الملفات السرية للإخوان الحلقة الثالثة اغتيال النقراشي باشا
الأحد 29/ديسمبر/2013 - 12:03 م
بقلم : عبد الرحيم علي
التنظيم رأى ان عبد المجيد خائن لاعترافه على أسماء شركائه
التنظيم سلم المتهم الثانى سلاحاً ليدافع به عن نفسه
عند محاولة القبض عليه
الاتصال بين التنظيم ومنفذ العملية كان يتم من هاتف مقهى مقابل للوزارة
المتهم قام بتفصيل بدلة الظابط قبل العملية بـ10 أيام
اثنين من مخططى العملية كانا يعملان بمطار ألماظة
ونمضي في ملاحظات النائب العام المستشار محمود منصور المحررة في الحادي عشر من يوليو عام 1949، والتي يبدأها بملاحظاته على اعترافات المتهم الأول، حيث تورد المذكرة :
أولا :اعترف المتهم الأول عبدالمجيد احمد حسن بقتل المغفور له دولة محمود فهمي النقراشي باشا وقرر انه كان عضوا في خلية سرية من جماعة الاخوان المسلمين وأنه في يوم السبت الاسبق على تاريخ حادث قتل دولة القنراشي باشا (أي يوم 18 ديسمبر سنة 1948) حضر اليه المتهم الثاني محمد مالك يوسف وهو رئيس خليته في منزله حوالي الساعة السابعة والنصف صباحا وطلب منه ان يذهب لمقابلة “,”أحمد فؤاد“,” في منزله بالعباسية فتوجه اليه وجلس معه في غرفة في فناء هذا المنزل حيث سلمه احمد فؤاد ستة جنيهات وكلفه بشراء ثلاثة امتار من قماش اسود ليصنع منه سترة كاملة لضابط بوليس كما سلمه جنيهين لشراء الازرار والنجوم والحذاء وأبلغه بأن الاختيار قد وقع عليه لقتل النقراشي باشا وكلفه بأن يقابل المتهم الثالث عاطف عطيه حلمى في محل استرا بميدان الخديوي اسماعيل وبأن يبحث عن مقهى قريب من زارة الداخلية وان يتحقق من رقم تليفونه فذهب إلى قهوة الاعلام الواقعة عند تقاطع شارعي السلطان حسين وعماد الدين وبها تليفون رقمه 49066 ومنها إلى “,”محل نجار“,” بميدان الاوبرا فاشترى منه ثلاثة امتار من قماش أسود بسعر المتر 210 قرشا (وقد وجد مثبتاً بدفتر ذلك المحل بيع هذا القماش بمقاسه وث منه في تاريخ 18 ديسمبر سنة 1948) ثم اشترى الازرار والنجوم وذهب إلى محل استرا بميدان الخديوي اسماعيل حيث تقابل مع المتهم الثالث عاطف عطيه ثم ذهبا معا إلى دكان (تبين عند الارشاد انه دكان المتهم الرابع كمال سيد سيد القزاز) وانتظر عبدالمجيد في الخارج ودخل عاطف هذا الدكان ثم خرج منه وواصل سيره مع عبدالمجيد حتى وصلا إلى دكان مجاور لدكان الترزي عبدالعزيز احمد البقلى المتهم الخامس وحضر هذا إلى الدكان المجاور حيث اخذ مقاسه كما أجرى له البروفة في دكانه في مساء اليوم نفسه ثم قابله في اليوم التالي (يوم الاحد 19 نوفمبر سنة 1948) امام سينما ايزيس حوالي الساعة الواحدة بعد الظهر وذهبا معا إلى منزل الترزي حيث أجرى له بروفة ثانية كما اشترى عبدالمجيد احمد حسن في هذا اليوم حذاء أسود اللون سلمه للمتهم الثالث عاطف عطيه حلمي وتقابل في المساء مع الضابط احمد فؤاد بناء على اتفاق سابق امام دار الحكمة في شارع قصر العيني ثم ذهبا معا إلى منزل عاطف عطيه وهناك وافاهم المتهم السادس السيد سابق محمد التهامي وقدمه اليه عاطف عطيه فتلا عليه السيد سابق بعض الايات والادعية مبررا له ارتكاب الجريمة وأوصاه بتلاوة دعاء خاص في طريقه الى ارتكاب الحادث وفي صبيحة يوم الاثنين 20 ديسمبر سنة 1948 ذهب إلى منزل في شبرا عينوه له حيث وجد الحذاء والسترة فلبسهما في حضور احمد فؤاد ثم ذهب إلى قهوة الاعلام وطلبه احمد فؤاد فيها تليفونيا باسم حسنى وذلك على سبيل التجربة وفي يوم الاحد التالي 26 ديسمبر سنة 1948 ذهب ثانية إلى ذلك المنزل بشبرا حيث سلمه احمد فؤاد المسدس ورسم له بهو وزارة الداخلية وحدد له مكان وقوفه فيه ثم لبس السترة العسكرية وذهب إلى قهوة الاعلام على سبيل التجربة مرة أخرى – وفي يوم الحادث ذهب مرة ثالثة إلى ذلك المنزل حاملا المسدس واستبدل فيه بملابسه السترة العسكرية وذهب إلى قهوة الاعلام حيث تلقى اخطارا تليفونيا باقتراب موعد وصول المجنى عليه فقصد من فوره إلى وزارة الداخلية ودخل إلى البهو بالطابق الارضي متوسلا بتلك السترة وانتظر فهي حتى قدم المجني عليه وسار في طريقه إلى المصعد فاطلق المتهم عليه من اليسار ومن الخلف رصاصتين وسقط بعد ذلك على الارض وانطلقت من المسدس رصاصة ثالثة.
المتهم يتعرف على شركائه:
وقد تعرف المتهم الأول على المتهمين الثاني والثالث والسادس وهم محمد مالك يوسف وعاطف عطيه حلمى والسيد سابق محمد التهامي عند عرضهم عليه بين آخرين وأرشد عن منازل المتهمين محمد مالك يوسف وعاطف عطيه حلمي وعبدالعزيز احمد البقلى كما أرشد عن منزل احمد فؤاد عبدالوهاب ووصفها جميعا ووصف محتوياتها من الداخل وصفاً دقيقاً تبينت من المعاينة صحته كما ارشد عن مسكن بالطابق الأول من المنزل رقم 25 شارع على يونس بشبرا وهو المنزل الذي كان يستبدل فيه بملابسه والذي تبين انه مملوك للشاهد العاشر محمد احمد دياب.
ثانيا: تبين ان أحمد فؤاد الذي قصده المتهم الأول في اقواله هو الملازم اول احمد فؤاد عبدالوهاب ضابط البوليس ببندر بنها وقد كان ملحقا ببوليس ادارة الجوازات بمطار الماظه في تاريخ الحادث ونقل بعد ذلك إلى بندر بنها ثم قبض عليه بعد اعتراف المتهم الاول عليه ولكنه تمكن من الهروب من الضابط المعين لحراسته فتعقبته قوة من رجال البوليس إلى المزارع وتبادلت معه اطلاق النار فأصيب برصاصة وتوفى على الأثر.
ثالثا: تبين عند البحث عن المتهم الثاني محمد مالك يوسف في ليلة 23 مارس سنة 1949 بعد اعتراف المتهم الأول عليه انه كان يعمل في نوبته بمطار الماظه حتى الساعة الثامنة من مساء يوم 22 مارس سنة 1949 ولكنه اختفى عقب ذلك وشاهده أحد رجال البوليس الملكي حوالي ظهر يوم 23 مارس سنة 1949 وهو يلجأ إلى منزل قريبتين له ولما حاول ضبطه ضربه بمقعد وفر هارباً وقد ضبط بعد ذلك بمدينة الاسكندرية في يوم 14 مايو سنة 1949 واستجوب في التهمة المسندة اليه فنفى في بادئ الأمر معرفته بالمتهم الأول عبدالمجيد احمد حسن ثم قرر بعد أن تعرف هذا عليه انه يعرفه حقيقة كما يعرف الضابط احمد فؤاد عبدالوهاب وان هذا الاخير كلفه قبل حادث قتل المرحوم النقراشي باشا ان يمر على عبدالمجيد في منزله وان يطلب منه الذهاب لمقابلة احمد فؤاد في منزله – وقد زعم انه لم يكن يدري الغرض من هذه المقابلة – كما ذكر ان احمد فؤاد كان قد طلب منه قبل ذلك ان يدرب عبدالمجيد على قيادة السيارات. ثم عاد وقرر في رواية أخرى انه تعرف إلى كل من المتهم الاول عبدالمجيد احمد حسن والضابط احمد فؤاد عبدالوهاب في نادي جمعية الشبان المسلمين وعرف أولهما باسم حسنى والثاني باسم فريد وانه قبل حادث قتل المرحوم النقراشي باشا بنحو عشرة أيام او اسبوعين قابله ثانيهما في قهوة البسفور وطلب منه ان يبلغ الاول عند رؤيته له في نادي الشبان المسلمين انه يريد مقابلته فأبلغه ذلك – ثم علم بحادث القتل ورأى صورة القاتل في الصحف وبعد ذلك بنحو أسبوع دعاه أحمد فؤاد عبدالوهاب لمقابلته في قهوة البسفور فلما قابله نصحه بأن ينفي صلته بالقاتل – ولما فتش منزله في مساء يوم 22 مارس سنة 1949 وعلم ان البوليس يجد في القبض عليه سلمه فؤاد احمد الصادق (الذي كان احمد فؤاد قد عرفه به) مسدساً ليدافع به عن نفسه عند محاولة القبض عليه كما عمل هو وغيره من جماعة الاخوان المسلمين على اخفائه في منازل متعددة بمدينتي القاهرة والاسكندرية وفهم منهم انهم يؤلفون جمعية سرية وانهم اعتزموا الا يسلموه الى البوليس حيا.
دور محمد مالك والد حسن مالك في القضية:
رابعا : قرر مصطفى كمال عبدالمجيد (المتهم في قضية الجناية رقم 41 سنة 1949 مصر القديمة بالقاء قنابل على سيارة سعادة رئيس مجلس النواب) في تحقيق قضية الجناية العسكرية رقم 227 سنة 1948 الوايلي انه اجتمع مع المتهم محمد مالك يوسف في احد المنازل التي كان يختفي بها ودار بينهما حديث قال فيه محمد مالك ان عبدالمجيد احمد حسن قد خانه وخان الاخوان بالافصاح اسماء شركائه في الجريمة عن وقد اعترف محمد مالك بحصول هذا الحديث وقرر انه قصد بالخيانة التي اسندها لعبدالمجيد انه اتهمه كذبا بالاشتراك في حادث القتل.
خامسا: نفى المتهم الثالث عاطف عطيه حلمى بادئ الأمر صلته بالمتهم الأول عبدالمجيد احمد حسن ولكنه عدل عن ذلك بعد ان تعرف عليه هذا المتهم في عملية العرض وقرر أنه يعرفه من قبل اذ كان من شهود مشادة وقعت بينه وبين آخر وهو يستمع إلى محاضرة في دار المركز العام للاخوان المسلمين في سنة 1945 وانه قابله مصادفة قبل الحادث بنحو اسبوعين في ميدان الخديوي اسماعيل على مقربة من محل استرا ثم رافقه إلى منزله ودار بينهما حديث طويل فهم منه ان الاخوان المسلمين اعتزموا قتل النقراشي باشا فلم يوافقه على ذلك.
سادسا :اعترف الدكتور السيد بهجت الجيار – في تحقيق خاص بمعاونة المتهم الثاني محمد مالك يوسف على الفرار – بأنه هرب هذا المتهم في سيارة من القاهرة إلى الاسكندرية وقرر ان المتهم الثالث عاطف عطيه حلمى كان قد اقترح عليه في شهر مايو سنة 1947 تكوين خلية طبية لمعالجة الاخوان المسلمين مما قد يصابون به بسبب تدريبهم على استعمال الاسلحة وأنه قابله اخيرا من نحو شهرين ونصح له بأن يتخذ لنفسه اسما مستعارا لان دعوة الاخوان قد تناهض بالقوة فيتطلب الامر الرد على هذه القوة بمثلها – وزعم الدكتور الجيار بعد ذلك أنه لا يذكر أن كان من حدثه في هذه الشئون هو عاطف عطيه أو احد غيره.
سابعا :قرر المتهم الخامس عبدالعزيز احمد البقلى ان المتهم الرابع كمال سيد سيد القزاز حضر له في دكانه وأخبره بأن شخصين سيحضران اليه ليصنع لاحدهما سترة عسكرية وبعد يومين حضر له المتهم الأول عبدالمجيد احمد حسن في سيارة مع شخصين ودخل المتهم الأول مع احدهما إلى دكانه فاخذ مقاسه ثم اجرى له بروفة في دكانه في اليوم التالي ولما اتم صنع السترة سلمها الى زميل ذلك المتهم – وقد تعرف على المتهم الثالث عاطف عطيه حلمى عند عرضه عليه بين آخرين وقرر انه يشتبه في ان يكون هو زميل المتهم الأول الذي حضر معه إلى دكانه.
ونوقش المتهم الخامس فيما قرره عامله مصطفى عبدالمنعم المنوفى الشاهد التاسع من انه اخذ الجاكته وخرج بها من الدكان وعاد بها بعد اجراء البروفة فقرر انه خرج بالجاكته حقيقة بعد ظهر ذلك اليوم وعاد بها بعد نحو نصف ساعة وزعم انه كان قد اخذها لرفوها ولكنه عدل عن ذلك وعاد بها إلى الدكان.
والى اللقاء في العدد القادم لنقرا ماذا قالوا شهود الإثبات في القضية المفصلية في تاريخ الإخوان.
التنظيم سلم المتهم الثانى سلاحاً ليدافع به عن نفسه
عند محاولة القبض عليه
الاتصال بين التنظيم ومنفذ العملية كان يتم من هاتف مقهى مقابل للوزارة
المتهم قام بتفصيل بدلة الظابط قبل العملية بـ10 أيام
اثنين من مخططى العملية كانا يعملان بمطار ألماظة
ونمضي في ملاحظات النائب العام المستشار محمود منصور المحررة في الحادي عشر من يوليو عام 1949، والتي يبدأها بملاحظاته على اعترافات المتهم الأول، حيث تورد المذكرة :
أولا :اعترف المتهم الأول عبدالمجيد احمد حسن بقتل المغفور له دولة محمود فهمي النقراشي باشا وقرر انه كان عضوا في خلية سرية من جماعة الاخوان المسلمين وأنه في يوم السبت الاسبق على تاريخ حادث قتل دولة القنراشي باشا (أي يوم 18 ديسمبر سنة 1948) حضر اليه المتهم الثاني محمد مالك يوسف وهو رئيس خليته في منزله حوالي الساعة السابعة والنصف صباحا وطلب منه ان يذهب لمقابلة “,”أحمد فؤاد“,” في منزله بالعباسية فتوجه اليه وجلس معه في غرفة في فناء هذا المنزل حيث سلمه احمد فؤاد ستة جنيهات وكلفه بشراء ثلاثة امتار من قماش اسود ليصنع منه سترة كاملة لضابط بوليس كما سلمه جنيهين لشراء الازرار والنجوم والحذاء وأبلغه بأن الاختيار قد وقع عليه لقتل النقراشي باشا وكلفه بأن يقابل المتهم الثالث عاطف عطيه حلمى في محل استرا بميدان الخديوي اسماعيل وبأن يبحث عن مقهى قريب من زارة الداخلية وان يتحقق من رقم تليفونه فذهب إلى قهوة الاعلام الواقعة عند تقاطع شارعي السلطان حسين وعماد الدين وبها تليفون رقمه 49066 ومنها إلى “,”محل نجار“,” بميدان الاوبرا فاشترى منه ثلاثة امتار من قماش أسود بسعر المتر 210 قرشا (وقد وجد مثبتاً بدفتر ذلك المحل بيع هذا القماش بمقاسه وث منه في تاريخ 18 ديسمبر سنة 1948) ثم اشترى الازرار والنجوم وذهب إلى محل استرا بميدان الخديوي اسماعيل حيث تقابل مع المتهم الثالث عاطف عطيه ثم ذهبا معا إلى دكان (تبين عند الارشاد انه دكان المتهم الرابع كمال سيد سيد القزاز) وانتظر عبدالمجيد في الخارج ودخل عاطف هذا الدكان ثم خرج منه وواصل سيره مع عبدالمجيد حتى وصلا إلى دكان مجاور لدكان الترزي عبدالعزيز احمد البقلى المتهم الخامس وحضر هذا إلى الدكان المجاور حيث اخذ مقاسه كما أجرى له البروفة في دكانه في مساء اليوم نفسه ثم قابله في اليوم التالي (يوم الاحد 19 نوفمبر سنة 1948) امام سينما ايزيس حوالي الساعة الواحدة بعد الظهر وذهبا معا إلى منزل الترزي حيث أجرى له بروفة ثانية كما اشترى عبدالمجيد احمد حسن في هذا اليوم حذاء أسود اللون سلمه للمتهم الثالث عاطف عطيه حلمي وتقابل في المساء مع الضابط احمد فؤاد بناء على اتفاق سابق امام دار الحكمة في شارع قصر العيني ثم ذهبا معا إلى منزل عاطف عطيه وهناك وافاهم المتهم السادس السيد سابق محمد التهامي وقدمه اليه عاطف عطيه فتلا عليه السيد سابق بعض الايات والادعية مبررا له ارتكاب الجريمة وأوصاه بتلاوة دعاء خاص في طريقه الى ارتكاب الحادث وفي صبيحة يوم الاثنين 20 ديسمبر سنة 1948 ذهب إلى منزل في شبرا عينوه له حيث وجد الحذاء والسترة فلبسهما في حضور احمد فؤاد ثم ذهب إلى قهوة الاعلام وطلبه احمد فؤاد فيها تليفونيا باسم حسنى وذلك على سبيل التجربة وفي يوم الاحد التالي 26 ديسمبر سنة 1948 ذهب ثانية إلى ذلك المنزل بشبرا حيث سلمه احمد فؤاد المسدس ورسم له بهو وزارة الداخلية وحدد له مكان وقوفه فيه ثم لبس السترة العسكرية وذهب إلى قهوة الاعلام على سبيل التجربة مرة أخرى – وفي يوم الحادث ذهب مرة ثالثة إلى ذلك المنزل حاملا المسدس واستبدل فيه بملابسه السترة العسكرية وذهب إلى قهوة الاعلام حيث تلقى اخطارا تليفونيا باقتراب موعد وصول المجنى عليه فقصد من فوره إلى وزارة الداخلية ودخل إلى البهو بالطابق الارضي متوسلا بتلك السترة وانتظر فهي حتى قدم المجني عليه وسار في طريقه إلى المصعد فاطلق المتهم عليه من اليسار ومن الخلف رصاصتين وسقط بعد ذلك على الارض وانطلقت من المسدس رصاصة ثالثة.
المتهم يتعرف على شركائه:
وقد تعرف المتهم الأول على المتهمين الثاني والثالث والسادس وهم محمد مالك يوسف وعاطف عطيه حلمى والسيد سابق محمد التهامي عند عرضهم عليه بين آخرين وأرشد عن منازل المتهمين محمد مالك يوسف وعاطف عطيه حلمي وعبدالعزيز احمد البقلى كما أرشد عن منزل احمد فؤاد عبدالوهاب ووصفها جميعا ووصف محتوياتها من الداخل وصفاً دقيقاً تبينت من المعاينة صحته كما ارشد عن مسكن بالطابق الأول من المنزل رقم 25 شارع على يونس بشبرا وهو المنزل الذي كان يستبدل فيه بملابسه والذي تبين انه مملوك للشاهد العاشر محمد احمد دياب.
ثانيا: تبين ان أحمد فؤاد الذي قصده المتهم الأول في اقواله هو الملازم اول احمد فؤاد عبدالوهاب ضابط البوليس ببندر بنها وقد كان ملحقا ببوليس ادارة الجوازات بمطار الماظه في تاريخ الحادث ونقل بعد ذلك إلى بندر بنها ثم قبض عليه بعد اعتراف المتهم الاول عليه ولكنه تمكن من الهروب من الضابط المعين لحراسته فتعقبته قوة من رجال البوليس إلى المزارع وتبادلت معه اطلاق النار فأصيب برصاصة وتوفى على الأثر.
ثالثا: تبين عند البحث عن المتهم الثاني محمد مالك يوسف في ليلة 23 مارس سنة 1949 بعد اعتراف المتهم الأول عليه انه كان يعمل في نوبته بمطار الماظه حتى الساعة الثامنة من مساء يوم 22 مارس سنة 1949 ولكنه اختفى عقب ذلك وشاهده أحد رجال البوليس الملكي حوالي ظهر يوم 23 مارس سنة 1949 وهو يلجأ إلى منزل قريبتين له ولما حاول ضبطه ضربه بمقعد وفر هارباً وقد ضبط بعد ذلك بمدينة الاسكندرية في يوم 14 مايو سنة 1949 واستجوب في التهمة المسندة اليه فنفى في بادئ الأمر معرفته بالمتهم الأول عبدالمجيد احمد حسن ثم قرر بعد أن تعرف هذا عليه انه يعرفه حقيقة كما يعرف الضابط احمد فؤاد عبدالوهاب وان هذا الاخير كلفه قبل حادث قتل المرحوم النقراشي باشا ان يمر على عبدالمجيد في منزله وان يطلب منه الذهاب لمقابلة احمد فؤاد في منزله – وقد زعم انه لم يكن يدري الغرض من هذه المقابلة – كما ذكر ان احمد فؤاد كان قد طلب منه قبل ذلك ان يدرب عبدالمجيد على قيادة السيارات. ثم عاد وقرر في رواية أخرى انه تعرف إلى كل من المتهم الاول عبدالمجيد احمد حسن والضابط احمد فؤاد عبدالوهاب في نادي جمعية الشبان المسلمين وعرف أولهما باسم حسنى والثاني باسم فريد وانه قبل حادث قتل المرحوم النقراشي باشا بنحو عشرة أيام او اسبوعين قابله ثانيهما في قهوة البسفور وطلب منه ان يبلغ الاول عند رؤيته له في نادي الشبان المسلمين انه يريد مقابلته فأبلغه ذلك – ثم علم بحادث القتل ورأى صورة القاتل في الصحف وبعد ذلك بنحو أسبوع دعاه أحمد فؤاد عبدالوهاب لمقابلته في قهوة البسفور فلما قابله نصحه بأن ينفي صلته بالقاتل – ولما فتش منزله في مساء يوم 22 مارس سنة 1949 وعلم ان البوليس يجد في القبض عليه سلمه فؤاد احمد الصادق (الذي كان احمد فؤاد قد عرفه به) مسدساً ليدافع به عن نفسه عند محاولة القبض عليه كما عمل هو وغيره من جماعة الاخوان المسلمين على اخفائه في منازل متعددة بمدينتي القاهرة والاسكندرية وفهم منهم انهم يؤلفون جمعية سرية وانهم اعتزموا الا يسلموه الى البوليس حيا.
دور محمد مالك والد حسن مالك في القضية:
رابعا : قرر مصطفى كمال عبدالمجيد (المتهم في قضية الجناية رقم 41 سنة 1949 مصر القديمة بالقاء قنابل على سيارة سعادة رئيس مجلس النواب) في تحقيق قضية الجناية العسكرية رقم 227 سنة 1948 الوايلي انه اجتمع مع المتهم محمد مالك يوسف في احد المنازل التي كان يختفي بها ودار بينهما حديث قال فيه محمد مالك ان عبدالمجيد احمد حسن قد خانه وخان الاخوان بالافصاح اسماء شركائه في الجريمة عن وقد اعترف محمد مالك بحصول هذا الحديث وقرر انه قصد بالخيانة التي اسندها لعبدالمجيد انه اتهمه كذبا بالاشتراك في حادث القتل.
خامسا: نفى المتهم الثالث عاطف عطيه حلمى بادئ الأمر صلته بالمتهم الأول عبدالمجيد احمد حسن ولكنه عدل عن ذلك بعد ان تعرف عليه هذا المتهم في عملية العرض وقرر أنه يعرفه من قبل اذ كان من شهود مشادة وقعت بينه وبين آخر وهو يستمع إلى محاضرة في دار المركز العام للاخوان المسلمين في سنة 1945 وانه قابله مصادفة قبل الحادث بنحو اسبوعين في ميدان الخديوي اسماعيل على مقربة من محل استرا ثم رافقه إلى منزله ودار بينهما حديث طويل فهم منه ان الاخوان المسلمين اعتزموا قتل النقراشي باشا فلم يوافقه على ذلك.
سادسا :اعترف الدكتور السيد بهجت الجيار – في تحقيق خاص بمعاونة المتهم الثاني محمد مالك يوسف على الفرار – بأنه هرب هذا المتهم في سيارة من القاهرة إلى الاسكندرية وقرر ان المتهم الثالث عاطف عطيه حلمى كان قد اقترح عليه في شهر مايو سنة 1947 تكوين خلية طبية لمعالجة الاخوان المسلمين مما قد يصابون به بسبب تدريبهم على استعمال الاسلحة وأنه قابله اخيرا من نحو شهرين ونصح له بأن يتخذ لنفسه اسما مستعارا لان دعوة الاخوان قد تناهض بالقوة فيتطلب الامر الرد على هذه القوة بمثلها – وزعم الدكتور الجيار بعد ذلك أنه لا يذكر أن كان من حدثه في هذه الشئون هو عاطف عطيه أو احد غيره.
سابعا :قرر المتهم الخامس عبدالعزيز احمد البقلى ان المتهم الرابع كمال سيد سيد القزاز حضر له في دكانه وأخبره بأن شخصين سيحضران اليه ليصنع لاحدهما سترة عسكرية وبعد يومين حضر له المتهم الأول عبدالمجيد احمد حسن في سيارة مع شخصين ودخل المتهم الأول مع احدهما إلى دكانه فاخذ مقاسه ثم اجرى له بروفة في دكانه في اليوم التالي ولما اتم صنع السترة سلمها الى زميل ذلك المتهم – وقد تعرف على المتهم الثالث عاطف عطيه حلمى عند عرضه عليه بين آخرين وقرر انه يشتبه في ان يكون هو زميل المتهم الأول الذي حضر معه إلى دكانه.
ونوقش المتهم الخامس فيما قرره عامله مصطفى عبدالمنعم المنوفى الشاهد التاسع من انه اخذ الجاكته وخرج بها من الدكان وعاد بها بعد اجراء البروفة فقرر انه خرج بالجاكته حقيقة بعد ظهر ذلك اليوم وعاد بها بعد نحو نصف ساعة وزعم انه كان قد اخذها لرفوها ولكنه عدل عن ذلك وعاد بها إلى الدكان.
والى اللقاء في العدد القادم لنقرا ماذا قالوا شهود الإثبات في القضية المفصلية في تاريخ الإخوان.