الثوري بكافة أبعاده ومقارنة مواقف كل من
المحافظين والإصلاحيين تجاه العلاقة مع الحرس.
حدود البحث
1.
الإطار
الزماني للبحث: يركز البحث على دراسة تأثير الحرس الثوري منذ قيام الثورة الإيرانية
1979 إلى الوقت الحاضر مع التركيز على عامي 2018-2019 وهي فترة انسحاب الولايات
المتحدة من الاتفاق النووي وبداية فرض الضغوط على طهران.
2. الإطار المكاني للبحث: ينحصر البحث في الجمهورية
الإسلامية الإيرانية والتي يرتبط موقعها بأهمية جيوستراتيجية ضمن ترتيبات السياسة
الدولية للقوى العالمية والإقليمية.
أقسام البحث
يتكون البحث من مقدمة وثلاث مباحث وخاتمة.
المبحث الأول _الثورة الإسلامية ونشوء الحرس
الثوري:
المطلب الأول: أحداث الثورة، المطلب الثاني: نشوء الحرس
الثوري.
المبحث
الثاني_ مركزية دور الحرس الثوري:
المطلب
الأول: مؤسسة الحرس الثوري والدستور الإيراني، المطلب الثاني :الدور السياسي للحرس
الثوري، المطلب الثالث: الدور الاقتصادي للحرس الثوري، المطلب الرابع: الدور
الثقافي للحرس الثوري، المطلب الخامس: مؤامرات وضغوط إقليمية ودولية تستهدف الحرس
الثوري.
المبحث
الثالث_التيارات السياسية الداعمة والرافضة لدور الحرس الثوري:
المطلب
الأول: التيار الداعم لتوجهات الحرس(المحافظين)، المطلب الثاني: التيار الرافض
لتوجهات الحرس (الإصلاحيين).
المبحث الأول- الثورة الإسلامية ونشوء الحرس الثوري
لقد انطلقت بدايات الثورة الإسلامية
الإيرانية في عام 1979م بقيادة الإمام الراحل آية الله روح الله الخميني(1)، وبمشاركة
العديد من تيارات المجتمع الإيراني الإسلامية والقومية والليبرالية والاشتراكية آنذاك،
وأدت بالنهاية إلى سقوط النظام الملكي بقيادة الشاه محمد رضا بهلوي (2)وتأسيس
النظام الجمهوري الإسلامي في إيران.
المطلب الأول- أحداث الثورة
دائماً ما يكون من الصعب اكتشاف
الجذور الأولى لأي ثورة على نحو دقيق، فمنذ القرن الماضي كانت تمثل حركة احتجاجية
على الرغم من وجود قوى ثورية جاهزة للتقدم في اللحظة المناسبة، وقد بدأت الحركة في
مدينة قُم وأظهرت مدى شعبية الخميني بين الطبقة الدينية، وجرت مواجهات مع الشرطة
وجهاز مخابرات الشاه (السافاك)، وبهذا دشن سيل الدماء في قُم فصلاً جديداً في
الثورة الإيرانية، وأدى ذلك إلى جعل الخميني قائداً للثورة بلا منازع(3)،ولقد
تصاعدت الثورة بشكل ملحوظ منذ أوائل عام 1978 حين قامت مظاهرات عديدة في شوارع
طهران بقيادة رجال الدين والتجار، وطالب المتظاهرون برحيل الشاه، حيث قال أحد عمال
تكرير البترول لمراسل أمريكي:"إننا لن نصدر البترول إلا بعد أن نصدر الشاه
شخصياً"(4)، بعد ذلك جاءت أخطر التظاهرات أمام البرلمان في 8/9/1978 وسميت
بيوم الجمعة الأسود بسبب سقوط العديد من الشهداء بنيران الجيش، وقد خرج الشاه من
إيران إلى أسوان بمصر في 16/1/1979، وتشكل مجلس وصاية على العرش برئاسة جلال الدين
طهراني، لكن الخميني أعلن من باريس بأن مجلس الوصاية ومجلس الوزراء غير شرعيين، وأنه
قادم لبلده لاستخلاص حقوق الشعب من أيدي الظالمين(5)، وبهذا قد أسس الخميني
الجمهورية الإسلامية الإيرانية وتمكن من القضاء على أعتى النظم الملكية
الاستبدادية آنذاك، وهذا ما جعله ذا شعبية كبيرة بين مختلف طبقات الشعب الإيراني.
المطلب الثاني- نشوء الحرس الثوري
يُطلق على قوات (جيش الحرس
الثوري) بالفارسية اسم "سباه باسداران انقلابي"، وهي كانت ميليشيات
تحولت خلال فترة الحرب مع العراق إلى قوات مسلحة تامة التجهيز، ويسيطر الحرس على
200 ألف من المتطوعين الشباب الذين ينتظمون في قوة دعم تُعرف باسم "باسيج
المستضعفين" أي قوات تعبئة المستضعفين(6)، وهي تأسست في 22/4/1979 بأمر من
الخميني لمجلس الثورة الإسلامي بتشكيل الحرس لحماية نظام الجمهورية الإسلامية، وتتمتع
هذه القوات بهيكلية مستقلة عن الجيش النظامي، وتمتلك وحدات برية وجوية وبحرية وقوة
جوفضائية، ولها تركيبتها الأمنية الخاصة بها من استخبارات وجهاز استطلاع(7)، ويبلغ
عدد أفراد قوات الحرس وفق تقديرات المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن
بعدد 350 ألف فرد، في حين يرى معهد الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن بأن
عدد أفراده لا يتجاوز 120 ألف فرد(8). ويجدر بالإشارة إلى أنه في عام 1992 أعلنت
طهران بتشكيل الأركان العامة المشتركة للقوات المسلحة في محاولة لدمج قوات الحرس
والباسيج ضمن مستويات القيادة العليا، ولكن قد بقي الحرس الثوري يتميز باحترافية
أكبر(9)، ومن جانب آخر في ظل التطورات العديدة التي طرأت مؤخراً على الساحتين
الداخلية والخارجية والتي تعكس تصاعد مستوى التهديدات التي تواجهها الجمهورية
الإسلامية من قبل الولايات المتحدة، قام الحرس بإعلانه عن تغيير عقيدته العسكرية
خلال المناورات التي قام بها في 22/12/2018، وقد تضمنت العقيدة الجديدة إعطاء دوراً
أوسع للقوات البرية التابعة له، والتركيز على تبني تكتيكات جديدة في الحرب البرية(10)،
وهو ما يمثل مؤشراً على حجم التصعيد والضغوط الأمريكية تجاه دور إيران الإقليمي في
المنطقة وخاصةً منذ وصول ترامب إلى الرئاسة وقيامه بالانسحاب من الاتفاق النووي في
عام 2018.
المبحث الثاني- مركزية دور الحرس الثوري
تعد قوات الحرس الثوري من أقوى
مؤسسات الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وأكثرها كفاءةً، وإلى حد كبير يعتمد نفوذ
إيران الدولي والإقليمي على هذه المؤسسة، حيث يقول آية الله روح الله الخميني عن
الحرس الثوري:"لو لم يكن حرس الثورة ما كانت الدولة، إني أوُقر الحرس وأُحبهم
وعيني عليهم، فلقد حافظوا على البلاد عندما لم يستطع أحد ومازالوا، إنهم مرآة تجسد
معاناة هذا الشعب وعزيمته في ساحة المعركة وتاريخ الثورة"(11).
المطلب الأول- مؤسسة الحرس الثوري والدستور الإيراني
يحدد الدستور الإيراني لعام 1979م
والمعدل لعام 1989م دور الحرس الثوري في المادة 150 منه في القسم الثالث المعنون
بــ الجيش وقوات حرس الثورة الإسلامية، حيث جاء فيها:"تبقى قوات حرس الثورة
الإسلامية، التي تأسست في الأيام الأولى لانتصار هذه الثورة، راسخة ثابتة من أجل
أداء دورها في حراسة الثورة ومكاسبها، ويحدد القانون وظائف هذه القوات ونطاق
مسؤوليتها بالمقارنة مع وظائف ومسؤوليات القوات المسلحة الأخرى، مع التأكيد على
التعاون والتنسيق الأخوي فيما بينها"(12)، وأما قانون الحرس الثوري فيحدد
مهام الحرس على الصعيد الداخلي والخارجي بما يلي: 1.حماية الثورة وأمنها،2.دعم
حركات التحرر في العالم،3.حراسة الثورة وقادتها وأهدافها من العدو الأمريكي
والصهيوني وعملائهم في المنطقة،4.مسؤولية الحفاظ على أمن الحدود(13)، وبهذا يُلاحظ
بأن للحرس مكانة خاصة في الدستور، فهو مؤسسة يتجلى هدفها الأساسي في حماية الثورة
والمكاسب التي حققتها منذ قيامها إلى الوقت الحاضر.
المطلب الثاني- الدور السياسي للحرس
الثوري
يتمتع الحرس الثوري بدور متعاظم
في العملية السياسية الداخلية نظراً لولائه المطلق لخط الإمام الخميني، وإن العديد
من كوادره منتشرون في مراكز صنع القرار السياسي، وله علاقات متشعبة مع غالبية
مراكز القوى في إيران وفي مقدمتها المرشد الأعلى(14)، ومن جانب آخر تُحدد الباحثة
نيفين مسعد أربع مصادر أساسية لتأثير الحرس الثوري في عملية صنع القرار السياسي في
إيران وهي:1.دوره في الحرب مع العراق 1980-1988 والتعبئة العامة الذي كان
يشرف عليها أثناء الحرب،2.مؤسسة ضخمة لها مواردها وميزانيتها وكوادرها
ومساهمتها الإنتاجية الواسعة في الاقتصاد الإيراني،3.مؤسسة لها علاقات
وطيدة مع أهم مراكز القوة في إيران،وفي مقدمتها المرشد الأعلى،حيث قال ذو القدر
قائد سابق في الحرس بأن "الحرس هو القبضة القوية لولاية الفقيه وأهم مركز
لمواجهة الاستكبار"،4.انتشار رجال الحرس في العديد من مراكز صنع
القرار في إيران: مجلس الشورى، مؤسسة المستضعفين*(15)، وزراء في الحكومة(16).
ليس فقط ما سبق بل إن للحرس دور في
الحياة السياسية الإِيرانية فقد عمل على تحقيق النفوذ السياسي في داخل البرلمان
الإيراني، ففي الانتخابات التشريعية الخامسة (1996-2000) أصدر الحرس قائمة "أنصار
حزب الله" والتي أصبحت تمثله بالعمل السياسي بشكل مباشر، وأما في البرلمان
السادس(2000-2004) حصل الإصلاحيون على الأغلبية البرلمانية، وطالبوا قوات الحرس بالابتعاد
عن السياسة، في حين رد على ذلك يحيى رحيم صفوي القائد السابق للحرس بقوله
"بأن المشاركة في سياسة البلاد من أجل محاربة المخربين، وأعداء الثورة
الإسلامية وهذه من مهمات قوات الحرس"، وأما في البرلمان السابع(2004-2008) تمكن
الحرس من خلال كوادره بالحصول على 100 مقعد في مجلس الشورى، ورئاسة 12 لجنة من أصل
23 لجنة، وأهمها لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية، ومن ناحية أخرى على صعيد
انتخابات الرئاسة الإيرانية (2005-2009) قد تقدم أربعة مرشحين من أهم قادة الحرس
الثوري وهم:اللواء محسن رضائي القائد العام لقوات الحرس أثناء الحرب مع
العراق1980-1997، محمد باقر قاليباف قائد سلاح الجو التابع للحرس1997-2000، محمود
أحمدي نجاد المتوافق مع توجهات الحرس، وعلي لاريجاني نائب رئيس هيئة أركان الحرس1982-1992(17)،
وإن للحرس الثوري دوراً في التأثير على القرارات السياسية فمن الأمثلة على هذا التأثير ما حدث في أيار عام 2004 حيث افتتح
الرئيس الإيراني آنذاك محمد خاتمي مطار الإمام الخميني الدولي، وكانت الحكومة
الإيرانية قد وقعت اتفاقية مع شركة خدمات تركية لإدارة المطار، ولكن هذا الأمر قد
اعترض عليه الحرس بسبب خطر ذلك على الأمن القومي للبلاد وحضور الأجانب، لذلك مارس
الحرس تأثيره بالضغط على مجلس الشورى الإسلامي والتي كانت غالبيته من التيار
المحافظ الداعم له، مما أدى إلى إبطال تلك الاتفاقية(18)، وبهذا مثلت هذه العملية التأثير الواضح
لدور الحرس في عملية صنع القرار السياسي الداخلي، وأما من ناحية التأثير في القرار
السياسي الخارجي وعلى صعيد علاقة القوات المسلحة الإيرانية بالقوات المسلحة للدول
الأخرى قد أصبح الحرس المسؤول الأول عن هذه العلاقات، وذلك منذ عام 1993 عندما قام
محسن رضائي ( قائد الحرس 1980-1997) في زيارته لكوريا الديموقراطية (الشمالية)
والصين لعقد صفقات أسلحة حديثة(19)، وعلى صعيد آخر يُجدر بالذكر بأن الحرس الثوري
يمارس دوره في مجمل التفاعلات السياسية الخارجية، ومن أحد هذه المواقف تصريح يد
الله جواني مساعد قائد الحرس للشؤون السياسية في تاريخ 11/2/2019 و رداً على
الضغوط الأمريكية تجاه إيران، بقوله: "لا تملك الولايات المتحدة الشجاعة
لإطلاق رصاصة واحدة علينا، على الرغم من كل إمكانياتها الدفاعية والعسكرية، ولكن
إذا هاجمتنا فسنمحو تل أبيب وحيفا من على الأرض"(20)، وبهذا ما يؤكد على بروز
الدور السياسي للحرس في تصريحات ذات علاقة بالشؤون الدولية والإقليمية المؤثرة
تجاه إيران، وبمعنى آخر إن المشروع السياسي للحرس الثوري يتمثل في إحياء دولة
الشهداء، فنفوذ الحرس يزداد كلما تم تذكير الإيرانيين بالخطر المحدق بهم، وبالتضحيات
التي قدموها خلال فترة الثورة، والحرب مع العراق، والاحتياجات الأمنية للدولة
اليوم، والأعداء المحدقين بها وبثورتها.(21)
المطلب الثالث- الدور الاقتصادي
للحرس الثوري
إن الحرس الثوري له دور أساسي في
بناء الدولة الإيرانية، فهو يمتلك العديد من المؤسسات التابعة له ومنها الاقتصادية
والاستثمارية والتجارية، وهذا التنوع الضمني قد جعل هذه المؤسسة منظومة مستقلة
بقرارها ولا سيما الاقتصادي منه، ومتمتعة بقدرٍ عالٍ من الأرصدة والأصول المالية
والبشرية، وقد طور الحرس الثوري حقيبة اقتصادية متينة، فالكثير من قادة الحرس
يتقاعدون في سن مبكرة نسبياً-قرابة 50 عام- ثم ينضمون إلى نخبة إيران السياسية
والاقتصادية ليقدموا دورهم في بناء إيران، وبهذا تعد قوات الحرس نفسها الوريث
الشرعي للثورة والمنقذ الحقيقي للجمهورية الإسلامية، وكما تعد نفسها الأقدر على
حكم البلاد والأجدر بهذا الدور، فمنذ فترة طويلة مازال يقدم الحرس للقطاع المدني
المحلي العديد من كبار المديرين الأكفاء (22)، وأما من ناحية أخرى فإن الدستور
الإيراني المعدل لعام 1989 قد عزز هذا الدور الاقتصادي للحرس حيث تنص المادة 147
منه ما يلي: "على الحكومة في زمن السلم أن تستفيد من أفراد الجيش وتجهيزاته
الفنية في أعمال الإغاثة والتعليم والإنتاج، وجهاد البناء، مع مراعاة موازين
العدالة الإسلامية بشكل كامل وبما لا يضر بالاستعداد العسكري للجيش" (23)، ومن
أهم المؤسسات الاقتصادية التابعة للحرس مؤسسة "خاتم الأنبياء" (24)التي
تأسست في عام 1988م بعد انتهاء الحرب العرقية-الإيرانية ولعبت دوراً أساسياً في
إعادة الإعمار(25)، حيث يقول يحيى رحيم صفوي القائد السابق لقوات الحرس بأن: "الحرس
الثوري، إضافةً إلى المهمات الموكلة إليه بالدفاع عن أمن البلاد، والدفاع عن الثورة
الإسلامية، فإن أكبر فخر له هو مساعدة الحكومة في إعادة إعمار إيران بعد نهاية
الحرب، وبتصريح من المرشد الأعلى" (26)،
وأما بالنسبة لأهم أهداف هذه المؤسسة فقد حددها أحد أبرز قادتها عباد الله عبد
اللهي في ما يلي(27): 1.التعهد بإنجاز 40 مشروع تنموي ضخم والتي سوف تنتهي
في آذار 2019،2.عدم الاتجاه إلى الربحية في العمل، والمساهمة في العمران، والتصدي
للعقوبات الاقتصادية التي تفرض على طهران من قبل الولايات المتحدة الأمريكية،3.تأمين
الدعم المالي للمشروعات الكبرى، ورفض التمويل الخارجي لأنه يشكل خطراً على
الاقتصاد القومي الإيراني،4.العمل على حل مشاكل المياه في إيران، والتعهد
لإكمال مشروع ضخم لإمدادات المياه في غرب إيران، ويغطي المشروع 1460 كيلو متر، ويشمل
17 سد، و150 كيلو متر من الأنفاق، و700 كيلو متر من خطوط النقل،5.تطوير
مصفاة نجمة الخليج الفارسي (Persian
Gulf Star Refinery) بالتعاون مع شركات أخرى.
ومن المؤسسات الأخرى التابعة للحرس
الثوري هي "مؤسسة المستضعفين" التي ورثت الأموال المنقولة وغير
المنقولة لمؤسسة آل بهلوي، وهي وثيقة الصلة بالحرس ووزارة المخابرات(28)، ويجدر
بالذكر مؤخراً قيام الحكومة الإيرانية بزيادة حصة الحرس الثوري من الميزانية
العامة، حيث ذكرت تقارير إلى قيام الحكومة برفع مستوى الدعم المالي للحرس ضمن
موازنة عام 2019 لتصل إلى 6 مليارات دولار بعد أن كانت 4,8 مليار دولار في ميزانية
عام 2018، أي بزيادة بلغت 25% وفي حين حصلت قوات التعبئة الشعبية (الباسيج)
التابعة للحرس بزيادة بلغت 2% عن ميزانية عام 2018(29)، وإن السبب وراء هذه
الزيادة يعود إلى توتر البيئة الإقليمية والدولية وخاصةً حالة المواجهة مع
الولايات المتحدة الأمريكية وقيامها مؤخراً بتصنيف الحرس "كمنظمة إرهابية
أجنبية"، وبهذا بناءً على ما تقدم يتبين أهمية الدور الاقصادي
الذي يقوم به الحرس في تفعيل عجلة النمو الاقتصادي، وتشغيل عناصر الإنتاج بأيادي
وطنية ودون الاستعانة من الخارج.
المطلب الرابع - الدور الثقافي للحرس
الثوري
يوجد في إيران منظمة غير حكومية
تدعى مؤسسة أوج للفنون والإعلام، وهذه المؤسسة مرتبطة بالحرس الثوري وتعمل منذ عام
2011 وتقوم بإطلاق وترويج نشاطات في مجال الفن والثقافة المستوحاة من الثورة
الإسلامية، وذلك من خلال أفلام ومسلسلات تلفزيونية، وأفلام روائية، ووثائقية، ورسوم
متحركة، ومقاطع فيديو قصيرة، ومن هذه الأعمال السينمائية التي قامت بها فيلم
"دمشق تايم 2018" والذي يصور سقوط اثنين من الطيارين الإيرانيين في يد "داعش"
بسوريا بعد أن تعهدت قوات الحرس في حماية سكان مدينة تدمر من الهجمات الإرهابية للدولة
الإسلامية "داعش"، وأيضاً مسلسل "كابيتال سيتي5" وفيلم
"حياة الصبر" اللذان يتحدثان عن الدور الإيراني الإنساني في دمشق، ومن
الجدير ذكره ضمن هذا الإطار بأن محافظ حلب حسين أحمد دياب قد أثنى على الخدمات
الثقافية التي تقدمها منظمة أوج للأطفال السوريين، وأما بخصوص ارتباط المنظمة
بالحرس الثوري قد أكد مديرها إحسان محمد حسني في شباط 2018 بأن المنظمة تتلقى
التمويل من الحرس وأيضاً الدعم اللوجستي والذي يتضمن منح تصاريح تصوير أفلام في
المواقع العسكرية التابعة له، وأكد المتحدث باسم المنظمة رمزان شريف بأن نشاطات
المنظمة تنسجم بشكل كامل مع الحرس والكثير من منتجاتها تجري بالتعاون معه(30)، وعلاوةً
على ما تقدم يُستنتج اهتمام الحرس بالفنون والثقافة والإعلام والدعاية، لتعزيز
توجهاته وقيمه وأهدافه في الدفاع عن مبادئ الثورة، فالقوة الصلبة وحدها لا تكفي
لمواجهة أعداء الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
المطلب الخامس- مؤامرات وضغوط إقليمية
ودولية تستهدف الحرس الثوري:
نظراً لمحورية الدور الأساسي الذي
يقوم به الحرس الثوري في حماية الجمهورية الإسلامية الإيرانية، قد تعرض
مؤخراً للاعتداءات الإرهابية من قبل
مجموعات مسلحة مدعومة من قبل قوى خارجية، فالحرس مُهدد بالمؤامرات نتيجة مواقفه
الثابتة تجاه الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الإسرائيلي، وقد كان أول اعتداء
إرهابي حصل في تاريخ 22/9/2018 واسُتهدف عرض عسكري في الأحواز جنوب غرب إيران على
الحدود مع العراق، وأكد المتحدث باسم
الحرس الثوري العميد رمضان شريف بأن "تيار منظمة الأحوازية هو المسؤول عن هذا
الهجوم"(31)، وأما المرشد الأعلى للثورة الإسلامية علي خامنئي قد صرح "بأن
هناك دولاً إقليمية مدعومة من الولايات المتحدة تحاول خلق حالة من الفوضى في إيران"(32)،
وأما الاعتداء الإرهابي الثاني قد حدث في تاريخ 13/2/2019 والذي استهدف حافلة
للحرس الثوري في جنوب شرق إيران بالقرب من مدينة زاهدان على الحدود مع باكستان، والذي
أدى إلى استشهاد 27 عنصراً من الحرس، وأعلن مساعد قائد الحرس الثوري اللواء علي
فدوي "بأن الرد على العملية الإرهابية لن يقتصر على حدود إيران وسيأتي دفاعاً عن الثورة الإسلامية"، ومن
جانب آخر يرى جيمس دورسي الأستاذ في كلية راجارانتام للدراسات الدولية بأن إيران
تعلم أهداف من يقف وراء هذه الهجمات لتصعيد المواجهة مع الولايات المتحدة، والأمر
الذي يوحي في حال قامت إيران بأي رد فعل في مياه الخليج فمن الممكن أن يتسبب ذلك
بإعطاء فرصة للاندفاعة الأمريكية والتدخل المباشر ضدها، وإن هذه الهجمات تهدف
أيضاً إلى التقليل من هيبة الحرس الثوري وصورته التي رسمها لنفسه في إيران والمنطقة.
(33)
من أحد الضغوط الجديدة التي تعرض لها الحرس ما قام به الرئيس
الأمريكي دونالد ترمب في إدراج الحرس الثوري "كمنظمة إرهابية أجنبية" في
تاريخ 8/4/2019، حيث تم ذكر هذا البيان حسب الموقع الرسمي للبيت الأبيض
وجاء فيه ما يلي: "بموجب المادة 219 من قانون الهجرة والجنسية تم إعلان تعيين
الحرس الثوري الإيراني بما في ذلك فيلق القدس (كمنظمة إرهابية أجنبية)، وستكون هذه
التسمية هي المرة الأولى التي تقوم فيها الولايات المتحدة على الإطلاق بتعيين جزء
من حكومة أخرى على أنهاFTO (منظمة إرهابية أجنبية)"(34) ، في حين جاء الرد من قبل المجلس
الأعلى للأمن القومي الإيراني في8/4/2019 في بيان له : إن الجمهورية الإسلامية
الإيرانية وفي اجراء متقابل رداً على الخطوة اللاقانونية والبعيدة عن الحكمة
للإدارة الأمريكية اليوم تُعتبر نظام الولايات المتحدة دولة راعية للإرهاب
والقيادة المركزية والقوات التابعة لها في منطقة غرب آسيا والمسماة
"سنتكوم" ( (35) (CENTCOM باعتبارها جماعة إرهابية(36)،
وإن السبب وراء قيام الولايات المتحدة بهذا الإجراء هو استكمالاً لسلسلة الضغوط
المتزايدة منذ الانسحاب من الاتفاق النووي وفرض الحظر النفطي، ورغبةً من ترامب في
إجبار طهران على التفاوض بشروط جديدة في مختلف قضايا المنطقة وتقديم تنازلات
وخاصةً في دورها الإقليمي، وأيضاً للضغط على الداخل الإيراني، لكن ما جرى هو
ازدياد شعبية الحرس الثوري وارتفاع أصوات المحافظين الداعمين له، والدليل على ذلك
هو ما قام به عدد من أعضاء مجلس الشورى في إيران بارتداء زي الحرس الثوري في جلسة
علنية دعماً له ورفضاً لقرار ترامب.(37)
وبهذا يُستنتج مما سبق محورية
الدور المركزي الذي يتمتع به الحرس الثوري الإيراني، وإن التوقعات التي أنيطت
بمهامه منذ تأسيسه عام 1979، قد فاقت توقعات مؤسسيه أنفسهم، فهو لا يقتصر على
الدور العسكري فحسب، وإنما له دور سياسي واقتصادي وأيضاً ثقافي توجيهي، وله تأثير
على المؤسسات الإيرانية بمختلف توجهاتها ويساهم في عملية صنع القرار السياسي.
المبحث الثالث- التيارات السياسية
الداعمة والرافضة لدور الحرس الثوري
إن ما يعكس طبيعة التوازنات
السياسية الداخلية في إيران هو وجود تيارين، المحافظين الذين يطالبون بالتمسك
الحرفي بمبادئ الثورة، والمتوافقون في ذلك مع توجهات الحرس، والإصلاحيين الذين
يطالبون بضرورة عدم التشدد والاعتدال، وهذا ما يرفضه الحرس.
المطلب الأول- التيار الداعم لتوجهات
الحرس(المحافظين)
لقد تكون تيار المحافظين في إيران
على يد طبقتين وهما رجال الدين والمنظمات الدينية، ويُعد حزب "مؤتلفة
الإسلامي" الهيئة الرئيسة لتيار المحافظين، وأيضاً من أهم أحزابه: الجمهورية
الإسلامية، وحزب تحالف بناء إيران(38)_الذي كان ينتمي له الرئيس الأسبق نجاد_، وتتسم
توجهات هذا التيار بثقافة متشددة تجاه الخارج والقلق والخوف منه، فهو شديد العداء
للولاياتو المتحدة الأمريكية والغرب_وهذه نقطة التقارب مع الحرس_ويرفض الاتصال
المباشر أو غير المباشر معهم، حيث يرى بأن خط الإمام لا ينسجم مع خط التفاوض، لأن
أمريكا العدو الأول للثورة الإسلامية، ولن تتوقف عن حَبك المؤامرات ضد الجمهورية
الإسلامية(39)، ولهذا يتوافق هذا التيار مع توجهات الحرس الثوري برفض الحوار مع
الخارج، ومن أبرز رموز هذا التيار:
أولاً- الرئيس السابق محمود أحمدي
نجاد
لقد كان الرئيس الإيراني الأسبق
محمود أحمدي نجاد 2005-2013 عضواً في مجلس الحرس الثوري منذ أوائل الثمانينات من
القرن العشرين ، وعمل في قسم الأمن الداخلي التابع للحرس، وشارك في الحرب مع
العراق، وشغل منصب قائد نخبة تابعة لفيلق القدس(40)، ولهذا يؤمن نجاد بالمؤسسات
الحكومية العسكرية ذات الصبغة الموجهة، فإنه يولي ثقة كبيرة لقوات الحرس الثوري، ويجدر
الإشارة عند فوز نجاد أكد محمد باقر ذو القدر القيادي السابق في الحرس على أن هذه
الانتخابات الرئاسية التاسعة كانت فريدة من نوعها وقد استطاع المحافظون من خلال
خطة متعددة الأوجه بأن تكسب الانتخابات في أجواء منافسة حقيقية وصعبة(41)، وهذا ما
يدل على أهمية فوز نجاد بالنسبة للحرس الثوري، ثم جاءت أبرز إشارات العلاقة
الوثيقة بين الرئيس الأسبق نجاد وهذه المؤسسة عندما اختار أحد قادة الحرس الثوري
سابقاً وهو أحمد وحيدي(42)ليكون وزيراً للدفاع(43)، ومن جانب آخر خلال مدة حكم
نجاد كان هناك ما بين 20 و30 محافظاً من قادة الحرس الثوري، وقدم نجاد قائمة مقترحة
عن وزراء حكومته إلى مجلس الشورى الإسلامي مكونة من 21 شخصاً وأغلبهم تابعين للحرس
ومنهم وزير الاقتصاد، وزير الداخلية، وزير الثقافة، وزير النفط(44)،وبالتالي إن ما
جرى خلال حكم نجاد قد عزز من دور الحرس الثوري على الساحة السياسية، وأما من
الناحية الاقتصادية قد أشارت إحصاءات إلى أن العقود الاستثمارية التي ذهبت للحرس
الثوري والشركات الاقتصادية التنموية التابعة له قد زادت من أربعة مليارات دولار
إلى 12 مليار دولار في فترة رئاسة نجاد الأولى(45)، وبهذا يُستنتج مما سبق بأن
الرئيس المحافظ الأسبق نجاد قد كان على توافق تام مع توجهات الحرس الثوري، ذلك لأن
المحافظين والحرس يؤمنون بضرورة التمسك الحرفي بالثورة الإسلامية ومبادئها.
ومن أهم الشخصيات المحافظة
والداعمة لتوجهات الحرس الثوري هو علي لاريجاني الذي يشغل حالياً منصب رئيس
مجلس البرلمان الإيراني، وكان سابقاً الأمين الأعلى لمجلس الأمن القومي لأعوام
2005-2007، وهو قد خدم في الحرس الثوري لأعوام 1982-1992، ومن أهم مواقفه تجاه
الحرس بعد أن قامت الولايات المتحدة بتصنيفه "منظمة إرهابية أجنبية"، حيث
قال:"مكانة الحرس الثوري في قلب الشعب الإيراني، وهو عامل لحفظ أمن البلاد، وجميع
الشعب الإيراني يدعم الحرس، وجميعنا نفتخر بأن نكون في صفوفه".(46)
أيضاً من بين الرموز الأخرى
للمحافظين الداعمين للحرس هو النائب في البرلمان الإيراني عن مدينة مشهد كريمي قدوسي
الذي قال لروحاني أثناء انعقاد جلسة الأمم المتحدة بتاريخ 25/9/2018: "بأن
روحاني وظريف ليس لديهم الحق بأن يقابلوا ترامب الخبيث بأي شكل من الأشكال"، وحتى
إن كريم قدوسي كان من أشد المؤيدين لقرار استقالة ظريف في تاريخ 26/9/2019_والتي
رُفضت من قبل روحاني_وقد انتقده بقوله: "بأنه طوال فترة عمله في الخارجية قد
قدم 6 سنوات من الفشل"(47)، وعلى جانب آخر طالبت صحيفة مشرق نيوز
الإلكترونية التابعة للحرس الثوري بضرورة استقالة ظريف والدعوة لضخ دماء جديدة
في الجهاز الدبلوماسي الإيراني(48)، وبهذا إشارة واضحة لرفض توجهات السياسة
الخارجية بقيادة الإصلاحي جواد ظريف طوال الفترة السابقة، وبأنها السبب وراء
الضغوط والتهديدات الحالية على طهران من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ووزير
الخارجية مايك بومبيو.
ثانياً- موقف تيار المحافظين والحرس
الثوري من الاتفاق النووي
لقد كان المحافظين في إيران بشكل
عام، والحرس الثوري بشكل خاص من أشد المعارضين للاتفاق النووي في 2015، فمن
الناحية السياسية عمل الاتفاق خلال مرحلة ما قبل وصول الرئيس الأمريكي دونالد
ترامب إلى الرئاسة على تعزيز مكانة ودور الإصلاحيين، ولكن بعد قيام ترامب
بالانسحاب من الاتفاق النووي في تاريخ 8/5/2018 وزيادة الضغوط وفرض الحظر النفطي
وتصنيف الحرس "كمنظمة إرهابية أجنبية"، كل ذلك قد أدى إلى تعزيز مكانة
الحرس الثوري والداعمين له المحافظين، والذين طالبوا بالانسحاب من الاتفاق النووي،
كرئيس مجلس صيانة الدستور المحافظ أحمد جنتي الذي انتقد حكومة روحاني لعدم
الانسحاب من الاتفاق وقال في 17/1/2019 "بأنه في نهاية المطاف سنحرق الاتفاق
النووي"(49)، ويجدر بالذكر بأن المحافظين قد نجحوا في إعادة الإمساك بالملف
النووي من خلال تفعيل دور المجلس الأعلى للأمن القومي ولجنة مراقبة الاتفاق النووي
برئاسة القيادي السابق في الحرس الثوري علي شمخاني بدلاً من سعيد جليلي الإصلاحي(50)،
وأما من الناحية الاقتصادية يرفض الحرس الثوري ومعهم المحافظين الاتفاق بسبب المخاوف
المتمثلة بدخول شركات استثمارية أجنبية للسوق الإيراني، مما يهدد الاقتصاد القومي ويضر
بالشركات الوطنية، فهم يطالبون بتبني الاقتصاد المقاوم والذي أعلن عنه المرشد الأعلى
للثورة علي خامنئي منذ عام 2012، والذي يقوم مبدأ هذا الاقتصاد على أساس الحد من
اعتماد إيران على العناصر الأجنبية وتطوير الاكتفاء الذاتي بناءً على الخبرات
والشباب الإيراني(51)، وبمعنى آخر إن الحرس الثوري ومعهم المحافظين يرفضون دعوات
الإصلاحيين إلى عودة التفاوض مع الولايات المتحدة أو عقد اتفاق نووي جديد قد يؤدي
إلى تقديم تنازلات جديدة وخاصةً بعد تدهور الظروف الاقتصادية والتهديدات الأمريكية
في الخليج العربي، وقد يتطلب هذا الاتفاق أو التفاوض تنازلاً في برنامج الصواريخ
الباليستية أو تعديل السلوك الإقليمي لإيران في بعض المناطق، وهذا ما يُقوض دور
الحرس الثوري بشكل خاص.(52)
ثالثاً- موقف تيار المحافظين والحرس
الثوري من الأزمة اليمنية
انطلاقاً من أهم مبادئ الثورة
الإسلامية وهي "نصرة المستضعفين في أي مكان بالعالم ومواجهة قوى الاستكبار
العالمية" يرى المحافظون بضرورة دعم الحوثيين المستضعفين في اليمن لمواجهة
عملاء الولايات المتحدة الأمريكية كالسعودية والإمارات، فالحوثيون قد رفعوا شعارات
متوافقة مع مبادئ الثورة الإسلامية وتوجهات الحرس الثوري ومنها (الموت لأمريكا،
الموت لإسرائيل)، وبهذا إن شعارات الحوثيون متوافقة مع الخط المقاوم والتشدد في
السياسة الخارجية الذي يطالب به التيار المحافظ ومعه الحرس، وقد أشارت تقارير
عديدة إلى أن وحدات من الحرس قد أشرفت على تدريب فصائل الحركة الحوثية لرفع
جاهزيتها القتالية والقدرة على استخدام الأسلحة المتقدمة (كالطائرات المسيرة
والصواريخ الباليستية)(53) ، ومن جانب آخر قد صرح علي فدوي نائب قائد الحرس الثوري
بقوله: "بما أن الحوثيين محاصرون لا يمكننا العمل معهم، هم يديرون أنفسهم
بأنفسهم، ونحن وفقاً لما جاء في القرآن الكريم نقدم لهم المساعدة قدر الإمكان،
ونحن نفعل ذلك، لكن القدرات التي يتمتعون بها من صنع أنفسهم"(54)، لكن على
صعيد آخر هناك مواقف من التيار المعارض للحرس وهم الإصلاحيون الذين يطالبون بضرورة
التخلي عن دعم حركات المقاومة والاهتمام بالشأن الداخلي الإيراني لأن ذلك
"ينهك الاقتصاد الإيراني ويبدد أموال الشعب"(55)_حسب رأي هؤلاء
الإصلاحيين_، وعلاوةً على ما تقدم يُستنتج بأن العلاقة الوثيقة بين
المحافظين والحرس الثوري متشابكة في العديد من الملفات السياسية والاقتصادية، وهي
مرتبطة بتطورات الوضع الداخلي وتأثيرات قضايا السياسة الدولية والملف النووي
الإيراني.
المطلب الثاني- التيار الرافض
لتوجهات الحرس (الإصلاحيين)
تتشكل القاعدة الاجتماعية لتيار
الإصلاحيين من الطبقة المتوسطة والطلاب والمتدينين المعتدلين، ومن أهم أحزابه: حزب
مشاركة إيران الإسلامي،حزب الاعتدال والتنمية(56)_الذي ينتمي له الرئيس الحالي حسن
روحاني_، وتتسم توجهات هذا التيار في مجال السياسة الخارجية برفض حالة التوتر مع
الآخر، ويشدد على تنويع العلاقات الخارجية وتوسيعها، فهو يرفض التطرف والتشدد في
السياسة الخارجية(57)، ومن أبرز رموز هذا التيار:
أولاً- الرئيس الحالي حسن روحاني
نشر الرئيس حسن روحاني في شهر 6
من عام 2015 رسالة مفتوحة إلى النائب الأول إسحاق جهانجيري معلناً فيها عن نيته
للقيام بإصلاحات هيكلية في الإقتصاد الإيراني، وقد جاءت هذه الإصلاحات بعد سعي
روحاني لإنجاز الاتفاق النووي مع الدول الكبرى ومحاولة رفع العقوبات الاقتصادية عن
إيران، وركزت هذه الإصلاحات على تعديل الإطار القانوني للاستثمار في البلد. لكن
بالمقابل إن الحرس الثوري له رأي مغاير لتوجهات روحاني، وخاصةً في موضوع فتح الباب
أمام مجال الاستثمارات الأجنبية فهي تشكل تهديد محتمل للأمن القومي الإيراني بشكل
عام وللاقتصاد الوطني بشكل خاص(58)، وقد انتقد حسن روحاني تدخل الحرس الثوري في
الاقتصاد وقال بأن المرشد خامنئي قد أكد مرات عدة على نأي القوات المسلحة عن
النشاط الاقتصادي(59)، وأيضاً في كلمة له أمام حشد من رجال الاقتصاد: "بأن
الاقتصاد والسلاح والإعلام كلها باتت بيد العسكر ولا يستطيع أحد منافستهم"، في
حين رد القائد السابق للحرس الثوري محمد علي جعفري على انتقاد روحاني بقوله: "إن
الحرس الثوري لا يمارس نشاطات اقتصادية ربحية، بل إن نشاطاته ترتكز على إزالة
الحرمان، والقيام بفعاليات عمرانية، وإجهاض استراتيجية العدو لفرض الضغوط
الاقتصادية على البلاد"(60)، ومن جانب آخر قد طالب الرئيس حسن روحاني بضرورة
ابتعاد الحرس الثوري عن السياسة، لكنه حرص على عدم استعداء أو إثارة الحرس الثوري
ضده، وذلك عبر الإشارة إلى أن قوات الحرس الثوري أبعد وأرقى عن الأحداث السياسية، وأن
لديها شأناً أكبر وهو الأمة كلها(61)، ويجدر بالذكر بأن الرئيس روحاني قد أكد منذ
عام 2013 في كلمة أمام مجلس قادة الحرس الثوري بأن مؤسس الجمهورية الإسلامية
الإيرانية الخميني أوصى الحرس بالبقاء بعيداً عن السياسة(62)، ومن جانب آخر خلال المناظرات
التلفزيونية التي سبقت الانتخابات الرئاسية الإيرانية لعام 2017-2021، انتقد
روحاني سياسات الحرس الصاروخية واصفاً بأنها سوف تحرج إيران وتؤدي إلى نسف الاتفاق
النووي، في حين رد مسعود جزايري رئيس هيئة أركان القوات المسلحة الإيرانية بقوله: "إن
تطوير قوة إيران الصاروخية يأتي في إطار السياسات العامة للجمهورية الإسلامية
الإيرانية، ووجود قواعد صاروخية تحت الأرض عامل ردع مهم أمام تهديدات
الأعداء".(63)
أيضاً من أحد الأدلة على علاقة
عدم التوافق والخلاف بين روحاني والحرس الثوري ما حدث مؤخراً في إيران خلال أزمة
السيول والفيضانات التي حصلت في شهر آذار/2019، حيث أدت الأمطار الغزيرة إلى
سيول جارفة ضربت نحو 25 من أصل 31 محافظة إيرانية، وخلفت خسائر كبيرة في الأرواح
والممتلكات، ومع فشل حكومة روحاني في التعامل مع أزمة السيول قد ارتفعت أصوات
المحافظين وعلى رأسهم رئيس السلطة القضائية إبراهيم رئيسي وذو العلاقة الجيدة مع
الحرس الثوري، ووجه انتقاده لحكومة روحاني بسبب التأخر في التعامل مع الأزمة وهدد
بتقديم المسؤولين المقصرين إلى المحاكمة، وأما بالنسبة لدور الحرس الثوري في
التعامل مع هذه الأزمة فقد سارع إلى التدخل مباشرة عبر قواته البرية، وانتشرت صور
ومقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي لعناصر من الحرس تساعد المنكوبين جراء
هذه الفيضانات(64)، ومن جانب آخر بعد غرق مدينة آق قلا التابعة لمحافظة جلستان
طالب الحرس الثوري بتفجير خط السكك الحديدة بغية تصريف المياه، ولكن روحاني قلل من
فاعلية هذه العملية بقوله: "إن تفجير خطوط السكك الحديدية بهدف عرقلة تقدم
مسار السيول الجارفة في مناطق مختلفة من البلاد، لم يكن له تأثيراً مطلقاً"،
وأما الرد عليه قد جاء من محمد باكبور قائد القوة البرية للحرس الثوري بقوله:
"إن أزمة السيول كانت نتيجة ضغف في أداء الحكومة، وإن أحداً من مسؤولي حكومة
روحاني لا يجرؤ على دخول بعض المدن بسبب غضب المواطنين"(65)، وبهذا قد عبرت هذه المشكلة عن وجود خلاف لإدارة أزمة
السيول بين الرئيس روحاني و الحرس الثوري، وقد كان الحرس قادراً على التواجد
الفعلي في العديد من المدن والبلدات التي عانت من السيول وتقديمه المساعدات
والمعونات اللازمة للمتضررين جراء هذه الفيضانات، ونقده لتقصير وضعف أداء
حكومة روحاني في التعامل مع هذه الأزمة.
ثانياً- موقف الإصلاحيين من الاتفاق
النووي
يرفض الإصلاحيين دعوات المحافظين
والحرس الثوري في الانسحاب من الاتفاق النووي، حيث يرى الإصلاحيون بأن الخروج من
الاتفاق في المرحلة الراهنة سيعود على إيران بخسائر فادحة، وقد عبر عن هذا الاتجاه
عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني حسين نقوي حسيني
بقوله: "إن خروج إيران من الاتفاق النووي في الوقت الحالي بأي شكل سيعود
بالضرر على إيران 100%"(66)، ومن جانب آخر يؤكد الإصلاحيون بأن البقاء في
الاتفاق النووي يحقق الفائدة المرجوة منه بناءً على موافقة دول الترويكا الأوربية(67)على
شروط طهران المتمثلة بما يلي:1.حماية مبيعات النفط الإيرانية من العقوبات، 2.التزام
البنوك الأوروبية بحماية التجارة مع إيران عبر إنشاء آلية لدعم المبادلات التجارية
تسمى بالانستكس Instex،3.مواصلة شراء الخام الإيراني(68)، وبهذا يدافع الإصلاحيون عن
البقاء في الاتفاق النووي أمام دعوات المحافظين والحرس الثوري بضرورة الانسحاب الكامل
منه.
بناءً على ما تقدم يُمكن القول بأن للحرس الثوري أجندات متعارضة مع أجندات الإصلاحيين بشكل عام، وأجندات الرئيس حسن روحاني ووزير الخارجية محمد جواد ظريف بشكل خاص، وخاصةً في الملفات الاقتصادية وملف الاتفاق النووي، وأيضاً ملف الدفاع الصاروخي وملف السياسة الخارجية.
جدول
يوضح أبرز ملفات الخلاف بين المحافظين الداعمين للحرس الثوري والإصلاحيين الرافضين
له:
الملفات |
المحافظين |
الإصلاحيين |
العلاقة
مع المرشد الأعلى |
التوافق مع خط الإمام الراحل الخميني وأيضاً
المرشد خامنئي في مختلف السياسات الداخلية والخارجية. |
عدم الاهتمام بالتوافق التام مع مبادئ الخميني
والتعارض مع توجهات المرشد خامنئي في بعض القضايا (كالملف النووي والاقتصاد). |
السياسة
الخارجية |
رفض المفاوضات والتنازلات والتشدد في السياسة
الخارجية وتعزيز دور الحرس الثوري كسند للدبلوماسية الإيرانية في المنطقة. |
الاعتدال في السياسة الخارجية وتنويع العلاقات
الخارجية ورفض تدخل الحرس الثوري في السياسة الخارجية. |
الاتفاق
النووي |
رفض الاتفاق النووي والمطالبة بالانسحاب منه بشكل
كامل. |
البقاء في الاتفاق النووي مع إمكانية تعليق العمل
ببعض بنوده. |
الاقتصاد |
اعتماد الاقتصاد المقاوم الذي عبر عنه المرشد
خامنئي وبأيادي وخبرات وطنية والاستفادة من إمكانات الحرس الثوري وشركاته
الإعمارية والهندسية. |
الاستعانة من الخارج وتشجيع الاستثمارات الأجنبية
ورفض تدخل الحرس الثوري بالاقتصاد. |
الدفاع
الصاروخي |
القيام بالتجارب كسياسة ردع ومواجهة للضغوط وعدم القيام
بمفاوضات بخصوص برنامج الدفاع الصاروخي. |
عدم القيام بالتجارب وإمكانية الدخول في مفاوضات
بشأن برنامج الدفاع الصاروخي. |
جدول رقم (1) من إعداد الباحث
خاتمة
باختصار إن ما يشهده النظام
الدولي الحالي من تغييرات وإرهاصات على مستوى رفض القيادة الأحادية من قبل الجانب
الأمريكي، واستمرار وجود بؤر توتر إقليمية في المنطقة الجيوسياسية المحيطة بإيران،
سيؤدي ذلك بالنهاية إلى استمرار تأثير الحرس الثوري الإيراني، وتعزيز دوره السياسي
والاقتصادي والثقافي في إيران، بسبب اعتبار نفسه الأقدر والأجدر على قيادة إيران وخاصةً
في ظل الظروف الحالية والضغط الأمريكي المتواصل منذ وصول ترامب إلى الرئاسة
وانسحابه من الاتفاق النووي في 2018، وإن طبيعة التوازنات السياسية الداخلية في
إيران ستبقى تؤثر على المشهد العام المتمثل بالدعم الكامل من قبل المحافظين للحرس،
وبالمقابل استمرار رفض هذا الدور من قبل الإصلاحيين.
وبذلك يخلص الباحث إلى تحديد أبرز
النتائج التي تم التوصل إليها من خلال هذا البحث بالآتي:
_ إن ما جرى مؤخراً من تصعيد
وتوتر بين الولايات المتحدة وإيران منذ وصول ترمب إلى الرئاسة 2017، والانسحاب من
الاتفاق النووي عام 2018، واعتداءات على الحرس الثوري في أواخر 2018 وبدايات 2019،
وأيضاً تصنيف الحرس الثوري على قوائم الإرهاب من قبل الولايات المتحدة في
8/4/2019، كل ذلك قد أدى إلى تحجيم دور الإصلاحيين في إيران، وارتفاع أصوات
المحافظين المتوافقين مع توجهات الحرس، والذين من المتوقع أن يصلوا إلى الحكم في المرحلة
المقبلة خلال الانتخابات الرئاسية لأعوام 2021-2025.
_ مع زيادة حدة توتر العلاقات الإيرانية_الأمريكية من جهة،
والإيرانية_الخليجية من جهة أخرى، ازداد معها دور الحرس الثوري في مجمل تفاعلات
هذه العلاقات.
_ إن مستقبل الاتفاق النووي بات غير واضح ومن الممكن بأن
يتم الضغط على حكومة روحاني من قبل المحافظين وبدعم من الحرس الثوري للإنسحاب منه،
وخاصةً بعد التهديدات الأمريكية وإدراج الحرس الثوري "كمنظمة إرهابية
أجنبية".
_ لقد تمتع الحرس الثوري الإيراني بدور فعال في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية في إيران، وذلك بسبب الإمكانيات التي يمتلكها من عناصر بشرية ذات اختصاصات متنوعة وأرصدة مالية من شركات إعمارية وهندسية، ولهذا سوف يستمر دوره في التعاظم مستقبلاً.
الهوامش
1- الخميني1902-1989:روح الله بن مصطفى بن
أحمد الموسوي،ولد في مدينة خمين،مرجع ديني كبير،وفيسلوف،من أهم مؤلفاته:الحكومة
الإسلامية في ولاية الفقيه،كشف الأسرار،رسالة الاجتهاد والتقليد.
2- محمد رضا
بهلوي1919-1980:آخر ملوك إيران والذي استمر حكمه من 1941-1979،كان يُلقب بــ
شاهنشاه أي ملك الملوك،توفي في القاهرة 1980 بعد أن عانى من مرض السرطان.
3- هوما كاتوزيان، الفرس إيران في العصور القديمة
والوسطى والحديثة، ترجمة:أحمد حسن المعيني، جداول للنشر والترجمة والتوزيع، بيروت،
لبنان، الطبعة الأولى، 2014، ص451-452.
4-
آمال
السبكي، تاريخ إيران السياسي بين ثورتين 1906-1979، سلسلة عالم المعرفة، الكويت، 1999،
ص197.
5- آمال السبكي، مرجع سابق، ص202.
6- أروند إبراهيميان، ترجمة:مجدي صبحي، تاريخ إيران
الحديثة، سلسلة عالم المعرفة، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، الكويت، 2014،
ص237.
7- محمد صادق اسماعيل، من الشاه إلى نجاد..إيران إلى
أين؟، العربي للنشر والتوزيع، القاهرة، مصر، د.ت، ص64.
8- فراس
إلياس، سياسة الأمن القومي الإيراني، مجلة الدراسات الإقليمية في تركيا:أنكاسام، كانون
الأول/2018، ص184.
9- Matthe w M. F rick, Iran’s Islamic
Revolutionary Guard Corps: An Open Source Analysis,Institute for National
Strategic Studies,Washington,DC,issue 49, 2d quarter 2008,P123.
10- فراس عباس هاشم، ارتدادات ضاغطة الحرس الثوري
الإيراني وتمثلات أعباء الصعود الإقليمي وتحدياته، مجلة مدارات إيرانية، المركز
الديموقراطي العربي، برلين-ألمانيا، العدد الثالث،آ ذار، 2019، ص56.
11- طارق رضوان،إيران...الشعب والدولة تاريخ من
الغموض،هلا للنشر والتوزيع،الجيزة،مصر،الطبعة الأولى،2016 ،ص239-240.
12- دستور إيران الصادر عام 1979 شاملا تعديلاته
لغاية عام 1989،ترجمة المؤسسة الدولية للديموقراطية والانتخابات،تحديث مشروع
الدساتير المقارنة،2018،ص29.
13- نيفين عبد المنعم مسعد،صنع القرار في إيران
والعلاقات العربية-الإيرانية،مركز دراسات الوحدة العربية،بيروت،لبنان،الطبعة
الأولى،2001،ص136.
14- كينيث كاتزمان،الحرس الثوري الإيراني:نشأته
وتكوينه ودوره،ترجمة:مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية،أبو
ظبي،1996،ص172-173.
15- مؤسسة
المستضعفين(بنياد مستضعفان):مؤسسة اقتصادية قامت بعد الثورة الإيرانية وصادرت
ممتلكات الشاه،وتمتلك ميزانية مالية كبيرة،بلغت أصولها الإجمالية أكثر من 20 مليار
دولار،وتشمل 140 مصنعاً،و470 مشروعاً للتصنيع الزراعي،و100 شركة بناء،و64
منجم،و250 شركة تجارية.
16- نيفين عبد المنعم مسعد،مرجع سابق،ص 137.
17- ضياء قدور،تصدر الحرس الثوري الإيراني الواجهتين
السياسية والاقتصادية في إيران،موقع مرصد الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الإعلامي،استرد
في 9/3/2019:
تصدر-الحرس-الثوري-الإيراني-الواجهتين
https://mena-monitor.org/research
18- طارق رضوان،إيران ..الوجه الآخر النزاعات
الداخلية وجيرانها ،دار هلا للنشر والتوزيع،الجيزة،مصر،الطبعة
الأولى،2016،ص55.
19- ضاري سرحان الحمداني،سياسة إيران تجاه دول
الجوار،العربي للنشر والتوزيع،القاهرة،مصر،الطبعة الثانية،2012،ص23.
20- من الموقع الرسمي لقناة الجزيرة الإخبارية،استرد
في 13/3/2019:
إيران-حسن-روحاني-ذكرى-الثورة-الإيرانية https://www.aljazeera.net/news/politics/2019/2/11/
21- طارق رضوان،إيران...الشعب والدولة تاريخ من
الغموض،مرجع سابق،ص231.
22- طارق رضوان،إيران...الشعب والدولة تاريخ من
الغموض،مرجع سابق،ص244-245.
23- دستور إيران الصادر عام 1979 شاملا تعديلاته
لغاية عام 1989،ترجمة المؤسسة الدولية للديموقراطية والانتخابات،تحديث مشروع
الدساتير المقارنة،2018،ص28.
24- خاتم الأنبياء: إحدى أهم الشركات التي
تعود ملكيتها بشكل معلن إلى الحرس الثوري الإيراني،تأسست بعد انتهاء الحرب
العراقية –الإيرانية،وكانت وظيفتها في البداية تعبيد الطرق وتأسيس المشاريع
النفطية،وقامت الشركة في نهاية الثمانينات بدور كبير في إعادة بناء ما دمرته الحرب
العراقية-الإيرانية،فأصبحت من أهم الشركات الهندسية،وتضم حوالي 25000 موظف
وعامل،وتقوم بتنفيذ حوالي 7600 مشروع مثل بناء السدود والزراعة والمعادن والبناء
والجسور والأنفاق والطرق والأنابيب لنقل النفط والغاز وخطوط الهاتف.
25- فاطمة الصمادي، التيارات السياسية في إيران،المركز
العربي للأبحاث ودراسة السياسات،الدوحة،قطر،الطبعة الأولى،2012،ص282.
26- ضياء قدور،تصدر الحرس الثوري الإيراني الواجهتين
السياسية والاقتصادية في إيران، موقع مرصد الشرق الأوسط وشمال إفريقيا
الإعلامي،استرد في 8/3/2019:
تصدر-الحرس-الثوري-الإيراني-الواجهتين
https://mena-monitor.org/research
27- علي عاطف حسان،مؤسسة خاتم الأنبياء والاقتصاد
الإيراني،موقع المركز العربي للبحوث والدراسات،استرد في 26/1/2019:
http://www.acrseg.org/40841
28- أحمد ناصوري،دراسة تحليلية لعملية صنع القرار
السياسي،مجلة جامعة دمشق للعلوم الاقتصادية والقانونية،المجلد 21،العدد
الأول،2005،ص303.
29- من الموقع الإخباري،ايران اينترنشنال،متوفر
باللغة العربية،استرد في 8/3/2019:
إيران-تخصيص-20-ألف-مليار-تومان-للبنية-الدفاعية-في-الميزانية-الإيرانية-الجديدة/
https://iranintl.com/ar
30- منظمة أوج الإيرانية:الثقافة والفن في خدمة
دعاية الحرس الثوري،من موقع كيوبوست الإخباري،شؤون دولية عبر الرابط الإلكتروني
استرد في 10/3/2019:
/منظمة-أوج-الإيرانية-الثقافة-والفن-في/https://www.qposts.com
31- عبر موقع قناة الميادين الإخبارية،استرد في
20/2/2019:
هجوم-إرهابي-يستهدف-مراسم-الاستعراض-العسكري-في-أهواز/
http://www.almayadeen.net/news/politics/904661
32- تقرير دولي:التقرير الاستراتيجي السنوي 2018،إيران
في 2018،المعهد الدولي للدراسات الإيرانية RASANAH،ص 55.
33- فراس عباس هاشم،مرجع سابق،ص66.
34- عبر الموقع
الرسمي للبيت الأبيض في الولايات المتحدة الأمريكية،استرد في 23/4/2019:
35- القيادة المركزية الأمريكية US
CENTCOM:هي الإدارة المسوؤلة عن منطقة الشرق الأوسط ومصر وأفغانستان
وباكستان وجمهوريات آسيا الوسطى،وهي قيادة عسكرية منفصلة عن القيادة السياسية.
36- بيان المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني،عبر
موقع وكالة أنباء فارس الإيرانية،من الرابط الالكتروني استرد في 23/4/2019:
http://ar.farsnews.com/iran/news/13980119001255
37- من موقع وكالة مهر للأنباء الإيرانية،استرد في
22/5/2019:
مجلس-الشورى-الإسلامية-يرتدي-زي-الحرس-الثوري
https://ar.mehrnews.com/news/1893673/
38- فاطمة
الصمادي،التيارات السياسية في إيران،المركز العربي للأبحاث ودراسة
السياسات،الدوحة،قطر،الطبعة الأولى،2012،ص40-41.
39- فاطمة الصمادي، المرجع السابق، ص71.
40- Brian H. Cunningham, Islamic
Revolutionary Guard Corps: Instability in the Middle East, Master
Thesis published,
USMC Command and Staff College,USA,2009,P7.
41- فاطمة الصمادي، التيارات السياسية في إيران
صراع رجال الدين والساسة، المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، الدوحة، قطر،
طبعة ثانية-مزيدة ومنقحة،2019، ص461.
42- أحمد وحيدي: سياسي وعسكري إيراني،ولد في
مدينة شيراز 1940،وكان القائد السابق لفيلق القدس التابع للحرس الثوري في أعوام
1991-1998،وشغل منصب نائب وزير الدفاع في فترة رئاسة نجاد الأولى 2005-2009.
43- فاطمة الصمادي،التيارات السياسية في إيران،المركز
العربي للأبحاث ودراسة السياسات،الدوحة،قطر،الطبعة الأولى،2012،ص279.
44-
ضياء
قدور،تصدر الحرس الثوري الإيراني الواجهتين السياسية والاقتصادية في إيران،من موقع
مرصد الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الإعلامي، استرد في 9/3/2019:
تصدر-الحرس-الثوري-الإيراني-الواجهتين
https://mena-monitor.org/research
45- شحاتة محمد ناصر،السياسة الخارجية الإيرانية في
عهد الرئيس حسن روحاني.. حدود التأثير وأهم الملامح، مركز الإمارات للدراسات
والبحوث الاستراتيجية،أبو ظبي،الطبعة الأولى 2014،ص47-48.
46- عبر موقع
قناة روسيا اليوم الإخبارية باللغة العربية،استرد في 24/5/2019:
البرلمان-الإيراني-يندد-بقرار-واشنطن-تصنيف-الحرس-الثوري-كيانا-إرهابيا#
https://arabic.rt.com/world/1012173
47- محمود البازي،استقالة ظريف كزلزال سياسي
عالمي:الأسباب والنتائج حفريات في مواقع التواصل الاجتماعي،مجلة مدارات
إيرانية،المركز الديموقراطي العربي،برلين-ألمانيا،العدد الثالث،آذار،2019،ص15.
48- تقرير دولي:تقرير الحالة الإيرانية نوفمبر
2018،المعهد الدولي للدراسات الإيرانية RASANAH،ص12-13.
49- محمود حمدي أبو القاسم،دراسة سياسية: ايران
ومستقبل البقاء في الاتفاق النووي الرهانات والبدائل،المعهد الدولي للدراسات
الإيرانية RASANAH،2019،ص3.
50- محمود حمدي أبو القاسم،المرجع السابق،ص6.
51- راز زيمت،باحث بمعهد دراسات الأمن القومي
الإسرائيلي،محتوى مترجم،موقع إضاءات،استرد في 10/3/2019:
https://www.ida2at.com/israel-irans-economy-is-dominated-by-the-revolutionary-guard/
52- محمود حمدي أبو القاسم،مرجع سابق،ص7.
53- إياد خازر المجالي، أثر ايديولوجيا الفكر
السياسي الإيراني على أطراف النزاع في اليمن، مجلة مدارات إيرانية، العدد الأول
أيلول/سبتمبر، 2018، ص152.
54- الحرس الثوري: لو كنا في اليمن لسيطر الحوثيون
على الرياض،من موقع سبوتنيك عرب، استرد في 17/6/2019 عبر الرابط:
/الحرس-الثوري-الحوثيون-الرياض
https://arabic.sputniknews.com/arab_world/201905311041422339-
55- إياد خازر المجالي، مرجع سابق، ص153.
56- فاطمة الصمادي،التيارات السياسية في
إيران،المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات،الدوحة،قطر،الطبعة الأولى،2012،ص128.
57- فاطمة الصمادي،المرجع السابق،ص133
58- تامر بدوي،الإصلاح الاقتصادي الإيراني بين
روحاني والحرس الثوري،من موقع مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي،استرد في 27/1/2019:
http://carnegieendowment.org/sada/60999
59- عبر موقع جريدة الحياة اللبنانية،استرد في 12/3/2019:
سياسة/العالم/روحاني-ينتقد-مجددا-تدخل-الحرس-الثوري-في-الاقتصادhttp://www.alhayat.com/article/4622890/
60- تقرير دولي: إيران في 2017،التقرير الاستراتيجي
السنوي،مركز الخليج العربي للدراسات الإيرانية AGCIS،ص
20-21.
61- شحاتة محمد ناصر،السياسة الخارجية الإيرانية في
عهد الرئيس حسن روحاني.. حدود التأثير وأهم الملامح، مركز الإمارات للدراسات
والبحوث الاستراتيجية،أبو ظبي،الطبعة الأولى 2014،ص49.
62- شنين محمد المهدي،السياسة الخارجية الإيرانية
تجاه دول المشرق العربي 2001-2013،رسالة ماجستير منشورة،كلية الحقوق والعلوم
السياسية،جامعة محمد خيضر-بسكرة،الجزائر،2014،ص104.
63- تقرير دولي: إيران في 2017،التقرير الاستراتيجي
السنوي،مركز الخليج العربي للدراسات الإيرانية AGCIS،ص20.
64- تقرير دولي: تقرير الحالة الإيرانية مارس
2019،المعهد الدولي للدراسات الإيرانية RASANAH،ص14.
65- تقرير دولي: تقرير الحالة الإيرانية مارس
2019،المعهد الدولي للدراسات الإيرانية RASANAH،ص16.
66- محمود حمدي أبو القاسم،مرجع سابق،ص3.
67- الترويكا: مصطلح سياسي يشير إلى اجتماع
ثلاث دول على رأي سياسي موحد تجاه قضية معينة،ومن أشهر الترويكات الدولية هي الترويكا
الأوربية:بريطانيا وفرنسا وألمانيا،حيث لها اتجاهاً سياسياً واحداً تجاه قضية
الملف النووي الإيراني.
68- محمود حمدي أبو القاسم،مرجع سابق،ص9.