ضد التيار: صورة التيار السلفي في خطاب الصحف المصرية
الأحد 08/مارس/2015 - 10:51 ص
د. شريف درويش اللبان
في ظل تزايد أهمية دور وسائل الإعلام بصفة عامة والصحافة بصفة خاصة في الآونة الأخيرة واحتلالها مقدمة قائمة مصادر المعلومات التي يعتمد عليها الجمهور في اكتساب المعرفة حول القضايا المثارة، وتصاعد الجدل حول دورها في تدعيم أو تقويض التفاهم بين التيارات المختلفة في المجتمع المصري في الوقت الراهن، تبرز أهمية دراسة وتحليل ملامح وسمات صورة التيار السلفي كما تعكسها الخطابات المقدمة حول قضايا الشأن الداخلي المصري في عينة من المواقع الإلكترونية للصحف المصرية القومية والخاصة خلال عام 2013، وتباين ملامح وسمات هذه الصورة وفق تباين القضايا المثارة في تلك الخطابات ووفق السياسة التحريرية للصحيفة موضع التحليل، ووفق التوجه الأيديولوجي لمنتجي تلك الخطابات، وذلك تأسيسًا على كون الخطاب بناءً من الأفكار يعكس وجهاتِ نظر وأيديولوجية منتجه، ويرتبط بالسياق الاجتماعي والسياسي الذي يتم تشكيله في إطاره.
وقد طرحت النتائج المفاجئة التي حققتها الأحزاب ذات المرجعية السلفية وعلى رأسها حزب النور في الانتخابات البرلمانية 2011/2012 تساؤلات عديدة عن ماهية هذه الأحزاب ورؤيتها المجتمعية, وقد كان الظهور القوي للجماعات السلفية واحتلالها مساحة بارزة من النقاش العام أحد التطورات اللاحقة لثورة 25 يناير. وقد اصطدم السلفيون بأكثر من فصيل سياسي ومجتمعي بعد تلك الثورة. وأثار دخولهم المشهد السياسي وإبداؤهم الرأي حول عديدٍ من القضايا السياسية جدل مجتمعي وإعلامي واسع. ويفسر بعض المحللين هذا البروز للتيار السلفي بتعرضه لقمع شديد في فترة ما قبل الثورة، وكذلك نتيجة لحالة السيولة السياسية التي شهدتها البلاد بعد الثورة وضعف الدولة وغيابها، ويري آخرون أن صعود السلفيين يمثل ظاهرةً مقلقة نظر لإمكانية تأثيرهم في قطاعات عديدة من الشعب المصري.
وأثار الصعود الكبير للتيار السلفي عقب ثورة 25 يناير 2011 كثيرًا من التساؤلات حول ذلك التيار الذي صار وجوده ملموسًا بقوة في المجتمع المصري، وبرغم التصاعد السلفي في المجتمعات العربية والإسلامية منذ بداية القرن الماضي، فإن خارطة الاتجاهات السلفية شهدت تنوعا في الأفكار والرؤي وظلت تتسم بتعقد وتداخل الخيوط مما يستلزم الوقوف على أفكارها واتجاهاتها.
وكما غيرت ثورة 25 يناير كثيرا من الأوضاع السياسية في مصر، فقد أصاب التغيير التيارات السلفية حيث دخل التيار السلفي إلى العملية السياسية سواء عن طريق الانضمام للأحزاب، أو إنشاء أحزاب سياسية تنتمي إلى فصائل التيار السلفي مثل النور والأصالة والبناء والتنمية. وقد بدأت المشاركة السياسية الفعلية لذلك التيار عقب ثورة يناير 2011 بحشد الشارع المصري للتصويت بنعم على التعديلات الدستورية في استفتاء 19 مارس 2011.
من هنا، ومن أجل الإجابة عن هذه التساؤلات، قامت الباحثة الدكتورة آمال كمال طه أستاذ الصحافة المساعد بقسم الإعلام بكلية الآداب جامعة حلوان من خلال دراستها الضافية المعنونة "صورة التيار السلفي في خطاب المواقع الإلكترونية للصحف المصرية بالتطبيق على موقعي الأهرام والمصري اليوم" برصد وتحليل ملامح صورة السلفيين في خطاب المواقع الإلكترونية للصحف المصرية، وكيف ينظر منتجو الخطابات الصحفية للتيار السلفي سواء من خلال دورهم السياسي أو رؤيتهم ومواقفهم من بعض القضايا مثل العلاقة بين الدين والدولة، والموقف من الآخر، وقضايا المرأة، ورؤيتهم للثقافة، والعلاقة مع الحاكم.
وفي ضوء ذلك تحددت مشكلة الدراسة في رصد وتحليل وتفسير ملامح وسمات صورة التيار السلفي، كما تعكسها الخطابات الصحفية في عينة من المواقع الإلكترونية للصحف المصرية القومية والخاصة، وأثر ملكية الصحيفة والسياسة التحريرية لها، والتوجهات الأيديولوجية لمنتجي الخطابات الصحفية على صورة السلفيين في تلك الخطابات الصحفية.
واعتمدت الدراسة على مدخل التحليل الثقافي، كما تنتمي هذه الدراسة إلى نوعية الدراسات الوصفية التحليلية الكيفية التي تُعنى بشكل أساسي برصد وتحليل وتفسير الخطابات الصحفية بشأن التيار السلفي في عينة من المواقع الإلكترونية للصحف المصرية القومية والخاصة، واستعانت بمنهج المسح الإعلامي بشقيه الوصفي والتحليلي، وذلك في مسح وتوصيف وتحليل الخطابات كافة التي تتناول التيار السلفي خلال الفترة الزمنية للدراسة، كما استعانت الدراسة بتحليل الخطاب استنادا إلى كون الخطاب يمثل رسالة إقناعية تستهدف تثبيت قناعات محددة أو تغييرها أو تفنيد وجهة نظر مضادة في مجال حوار تفاعلى تنافسي بين خطابات تستند إلى أطر مرجعية متباينة وتتنازع فيما بينها بشأن قضية جدلية . إذ يفترض تحليل الخطاب وجود علاقة جدلية بين البنية الاجتماعية وبين الأفعال والمواقف والمؤسسات التي تنبثق منه؛ فالسياق الاجتماعي والمؤسسي يشكل الخطاب ويؤثر فيه، كما تقوم الخطابات بدورها في التأثير في الواقع السياسي والاجتماعي.
وتمثلت عينة الدراسة في موقع صحيفة "الأهرام" اليومية كصحيفة قومية، وموقع "المصري اليوم" كصحيفة خاصة معبرة عن التيار الليبرالي، وذلك للتعبير عن مواقف التيارات المدنية من التيار السلفي وتحليل الصورة التي قُدمت له من قبل عديدٍ من منتجي الخطابات الصحفية في الصحيفتين موضع البحث. وتتكون عينة الخطابات موضع التحليل من مواد الرأي المنشورة على الموقعيْن الإلكترونييْن للصحيفتيْن، والتي تتعلق بالتيار السلفي بصفة عامة أو بأحد الأحزاب المنتمية لذلك التيار أو بعض رموزه ومشايخه الذين ظهر دورهم خلال فترة البحث، وتم اختيار هاتيْن الصحيفتيْن نظر لتميزهما بنشر عددٍ كبير من المقالات ومواد الرأي التي تقدمها نخبةٌ متنوعة من الكتاب وتتناول الشئون السياسية المصرية بشكلٍ مكثف.
وتمثل الإطار الزمني للدراسة في مواد الرأي المنشورة في موقعيْ الصحيفتيْن خلال عام 2013، وذلك نظر لما انطوت عليه تلك الفترة من تغيراتٍ حادة اعترت المشهد السياسي في مصر؛ حيث سقط نظام الرئيس الأسبق محمد مرسي بعد ثورة 30 يونيو، وآثار الموقف السياسي للسلفيين آنذاك عديد من ردود الفعل حولهم، كما شَكَل موقفهم من الإخوان قبل سقوط نظامهم، وبعده الجدل حول مدى قبولهم في العملية السياسية، وما تبع ذلك من الرؤى المختلفة حول ذلك التيار وسماته ومدي تشابهه أو اختلافه مع الإخوان، ومن ثم رسم تصورات معينة حوله للتأثير في الرأي العام في تلك الفترة الانتقالية من تاريخ مصر.
وأسفر تحليل الخطاب لمواد الرأي المنشورة على موقعيْ "الأهرام" و"المصري اليوم" خلال عام 2013 حول التيار السلفي عن وجود (95) مادة رأي كان التيار السلفي يشكل موضوعها الرئيس منها (39) مادة في "الأهرام" و (56) مادة في "المصري اليوم".
وقد طرحت النتائج المفاجئة التي حققتها الأحزاب ذات المرجعية السلفية وعلى رأسها حزب النور في الانتخابات البرلمانية 2011/2012 تساؤلات عديدة عن ماهية هذه الأحزاب ورؤيتها المجتمعية, وقد كان الظهور القوي للجماعات السلفية واحتلالها مساحة بارزة من النقاش العام أحد التطورات اللاحقة لثورة 25 يناير. وقد اصطدم السلفيون بأكثر من فصيل سياسي ومجتمعي بعد تلك الثورة. وأثار دخولهم المشهد السياسي وإبداؤهم الرأي حول عديدٍ من القضايا السياسية جدل مجتمعي وإعلامي واسع. ويفسر بعض المحللين هذا البروز للتيار السلفي بتعرضه لقمع شديد في فترة ما قبل الثورة، وكذلك نتيجة لحالة السيولة السياسية التي شهدتها البلاد بعد الثورة وضعف الدولة وغيابها، ويري آخرون أن صعود السلفيين يمثل ظاهرةً مقلقة نظر لإمكانية تأثيرهم في قطاعات عديدة من الشعب المصري.
وأثار الصعود الكبير للتيار السلفي عقب ثورة 25 يناير 2011 كثيرًا من التساؤلات حول ذلك التيار الذي صار وجوده ملموسًا بقوة في المجتمع المصري، وبرغم التصاعد السلفي في المجتمعات العربية والإسلامية منذ بداية القرن الماضي، فإن خارطة الاتجاهات السلفية شهدت تنوعا في الأفكار والرؤي وظلت تتسم بتعقد وتداخل الخيوط مما يستلزم الوقوف على أفكارها واتجاهاتها.
وكما غيرت ثورة 25 يناير كثيرا من الأوضاع السياسية في مصر، فقد أصاب التغيير التيارات السلفية حيث دخل التيار السلفي إلى العملية السياسية سواء عن طريق الانضمام للأحزاب، أو إنشاء أحزاب سياسية تنتمي إلى فصائل التيار السلفي مثل النور والأصالة والبناء والتنمية. وقد بدأت المشاركة السياسية الفعلية لذلك التيار عقب ثورة يناير 2011 بحشد الشارع المصري للتصويت بنعم على التعديلات الدستورية في استفتاء 19 مارس 2011.
من هنا، ومن أجل الإجابة عن هذه التساؤلات، قامت الباحثة الدكتورة آمال كمال طه أستاذ الصحافة المساعد بقسم الإعلام بكلية الآداب جامعة حلوان من خلال دراستها الضافية المعنونة "صورة التيار السلفي في خطاب المواقع الإلكترونية للصحف المصرية بالتطبيق على موقعي الأهرام والمصري اليوم" برصد وتحليل ملامح صورة السلفيين في خطاب المواقع الإلكترونية للصحف المصرية، وكيف ينظر منتجو الخطابات الصحفية للتيار السلفي سواء من خلال دورهم السياسي أو رؤيتهم ومواقفهم من بعض القضايا مثل العلاقة بين الدين والدولة، والموقف من الآخر، وقضايا المرأة، ورؤيتهم للثقافة، والعلاقة مع الحاكم.
وفي ضوء ذلك تحددت مشكلة الدراسة في رصد وتحليل وتفسير ملامح وسمات صورة التيار السلفي، كما تعكسها الخطابات الصحفية في عينة من المواقع الإلكترونية للصحف المصرية القومية والخاصة، وأثر ملكية الصحيفة والسياسة التحريرية لها، والتوجهات الأيديولوجية لمنتجي الخطابات الصحفية على صورة السلفيين في تلك الخطابات الصحفية.
واعتمدت الدراسة على مدخل التحليل الثقافي، كما تنتمي هذه الدراسة إلى نوعية الدراسات الوصفية التحليلية الكيفية التي تُعنى بشكل أساسي برصد وتحليل وتفسير الخطابات الصحفية بشأن التيار السلفي في عينة من المواقع الإلكترونية للصحف المصرية القومية والخاصة، واستعانت بمنهج المسح الإعلامي بشقيه الوصفي والتحليلي، وذلك في مسح وتوصيف وتحليل الخطابات كافة التي تتناول التيار السلفي خلال الفترة الزمنية للدراسة، كما استعانت الدراسة بتحليل الخطاب استنادا إلى كون الخطاب يمثل رسالة إقناعية تستهدف تثبيت قناعات محددة أو تغييرها أو تفنيد وجهة نظر مضادة في مجال حوار تفاعلى تنافسي بين خطابات تستند إلى أطر مرجعية متباينة وتتنازع فيما بينها بشأن قضية جدلية . إذ يفترض تحليل الخطاب وجود علاقة جدلية بين البنية الاجتماعية وبين الأفعال والمواقف والمؤسسات التي تنبثق منه؛ فالسياق الاجتماعي والمؤسسي يشكل الخطاب ويؤثر فيه، كما تقوم الخطابات بدورها في التأثير في الواقع السياسي والاجتماعي.
وتمثلت عينة الدراسة في موقع صحيفة "الأهرام" اليومية كصحيفة قومية، وموقع "المصري اليوم" كصحيفة خاصة معبرة عن التيار الليبرالي، وذلك للتعبير عن مواقف التيارات المدنية من التيار السلفي وتحليل الصورة التي قُدمت له من قبل عديدٍ من منتجي الخطابات الصحفية في الصحيفتين موضع البحث. وتتكون عينة الخطابات موضع التحليل من مواد الرأي المنشورة على الموقعيْن الإلكترونييْن للصحيفتيْن، والتي تتعلق بالتيار السلفي بصفة عامة أو بأحد الأحزاب المنتمية لذلك التيار أو بعض رموزه ومشايخه الذين ظهر دورهم خلال فترة البحث، وتم اختيار هاتيْن الصحيفتيْن نظر لتميزهما بنشر عددٍ كبير من المقالات ومواد الرأي التي تقدمها نخبةٌ متنوعة من الكتاب وتتناول الشئون السياسية المصرية بشكلٍ مكثف.
وتمثل الإطار الزمني للدراسة في مواد الرأي المنشورة في موقعيْ الصحيفتيْن خلال عام 2013، وذلك نظر لما انطوت عليه تلك الفترة من تغيراتٍ حادة اعترت المشهد السياسي في مصر؛ حيث سقط نظام الرئيس الأسبق محمد مرسي بعد ثورة 30 يونيو، وآثار الموقف السياسي للسلفيين آنذاك عديد من ردود الفعل حولهم، كما شَكَل موقفهم من الإخوان قبل سقوط نظامهم، وبعده الجدل حول مدى قبولهم في العملية السياسية، وما تبع ذلك من الرؤى المختلفة حول ذلك التيار وسماته ومدي تشابهه أو اختلافه مع الإخوان، ومن ثم رسم تصورات معينة حوله للتأثير في الرأي العام في تلك الفترة الانتقالية من تاريخ مصر.
وأسفر تحليل الخطاب لمواد الرأي المنشورة على موقعيْ "الأهرام" و"المصري اليوم" خلال عام 2013 حول التيار السلفي عن وجود (95) مادة رأي كان التيار السلفي يشكل موضوعها الرئيس منها (39) مادة في "الأهرام" و (56) مادة في "المصري اليوم".
تتكون الهوية المصرية من طبقات متراكمة تاريخيا وحضاريا وثقافيا ووجدانيا، وأنها طبقات متلاحمة متداخلة
وقد انتهت الدراسة إلى جملة من النتائج المهمة المتعلقة بالطروحات التي تضمنها خطاب الصحف المصرية، والأدوار التي قُدمت للسلفيين في هذا الخطاب، والقوى الفاعلة فيه، والإستراتيجيات المستخدمة في هذا الخطاب، وذلك على النحو التالي:
أولا: تفنيد الفكر السلفي
انتقد خطاب "الأهرام" رؤية التيار السلفي للهوية المصرية ودعوتهم لأن تكون إسلامية، وبرر ذلك الانتقاد بعددٍ من الحجج منها أن الهوية المصرية تتكون من طبقات متراكمة تاريخيا وحضاريا وثقافيا ووجدانيا، وأنها طبقات متلاحمة متداخلة، وأن وصف الهوية الإسلامية فقط يعني أن هناك تطابقا كاملا بين كل المجتمعات التي تدين غالبيتها أو كلها بالإسلام؛ أي تصبح مصر وإندونيسيا وباكستان وبقية الدول التي يسري عليها الأمر ذات هويةٍ واحدة لا أثر فيها لعوامل الجغرافيا والتاريخ والحضارة والثقافة والوجدان، وهذا خلط ولغط وجهل. وأن الأجدى والأفضل أن تكون هويتنا مصرية فقط؛ فالهوية المصرية تتضمن كل مكونات الحضارة والثقافة والوجدان المصري، وأن موضوع الهوية يجب ألا يؤخذ باستخفاف يختلط فيه التعصب الممقوت بالجهل.
وأشار خطابُ "الأهرام" إلى أن السلفيين وأقرانهم لا يؤمنون بالدولة المدنية والمواطنة، وأن الأصل لديهم دولة الخلافة الدينية، لأن الدولة المدنية فيما يتوهم العقل السلفي نقيضة دولة الخلافة التي هي الأصل الإسلامي الذي لا يقبل الاجتهاد فيه، حيث إن أبواب الاجتهاد مغلقة في الفكر السلفي، بالإضافة إلى الهجوم التكفيري على طوائف العقلانيين الإسلاميين قدامى ومحدثين، مما يترتب عليه رفض مبدأ المواطنة الذي هو الأصل في الدولة المدنية، ومن ثم إشاعة مبدأ التمييز على نحو مطلق، وبرهنت على عدم صحة التشدد في الفكر السلفي بأن المناخ الذي عاش فيه ابن تيمية وما شهده من حروبٍ صليبية أسهمت في تشكيل منظوره الديني الذي جعلها فقيه سلفي متزمت جامد، ولكن زمن ابن تيمية انتهى.
وانتقد الخطاب حديث التيار السلفي عن المشروع الإسلامي، وأنه يتم الخلط من خلاله بين الديني والسياسى، علاوة على إثارة النعرة والفتنة الدينية. ووصف بعض الخطابات مواد الهوية بأنها أحد البدع الجديدة، وبرهن على ذلك بأن الدستور لا يتحدث عن هوية مصر، ولكنه يتحدث عن النظام السياسي، أما هوية مصر فهي حقيقة تاريخية عريقة.
وأشار خطابُ "الأهرام" إلى أن الهوية ليست الدين وإن كان التدين جزءا من هوية الإنسان المصرى، وأنه من الطبيعي أن تكون الهوية المصرية جماع عددٍ من الموروثات والعوامل المركبة بعضها يتعلق بالمكان والمناخ والجغرافيا وبعضها يتعلق بالأزمنة والأحداث.
وانتقد الخطاب إلحاح "حزب النور" على تأكيد الهوية الدينية للدولة، وبما يستتبع ذلك من حضور الأفراد في المجال العام بهويتهم الدينية الذي يترتب عليه تثبيت التمييز بينهم على أساس الجنس والدين والمذهب، إنما يمثل نكوصا إلى ما قبل الدولة الحديثة أو أنه الارتداد إلى ما قبل عصر المواطن.
عنيت خطاباتُ "المصري اليوم" بتفنيد فكر التيار السلفي وإبراز سلبيات ذلك الفكر وسوء مقاصده؛ فأشارت إلى أن غايةَ السلفيين هدمُ أركانِ الدولة القائمة لينشئوا مكانها دولتهم الإسلامية، وأنهم لا يكتفون بالسلطة التي اختطفوها وإنما يريدون الدولة كلها، ولكي يختطفوا الدولة أصبح عليهم أن يغيروا طبيعتها ويعودوا بها إلى ما كانت عليه في عصور الظلام سلطة دينية يتحدثون فيها وحدهم باسم اللـه فلا يعارضهم أحد.
وأشارت الخطابات إلى أننا لن نقبل أن تكون لهم اليدُ الطولى في تحديد ملامح الفترة الانتقالية بعد ثورة لم يشاركوا فيها بل لعبوا على كل الحبال، وأننا مقبلون على مرحلةٍ فارقة في تاريخ مصر؛ إما أن ننطلق إلى ما نريد حيث الدولة المدنية بلا كهنوت أو وصاية من أدعياء الدين أو ننسحق إلى بئرٍ بلا قرار من التخلف والجهل.
وأكد الخطابُ الصحفي لـ "المصري اليوم" سلبياتِ تيار الإسلام السياسي بأسره، ووصفه بأنه أكثر الفئات رجعية وتخلف، وأن 30 يونيه 2013 نتج عنها هزيمة تاريخية غير مسبوقة لهذا التيار الرجعي، وأن الشعب المصري اكتشف زيْف وكذب وادعاء وعدم كفاءة هذا التيار. ونادت تلك الخطابات بضرورة تطهير الدستور من كل "التخريب السلفي الإخواني" الذي ما زال يبتز الحكومة الانتقالية بالويل والثبور وعظائم الأمور إذا ما تم تأسيس دولة مدنية حديثة تقف على مسافة متساوية من معتقدات مواطنيها، ولا تتدخل لتفرض عليهم ما تراهُ "الدينَ الحق".
ودعت الخطاباتُ الصحفية في "المصري اليوم" للتوقف عن المناداة بتضمين دينِ الدولة في الدستور، لأنه لا توجد دولة لها دين، وإنما الأفراد هم الذين يعتنقون الدين. ووصف بعض الخطابات ما جرى في 30 يونيه و26 يوليه 2013 أنه لم يكن مجرد خروج كثيف للمواطنين، وإنما كان رفضا لمسارٍ تدحرجت إليه الدولة المصرية في اتجاه دولة ثيوقراطية شمولية جاءت على أكتاف عملية ديمقراطية. ودعت الخطابات الصحفية إلى أهمية الحسم في التعامل مع الإخوان وتيار الإسلام السياسي، وحثت على إقصاء تلك الأحزاب ذات المرجعية الإسلامية من المشهد السياسي، وفي مقدمتها أحزاب "النور" و"البناء والتنمية" و"الوطن" و"مصر القوية".
أولا: تفنيد الفكر السلفي
انتقد خطاب "الأهرام" رؤية التيار السلفي للهوية المصرية ودعوتهم لأن تكون إسلامية، وبرر ذلك الانتقاد بعددٍ من الحجج منها أن الهوية المصرية تتكون من طبقات متراكمة تاريخيا وحضاريا وثقافيا ووجدانيا، وأنها طبقات متلاحمة متداخلة، وأن وصف الهوية الإسلامية فقط يعني أن هناك تطابقا كاملا بين كل المجتمعات التي تدين غالبيتها أو كلها بالإسلام؛ أي تصبح مصر وإندونيسيا وباكستان وبقية الدول التي يسري عليها الأمر ذات هويةٍ واحدة لا أثر فيها لعوامل الجغرافيا والتاريخ والحضارة والثقافة والوجدان، وهذا خلط ولغط وجهل. وأن الأجدى والأفضل أن تكون هويتنا مصرية فقط؛ فالهوية المصرية تتضمن كل مكونات الحضارة والثقافة والوجدان المصري، وأن موضوع الهوية يجب ألا يؤخذ باستخفاف يختلط فيه التعصب الممقوت بالجهل.
وأشار خطابُ "الأهرام" إلى أن السلفيين وأقرانهم لا يؤمنون بالدولة المدنية والمواطنة، وأن الأصل لديهم دولة الخلافة الدينية، لأن الدولة المدنية فيما يتوهم العقل السلفي نقيضة دولة الخلافة التي هي الأصل الإسلامي الذي لا يقبل الاجتهاد فيه، حيث إن أبواب الاجتهاد مغلقة في الفكر السلفي، بالإضافة إلى الهجوم التكفيري على طوائف العقلانيين الإسلاميين قدامى ومحدثين، مما يترتب عليه رفض مبدأ المواطنة الذي هو الأصل في الدولة المدنية، ومن ثم إشاعة مبدأ التمييز على نحو مطلق، وبرهنت على عدم صحة التشدد في الفكر السلفي بأن المناخ الذي عاش فيه ابن تيمية وما شهده من حروبٍ صليبية أسهمت في تشكيل منظوره الديني الذي جعلها فقيه سلفي متزمت جامد، ولكن زمن ابن تيمية انتهى.
وانتقد الخطاب حديث التيار السلفي عن المشروع الإسلامي، وأنه يتم الخلط من خلاله بين الديني والسياسى، علاوة على إثارة النعرة والفتنة الدينية. ووصف بعض الخطابات مواد الهوية بأنها أحد البدع الجديدة، وبرهن على ذلك بأن الدستور لا يتحدث عن هوية مصر، ولكنه يتحدث عن النظام السياسي، أما هوية مصر فهي حقيقة تاريخية عريقة.
وأشار خطابُ "الأهرام" إلى أن الهوية ليست الدين وإن كان التدين جزءا من هوية الإنسان المصرى، وأنه من الطبيعي أن تكون الهوية المصرية جماع عددٍ من الموروثات والعوامل المركبة بعضها يتعلق بالمكان والمناخ والجغرافيا وبعضها يتعلق بالأزمنة والأحداث.
وانتقد الخطاب إلحاح "حزب النور" على تأكيد الهوية الدينية للدولة، وبما يستتبع ذلك من حضور الأفراد في المجال العام بهويتهم الدينية الذي يترتب عليه تثبيت التمييز بينهم على أساس الجنس والدين والمذهب، إنما يمثل نكوصا إلى ما قبل الدولة الحديثة أو أنه الارتداد إلى ما قبل عصر المواطن.
عنيت خطاباتُ "المصري اليوم" بتفنيد فكر التيار السلفي وإبراز سلبيات ذلك الفكر وسوء مقاصده؛ فأشارت إلى أن غايةَ السلفيين هدمُ أركانِ الدولة القائمة لينشئوا مكانها دولتهم الإسلامية، وأنهم لا يكتفون بالسلطة التي اختطفوها وإنما يريدون الدولة كلها، ولكي يختطفوا الدولة أصبح عليهم أن يغيروا طبيعتها ويعودوا بها إلى ما كانت عليه في عصور الظلام سلطة دينية يتحدثون فيها وحدهم باسم اللـه فلا يعارضهم أحد.
وأشارت الخطابات إلى أننا لن نقبل أن تكون لهم اليدُ الطولى في تحديد ملامح الفترة الانتقالية بعد ثورة لم يشاركوا فيها بل لعبوا على كل الحبال، وأننا مقبلون على مرحلةٍ فارقة في تاريخ مصر؛ إما أن ننطلق إلى ما نريد حيث الدولة المدنية بلا كهنوت أو وصاية من أدعياء الدين أو ننسحق إلى بئرٍ بلا قرار من التخلف والجهل.
وأكد الخطابُ الصحفي لـ "المصري اليوم" سلبياتِ تيار الإسلام السياسي بأسره، ووصفه بأنه أكثر الفئات رجعية وتخلف، وأن 30 يونيه 2013 نتج عنها هزيمة تاريخية غير مسبوقة لهذا التيار الرجعي، وأن الشعب المصري اكتشف زيْف وكذب وادعاء وعدم كفاءة هذا التيار. ونادت تلك الخطابات بضرورة تطهير الدستور من كل "التخريب السلفي الإخواني" الذي ما زال يبتز الحكومة الانتقالية بالويل والثبور وعظائم الأمور إذا ما تم تأسيس دولة مدنية حديثة تقف على مسافة متساوية من معتقدات مواطنيها، ولا تتدخل لتفرض عليهم ما تراهُ "الدينَ الحق".
ودعت الخطاباتُ الصحفية في "المصري اليوم" للتوقف عن المناداة بتضمين دينِ الدولة في الدستور، لأنه لا توجد دولة لها دين، وإنما الأفراد هم الذين يعتنقون الدين. ووصف بعض الخطابات ما جرى في 30 يونيه و26 يوليه 2013 أنه لم يكن مجرد خروج كثيف للمواطنين، وإنما كان رفضا لمسارٍ تدحرجت إليه الدولة المصرية في اتجاه دولة ثيوقراطية شمولية جاءت على أكتاف عملية ديمقراطية. ودعت الخطابات الصحفية إلى أهمية الحسم في التعامل مع الإخوان وتيار الإسلام السياسي، وحثت على إقصاء تلك الأحزاب ذات المرجعية الإسلامية من المشهد السياسي، وفي مقدمتها أحزاب "النور" و"البناء والتنمية" و"الوطن" و"مصر القوية".
ثانيا- علاقة الإخوان بالسلفيين
اهتمت الخطابات موضع التحليل بإبراز وجودِ علاقةٍ وثيقة بين السلفيين والإخوان، وتشابهت في ذلك خطابات موقعيْ "الأهرام" و"المصري اليوم"، وذلك للتدليل على أن ما ينطبق من سماتٍ وأدوارٍ سلبية على لإخوان ينسحب كذلك على التيار السلفي، وذلك بهدف التأكيد على ضرورة الحذر من استبدال السلفيين بالإخوان في المشهد السياسي. وفي هذا الشأن أبرزت الخطابات الصحفية أطروحتيْن رئيسيتيْن: الأولى تُبرز التعاونَ وأوجه التشابه بين الفصيليْن، والثانية تؤكد الصراع بينهما بهدف تحقيق مكاسبَ سياسية، وذلك على النحو التالي:
1- التعاون بين السلفيين والإخوان
أسفرت النتائج عن ورود هذا الطرح في خطاب "الأهرام" بنسبٍ محدودة، وذلك في المواضع التي يظهر فيها منتجو خطابات "الأهرام" تخوفاتٍ من محاولة "حزب النور" إعادة تدوير المشروع الإخواني بشكل يبدو جديد في عيون المتابعين وأنهم كانوا شركاء مع الإخوان فيما اقترفوه من مصائب وكوارث.
اهتمت الخطابات موضع التحليل بإبراز وجودِ علاقةٍ وثيقة بين السلفيين والإخوان، وتشابهت في ذلك خطابات موقعيْ "الأهرام" و"المصري اليوم"، وذلك للتدليل على أن ما ينطبق من سماتٍ وأدوارٍ سلبية على لإخوان ينسحب كذلك على التيار السلفي، وذلك بهدف التأكيد على ضرورة الحذر من استبدال السلفيين بالإخوان في المشهد السياسي. وفي هذا الشأن أبرزت الخطابات الصحفية أطروحتيْن رئيسيتيْن: الأولى تُبرز التعاونَ وأوجه التشابه بين الفصيليْن، والثانية تؤكد الصراع بينهما بهدف تحقيق مكاسبَ سياسية، وذلك على النحو التالي:
1- التعاون بين السلفيين والإخوان
أسفرت النتائج عن ورود هذا الطرح في خطاب "الأهرام" بنسبٍ محدودة، وذلك في المواضع التي يظهر فيها منتجو خطابات "الأهرام" تخوفاتٍ من محاولة "حزب النور" إعادة تدوير المشروع الإخواني بشكل يبدو جديد في عيون المتابعين وأنهم كانوا شركاء مع الإخوان فيما اقترفوه من مصائب وكوارث.
خطابُ "الأهرام": أشار إلى أن الهوية المصرية جماع عددٍ من الموروثات والعوامل المركبة بعضها يتعلق بالمكان والمناخ والجغرافيا وبعضها يتعلق بالأزمنة والأحداث
وقد ورد التأكيد على التعاون بينهما في "المصري اليوم" في مواضعَ عديدة منها؛ انتقاد موافقة الإخوان حصار جهاز الأمن الوطني على يد بعض السلفيين، وأن الجماعة تستلهم تجربة داخلية العادلي باستخدام بعض السلفيين والجهاديين كميليشيات لتركيع مؤسسات الدولة التي لا تزال مستعصية على الاختراق بالدرجة التي ينشدها الإخوان وذلك في فترة حكمهم.
وقد اهتمت الخطابات الصحفية في "المصري اليوم" بعد 30 يونيه بالتأكيد على التحالف والتشابه بين السلفيين والإخوان وأنهم كلهم ضد التيار الليبرالي، وأن جماعة الإخوان في تحالف سري عقائدي مع السلفيين، وأنهم ضد تيار التقدم وفصل الدين عن الدولة. وطالبت بعض الخطابات باستبعاد السلفيين من الحوار ومعاملتهم كالفلول والثورة المضادة. وأن فشل الإخوان سيؤثر سلبي على صورة السلفيين وكل من ينتمي للتيار الإسلامي أو يدعو للدولة الدينية.
2- علاقة الصراع بين السلفيين والإخوان
أشارت بعضُ خطابات "الأهرام" إلى توتر العلاقة بين "النور" و"الإخوان"، وأن كلا الجانبين ظلا يوهمان أنفسهما أن علاقتهما أشبه بتحالف مقدس، وأن مرجعيتهما الإسلامية الواحدة كفيلة بالقضاء على أية خلافات قد تنشب بينهما، فالخلافات بينهما بشرية تشتم منها روائح المؤامرة والانتقام والتشفى؛ فالطرفان قوتان تتنافسان على السلطة وتمارسان ألاعيب وحيل السياسة الجيد منها والقذر حتى لو كانت هناك مرجعية مشتركة بينهما.
ورأت الصحيفة أن الخلافات بين "الإخوان" و"حزب النور" انفجرت، وتفكك ذلك التحالف الثنائي على نحو يصعب حصاره أو ترميمه بعد سيل الاتهامات المتبادلة بين الجانبين بالفساد وإساءة استخدام السلطة واحتكار المناصب وأخونة الدولة، وأنه سواء كان سبب الخلاف المبادرة التي قام بها حزب النور من أجل التصالح مع جبهة الإنقاذ، أم كان مجرد مظاهر لخلافات عميقة تحت السطح انفجرت مع قرب الانتخابات البرلمانية، فجماعةُ الإخوان أخطأت في تحالفها مع التيار السلفي رغم عمق خلافاتهما الفكرية، مما قسم البلاد وزاد من حدة الاستقطاب وأضر بمصالح الطرفين الإخوان والسلفيين.
أشادت بعض الخطابات الصحفية بـ "الأهرام" بعد 30 يونيه بالموقف الإيجابي لـ "حزب النور"، وأشارت إلى أن رؤى الحزب وسياساته تحاول أن تجسر الفجوة التي تظهر بين القوي السياسية واضع نُصب عينيه الشرع الحنيف والمصلحة الوطنية باعتبارهما الحاكميْن لأية سياسة دون وجود مطامع في سلطة، وبررت موقفه بأنه اتُخذ في ضوء مرجعيته ومبادئه وانطلاق من عدم وضع الإسلاميين جميع في سلة العنف، ورأت أن "الدعوةَ السلفية" و"حزب النور" نظرا نظرةً واسعة قائمة على التمييز بين الإسلام وبين الاجتهاد المتمثل في التجربة الإخوانية للحكم، وكذلك على المصلحة الوطنية بعيد عن أي مطامع في سلطة أو منصب. ورأت الخطابات الصحفية أن تفاعل "حزب النور" مع قيادات "جبهة الإنقاذ" الذين تبنوا مبادرة الحزب السلفي – مبادرة "حزب النور" لنبذ العنف والتي رفعت مطالبات سياسية جديدة إزاء العنف – يمثل تطورا في فكره وحركته، وأن "حزب النور" يتفهم حتمية الحوار والتنسيق مع القوي السياسية للتخلص من الاستقطاب المقيت حولَ ثنائيةِ مدني وديني.
أبرز بعضُ خطابات "المصري اليوم" - قبل 30 يونيه – استغلال الإخوان لوجود حليف متشدد ومحافظ مثل "حزب النور" والتيار السلفي حتى يستطيعوا أن يروّجوا لاعتدالهم، وقدموا أنفسهم باعتبارهم الفصيل الوسطي والمعتدل بين تشدديْن أحدهما إسلامي متمثل في التيار السلفي والآخر علماني متمثل في "جبهة الإنقاذ" والائتلافات الثورية ، إلا أن ممارسات إخوان الحكم دفعت قطاع واسع من التيار السلفي إلى مراجعة مواقفه حتى لا يكون أداة لحسابات الآخرين السياسية، وقرر "حزب النور" أن يفكر خارج التقسيم الذي ظل داخله كحزب حارس للعقيدة والشريعة في مواجهة القوى المدنية والليبرالية. ويُعد هذا هو الموضع الوحيد الذي قدم للسلفيين أو بالأحرى لـ "حزب النور" بصفة خاصة صورة إيجابية بعد خلافه مع الإخوان وتقاربه في الرؤي السياسية مع "جبهة الإنقاذ" والقوى المدنية . وأشارت إلى أن الخلاف بين "النور" وإخوان الحكم رسالة واضحة أنه ليس بالإطار الفكري والمرجعي حتى لو كان ديني تنهض الشعوب، إنما بالأدوات والوسائل الناجحة التي تنتمي لهذا الإطار، وأن المطالب السياسية التي رفعها "حزب النور"، وأعلن بها خلافه الواضح مع إخوان الحكم بدأت تغير في الصورة الذهنية لدي قطاع واسع من المواطنين عنه، وأثبت أنه قادر على الفعل السياسي المستقل والتأثير في المعادلة السياسية وفي قطاعات من المصريين كانت ترتاب في توجهاته.
وأكد خطابُ "المصري اليوم" أن حدوث الانشقاق بين الإخوان والسلفيين مشابه للمنطق الذي كان يتعامل به مبارك مع منتقديه: منطق من يملك الكون في مصر وله حق المنح والمنع "السلفيون يشكون من الأخونة في أجهزة الدولة ويرد عليهم بعض قيادات الإخوان بأنهم طامعون في المناصب والوزارات". وأبرز الخطابُ خداعَ الإخوان لكل الفئات حتى السلفيين "حتى إخوتك في التأسلم – يقصد السلفيين- خدعتهم مرات في الانتخابات، وفي إعداد الدستور وفي الاستئثار بكعكة السلطة كاملة لجماعتك، وغالبتهم فغلبتهم في مجلس الشورى، خادعتهم فكشفوك وخدعوك، وتسللوا في الوقت المناسب من سفينتك الغارقة".
ورأي خطابُ "المصري اليوم" أن إقالة المستشار خالد علم الدين من منصبه كمستشار لرئيس الجمهورية تعكس عمق الأزمة القائمة بين أهم حليفيْن سياسييْن في الحكم مما كان له تأثيره على المشهد السياسي برُمته. وأشار إلى أن السلفيين هم العدو الأكبر لجماعة الإخوان وأنها تعتبرهم المهدد الحقيقي لإتمام بسط نفوذها في ربوع الوطن، وأن منهج الإخوان مع السلفيين سيسير على خطوات مبارك، بمعنى أنه على العالم أن يختار بيننا نحن المتفاهمين غير المتشددين وإما هؤلاء المتشددين الذين لا مدخل في التفاهم معهم.
وأبرزت بعض الخطابات في "المصري اليوم" أن الخلاف بين السلفيين والإخوان لم يقع من أجل أسباب تتصل بالديمقراطية والمشاركة والمصلحة الوطنية، لكن الخلاف وقع بينهم بسبب السباق على الغنائم ورغبة كل طرف فيهم في الاستئثار من مكاسب غزوات الصناديق، أو توسيع حصته في الحكم وإنفاذ رؤيته لمستقبل البلاد. وفسر البعض موقف السلفيين وصراعهم مع الإخوان بعد تأييدهم لهم بأنه اختلاف على الغنائم ، ورأى آخرون أن السلفيين يقدمون أنفسهم للخارج على أنهم البديل مستغلين تراجع شعبية الإخوان.
ثالثا: موقف السلفيين تجاه الآخر (الأقباط / الشيعة / المرأة)
انتقد خطابُ "الأهرام" موقف التيار السلفي من غير المسلمين وأن الدولة عندهم دولة الإسلام التي هي دولة الخلافة، وإذا كان فيها من أصحاب الديانات السماوية السابقة على الإسلام "فحكمهم هو حكم أهل الذمة في أفضل حالات الاعتدال أو حكم الكفار في غير حالات الاعتدال، فكلُ من ليس بمسلمٍ كافر وهو عدوٌ للإسلام والمسلمين"، وأشار إلى أنه رتب شيوخُ السلفية أحكاما لا يزال البعض يمارسها اتباعًا وتقليدًا منها "أن غيرَ المسلم تجب عداوته وإن أحسن للمسلم، ومن المنطقي أن يترتب على ذلك وجوب إهانة غير المسلم وكراهية مقدساته ".
وقد اهتمت الخطابات الصحفية في "المصري اليوم" بعد 30 يونيه بالتأكيد على التحالف والتشابه بين السلفيين والإخوان وأنهم كلهم ضد التيار الليبرالي، وأن جماعة الإخوان في تحالف سري عقائدي مع السلفيين، وأنهم ضد تيار التقدم وفصل الدين عن الدولة. وطالبت بعض الخطابات باستبعاد السلفيين من الحوار ومعاملتهم كالفلول والثورة المضادة. وأن فشل الإخوان سيؤثر سلبي على صورة السلفيين وكل من ينتمي للتيار الإسلامي أو يدعو للدولة الدينية.
2- علاقة الصراع بين السلفيين والإخوان
أشارت بعضُ خطابات "الأهرام" إلى توتر العلاقة بين "النور" و"الإخوان"، وأن كلا الجانبين ظلا يوهمان أنفسهما أن علاقتهما أشبه بتحالف مقدس، وأن مرجعيتهما الإسلامية الواحدة كفيلة بالقضاء على أية خلافات قد تنشب بينهما، فالخلافات بينهما بشرية تشتم منها روائح المؤامرة والانتقام والتشفى؛ فالطرفان قوتان تتنافسان على السلطة وتمارسان ألاعيب وحيل السياسة الجيد منها والقذر حتى لو كانت هناك مرجعية مشتركة بينهما.
ورأت الصحيفة أن الخلافات بين "الإخوان" و"حزب النور" انفجرت، وتفكك ذلك التحالف الثنائي على نحو يصعب حصاره أو ترميمه بعد سيل الاتهامات المتبادلة بين الجانبين بالفساد وإساءة استخدام السلطة واحتكار المناصب وأخونة الدولة، وأنه سواء كان سبب الخلاف المبادرة التي قام بها حزب النور من أجل التصالح مع جبهة الإنقاذ، أم كان مجرد مظاهر لخلافات عميقة تحت السطح انفجرت مع قرب الانتخابات البرلمانية، فجماعةُ الإخوان أخطأت في تحالفها مع التيار السلفي رغم عمق خلافاتهما الفكرية، مما قسم البلاد وزاد من حدة الاستقطاب وأضر بمصالح الطرفين الإخوان والسلفيين.
أشادت بعض الخطابات الصحفية بـ "الأهرام" بعد 30 يونيه بالموقف الإيجابي لـ "حزب النور"، وأشارت إلى أن رؤى الحزب وسياساته تحاول أن تجسر الفجوة التي تظهر بين القوي السياسية واضع نُصب عينيه الشرع الحنيف والمصلحة الوطنية باعتبارهما الحاكميْن لأية سياسة دون وجود مطامع في سلطة، وبررت موقفه بأنه اتُخذ في ضوء مرجعيته ومبادئه وانطلاق من عدم وضع الإسلاميين جميع في سلة العنف، ورأت أن "الدعوةَ السلفية" و"حزب النور" نظرا نظرةً واسعة قائمة على التمييز بين الإسلام وبين الاجتهاد المتمثل في التجربة الإخوانية للحكم، وكذلك على المصلحة الوطنية بعيد عن أي مطامع في سلطة أو منصب. ورأت الخطابات الصحفية أن تفاعل "حزب النور" مع قيادات "جبهة الإنقاذ" الذين تبنوا مبادرة الحزب السلفي – مبادرة "حزب النور" لنبذ العنف والتي رفعت مطالبات سياسية جديدة إزاء العنف – يمثل تطورا في فكره وحركته، وأن "حزب النور" يتفهم حتمية الحوار والتنسيق مع القوي السياسية للتخلص من الاستقطاب المقيت حولَ ثنائيةِ مدني وديني.
أبرز بعضُ خطابات "المصري اليوم" - قبل 30 يونيه – استغلال الإخوان لوجود حليف متشدد ومحافظ مثل "حزب النور" والتيار السلفي حتى يستطيعوا أن يروّجوا لاعتدالهم، وقدموا أنفسهم باعتبارهم الفصيل الوسطي والمعتدل بين تشدديْن أحدهما إسلامي متمثل في التيار السلفي والآخر علماني متمثل في "جبهة الإنقاذ" والائتلافات الثورية ، إلا أن ممارسات إخوان الحكم دفعت قطاع واسع من التيار السلفي إلى مراجعة مواقفه حتى لا يكون أداة لحسابات الآخرين السياسية، وقرر "حزب النور" أن يفكر خارج التقسيم الذي ظل داخله كحزب حارس للعقيدة والشريعة في مواجهة القوى المدنية والليبرالية. ويُعد هذا هو الموضع الوحيد الذي قدم للسلفيين أو بالأحرى لـ "حزب النور" بصفة خاصة صورة إيجابية بعد خلافه مع الإخوان وتقاربه في الرؤي السياسية مع "جبهة الإنقاذ" والقوى المدنية . وأشارت إلى أن الخلاف بين "النور" وإخوان الحكم رسالة واضحة أنه ليس بالإطار الفكري والمرجعي حتى لو كان ديني تنهض الشعوب، إنما بالأدوات والوسائل الناجحة التي تنتمي لهذا الإطار، وأن المطالب السياسية التي رفعها "حزب النور"، وأعلن بها خلافه الواضح مع إخوان الحكم بدأت تغير في الصورة الذهنية لدي قطاع واسع من المواطنين عنه، وأثبت أنه قادر على الفعل السياسي المستقل والتأثير في المعادلة السياسية وفي قطاعات من المصريين كانت ترتاب في توجهاته.
وأكد خطابُ "المصري اليوم" أن حدوث الانشقاق بين الإخوان والسلفيين مشابه للمنطق الذي كان يتعامل به مبارك مع منتقديه: منطق من يملك الكون في مصر وله حق المنح والمنع "السلفيون يشكون من الأخونة في أجهزة الدولة ويرد عليهم بعض قيادات الإخوان بأنهم طامعون في المناصب والوزارات". وأبرز الخطابُ خداعَ الإخوان لكل الفئات حتى السلفيين "حتى إخوتك في التأسلم – يقصد السلفيين- خدعتهم مرات في الانتخابات، وفي إعداد الدستور وفي الاستئثار بكعكة السلطة كاملة لجماعتك، وغالبتهم فغلبتهم في مجلس الشورى، خادعتهم فكشفوك وخدعوك، وتسللوا في الوقت المناسب من سفينتك الغارقة".
ورأي خطابُ "المصري اليوم" أن إقالة المستشار خالد علم الدين من منصبه كمستشار لرئيس الجمهورية تعكس عمق الأزمة القائمة بين أهم حليفيْن سياسييْن في الحكم مما كان له تأثيره على المشهد السياسي برُمته. وأشار إلى أن السلفيين هم العدو الأكبر لجماعة الإخوان وأنها تعتبرهم المهدد الحقيقي لإتمام بسط نفوذها في ربوع الوطن، وأن منهج الإخوان مع السلفيين سيسير على خطوات مبارك، بمعنى أنه على العالم أن يختار بيننا نحن المتفاهمين غير المتشددين وإما هؤلاء المتشددين الذين لا مدخل في التفاهم معهم.
وأبرزت بعض الخطابات في "المصري اليوم" أن الخلاف بين السلفيين والإخوان لم يقع من أجل أسباب تتصل بالديمقراطية والمشاركة والمصلحة الوطنية، لكن الخلاف وقع بينهم بسبب السباق على الغنائم ورغبة كل طرف فيهم في الاستئثار من مكاسب غزوات الصناديق، أو توسيع حصته في الحكم وإنفاذ رؤيته لمستقبل البلاد. وفسر البعض موقف السلفيين وصراعهم مع الإخوان بعد تأييدهم لهم بأنه اختلاف على الغنائم ، ورأى آخرون أن السلفيين يقدمون أنفسهم للخارج على أنهم البديل مستغلين تراجع شعبية الإخوان.
ثالثا: موقف السلفيين تجاه الآخر (الأقباط / الشيعة / المرأة)
انتقد خطابُ "الأهرام" موقف التيار السلفي من غير المسلمين وأن الدولة عندهم دولة الإسلام التي هي دولة الخلافة، وإذا كان فيها من أصحاب الديانات السماوية السابقة على الإسلام "فحكمهم هو حكم أهل الذمة في أفضل حالات الاعتدال أو حكم الكفار في غير حالات الاعتدال، فكلُ من ليس بمسلمٍ كافر وهو عدوٌ للإسلام والمسلمين"، وأشار إلى أنه رتب شيوخُ السلفية أحكاما لا يزال البعض يمارسها اتباعًا وتقليدًا منها "أن غيرَ المسلم تجب عداوته وإن أحسن للمسلم، ومن المنطقي أن يترتب على ذلك وجوب إهانة غير المسلم وكراهية مقدساته ".
وشن خطابُ "الأهرام" هجوم عنيف على السلفيين حول العلاقة بالآخر، حيث رأوا أن الهاوية هي إصرار هؤلاء الناس – السلفيين- على تمزيق ليس فقط الأصول الحضارية والثقافية والأخلاقية التي ترسخت في مصر قبل الأديان.
رابعًا- صورة السلفيين
قدم منتجو خطاب الأهرام صورة سلبية للتيار السلفي، وورد ذلك بنسبة 39.6% من الخطابات موضع التحليل، فقد وصف ذلك التيار بأنه أكثر تشددا من الإخوان، وأنهم متطرفون وديكتاتوريون، وأن السلفي ينصب نفسه هو وحده الداعية لصحيح الدين، ووصف حزب النور بأنه تأسس بنائه على الأفكار المتسربة من العصر ما قبل الحديث، وأن المشايخ السلفيين هم دعاة الفتنة، ويتسمون بالتعصب المقيت.
أما السمات الإيجابية للتيار السلفي فقد انصبت بأسرها على حزب النور نظرا لبعض مواقفه السياسية خلال فترة الدراسة من توافقه مع جبهة الإنقاذ وخلافه مع الإخوان، فقد وصف بأنه التيار الأكبر داخل الجماعات السلفية، وأنه قوة تنضج وتتحرك في إطار سياسي، وأنه يتبني أفكار الوفاق الوطني ، وأنه بعد موافقته على الدستور الجديد 2014 يعود إلى أحضان الوطن، ووصفت قيادات حزب النور بالقيادات المحترمين.
وتشير هذه النتائج إلى أنه يتم إلصاق السمات السلبية بالتيار السلفي برمته عند انتقاد أسلوب تفكيره وطريقة رؤيته للأمور سواء فيما يتعلق بالمشهد السياسي أو الفكر الديني أو العلاقة بالآخر في المجتمع، ولم تنسب إلى ذلك التيار أية سمات إيجابية بل اقتصر إطلاق تلك السمات على قطاع معين داخل ذلك التيار وهو حزب النور، وذلك في مواقف معينة أبدى فيها ذلك الحزب مرونة في التعاطي مع القضايا السياسية سواء قبل 30/6 في خلافه مع الإخوان، وتقاربه مع القوي السياسية المدنية أو بعد ذلك بعد تخليه عن التمسك بالمادة 219 من الدستور وموافقته على مواد الدستور الجديد2014.
رابعًا- صورة السلفيين
قدم منتجو خطاب الأهرام صورة سلبية للتيار السلفي، وورد ذلك بنسبة 39.6% من الخطابات موضع التحليل، فقد وصف ذلك التيار بأنه أكثر تشددا من الإخوان، وأنهم متطرفون وديكتاتوريون، وأن السلفي ينصب نفسه هو وحده الداعية لصحيح الدين، ووصف حزب النور بأنه تأسس بنائه على الأفكار المتسربة من العصر ما قبل الحديث، وأن المشايخ السلفيين هم دعاة الفتنة، ويتسمون بالتعصب المقيت.
أما السمات الإيجابية للتيار السلفي فقد انصبت بأسرها على حزب النور نظرا لبعض مواقفه السياسية خلال فترة الدراسة من توافقه مع جبهة الإنقاذ وخلافه مع الإخوان، فقد وصف بأنه التيار الأكبر داخل الجماعات السلفية، وأنه قوة تنضج وتتحرك في إطار سياسي، وأنه يتبني أفكار الوفاق الوطني ، وأنه بعد موافقته على الدستور الجديد 2014 يعود إلى أحضان الوطن، ووصفت قيادات حزب النور بالقيادات المحترمين.
وتشير هذه النتائج إلى أنه يتم إلصاق السمات السلبية بالتيار السلفي برمته عند انتقاد أسلوب تفكيره وطريقة رؤيته للأمور سواء فيما يتعلق بالمشهد السياسي أو الفكر الديني أو العلاقة بالآخر في المجتمع، ولم تنسب إلى ذلك التيار أية سمات إيجابية بل اقتصر إطلاق تلك السمات على قطاع معين داخل ذلك التيار وهو حزب النور، وذلك في مواقف معينة أبدى فيها ذلك الحزب مرونة في التعاطي مع القضايا السياسية سواء قبل 30/6 في خلافه مع الإخوان، وتقاربه مع القوي السياسية المدنية أو بعد ذلك بعد تخليه عن التمسك بالمادة 219 من الدستور وموافقته على مواد الدستور الجديد2014.
أهتمت الخطابات الصحفية في "المصري اليوم" بعد 30 يونيه بالتأكيد على التحالف والتشابه بين السلفيين والإخوان، وأنهم ضد تيار التقدم وفصل الدين عن الدولة
كشفت نتائج تحليل خطاب المصري اليوم عن كثافة ورود صورة سلبية لذلك التيار بنسبة 76.8 % من الخطابات موضع التحليل، وقد تراوحت تلك السمات السلبية وتنوعت في شدتها فقد وصفهم خطاب المصري اليوم بأنهم متشددون، ومتطرفون، ومتأسلمون، ومتاجرون بالدين ومتكسبون من ادعاء العلم، وحفظة الكتب القديمة، ويظنون أنهم أوصياء على الإسلام، وشيوخ التشدد والتنطع، وأشد تطرفا وقسوة من الإخوان، وإرهابيون وعجزة "شوية جهلة معدومي الثقافة"، وإرهابيون من ذوي اللحى، وانتهازيون يبحثون عن الغنائم، وجاهلون ومراءون، ومتسلقون وسلفيو تايوان.
ووصف تيار الإسلام السياسي بأسره بأنه أكثر الفئات رجعية وتخلفا، وأن السلفيين العدو الأكبر لجماعة الإخوان، وأنهم ينافسون على السلطة، وأنهم خصوم الداخل الإسلامي بالنسبة للإخوان، ومرشحون لخلافة دولة المرشد، وفلول، على سند أنهم كانوا يحرمون الخروج على الحاكم وهم صنيعة جهاز أمن الدولة، وأنهم في تحالف سري مع الإخوان "فهم عاملون تحت الأرض موحدين وفوق الأرض متخبطين".
وقد أسفر التحليل عن خلو خطاب المصري اليوم موضع الدراسة من أية سمات إيجابية لذلك التيار أو لرموزه وشيوخه، فهو في كل الحالات يتسم بسمات سلبية سواء فيما يتعلق بموقفه من الثورة أو من الإخوان خلال فترة حكمهم سواء من خلال تحالفهم معا من أجل فرض السيطرة وليس من أجل نصرة الإسلام أو بصراعهم مع الإخوان من أجل المصالح الشخصية والسلطة ووصفهم بالانتهازية الواضحة .
خامسًا: الأدوار المقدمة للتيار السلفي
1- الأدوار التي قدمت للتيار السلفي في الأهرام
تشير النتائج إلى ورود العديد من الأدوار السلبية للتيار السلفي في خطاب الأهرام سواء لذلك التيار بوجه عام أو لبعض رموزه بشكل خاص، وذلك بنسبة 50% من إجمالى الخطابات موضع التحليل في الأهرام وذلك على النحو التالي:
أ- أدوار سلبية مرتبطة بعلاقة التعاون بين السلفيين والإخوان: وقد ورد هذا الدور بنسبة محدودة للغاية في خطاب الأهرام، حيث أشير إلى أن السلفيين يتغافلون عن أنهم كانوا الوجه الأخر للعملة الإخوانية، وأنهم كانوا شركاء فيما اقترفوه من مصائب وكوارث كلفتنا غاليا، وأنهم يريدون إعادة تدوير المشروع الإخواني بشكل يبدو جديدا في عيون الناظرين والمتابعين لهم.
ب- أدوار سلبية مرتبطة بالصراع مع الإخوان على السلطة: وصف خطاب الأهرام ذلك الصراع بأنه تشتم منه روائح المؤامرة والانتقام والتشفي، وأن الطرفين قوتان تتنافسان على السلطة. وأنه بعد 30/ 6 وردت بعض الأدوار السلبية لحزب النور منها تعنت الحزب وإصراره على فرض آرائه على تحالف القوى الوطنية وذلك بهدف تحقيق مكاسب سياسية عاجلة، وبدا وكأنه يلتزم بأساليب الإخوان في الابتزاز دون حساب لباقي القوى الوطنية.
ت- أدوار سلبية ترتبط بنمط تفكيرهم: ركز خطاب الأهرام على إبراز الدور السلبي للسلفيين المرتبط بجمود التفكير وانغلاقه لاسيما فيما يتعلق بالهوية المصرية ومفهوم الدولة المدنية الحديثة، وانتقد الخلط بين الديني والسياسي وإثارة النعرة والفتنة الدينية، وأنهم انتقلوا إلى التحايل عبر السعي لإلحاق لفظة أحكام بإحدى المواد الفرعية الخاصة بالمساواة بين الرجل والمرأة في الدستور بعد أن أخفقت آلية السعي الصريح لإحلالها محل لفظة مبادئ في المادة الثانية، وأشاروا إلى أن حزب النور يلمّح لتحويل المجال الفقهي إلى ساحة للتمايز والانقسام بين الفرقاء.
ث- أدوار سلبية مرتبطة بالعلاقة بالآخر: عنيت خطابات الأهرام بإبراز الموقف المتشدد للتيارات السلفية من حقوق المرأة، وسعي تلك التيارات لتعكير العلاقة التاريخية بين أبناء الشعب الواحد، مما يهدد ثوابت كثيرة في مقومات الإنسان المصري. وأشار الخطاب إلى أن التيار الديني يتهرب من بيان وتحديد موقفه من قضية الهوية الوطنية وكذلك علاقته بالأقباط. وأنهم يصرون على تمزيق لحمة الأديان السماوية. ووصفت خطب رموز التيار الديني بأنها تمثل تشجيعا على الغوغائية التي أسفرت عن استخدام السلاح وقتل المعارضين وتكفير المجتمع كما حدث مع بعض الشيعة. ورأت أن التيار السلفي ينتهج سياسة انتقائية في التعاطي مع ملف السياحة الإيرانية، ويمزج بين السياسة والمذهب، وأن هدفهم الإقصاء المذهبي وفرض الأحادية المذهبية.
ج- الأدوار الإيجابية للسلفيين في الأهرام: تشير نتائج تحليل الخطاب إلى ورود بعض الأدوار الإيجابية في خطاب الأهرام، وقد انصبت تلك الأدوار الإيجابية على حزب النور وقياداته على وجه التحديد، ولم تنسحب على كل التيار السلفي، وقد ورد ذلك عقب موقف حزب النور من 30/6 وسقوط الإخوان ووقوفه إلى جانب القوى السياسية المدنية، فتم التركيز على الأدوار الإيجابية لذلك الحزب وأنه منذ اللحظات الأولى لثورة 25 يناير اتخذ مواقف وسياسات بالاتساق مع مرجعيته وقناعاته وأنه يضع نصب عينيه الشرع الحنيف والمصلحة الوطنية دون وجود مطامع في السلطة، وأنه يلعب دور الوسيط المرتجى بين الفسطاطين في هذا البلد، قاصدا تحقيق المصالح العليا للبلاد، وأن حزب النور تبني مبادرة ذكية ورشيدة تدعو للتصالح مع جبهة الإنقاذ، وأنه كشف عن جهود الرئيس المعزول في تمكين الجماعة من الاستيلاء على مفاصل الدولة، وأن تصرفات بعض رموزه أثبتت الوجه المعتدل للحزب، وأنه رفض دعاوى التكفير والتخوين وإثارة الفتن الدينية الطائفية وتجريم الانحيازات السياسية، وأنه يبحث عن التوافق واحتواء الجميع دون إقصاء ولم تكن نظرته ضيقة أو شخصية بل هدفها الصالح العام .
2- الأدوار التي قدمت للتيار السلفي في المصري اليوم
تشير نتائج البحث إلى تزايد وكثافة شديدة في الأدوار السلبية التي أبرزتها خطابات المصري اليوم للسلفيين بوجه عام ولبعض رموزهم بشكل خاص، وذلك في 92.8% من إجمالى الخطابات موضع التحليل، وقد تباينت تلك الأدوار السلبية وفق عدة محاور كما يلي :
أ- أدوار سلبية مرتبطة بعلاقة التعاون بين السلفيين والإخوان: وظهر ذلك في الخطابات التي تبرز الدور السلبي لكلا الفصيلين، سواء إبان حكم المجلس العسكري " لقد تحالف الإخوان والسلفيون في إرهاب الجيش والضغط عليه بمساعدة واشنطن ليتسلموا السلطة .."أو التعاون بينهما ضد المعارضين" هددوا وضربوا وسحلوا المعارضين وحاصروا معا المحكمة الدستورية ومدينة الإنتاج الإعلامي "وأنه خلال فترة حكم مرسي تستلهم جماعة الإخوان تجربة داخلية العادلي باستخدام بعض السلفيين والجهاديين كميليشيات لتركيع مؤسسات الدولة ".
ب- أدوار سلبية مرتبطة بالصراع مع الإخوان على السلطة: أشارت الخطابات الصحفية إلى أن الخلاف بين السلفيين والإخوان لم يقع لأسباب تتصل بالديمقراطية والمشاركة والمصلحة الوطنية، وإنما بسبب السباق على الغنائم ورغبة كل طرف فيهم في الاستئثار بمكاسب غزوات الصناديق، أو توسيع حصته في الحكم وإنفاذ رؤيته لمستقبل البلاد. ورأت بعض الخطابات أن السلفيين يقدمون أنفسهم للخارج على أنهم البديل ربما يستغلون تراجع شعبية الإخوان، وأن معركتهم ليست من أجل نصرة الإسلام وإنما من أجل فرض السيطرة.
ت- أدوار سلبية للسلفيين ترتبط بنمط تفكيرهم: ركزت خطابات المصري اليوم على جمود فكر السلفيين وسعيهم إلى العودة بمصر إلى عصور الظلام ومناصبتهم العداء للحريات بمختلف أنواعها : حرية العقيدة وحرية التعبير وحرية الإبداع الأدبي والفني وحرية البحث العلمي، وأنهم لم يقدموا سوى التراجع الفكري وشجعوا القتل والاجتراء على حرمات الله، وأنهم يحولون الإسلام إلى شكليات ومظاهر فارغة ويجعلون منه وسيلة لتأليه الحاكم وفرعنته، هؤلاء لا يهددون هوية مصر فقط بل يهددون الإسلام ذاته، وأنهم يحاولون استعادة نظام الطغيان الديني الذي فيه السلطة تفويض إلهي كما يعتقد الإخوان والسلفيون وأمثالهم .
وأبرزت الخطابات في سبيل ذلك العديد من الأمثلة على الأدوار شديدة السلبية التي قام بها شخصيات ممن ينتمون للتيار السلفي منها؛ قتل شاب في السويس بحجة تطبيق شرع الله، رفض نوابهم الالتزام بنص اليمين الدستورية في البرلمان، ورفضهم الوقوف تحية للعلم أو السلام الجمهوري، هذا فضلا عما نشر عن جرائمهم في القري بمنع الأفراح والغناء والتحريض في مؤتمرات المعزول محمد مرسي على قتل الشيعة، وكذلك بإبراز ما نسب من أدوار سلبية لبعض نواب التيار السلفي في مجلس الشعب المنحل مثل رفع الأذان والتغيير في قَسَم العضوية وضبط أحد النواب في وضع مخل في سيارته، ومن يرفض تعيين قبطي أو امرأة في الفريق الرئاسي وغير ذلك.
كما أشار الخطاب الصحفي لبعض ما نشر حول تهديد بعض ممن ينتمي لذلك التيار من التهديد بنسف الهرم الأكبر وأبو الهول، ومن يتهمون الفنانين في أعراضهم ويرمون الصحفيين والإعلاميين بالكفر والضلال .
كما أشار الخطاب للعديد من الأدوار السلبية في التاريخ منها؛ قتل العديد من الرموز مثل المستشار الخازندار والنقراشي باشا وأحمد ماهر والشيخ الذهبي وأنور السادات وفرج فودة وحاولوا قتل نجيب محفوظ. وأشار الخطاب إلى أنهم لايولون الثقافة أي اهتمام فلا ذكر لها في أي من وظائفهم، وإلى العداء للثقافة من كل فصائل الإسلام السياسي من الإخوان إلى السلفيين والجهاديين والتكفيريين.
كما كشفت نتائج التحليل عن إبراز خطاب المصري اليوم عن أن التيار السلفي لديه نية مبيتة للسيطرة على الأزهر كي تصبح رؤيته هي المرجعية المعتمدة لكل ما يتعلق بالدين الإسلامي وبأحكام الشريعة الإسلامية .
ووصف تيار الإسلام السياسي بأسره بأنه أكثر الفئات رجعية وتخلفا، وأن السلفيين العدو الأكبر لجماعة الإخوان، وأنهم ينافسون على السلطة، وأنهم خصوم الداخل الإسلامي بالنسبة للإخوان، ومرشحون لخلافة دولة المرشد، وفلول، على سند أنهم كانوا يحرمون الخروج على الحاكم وهم صنيعة جهاز أمن الدولة، وأنهم في تحالف سري مع الإخوان "فهم عاملون تحت الأرض موحدين وفوق الأرض متخبطين".
وقد أسفر التحليل عن خلو خطاب المصري اليوم موضع الدراسة من أية سمات إيجابية لذلك التيار أو لرموزه وشيوخه، فهو في كل الحالات يتسم بسمات سلبية سواء فيما يتعلق بموقفه من الثورة أو من الإخوان خلال فترة حكمهم سواء من خلال تحالفهم معا من أجل فرض السيطرة وليس من أجل نصرة الإسلام أو بصراعهم مع الإخوان من أجل المصالح الشخصية والسلطة ووصفهم بالانتهازية الواضحة .
خامسًا: الأدوار المقدمة للتيار السلفي
1- الأدوار التي قدمت للتيار السلفي في الأهرام
تشير النتائج إلى ورود العديد من الأدوار السلبية للتيار السلفي في خطاب الأهرام سواء لذلك التيار بوجه عام أو لبعض رموزه بشكل خاص، وذلك بنسبة 50% من إجمالى الخطابات موضع التحليل في الأهرام وذلك على النحو التالي:
أ- أدوار سلبية مرتبطة بعلاقة التعاون بين السلفيين والإخوان: وقد ورد هذا الدور بنسبة محدودة للغاية في خطاب الأهرام، حيث أشير إلى أن السلفيين يتغافلون عن أنهم كانوا الوجه الأخر للعملة الإخوانية، وأنهم كانوا شركاء فيما اقترفوه من مصائب وكوارث كلفتنا غاليا، وأنهم يريدون إعادة تدوير المشروع الإخواني بشكل يبدو جديدا في عيون الناظرين والمتابعين لهم.
ب- أدوار سلبية مرتبطة بالصراع مع الإخوان على السلطة: وصف خطاب الأهرام ذلك الصراع بأنه تشتم منه روائح المؤامرة والانتقام والتشفي، وأن الطرفين قوتان تتنافسان على السلطة. وأنه بعد 30/ 6 وردت بعض الأدوار السلبية لحزب النور منها تعنت الحزب وإصراره على فرض آرائه على تحالف القوى الوطنية وذلك بهدف تحقيق مكاسب سياسية عاجلة، وبدا وكأنه يلتزم بأساليب الإخوان في الابتزاز دون حساب لباقي القوى الوطنية.
ت- أدوار سلبية ترتبط بنمط تفكيرهم: ركز خطاب الأهرام على إبراز الدور السلبي للسلفيين المرتبط بجمود التفكير وانغلاقه لاسيما فيما يتعلق بالهوية المصرية ومفهوم الدولة المدنية الحديثة، وانتقد الخلط بين الديني والسياسي وإثارة النعرة والفتنة الدينية، وأنهم انتقلوا إلى التحايل عبر السعي لإلحاق لفظة أحكام بإحدى المواد الفرعية الخاصة بالمساواة بين الرجل والمرأة في الدستور بعد أن أخفقت آلية السعي الصريح لإحلالها محل لفظة مبادئ في المادة الثانية، وأشاروا إلى أن حزب النور يلمّح لتحويل المجال الفقهي إلى ساحة للتمايز والانقسام بين الفرقاء.
ث- أدوار سلبية مرتبطة بالعلاقة بالآخر: عنيت خطابات الأهرام بإبراز الموقف المتشدد للتيارات السلفية من حقوق المرأة، وسعي تلك التيارات لتعكير العلاقة التاريخية بين أبناء الشعب الواحد، مما يهدد ثوابت كثيرة في مقومات الإنسان المصري. وأشار الخطاب إلى أن التيار الديني يتهرب من بيان وتحديد موقفه من قضية الهوية الوطنية وكذلك علاقته بالأقباط. وأنهم يصرون على تمزيق لحمة الأديان السماوية. ووصفت خطب رموز التيار الديني بأنها تمثل تشجيعا على الغوغائية التي أسفرت عن استخدام السلاح وقتل المعارضين وتكفير المجتمع كما حدث مع بعض الشيعة. ورأت أن التيار السلفي ينتهج سياسة انتقائية في التعاطي مع ملف السياحة الإيرانية، ويمزج بين السياسة والمذهب، وأن هدفهم الإقصاء المذهبي وفرض الأحادية المذهبية.
ج- الأدوار الإيجابية للسلفيين في الأهرام: تشير نتائج تحليل الخطاب إلى ورود بعض الأدوار الإيجابية في خطاب الأهرام، وقد انصبت تلك الأدوار الإيجابية على حزب النور وقياداته على وجه التحديد، ولم تنسحب على كل التيار السلفي، وقد ورد ذلك عقب موقف حزب النور من 30/6 وسقوط الإخوان ووقوفه إلى جانب القوى السياسية المدنية، فتم التركيز على الأدوار الإيجابية لذلك الحزب وأنه منذ اللحظات الأولى لثورة 25 يناير اتخذ مواقف وسياسات بالاتساق مع مرجعيته وقناعاته وأنه يضع نصب عينيه الشرع الحنيف والمصلحة الوطنية دون وجود مطامع في السلطة، وأنه يلعب دور الوسيط المرتجى بين الفسطاطين في هذا البلد، قاصدا تحقيق المصالح العليا للبلاد، وأن حزب النور تبني مبادرة ذكية ورشيدة تدعو للتصالح مع جبهة الإنقاذ، وأنه كشف عن جهود الرئيس المعزول في تمكين الجماعة من الاستيلاء على مفاصل الدولة، وأن تصرفات بعض رموزه أثبتت الوجه المعتدل للحزب، وأنه رفض دعاوى التكفير والتخوين وإثارة الفتن الدينية الطائفية وتجريم الانحيازات السياسية، وأنه يبحث عن التوافق واحتواء الجميع دون إقصاء ولم تكن نظرته ضيقة أو شخصية بل هدفها الصالح العام .
2- الأدوار التي قدمت للتيار السلفي في المصري اليوم
تشير نتائج البحث إلى تزايد وكثافة شديدة في الأدوار السلبية التي أبرزتها خطابات المصري اليوم للسلفيين بوجه عام ولبعض رموزهم بشكل خاص، وذلك في 92.8% من إجمالى الخطابات موضع التحليل، وقد تباينت تلك الأدوار السلبية وفق عدة محاور كما يلي :
أ- أدوار سلبية مرتبطة بعلاقة التعاون بين السلفيين والإخوان: وظهر ذلك في الخطابات التي تبرز الدور السلبي لكلا الفصيلين، سواء إبان حكم المجلس العسكري " لقد تحالف الإخوان والسلفيون في إرهاب الجيش والضغط عليه بمساعدة واشنطن ليتسلموا السلطة .."أو التعاون بينهما ضد المعارضين" هددوا وضربوا وسحلوا المعارضين وحاصروا معا المحكمة الدستورية ومدينة الإنتاج الإعلامي "وأنه خلال فترة حكم مرسي تستلهم جماعة الإخوان تجربة داخلية العادلي باستخدام بعض السلفيين والجهاديين كميليشيات لتركيع مؤسسات الدولة ".
ب- أدوار سلبية مرتبطة بالصراع مع الإخوان على السلطة: أشارت الخطابات الصحفية إلى أن الخلاف بين السلفيين والإخوان لم يقع لأسباب تتصل بالديمقراطية والمشاركة والمصلحة الوطنية، وإنما بسبب السباق على الغنائم ورغبة كل طرف فيهم في الاستئثار بمكاسب غزوات الصناديق، أو توسيع حصته في الحكم وإنفاذ رؤيته لمستقبل البلاد. ورأت بعض الخطابات أن السلفيين يقدمون أنفسهم للخارج على أنهم البديل ربما يستغلون تراجع شعبية الإخوان، وأن معركتهم ليست من أجل نصرة الإسلام وإنما من أجل فرض السيطرة.
ت- أدوار سلبية للسلفيين ترتبط بنمط تفكيرهم: ركزت خطابات المصري اليوم على جمود فكر السلفيين وسعيهم إلى العودة بمصر إلى عصور الظلام ومناصبتهم العداء للحريات بمختلف أنواعها : حرية العقيدة وحرية التعبير وحرية الإبداع الأدبي والفني وحرية البحث العلمي، وأنهم لم يقدموا سوى التراجع الفكري وشجعوا القتل والاجتراء على حرمات الله، وأنهم يحولون الإسلام إلى شكليات ومظاهر فارغة ويجعلون منه وسيلة لتأليه الحاكم وفرعنته، هؤلاء لا يهددون هوية مصر فقط بل يهددون الإسلام ذاته، وأنهم يحاولون استعادة نظام الطغيان الديني الذي فيه السلطة تفويض إلهي كما يعتقد الإخوان والسلفيون وأمثالهم .
وأبرزت الخطابات في سبيل ذلك العديد من الأمثلة على الأدوار شديدة السلبية التي قام بها شخصيات ممن ينتمون للتيار السلفي منها؛ قتل شاب في السويس بحجة تطبيق شرع الله، رفض نوابهم الالتزام بنص اليمين الدستورية في البرلمان، ورفضهم الوقوف تحية للعلم أو السلام الجمهوري، هذا فضلا عما نشر عن جرائمهم في القري بمنع الأفراح والغناء والتحريض في مؤتمرات المعزول محمد مرسي على قتل الشيعة، وكذلك بإبراز ما نسب من أدوار سلبية لبعض نواب التيار السلفي في مجلس الشعب المنحل مثل رفع الأذان والتغيير في قَسَم العضوية وضبط أحد النواب في وضع مخل في سيارته، ومن يرفض تعيين قبطي أو امرأة في الفريق الرئاسي وغير ذلك.
كما أشار الخطاب الصحفي لبعض ما نشر حول تهديد بعض ممن ينتمي لذلك التيار من التهديد بنسف الهرم الأكبر وأبو الهول، ومن يتهمون الفنانين في أعراضهم ويرمون الصحفيين والإعلاميين بالكفر والضلال .
كما أشار الخطاب للعديد من الأدوار السلبية في التاريخ منها؛ قتل العديد من الرموز مثل المستشار الخازندار والنقراشي باشا وأحمد ماهر والشيخ الذهبي وأنور السادات وفرج فودة وحاولوا قتل نجيب محفوظ. وأشار الخطاب إلى أنهم لايولون الثقافة أي اهتمام فلا ذكر لها في أي من وظائفهم، وإلى العداء للثقافة من كل فصائل الإسلام السياسي من الإخوان إلى السلفيين والجهاديين والتكفيريين.
كما كشفت نتائج التحليل عن إبراز خطاب المصري اليوم عن أن التيار السلفي لديه نية مبيتة للسيطرة على الأزهر كي تصبح رؤيته هي المرجعية المعتمدة لكل ما يتعلق بالدين الإسلامي وبأحكام الشريعة الإسلامية .
انتقد خطاب المصري اليوم دور السلفيين في الهجوم على الشيعة، ورأى أنه يعبر عن الضعف وانعدام الثقة بالنفس، وأنهم خائفون من التشيع ويعتبرون إيران لديها خطة لكي تصبح مصر شيعية
ث- أدوار سلبية للسلفيين متعلقة بالآخر: أبرز خطاب المصري اليوم الدور السلبي للسلفيين فيما يتعلق بالعلاقة بالأقباط، وانتقد وجهات نظرهم التي تحرم تهنئة المسيحيين بالأعياد، ووصف ذلك بالسياسة الشريرة التي تستخدم الدين لتبرير الطغيان والاستحواذ على السلطة، فهي لاتطبق على المسيحيين وحدهم وإنما تطبق على كل المعارضين وتصادر كل الحريات باسم الدفاع عن الإسلام وتطبيق الشريعة.
انتقد خطاب المصري اليوم دور السلفيين في الهجوم على الشيعة، ورأى أنه يعبر عن الضعف وانعدام الثقة بالنفس، وأنهم خائفون من التشيع ويعتبرون إيران لديها خطة لكي تصبح مصر شيعية وفق نظرية المؤامرة التي عششت في أذهان كثير من الفشلة في عالمنا العربي "نحن في دولة تمتلك علماء قادرين على صناعة الكراهية في مكان مكان". ووصف الخطاب ذلك بأنه أمر محزن أن يمارس بعض السلفيين هذا السلوك الاحتجاجي بالتظاهر ضد مواطني دولة أخرى لمجرد أنهم شيعة، فهذا وصمة عار لنا جميعا. وأن هذا الخطاب الطائفي الساذج الذي يختزل تعقيدات العلاقات بين الدول في مذهبهم الديني أمر لا يمكن أن نسمعه إلا في الصومال أو داخل تنظيم القاعدة.
ج- الأدوار الإيجابية للسلفيين في المصري اليوم: تشير نتائج تحليل خطاب المصري اليوم إلى ندرة ورود الأدوار الإيجابية التي نسبتها تلك الخطابات للتيار السلفي بصفة عامة ولرموزه بصفة خاصة. وتكشف نتائج التحليل عن أن الخطابات الصحفية قدمت دورا إيجابيا للتيار السلفي خاصة لحزب النور بعد خلافه مع الإخوان وتقاربه في الرؤى السياسية مع جبهة الإنقاذ والقوى المدنية.
وأشارت إلى أن بعض القضايا مثل سيطرة الإخوان على مفاصل الدولة بدت صادمة للتيار السلفي الذي عمل بجدية وكفاءة على الأرض، وأن حزب النور قدم رسالة مفادها؛ أن الخلاف السياسي بين قوى تحمل نفس المرجعية الفكرية قد يكون تأثيره أعمق في الواقع من الخلاف الموجود بين القوى التي تحمل مرجعيات فكرية مختلفة.
وثمن بعض خطابات المصري اليوم مبادرة حزب النور لتقريب وجهات النظر بين جبهة الإنقاذ والإخوان، وأن حزب النور قدم نفسه كطرف حائز على الثقة من التيار المدني المعارض وقادر على التعامل معهم. كما أشاد الخطاب بحزب النور، وأنه قدم نفسه بطريقة ذكية في مشهد شيخ الأزهر والمشيخة عمومامما أظهرهم بمظهر المدافع عن المؤسسة الرافض للهدم والسيطرة والقادر على التوافق.
سادسًا- القوي الفاعلة في التيار السلفي
تشير النتائج إلى غلبة ورود السلفيين بوجه عام أو التيار السلفي بأسره كقوة فاعلة في الخطابات الصحفية بغض النظر عن رموز أو قوى معينة داخله، وبالتإلى انعكست السمات والأدوار السلبية التي يحتويها الخطاب على كل من ينتمي لذلك التيار، وذلك بنسبة 82.1% من إجمإلى الخطابات موضع التحليل في المصري اليوم، وبنسبة64.1%من خطاب الأهرام. كما كان أبرز الأحزاب السلفية ورودا داخل الخطابات الصحفية حزب النور وذلك نظرا لدوره خلال فترة الدراسة سواء المعارض لحكم الإخوان والمتوافق مع جبهة الإنقاذ قبل 30/6 أو دوره الداعم لما حدث بعدها والضغط الذي كان يمارسه على الحكومة الانتقالية بعد ذلك كان مثار جدل في الخطاب الصحفي، وقد ارتفعت نسبة وروده كقوة فاعلة سلبية في المصري اليوم بنسبة 7.1%من العينة وبنسبة 15.4% في الأهرام، في حين انخفضت نسبة وروده كقوة فاعلة إيجابية حيث لم تتعد 1.8% في المصري اليوم، بينما ارتفعت لتبلغ 30.8% من خطاب الأهرام، حيث جاء ذلك في معرض الإشادة به لمواقفه في 30/6 وتوافقه مع مطالب القوى المدنية واختلافه مع الإخوان.
أما فيما يتعلق بحجم ورود رموز ومشايخ التيار السلفي كقوة فاعلة في الخطابات موضع الدراسة، فقد بلغت 26.8% من خطابات المصري اليوم وجاءت سلبية، حيث خلت من أية سمات إيجابية، في حين كانت نسبة ورود هؤلاء الرموز في خطاب الأهرام 12.8% من العينة موضع التحليل وكانت كذلك سلبية. كما كان الشيخ ياسر برهامي أكثر الرموز السلفيين ورودا في الخطابات الصحفية للمصري اليوم تليه إشارات محدودة لبعض الرموز السلفية والتي عنيت الخطابات بإبراز أدوارها السلبية ومواقفها المتشددة تجاه الآخر.
سابعًا- الإستراتيجيات المستخدمة في تقديم صورة التيار السلفى:
تشابهت الخطابات الصحفية في موقعي الأهرام والمصري اليوم في توظيف عدد من الإستراتيجيات التي تسهم في رسم ملامح سلبية للتيار السلفي وللفكر الذي يحمله وللشخصيات الفاعلة داخله ومن أبرز تلك الإستراتيجيات ما يلي:
1- إستراتيجية التكثيف والتركيز: وظهر ذلك من خلال التكثيف من الهجوم على التيار الإسلامي، وعلى رموزه والتركيز على عدم صحة مقولاته وأفكاره وعلى خطورته على هوية الدولة وعلى الثقافة المصرية. والتركيز على إثارة الخوف من التيار الإسلامي وخطورة تضمينه في المشهد السياسي بعد 30/6 من إعادة لهيمنة التيارات الإسلامية.
2-إستراتيجية التحذير والحث: ظهرت في الطروحات التي تنتقد التيار السلفي، وتحث القارئ على عدم الثقة في التيار الإسلامي بصفة عامة وتحثه على توخي الدقة في الاستحقاقات الانتخابية التالية، وعلى عدم اختيار أي من رموزه نظرا لأنه مشابه تماما للإخوان.
3-إستراتيجية التشويه: استخدمت في التركيز على رسم ملامح الصورة السلبية للتيار السلفي، وأنه إما متعاون مع الإخوان للسيطرة على مفاصل الدولة وتحويلها لدولة دينية، أو في صراع معهم حول السلطة والحصول على أكبر قدر من المكاسب، ومن ثم تم إلصاق العديد من السمات السلبية له بهدف تشويه ذلك التيار وإبراز عدم صلاحيته في العمل السياسي، وبالتالي نزع الشرعية عنه.
4- إستراتيجية التفنيد: تم في إطارها تفنيد مقولات التيار السلفي وبيان عدم صحة الفكر السلفي حول الدعوة للهوية الإسلامية لمصر وموقفه من الدولة المدنية، وتفنيد عدم صحة الخلط بين الدين والسياسة، وأن الهوية الدينية للدولة يترتب عليها تثبيت التمييز بين المواطنين على أساس الدين والمذهب مما يؤدي إلى النكوص إلى ما قبل الدولة الحديثة.
*وكيل كلية الإعلام – جامعة القاهرة
ورئيس وحدة الدراسات الإعلامية بالمركز
انتقد خطاب المصري اليوم دور السلفيين في الهجوم على الشيعة، ورأى أنه يعبر عن الضعف وانعدام الثقة بالنفس، وأنهم خائفون من التشيع ويعتبرون إيران لديها خطة لكي تصبح مصر شيعية وفق نظرية المؤامرة التي عششت في أذهان كثير من الفشلة في عالمنا العربي "نحن في دولة تمتلك علماء قادرين على صناعة الكراهية في مكان مكان". ووصف الخطاب ذلك بأنه أمر محزن أن يمارس بعض السلفيين هذا السلوك الاحتجاجي بالتظاهر ضد مواطني دولة أخرى لمجرد أنهم شيعة، فهذا وصمة عار لنا جميعا. وأن هذا الخطاب الطائفي الساذج الذي يختزل تعقيدات العلاقات بين الدول في مذهبهم الديني أمر لا يمكن أن نسمعه إلا في الصومال أو داخل تنظيم القاعدة.
ج- الأدوار الإيجابية للسلفيين في المصري اليوم: تشير نتائج تحليل خطاب المصري اليوم إلى ندرة ورود الأدوار الإيجابية التي نسبتها تلك الخطابات للتيار السلفي بصفة عامة ولرموزه بصفة خاصة. وتكشف نتائج التحليل عن أن الخطابات الصحفية قدمت دورا إيجابيا للتيار السلفي خاصة لحزب النور بعد خلافه مع الإخوان وتقاربه في الرؤى السياسية مع جبهة الإنقاذ والقوى المدنية.
وأشارت إلى أن بعض القضايا مثل سيطرة الإخوان على مفاصل الدولة بدت صادمة للتيار السلفي الذي عمل بجدية وكفاءة على الأرض، وأن حزب النور قدم رسالة مفادها؛ أن الخلاف السياسي بين قوى تحمل نفس المرجعية الفكرية قد يكون تأثيره أعمق في الواقع من الخلاف الموجود بين القوى التي تحمل مرجعيات فكرية مختلفة.
وثمن بعض خطابات المصري اليوم مبادرة حزب النور لتقريب وجهات النظر بين جبهة الإنقاذ والإخوان، وأن حزب النور قدم نفسه كطرف حائز على الثقة من التيار المدني المعارض وقادر على التعامل معهم. كما أشاد الخطاب بحزب النور، وأنه قدم نفسه بطريقة ذكية في مشهد شيخ الأزهر والمشيخة عمومامما أظهرهم بمظهر المدافع عن المؤسسة الرافض للهدم والسيطرة والقادر على التوافق.
سادسًا- القوي الفاعلة في التيار السلفي
تشير النتائج إلى غلبة ورود السلفيين بوجه عام أو التيار السلفي بأسره كقوة فاعلة في الخطابات الصحفية بغض النظر عن رموز أو قوى معينة داخله، وبالتإلى انعكست السمات والأدوار السلبية التي يحتويها الخطاب على كل من ينتمي لذلك التيار، وذلك بنسبة 82.1% من إجمإلى الخطابات موضع التحليل في المصري اليوم، وبنسبة64.1%من خطاب الأهرام. كما كان أبرز الأحزاب السلفية ورودا داخل الخطابات الصحفية حزب النور وذلك نظرا لدوره خلال فترة الدراسة سواء المعارض لحكم الإخوان والمتوافق مع جبهة الإنقاذ قبل 30/6 أو دوره الداعم لما حدث بعدها والضغط الذي كان يمارسه على الحكومة الانتقالية بعد ذلك كان مثار جدل في الخطاب الصحفي، وقد ارتفعت نسبة وروده كقوة فاعلة سلبية في المصري اليوم بنسبة 7.1%من العينة وبنسبة 15.4% في الأهرام، في حين انخفضت نسبة وروده كقوة فاعلة إيجابية حيث لم تتعد 1.8% في المصري اليوم، بينما ارتفعت لتبلغ 30.8% من خطاب الأهرام، حيث جاء ذلك في معرض الإشادة به لمواقفه في 30/6 وتوافقه مع مطالب القوى المدنية واختلافه مع الإخوان.
أما فيما يتعلق بحجم ورود رموز ومشايخ التيار السلفي كقوة فاعلة في الخطابات موضع الدراسة، فقد بلغت 26.8% من خطابات المصري اليوم وجاءت سلبية، حيث خلت من أية سمات إيجابية، في حين كانت نسبة ورود هؤلاء الرموز في خطاب الأهرام 12.8% من العينة موضع التحليل وكانت كذلك سلبية. كما كان الشيخ ياسر برهامي أكثر الرموز السلفيين ورودا في الخطابات الصحفية للمصري اليوم تليه إشارات محدودة لبعض الرموز السلفية والتي عنيت الخطابات بإبراز أدوارها السلبية ومواقفها المتشددة تجاه الآخر.
سابعًا- الإستراتيجيات المستخدمة في تقديم صورة التيار السلفى:
تشابهت الخطابات الصحفية في موقعي الأهرام والمصري اليوم في توظيف عدد من الإستراتيجيات التي تسهم في رسم ملامح سلبية للتيار السلفي وللفكر الذي يحمله وللشخصيات الفاعلة داخله ومن أبرز تلك الإستراتيجيات ما يلي:
1- إستراتيجية التكثيف والتركيز: وظهر ذلك من خلال التكثيف من الهجوم على التيار الإسلامي، وعلى رموزه والتركيز على عدم صحة مقولاته وأفكاره وعلى خطورته على هوية الدولة وعلى الثقافة المصرية. والتركيز على إثارة الخوف من التيار الإسلامي وخطورة تضمينه في المشهد السياسي بعد 30/6 من إعادة لهيمنة التيارات الإسلامية.
2-إستراتيجية التحذير والحث: ظهرت في الطروحات التي تنتقد التيار السلفي، وتحث القارئ على عدم الثقة في التيار الإسلامي بصفة عامة وتحثه على توخي الدقة في الاستحقاقات الانتخابية التالية، وعلى عدم اختيار أي من رموزه نظرا لأنه مشابه تماما للإخوان.
3-إستراتيجية التشويه: استخدمت في التركيز على رسم ملامح الصورة السلبية للتيار السلفي، وأنه إما متعاون مع الإخوان للسيطرة على مفاصل الدولة وتحويلها لدولة دينية، أو في صراع معهم حول السلطة والحصول على أكبر قدر من المكاسب، ومن ثم تم إلصاق العديد من السمات السلبية له بهدف تشويه ذلك التيار وإبراز عدم صلاحيته في العمل السياسي، وبالتالي نزع الشرعية عنه.
4- إستراتيجية التفنيد: تم في إطارها تفنيد مقولات التيار السلفي وبيان عدم صحة الفكر السلفي حول الدعوة للهوية الإسلامية لمصر وموقفه من الدولة المدنية، وتفنيد عدم صحة الخلط بين الدين والسياسة، وأن الهوية الدينية للدولة يترتب عليها تثبيت التمييز بين المواطنين على أساس الدين والمذهب مما يؤدي إلى النكوص إلى ما قبل الدولة الحديثة.
*وكيل كلية الإعلام – جامعة القاهرة
ورئيس وحدة الدراسات الإعلامية بالمركز