المركز العربي
للبحوث والدراسات
رئيس مجلس الادارة
عبد الرحيم علي

المدير التنفيذي 
هاني سليمان
ads
مرﭬت زكريا
مرﭬت زكريا

أزمات متصاعدة...لماذا تجددت احتجاجات النساء في إيران؟

الخميس 22/سبتمبر/2022 - 07:11 م
المركز العربي للبحوث والدراسات

تستمر الاحتجاجات المناهضة للنظام الإيراني في 22 سبتمبر 2022 بعد مقتل مهسا أميني على يد قوات الشرطة، لليوم السادس على التوالي، فيما يزداد يومياً عدد القتلى. وفي هذا السياق، أفادت وكالات أنباء إيرانية رسمية عن مقتل ثلاثة شرطيين طعناً أو بإطلاق نار الأربعاء في كل من تبريز (شمال غرب) ومشهد (شمال شرق) وقزوين (وسط) بعد أن "تم استدعاؤهم لمواجهة المشاغبين"، كما قتل عنصر من قوات الأمن الثلاثاء خلال تظاهرات في شيراز (وسط). وانتفضت عشرات المدن الإيرانية الكبيرة، مثل طهران وتبريز ومشهد وهمدان، إضافة إلى المدن الكردية، وخرج عشرات الآلاف من الإيرانيين إلى الشوارع هاتفين ضد النظام ومطالبين برحيله.

أولاً- زيادة معدلات العنف

وأظهرت أشرطة فيديو تمّ تداولها بكثافة على مواقع التواصل الاجتماعي أن بين المحتجين نساء خلعن الأوشحة عن رؤوسهن وعمدن إلى إلقائها في نيران أشعلت في الطريق، بينما عمدت أخريات إلى قصّ شعورهن بشكل قصير في تحرك رمزي. وسُمعت هتافات بين المتظاهرين في طهران "لا للحجاب، لا للعمامة، نعم للحرية والمساواة".

وخرجت تظاهرات في مدن عدة ولا سيما في شمال إيران، ليل الأربعاء، لليلة الخامسة على التوالي، وأفاد نشطاء بوقوع اشتباكات في مدن من بينها أورميا وسردشت. كما أحرق المتظاهرون الإيرانيون أكبر صورة للمرشد الإيراني علي خامنئي في إيران، بالإضافة إلى إحراق العلم الإيراني، وسط ترديد هتافات وشعارات مناهضة للنظام.

في الوقت نفسه، أفادت وكالة "مهر" للأنباء، أنه ولأول مرة تم استخدام قوات الوحدة النسائية الخاصة لقمع المتظاهرين في الاحتجاجات الحالية. وأظهرت فيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي خروج عشرات الآلاف من المواطنين في مختلف المدن الإيرانية، رغم القمع الشديد من قوات الأمن التي استخدمت الرصاص الحي والغاز لتفريق المحتجين.

وبدا لافتا أن أغلب الشعارات التي استخدمها المتظاهرون كانت تنادي بـ"سقوط الديكتاتور" و"الموت للديكتاتور" في إشارة إلى المرشد الإيراني، علي خامنئي، فيما قام بعض المتظاهرين بإحراق صوره. وشهدت أغلب المدن مصادمات واسعة مع قوات الأمن، وقام المتظاهرون بحرق عدة حافلات تابعة للشرطة، وسيارات إسعاف كانت تستخدمها قوات الأمن في تنقلاتها للتخفي وسط المتظاهرين، أو ترحيل المعتقلين لمراكز الاعتقال. كما أظهرت الفيديوهات هروب قوات الأمن من عدة أماكن بعد رشقها بالحجارة من قبل المتظاهرين، فيما قام المحتجون في مدينة "آمل" شمالي إيران، بإشعال النار في مبنى قائمقام المدينة.

ثانيًا- تصاعد تمرد النساء

تصدرت المتظاهرات المشهد في إيران بعدما أشعلت بعض النساء النار في أغطية رؤوسهن خلال مظاهرات ضد فرض الحجاب، ضمن الاحتجاجات المتصاعدة على وفاة مهسا أميني، وفي ساري، شمالي العاصمة طهران، هتفت حشود من المتظاهرين تأييدا لبعض المتظاهرات اللواتي أشعلن النيران في حجابهن، كنوع من تسجيل الاعتراض.

وذكرت تقارير أن مهسا تعرضت للضرب على الرأس بهراوة من ضباط "شرطة الأخلاق" وأن رأسها ارتطم بإحدى السيارات التابعة لهم. ونفت الشرطة أن تكون هناك إساءة معاملة قد طالتها. وقالت إنها تعرضت لـ "سكتة قلبية مفاجئة". لكن عائلتها قالت إنها كانت تتمتع بلياقة بدنية ولم تكن تعاني أي مشاكل صحية. وأثار الإعلان عن وفاة مهسا، التي تنحدر من محافظة كردستان في شمال غربي إيران، موجة من الاعتراضات، بدأت من مسقط رأسها، حيث قتل 3 متظاهرين الاثنين، بعدما فتحت الشرطة النار على المتظاهرين.

وزار أحد مساعدي المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، آية الله علي خامنئي، أسرة مهسا، يوم الاثنين، وقال لهم "سوف تتخذ جميع المؤسسات الإجراءات اللازمة للدفاع عن الحقوق التي انتهكت"، حسب ما نقلت وسائل إعلام حكومية. وانتقد النائب البرلماني البارز جلال رشيدي كوشي، بشكل علني "شرطة الأخلاق". وقال إن تأسيسها بمثابة "خطأ" لم ينتج إلا "الخسائر، والأضرار" لإيران.

ثالثًا- توسع الاحتجاجات

فمنذ بدء الاحتجاجات على مقتل مهسا أميني على يد عناصر "دورية الإرشاد"، والتي بدأت شرارتها أثناء تشييع جثمانها في 17 سبتمبر / أيلول بمدينة "سقز" في كردستان إيران، امتدت الاحتجاجات في إيران حتى مساء الأربعاء 21 سبتمبر إلى 83 مدينة على الأقل.

 

وتأتي هذه الأرقام وفقا للفيديوهات والصور التي نشرت في وسائل الإعلام، وعلى وسائل التواصل الاجتماعي خلال الأيام القليلة الماضية، ومن المحتمل أن تكون أخبار الاحتجاجات في المدن الأخرى لم تنشر بعد. وأقرت وكالة "فارس" للأنباء، المقربة للحرس الثوري الإيراني، أنه "وفقا لقرار مجلس الأمن القومي الإيراني فإن الوصول إلى إنستغرام غير ممكن منذ الليلة الماضية" و"الوصول إلى واتساب أيضا يواجه خللا كبيرا". وعلى الرغم من الخلل واسع النطاق في الإنترنت ولا سيما حجب إنستغرام وواتس آب منذ الليلة الماضية في إيران، أخذت موجة الاحتجاجات تتسع ولم تتوافر أرقام دقيقة عن عدد القتلى والمصابين والمعتقلين.

وقد عبر الرئيس الأمريكي جو بايدن الأربعاء عن تضامنه وشعبه مع النساء الإيرانيات، إثر إفادة تقارير بمقتل ثمانية أشخاص في الجمهورية الإسلامية، بعد وفاة أميني التي كانت قد احتُجزت لدى "شرطة الأخلاق" في 13 أيلول/سبتمبر في العاصمة طهران بحجة ارتداء "ملابس غير محتشمة".

وفي خطاب بايدن أمام الجمعية العامة من على منبر الأمم المتحدة بعد وقت قصير على كلمة نظيره الإيراني إبراهيم رئيسي، حيا بايدن المتظاهرين وأكد دعمه لإحياء الاتفاق النووي مع طهران. وقال الرئيس الأمريكي: "نقف إلى جانب شعب إيران الشجاع والإيرانيات الشجاعات، والذين يتظاهرون اليوم دفاعا عن أبسط حقوقهم".

وكان الغضب الشعبي في الشارع قد انفجر بعد إعلان السلطات الجمعة وفاة الشابة البالغة من العمر 22 عاما وهي من منطقة كردستان في شمال غرب إيران. ويقول ناشطون إن مهسا، واسمها الكردي زينة، قد تعرضت لضربة على الرأس خلال احتجازها، وهو أمر تنفيه السلطات الإيرانية التي أعلنت فتح تحقيق في الحادث.

إرسل لصديق

ما توقعك لمستقبل الاتفاق النووي الإيراني؟

ما توقعك لمستقبل الاتفاق النووي الإيراني؟