المركز العربي
للبحوث والدراسات
رئيس مجلس الادارة
عبد الرحيم علي

المدير التنفيذي 
هاني سليمان
ads
مرﭬت زكريا
مرﭬت زكريا

ضغوط متتالية...المواقف الدولية من الاحتجاجات الإيرانية

الأحد 02/أكتوبر/2022 - 09:30 ص
المركز العربي للبحوث والدراسات

إندلعت احتجاجات كبيرة في إيران في 16 سبتمبر 2022 على خلفية وفاة فتاة إيرانية تبلغ 22 عاما تدعي "مهسا أميني" على يد شرطة الأخلاق الإيرانية، ووقالت الشرطة إن "الفتاة انهارت في مركز الاحتجاز بعد أن أصيبت بفشل في القلب"، لكن عائلتها قالت إنها "تعرضت للضرب من قبل ضباط الأمن، وقد فارقت الحياة في المستشفى بعد أن قضت ثلاثة ايام في غيبوبة".

ووقعت الاحتجاجات الأولى بعد جنازة مهسا في ساقيز في السابع عشر من سبتمبر، حيث شوهدت النساء يلوحن بأغطية رؤوسهن في الهواء. وكانت مهسا أميني البالغة من العمر 22 عاما وهي من سكان مدينة ساقيز شمال غربي إيران، في زيارة للعاصمة طهران في 13 سبتمبر حين اتهمتها "شرطة الأخلاق" بانتهاك القانون الذي يفرض عليها تغطية شعرها بحجاب.

أولاً- تضامن دولي في مواجهة إيران

أدانت باريس في 26 سبتمبر 2022 بأشد العبارات "القمع العنيف الذي يمارسه الجهاز الأمني الإيراني ضدّ المتظاهرين"، في الاحتجاجات المستمرة في إيران منذ وفاة الشابة مهسا أميني في مخفر لـ"شرطة الأخلاق". وقالت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان إن "هذا القمع الوحشي أدّى إلى مقتل عشرات المتظاهرين والمتظاهرات في الأيام الأخيرة"، وأشارت إلى أنّ فرنسا تبحث مع شركائها الأوروبيين في "الخيارات المتاحة للردّ على تلك الانتهاكات الجديدة لحقوق النساء ولحقوق الإنسان في إيران".

وشدد البيان على أن "فرنسا تدين كلّ أعمال العنف، التوقيفات والاعتقالات العشوائية (...) والانتهاكات الصارخة لحقوق النساء ولحرية التعبير عبر تعطيل مواقع إخبارية وشبكات تواصل اجتماعي" وكذلك أيضاً توقيف "صحافيين خلال أدائهم وظيفتهم". ودعت الخارجية الفرنسية "إيران إلى وضع حد للقمع الوحشي وإلى احترام تعهّداتها الدولية على صعيد حقوق الإنسان بشكل كامل".

وفي السياق ذاته، رأي الإتحاد الأوروبي أن الاستخدام "غير المتكافئ والمعمم" للقوة في حق المتظاهرين في إيران "مرفوض وغير مبرر" على خلفية احتجاجات متواصلة منذ تسعة أيام على وفاة شابة كانت موقوفة لدى شرطة الأخلاق، سقط فيها 41 قتيلاً.

 

وفي تصريح باسم الاتحاد الأوروبي ندد مسؤول العلاقات الخارجية جوزيب بوريل كذلك بقرار السلطات الإيرانية تقييد الوصول إلى الإنترنت بشكل صارم وتعطيل منصات الرسائل السريعة» ما يشكل انتهاكاً فاضحاً لحرية التعبير. وأضاف: "سيواصل الاتحاد الأوروبي درس كل الخيارات المتاحة قبل الاجتماع المقبل لوزراء الخارجية إزاء وفاة مهسا أميني والطريقة التي ترد فيها القوى الأمنية الإيرانية على التظاهرات التي تلت". ولم يعطِ بوريل أي تفاصيل إضافية.

ثانيًا- الإتجاه لفرض عقوبات 

لوحت المانيا بإمكانية فرض عقوبات على إيران على خلفية احتجاجات مهسا أميني، وفي هذا السياق،  استدعت الحكومة الألمانية سفير إيران في برلين بعد ظهر الاثنين (26 سبتمبر/ أيلول 2022)، لإجراء "مباحثات" بشأن قمع الاحتجاجات على مقتل الشابة  ماهسا أميني (22 عاماً) أثناء توقيفها لدى الشرطة. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية كريستيان فاغنر في مؤتمر صحافي دوري "استدعينا السفير الإيراني، وستجرى المباحثات بعد ظهر اليوم" الاثنين. وأضاف "ندرس بشكل رسمي كل الخيارات" ردّاً على القمع.

كما أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية في 25 سبتمبر 2022 استدعاء السفير البريطاني لدى طهران. أكدت الوزارة استدعاءها السفير لتسليمه شكوى من "استضافة وسائل الإعلام المعارضة في لندن. وأشارت وكالة أنباء إرنا الرسمية إلى أن المدير العام لشؤون غرب أوروبا بوزارة الخارجية الإيرانية "أبلغ السفير النرويجي في هذا اللقاء، احتجاجًا شديد اللهجة على خلفية التصريحات المتحيزة والعارية عن الصحة لرئيس البرلمان النرويجي حول الاضطرابات الأخيرة.

ثالثًا- موقف  السلطات الإيرانية من تفاقم الاحتجاجات 

دعا رئيس السلطة القضائية في إيران إلى "عدم التساهل" مع المتظاهرين بعد 9 أيام من الاحتجاجات في أنحاء البلاد على وفاة شابة أثناء توقيفها لدى شرطة الأخلاق، وقالت الخارجية الإيرانية إن "المحاولات الأمريكية لانتهاك سيادتنا على خلفية الاحتجاجات لن تمر من دون رد". وتشهد مختلف أنحاء إيران مظاهرات عقب وفاة الشابة الكردية مهسا أميني (22 عاما) بعدما اعتقلتها شرطة الأخلاق بسبب ارتدائها "ملابس غير لائقة".

ودعا الحرس الثوري الإيراني السلطات للتعامل "بحسم" مع الاحتجاجات المستمرة على وفاة فتاة أثناء اعتقالها في مركز للشرطة بطهران، وفي حين ينتظر أن تخرج غدا مظاهرات مؤيدة للحكومة، أفادت مصادر إيرانية بأن حصيلة الضحايا تجاوزت 30 قتيلا.

 

ففي بيان أصدره، وعبّر فيه عن تعاطفه مع أسرة الفتاة مهسا أميني (22 عاما) التي توفيت إثر اعتقالها من قبل شرطة الأخلاق بحجة "ارتدائها لباسا غير محتشم"، وصف الحرس الثوري الأحداث التي تشهدها إيران بالمؤامرة العبثية، وقال إنها محكومة بالفشل. وطالب الحرس الثوري السلطة القضائية بالكشف عن مروجي الشائعات والأكاذيب، وكل من يعرض المجتمع للخطر.  كما أشار إلى أن هناك من يستغل كل حدث في إيران لتحقيق أهدافه ضدها، وأن ما يحدث ما هو إلا انتقام من صمود الشعب الإيراني.

وقامت الشرطة الإيرانية لأول مرة بنشر الوحدة النسائية (فراجا) بشكل كامل لمواجهة الاحتجاجات المنتشرة في جميع أنحاء البلاد جراء وفاة الشابة مهسا أميني خلال احتجازها لدى "شرطة الأخلاق"، وقالت قائدة الوحدة النسائية، لوكالة "مهر للأنباء": "شاهدنا، لأول مرة، نساء وسط الحشود يعطلن النظام والأمن، وبعضهن يتصرفن كقائدات ويهتفن بشعارات مسيئة". وأضافت أن وحدتها "اعتقلت حتى الآن 8 قيادات نسائية" ونجحت في تفريق 10 سيدات تمت دعوتهن للانضمام إلى الاحتجاجات"، وتابعت أنه تم نشر الوحدة النسائية "للسيطرة على القلاقل".

وختامًا: من المتوقع أن تتصاعد الاحتجاحات في إيران خلال الفترة القليلة القادمة، ولكن لدى النظام القدرة على استيعابها واحتوائها كسابقتها، الأمر الذى سيؤدى إلى تفاقم أزمات أخرى بسبب عدم حل المشكلات من جذورها، وإنما البحث عن حلول سطحية لا تؤدى إلى نتيجة بالنهاية.

 

إرسل لصديق

ما توقعك لمستقبل الاتفاق النووي الإيراني؟

ما توقعك لمستقبل الاتفاق النووي الإيراني؟