المركز العربي
للبحوث والدراسات
رئيس مجلس الادارة
عبد الرحيم علي

المدير التنفيذي 
هاني سليمان
ads
حسن قاسم
حسن قاسم

تحذيرات متصاعدة...ما مدى جدوى انتقادات التيار الأصولى في إيران لرئيسي وحكومته؟

السبت 11/ديسمبر/2021 - 12:33 م
المركز العربي للبحوث والدراسات

ما هي الحواجز والعقبات التي تعيق تقدم حكومة رئيسي؟ تحذيرات ليست موجهة من قبل منتقدي إيران، أو الاصلاحيين أو أتباع الحكومة السابقة فحسب، إنما هي موجهة من داخل التيار الأصولي نفسه. فخلال الأسابيع الماضية وجه كل من عدد من الأصوليين مثل أحمد توكلي، وإلياس نادران ومحمد رضا باهنر تحذيرات شديدة اللهجة للحكومة وأعضائها، والأمر اللافت للانتباه هو أن شخصين من المذكورين أعلاه خبراء اقتصاد، وكانت تحذيراتهم للحكومة تحذيرات اقتصادية.

وكان أبرز وأقرب تلك التحذيرات هو تحذير الخبير الاقتصادي أحمد توكلي، الذي لم يتبعه تياره، بسبب سياسته القائمة على الانتقاد الدائم، فكانوا يتهمونه بأنه مريض، أوأنه لا يدري ما يقول أوما يكتب، عندما يحذر بشأن وجود بعض المشكلات أويعرب عن قلقه من نشر وترويج الخرافات.

لكن أحمد توكلي، أوضح للجميع أنه رمز لمكافحة الفساد في السياسة والمجتمع، وجه في رسالته الأخيرة تحذيرات شديدة اللهجة للرئيس الإيرانى إبراهيم رئيسي، وكان تحذيره للحكومة بشأن تبعات انهيار سعر الصرف الإيرانى واضحة للغاية؛ حيث قال: "الطريق الذي سلكته الحكومة، على ما يبدو أنه استكمال لطريق صندوق النقد الدولي، الذي قد سُلك منذ العصر الهاشمي، ومستمر حتى الآن، وفعل بالشعب الإيراني مانراه الآن. وبكل تأكيد هذه الوضعية المؤسفة التي قد أودت بحياة الشعب، وجعلت معدل التضخم يصل إلى 49.5% في الثلاثة أعوام الأولى من رئاسة الحكومة، وأدى ذلك إلى احتجاجات شعبية، وحدث ما لم يجب أن يحدث".

فخلال الاجتماع المشترك بين المجلس والحكومة، والذي عقد بمناسبة العاشر من شهر مارس ويوم المجلس، قام رئيس لجنة تنسيق الميزانية 2021 إلياس نادران، وبالنيابة عن مقاطعة بهارستان بالإلقاء كلمة وطرح وجهات النظر. وكتبت وكالات الأنباء أن ما ورد للمسامع يحكي عن انتقادات حثيثة وشديدة اللهجة من قبل إلياس نادران موجهة للحكومة، ورغم أن تفاصيل هذه الاجتماع لم تنشر بعد، إلا أنه تم تخمين ذلك من خلال أسلوبه.  

فنادران من بين الأصوليين السابقين الذين قد وضحوا في المجلس الجديد وجهات نظرهم بأسلوبهم الخاص. وهو نفسه كان قد صرح منذ شهرين قائلًا: "قلنا مرارًا وتكرارًا أن الاقتصاد هو نقطة ضعف حكومة السيد رئيسي، ومن الأفضل أن نجمع خبراء الاقتصاد في الحكومة، ولكن الأهم من ذلك هو التناسق والتجانس بين أعضاء هذا الفريق، وأن يكونوا تحت راية واحدة".

وكان قد تفاعل نادران مع ما حدث من انشقاق وتفرق في الفريق الاقتصادي الإيرانى، قائلاً: "على رئيس الجمهورية الموقر أن يعلن وبكل صراحة من المسئول عن اقتصاد إيران في الحكومة؟ ومن الذي سيحدد الاستراتيجيات والنقاط الرئيسية لسياسة إيران الاقتصادية؟ نحن في غاية القلق بسبب هذه الانشقاقات".

وفي سياق آخر, أشار نادران موضحًا أنه لم يتأتى إلى مسامعه أخبار جيدة تتعلق باجتماعات رؤساء القوات وقراراتهم، حيث قال: "صولان وجولان المجلس وتغيير قراراته تقليد سئ، وهو موروث من الأنظمة القديمة. يدافع رئيس المجلس عن اعتبار المجلس والدستور، وإذا أرادت الحكومة الجديدة إجراء أي تعديل في الميزانية، عليها أن تطلب ذلك، حتى يدرس المجلس الأمر، كما يجب عليهم وضع مصلحة الشعب في خضم هذه القرارات، والمكونات الاقتصادية لها وظائفها الخاصة. هذه الانشقاقات ستؤدي إلى التوتر، وستضرب موجة التضخم الاقتصاد بعد فترة من الركود".

وجاء في تصريحات المسئول العام للجمعية الإسلامية للمهندسين ورئيس جبهة أتباع خط الإمام باهنر، الذي لم يكن له في هذه الأيام تواجدًا ولا دورًا أساسيًا في التيار الأصولي، ويعيش على هامش السياسة الأصولية – المتعلقة بحكومة رئيسي قائلاً: "لا نتوقع الوصول إلى نتيجة نهائية بحلول فبراير 2022م، ولكن نود أن نسمع عن حل بعض المشكلات، هذا ما نتوقعه، لا نتوقع حل كل شيء في غمضة عين، ولكن يجب معالجة الأمور بهذه الطريقة، وهي أن رواد الأعمال والدارسين والمستثمرين الإيرانيين يجب عليهم التشجيع والترغيب في اكمال الطريق والمستقبل".

وأشار باهنر إلى الاجتماعات واللقاءات المختلفة مع رجال وأعضاء الحكومة الثالثة عشر، قائلاً: "ستتعرضون لبعض الأحداث اليومية المختلفة من الفيضانات والزلازل، والتي ستؤدي إلى احتجاجات وانتقادات، وعلى الرغم من أن معالجة القضايا أمر مهم، لكن يجب ألا يُخصص كل الوقت والقدرة المتاحة لها وحدها".

وهنا، يتضح مما سبق، أن تحذيرات الأصوليين السابقين لم تكن موجهة فقط لرئيسي وحكومته، فقد انتقدوا كذلك أسلوب أبناء جلدتهم؛ ففي العام الماضي انتقد إلياس نادران أحد أعضاء المجلس قائلًا: "لماذا بعد مرور أكثر من خمسة أعوام ليس لديك نتاج ملحوظ على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي....."، وبعد أن اشتكى من تطلع الأعضاء للانتخابات رئاسة الجمهورية قال: "إن الاستعداد لانتخابات عام 2021 من قبل بعض الأعضاء، وبذل الجهود لتحقيق الانتصار والحصول على منصب في الحكومة الجديدة أوبلدية طهران قد خلف آثارًا غير مرغوب فيها".

وفيما يتعلق بشأن الشائعات والمبالغات في حق السيد رئيسي، قال حسين إبراهيمي: "في الحقيقة أنا اعتقد أن الأشخاص الذين يشبهون الحكومة الحالية بهذا وذاك متملقون ومداهنون، ويتفوهون بكلام ليس في صالح السيد رئيسي ولا في صالح المجتمع، والسبب وراء ذلك أنهم يريدون أن يجعلوا لأنفسهم مكانة. وهذا ما حدث كذلك مع أحمدي نجاد، فأصحاب تلك الشائعات إما أنهم أشخاص متملقون ومداهنون، أو أنهم من أهل الخيال وهذه الأقاويل. فأعضاء المجتمع الإيراني الحالي خبراء ومحنكون، يفهمون الحقائق، ويعتمدون عليها بشكل أساسي، ولا يعتمدون على مثل هذه الأقاويل التي يتفوه بها البعض؛ لأنها لا تمت للواقع بصلة".

وكان قد أوضح باهنر كذلك مؤخرًا أن الذين يثيرون الفتنة بالشائعات الكاذبة حول الحكومة الثالثة عشر، يرتكبون خطأً كبيرًا، وأن ترويج مثل هذه الشائعات يلحق أضرارًا وخيمة بالمجتمع. وينتقد كذلك بعض سلوكيات الحكومة الثالثة عشر المنبعثة من ارث أحمدي نجاد ويوضح أن المشكلات لن تُعالج بالذهاب بين الناس أو حتى بالوعود.

وفي النهاية: لابد من القول أن التيار الأصولي يحتاج وبشدة في مثل هذه الأيام إلى أمثال نادران، وتوكلي وباهنر، ليس فقط في موضع النقد والاستشارة، ولكن في موضع صنع السياسات وتنفيذها، ولكن يبدو أن العمر السياسي لهذه الشخصيات في السياسة العملية قد انتهى. وفي حين أن شخصيات مثل ناطق نورى ولاريجاني قد فضلوا الصمت، كان الإنذار والتحذير هو سلاح الأصوليين السابقين.

إرسل لصديق

ما توقعك لمستقبل الاتفاق النووي الإيراني؟

ما توقعك لمستقبل الاتفاق النووي الإيراني؟