المركز العربي
للبحوث والدراسات
رئيس مجلس الادارة
عبد الرحيم علي

المدير التنفيذي 
هاني سليمان
ads

مأزق تطور تقنية الطائرات المسيرة الإيرانية ... وإعادة تقييم التوازن الاستراتيجي في الشرق الأوسط

الأربعاء 20/أكتوبر/2021 - 02:21 م
المركز العربي للبحوث والدراسات
بينوا فوكون وديون نيسينباوم- عرض: مرﭬت زكريا

يكشف مسؤولو دفاع أمريكيون وأوروبيون وإسرائيليون عن أن الهجمات التى تمت على ناقلات النفط بواسطة طائرات مسيرة محملة بالمتفجرات، وإطلاق طائرات مسيرة من قطاع غزة على أحياء إسرائيلية، وضربات على المصافي وخطوط الأنابيب السعودية وعلى القواعد التي تأوي القوات الأمريكية في العراق، عن أن إيران تقف وراء هذه الهجمات؛حيث أن قدرة طهران المتطورة على بناء ونشر طائرات بدون طيار يمكنها أن تغير المعادلة الأمنية في منطقة الشرق الأوسط. وفي هذا السياق، يشدد المسؤولون على أن الطائرات بدون طيار نفسها تصنع غالبًا بمكونات متاحة على نطاق واسع وتُستخدم في سوق الطائرات المسيرة التجارية المتنامي.

فلعقود من الزمان، كانت الطائرات المسلحة بدون طيار تقريبًا حكراً على الجيوش المتقدمة مثل الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، ولكن في الآونة الأخيرة، قطعت تركيا، العضو في منظمة حلف شمال الأطلسي، خطوات كبيرة في تطوير طائرات بدون طيار فعالة ومنخفضة التكلفة. كما يعتمد المهندسين الإيرانيين على المكونات المستوردة لإنشاء مركبات جوية يمكنها ضرب الأهداف بدقة وعلى مسافات طويلة وتغيير الاتجاه بسرعة لتجنب الدفاعات الجوية والرادار.

ففي 13 سبتمبر 2021، استهدفت القوات المتحالفة مع إيران في اليمن مدينة جازان جنوب السعودية بطائرات مسيرة وصواريخ، وكشفت السلطات المحلية إن طائرة مسيرة مزودة بالمتفجرات استهدفت قبل أيام قليلة مطارًا عراقيًا تتمركز فيه بعض القوات الأمريكية. ويتم تصنيع الطائرات بدون طيار في شركة إيران لصناعة الطائرات، وهي شركة خاضعة لسيطرة المؤسسة العسكرية وتدير مصنعًا لصناعة الطائرات في أصفهان بوسط إيران.

كانت هذه الشركة عبارة عن مصنع تم إنشاءه في السبعينيات من قبل مقاول الدفاع الأمريكي Textron لصنع طائرات هليكوبتر عسكرية في الوقت الذي كان فيه شاه إيران  محمد رضا بهلوي، حليفًا رئيسيًا لواشنطن في المنطقة. وتُظهر سجلات الشركات الإيرانية أن شركة إيران لصناعة الطائرات تسيطر على كيان غير معروف يُدعى شركة تصميم وتصنيع الطائرات الخفيفة، التي تطور طائرات بدون طيار عالية التقنية، وحصل هذا المشروع المملوك للدولة على تمويل حكومى كبير، مما رفع رأس مالها إلى ما يعادل 271.5 مليون دولار من 1.5 مليون دولار. ويدير هذه  الشركة الجنرال حجة الله قريشي، المسؤول عن الأبحاث العسكرية الإيراني، ويترأس مجلس إدراتها المهندس حميد رضا شريفي طهراني، وهو مهندس يحضر بانتظام ندوات حول الطائرات المدنية بدون طيار في بلدان مثل إيطاليا وأستراليا.

بعد أن ضربت طائرة مسيرة محملة بالمتفجرات الناقلة بإسرائيل "ميرسر" في بحر العرب في يوليو 2021، اتهمت إسرائيل علانية العميد سعيد آرا جاني، وقال مسؤول إسرائيلي في ذلك: "عندما نحدد شخصًا ما علنًا، فإن الهدف هو إرسال رسالة إلى صاحب العمل مفادها أننا نعرف بالضبط ما تفعله ونعتزم منعه.

وعليه، أفادت بعض المصادر الاستخباراتية بأن الولايات المتحدة الأمريكية تستعد لتوسيع العقوبات ضد برنامج الطائرات بدون طيار الإيراني، وفي ذلك كشفت المديرة السابقة لشؤون الخليج العربي في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، كيرستن فونتروز  في ذلك: "إن العقوبات قد لا تكون قادرة على التأثير على برنامج إيران"، مضيفة: "إنه على عكس الصناعة الثقيلة للبرنامج نووي، تعتمد الطائرات بدون طيار غالبًا على مكونات تجارية جاهزة يمكن شراؤها عبر الإنترنت لتجميع الأدوات غير الضارة التي يتم التحكم فيها عن طريق الراديو، وبالتالي، من الصعب منع مثل هذه المبيعات بشكل فعال".

وكشف تقرير سري أعدته مؤسسة  C4ADS  للحكومة البريطانية ، وهي مؤسسة فكرية مقرها واشنطن، عن أن إيران تمكنت من تسليح حلفائها الحوثيين بنجاح في اليمن باستخدام شبكة من الشركات التجارية حول العالم قامت بشراء هذه المكونات،  وخلص التقرير إلى أن الثغرات في النظام العالمى للرقابة على  الصادرات العالمي وإنفاذه تمكن إيران من شراء هذه العناصر وتمكين الشبكات المرتبطة بالحوثيين من شراء المكونات الحيوية دون المرور عبر إيران.  وفي هذا السياق، اتضح أن الطائرات بدون طيار الإيرانية تستخدم  ذات  التصميم في العراق واليمن وغزة والشاهد على ذلك، هو طراز المحرك ، DLE-111 ، الذي صنعته شركة Mile Hao Xiang Technology Co. Ltd. ..

ووفقًا لبعض التحقيقات التى أجرتها الأمم المتحدة تم تعقب مكون متطور مصنوع في كوريا الجنوبية تم العثور عليه في طائرات بدون طيار مستخدمة ضد قوات التحالف في اليمن إلى متجر ألعاب في طهران يبيع طائرات نموذجية يتم التحكم فيها عن بعد بما في ذلك نسخ مصغرة من المقاتلات النفاثة الأمريكية. وفي هذا السياق يجمع المكون المعروف باسم المحرك المؤازر، بين المحرك وجهاز الاستشعار الذي يتيح التحكم الدقيق في موضع وسرعة الطائرة بدون طيار. كما وجدت إيران أيضًا طرقًا أخرى للحصول على التكنولوجيا المتطورة؛ حيث وجد تحقيق للأمم المتحدة في طائرات الدرون ذات الأجنحة المثلثة أن مكونًا رئيسيًا قد تم تصنيعه في السويد. وتم شحن المكون إلى طهران عبر شركة تجارة أغذية هندية قبل تجميعه في طائرات بدون طيار استخدمت في الضربات ضد منشآت النفط السعودية في مايو وسبتمبر 2019.

استخدمت إيران نسخًا من أكثر القطع التكنولوجية حساسية التي طورتها الشركات الأمريكية والإسرائيلية؛ حيث استخدمت الطائرات بدون طيار التي هاجمت منشآت النفط السعودية نسخة طبق الأصل من محرك عالي الأداء صنعته وحدة بريطانية تابعة لشركة المقاولات الدفاعية الإسرائيلية، Elbit Systems ، وكشف مسؤول مطلع مطلع على عمليات Elbit إن تكنولوجيا هذا المحرك تم تطويرها في المملكة المتحدة، وليس في إسرائيل، فضلاً عن أن هذه القطعة نفسها  كانت متاحة للبيع على موقع شركة صينية على الإنترنت ، مما يشير إلى أن الصين ربما شاركت في الهندسة العكسية. كما أن إحدى الطائرات الإيرانية بدون طيار المستخدمة في الحرب الأهلية السورية تعتمد بشكل كبير على طائرة هيرمس 450 الإسرائيلية، ويشتبه المسؤولون الإسرائيليون في أن إيران تلقت نموذج هيرميس من حليف طهران اللبناني  حزب الله، بعد تحطمها في لبنان.

By Benoit Faucon and Dion Nissenbaum, The Wall Street journal, available at https://www.wsj.com/articles/irans-armed-drone-prowess-reshapes-security-in-middle-east-11633530266?redirect=amp&s=07&fbclid=IwAR1BaZYVT6u2MUS89sHjJzd9Rv6a3eedP-rOrp-tIFAJq8W8RBqKv6wKhyE#click=https://t.co/PfFueZOBwd

إرسل لصديق

ما توقعك لمستقبل الاتفاق النووي الإيراني؟

ما توقعك لمستقبل الاتفاق النووي الإيراني؟