اتجاهات الشباب نحو الأحزاب السياسية
نوقشت
مؤخرًا رسالة ماجستير مهمة للباحثة وفاء براد جلال عبد الصادق بقسم الإعلام يكلية
الآداب جامعة سوهاج، وعنوانها: "دور المواقع الإخبارية في تشكيل اتجاهات
الشباب نحو الأحزاب السياسية بعد ثورة 25 يناير2011"، أشرف على الرسالة أ.د.
عزة عبد العزيز عثمان رئيس قسم الإعلام السابق بجامعة سوهاج وعميد المعهد العالي
للإعلام بالإسكندرية وزميلها د. مرزوق عبد الحكم العادلي الأستاذ المساعد بالقسم
نفسه، وناقشها أ.د. شريف درويش اللبان أستاذ الصحافة وتكنولوجيا الاتصال ووكيل
كلية الإعلام جامعة القاهرة، وأ.د. محمد سعد إبراهيم أستاذ الصحافة وعميد المعهد
الدولي العالي للإعلام بأكاديمية الشروق.
وقد
أجرت الباحثة دراسة ميدانية على 400 مبحوثًا من الشباب الذين يستخدمون المواقع
الإخبارية لرصد علاقة هذه المواقع بتشكيل اتجاهات الشباب نحو الأحزاب السياسية
سيما أن عدد هذه الأحزاب تنامى بشكلٍ كبير بعد ثورة 25 يناير 2011 في ظل الحراك
السياسي في تلك الفترة، والتي أدت إلى زيادة عدد الأحزاب السياسية المصرية إلى ما يزيد
عن 100 حزب سياسي، معظمها غير فاعل في الشارع المصري عمومًا والشارع السياسي
خصوصًا، بل إن الأحزاب الممثلة بنواب في البرلمان المصري لا يزيد عددها عن 19
حزبًا فقط.
أولاً-
الأحزاب السياسية بين مقترحات الدمج والإلغاء
ولعل
ذلك ما جعلني أسأل عن جدوى هذا العدد الضخم من الأحزاب السياسية في الدولة
المصرية، وخاصة أنه ليس لدينا أعراق أو مذاهب أو طوائف مختلفة تبرر هذا التشظي في
الحياة السياسية بناءً على معايير عرقية أو مذهبية أو طائفية أو حتى فئوية مثلما
هو الحال في دولة عربية أخرى كالعراق مثلاً.
لذا
فقد علقت بداءةً على موضوع الرسالة تعليقيْن أحسبهما مهميْن أولهما إمكانية ضم هذه
الأحزاب ودمجها – كما سبق ودعا الرئيس عبد الفتاح السيسي – على أن يكون هذا الدمج
بين الأحزاب ذات التوجهات السياسية المشابهة والمتناغمة، أو ذات البرامج السياسية
التي لا يوجد بينها اختلافٌ كبير، وثانيهما اقتراح تعديل في قانون الأحزاب يسمح
بإلغاء تصريح أي حزب سياسي لم يتم تمثيله في البرلمان المصري لدورتيْت متتاليتيْن،
على أن يتم هذا التعديل قبل الانتخابات القادمة لمجلس النواب، لإلغاء الأحزاب التي
لم يتم تمثيلها في مجلس النواب الحالي والقادم بعد إجراء الانتخابات البرلمانية
وظهور نتائجها مباشرةً.
إن
هذين المقترحيْن كفيلان بصقل التجربة الحزبية الحالية في عهد دولة متطورة وعصرية
تتفاعل فيها الأحزاب السياسية مع الشارع المصري والمواطنين، وتشارك في بناء الدولة
المصرية التنموية التي تساعد مواطنيها على المساهمة الجادة في كل مجهودات التنمية
من خلال العمل المنظم في إحزابٍ سياسية لها برامج طموحة لإعادة بناء الدولة
المصرية في مختلف المجالات.
ثانيًا- دوافع تعرض الشباب للمواقع الإخبارية وعلاقته بالمعرفة السياسية
وقد
توصلت الدراسة الميدانية التي أجرتها الباحثة وفاء براد جلال عبد الصادق إلى أن
دوافع تعرض الشباب للمواقع الاخبارية تتمثل في دافع الاهتمام بالفورية في نقل
الأحداث حيث جاءت بنسبة 67.8%، ثم دافع أنها تعرض القضايا التي تهم الرأي العام
بنسبة 54%، ثم دافع أن هذه المواقع غير مكلفة ماديًا بنسبة 46%، ثم متابعة المواقع
الاخبارية لتطورات القضايا والأحداث على المدى الزمني حيث جاءت بنسبة 45.3%، بينما
جاء تميز المواقع الاخبارية بالتغطية الموضوعية والحيادية بنسبة 30%.
وتبين
من الدراسة أن أسباب متابعة الشباب للمواقع الإخبارية تتمثل في معرفة المعلومات
حول القضايا السياسية الداخلية والخارجية، وجاءت في المركز الأول بنسبة 81.3%،
وترجع الباحثة هذه النتيجة للزخم الذي كان موجودًا في أعقاب ثورة يناير 2011، حيث
شهدت أحداث الثورة الاهتمام بمختلف جوانبها داخليًا وخارجيًا، وكان السبب التالي "فهم
خلفيات الأحداث ووجهات النظر حول القضايا" بنسبة 75%، يليه في المرتبة
الثالثة الزيادة من الثقافة السياسية 73.2%، ثم "الاطلاع على أخبار الأحزاب
السياسية" في المرتبة الرابعة بنسبة 67.6%، يليه في المرتبة الخامسة "التخلص
من الملل" بوزن نسبي 65.3%، وأخيرًا للتسلية وشغل وقت الفراغ ، حيث جاءت في
المرتبة السادسة بنسبة 64.6%.
وأوضحت
الدراسة أن المواقع الإخبارية تمثل بديلاً للشباب عن وسائل الإعلام التقليدية
(الصحف- الإذاعة- القنوات التليفزيونية) بنسبة 52.8% من إجمالي العينة، والتي ترى
أنها أصبحت بديلاً عن وسائل الإعلام التقليدية ( إلى حد ما )، وأكدت نسبة 37.8% أن
المواقع الاخبارية أصبحت بديلاً عن وسائل الإعلام التقليدية، ولم يُستثنَ من ذلك
سوى ما نسبته 9.4% فقط من حجم العينة الذي أجابوا بأن المواقع الإخبارية لم تصبح
بعد بديلاً عن وسائل الإعلام التقليدية، وهذا لا ينفي أهمية القنوات الفضائية، لكن
الشباب عينة الدراسة اهتم أكثر بمتابعة المواقع الإخبارية للتعرف علي الأحزاب
السياسية.
ثالثًا- مستويات الاعتماد على الوسائل الإعلامية كمصادر معلومات عن الأحزاب
وأظهرت
نتائج الدراسة فيما يتعلق بمستويات الاعتماد على الوسائل الإعلامية المختلفة
كمصادر للمعلومات عن الأحزاب السياسية أن المواقع الإلكترونية الإخبارية غير التابعة
للمؤسسات الإعلامية جاءت في مقدمة الوسائل الإعلامية التي يعتمد عليها المبحوثون
كمصدر لمعلوماتهم عن الأحزاب السياسية في مصر بنسبة بلغت 78.1%، في حين جاءت المواقع
الإلكترونية الإخبارية التابعة لمؤسسات إعلامية تُصدر صحفًا أو تمتلك محطات إذاعية
أو تلفزيونية إخبارية في المرتبة الثانية بنسبة 76.4%، وفي المرتبة الثالثة جاءت القنوات
التليفزيونية الإخبارية الأرضية والفضائية بنسبة 74.7%، أما في المرتبة الرابعة
فقد جاءت القنوات التلفزيونية العامة الأرضية والفضائية بنسبة 72.3%، يليها في
المرتبة الخامسة الصحف والمجلات المطبوعة، والإذاعة بنسبة 65.8% لكلٍ منهما،
وأخيرًا جاء الاحتكاك المباشر بالأحزاب في المرتبة السادسة بنسبة 61.2%.
وكشفت
نتائج الدراسة عن ارتفاع درجات الاعتماد على المواقع الإخبارية كمصدر للمعلومات عن
الأحزاب السياسية، مع وجود تقارب واضح بين (أعتمد عليها بدرجة متوسطة) بنسبة
36.8%، و(أعتمد عليها بدرجة كبيرة) بنسبة 35.8%، مع تراجع بسيط لـ (نادرًا ما
أعتمد عليها)، وتؤكد تلك النتائج أن الشباب المصري عينة الدراسة لديه درجات اعتماد
مرتفعة على المواقع الإخبارية كمصدر لمعلوماته عن الأحزاب السياسية، وقد يكون هناك
أكثر من سبب لارتفاع معدلات الاعتماد تلك، فقد تكون عوامل مثل الثقة والمصداقية
فيما تنشره تلك المواقع من أخبار وموضوعات تتعلق بالأحزاب السياسية، أو قد يرجع
السبب لعوامل تتعلق بالفورية في نقل الأخبار، وكذلك قيام المواقع الإخبارية
بمتابعة تطورات القضايا والموضوعات التي تتعلق بشئون الأحزاب وأدائها، ولا تتوقف
عند نشر الأخبار فقط، كما توجد عوامل أخرى تتعلق بالتفاعلية وإمكانية نشر آراء
المتابعين لصفحات المواقع، وإضافة مزيد من المعلومات، والصور، والفيديوهات، وهي
جميعها عوامل تزيد من ثراء تلك الوسيلة، وتؤدي إلى ارتفاع معدلات الاعتماد عليها
كمصدر للأخبار والمعلومات عن الأحزاب السياسية.
رابعًا- المواقع الإخبارية وتفعيل المشاركة السياسية للشباب
أشارت
نتائج الدراسة أن نسبة (83.7%) من الشباب عينة
الدراسة يروْن أن المواقع الإخبارية لديها القدرة على تفعيل عمليات المشاركة
السياسية في مصر، وقد انقسمت تلك النسبة ما بين (قادرة إلى حد ما) بنسبة 45.3%،
و(قادرة إلى حد كبير) بنسبة 38.4%، أما المبحوثون الذين لديهم رأي مختلف بشأن قدرة
المواقع الإخبارية على تفعيل المشاركة السياسية فلم تتجاوز نسبتهم 16.3%، وربما
يعود ذلك لقناعتهم بأن هناك عوامل أخري تزيد من عملية المشاركة السياسية غير
المواقع الإخبارية، وأهمها تشجيع الحكومة للأفراد علي المشاركة في صنع القرارات.
وأوضحت
نتائج الدراسة أن حزب "الوفد" جاء في مقدمة الأحزاب المصرية التي يهتم
بها الشباب المصري عينة الدراسة بمتابعة شئونها عبر المواقع الإخبارية بنسبة 72%
من إجابات المبحوثين، وتُرجع الباحثة هذه النتيجة لتاريخ حزب "الوفد"
الطويل في ممارسة العمل السياسي، ولأنه الحزب الأهم والأشهر علي الساحة المصرية،
وجاء حزب "المصريين الأحرار" في المرتبة الثانية بنسبة 29.8%، يليه في
المرتبة الثالثة حزب "مستقبل وطن" بنسبة 19.3%، ثم في المرتبة الرابعة
حزب "التجمع" بنسبة 16.8%، يليه في الترتيب الخامس حزب "النور"
بنسبة 16.3%، ثم حزب "المصري الديمقراطي" في الترتيب السادس بنسبة
12.5%، يليه "الحزب العربي الناصري" في الترتيب السابع بنسبة 11%، ثم
حزب "حُماة الوطن" في الترتيب الثامن بنسبة 10%، وأخيرًا حزب "الدستور"
في الترتيب التاسع بنسبة 8%.
خامسًا- ضعف الانتماء الحزبي للشباب المصري
توصلت
الدراسة إلى ضعف الانتماء الحزبي لدى الشباب المصري عينة الدراسة، حيث لم تتجاوز
نسبة المنتمين إلى أحزاب سياسية 20.2% من إجمالي حجم العينة، أما الذين أكدوا أنهم
لا ينتمون إلى أيٍّ من الأحزاب السياسية فقد زادت نسبتهم لتصل إلى 79.8%، وتدل هذه
النتيجة علي ضعف الأحزاب المصرية للدرجة التي لم تنجح فيها بتفعيل درجة الانتماء
والرغبة من قبل مجتمع البحث في الانضمام إليها، وتصل نسبة المنتمين للأحزاب من
الشباب في دراسات أخرى إلى مانسيته تتراوح بين 7-9%.
وكشفت
نتائج الدراسة أن المواقع الإخبارية "تهتم بالتفاصيل ومتابعتها عبر التحديث والروابط"
في مقدمة عبارات مقياس أداء المواقع الإخبارية بنسبة 80%، يليها "المواقع الإخبارية
يمكنني الوثوق بها كمصدر إخباري" في المرتبة الثانية بين عبارات مقياس أداء
المواقع الإخبارية بنسبة 77.5%، وجاءت عبارة "المواقع الإخبارية تراعي احتياجات
الجمهور" في المرتبة الثالثة بين عبارات المقياس بنسبة 76.4%. وفي المرتبة
الرابعة جاءت عبارة "يمكن أن أحصل منها على معلومات متكاملة حول الأحداث"
بنسبة 72.9%، وفي المرتبة الخامسة الأخيرة جاءت عبارة "تعتمد على الدقة في عرض
مضمونها" بنسبة 70.9% من الشباب عينة البحث.
سادسًا- الأحزاب الدينية لم تستطع الحفاظ على ثقة المواطنين بها
وأشارت
نتائج الدراسة إلى اتجاهات المبحوثين نحو نشاط وأدوار الأحزاب السياسية بعد ثورة
25 يناير وما أعقبها من تطورات وكانت ما يلي: أن "الأحزاب السياسية التي
انطلقت من خلفيات دينية إسلامية بعد الثورة لم تستطع الحفاظ على ثقة المواطنين بها"
جاءت في مقدمة عبارات المقياس، وحظيت بأعلى معدلات الموافقة بنسبة 79.4%، وجاءت
عبارة "ثورة 25 يناير أسهمت في ظهور أحزاب سياسية لها دور سياسي واجتماعي فعال"
في المرتبة الثانية بين عبارات المقياس بنسبة 77.3%، كما جاءت عبارة "ضعف
الأحزاب السياسية ظهر في عدم تحمل مسئولياتها الوطنية بعد 30 يونيو" في
المرتبة الثالثة بين عبارات المقياس بنسبة 76.5%، وجاءت عبارة "البرامج
السياسية والاجتماعية للأحزاب السياسية جيدة وتعبر بصدق عن هموم المواطنين"
في الترتيب الرابع بنسبة 65.8%، يليها عبارة "تمارس الأحزاب السياسية رقابة
حقيقية على الحكومة سواء من داخل مجلس النواب أو من خارجه" في الترتيب الخامس
بنسبة 63.8%، ثم عبارة "تعكس الأحزاب السياسية المصرية مختلف التيارات السياسية"
في الترتيب السادس بنسبة 63.7%، وأخيراً عبارة "الصراعات الداخلية في الأحزاب
ليس لها تأثير على نشاطات الأحزاب وسياستها" في الترتيب السابع بنسبة 62.2%.
وتوصلت
الدراسة كذلك إلى أن الشباب المصري عينة الدراسة أبدى عددًا من الأسباب التي يرى
أنها هي الأسباب الحقيقية من وجهة نظره لعملية الاختفاء السريع لبعض الأحزاب
السياسية التي نشأت بعد ثورة 25 يناير، وقد جاءت تلك الأسباب مرتبة على النحو
الآتي: بسبب "ضعفها واحتياجها لإعادة النظر في برامجها وأساليب التواصل مع
المواطنين" في المقدمة بنسبة 64.8%، وجاء سبب "لا نشعر بوجود تلك
الأحزاب إلا فترة الانتخابات فقط" في الترتيب الثاني بنسبة 53.3%، يليه في
الترتيب الثالث سبب "ضعف القيادة داخل الحزب وضعف المشاركة السياسية"
بنسبة 50%، ثم سبب "تقييد حرية الممارسة السياسية هو السبب في اختفائها"
في الترتيب الرابع بنسبة 48.8%، يليه في الترتيب الأخير سبب "افتقادها لأي
منهج علمي لعرض أفكارها الحزبية" بنسبة 45.3%.
سابعًا- الأحزاب السياسية مهتمة بمصالحها أكثر من مصالح المجتمع
وكشفت
نتائج الدراسة أن تناول قضايا الأحزاب السياسية في المواقع الاخبارية جاءت بنسبة
74.3%، أن الأحزاب السياسية "مهتمة بمصالحها الحزبية أكثر من مصالح الجمهور والمجتمع"
ثم "الحصول على معلومات جديدة عن أنشطة الأحزاب السياسية" بنسبة 73.9%،
"أسهمت في التعرف على واقع الحياة السياسية في مصر" بنسبة 73.5%، "جعلتني
متعاطفًا مع أحزاب المعارضة في مصر" بنسبة 71%، "جعلتني أشارك في الانتخابات
الرئاسية والبرلمانية" بنسبة 63.4%،"حضور الندوات والمؤتمرات السياسية والحزبية"
بنسبة 61.7%، و"الانضمام لحزب معين" بنسبة 61.3%، و"النزول للميادين
والانضمام للفعاليات" بنسبة 59%، و"أشارك في الدعم المادي للحزب"
بنسبة 56.8%، و"التبرع لدعم الأحزاب السياسية ماليًا" بنسبة 55.3%.
وأوضحت
نتائج الدراسة وجود مجموعة من المقترحات التي قدمها المبحوثون لتفعيل دور المواقع
الإخبارية في تشكيل اتجاهات الشباب نحو الأحزاب السياسية، حيث جاءت على النحو
الآتي: "إتاحة حرية التعبير" بنسبة 45.3%، "الشفافية وتحري الدقة
ومراعاة المصالح العامة" بنسبة 23.5%، "الحيادية في طرح الموضوعات
الخاصة بالأحزاب" بنسبة 21.5%، "الدقة والصدق في نقل المعلومات"
بنسبة 16.8%، "الاهتمام بشباب الأحزاب وتبنى أفكارهم" بنسبة 14.8%،
"عرض برامج وأنشطة الأحزاب بالتواصل بين المواطنين مع الأحزاب" بنسبة
13.8%، "إبراز دور الأحزاب في معالجة مشكلات وقضايا المجتمع" بنسبة 11%،
"عرض أهداف الحزب وتأثيره في الحياة السياسية" بنسبة 7.8%، "تغطية
فورية لأخبار وأنشطة الأحزاب" بنسبة 7.5%، "التخلي عن المصالح الشخصية،
ونقل صورة حقيقة معبرة عن واقع الحياة الحزبية في مصر" بنسبة 5%، "أن
يكون لكل موقع إخباري موقع على الفيس بوك يسهل عملية نقاش الشباب حول قضايا
الأحزاب" بنسبة 4%، "تفعيل دور الشباب" بنسبة 2%، "نقل التجارب
الحزبية الناجحة في الدول المتقدمة والاستفادة منها" بنسبة 1%.
ثامنًا- الشباب أصبح له دورٌ مؤثر داخل الأحزاب السياسية
وقد
أجرت الباحثة مقابلات علمية مقننة مع بعض القيادات الحزبية، حيث أوضحت هذه
المقابلات أنه فيما يتعلق بتأثير وجود
الشباب داخل الأحزاب السياسية و دورهم
داخل الحزب، أن للشباب دورًا غير مؤثر داخل الأحزاب السياسية قبل ثورة2011،
إلا أن هذا الدور تغير وأصبح للشباب دور مهم ومحوري داخل الأحزاب السياسية بعد
الثورة؛ لما أثبته الشباب من أنهم قادرون على التغيير، فأصبح أغلب الشباب من أبرز
قيادات الأحزاب بعد الثورة، بل أصبح بعض الشباب رؤساء لبعض الأحزاب، ويتعاظم دور
الشباب داخل الاحزاب يومًا بعد يوم، وأصبح لدى بعض الأحزاب لجنة نوعية للشباب،
كذلك فاعليات الحزب يقوم بها شباب الحزب من حيث الفكر والتنفيذ، كما أن الشباب
داخل أي حزب هم الدماء الجديدة القادرة على الحركة والتفاعل في العمل السياسي
الحزبي، وإن كان بعض الأحزاب لا تفسح مجالاً كبيرًا في حجم عضوية الشباب لأن عنصر
الجذب للانضمام هي ما يقدمه الحزب من أنشطة شبابية.
كما
أشارت نتائج المقابلات حول حجم تواجد الشباب في مستويات القيادة العليا للأحزاب عن
وجود الشباب في الأحزاب في مستويات القيادة، فعلى مستوى الهيئة العليا والتي هي
أعلى مؤسسات الحزب يوجد خمسة شباب داخلها، كذلك هناك لجنة فرعية للشباب تعد أهم
اللجان النوعية والمؤثرة في الحزب، كذلك يوجد في كل محافظة رئيس شباب للحزب، ولا
تؤخذ قرارات تتعلق بالحزب أو بالشباب إلا بمشاورة الشباب فيها، كما أن الشباب لا
يدخلون القيادة العليا كأفراد وإنما كقيادة تمثل شباب الحزب المنظم في اتحاد
الشباب، فأمين الشباب عضو بالأمانة العامة والمكتب السياسي للحزب والمكتب التنفيذي
للشباب كاملاً عضواً باللجنة المركزية للحزب.
تاسعًا- مواقع الأحزاب السياسية تساهم في تشكيل اتجاهات الأحزاب نحوها
وكشفت
نتائج المقابلات حول تشكيل اتجاهات الشباب من خلال الموقع الإلكتروني للحزب أن
الموقع الإلكتروني للحزب يقوم بدور فعال لصالح الحزب عمومًا وبدور تنويري لصالح
الشباب خصوصًا من حيث تعليم الشباب وإطلاعهم أولا بأول على الأحداث والمستجدات
والقرارات بالحزب وكذلك تنوع الأخبار التي تهم الشباب سياسيا وثقافيًا، إضافة إلى
أن الموقع الإلكتروني للحزب يقدم الشباب التحليل السياسي، ونشر أخبار الحزب
وتنظيماته المحلية بالمحافظات وكذلك الكتب الإلكترونية المرشحة للقراءة، كما ينشر
بيانات الحزب التي يشارك فيها القيادة الشبابية والشباب داخل القيادة يكتبون
مقالات وينشرونها داخل الحزب والموقع له اتجاه إيجابي تجاه الشباب.
وكشفت
نتائج الدراسة الدور الذي ساهمت به ثورتا 25 يناير و 30 يونيو في تعزيز دور الشباب
في الأحزاب السياسية من حيث اهتمام الشباب المتزايد بالسياسة، وأقبل على الانضمام
إلى الأحزاب السياسية بمختلف اتجاهاتها، وأن عددًا من الشباب بعد هاتيْن الثورتيْن
الثورة اتجه للأحزاب. وكان هناك سيل من الائتلافات وأزمة بين الشباب فيمن يمثلهم،
ومن هنا جاء دور الأحزاب لإيجاد كيان يصب في مصلحة جيل كامل يكفل وجود نخبة سياسية
شابة لديها رؤية وتعمل على تقديم عمل سياسي جيد.
عاشرًا- أداء سياسي جيد للشباب داخل الأحزاب
وكشفت
نتائج الدراسة حول رؤية القيادات الحزبية للأداء السياسي للشباب داخل الحزب أن
الأداء السياسي للشباب جيد للغاية؛ لأن حزب الوفد عريق ويحتفل هذا العام بمرور
مائة عام على تأسيسه، وبالتالي لدى الحزب شباب لديهم خبرة سياسية كبيرة ظهرت في
دور الحزب بشبابه في قيام ثورتي 25 يناير و 30 يونيو، إضافة إلي أن الشباب دائمًا معتز برأيه في أي موضوع يشارك
فيه من الناحية الفعلية، والأحزاب هى القنوات الواضحة لممارسة الحياة السياسية،
ونعول علي فكرة الكفاءة والكيف وليس الكم، ومن سيتم انتخابهم داخل المجالس المحلية
قادرون علي اتخاذ قرارات فعالة، ويكون لهم لمسة وبصمة معينة، لكي نصل لكادر سياسي
قوي والتجربة في هذه المرحلة لا تزال محل اختبار، وإذا لم تنجح فهو شيء كارثي في
حد ذاته، وندمر تجربة جيل كامل، ونمحو أي ثقة لدي المواطنين في الشباب ومنحهم
الثقة، كذلك عندما نتحدث عن مشروع الكادر السياسي نقدم رؤية لكيفية استفادة الدولة
من الشباب، فنحن نقدم الطرح والرؤية، وإنجاح التجربة سيكون مسئولية المؤسسات التي
ستشارك في التجربة فيما بعد.
وأظهرت
نتائج الدراسة مدى قابلية شباب الأحزاب لممارسة الديمقراطية داخل الحزب أن مجرد
وجود الشباب في الحزب فهو يريد ممارسة الديمقراطية، فالشباب لا يتحيز لرأي معين،
فالشباب يعتد برأيه، ووجوده في حزب سياسي سيعوده مع الوقت على الممارسة في أن يقول
رأيًا يختلف ولا يخالف، وميزة من مميزات الأحزاب أن يتم نشر ثقافة الاختلاف، ويؤخذ
برأيه، كل البناء الهيكلي في الأحزاب يتم بالانتخاب، ويسمح لهم بالاختلاف في الرأي
مع الالتزام برأي الأغلبية، وفي النهاية يقبلون بالرأي الصحيح ويلتزمون بقرار
الحزب، الشباب عندما بادروا إلى الالتحاق بالعمل الحزبي، كان دافعهم الأساسي هو
المحاكاة، نظرًا لوجود القدوة السياسية، حيث كانوا يَجدِون فيمن يمتهِن العمل
السياسي المصداقية والنزاهة اللتيْن تُعدّان المغناطيس الجاذِب للانخراط في العمل
الحزبي، وهذا الأمر أصبح –للأسف- في عصرنا الحالي شبه غائب، حيث تسيّدت الانتهازية
وتحوّلت الأحزاب إلى أداة للتسلّق الطبقي والمصالحي، واقترن ذلك بالمحسوبية وعدم
النزاهة.
فى ضوء ما أسفرت عنه الدراسة من نتائج قدمت الباحثة عددًا من المقترحات، حيث أوصت بضرورة اهتمام الأحزاب السياسية المصرية بالمواقع الإلكترونية شكلاً ومضمونًا لأهميتها في تشكيل اتجاهات المجتمع نحوها، وأنه على الأحزاب السياسية أن تتبنى في خطابها الإعلامي القضايا التي تمس المواطنين بشكلٍ مباشر كالقضايا الاقتصادية والاجتماعية، وأن تقدم حلولاً علمية وتبدأ بالفعل على تنفيذها، بدلاً من أن تكون هذه الحلول مجرد وعودٍ انتخابية زائفة يرتبط القيام بها في حال الفوز بمقاعد في البرلمان فقط، وأن تعكس ذلك من خلال المواقع الإلكترونية الخاصة بالأحزاب أو المواقع الإخبارية العامة، وعلى الأحزاب أن تعيد النظر في عددها الكبير والمبالغ فيه، وأن تعمل الأحزاب السياسية على الاندماج فيما بينها ليصبح لدينا 5 أو 6 أحزاب تمثل مختلف التيارات السياسية.