جيل جديد من الإرهابيين: موجة هجمات الدهس والطعن في أوروبا
يواجه العالم
أجمع خطر جيل جديد من الإرهابيين المتمرسين على ممارسة العنف في ساحات القتال الذي
يتمثل في العائدين إلى بلدانهم الأصلية بعد الهزائم التي يتعرض لها تنظيم الدولة
الإسلامية في الشام والعراق. ولم يعد تهديد العائدين من داعش مجرد خوف نظري، بل إن
هذا التهديد تجسد في أحداث إرهابية حصدت أرواح أكثر من 130 شخصاً في فرنسا
وألمانيا وبريطانيا والسويد وأسبانيا خلال الإثني عشر شهرا الأخيرة.
الخطير في
أحداث الإرهاب الأخيرة أن نسبة كبيرة من القائمين بها هم من صغار السن الذي تدور
أعمارهم حول عشرين عاما، وهم ممن لم يسبق لهم القيام بأعمال إرهابية ولا توجد سجلات مراقبة لهم لدى الأجهزة بمكافحة
الإرهاب، وهؤلاء يستخدمون تكتيكات جديدة
في تنفيذ العمليات الإرهابية يمكن أن توسع دائرة الإشتباه لتشمل أي شخص برئ يقود
سيارته أو يعمل في مطبخ أو غيره. إن تنفيذ العمليات الإرهابية لم يعد بعدما يشهده العالم
الآن شيئا صعبا، فمن يريد القيام بعمل إرهابي يستطيع أن يستخدم سيارته في قتل الناس،
كما يستطيع بأي آلة حادة عادية أن يطعن الإبرياء أو يذبحهم في الطريق العام.
دلالات موجة
أغسطس الإرهابية
شهدت عدة مدن أوروبية أحداثا إرهابية متوالية في شهر أغسطس من عام 2017، وقد تنوعت هذه الأحداث ما بين دهس وطعن، وهو الأسلوب الجديد الذي يتوسع في استخدامه تنظيم داعش في عملياته في أوروبا، التي زادت وتيرتها منذ هزيمة التنظيم في مركزه الرئيسي في الموصل وفي عاصمته الرقة وانسحاب مقاتليه إلى أماكن أخرى في العراق وسورية وخارجهما. ومن المعتقد أن تنظيم داعش أنشأ كتيبة مستقلة من المقاتلين للقيام بأعمال إرهابية في أوروبا تسمى "كتيبة البتار" وهي تتكون من مقاتلين معظمهم يحمل جنسيات دول أوروبية إلى جانب جنسياتهم الأصلية. وتظهر العمليات التي تمت في أغسطس أن الأغلبية العظمي ممن قاموا بالعمليات الإرهابية يحملون جنسية أصلية هي الجنسية المغربية.
ومن المعروف
أيضا أن تنظيم الدولة الإسلامية خلال فترة ذروة قوته في العراق وسورية كان قد أنشأ
ما أسمي "المفرزة الأمنية" تتولى قيادة عمليات إرهابية في الخارج. ومن الواضح أن انحسار قوة التنظيم في
سورية والعراق وفرت له فائضا من المقاتلين أو المتطوعين فبعث بهم للقيام بعمليات
في الخارج في أماكن عديدة من العالم منها الفلبين وأندونيسيا والدول العربية
وأفريقيا وأوروبا وغيرها. وتمثلت أهم العمليات الإرهابية في شهر أغسطس فيما يلي:
أحداث أسبانيا
الخميس 17
أغسطس 2017: الحادث الأول كان حادث دهس أصيب فيه 6 مدنيين إضافة إلى شرطى، عندما دهست
سيارة مشاة على شاطئ كامبريلس بجنوب برشلونة طبقا لما أعلنته الحكومة المحلية. الثاني،
بعد ساعات على اعتداء إرهابى مماثل فى برشلونة في حي لاس رامبلاس السياحي أودى بحياة
15 شخصا (منهم واحد توفي متأثرا بجروحه بعد الإعتداء بيومين)، وأصيب اكثر من مئة ينتمون
الى 28 جنسية على الاقل، منهم 5 من دول عربية (مصر والكويت والجزائر والمغرب وموريتانيا).
والبقية من دول غير عربية (منها: كندا والولايات المتحدة والصين والارجنتين وفنزويلا
وبلجيكا وبيرو ورومانيا وايرلندا وكوبا واليونان ومقدونيا وبريطانيا والنمسا وباكستان
وتايوان والاكوادور والفلبين وتركيا).
وقتلت الشرطة 4
من منفّذى الاعتداء فى كامبريلس، وأصابت خامسًا بجروح، مشيرة إلى أنها تتحقّق من
"فرضية أنّ الإرهابيين الذين قُتلوا فى كامبريلس قد يكونون على صلة بما حدث فى
برشلونة (لاس رامبلاس)". وقد كشفت مصادر أمنية فيما بعد أن الإرهابيين كانوا
يخططون لتنفيذ عدد من الهجمات الإضافية في أنحاء متفرقة من برشلونة باستخدام أسلحة
ومتفجرات وأنابيب بوتاجاز.
وتضمنت بيانات الشرطة الكشف عن عدد من
المشتبه فيهم ومنهم موسى اوكابير (17 عاماً)، سعيد آلا (18 عاماً)، ومحمد هيشامى (24
عاماً)، ثم أعلنت بعد يومين مقتل المشتبه فيه يونس أبو يعقوب (22 عاما).
وقد أعلن تنظيم
داعش مسؤوليته عن الهجوم بعد يومين، وأصدر التنظيم بيانا بثه عبر وكالة
"أعماق" قال فيه إن "جنود الخلافة"
نفذوا هجومين بشكل متزامن فى كامبريلس وبرشلونة أديا إلى مقتل أو جرح أكثر من 120 من
"رعايا دول التحالف الصليبى واليهود."
ويبدو أن
الهجمات التي كان مخططا لها في برشلونة كانت تتجازو بكثير ما حدث، إذ أن الشرطة
القت القبض على ما يقرب من إثني عشر شخصا يشتبه في علاقتهم بالهجومين كانوا يخططون
لعمليات تفجير واختطاف رهائن. وقالت الشرطة إن المقبوض عليهم ليست لهم سوابق تتعلق
بالارهاب، ولكنهم كانوا يخططون لعمليات أكبر تم إحباطها، حيث تم العثور على عدد
كبير من اسطوانات البوتاجاز، والأسلحة ومواد تستخدم في صنع المتفجرات، وقوراير بها
غازات سامة، وعدد من الأحزمة الناسفة الخداعية (غير الحقيقية). وقد اتهم والد واحد
من المتهمين أحد أئمة المساجد المحليين بأنه هو من زرع الأفكار المتطرفة في رأس ولده.
حادث فنلندا
وقع الحادث في
مدينة توركو (غرب هلسنكي) الجمعة 18 أغسطس، حادث طعن، المشبه به مغربي
الجنسية (18 سنة) راح ضحية الحادث قتيلتين فنلندنيتين وثمانية جرحى بينهم ايطالي وسويديان. تم إلقاء
القبض على المشتبه به الرئيسي و 5 اخرين. وذكرت المصادر الرسمية إن المشتبه به الرئيسي وصل إلى فنلندا في العام
الماضي، وطلب حق اللجوء، ولكن طلبه قوبل بالرفض على ما يبدو. وذكرت التقارير
الأمنية أن الشرطة ألقت القبض أيضا على خمسة مغاربة يجري التحقيق معهم للإشتباه في
أن تكون لهم صلة بالحادث.
حادث روسيا
سورجوت (روسيا - سيبيريا) السبت 19
أغسطس، حادث طعن أصيب فيه 8 أشخاص، الشرطة قتلت المهاجم. وقالت إنه ربما كان يعاني
من اضطرابات عقلية وكان يرتدي قناعا. وليس من المؤكد ما إذا كان تنظيم داعش له
علاقة بحادثي فنلندا وروسيا. لكن المهاجمين في الحادثين استخدما أحد الأساليب
التقليدية لإرهابيي داعش في الهجوم على الضحايا.
العائدون من داعش
تتفق معظم
تقديرات خبراء الأجهزة الأمنية في أوروبا على أن أعدادا كبيرة من مقاتلي داعش
إنسحبوا من مناطق القتال في العراق (مثل الموصل) وسورية (مثل الرقة) وانتقلوا إلى
نقاط تجمع آمنة قرب الحدود السورية التركية، ومنها إلى مركز تجمع آمن شمال مدينة
كوباني في داخل الحدود التركية. وهناك يتم توزيعهم للإنتقال إلى خارج تركيا، إما
إلى بلدانهم الأصلية أو إلى مراكز تجمع جديدة تابعة لداعش في ليبيا والصومال.
ويلجأ بعض العادئدين من حملة الجنسيات الأوروبية إلى استخدام منافذ متنوعة للخروج
من تركيا إلى أوروبا.
ومن المعتقد أن
عشرات المغاربة من العائدين من داعش قد وصلوا إلى كل من تونس والمغرب والجزائر
بطرق مختلفة (على الأرجح عن طريق تركيا بالبحر إلى مصراتة في ليبيا، ثم من ليبيا
بطريق البر إلى بلدانهم الأصلية). ومن المغرب إستطاع عشرات المغاربة الذين يحملون
جنسيات أوروبية (على الأخص الفرنسية والإسباينية والإيطالية والبلجيكية) الرجوع
إلى بلدان المهجر عن طريق البحر من خلال مضيق جبل طارق. وترجح مصادر أمنية إسبانية
أن يكون 6 أفراد على الأقل من بين الـ 12 الذين شاركوا في هجمات برشلونة تخطيطا
وتنفيذا هم من العائدين من داعش. ويشكل العائدون من داعش تهديدا خطيرا لإسبانيا
ولكل بلدان أوروبا.
وتقدر المصادر
الأمنية في أوروبا أن ما يقرب من 1000 مقاتل من الجهاديين المنتمين إلى داعش قد
عادوا خلال الأشهر الماضية إلى المغرب وتونس. ومن هؤلاء يقدر عدد الذين عادوا إلى
المغرب بنحو 300 مقاتل، تمكن عدد كبير منهم من التسلل إلى إسبانيا وهم الآن ينتمون
إلى عالم الجريمة غير المنظمة أو الجرائم الصغيرة يتعيشون منها وهم يحتفظون في
الوقت نفسه بعلاقاتهم بالتنظيم الإرهابي. وهذه العلاقة تعيد تأكيد الرابطة بين
الإرهاب والمخدرات وتجارة الرقيق الأبيض التي آلت لها التنظيمات الإرهابية بشكل
عام في السنوات الماضية.
ومن المعروف أن
المتطوعين للقتال في صفوف داعش من شباب تونس والمغرب على وجه الخصوص يشكلون نسبة
كبيرة من مقاتلي داعش (1800 من تونس و1600 من المغرب)، وأنهم أيضا يشكلون أعلى
نسبة من المشاركين في داعش قياسا إلى عدد السكان في كل من البلدين. ولذلك فإن كلا
من المغرب وتونس يمكن أن يشكلا منصة انطلاق رئيسية لعودة مقاتلي داعش إلى بلدان
المهجر التي كانوا يعيشون فيها أو التسلل إلى أوروبا لتنفيذ عمليات إرهابية ضد
أهداف متنوعة في بلدانها.
ويعود الدافع
للقيام بعمليات إرهابية في أوروبا حاليا إلى الإنتقام للهزائم التي تعرض لها تنظيم
الدولة الإسلامية في الشام والعراق. بينما يختلف الحال في البلدان العربية
والإسلاىمية حيث يتمثل الهدف في محاولة إعادة بناء دولة الخلافة الإسلامية وبعثها
على النطاق العالمي.
الحاجة إلى
إستراتيجية جديدة
وخلال ما يقرب
من خمسة عشر عاما وضعت استراتيجيات مكافحة الإرهاب على رأس أولوياتها أهداف إحكام
الرقابة على تسليح وعلى تمويل التنظيمات الإرهابية. لكن العامين الأخيرين شهدا
تطورا شاملا في أداء التنظيمات الإرهابية، فلم تعد تحتاج في عملياتها إلى كميات من
الأسلحة، أو إلى الكثير من التمويل. فقط أصبحت تلك التنظيمات تحتاج إلى أفراد
لديهم رغبة قوية في الإنتقام وأقل القليل
من الذخائر والأموال، بل إنها ربما لا تحتاج على الإطلاق إلى ذخائر وأسلحة أن
استطاع أفرادها تسليح أنفسهم للقيام بالعمليات بواسطة ذخائر أو متفجرات يتم تصنيعها
محليا، وبعدة مئات من الدولارات لتغطية تكاليف الإمدادات اللوجيستية الضروية مثل
تأجير السيارات أو سداد تكاليف الإقامة في فندق أو في شقة.
لقد أصبح
العالم أمام جيل جديد من الإرهابيين الذين يمارسون إرهابهم ضد المدنيين العزل على
أوسع نطاق ممكن مستخدمين أدوات واسلحة ثنائية الإستخدام مثل الآلات الحادة
والسيارات والشاحنات، أو مستخدمين أدوات أو وسائل خداعية مثل الأحزمة الناسفة
المزيفة (لندن بريدج وبرشلونة). ويعتمد هذا الجيل الذي ظهر أولا في أوروبا على
أبناء المهاجرين العرب والمسلمين المتجنسين بجنسيات أوروبية أو حتى طالبي اللجوء
واللاجئين.
ولمواجهة هذا الجيل الجديد من الإرهابيين ينبغي أن تهدف
الإستراتيجية إلى:
1- إرباك وتدمير سلسلة التجيند والتعبئة،
2- وإرباك وتدمير سلسلة
الإتصال التي تستخدم لأغراض التدريب والتوجيه وإصدار وتبادل المعلومات،
3- وإرباك وتدمير القدرة على تنفيذ العمليات عن طريق
المتابعة القريبة جدا للأفراد المشتبه بهم في دولة ما أو الذين يتنقلون بين
البلدان الأوروبية وغيرها.
وفي الدول
العربية ربما تتعرض بعض البلدان المستهدفة إلى نسخ هذه الأساليب، غير أنه من
المستبعد اللجوء إلى هذه الأساليب على نطاق واسع نظرا لأن الهدف الرئيسي من
الإرهاب في أوروبا والولايات المتحدة هو نشر الذعر والفوضى، بينما الهدف في الدول
العربية هو تغيير الأنظمة وإعادة دولة الخلافة الإسلامية.
وفي كل الأحوال
يجب التعرف على مراحل ماقبل تنفيذ العمليات الإرهابية وعملية التنفيذ وما بعدها وإجراءات التنفيذ حتى
تعلم الأجهزة العاملة في مجالات مكافحة الإرهاب كيف تتعامل مع التطورات الجديدة.
تمر العمليات الإرهابية في العادة بثلاثة مراحل، التخطيط
والتنفيذ، وما بعد العملية.
مرحلة التخطيط
(ما قبل العملية)
-
يتم التوجيه باستهداف مناطق بعينها بواسطة القيادة
-
يتم اقتراح الهدف بواسطة عناصر أو عناصر موجودة على الأرض
-
يتم التوجيه مركزيا بالتحرك (شخص أو أكثر) لتنفيذ هدف بعينه من الأهداف
المقترحة
-
يتم رصد الهدف وجمع معلومات كافية عنه (الموقع- طريقة أو طرق الوصول-
المداخل أوالمخارج- إجراءات التنفيذ- طريقة الهروب والإخلاء بعد التنفيذ)
-
يتم تحديد توقيت التنفيذ على ضوء معلومات الرصد
-
تقسيم الأدوار بين أفراد المجموعة إذا كان تنفيذ العملية يحتاج لأكثر من
شخص
-
تحديد طريقة الهروب ومكان الإختباء بعد التنفيذ
مرحلة التنفيذ
-
الأمر بالتنفيذ يصدر من القيادة المركزية
-
تجهيز واختبار تمام شنطة العدة (المتفجرات- الأحزمة الناسفة- الآلات أو
الأدوات الحادة- بطاقات الهوية- الملابس- تجهيز الرسالة التي سيتم تركها في مكان
العملية (في حالة ما إذا كان ذلك مطلوبا).
-
تجهيز واختبار وسيلة الإنتقال (في العادة يتم استخدام وسائل نقل خاصة للوصول
إلى الهدف) وقد تكون وسيلة الإنتقال نفسها جزءا من أدوات التنفيذ مثل الدراجات
البخارية أو الشاحنات والسيارات التي ستتستحدم في عمليات دهس.
-
إختيار إشارة البدء
-
الإستعداد معنويا قبل التنفيذ
-
تصوير العلمية إذا أمكن
مرحلة ما بعد
التنفيذ
-
تصفية أهداف إضافية بعد تنفيذ العملية الأصلية (إذا لاح أن ذلك ممكنا)
-
التأكد من خسائر الخصم وإحصاؤها
-
إخلاء الجرحى إذا كان ذلك ممكنا
-
الهروب والإختباء
-
إبلاغ القيادة المركزية بتمام التنفيذ وإحصاء الخسائر
-
إصدار بيان من التنظيم بالمسؤولية عن العملية الإرهابية
ويعتقد
المتخصصون في مكافحة الإرهاب في الغرب أن اسئصال الإرهاب تماما عملية تكاد تكون
مستحيلة في الوقت الحاضر. ويقدر جوناثان إيفانز الرئيس السابق لجهاز المخابرات
البريطاني MI5 أن العالم يجب أن يكون مستعدا
لحرب مع الإرهاب سوف تستمر لمدة تتراوح بين 20 إلى 30 عاما، علما بأن مسرح
العمليات يمتد باتساع العالم كله، لكنه يتخذ طبيعة خاصة في الدول التي تقف في صف
المواجهة الأمامي وهي الدول العربية والإسلامية. ومع ذلك فإن بعض الخبراء يشيرون
أيضا إلى ضرورة عدم المبالغة في القدرة على استئصال الإرهاب تماما. ويقول
رافائيللو بانتوتشي من المعهد الملكي البريطاني للخدمات Royal United
Services Institute أن الإرهاب هو مثل الفيروس الذي يلجأ دائما إلى
التحور وإعادة التشكل للهروب من الموت ومقاومة الأسلحة التي تستخدم ضده.
وتعتبر هذه
التقديرات صحيحة إلى حد كبير بالنظر إلى تجربة الـ 15 عاما الماضية على الأقل، إذ
استطاعت التنظيمات الإرهابية التغلب على الصعوبات الناجمة عن القيود المفروضة على
التمويل والتسليح، وابتكرت وسائل جديدة لتقليل الحاجة إليهما بل طرق جديدة للحصول
عليهما بتجنب الطرق التي تخضع للرقابة.
وقد وصلت
التنظيمات الإرهابية الآن إلى مستوى من التطور برعت فيه في استخدام منصات التواصل
الإجتماعي الإليكتروني ووسائل التعبئة والتدريب وجمع الأموال عن طريق شبكات
التواصل الإجتماعي ما يجعلها مكتفية تقريبا على المستوى العملياتي ولا تحتاج إلا
إلى القيل جدا من الدعم الخارجي. وتظهر العمليات الأخيرة التي تمت في لندن
ومانشستر وبرشلونة وباريس وبرلين وبروكسيل وغيرها أن متطوعين من صغار السن أصبح
بمقدورهم قيادة السيارات لتنفسذ عمليات دهس، حتى وإن لم يبلغوا السن الرسمي
القانوني لقيادة السيارات، وأنهم يستطيعون أيضا تصنيع المتفجرات والأحزمة الناسفة
(الحقيقية أو الخداعية) والقيام بعمليات طعن يقتلون فيها مدنيين أبرياء، كل ذلك
بدون الحاجة إلى تمويل كبير يزيد عن نفقات الحياة اليومية العادية، وهو ما يجعل
الإرهاب خطراً داهماً على العالم كله، لأنه من المستحيل أن تشتبه الشرطة في كل سائق
سيارة أو كل قائد شاحنة.