المركز العربي
للبحوث والدراسات
رئيس مجلس الادارة
عبد الرحيم علي

المدير التنفيذي 
هاني سليمان
ads

السياسة الأمريكية تجاه فنزويلا (1958-191961)

السبت 24/سبتمبر/2022 - 08:30 م
المركز العربي للبحوث والدراسات
الدكتور فارس محمد العمارات

مقدمة

تُشكل امريكا اللاتينة أهمية استراتيجية واقتصادية كبيرة للولايات المتحدة الأمريكية،  وقد بدأت الولايات المتحدة الأمريكية تدخلها الفعلي في شؤونها،  عن طريق تدخلها الاقتصادي المتزايد بتشجيع تدفق الاستثمارات الأمريكية على بلدان القارة للاستثمار بمواردها،  مما جعل الولايات المتحدة الأمريكية تتبع سياسة الاحتواء والتبعية تجاه العديد من دول القارة ومنها فنزويلا  واعتبرت المساعدات الاقتصادية  الأمريكية جزءاً لا يتجزأ من الاقتصاد الفنزويلي،  فيما شكلت الثروات المعدنية والحقول البترولية شبكة  لا يمكن اقتلاعها تربط الاقتصاد الفنزويلي بالمصالح الأمريكية،  ومن هنا حرصت الولايات المتحدة الأمريكية على الحفاظ على علاقات ودية مع فنزويلا  من خلال العديد من الاتفاقيات التجارية .

وتعد فنزويلا من الدول التي دارت على  ساحاتها حروبا بارده عدة،  ومع نهايات الخمسينيات من القرن الماضي وبداية العام 1960 أصبحت فنزويلا ساحة معركة في الحرب الباردة للولايات المتحدة، والتي هي  واحدة من أغنى الدول في أمريكا اللاتينية والمصدر الرئيسي للنفط في العالم،  والتي كان رأس المال الأمريكي يغذيها،  فيما كان العام 1959،هو  استبدال سنوات من الهيمنة العسكرية والديكتاتورية رسميا بانتخاب الرئيس" رومولو بيتانكورت"(1)، وهو ديمقراطي مناهض للشيوعية متعاطف مع الولايات المتحدة،  ومع ذلك فإن ما كان ينبغي أن يكون حليفاً يمكن الاعتماد عليه في نصف الكرة الأرضية،  وبدلا من ذلك عزز مُعاداة عنيفة للولايات المتحدة، الامر الذي هدد بتأجيج التمرد الشيوعي في الأمريكتين وانفجر هذا التهديد بطريقة مذهلة خلال جولة نائب الرئيس الأميركي" نيكسون "(2) في الأمريكتين في أيار 1958عندما تعرض موكبه لهجوم من قبل مجموعة من المتظاهرين في كراكاس،  وانتهت الرحلة بسجن" نيكسون" في السفارة الأمريكية وإرسال البيت الأبيض فرقة عمل عسكرية لإنقاذه   بعد ان تعرض لاهانات عدة من المتظاهرين .وفي أعقاب ذلك، أبلغ نيكسون البيت الأبيض أنه على الرغم من أن فنزويلا تعمل كمعقل للمشاريع الحرة والتنمية الاقتصادية في نصف الكرة الأرضية إلا أنها شكلت واحدة من أكبر التهديدات للاستيلاء الشيوعي على السلطة في المنطقة جراء تغول " الحزب الشيوعي على بعض مفاصل الدولة.)3 (

وتعتبر العلاقات الفنزويلية الأمريكية في جوهرها مُشكلة كبيرة لصانعي السياسة في الولايات المتحدة، مما أدى الى  أجباره على إعادة التفكير في العديد من جوانب السياسة الخارجية تجاه أمريكا اللاتينية ككل. الا أن الإطاحة " بماركوس بيريز خيمينيز"(4)، في كانون الثاني 1958 وحادثة كاراكاس في آيار1958،  فقد تم تصور التهديد الذي تشكله الشيوعية وأثرت على تغييرات كبيرة في السياسة الأمريكية تجاه فنزويلا،  وأحداً مجالات النقاش المهمة في التأريخ حول علاقات إدارة "أيزنهاور" مع أمريكا اللاتينية،  وإلى أي مدى كانت السياسة الاقتصادية للإدارة الأمريكية تجاه أمريكا اللاتينية تمليها متطلبات المنافسة الاستراتيجية مع الاتحاد السوفيتي والذي يُشكل تاريخ لعلاقة إدارة" أيزنهاور"(5)،  بأمريكا اللاتينية والعلاقات بين الولايات المتحدة وفنزويلا في القرن العشرين، خاصة ان  الولايات المتحدة كانت مدفوعة لقمع القومية الفنزويلية في المقام الأول لتأمين الوصول إلى المواد الخام الأساسية وخاصة النفط،  من أجل الحفاظ على موقعها الاستراتيجي العالمي.(6)

فيما  سعت الإدارة الأمريكية إلى تعزيز أجندة التجارة الحرة والأسواق الخاصة غير المُقيدة من أجل النهوض بالنظام الاقتصادي الأمريكي وخلق فرص إضافية للاستثمار الخاص. وان الضرورات الاستراتيجية كانت مهيمنة في سياسة الولايات المتحدة تجاه فنزويلا، إلا أن هناك أدلة قوية على الضغط النشط من قبل مسؤولي وزارة الخارجية لتعزيز السياسات الاقتصادية الليبرالية من أجل مصلحتهم الخاصة، وتم تهميش هذه الأجندة الاقتصادية في نهاية المطاف في عام 1958 بعد أن احتلت المخاوف الاستراتيجية الأوسع نطاقا بشأن النفوذ الأمريكي في فنزويلا،  خاصة أن "حادثة كاراكاس"(7)، عام 1958 آثرت على علاقات الولايات المتحدة مع أمريكا اللاتينية ككل، ومن دواعي القلق الرئيسية ما إذا كان الحدث قد أثار عدم الرضا عن ذات الولايات المتحدة وإعادة تقييم وإعادة الانخراط لاحقا في العلاقات بين البلدان الأمريكية، أو ما إذا كان التغيير الجوهري لم يحدث إلا بعد خسارة كوبا لصالح الماركسية الثورية" لفيدل كاسترو"(8) في عام 1959 خاصة كثيراً ما صور مؤرخو الحرب الباردة صعود" فيدل كاسترو" وتدويل مُعاداة الإمبريالية على الطريقة الكوبية على أنها دليل على تهديد جديد للهيمنة السياسية الأمريكية في أمريكا اللاتينية التي أشارت إلى بداية فترة جديدة في العلاقات بين البلدان الأمريكية. (9)

المحور الأول- الموقف الامريكي من انقلاب عام  1958

فنزويلا هي جمهورية رئاسية فيدرالية تتكون من 23 ولاية، ومنطقة العاصمة التي تغطي كراكاس والتبعيات الاتحادية التي تغطي الجزر البحرية في فنزويلا، وهي من بين البلدان الأكثر تحضراً في أمريكا اللاتينية؛ الأغلبية الساحقة من الفنزويليين يعيشون في مدن الشمال، ولا سيما في العاصمة كراكاس.

وتعتبر فنزويلا دولة ذات تنوع بيولوجي شديد للغاية، فهي تضم مناطق بيئية عديدة ومتنوعة، تبدأ من جبال الانديز في الغرب، لتصل إلى حوض غابات الأمازون المطيرة في الجنوب، مارة عبر سهول يانوس الواسعة وساحل الكاريبي في الوسط، ودلتا نهر" أورينوكو" في شرق البلاد. (10)

وفي عام 1522م سقطت فنزويلا تحت الاحتلال الإسباني رغم مقاومة الشعوب الأصلية، ولكنها أصبحت واحدة من أولى المستعمرات الأميركية الإسبانية التي أعلنت استقلالها عام 1811م، ومع ذلك لم يصبح أمر الاستقلال راسخاً ومستقراً حتى عام 1821م، كما حصلت فنزويلا على الاستقلال الكامل في عام 1830م كقسم من جمهورية كولومبيا الكبرى الاتحادية، خلال القرن التاسع عشر عانت فنزويلا من الاضطراب السياسي والدكتاتورية، وسيطر عليها مجموعة من الإقليميين،  الذين يتكونوا من زعماء عسكريون أقوياء.

وقد وصلت حكومات ديمقراطية إلى الحكم في فنزويلا منذ عام 1958، ولكن سبق ذلك فترة عانت  فيها فنزويلا من بعض الانقلابات والدكتاتوريات العسكرية، مثل معظم بلدان أمريكا اللاتينية. فيما أدت الصدمات الاقتصادية في الثمانينات والتسعينات إلى أزمة سياسية تسببت في مقتل مئات الأشخاص في أعمال الشغب مما أدى إلى وصول معدلات الفقر إلى 66% في عام 1958،وانخفض  نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي إلى نفس مستوى عام 1963، انخفاضا بلغ الثلث عن  الذروة عام 1978.(11)

وسيتم استعراض هذا الفصل من خلال  ثلاثة مباحث هي المبحث الاول: الموقف الامريكي من   انقلاب 1958، والمبحث الثاني : الموقف الامريكي من انتخابات 1958، والمبحث الثالث: تولي الديمقراطيين السلطة في فنزويلا ودستور 1961 والموقف الامريكي منها.

لقد ولدت الديمقراطية التمثيلية بفنزويلا يوم 23 كانون الثاني 1958،  مع الاطاحة بالرئيس "ماركوس بيريز جيمنيز" آثر انتفاضة شعبية مصحوبة بعصيان عسكري. وفي الجانب المدني كان الحزب الشيوعي الفنزويلي انشط الأحزاب في الانتفاضة، فقد قاد التحالف كل الأحزاب المعارضة للديكتاتورية  والمتمثلة بالعمل الديمقراطي والحزب الاجتماعية المسيحي،  والحزب الشيوعي الفنزويلي، ويقول بعض المؤرخين إن الطبقات الأكثر حظوة آنذاك، المتحالفة مع الولايات المتحدة الأمريكية، كانت ذات مصلحة في إطاحة الديكتاتورية التي لا تستجيب بالكامل لمصالحها.

وكانت فنزويلا في تلك الحقبة أول منتج عالمي للنفط، والمزود الرئيس بالبترول والمواد الأولية اللازمة للانتشار العسكري الأمريكي للتدخل في أوروبا خلال الحرب العالمية الثانية. وكان مجموع صناعة النفط بيد الشركات الغربية لاسيما الانجلوساكسونية،  وجاء سقوط الدكتاتورية بنظام سياسي جديد استقر بشكل نهائي مع انتخاب "رومولو بيتانكورت" قائد "حزب العمل الديمقراطي"(12) بالمنفى، والذي ساند "الحزب الشيوعي"(13) الفنزويلي،  اضافة إلى ترشيح " لارازابال" (14)،  الذي كان رئيساً في الفترة بين 23 كانون الثاني، 1958 وانتخاب" بيتانكورت" في كانون الثاني1959،  عوامل كلها كانت محرك في السياسة الفنزويلية .(15)  

وتزود النظام الجديد بدستور عام 1961،  بعد أن تكرس عام 1958 بتحالف الأحزاب الرئيسة الثلاث  "حزب العمل الديمقراطي"،  و" الحزب الديمقراطي المسيحي" (16) و"الحزب الديمقراطي الاجتماعي" (17)، وقرر هذا التحالف تهميش الحزب الشيوعي الفنزويلي  بواسطة ميثاق " بونتو فيخو"(18)، الذي يتعلق بنوع من الحكم المُشترك بين الأحزاب الثلاثة التي قررت، بمبرر حماية الديمقراطية الناشئة، تقاسم السلطة كيفما كانت نتائج الانتخابات. وبموازاة ذلك وقع الاتحاد النقابي الرئيسي كونفدرالية عمال فنزويلا، بقيادة حزب العمل الديمقراطي والمستجيبة مباشرة لمصالحه، اتفاقا مع أرباب العمل يقضي بعدم المساس بالاتفاقات الجماعية الموروثة عن الحكم السابق، وعلى هذا النحو غدا النموذج ناجزاً وتتقاسم الأحزاب الثلاث السلطة ويهمش العمال بما هم فاعل سياسي بالسطو على الاتحاد النقابي ويستبعد اليسار.

وتتأرجح السياسة الأمريكية في العالم منذ نشأتها وحتى وقتنا الحالي بين من ينادي بالانعزالية ومن يطالب بالإمبريالية. وبين هذا وذاك تطورت السياسة الأمريكية في العالم من الانعزالية إلى قيادة النظام العالمي وتشكيل معطيات الأمور بما تمليه المصلحة الأمريكية، وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة لعبت بشكل أو بآخر على مدار تاريخها دوراً في تشكيل النظام العالمي إلا أننا نشهد حالياً نمطاً مغايراً من القيادة العالمية يريد الانفراد بالقرار العالمي، والتخلص من قيود الاتفاقيات الدولية وأخلاقيات المعاملات الإنسانية .

وتشكل أمريكا اللاتينية عموما وفنزويلا خصوصا الحديقة الخلفية للولايات المتحدة الأمريكية منذ استقلال الولايات المتحدة الأمريكية، فقد سعت هذه الأخيرة إلى الحفاظ على نفوذها في هذه القارة تارة عبر الدبلوماسية وتارة عبر دعم الانقلابات العسكرية.(19)

وكان الشاغل السياسي الرئيسي للولايات المتحدة في فنزويلا هو الحفاظ على استقرار العلاقات مع حكومة "خيمينيز." وهذا يعني سياسة إبقاء" خيمينيز" وإدارته قريبين من الولايات المتحدة مع افتراض الحياد الواضح وفي الوقت نفسه، وفر الحفاظ على العلاقات مع قادة المعارضة الرئيسيين بمن فيهم" رومولو بيتانكورت" اتصالا مع خصوم "خيمينيز " السياسيين، وأثبت فائدته في توفير المعلومات الاستخبارية حول المعارضة السرية.

ومع ذلك، هناك العديد من الأمثلة خلال عهد" خيمينيز " لفشل مسؤولي إدارة أيزنهاور "في الحفاظ على التوازن بين المجاملة والحياد، مع عواقب على العلاقات الثنائية وعلى تصور سياسة الولايات المتحدة في أمريكا اللاتينية ككل، وكان" بيدرو إسترادا" (20)، رئيس الشرطة السرية الفعالة في فنزويلا أحد المصادر الرئيسية للتوتر، وقد نصح بعدم الارتباط به، ومع ذلك تمت دعوته رسميا إلى الولايات المتحدة في يناير 1957، حيث استقبلته وزارة الخارجية بعد سقوط نظام خيمينيز، وجلب نشر الرسائل الشخصية بين السفير الأمريكي السابق " هنري براذر فليتشر "(21) و" بيدرو إسترادا "  إحراجاً جديداً، حيث أثنى" وارن" على" إسترادا " لكونها في العمل كالمعتاد وتمنى" لخيمينيز" أن عام 1958 "سيجلب له رغباته  إذا كانت هناك أي سياسة تُشير إلى الانفصال بين الولايات المُتحدة ونظام "خيمينيز"، الا ان تلك السياسة لم تنجح. (22)

ومن الواضح أن الإطاحة المفاجئة" بخيمينيز" في كانون الثاني 1958 من قبل المجلس العسكري في أعقاب الاضطرابات على مستوى البلاد من قبل الجمهور اللامبالي في أعقاب ثورة عسكرية فاشلة لم تكن متوقعة من قبل إدارة " أيزنهاور" كون الجيش هو القوة التي أطاحت في نهاية المطاف برئاسة خيمينيز يعكس دوره المهيمن في السياسة الفنزويلية طوال القرن العشرين.  ولم تتردد وزارة الخارجية في التوصية بالاعتراف الفوري بالمجلس العسكري المؤقت بعد تلقيها تأكيدات من قادته بالتزامهم بمعاداة الشيوعية وحماية الاستثمار الأجنبي ولم يسيطر المجلس العسكري على السلطة بشكل لا لبس فيه فحسب، بل حظي أيضا بدعم شعبي واسع وتعهد بإجراء انتخابات حرة،  وأشار أول بيان علني لإدارة "أيزنهاور" حول هذه المسألة في أواخر شباط عام 1958 إلى أنهم  يشعرون بالرضا والسرور عندما يختار شعب أي بلد بعزم الطريق إلى الديمقراطية والحرية ومع ذلك، فإن نمط الدعم الأمريكي" لخيمينيز" يشير إلى أن الولايات المتحدة كانت ستدعم عن طيب خاطر أي حكومة مستقرة، حتى لو كانت قمعية وغير تمثيلية، شريطة ألا تتحدى الوضع الراهن للاستثمار الاقتصادي الليبرالي والسياسات التجارية والاصطفاف مع الولايات المتحدة في الحرب الباردة. (23)

لقد كشفت حادثة كاراكاس علنا عن ضعف المجلس العسكري المؤقت أمام الاضطرابات السياسية. ومع ذلك، وعلى النقيض من انطباع نيكسون عن التهديد الشيوعي في كراكاس وقد خلصت دراسة أجرتها وزارة الخارجية إلى أن الجيش يشكل تهديداً أكبر بكثير للحكومة الانتقالية وأظهرت أزمة تموز، عندما هدد القادة العسكريون بقيادة وزير الدفاع المضطرب " كاسترو ليون"(24) بالتمرد، باقتدار الديناميكيات الجديدة لفنزويلا ما بعد" خيمينيز " وذلك عندما سار حشد متقلب من ثلاثين ألف يساري إلى القصر الوطني دعما للحكومة، منددين "بكاسترو ليون" ومستعدين لمُحاربة القوات المسلحة في الشوارع، ومع ذلك، لم تكن القوة التي ستشكل السياسة الفنزويلية في عام 1958 هي سياسة القوة العامة للشيوعيين والجيش، بل الحزب اليساري وكانت الاشتراكية القومية والديمقراطية في الأيديولوجيا قوتها بالنسبة للشيوعيين، وهي التي اعتبرتها وزارة الخارجية تمنع استيلاء شيوعي "على غرار غواتيمالا  1954،  ومع ذلك، خاطرت  بتدخل عسكري من قبل ضباط ما زالوا يعانون من محاولة واضحة من قبل الحكومة في عام 1947 لاستبدال الجيش ب "ميليشيا شعبية". ولهذا السبب، أيد تقرير وزارة الخارجية بشكل فعال الحاجة إلى مرشح وحدة بدعم من الجيش في انتخابات كانون الأول. (25)

وإن ما حصلت عليه فنزويلا بدلا من ذلك كان سباقا بين "بيتانكورت" وزعيم المجلس العسكري المؤقت الأدميرال" فولفغانغ لارازابال"،  الذي لم يكن يحظى بدعم الحزب اليساري فحسب،  بل أيضا الشيوعيين. خلال الاضطرابات الناجمة عن الديمقراطية الجديدة الهشة والعلاقة المتضررة مع الولايات المتحدة، كانت فنزويلا تتأرجح إلى اليسار وكان حليف الولايات المتحدة الذي كان ثمينا ذات يوم يهدد بالخروج من مدارها. على الرغم من التزامه بالقومية اليسارية، كان ينظر إلى رومولو بيتانكورت منذ فترة طويلة على أنه رجل يمكن للولايات المتحدة العمل معه وبصمات وبراغماتية، وواصل" بيتانكورت" مناقشاته مع مسؤولي وزارة الخارجية حول أنشطة المعارضة الفنزويلية. كان منتقدا شديدا لسياسة الولايات المتحدة في أمريكا اللاتينية خاصة بسبب دعمها للديكتاتوريات والتزامها الثابت بالسياسات الاقتصادية الليبرالية، ومع ذلك رأى الولايات المتحدة كحليف طبيعي لفنزويلا في نصف الكرة الغربي، والذي كان مؤيداً للشيوعيين في وقت من الأوقات، والآن تبرأ منهم بسبب التزاماتهم الدولية ورفض النظر في قبولهم في الحكومة، ومع ذلك، فإن التزامه بإعادة الهيكلة الاقتصادية التي تقودها الدولة وزيادة السيطرة على صناعة النفط يتعارض مع المصالح الاقتصادية الأمريكية وسياسات الاستثمار الليبرالية في فنزويلا. (26)

إن قارب الأحلام لمشاريع الإنفاق الرأسمالي الفخمة وارتفاع مستويات المعيشة خلال سنوات خيمينيز كان الفقر في المدن  متوطن، و كانت مدن الصفيح البائسة،  التي يشار إليها باسم "رانشوس"،  تضم ملايين العمال المهاجرين،  وفي الريف، يتوطن التخلف والفقر، وكان ما يقرب من نصف الفنزويليين البالغين أميين، حيث يعيش الكثير من السكان المقيمين في الريف على دخل أقل من 100 دولار في السنة حتى الجيش كان يعانى من سوء الظروف المعيشية على الرغم من أن فئة الضباط قد استفادت من سخاء" خيمينيز"،  إلا أن ثكنات المجندين كانت متهالكة مع قاعدة واحدة للقوات الجوية تضم حامية قوية مع عدم وجود اية  مياه صالحة أو خدمات عامة، وبعد سقوط "خيمينيز" بدأت إدارة "أيزنهاور "في التفكير في فكرة أن سياسات "خيمينيز "الاقتصادية لم تفد جميع شعبها، فيما  كان برنامج" بيتانكورت" الاقتصادي الجديد هو التنويع الاقتصادي والتنمية التي تقودها الدولة والإصلاح الزراعي لكسر اعتماد فنزويلا على صادرات النفط والمواد الغذائية المستوردة، وبحلول تشرين الأول 1959، وكانت الولايات المتحدة قد أيدت جزئيا هذه السياسات، وأصبحت مُساعدة جهود فنزويلا للتصنيع كوسيلة لإنهاء الاعتماد على النفط هدفا معلنا للسياسة الأمريكية، وشكل ذلك انعكاسا لمعارضة وزارة الخارجية السابقة للتنمية التي قادتها الحكومة خلال نظام "خيمينيز" كما شهد نهج" بوتانكور "في صناعة النفط تحولا كبيراً نحو مشاركة الحكومة وسيطرتها على الصادرات، وأدى ذلك في نهاية المطاف إلى مُشاركة فنزويلا في إنشاء المنظمة الحكومية الدولية  "منظمة البلدان المُصدرة للبترول (أوبك) (27) في أيلول 1960، والتي سعت إلى زيادة سيطرة البلدان المصدرة على إنتاج النفط.(28)

وقد كان وزير المناجم والهيدروكربونات "خوان بابلو بيريز ألفونسو" (29)، وهو حليف مخضرم "لبيتانكورت " ومهندس سياسة "50-50" (30)، حريصا على زيادة دور الدولة في إنتاج النفط وأنشأ شركة نفط وطنية جديدة في نيسان 1960ومع ذلك، كان" بوتانكور "حريصا على الحصول على موافقة إدارة"  أيزنهاور "وشركات النفط قبل محاولة الإصلاح، وكان غاضبا عندما ألغت الحكومة الانتقالية المنتهية ولايتها في ديسمبر 1958 سياسة "50-50"  ورفعت الضرائب على منتجي النفط، ليس لأن" بيتانكور " لم يوافق على السياسة ولكن لأنه لم تتم استشارة من قبل  الولايات المتحدة أو شركات النفط مسبقا، ومن الواضح أن إدارة" أيزنهاور" لم تخرج عن طريقها لمعارضة سياسات" بيتانكورت " النفطية القومية والتي تم تصنيف قضية إصلاحات النفط الفنزويلي في خلاف منفصل وطويل الأمد حول تشديد حصص استيراد النفط الأمريكية التي استبعدت النفط الفنزويلي من الأسواق الأمريكية في مذكرة تم تقديمها إلى الرئيس" أيزنهاور" في ايلول 1959 .(31)

وعقب سقوط "بيريز خمينيز"،  قام المجلس العسكري بالسيطرة على السطلة في فنزويلا، وتم تنصيب "ولفغانغ لارزابال " رئيسا لمجلس الادارة الفنزويلية،  جاء ذلك بعد اتفاق بين ضباط المجلس العسكري،  حيث تم اضفاء الشرعية  على الاحزاب السياسية المحظورة خلا فترة حكم "بيريز خمينيز" فيما تم تعيين مجلس وزراء يضم وزراء يمثلون كافة القطاعات،  وتم تكليف لجنة خاصة لوضع قانون انتخابي يجيز انتخابات نزيهة حرة  بشكل عاجل،  فيما تم مصادرة الاموال والاصول المالية "لبيريز خمينيز"،  حتى ان اصبح زعيما شعبياً نال دعم الشعب جراء الاجراءات التي تم اتخذها خلال رفترة رئاسة المجلس العسكري . (32)

وقد تبدد الخوف لدى الولايات المتحدة الأمريكية جراء الاختراق الشيوعي لفنزويلا،  فيما بعد حكم "بيريز خمينيز"،  خاصة بعد ان قامت الحكومة الأمريكية باصدار بيان رسمي عن الهجوم الذي  تعرض له الرئيس الامريكي " ريتشارد نيكسون" والذي تم بمشاركة من اعضاء  في الحزب الشيوعي الفنزويلي،  وقد القى " ريتشارد نيكسون" خطاباً في النادي الوطني للصحافة  اعترف فيه  ان الشيوعيين هم من قادوا الهجمات، إلا أن هناك الكثير من الفنزوليين المؤيدين لهم .(33)

ومن هنا، فإن ما يُثير قلق الولايات المتحدة،  أن فنزويلا  ستكون هدفاً للشيوعيين،  من خلال التسلسل الهادئ والمتقن،  خاصة بعد بعد ان سمحت الحكومة الفنزويلية المؤقتة لجميع الأحزاب بما فيها " الحزب الشيوعي الفنزويلي "  للعمل بحرية وبصورة علنية في المجال السياسي  اضافة إلى ذلك فقد ساعد "ولفغانغ لارازابال" الشيوعيين الفنزولييين،  في حين تجاهل كل ما تلقاه من "نيكسون"  في ايار 1958،  حينما قال له " الحرية لا يمكن ان تستمر في اي تحالف مع الشيوعيين " (34)

وبعد أن انتهت الانتخابات التي جرت في السابع من كانون الاول 1957 والتي اجراها المجلس العسكري،  وحصل "رومولو بيتانكورت" على (49%) من أصوات الناخبين،  وحصل "ولفغانغ لارازابال" على (35%)  ارسل الرئيس الامريكي " ايزنهاور  تهنئة " لبيتانكورت "  بفوزة بالانتخابات الفنزويلية،  خاصة بعد ان حثه القائم بالاعمال الامريكي " كريستيان هيرتر" (35)على القيام بارسال هذه التهنئة. (36)

من جانب اخر فقد اثمرت جهود "بيتانكورت"  قبل وصوله للحكم في مغازلة وكسب ود الولايات المتحدة الأمريكية،  خاصة بعد حضور وفد ضم كبار السياسيين الامريكين حفل تنصيب الرئيس الجديد "بيتانكورت"  واكتسب فنزويلا الثورية الناضجة كما وصفتها صحيفة "ننيورك تايمز" بعد الانتخابات التي جرت مكانة مرموقة  في سياسة الولايات المتحدة الأمريكية تجاه امريكا اللاتيينة حيث اعلن "بيتانكورت"  خلال حفل التنصيب " أن فلسفة الشيوعية لا تتوافق مع تطور فنزويلا"

وبعد أن تم تنصيب "بيتانكورت" رئيساً لفنزويلا في عام 1958 وفوزه المدوي خاصة انه عاش في المنفى عرين عاماً  تفيأ الفنزويليون الديمقراطية السياسية للمرة الثانية في القرن العشرين،  بدأ وحزبه الحاكم في تجسيد التنوع الاقتصادي،  والاصلاح الزراعي،  وتحسين نوعية التعليم والرعاية الاجتماعية للمواطنيين،  وترسيخ نهج الديمقراطية الدستورية،  في حين ابقى على السياسة  العامة كما هي عليه،  وتم تغيير الوسائل التي اختارها "بيتانكورت"،  اذا فضلوا نهجاً مُعتدلاً متطوراً  للاصلاح الاقتصادي والاجتماعي،  خاصة ان "بيتانكورت"  كان لديه خطه تتسم بشكل من اشكال الراسمالية،  ويتم استثمار الاموال  من قبل سلطة مركزية في الدولة،  اضافة إلى المؤسسات الصناعية الخاصة،  حيث اصدر قانون عام 1960 والتي من خلاله يتم التحكم مركزيا،  ويتضمن توزيع الاراضي فقط عندما تكون لانشاء خدمات مساندة،  كالطرق والمنازل ومراكز التسوق،  فيما تقوم الدولة  بتعويض مالكي الاراضي وتقديم المساعدات للمزارعين التجاريين.(37)

وبعد أن تم الاعلان رسميا عن حكومة "بيتانكورت"  والاطاحة " ببيريز خيمينيز"  وافقت الولايات المتحدة الأمريكية بشكل اساسي على حكومته،  وعمقت  من الدعم الذي تقدمه حكومة "بيتانكورت " تدريجيا  كقائد لليسار المناهض للشيوعية في امريكا اللاتينية،  والذي يعتبر قوة موازنة قوية للمسيرة اليسارية للحكومات الموالية للاتحاد السوفياتي،  وبالرغم من كل هذا فان الصراعات بين فنزويلا والولايات المتحدة الأمريكية  تطفو على السطح  بين فينة واخرى خاصة فيما يتعلق  بقضايا النفط،  ومكان اقامة الرئيس السابق " ببيريز خيمينيز" . (38)

وواجهت الحكومة الفنزويلية بزعامة "بيتانكورت " خلال السنوات الاولى من ولايتها سلسلة من التهديدات من الجماعات اليمينية،  اذ قام مؤيدو " ببيريز خيمينيز" العسكريون والمدنيون  الساخطون مؤامرات عديدة،  وخلال عام 1959،  سرت عدة شائعات عن حدوث انقلاب،  فيما تم اكتشاف العديد من المؤامرات الاخرى التي كان يخطط لها عدد من الضباط في الجيش الفنزويلي  للاطاحة بحكومة "بيتانكورت "،  فيما تم نقل،  وايقاف ترقية،  او فصل عدد كبير من ضباط الجيش الذين تم الاشتباه بهم.(39)

ومن منظور أمريكي فقد  غدا استقرار فنزويلا حالة اساسية لنصف الكرة الغربي،  واصبح ذلك ضرورة للحفاظ على هذا الاستقرار بكافة  السُبل والادوات،  وبعد سقوط حكومة "ببيريز خيمينيز" نجحت كل من فنزويلا والولايات المتحدة الأمريكية  في تثبيت النموذج الديمقراطي في فنزويلا   وتابعت الولايات المتحدة الأمريكية  دعمها لحكومة "بيتانكورت " من أجل القضاء على التطرف الشيوعي،  والذي أعتبر أحد الاهداف الاساسية لبعض الفصائل السياسية الداخلية والخارجية في فنزويلا .(40)

المحور الثاني-  الموقف الامريكي من الانتخابات الفنزويلية 1958

في يناير 1958،  كانت فنزويلا تحت ديكتاتورية عسكرية منذ الإطاحة بالحكومة المُنتخبة ديمقراطيا بقيادة حزب" العمل الديمقراطي" قبل عقد من الزمان، ومع اغتيال قائد الانقلاب " ديلغادو تشالبو"(41) في عام 1950،  حقق الجنرال "بيريز خيمينيز" السيطرة الفعلية،  وحصل رسميا على لقب الرئيس بعد عامين وقام "خيمينيز"، وهو سلطوي تكنوقراطي، بإعادة هيكلة وتحديث القوات المسلحة الفنزويلية لضمان ولائها، بما في ذلك بذل الجهود لفصل سلك الضباط عن المٌجتمع المدني. (42)

                وعلى الرغم من ادعاءات الحكومة التكنوقراطية، تميز النظام برأسمالية المحسوبية التي اكتسبت حلفاء بين النخب المدنية المحافظة، لكنها بدأت تنفر بعض صغار الضباط، كما انقسم الجيش الفنزويلي منذ الانقلاب، حيث تقف الأغلبية بقوة وراء" خيمينيز." ومع ذلك، فإن أقلية قوية منفتحة على إمكانية الحكم المدني المحدود . ومع تنامي المعارضة أيضا بين السكان المدنيين، أنشأ" خيمينيز" قوة شرطة جديدة داخل وزارة الداخلية تسمى" قوة الأمن الوطني"، والتي مارست في نهاية المطاف سلطة أكبر من القوات المسلحة النظامية.

وفضلاً من ما تم من القمع والفساد، إلا أن النمو الاقتصادي السريع، ومشاريع التنمية المثيرة للإعجاب حدت في البداية من المعارضة. في معظم الظهورات، بدأ" خيمينيز" مسيطراً بقوة،  وحظرت أحزاب المعارضة وذهبت معظم الشخصيات المعارضة البارزة إما إلى المنفى أو سجنت. كما تمتع" خيمينيز " بدعم قوي من الولايات المتحدة، القوة المهيمنة في نصف الكرة الأرضية. تم سحق أعمال المقاومة المسلحة على نطاق صغير من قبل الحزب الشيوعي الفنزويلي بسهولة. (43)

وعلى الرغم من ذلك، نما المجتمع المدني بشكل كبير خلال هذه الفترة، وبدأت حركات المعارضة السرية في الظهور بحلول أواخر عام 1956، بالإضافة إلى ذلك، شكلت النساء منظمات ونشطن في المقاومة، واستفدن  من المساحة السياسية الأكبر التي كانت لديهن مقارنة بالرجال، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى أن الديكتاتورية لم تأخذهم على محمل الجد،ومن خلال التظاهر بأنهن زوجات أو أمهات أو أخوات، تمكنا من تبادل الرسائل بين قادة المعارضة المسجونين والمقاومة السرية.(44) بدأ التسلسل الهرمي الكاثوليكي،  الذي كان صديقا بشكل عام للحكومة ينأى بنفسه في مواجهة القمع المتزايد. (45)

ولم يكن لدى فنزويلا أي خبرة في الديمقراطية قبل عام 1945، ولكن في ذلك العام، أطاح تحالف من ضباط الجيش وقادة حزب العمل الديمقراطي بالرئيس " إيزياس مدينا أنغاريتا" (46)،  ونصب حكومة مؤقتة دعت إلى انتخابات الجمعية التأسيسية في عام 1946 والانتخابات العامة في عام 1947. ومع ذلك فقد أطيح بأول رئيس منتخب ديمقراطيا في فنزويلا، " رومولو جايجوس "(47)، من قبل المجلس العسكري في عام 1948 في جو من الاستقطاب الشديد بين الحكومة القومية والمناهضة لرجال الدين والمتغطرسة والمعارضة الكاثوليكية والمحافظة المهددة بقيادة " الحزب المسيحي الاجتماعي"،  وتبع ذلك الحكم العسكري على مدى العقد التالي، وخلال هذا الوقت اتفق بعض قادة الحزب الديمقراطي الاجتماعي على أنه لإعطاء الديمقراطية فرصة،  فإنهم سيتقاسمون السلطة ويبقون القضايا الأكثر استقطابا خارج جدول الأعمال السياسي،  وقد منحتهم انتفاضة جماهيرية ضد " ماركوس بيريز خيمينيز" في عام 1957 فرصة من أجل الاستيلاء على السلطة، وتم إضفاء الطابع الرسمي على الاتفاق بين الأحزاب في ميثاق" بونتو فيجو" لعام 1958 وأدى إلى حكومة الوحدة الوطنية" لرومولو بيتانكورت" في العام 1958.(48)

وازداد الاستياء الشعبي بشكل كبير عندما ضربت البلاد ركودا في خريف عام 1957،  بسبب انخفاض أسعار النفط، ووقعت أول احتجاجات كبرى في الشوارع عندما أعلن النظام، بدلاً من إجراء انتخابات تنافسية كما وعد عندما انتهت ولاية "خيمينيز "البالغة خمس سنوات، عن استفتاء حول ما إذا كان ينبغي السماح له بالبقاء في السلطة لمدة خمس سنوات إضافية. كانت انتخابات 15 كانون الأول مزورة بشكل ملحوظ، حيث ادعى النظام فوزه بنسبة 85٪ في غضون ساعتين من إغلاق صناديق الاقتراع. وهزمت محاولة انقلاب سيئة التنظيم في 1 كانون الثاني 1958، مما كشف عن انقسامات في القوات المسلحة والتي شجعت المعارضة المدنية المتنامية، وفي 9 كانون الثاني، انخرطت المعارضة السرية المعروفة باسم "المجلس العسكري الوطني" في عصيان مدني وأعمال في الشوارع، وتدفق عشرات الآلاف إلى الشوارع، خاصة في الأحياء الأكثر فقراً في العاصمة كراكاس، وهم يهتفون "يسقط السلاسل.(49) 

وجراء ما جرى من أحداث قامت الحكومة بشن حملة قمع قاسية، حتى أنها أغلقت المدارس الثانوية والجامعات في البلاد لقمع الاحتجاجات الطلابية. وبدأت المنظمات المهنية التي تمثل الأطباء والمحامين والمهندسين والأساتذة في التنظيم، وحشدت النقابات العمالية. أصدرت العديد من المؤسسات الوطنية التي كانت حتى ذلك الحين صامتة إلى حد كبير  بما في ذلك كلية الهندسة، والرابطة الفنزويلية للصحفيين ومنظمات الأعمال البارزة  بيانات ضد النظام. في 13 كانون الثاني، انضم حزب "العمل الديمقراطي" أكبر حزب معارض إلى المجلس العسكري، وشجع أعضاءه على الانضمام إلى الاحتجاج وعلى الرغم من أنها غير عنيفة إلى حد كبير، وقعت أعمال شغب ومداهمات على المباني الحكومية وهجمات على قوات الأمن، بما في ذلك بعض تبادل إطلاق النار قتل ما يقدر بنحو 300 متظاهر أثناء التمرد.

وكان عام 1958 عاماً حاسماً في تاريخ فنزويلا المعاصر،  وكان ذلك " لرازابال" مجرد صدفة، ولم يكن لديه شرعية أكثر من " بيريز خيمينيز"،  وما إن تم تشكيل الحكومة الجديدة،  الملتزمة بإجراء انتخابات ديمقراطية قبل نهاية العام  1958، حتى أصبحت مسألة من أطاح بالرئيس  "بيريز خيمينيز"  هل هي الانتفاضة العسكرية أو جماهير كاراكاس . فيما تكون شعور لدى الضباط المتمردون الأصليون بأنه يحق لهم الحكم وبدأوا بالتخطيط لمؤامراتهم الخاصة، الا ان "لرازابال" كان مقبولا بشكل عام كقائد للقوات المسلحة. والأهم من ذلك،  أن الأحزاب السياسية التي كانت منشغلة بإعادة بناء منظماتها الوطنية  قد منحته دعمها الكامل،  بما في ذلك الشيوعيين القلائل وبعض من الصاخبين كما كان من قبل الاطاحة " ماركوس بيريز خيمينيز"،  فكان "بيتانكورت" الذي أثبت أنه المنظم الرئيسي من خلال حزبه الذي أعيد إحياؤه هو مصدر آخر لدعم "لارزابال "هو من أصدر إجراءات "ديماغوجية" (50) للتوفيق بين الجماهير الساخطين، وتم تشريع هذه التدابير بطريقة مُخصصة وكان أحدها الاكثر على وجه الخصوص. (51)

لقد بشرت الإطاحة بالرئيس الفنزويلي" ماركوس بيريز خيمينيز"  في 23 كانون الثاني 1958، بفترة أكثر تفاؤلا في السياسة الفنزويلية، وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة حافظت على علاقات ودية مع فنزويلا خلال فترة " بيريز"  فقد اعترفت بسرعة بالحكومة المؤقتة الجديدة على أساس أنها تسيطر سيطرة كاملة على الآلية الحكومية، وتتمتع بدعم شعبي وعسكري واسع، وتعهدت بإجراء انتخابات حرة في أقرب وقت ممكن، وفي الوقت نفسه، اعترفت الولايات المتحدة " ببيريز" وفقا لممارستها المعتادة المتمثلة في استقبال زعماء أمريكا اللاتينية في غياب ظروف استثنائية، تماما كما تم قبول "رومولو بيتانكورت" وهو معارض لبيريز وزعم حزب العمل الديمقراطي كرئيس لفنزويلا،  عندما تولى بيريز السلطة .

وفي الانتخابات التي أجريت في كانون اول 1958، فاز" بيتانكورت " بأغلبية قريبة من الأصوات وتولى منصبه كرئيس لفنزويلا في شباط  والذي حصل على 49.2٪ من الأصوات، في حين فاز حزبه ب 73 مقعداً من أصل 132 مقعداً في مجلس النواب، و 32 مقعداً من أصل 51 مقعدا في مجلس الشيوخ وبلغت نسبة الإقبال على التصويت 93.4٪ في الانتخابات الرئاسية و 92.1٪ في انتخابات الكونغرس1959.(52)

     وبعد ان هزم "بيتانكورت"" لارازابال "بتصويت 1.3 مليون مقابل 900 ألف صوت وفاز "حزب العمل الديموقراطى" ب 73 مقعداً من أصل 133 مقعدا في مجلس النواب و32 مقعدا من أصل 51 مقعدا في مجلس الشيوخ، لكن الأحزاب الثلاثة أوفت بتعهدها بتشكيل حكومة ائتلافية. ووصفت انتخابات عام  1958 بأنها علامة فارقة في كل التاريخ السياسي لأمريكا اللاتينية"، ليس فقط لأن الانتخابات كانت حرة ونزيهة، ولكن أيضا لأن المرشح المهزوم، الأدميرال" لارازابال "، على الرغم من دعمه من قبل الجيش، الا انه  حث أتباعه على الوقوف وراء الحكام المُنتخبين.(53)

ووافقت الولايات المتحدة بشكل أساسي على حكومة" بيتانكورت"، وعمقت الدعم مع ظهوره تدريجيا كزعيم لليسار المناهض للشيوعية في أمريكا اللاتينية،  وبالتالي من المُحتمل أن يكون ثقلاً موازنا قويا للمسيرة اليسارية الثابتة لحكومات الموالية للاتحاد،  ومع ذلك  كانت هناك صراعات حادة بين البلدين حول العديد من القضايا، أهمها النفط ووضع الرئيس السابق" بيريز". (54)

وإن كان جزء كبير من نجاح الاتفاقات بين الاحزاب  يتوقف على استبعاد اليسار الثوري. وقد استبعدت أحزابهم عمدا من المواثيق والائتلافات، على الرغم من أنها انضمت إلى الموافقة التوافقية على الدستور ولم تستبعد من الانتخابات حتى أعلنت الحرب على النظام،وكان الهدف من استبعاد اليسار من المواثيق والائتلافات وصنع السياسات هو طمأنة قادة الأعمال والكنيسة والجيش ومصالحتهم مع الديمقراطية الجديدة. من الواضح أن هذا النوع من التغيير التدريجي المتجسد في ميثاق" بونتو فيجو "وبرنامج الحد الأدنى للحكومة استبعد أجندة اليسار للتحول الجذري. كما استبعد اليسار نفسه. وبسبب إحباطها من تقلص التوقعات للتغيير الكبير في الداخل وإلهامها من المثال الأخير" للثورة الكوبية"(55) توصلت أحزاب اليسار إلى استنتاج مفاده أن الثورة ليست ضرورية فحسب، بل ممكنة أيضا لفنزويلا وانتقلت بسرعة إلى التمرد المسلح. كان التمرد قد عزز بشكل حاسم التحالفات التي تم تشكيلها من قبل الاحزاب، وكان الحكم العسكري لا يزال حديثا وفاقدا للمصداقية،  ولعب قادة الاحزاب بمهارة على المخاوف الداخلية وصوروا أنفسهم على أنهم الأمل الحقيقي الوحيد للاستقرار،  وسعوا إلى الحصول على دعم الولايات المتحدة لفنزويلا كبديل لكوبا،  وبالتالي زاد من طمأنة المُحافظين المحليين مع عزل الجماعات العسكرية المتشددة التي حاولت في عدة مناسبات الانقلابات في السنوات التي تلت عام 1958 مباشرة وفي هذه المرحلة، من المناسب النظر عن كثب في طبيعة الأحزاب السياسية الرئيسية التي قدمت  نموذجا للمنظمين السياسيين الذين تمكنوا من السيطرة على المشهد السياسي لمدة نصف قرن،  حيث قدموا سبعة من الرؤساء التسعة المنتخبين بالتصويت الشعبي. ومع ذلك، فقد اضمحللا معا في العقد الذي أعقب عام 1968، حيث ساهمت الحملات التنظيمية والانتخابية الناجحة في الانتعاش الملحوظ للحزب.(56)

لقد قدمت فنزويلا الحديثة للمراقب سجلا مُثيراً للإعجاب من ثلاثة عقود من الانتخابات الضخمة الخالية وفيها  من الاحتيال والتنافسية المتزايدة، وقد حفزت المنافسة التغيير ليس فقط في نمط العلاقات بين الأحزاب، ولكن أيضا في الديناميات الداخلية وتنظيم الأحزاب نفسها. وتُشير البيانات الانتخابية إلى عدة أبعاد حاسمة للتغير في المنافسة الحزبية، والطابع الخاص لتلك المسابقة؛ ومعنى التغييرات الأخيرة في هيكل كل منها تصويت الحزب وتزايد امتناع أعضاء البرلمان، والعلاقة بين الأصوات والتمثيل في البرلمان، ويأتي التشرذم الانتخابي في أشكال عديدة،   وأحد العناصر الواضحة هو النمو الهائل في عدد المرشحين والأحزاب التي تسعى إلى المنصب. وتنافس ثلاثة مرشحين للرئاسة في عام 1958 وقدمت ثمانية أحزاب قوائم تشريعية في الانتخابات الأولى.(57)

ولم يكن الدعم الامريكي لاي انتخابات من أجل فنزويلا كبلد وما يؤكد ذلك أن قادة الانقلاب  في العام 1955 كانوا واثقين من أنفسهم.  وتم تأمين الدعم العسكري في القواعد الإقليمية. وبنفس القدر من الأهمية، أعرب السفير الأمريكي أيضا سرا ًعن دعمه" لبيريز خيمينيز." وفي عام 1955  فان من غير المرجح أن يكون الانقلاب قد وقع بدون هذا الدعم، أو أن يتخذ الشكل الذي كان عليه. وكما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز في 12 تشرين الأول 1955، "ومن السر العلني أنه لو كانت الولايات المتحدة قد أعربت عن استيائها من سرقة الانتخابات الفنزويلية من قبل أنصار " بيريز خيمينيز" في تشرين الثاني 1952، لكان هذا الأخير قد تراجع، أو على الأقل كان سيتوصل إلى اتفاق مع المعارضة وبإبقاء أنفسهم خارج الصراع تماما، والاعتراف بسرعة بنظام" بيريز خيمينيز"، هو من التدخل الامريكي إلى حد ما.(58)

وخلال الجزء الأول من الحرب الباردة، رأت الولايات المتحدة أن لها مصالح مهمة متعددة في فنزويلا حيث كان ينظر إلى الموارد الطبيعية لفنزويلا، وخاصة النفط، على أنها "ضرورية" للأمن القومي الأمريكي والاقتصاد، خاصة كان دور فنزويلا كمنتج للنفط أكثر أهمية بكثير في 1950، ثم هو في عام 1958،  كونها آنذاك أكبر مصدر للنفط في العالم وثاني أكبر منتج للنفط بعد الولايات المتحدة وكانت الولايات المتحدة خلال هذه الفترة العميل الرئيسي لفنزويلا،  حيث جاء حوالي ثلثي جميع واردات النفط الأمريكية من فنزويلا.  وكان معظم هذا النفط تنتجه شركات أميركية وعلاوة على ذلك، كانت إدارة أيزنهاور تأمل خلال هذه الفترة في أن يصبح إنتاج النفط الفنزويلي كبيرا بما يكفي لخفضه،  الامر الذي جعل ايزنهاور يدعم الانتخابات الفنزولية من مبدأ ان المصالح الأمريكية تقتضي ذلك .(59)

     وفي الانتخابات الفنزويلية لعام 1958، أصبحت إدارة أيزنهاور قلقة بشكل متزايد، في أعقاب الهجوم العنيف الذي شنته عصابة شيوعية غاضبة على موكب نائب الرئيس نيكسون خلال زيارته إلى كاراكاس في مايو 1958، بسبب القوة والنفوذ المتزايدين " للحزب الشيوعي الفنزويلي" الذي بدأ العمل بحرية في فنزويلا بعد سقوط " خيمينيز" في بداية ذلك العام، كما أصبحت قلقة من عدم رغبة المجلس العسكري الانتقالي، بقيادة الأدميرال "فولفغانغ لارازابال"، بالقيام بالكثير من أجل إبقاء المجلس العسكري الانتقالي تحت السيطرة في الشهر التالي،  وما جعل الولايات المتحدة تدعم الانتخابات قرار الترشح" لفولفغانغ لارازابال" في الانتخابات الرئاسية،  فضلاً عن اختار قبول تأييد الحزب الشيوعي الفنزويلي،  والتمويل السوفيتي السري، وهذا بدوره دفع الولايات المتحدة، التي تشعر بالقلق إزاء موقف" لارازابال" تجاه الحزب الشيوعي الفنزويلي، كما تبين في اتخاذ القرار المذكور أعلاه، وعدم استعداده المتوقع، نتيجة لذلك للتعاون معها في قمع أنشطة الحزب الشيوعي الفنزويلي، ومنع محاولة استيلاء الشيوعية المحتملة في المستقبل إذا  ما فاز "فولفغانغ لارازابال"،  في الانتخابات، لتقديم خصمه الرئيسي في هذه الانتخابات "رومولو بيتانكورت"، والتدخل في هذه الانتخابات لصالحه، ومنع أي فوز له في الانتخابات خوفا من السيطرة الشيوعة على حكم فنزويلا  ومع ذلك تم  اختار" بيتانكورت "، الذي كان واثقا تماما من فرصه في الفوز في الانتخابات الرئاسية بسبب القوة السياسية والتنظيمية لحزبه،  وقد  رفض هذا العرض الأمريكي، وهذا بدوره دفع إدارة الرئيس "  أيزنهاور " إلى الجلوسخارج هذه الانتخابات وعدم التدخل فيها بشكل كبير،  من باب أن ثقة " بيتانكورت"  بالفوز بالانتخابات كانت قوية .(60)

                إلا أن الولايات المتحدة  شجعت على دعم الانتخابات الفنزويلية أيضا خاصة أن فنزويلا تتمتع بأهمية جيوستراتيجية بطريقتين رئيسيتين: موقع استراتيجي هام هيمنت فيه على جنوب منطقة البحر الكاريبي إلى قناة بنما التي تعتبر أهم منشأة استراتيجية للولايات المتحدة في المنطقة.، ناهيك عن انها كدولة في "الفناء الخلفي"  الأمريكي، كان ينظر إلى أي وضع تخضع فيه فنزويلا للهيمنة، أو النفوذ الشيوعي على أنه تهديد خاص للمصالح الأمريكية.(61)

     وفضلاً عن أنه كان ينظر إلى فنزويلا على أنها مهمة جداً إقتصاديا للولايات المُتحدة لكونها سوقا رئيسية للصادرات الأمريكية، وكذلك ثاني أعلى هدف للاستثمار الأجنبي المباشر الأمريكي بعد كندافضلاً عن أن  فنزويلا، مع نموها الاقتصادي السريع الذي يغذيه النفط وكانت تعتبر من قبل الإدارة الأمريكية  مهمة لفوائد الرأسمالية والمشاريع الخاصة في أمريكا اللاتينية حيث استخدم أيزنهاور ذلك مراراً وتكراراً كجزء من حملته الأيديولوجية في الحرب الباردة بشكل عام وجهوده لمساعدة بلدان أمريكا اللاتينية بشكل رئيسي من خلال تشجيع الاستثمار الأجنبي والمشاريع الخاصة. (62)

ومن هنا فإن الحكومة الأمريكية تنظر إلى فنزويلا، في وقت انتخاباتها ذات الصلة، على أنها من البلدان  التي كان وما زال  للولايات المتحدة فيها مصالح مهمة، ولم يتم النظر إلى خسارة أي منها خلال الفترة المعنية على أنها انتكاسة كبيرة للولايات المُتحدة.  ومع ذلك، لم تكن هذه الحقيقة كافية لدفع صناع القرار الأمريكيين إلى التدخل في أي من الانتخابات،  وهذا بدوره يُشير إلى أن كونها هدفا للتدخل الانتخابي الامريكي ليس نتيجة تلقائية تقريبا،  بل انما  لكونها بلدا ًذا أهتمام .(63)

وفي إطار جهودها الرامية إلى تحسين أوضاع شعبها، حظيت الحكومة الفنزويلية بتعاون ودعم الولايات  المتحدة. وقد بدأ الدعم الامريكي واضحاً لانتخابات 1958،  حيث  هدأت المخاوف المُبكرة من ميول "بيتانكورت" اليسارية، حتى بين رجال الأعمال الأمريكيين في فنزويلا الذين كانوا يعتمدون على" بيريز خيمينيز "لضمان الظروف المُستقرة التي تتطلبها الأعمال ونقل عن مسؤول تنفيذي أمريكي في كراكاس بعد عامين من تنصيب "بيتانكورت" قوله :  " لم أكن أعتقد أبدا أنني سأرى اليوم الذي أُصلي فيه من أجل أن يبقى" رومولو بيتانكورت "في رئاسة فنزويلا "(64)،  وتعد المُساعدات الاقتصادية المقدمة من الولايات المتحدة، بخلاف المساعدات العسكرية وقروض بنك التصدير والاستيراد، دليلاً واضحاً على دعم الولايات المتحدة لانتخابات 1958، وان تطورا حديثا في العلاقات بين البلدين اثبت ذلك،  وقدمت المُساعدات لمُساعدة الحكومة الجديدة من أجل تمويل الإصلاحات الاجتماعية، وقبل ذلك، للتغلب على الأزمة المالية التي واجهتها في البداية في شكل خزانة فارغة تقريبا، والذي تبين أن نظام" بيريز خيمينيز" أصدر سندات إذنية بأكثر من  مليار دولار. (65)

المحور الثالث- تولي الديمقراطيين السلطة في فنزويلا، ودستور 1961 والموقف الأمريكي منها

بعد أن فاز "بيتاكورت "في الانتخابات الفنزويلية،  تولى الحزب الديمقراطي الحكم فيها،  واعتبر الولايات المتحدة  انها سعيد الحظ  لتولي " بيتانكورت " السلطة وحزبه،  وقد وصف بانه الاكثر قربا للولايت المتحدة،  واطلق عليه" المستشار الامريكي "شليزنغر " الموزع الجديد "  وانه رئيس حزب سياسي ديمقراطي،  واتنه سيكون اداة سياسية فعالة  يمكن بواسطتها خوض حرب باردة  في الشوارع الدبلوماسية،  خاصة انه كان يشجب في كتبه  كل ما يتعلق بالشيوعه،  والتي اعتبرها غير منسجمة مع القومية الفنزويلية،  فضلاً عن انه رفض اي تقارب فنزويلي روسي .(66)

وقد شرع "بيتانكورت"  في اعداد برنامج اصلاحي اجتماعي،  واقتصادي شامل،  في حين قام "بيتانكورت " بابعاد الحزب الشيوعي الفنزويلي مع بعض المنشقين من حزب العمل  الديمقراطي  كونهم قاموا بتشكيل فصيل  راديكالي  تم تسمية  بالحركة "اليسارية " للاطاحة  بحكومة الرئيس "بيتانكورت"،  وذلك جراء ما قام  به من سياسات تتعارض مع الشيوعية وتحالفه مع الولايات المتحدة الأمريكية،  فقامت تلك الجماعات بالتحريض على الرئيس "بيتانكورت"  واستغلت وضع البلاد العام الذي يعاني من الجوع  والفقر وتوزيع الاراضي غير العادل  وانخفاض اسعار النفط  العالمية  الذي أثر على ميزانية الدولة، وبع ذلك اصبحت فنزويلا الساحة الرئيسية للتنافس فيما بين القطبين الشيوعي  المتمثال بالاتحاد السوفياتي، وبنين القطب الديمقراطي المتمثل بالولايات المتحدة الأمريكية .(67)

وجاء موقف الولايات المتحدة  الأمريكية داعما للديمقراطيين من خلال" بيتانكورت" والذي اعتبر فيه الرئيس " جون كينيدي" فنزيلا  بانها موقعا مهما وذو قيمة كبيرة  في قاموس امريكا  وبشكل مميز أكثر من أي دولة أخرى من اريكا اللاتينية، وفي صيف عانم 1961 قامت المخابرات الأمريكية بكتابات مهمة تتعلق بالشيوعية،  وكيف ان فنزيلا وقفت في تلك المعتقدات التي كانت تحاول ان تنشرها وبشكل قوي وصار،  ولا يحتمل المهادنة،  ومن خلال ذلك فقد اوجد " جون كينيدي " حليفاً قوياً  وموثوقاً للولايات المتحدة  يتمثل في "بيتانكورت"،  فضلا انه داعماً أساسياً  لتحالف التقدم،  اذا قال عنه " كل ما نحبه في زعيم سياسي موجود فيه " .(68)

وإن أحداث 23 كانون الثاني 1958 لا تمثل استعادة الديمقراطية فحسب، بل بمعنى أعمق خلق نوع مختلف وأكثر دواما من السياسة الديمقراطية. وقد نجت الديمقراطية التي بدأت في عام 1958 بالفعل، ولكن تم إنجاز المزيد من مجرد التمسك بالسلطة، كما تغيرت الأحزاب نفسها والديمقراطية التي تدعمها وتدافع عنها، وفي إطار التاريخ العام للديمقراطية، وهناك مزيداً من التواتر الزمني: الثلاثي؛ وثلاثي الأبعاد خلال العقد الذي أعقب عام 1958، عندما تم عزل أعداء اليمين واليسار وهزيمتهم ؛  وخلال السنوات الخمس عشرة اللاحقة عندما تم تعزيز الديمقراطية حول المنافسة بين الاحزاب كان التغيير السياسي، وبعد عام 1958 مدفوعا بالدروس التي اختار اللاعبون السياسيون تعلمها من التجارب الأخيرة.  رأى أعضاء رئيسيون في الطبقة السياسية في سقوط" بيريز خيمينيز " فرصة ثانية للديمقراطية، وفرصة لتصحيح أخطاء الماضي وتجنب تكرار الكوارث السياسية التي وقعت في الثلاث، والتي تم تحديدها قبل كل شيء على أنها استقطاب، وشعور بالصراع غير المنضبط، واغتراب الأقليات القوية، والعديد من الذين رحبوا بقدوم الحكم العسكري أحزاب المعارضة،  الشركات الأجنبية،  الكنيسة، وانتهى بهم الأمر إلى المعاناة تحت قيادة ماركوس بيريز خيمينيز". (69)

وفي عام 1958 تشكلت مفاهيم النخبة وتم تضخيمها من خلال الطابع المحدد للانتقال إلى الديمقراطية. ومنذ البداية كان الانتقال مشروعاً مبنيا على التحالفات، وتعاونت الأحزاب السياسية سواء بشكل سري أو من خلال الاتفاقيات التي تم تشكيلها بين قادة المنفى، وانضمت إلى ذلك مجموعات تجارية ومهنية، وكذلك عناصر رئيسية في الجيش والمنظمات الشعبية المرتبطة بالأحزاب السياسية، ضع في اعتبارك أنه على الرغم من طرد الرئيس السابق "ماركوس بيريز خيمينيز"،  إلا أن المؤسسة العسكرية ظلت سليمة، وتم بذل جهد كبير في عام 1958 وبعد ذلك لجذب الضباط  وتطهير العناصر غير المخلصة مع جلب الأجيال الجديدة تدريجياً وقد عززت الحاجة إلى جمع مثل هؤلاء الحلفاء المتنوعين معا التصرفات للتوصل إلى تسوية حكيمة. وكان هناك التزام واسع النطاق بحرية الفتح والانتخابات، وهو التزام استمر طوال العام الذي تولت فيه الحكومة المؤقتة السلطة. علاوة على ذلك، وكان الكثيرون في اليسار يأملون في الضغط من أجل إحداث تغيير اجتماعي واقتصادي شامل، معتمدين على التعبئة الجماهيرية أكثر من اعتمادهم على التسوية والتكيف بين النخب. ولكن في عام 1958 وما بعده، اعتقد القادة الفنزويليون الرئيسيون بشكل صحيح أنه بدون ثورة وسيطرة حازمة على القوة المُسلحة، فإن استراتيجيات من هذا النوع محكوم عليها بالفشل. وكانوا يعرفون أيضا أنه حتى في ظل أفضل الظروف، فإن الديمقراطية ليست نتيجة محتملة لهذه الاستراتيجيات. فالسلطة إما أن تتركز أكثر مما ينبغي في الحزب الذي يدير المشهد الذي يصبح بالتالي ديكتاتورية أخرى، أو أن الصراع يتفاقم إلى الحد الذي يجعل البقاء على قيد الحياة مستحيلا ببساطة، بعد أن فشلت الطبقة السياسية في اتباع نهج مماثلة في الماضي.(70)

وبحلول العام 1961  بدأ الحزب الشيوعي الفنزويلي  بالترويج لمسار غير سلمي من اجل احداث تغيير سياسي في البلاد،  وكانت التكتيكات العسكرية  التي استخدمتها العصابات الشيوعية ضد القوات الفنزويلية  غير  فاعلة ولا تهدد اي منحى من المناحي العسكرية،  او الاخرى في البلاد،  بالرغم ان الشيوعيين قاموا بارسال الشباب الفنزويلي الى كوبا للتدريب على تكتيكات التمرد في المناطق الريفية،  وقامت كوبا بتزويد  اليساريين الفنزوليين  ببعض الكتيبات حول الاساليب الحربية  وحرب العصابات، وقبل انتهاء العام 1961  كان على ادارة "ايزنهاور" ان تتعامل مع التهديد العسكري الحقيق لحكومة "بيتانكورت" خاصة ان الاتحاد السوفيتي   قرر دعم نظام كاستروا اقتصادياً  والاستفادة منه في الصراع ضد الولايات المتحدة،  وقد تمثل هذا الدعم في ارسال اللاف من القوات والمستشارين العسكريين،  اضافة الى وسائل النقل المحولة بالمعدات .

        فيما يُعتبر دستور 1961 من أفضل الدساتير المعاصرة المعمول بها في أمريكا اللاتينية،  والذي  سن في 23 كانون الثاني 1961 من وجهة النظر الرسمية وكذلك من محتوياته،  ومما لا شك فيه أن دستور عام 1961  كان،  كما ذكر مؤلفوه وكتبوه في كثير من الأحيان،  نتيجة لتوافق في الآراء بين مختلف القوى والجهات الفاعلة السياسية في  البداية. ومن ثم، كان دستور عام 1961 ميثاقاً سياسياً أصيلا للمُجتمع الفنزويلي، صاغه، كما يمكن أن يفترض وان جيل له أكثر من عقدين من الأنشطة السياسية وفي لحظة تاريخية محددة، تجسدت خلالها روح الوحدة والوئام الناشئة عن الإطاحة بالديكتاتورية في توقيع الاتفاق بين الأحزاب المسمى ميثاق" بونتو فيجو"، مما سهل صياغة نص تعددي يجسد تطلعات جميع الفنزويليين  بما يتفق مع الخط السياسي للحكومات . ثم لم ينظر إلى دستور عام 1961 أبدا على أنه سترة مستقيمة للعملية السياسية الفنزويلية، بل كقناة واسعة بما فيه الكفاية للسماح بحرية الملاحة والدستور جامد حقاً وغير مرن في نقطتين فقط:  في إقامة ديمقراطية تعددية تسمح بمشاركة جميع القوى والتيارات السياسية،  ومن هنا جاء تجسيد الدستور لمبدأ التمثيل النسبي،  وإسناد مهمة التسيير السياسي للبلاد إلى الأحزاب السياسية .(71)

ومن هنا فقد زرع الدستور بعض ثماره السياسية الأساسية، وخلق حالة طويلة من الاستقرار لم يسبق لها مثيل في هذا القرن.  وهكذا، فإن الديمقراطية الفنزويلية، منذ عام 1958 لها عمر أطول مما انقضى منذ عهد النظام الأساسي المؤقت لغوميز في عام 1914 وحتى وفاة" بيريز خيمينيز ومن ثم فإن الديمقراطية  لا تزال قائمة منذ عام 1958 .

ومنذ عام 1958 بقيت الديمقراطية على قيد الحياة، على الرغم من أن سجلها لم يكن خاليا من القيود محاولات الانقلاب، وخاصة في السنوات الأولى، حرض عليها متطرفون من اليمين واليسار على حد سواء، وأحيانا بأجر من أو بإلهام من متطرفين من خارج البلاد، الا ان دستور عام 1961 لم يُعاد كتابته أو إلغاؤه، حتى لو لم يتم دائما مراعاة روح الميثاق. الفساد موجود أيضا. وفي بعض الأحيان أدت الطفرة النفطية إلى تجاهل المسؤولية المالية، كما عززت فكرة أن الحكومة قادرة دائما على تحمل ترف دواء شاف آخر.(72)

    وبموجب دستور عام 1961، أعطت العادات والممارسات السياسية في فنزويلا أولوية لا يمكن إنكارها للحكومة المركزية، بشكل عام، وللرئيس القدرة على تعيين حكام الولايات إلى كونهم جميعا من حزبه ودفع أجندته إلى الولايات (73).

     ويتصف دستور 1961 بان تم  تصميمه ليكون مناهضا للاستبداد، واتبع الدستور النموذج الأمريكي لتقسيم السلطة بين هيئة تشريعية من مجلسين، ومحكمة عليا، ورئيس. على عكس الدستور الأمريكي يحظر الدستور الفنزويلي أيضا إعادة الانتخاب الرئاسي الفوري،  مما يسمح فقط بإمكانية فترتين غير مُتتاليتين مدة كل منهما خمس سنوات مع انقطاع لمدة 10 سنوات، وكان ينظر إلى هذا الحظر الفوري لإعادة الانتخاب على أنه جدار ضد الديكتاتوريين المُحتملين مُستقبلاً.(74)

                وحتى عام 1961، كانت فنزويلا تتمتع بتمييز لا تحسد عليه يتمثل في أنها كانت تحكمها دساتير أكثر من أي بلد آخر في أمريكا اللاتينية. كان هذا التراث جزئيا نتيجة لصدمة حرب الاستقلال الطويلة الأمد التي اختبرت التماسك الاجتماعي الهش للحكومة والسياسة في البلاد، وبالرغم ان الهيكل الدستوري الرسمي واضح في أحكامه. ومن ناحية أخرى، فإن التصريحات المتعلقة بالحقوق الفردية والجماعية هي تصريحات خيالية، ولا سيما تلك المواد التي تتناول الحقوق الاجتماعية وحقوق الرعاية الاجتماعية. هذا المزيج من الأعمال الفنية التقليدية وتلك التي تعكس الالتزامات بالإصلاح والعدالة الاجتماعية الامر الذي يجعل دستور عام 1961 دراسة حالة مثيرة للاهتمام. بموجب دستورها السادس والعشرين،  الذي اعتمد في 23 يناير 1961فنزويلا هي جمهورية اتحادية تتكون من عشرين ولاية،  وإقليمين اتحاديين الأمازون ودلتا أماكورو،  ومقاطعة اتحادية كاراكاس،  بالإضافة إلى ذلك، هناك اثنان وسبعون جزيرة تابعة في منطقة البحر الكاريبي، وتنقسم سلطة الحكومة بين الحكومة الوطنية والولايات والمقاطعات والبلديات. ومع ذلك، فطوال معظم فترة الحكم، كانت السلطة الحكومية الوطنية في كراكاس هي السائدة.(75)

كما وضع دستور عام 1961 العديد من الالتزامات الاجتماعية على عاتق الدولة، مثل المسؤولية المتعلقة بالعمل والرعاية الاجتماعية والاقتصاد الوطني، فيما تم تحديد ساعات العمل،  والحد الأدنى للأجور مضمونة،  وهناك حرية الإضراب، وتوفر حماية خاصة للنساء والقاصرين في القوى العاملة تتمتع الحكومة بالعديد من الصلاحيات والمسؤوليات فيما يتعلق بالتنمية الاقتصادية الوطنية والملكية الخاصة والمشاريع الخاصة محمية طالما أنها لا تتعارض مع السياسات الوطنية. وفي المقابل، تمنح الحكومة الوطنية مساحة واسعة في مجالات التنمية الصناعية وحماية الموارد الطبيعية، وفي الأحكام المتعلقة بمصادرة الممتلكات. من السهل تعديل الدستور وحتى إعادة كتابته. يمكن الشروع في التعديلات من قبل ربع أحد مجلسي الكونغرس أو ربع الجمعيات التشريعية للولايات،  ويتطلب التعديل أغلبية بسيطة لإقراره من قبل الكونغرس. إذا أقره الكونغرس، فإن التعديل لا يتطلب تصديقا من ثلثي الولايات ليصبح جزءاً من الدستور. وأحكام إصلاح الدستور أو إعادة صياغته متشابهة؛ ويمكن تنفيذ العملية من خلال تصويت الثلث من قبل الولايات أو الكونغرس،  وتمريرها بأغلبية الثلثين في الكونغرس،  والموافقة عليها من خلال استفتاء وطني، ولا يجوز إعادة تقديم مبادرات التعديل أو الإصلاح المرفوضة خلال نفس فترة ولاية الكونغرس، ولا يجوز للرئيس استخدام حق النقض "الفيتو" (76) ضد التعديلات أو الإصلاحات ويكون ملزما بإصدارها في غضون عشرة أيام من إقرارها. (77)

                ومن الناحية العملية، احتفظ دستور عام 1961 بالعديد من سمات الدساتير السابقة. فالفيدراليةعلى سبيل المثال، كانت الأساس الاسمي للهيكلة الدستورية منذ عام 1864 على الرغم من أن وثيقة عام 1961 تصف فنزويلا بأنها دولة فيدرالية،  إلا أنها تصف البلاد أيضا بأنها "جمهورية فنزويلا"،  في حين استخدمت المواثيق السابقة مصطلح "الولايات المتحدة الفنزويلية". والأهم من ذلك، أن الدستور كان بمثابة الأساس لبرامج الحكومة السابقة التي تفي بالولاية من أجل تحقيق قدر أكبر من العدالة الاجتماعية وزيادة استخدام الحكومة المركزية في جميع مجالات السياسة العامة. وهكذا، في الواقع، وسع دستور عام 1961 وأعاد تعريف الدور المركزي الذي يتعين على الحكومة أن تؤديه نيابة عن شعب فنزويلا؛ حافظت على تقليد الرؤساء الأقوياء والدولة المركزية القوية.

ولا توجد تحديات وقيود رئيسية للسلطة الرئاسية في القيود الدستورية، ولكن في النظام السياسي كما هو محدد من قبل الأحزاب السياسية الفنزويلية الرئيسية.  والقيود المفروضة على المبادرة الرئاسية من خلال لعب القوى داخل حزب الرئيس قيدت الإجراءات الرئاسية بشكل غير رسمي ولكن فعال. ولذلك فإن الضوابط السياسية في الممارسة العملية تعمل بفعالية أكبر من الضوابط الدستورية لمنع إساءة استخدام الرئيس للسلطة. وتمثل السلطة الدستورية لإعلان حالة الحصار وتقييد الضمانات الدستورية أو تعليقها مؤقتا ممارسة السلطة الرئاسية بموجب دستور عام 1961 خلال فترة ولاية "رومولو بيتانكورت" المنتخبة شعر بأنه مضطر لاستخدام هذه القيود المنصوص عليها دستوريا للانتصار على القوى التي تهدد بقاء حكومته المنتخبة شرعيا بيد أنه ينبغي الإشارة إلى أنه لا يمكن إلغاء بعض الضمانات دستورياً تحت أي ظرف من الظروف، ويمثل الضمان ضد السجن الدائم وحظر عقوبة الإعدام حكمين من هذا القبيل.(78)

لقد دعمت الولايت المتحدة الأمريكية حكومة " بيتانكورت" التي اعتبرتها دستورية، وهذا ما يؤكد دعمها للدستور الجددي 1961،  وخلا الزيارة التي قام بها جو الرئيس الامريكي " جون كندي " (79) في 19 كانون الاول وزجته "جاكلين كندي " (80) نظر الرئيسان بعناية في السبل التي يمكن بها لفنزويلا والولايات المتحدة أن تعززا أهداف التحالف من أجل التقدم بأكبر قدر من الفعالية. ونظروا أيضا في خطورة الحالة الناشئة عن إنشاء معقل أجنبي مناهض للديمقراطية في كوبا تنبع منه تهديدات لاستقلال وسيادة كل جمهورية من الجمهوريات الأمريكية الحرة. ويتطلع الرئيسان إلى منظمة الدول الأمريكية لاستخدام جميع الوسائل التي في وسعها لضمان استمرارية العملية الديمقراطية في الدول الأعضاء ويحثون الدول الأعضاء من جانبها على تعزيز الصداقة والتضامن والأمن بين البلدان الأمريكية من خلال تقديم الدعم الكامل والنشط والفوري لبرامج منظمة الدول الأمريكية من أجل التنمية الاجتماعية والاقتصادية في نصف الكرة الأرضية. (81)

ولوحظ إحراز تقدم كبير في الإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية للتحالف من أجل التقدم في جمهورية فنزويلا تحت القيادة المُستنيرة لحكومة" بيتانكورت"، وتعهد رئيس الولايات المتحدة بدعم بلده الكامل لجمهورية فنزويلا في مقاومة الحملة الشاملة التي يشنها الشيوعيون الدوليون، بمساعدة خاصة من حلفائهم الكوبيين، للإطاحة بالحكومة الدستورية للرئيس" بيتانكورت." واستعرض الرئيسان تطور صادرات فنزويلا النفطية إلى الولايات المتحدة منذ بدء برنامج الاستيراد الإلزامي. وأشاروا إلى أن وجود موقف قوي لفنزويلا في سوق النفط العالمية أمر أساسي للتنمية الاجتماعية والاقتصادية لفنزويلا.

وفي ختام زيارة الرئيس " جون كينيدي"،  أعرب الرئيسان عن ارتياحهما للفرصة التي أتيحت لهما للتشاور معا شخصيا، مواصلين بذلك تبادلا مباشرا بدأ في كاراكاس في عام 1961 وكان اجتماعهم في  بعد  تلك الزيارة  التي قام بها الرئيس ان قام" بيتانكورت " لواشنطن دليلا آخر على التضامن في التعامل مع القوى التخريبية التي تهاجم حرية وسلام هذا النصف من الكرة الأرضية، وأكد الرئيسان الجهود التعاونية الرامية إلى إتاحة إمكانية وفرصة إحراز تقدم لجميع الشعوب الأمريكية؛ وأكدوا من جديد بنشاط، بوصفهم رؤساء دول وكمواطنين، احترامهم المتبادل الثابت للحقوق المدنية والكرامة الإنسانية.(82)

                لقد اثبتت الخطط التنموية لحزب العمل الديمقراطي في فنزيلا انها تتلائم مع مشروع الرئيس " جون كينيدي "  لتعزيز التقدم والتطور الاقتصادي،  وما تحتوية الديمقراطية  من خلال برامج التحالف مابين البلدين،  وهذا دليل على موقف الولايات المتحدة من الدستور الفنزويلي 1961  والذي يتضمن كافة العناصر التي تتعلق بالتنمية والتطوير الاقتصادي،  والتطور الديمقراطي الذي حث عليه الدستور الذي تم  اقراره في عهد الرئيس الجديد " بتناكورت"،   ودليل هذا الرضا عن الدستور ان كون الرئيس           " بتانكورت"  و" جون كينيدي" علاقات صداقة افضت إلى اقامة علاقات جديدة  مع الولايات المُتحدة طوال فترة الستينيات من القرن الماضي،  وقد أكد ذلك ايضاً أن قام خبراء من معهد " ماساتشوستس"  في تخطيط المدن الصناعية  الجديدة في فنزويلا . (83)

      وقد اكدت الولايات المتحدة الأمريكية عن رضاها عن كل ما قام به "بيتانكورت " من اجراءات وحزبة،  ورضاها عن ما جاء في الدستور،  ومن أجل تقوية ذلك والحفاظ على ما تم اقراره  من خلال مشروع التدريب العسكري،  حيث أهتمت الولايات المتحدة بالتدريب العسكري الفنزويلي،  اضافة إلى اكساب العسكريين مهارات أخرى  سواء اللغة الانجليزية،  أو العلوم الاخرى،  اضافة لاشراك كبار الضباط العسكريين الفنزويليين  في الاكاديميات العسكرية الأمريكية،  فيما حازت فنزيلا على الجزء الاكبر من المساعدات العسكرية الامريكة  لامريكا اللاتينية في تلك الفترة  مابين 1960-1961، فضلا عن تركيز الادارة الأمريكية  على تشجيع الشباب الفنزيليعلى الانخراط في المشاريع الثقافية  والتعليمية الأمريكية،  حيث تم وضع خطة قوية  لابعاد الشباب الفنزويلي عن الافكاروالثقافة الشيوعية،  اضافة إلى برامج التبادل الثقافي  المتعددة،  من خلال الافلام والمعارض  التي تعتبر أكثر فعالية لتعزيز العلاقات الودية مع فنزويلا وشبابها .(84)

    وقد أكد الدعم الامريكي من خلال التوقيع على مشروع  "التحالف من أجل التقدم"(85) في عام 1961 أكبر موافقة على ما جاء به دستور عام 1961 وما تم تشكيله من خلال " بيتانكورت" 1961، وجاء هذا المشروع  على تعزيز التي ركز عليها الدستور الذي تم اقراره عام 1961،  وهو يمثل انتصاراً كبيراً  لحكومة "بيتانكورت"  وهو نتيجة طبيعية لرضا الولايات المتحدة عن الحكومة وما جاء في الدستور خاصة أن تلك العلاقة  بدأت مع بداية هذه المشروع،  وقد أكد ذلك أيضاً ما قامت به  الولايات المتحدة من تزويد فنزويلا  برأس مالي اقتصادي كبير منذ أن بدأ البرنامج الاقتصادي الكبير  فضلاً عن الدعم السياسي اللازم لابقائه في السلطة،  وعملت بكل قوة على أن  يتم تنفيذ اتفاقية " بونتو فيغو"  وترى الولايات المتحدة الأمريكية أن تنفيذ "بيتانكورت"  لما جاء في التحالف الاقتصادي والسياسي معها سيكون دليلاً قويا على أن مشروع " التحالف من أجل التقدم " سيكون بداية النجاحات بين البلدين .(86)

الهوامش

1)      رومولو إرنستو بيتانكورت بيلو  22 شباط 1908 - 28 تشرين الاثني 1981 ؛ والمعروف باسم "والد الديمقراطية الفنزويلية"،  الرئيس الرابع والأربعين لفنزويلا،  الذي خدم في الفترة من 1945 إلى 1948 ومرة أخرى من عام 1959 حتى عام 1964،  وكذلك زعيم،  الحزب السياسي المهيمن في فنزويلا في القرن العشرين، وهو أحد أهم الشخصيات السياسية في فنزويلا،  قاد مهنة صاخبة ومثيرة للجدل في سياسات أمريكا اللاتينية. أدت فترات المنفى إلى اتصال بيتانكورت بالعديد من دول أمريكا اللاتينية وكذلك الولايات المتحدة،  مما يضمن إرثه كواحد من أبرز القادة الدوليين الذين خرجوا من أمريكا اللاتينية في القرن العشرين. ينسب العلماء إلى بيتانكورت باعتباره الأب المؤسس لفنزويلا الديمقراطية الحديثة. انظر : 20th Century Western Personal Encyclopaedia

2)      ريتشارد ميلهوس نيكسون  9 كانون الثاني 1913  - 22 نيسان 1994،  رئيس امريكا السابع و التلاتين من سنة 1969 لسنة 1974. اول رئيس امريكى يزور الصين و اشتهر بفضيحة التجسس اللى اتسمت " فضيحة ووترجيت " والتي بسببها استقال اول رئيس فى تاريخ امريكا، وشهد عهده نهاية حرب فييتنام. انظر:

https://arz.wikipedia.org/wiki

3)            QUINN,chirsty,(2011), The Dreamboat That Ran Aground: U.S. Policy Towards Venezuela 1955-1960,https://www.e-ir.info/2011/10/30/the-dreamboat-that-ran-aground-us-policy-towards-venezuela-1955-1960,P:1

4)      ماركوس إيفانجليستا بيريز خيمينيز،25 نيسان 1914 - 20 ايلول 2001، ضابطًا عسكريًا وفنزويليًا في جيش فنزويلا ورئيسًا لفنزويلا من 1952 إلى 1958، تميزت فترة حكمه بتحسن ملحوظ في التنمية،  حيث أدى ارتفاع أسعار النفط إلى تسهيل العديد من إنجازات الأشغال العامة. الاستقرار السياسي والاقتصادي،  إلى جانب الانتهاء من الأشغال العامة الطموحة والتطور السريع للصناعات مثل الطاقة الكهرومائية والتعدين والصلب.انظر:

 Heads of States and Governments: A Worldwide Encyclopaedia of over 2,300 Leaders, 1945 Through 1992, p:282-283.

5)      دوايت ديفيد أيزنهاور، هو سياسي وجنرال أمريكي شغل منصب الرئيس الرابع والثلاثين للولايات المتحدة من عام 1953 – 1961، كان قائدا عاماً في جيش الولايات المتحدة خلال الحرب العالمية الثانية، وقائدا أعلى لقوات الحلفاء في أوروبا. انظر:

Stephen E. Ambrose, The Supreme Commander: The War Years of General Dwight D. Eisenhower (1970)

6)            Stephen G. Rabe, (1982), The Road to OPEC: United States relations with Venezuela,) 1919-1976 (, Austin University of Texas Press, P:120

7)      وقع هجوم على موكب ريتشارد نيكسون في كاراكاس، فنزويلا، خلال جولة النوايا الحسنة لعام 1958 في أمريكا الجنوبية، التي أجراها نيكسون عندما كان نائب رئيس الولايات المتحدة. ووصف الهجوم على موكب نيكسون، في ذلك الوقت بأنه  أعنف هجوم على الإطلاق على مسؤول أمريكي كبير في أثناء وجوده على أراضٍ أجنبية. كان نيكسون على وشك أن يُقتل بينما أصيب اثنان من مساعديه في الاشتباك، انتهى الأمر بنيكسون سالمًا وتمكن حاشيته من الوصول إلى السفارة الأمريكية. انظر:

 https://ar.wikipedia.org/wiki تاريخ فنزويلا (1948-1958).

8)      فيدل أليهاندرو كاسترو، 13 اب 1926 - 26 تشرين الثاني 2016، كان رئيس كوبا ورئيس الوزاره وامين الحزب الشيوعى فى كوبا، والقائد الاعلى للقوات العسكريه، بقى رئيس كوبا من عام 1959 -2008،  وقام بثوره عسكريه، مع صاحبه جيفارا واخوه راؤول كاسترو ضد حكومه فولغينسيو باتيستا، وحول البلاد لنظام شيوعى ونظام الحزب الواحد ويعتبر من اكتر الشخصيات التي تعرضت لمحاولات اغتيال. انظر:

 https://arz.wikipedia.org/wiki/%D9

9)                                    Sewell, Bevan, (2006), “A Global Policy in a Regional Setting: The Eisenhower Administration & Latin America, 1953-54” in 49th Parallel, Conference Special edition Summer 2006, P:5.

10)  بوخريص،  أحمد، (2021)،  فنزويلا بين رئيسين، المركز العربي الديمقراطي،  بحث منشور على الانترنت،  بتاريخ 3-6-2021 على الرابط https://democraticac.de/?p=75213،  تاريخ الاطلاع : 22-8-2022 .

11)  بوخريص،  أحمد، (2021)،  فنزويلا بين رئيسين، المركز العربي الديمقراطي، مرجع سابق.

12)  أسس في عام 1941. والمعروف أيضا باسم الحزب الأبيض وحزب الشعب، وهو حزب سياسي وعضو في الاشتراكية الدولية. من 1958-1998 شغل الحزب السلطة السياسية على فنزويلا بطريقة الحزبين الجمهوري والديمقراطي .انظر : https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AD%D8%B2%D8%A8

13)  حزب سياسي شيوعي في فنزويلا. تأسس الحزب في عام 1931 ينتمي الحزب إلى الأحزاب الشيوعية ذات التوجه الماركسي اللينيني .انظر:

https://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=Venezuelanalysis.com&action=edit&redlink=1

14)  المناضل،  (2005)،  فنزويلا: الثورة البوليفارية، مجلة الحوار المتمدن،العدد: 1365،  على الرابط:

 https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=49388 تاريخ النشر 1-11-2005،  تاريخ المشاهدة  21-8-2022.

15)  أسس هذا الحزب الرئيس الفنزويلي رفائيل كولدرا في 13 كانون الثاني 1946 بكراكاس. وقد ظل الحزب مهيمنا على الحياة السياسية الفنزويلية هو وصنوه الحركة الديمقراطية من العام 1958 إلى العام 1993. ويتهم هذا الحزب وكذلك الحركة الديمقراطية بأنهما بددا ثروة البلاد النفطية خلال الأربعين عاما التي قضياها في السلطة. انظر : Venezuela political parties

16)  أقدم حزب سياسي فنزويلي، وقد تأسس عام 1941 وهو عضو في الاشتراكية الدولية. حكم هذا الحزب بالتناوب مع الحزب الديموقراطي المسيحي مدة تزيد على أربعة عقود من سقوط الدكتاتور بيريز خيمناز عام 1958 حتى وصول هوغو شافيز إلى السلطة عام 1998. وقد هيمنت الحركة الديمقراطية الاجتماعية على غرفتي البرلمان في انتخابات 1973، ومع فقدانها للرئاسة في العام 1978 فقد ظلت أهم حزب سياسي في الساحة الفنزويلية. وتتهم الحركة التي حكمت البلاد فترة طويلة بالفساد الإداري وشيوع الرشوة وإغراق البلاد في الأزمات الاقتصادية والاجتماعية. وهي الآن أهم أحزاب المعارض. انظر :Venezuela political parties

17)  هو ترتيب  بين ثلاثة من  الأحزاب السياسية الرئيسية لقبول نتائج  والحفاظ على النظام الديمقراطي الجديد. كان الميثاق ضمانًا مكتوبًا بأن الأطراف الموقعة ستحترم نتائج الانتخابات،  وتمنع هيمنة الحزب الواحد،  وتتعاون لمحاربة الطغاة وتقاسم السلطة السياسية،  وتقسيم الثروة النفطية فيما بينها، وتضمن هذا الميثاق، ثلاثة أحكام رئيسية: أولا، اتفق المرشحون الرئاسيون الثلاثة في انتخابات عام 1958 على أنهم سيحترمون نتائج الانتخابات وأن الفائز سيشكل حكومة وحدة وطنية، بغض النظر عن نتائج الانتخابات. وسيتم تقسيم المناصب القيادية في الكونغرس وجميع المناصب المعينةبما في ذلك الوزارات الوزارية ومناصب المحافظين، بين الأحزاب الثلاثة الموقعة والحزب الجمهوري، ثانيا:اشترك المرشحون الثلاثة في برنامج الحد الأدنى المشترك الذي من شأنه أن يوجه سياسات الحكومة الديمقراطية الأولى. انظر : https://www.wikiwand.com/ar31999

18)  بوبوش،  محمد،  (2019)، كيف يمكن فهم دور واشنطن في  أمريكا اللاتينية؟،  المعهد المصري للدراسات  القاهرة – مصر، ص:1 .

19)  هو قائد قوة الشرطة السرية كبيرة التي تلاحق المعارضين وتدير معسكرات اعتقال سيئة السمعة. انظر:

 https://stringfixer.com/ar/Rafael_Caldera_Rodriguez

20)  وُلِد فليتشر في جرينكاستل،  بنسلفانيا،  في عام 1873، التحق بالسلك الدبلوماسي في ظل إدارة الرئيس روزفلت كسكرتير ثانوي لمفوضية الولايات المتحدة في هافانا في عام 1903،  تم نقله إلى ثم،  في عام 1905،  سكرتيرًا للمفوضية في لشبونة،  البرتغال  في عام 1907 ودول اخرى انظر:

 https://stringfixer.com/ar/Beatrice_Bend

21)    CHRISTY, QUINN,(2011), The Dreamboat That Ran Aground: U.S. Policy Towards Venezuela 1955-1960, at:

 https://www.e-ir.info/2011/10/30/the-dreamboat-that-ran-aground-us-policy-towards-venezuela-1955-1960,p:4

22)    VE-1, Memorandum from the Assistant Secretary of State for Inter-American Affairs (Rubottom) to the Acting Secretary of State, Washington, 28th January 1958, FRUS, 1958-1960, Volume V.

23)    VE-13, The Venezuelan Situation and Prospects, 4th September 1958, FRUS, 1958-1960, Volume V “Venezuela: Red Surge”, Time Magazine, 11th August 1958, online at:

 http://www.time.com/time/magazine/article/0,9171,825420,00.html

24)  هي منظّمة عالمية تضم ثلاث عشرة دولة مصدرة للنفط. يعمل أعضاء الأوبك لتحقيق توازن بين العرض والطلب لتلبية متطلبات سوق الطاقة العالمية. انظر: https://ar.wikipedia.org/wiki .

25)    VE-37, Despatch from the Chargé in Venezuela (Burrows) to the Department of State, 16th October 1959, FRUS, 1958-1960, Volume V.

26)  دبلوماسي فنزويلي بارز وسياسي ومحامي وهو صاحب فكرة إنشاء منظمة الدول المنتجة للنفط أوبك مع وزير النفط السعودي عبد الله الطريقي .انظر: https://ar.wikipedia.org/wiki.

27)  هو مبدأ تقاسم الارباح العائدة من مبيعات النفط  الفنزويلية مع الشركات الأمريكية مناصفة .

28)    Stephen G. Rabe, (1982), The Road to OPEC: United States relations with Venezuela, (1919-1976) Austin, University of Texas Press.

29)    Winfield J Burggraaf, (1972),The Venezuelan Armed Forces in politics, 1935-1959, p:162-170 .

30)    The Department of State bulletin, v38-n0 980-992, p:1107.

31)    Richard Nixon, op, p:238.

32)  سياسي أمريكي وحاكم لاوية ماساتشوستس من 1953-1957،  ووزير خارجية الولايات المتحدة من 1959-1961.                                                    انظر: https://ar.wikipedia.org/wiki/%

33)    Stephen G. Rabe, (1988), Eisenhower and Latin America: The Foreign Policy of Anticommunism Paperback – April 11, 1988, p:138.

34)    JOHN D. MARTZ, (1966), Acción Democrática: Evolution of a Modern Political Party in Venezuela. Pp. xiii, 443. Princeton, N.J.: Princeton University Press, p:110

35)    The 1958 Transition to Democracy in Venezuela: Strategizing Civilian Control, https://academic.oup.com/north-carolina-scholarship-online/book/20528/chapter-abstract/179750159?redirectedFrom=fulltext .

36)    Generals vs Presidents: Neo-Militarism in Latin America Hardcover, new , January 1, 1964,p: 202-203.

37)  كارلوس رومان ديلغادو تشالبو غوميز، بالإسبانية: Carlos Román Delgado Chalbaud Gómez كانون الثاني  1909 - 13 تشرين الثاني 1950،  ضابط عسكري فنزويلي، كان رئيسا لفنزويلا من عام 1948 إلى عام 1950  كقائد للمجلس العسكري في عام 1945،  كان أحد كبار الضباط الذين جلبوا إلى السلطة حزب العمل الديمقراطي عن طريق انقلاب. في عام 1948،  كوزير للدفاع،  قاد انقلابا عسكريا آخر وبقي رئيسا حتى اغتياله في كاراكاس. انظر : https://en.wikipedia.org/wiki/Carlos_Delgado_Chalbaud .

38)    Trikinis, Harold A, (2005), Crafting Civilian Control of the Military in Venezuela: A Comparative Perspective. Chapel Hill: University of North Carolina Press, p:67-68.

39)    Galván, Javier A, (2013), Latin American Dictators of the 20th Century: The Lives and Regimes of 15 Rulers, London: McFarland & Co, p: 68-69.

40)    Scheina, Robert L, (2003), Latin America’s Wars Volume II: The Age of the Professional Soldier, 1900-2001، p:230.

41)  بالإسبانية" : Isaías Medina Angarita"‏، 1897 – 1953  هو سياسي من فنزويلا،  ولد في سان كريستوبال،وتولى منصب رئيس فنزويلا ما بين 5 ايار 1941–18 تشرين الاول 1945 وهو عضو في الحزب الديمقراطي الفنزويلي . انظر : https://ar.wikipedia.org/wiki.

42)  بالإسبانية: Rómulo Gallegos  ولد في كاراكس في 2 أب 1884، وهو واحدا من أبرز الروائيين والسياسيين في فنزويلا في القرن العشرين، كما أنه يعد من أهم آدباء أمريكا اللاتينية على مر العصور. وتعتبر بعض أعماله مثل روايتة " السيدة باربرا" إحدى كلاسيكيات أدب أمريكا اللاتينية. وتولى منصب رئيس جمهورية فنزويلا في عام 1948 كأول رئيس جمهورية منتخب بطريقة مباشرة من قبل الشعب في القرن العشرين،  وحصل على نسبة أصوات تتعدى الـ80 % في انتخابات شعبية تم الاحتفال بها في جميع أرجاء البلد، وتوفي في كاراكس في 5نيسان . 1969. انظر: https://ar.wikipedia.org/wiki.

43)    Michael Coppedge, (2019), Explaining Democratic Deterioration in Venezuela Through Nested Inference, at:

https://mronline.org/wp-content/uploads/2019/04/54e78e03c8059faf10b14a1197b086fa400d.pdf,p:2.

44)    Stephen Zunes, (2016), Civil Resistance Against Coups A Comparative and Historical Perspective, https://www.nonviolent-conflict.org/wpcontent/uploads/2016/02/civil_resistance_against_coups_zunes_monograph, p: 51.

45)  كلمة يونانية  قديمة مكونة من مقطعين ديما  من ديموس وتعني الشعب. وغوجيا،   وتعني القيادة؛ وبذلك تكون الديماغوجية إستراتيجية لإقناع الأخرين بشيئ ما بالاستناد إلى مخاوفهم وأفكارهم  المسبقة. عن طريق  الخطابات والدعاية الحماسية مستخدمين المواضيع القومية والشعبية محاولين استثارة عواطف الجماهير. أما وفقا للتعريف السائد اليوم فهي تدل على مجموعه من الأساليب والخطابات والمناورات والحيل السياسية التي يلجأ إليها السياسيون لإغراء الشعب أو الجماهير بوعود كاذبة أو خداعة وذلك ظاهريا من أجل مصلحة الشعب، وعلمياً من أجل الوصول للحكم. انظر: ذكري،  ريم،  الموسوعة السياسية.

46)  كولب،  جلين،  (1974)، الديمقراطية والديكتاتورية في فنزويلا،  1945 - 1958،  كلية كونيتيكت،ص: 165.

47)    Levin, Dov H, (2016), "Partisan electoral interventions by the great powers: Introducing the PEIG Dataset". Venezuela: Target for Reds, at:

https://library.cqpress.com/cqresearcher/document.php?id=cqresrre1963031300

48)    FOREIGN RELATIONS OF THE UNITED STATES, 1958–1960, AMERICAN REPUBLICS, VOLUME V, https://history.state.gov/historicaldocuments/frus1958-60v05/d351.

49)  ثورة فيديل كاسترو في 1959 اكتسح رجال حرب العصابات هافانا برئاسة فيدل كاسترو وأسقطوا الديكتاتورية العسكرية لفولجنسيو باتيستا. هذا برغم تسليح حكومة الولايات المتحدة وتمويلها لباتيستا ولعملاء " CIA " داخل جيش عصابات كاسترو. دخل الثوار كوبا على ظهر اليخت غرانما ولم يكن معهم سوى ثمانين رجلا لم يبق منهم سوى 10 رجال فقط بينهم كاسترو وأخوه "راؤول" وجيفارا، ولكن هذا الهجوم الفاشل أكسبهم مؤيدين كثيرين خاصة في المناطق الريفية، وظلت المجموعة تمارس حرب العصابات لمدة سنتين وخسروا نصف عددهم في معركة مع الجيش. كان خطاب كاسترو سبباً في إضراب شامل، وبواسطة خطة جيفارا للنزول من جبال سييرا باتجاه العاصمة الكوبية تمكن الثوار من دخول العاصمة هافانا في يناير 1959 على رأس ثلاثمائة مقاتل، ليبدأ عهد جديد في حياة كوبا بعد انتصار الثورة وإطاحتها بحكم الديكتاتور "باتيستا. انظر: الثورة الكوبية - أرابيكا (3rabica.org).

50)    Miriam Kornblith and Daniel H. Levin, (1963), VENEZUELA: THE LIFE AND TIMES OF THE PARTY SYSTEM, paperwork, https://pdba.georgetown.edu/Parties/Venezuela/Leyes/PartySystem, p:12.

51)    Miriam Kornblith and Daniel H. Levin, (1963), VENEZUELA: THE LIFE AND TIMES OF THE PARTY SYSTEM, paperwork, https://pdba.georgetown.edu/Parties/Venezuela/Leyes/PartySystem, p:12.

52)    Fernando Coronil , (1988  ), THE MAGICAL STATE: HISTORY AND ILLUSION IN THE APPEARANCE OF VENEZUELAN DEMOCRACY, Kellogg Institute For International Studies: 27.

53)    George Washington, (2014), Must Go’: The Causes and Effects of Great Power Electoral Interventions, UNIVERSITY OF CALIFORNIA Los Angeles, p:154.

54)    Levin, Dov H, (2016), "Partisan electoral interventions by the great powers: Introducing the PEIG Dataset"p:168.

55)    Rabe, Stephen, (1982(, The Road to OPEC: United States Relations with Venezuela, 1919-1976. Austin: University of Texas Press, p: 128.

56)    n.d. “Mutual Security program Fiscal year 1958 estimates for Latin America” in WH central files, confidential files box 97.

57)    This is one of the conditions for such interventions according to Weinberg (2011:94-97)

58)    Venezuela: Target for Reds, U.S. Aid and Support for Betancourt, Development Loans to Venezuelan Government,

59)    https://library.cqpress.com/cqresearcher/document.php?id=cqresrre1963031300#NOTE [18].

60)    A Thousand Days: John F. Kennedy in the White House Paperback – June 3, 2002, p: 158.

61)    LATIN AMERICA THE REVOLUTION HAS BEGUN, FEBRUARY 11, 1961, https://archive.macleans.ca/article/1961/2/11/latin-america-the-revolution-has-begun .

62)    Matthew. D. jacohs. op, cit, p: 237-238.

63)    Miriam Kornblith & Daniel H. Levine, (1993), VENEZUELA: THE LIFE AND TIMES OF THE,PARTYSYSTEM,https://pdba.georgetown.edu/Parties/Venezuela/Leyes/PartySystem,p:9.

64)    Miriam Kornblith & Daniel H. Levine, (1993), VENEZUELA: THE LIFE AND TIMES OF THE PARTY SYSTEM, p:10-12.

65)    Allan R. Brewer, (1983), THE 1961 VENEZUELAN CONSTITUTIONEVALUATION AND PERSPECTIVES, Text of the paper prepared for the International Conference oa the Drafting of Contemporary Constitutions organized by the American Enterprise Institute for Public Policy Research. Washington, 12—16 September 1983, p:1-3.

66)    Richard A. Haggerty, (1990), Venezuela country study, Federal Research Division Library of Congress, P:36.

67)    Kornblith, Miriam and Daniel Levine,) 1995), Venezuela: The Life and Times of the Party System.’ In Building Democratic Institutions: Party Systems in Latin America, edited y Scott Mainwaring and Timothy Scully. Stanford, California: Stanford University Press.p:13.

68)    Diego A. Zambrano, The Constitutional Path to Dictatorship in Venezuela,

69)    https://law.stanford.edu/directory/diego-a-zambrano/#slsnav-policy-practicums

70)    Richard A. Haggerty, (1990), Venezuela country study, Federal Research Division Library of Congress, p:137-139

71)  حق النقض أو الفيتو (Veto)‏،  وهي كلمة لاتينية تعني "أنا أمنع"، وهو حق يستخدمهمسؤول ما في الدولة على سبيل المثال من أجل إيقاف عمل رسمي من طرفٍ واحد.انظر : https://ar.wikipedia.org/wiki

72)    Richard A. Haggerty, (1990), Venezuela country study, Federal Research Division Library of Congress, p:130.

73)    Richard A. Haggerty, (1990), Venezuela country study, Federal Research Division Library of Congress, Federal Research Division, p:135.

74)  سياسي أمريكي تولّى منصب الرئيس الخامس والثلاثين للولايات المتحدة من 20 كانون الثاني 1961 حتى اغتياله في 22 كانون الاول 1963. خدم كينيدي كرئيس في ذروة الحرب الباردة، وركز في جُلِّ فترة رئاسته على إدارة العلاقات مع الاتحاد السوفيتي. كينيدي هو عضو في الحزب الديمقراطي، ومثَّل ولاية ماساتشوستس في مجلس النواب ومجلس الشيوخ قبل أن يصبح رئيسًا.

75)  جاكلين جوان فرنو 1929-19 28  -ايار 1994)، زوجة جون إف. كينيدي، رئيس الولايات المتحدة الخامس والثلاثون، والسيدة الأولى للولايات المتحدة في أثناء فترة رئاسته من 1961 وحتى اغتياله عام 1963؛ وبعد مرور خمس سنوات تزوجت جاكلين من أرسطو أوناسيس، أحد أثرياء الملاحة اليونان، وظلا متزوجين إلى أن تُوفّي عام 1975.

76)  وهي الابنة الكُبرى لجون فرنو بوفيير الثالث، وسيط الأوراق المالية بوول ستريت، وسيدة المجتمع جانيت نورتون لي، واللذين انفصلا عام 1940 وحصلت على إجازة في الأدب الفرنسيّ من جامعة جورج واشنطن عام 1951؛ ثم عملت مصوّرةً لدى جريدة واشنطن تايمز هيرالد. التقت جاكلين جون إف. كينيدي، عضو الكونغرس، عام 1952 وبعد ذلك بفترة وجيزة انتُخِب رئيسًا لمجلس الشيوخ الأمريكي؛ ثم تزوجا في العام التالي وأنجبا أربعة أطفال، تُوفّي اثنان منهما في فترة الطفولة.

77)    The American Presidency Project, (1963), Joint Statement Following Discussions with the President of Venezuela, www.Joint Statement Following Discussions with the President of Venezuela, The American Presidency Project (ucsb.edu).

78)    The American Presidency Project, (1963), Joint Statement Following Discussions with the President of Venezuela, www.Joint Statement Following Discussions with the President of Venezuela, The American Presidency Project (ucsb.edu).

79)    Janet Kelly & Carlos A, Romero, OP, cit, p:18.

80)    FOREIGN RELATIONS OF THE UNITED STATES, 1958–1960, AMERICAN REPUBLICS, VOLUME V, https://history.state.gov/historicaldocuments/frus1958-60v05/d351.

81)  مشروع  أمريكي فنزويلي بدأه الرئيس الأمريكي جون كينيدي في عام 1961،   يهدف إلى إقامة تعاون اقتصادي بين الولايات المتحدة وأمريكا اللاتينية، وقد كان لويس مونوز مارين  المستشار المقرب لشؤون أمريكا اللاتينية لكينيدي، واحد من كبار الإداريين، وتيودورو موسكوسو،  مهندس منسق برنامج الرئيس كنيدي.  وتم التوقيع على المشروع في بونتا في أب 1961 في الاروغوي .

82)    Cristobal aspinza. op. cit , p:101.

المصادر والمراجع

المراجع العربية:

الكتب :

  كولب،  جلين،  (1974)، الديمقراطية والديكتاتورية في فنزويلا،  1945 - 1958،  كلية كونيتيكت.

الدراسات والابحاث :

بوبوش،  محمد،  (2019)، كيف يمكن فهم دور واشنطن في  أمريكا اللاتينية؟،  المعهد المصري للدراسات  القاهرة – مصر .

بوخريص،  أحمد، (2021)، فنزويلا بين رئيسين، المركز العربي الديمقراطي،  بحث منشور على الانترنت،  بتاريخ 3-6-2021 على الرابط https://democraticac.de/?p=75213  تاريخ المشاهدة : 22-8-2022.

محمود،   دينا محمد، (2020)،  العلاقات  الأمريكية الفنزويلية إبان الفترة (1952-1954)، مجلة بحوث الاوسط،   العدد (57) الجزء الاول، القاهرة -مصر  .

محمود،  صدفه محمد، (2022)،  هل تنجح المحاولات الأمريكية للتقارب مع فنزويلا في تهديد التحالفات الروسية الدولية ؟، مركز الاهرانم للدراسات السياسية والاستراتيجية، القاهرة – مصر.

مختار،  أمل، (2019)،   ازمة فنزويلا : نموذج امريكي جديد لتغيير الانظمة،  مركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، القاهرة – مصر .

مركز الامارات للسياسات،  (2022)،  الحرب الروسية-الأوكرانية والانفتاح الأمريكي على فنزويلا، ابو ظبي- الامارات العربية المتحدة .

المناضل،  (2005)،  فنزويلا: الثورة البوليفارية، مجلة الحوار المتمدن،العدد: 1365،  على الرابط https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=49388 تاريخ النشر 1-11-2005،  تاريخ المشاهدة،  21-8-2022.

 المواقع الالكترونية :

 

المراجع الاجنبية:

الكتب .

Stephen G. Rabe, (1982), The Road to OPEC: United States relations with Venezuela,) 1919-1976 (, Austin University of Texas Press.

VE-37, Despatch from the Chargé in Venezuela (Burrows) to the Department of State, 16th October 1959, FRUS, 1958-1960, Volume V.

الدراسات والابحاث .

George Washington, (2014), Must Go’: The Causes and Effects of Great Power Electoral Interventions, UNIVERSITY OF CALIFORNIA Los Angeles.

Richard A. Haggerty, (1990), Venezuela country study, Federal Research Division Library of Congress, Federal Research Division.

Allan R. Brewer, (1983), THE 1961 VENEZUELACONSTITUTIONEVALUATION AND PERSPECTIVES, Text of the paper prepared for the International Conference oa the Drafting of Contemporary Constitutions organized by the American Enterprise Institute for Public Policy Research. Washington, 12—16 September 1983.

The American Presidency Project, (1963), Joint Statement Following Discussions with the President of Venezuela, www.Joint Statement Following Discussions with the President of Venezuela, The American Presidency Project (ucsb.edu).

Levin, Dov H, (2016), "Partisan electoral interventions by the great powers: Introducing the PEIG Dataset"

Po-Lin Pan, )2013), Framing of the US-Venezuela diplomatic relationship in major US newspapers, Journal of International Communication 19(2):235-251.

20th Century Western Personal Encyclopaedia

Kornblith, Miriam and Daniel Levine, (1995), Venezuela: The Life and Times of the Party System.’ In Building Democratic Institutions: Party Systems in Latin America, edited y Scott Mainwaring and Timothy Scully. Stanford, California: Stanford University Press.

Rabe, Stephen, (1982), The Road to OPEC: United States Relations with Venezuela, 1919-1976. Austin: University of Texas Press.

n.d. “Mutual Security program Fiscal year 1958 estimates for Latin America” in WH central files, confidential files box 97 . LATIN AMERICA THE

VE-1, Memorandum from the Assistant Secretary of State for Inter-American Affairs (Rubottom) to the Acting Secretary of State, Washington, 28th January 1958, FRUS, 1958-1960, Volume V.

Trikinis, Harold A, (2005), Crafting Civilian Control of the Military in Venezuela: A Comparative Perspective. Chapel Hill: University of North Carolina Press.

Winfield J Burggraaf, (1972),The Venezuelan Armed Forces in politics, 1935-1959. 

Galván, Javier A, (2013), Latin American Dictators of the 20th Century: The Lives and Regimes of 15 Rulers, London: McFarland & Co.

Stephen G. Rabe, (1988), Eisenhower and Latin America: The Foreign Policy of Anticommunism Paperback – April 11, 1988.

Stephen G. Rabe, (1982), The Road to OPEC: United States relations with Venezuela, (1919-1976) Austin, University of Texas Press.

[1] Scheina, Robert L, (2003), Latin America’s Wars Volume II: The Age of the Professional Soldier, 1900-2001.،  p:230.

Generals’ vs Presidents: Neo-Militarism in Latin America Hardcover, new your m January 1, 1964.

A Thousand Days: John F. Kennedy in the White House Paperback – June 3, 2002.

Fernando Coronil , (1988  ), THE MAGICAL STATE: HISTORY AND ILLUSION IN THE APPEARANCE OF VENEZUELAN DEMOCRACY, Kellogg Institute For International Studies.

 

المواقع الالكترونية.

The 1958 Transition to Democracy in Venezuela: Strategizing Civilian Control, at:

https://academic.oup.com/north-carolina,

scholarship online/book/20528/chapter- abstract/179750159?redirectedFrom=full text.

Sullivan, Mark P, (2016), Venezuela: Background and U.S. congressional research service Relations, https://apps.dtic.mil/sti/pdfs/AD1022595 .

Miriam Kornblith & Daniel H. Levine, (1993), VENEZUELA: THE LIFE AND TIMES OF THE PARTY SYSTEM, https://pdba.georgetown.edu/Parties/Venezuela/Leyes/PartySystem.

Sewell, Bevan, (2006), “A Global Policy in a Regional Setting: The Eisenhower Administration & Latin America, 1953-54” in 49th Parallel, Conference Specialedition Summer 2006, online at http://www.49thparallel.bham.ac.uk/back/issue18/Sewell_IkeLatinAm

“Venezuela: Red Surge”, Time Magazine, 11th August 1958, online at http://www.time.com/time/magazine/article/0,9171,825420,00.html

CHRISTY, QUINN,(2011), The Dreamboat That Ran Aground: U.S. Policy Towards Venezuela 1955-1960,online at https://www.e-ir.info/2011/10/30/the-dreamboat-that-ran-aground-us-policy-towards-venezuela-1955-1960.

Diego A. Zambrano, The Constitutional Path to Dictatorship in Venezuela,at:

 https://law.stanford.edu/directory/diego-a-zambrano/#slsnav-policy-practicums.

REVOLUTION,HAS,BEGUN,FEBRUARY11,1961,https://archive.macleans.ca/article/1961/2/11/latin-america-the-revolution-has-begun .

Miriam Kornblith and Daniel H. Levin, (1963), VENEZUELA: THE LIFE AND TIMES OF THE PARTY SYSTEM, paperwork, https://pdba.georgetown.edu/Parties/Venezuela/Leyes/PartySystem.

Stephen Zunes, (2016), Civil Resistance Against Coups A Comparative and Historical Perspective, https://www.nonviolent conflict.org/wpcontent/uploads/2016/02/civil_resistance_against_coups_zunes_monograph.

Michael Coppedge, (2019), Explaining Democratic Deterioration in Venezuela Through Nested Inference, https://mronline.org/wp-content/uploads/2019/04/54e78e03c8059faf10b14a1197b086fa400d

FOREIGN RELATIONS OF THE UNITED STATES, 1958–1960, AMERICAN REPUBLICS, VOLUME V, https://history.state.gov/historicaldocuments/frus1958-60v05/d351

إرسل لصديق

ما توقعك لمستقبل الاتفاق النووي الإيراني؟

ما توقعك لمستقبل الاتفاق النووي الإيراني؟