المركز العربي
للبحوث والدراسات
رئيس مجلس الادارة
عبد الرحيم علي

المدير التنفيذي 
هاني سليمان
ads
مصطفى صلاح
مصطفى صلاح

المخرجات وترتيب الأولويات: القمة العالمية لمستقبل الحكومات والدول

الأحد 19/فبراير/2023 - 11:34 ص
المركز العربي للبحوث والدراسات

انطلقت أعمال القمة العالمية للحكومات في دبي، تحت شعار "استشراف حكومات المستقبل"، وشهد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، والرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، ونائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، أعمال اليوم الأول من القمة، تجمع 20 رئيس دولة وحكومة، وأكثر من 250 وزيرا و10 آلاف من المسؤولين الحكوميين وقادة الفكر والخبراء العالميين. وأضاف المكتب أن القمة تمثل أكبر تجمع من نوعه عالميا بمشاركة 150 دولة، وتستمر أعمالها حتى 15 فبراير.

وتناقش أبرز التحديات العالمية الحالية والمستقبلية، وسبل الارتقاء بالأداء الحكومي، وتعزيز قدرة الحكومات على استباق التغيرات المتسارعة والاستعداد لها، مع التركيز على تسخير التكنولوجيا والابتكار لمواجهة التحديات التي تواجه البشرية. كما تركز على آفاق التطورات المستقبلية في مختلف القطاعات الطبية والمجتمعية، وكيفية استثمارها وتوجيهها بما يصب في صالح المجتمعات، ويضمن بناء مستقبل مستدام للأجيال القادمة.

موضوعات متعددة

تستشرف القمة مجموعة واسعة من الفرص والتوجهات والتحديات المستقبلية، وتسعى إلى وضع الحلول المبتكرة لها، عبر خطط استراتيجية تسهم في توجيه السياسات وتحديد الأولويات بالشكل الأمثل.

وتستعرض القمة، من خلال أكثر من 220 جلسة رئيسية وتفاعلية وحوارية يتحدث فيها 300 شخصية عالمية من الرؤساء والوزراء والخبراء والمفكرين وصناع المستقبل، أبرز التحديات العالمية الحالية والمستقبلية.

كما تناقش أفضل السبل لتطوير الأداء الحكومي والمؤسسي، استنادًا إلى أحدث التطورات والاتجاهات المستقبلية، بهدف مساعدة البشرية على التغلب على تحديات الواقع ومشكلاته والعبور إلى مستقبل أفضل وأكثر تطورًا ورخاء وأمنا في مختلف القطاعات.

تشهد القمة العالمية للحكومات 2023 تنظيم أكثر من 22 منتدى عالميًا، تبحث أبرز التوجهات المستقبلية في القطاعات الأكثر ارتباطًا بحياة الإنسان.

تمثلت الرؤى العامة للقمة في أن اقتصادات العالم ستتغير والمنظومة الاقتصادية للدول لن تعتمد على مورد واحد، وتتمثل في تشكيلها تصورًا جديدًا لمدن المستقبل، المدن الإنسانية التي تعزز التواصل بين السكان، وتمكّنهم من الموازنة بين عملهم وحياتهم، وأنه لا حدود لطموح البشر وتمكين الانسان

اتجاهات التغيير

تناول محور مستقبل المجتمعات والرعاية الصحية أثر العولمة على المجتمعات الافتراضية وأهمية معالجة القضايا المتعلقة بأخلاقيات العمل والسلوك ومعالجة حالة أنظمة الصحة العالمية بما يتضمن الصحة العقلية وتحليل التطورات المستقبلية.

وناقش محور حوكمة المرونة الاقتصادية والتواصل عمليات دعم وتطبيق الأطر والهياكل الاقتصادية والسياسات التي تساهم في تعزيز الانتعاش الاقتصادي وتمكين الحكومات في تحقيق المرونة الاقتصادية والازدهار والشفافية عن طريق الحد من آثار الأزمات من صنع الإنسان.

وركز محور التعليم والوظائف كأولويات الحكومة على إعطاء الأولوية للتعلم والعمل كأمر أساسي في تحقيق التغييرات للأجيال المقبلة وتطويرها، وأهمية تكيف الحكومات مع الظروف والتغيرات السريعة في القوى العاملة والقطاعات التعليمية لدعم الفكر الجديد ونماذج العمل والتنمية الوطنية وتطوير المهارات.

أما محور تسريع التنمية والحوكمة فركز على تمكين الحكومات من وضع النماذج الحكومية والسياسات والتكنولوجيا المبتكرة من خلال الارتقاء بالخدمات الحكومية والابتكار. وناقش محور استكشاف آفاق جديدة أهمية استكشاف آفاق جديدة للعلم من خلال العلوم والتكنولوجيا لحل أبرز التحديات واغتنام فرص العقد المقبل.

وسلط محور تصميم واستدامة المدن العالمية الضوء على أهمية تسريع عملية الاستدامة وتوفير الموارد لعالمنا نحو التحضر السريع، حيث يمكن للحكومات أن تنشأ مدناً مستدامة من خلال علم النفس الحضري والبنية التحتية الذكية وأنظمة النقل المستدامة وإنتاج واستهلاك الطاقة المستدامة إلى جانب مشاركة المواطنين والحكومات.

وفيما يتعلق بالمنتديات والحوارات العالمية التي تستضيفها الدورة الحالية من القمة العالمية للحكومات، فإنها بحثت على مدار ثلاثة أيام أهم التوجهات العالمية في عدد من القطاعات الحيوية التي تسهم في تعزيز الخطط لبدء عقد حكومي جديد، ووضع سياسات واستراتيجيات وخطط مستقبلية تعزز جاهزية الحكومات ومرونتها للمرحلة التالية من التطور، ويتم تنظيم هذه المنتديات بالشراكة مع عدد من المنظمات الدولية، والمؤسسات التكنولوجية العالمية، والشركات الرائدة، إضافة إلى المؤسسات المجتمعية التي تعنى بابتكار الحلول الجديدة للتحديات التي تواجه المجتمعات الإنسانية، والإجابة عن أسئلة الغد، اليوم.

تعزيز الفرص

دارت الجلسات ضمن 6 محاور رئيسية تشمل تأثير الفرص المستقبلية في أكثر من 40 قطاعًا حيويًا بما في ذلك قطاعات الزراعة والغذاء، والمواد المتقدمة والتقنية الحيوية، والفضاء والطيران، وصناعة المواد الكيميائية والبتروكيماويات، وتقنية المعلومات والاتصالات، والسلع الاستهلاكية والخدمات والبيع بالتجزئة، وأمن المعلومات والأمن السيبراني، وعلم البيانات والذكاء الاصطناعي وتعلّم الآلة، والتعليم، والنفط والغاز والطاقة المتجددة، والخدمات المالية والاستثمار، والصحة، والبنية التحتية والبناء، والتأمين، والخدمات اللوجستية والشحن والنقل، والتصنيع والتعدين، والإعلام والترفيه، والعقارات، والسفر والسياحة، والمرافق العامة والخدمات الحكومية والخدمات المهنية. بالإضافة إلى مستقبل المجتمعات والرعاية الصحية، وحوكمة المرونة الاقتصادية والتواصل، والتعليم والوظائف كأولويات الحكومات، وتسريع التنمية والحوكمة، واستكشاف آفاق جديدة، وتصميم واستدامة المدن العالمية لتوفير 50 فرصة عالمية خلال عام 2023 بهدف تسليط الضوء على أبرز الفرص بمختلف القطاعات الحيوية، واستعراض سبل التغلب على التحديات الجديدة التي يشهدها العالم عبر توظيف أدوات وتطبيقات التكنولوجيا الحديثة في تحقيق قفزات نوعية على المستويات العلمية والاقتصادية والحكومية والاجتماعية والتي سترسم ملامح التحولات الحالية والمستقبلية وانعكاساتها على جودة حياة الأفراد ومسيرة التنمية خلال الفترة المقبلة.

ففي مجال التكامل البشري والتكنولوجي تم التركيز على الفرص الواعدة في مجال التكامل البشري والتكنولوجي مثل قدرة تقنيات الذكاء الاصطناعي على الابتكار وتوليد الأفكار التجارية الجديدة، وكيفية تأقلم البشرية مع الإمكانات الهائلة للذكاء الآلي المتقدم، ومستقبل الاقتصاد التعاوني، ودور المعارف والخبرات البشرية في تحسين الأعمال وخدمة المجتمعات.

وفيما يتعلق بحماية الطبيعة وتعزيز الاستدامة استعرضت القمة العديد من الفرص العالمية المستقبلية في مجال الطبيعة والاستدامة، مثل التوقف التدريجي عن الاستخدام المفرط للأراضي لاستعادة التنوع البيولوجي. كما تضمنت القمة مجموعة من الفرص الواعدة لتمكين المجتمعات عير توظيف تطبيقات التكنولوجيا الحديثة، وإمكانية تطوير نظام تصويت عالمي يتيح للجميع التصويت على القضايا العالمية، وإتاحة الخدمة الاجتماعية مدفوعة الأجر للأفراد، وإمكانية تطوير السياسات الاجتماعية وتعديلها وفق احتياجات المجتمع بشكلٍ لحظي، والجمع بين الذكاء البشري والذكاء الآلي لخلق مجتمعات أكثر تنوعاً وتناغماً، وإقرار اتفاقية دولية لحماية حقوق الإنسان في العالم الرقمي، واستخدام تقنيات التشفير المتقدمة لحماية الهوية الرقمية للأفراد، وتصميم مؤشر لقياس جودة الحياة في الواقع الرقمي، وتحويل البيانات الحساسة إلى رموز مشفرة، وإحداث تغيير جذري في مجال التعليم الثانوي التقليدي عبر الاستغناء عن الترتيب التقليدي للصفوف الدراسية.

وفي قطاع الصحة يشير التقرير إلى دور العلاجات الجينية وطرق التغذية المتقدمة في تعزيز جهاز الحماية الطبيعي، وإمكانية تجديد الأنسجة الحيوية للإنسان مدى الحياة، والاستفادة من التقدم الهائل في علم الوراثة والهندسة الحيوية في تطوير علاجات متقدمة للأمراض، وإمكانية توفير أفضل وسائل الوقاية والتشخيص والتحاليل والتصوير بالأشعة والعلاجات بشكل سريع ومخصص وربما عن بُعد، وتقليل الضوضاء في المدن والأحياء السكنية بالاعتماد على المواد المبتكرة، ودور التقدّم في علم الأعصاب بتطوير طرق لعلاج الصدمات النفسية.

في الختام: تمثل القمة العالمية للحكومات أحد أهم المنتديات التي تركز على التحولات الكبيرة التي ستكون عليها المنطقة في المرحلة القادمة والتي تضع في القلب منها الإنسان والحفاظ عليه ودعم مسارات التنمية المستدامة في مختلف المجالات من خلال تشكيل واستشراف حكومات المستقبل وبناء مستقبلٍ أفضل للبشرية، وتأسيس منظومة جديد ة للشراكات الدولية القائمة على إلهام واستشراف حكومات المستقبل.

إرسل لصديق

ما توقعك لمستقبل الاتفاق النووي الإيراني؟

ما توقعك لمستقبل الاتفاق النووي الإيراني؟