المركز العربي
للبحوث والدراسات
رئيس مجلس الادارة
عبد الرحيم علي

المدير التنفيذي 
هاني سليمان
ads

انتخابات الرئاسة الإيرانية...هل يعتبر برويز فتاح أحمدي نجاد الجديد؟!

الإثنين 03/مايو/2021 - 12:24 ص
المركز العربي للبحوث والدراسات
آراش عزيزي- عرض: مرﭬت زكريا

لم يكن أحد مستعدًا لسيل المعلومات الذي أطلقه رئيس مؤسسة المستضعفين برويز فتاح خلال مقابلة مباشرة مع الإذاعة الوطنية الإيرانية في 8 أغسطس 2020؛ على عكس اسمها المتواضع، فأن هذه المؤسسة تعتبر عملاق شبه حكومي تنصرف مهمته الرسمية في مساعدة المظلومين، لكن الواضح أنها هي واحدة من أكبر المؤسسات التجارية في الشرق الأوسط، تبلغ أصولها المعلنة أكثر من 560 تريليون ريال إيراني (ما يصل إلى2.4 مليار دولار حتى مع أسعار الصرف المنخفضة)، تقوم هذه المؤسسة بإدارة بعض شركات الاتصالات، وشركات للطاقة وسلسلة فنادق في جميع أنحاء إيران(تمتلك فرع في دبي)، ولكنها أيضًا تعتبر وكراً للفساد المستشرى في إيران.

ويعتبر الرئيسان السابقان محمود أحمدي نجاد ومحمد خاتمي من بين المتهمين بالاستثمار في قطاع العقارات التابع لمؤسسة المستضعفين، فضلاً عن كبار المسؤولين في إدارة الرئيس الحالي حسن روحاني مثل نائبة الرئيس معصومة ابتكار ورئيس البرلمان السابق غلام علي حداد عادل، والأمر الأكثر إثارة للدهشة هو أن فتاح أشار إلى أقسام من الحرس الثوري الإيراني(IRGC) والجيش في قائمة الاتهامات الطويلة التى تحدث عنها أثناء هذه المقابلة.

تأسست مؤسسة المستضعفين في فبراير 1979، بعد أقل من شهر من انتصار الثورة الإيرانية التي أتت بآية الله روح الله الخميني إلى السلطة، وكانت ثروتها المبدئية عبارة عن كل ما كان يملكه نظام الشاه في إيران، وطالب الخميني في ذلك الوقت بنقل ملكيتها ليس للحكومة، بل إلى المجلس الثوري الذي كان يعتبر مقر سلطة الخميني في ذلك الوقت. وعليه، أدى ذلك لاستقلال  هذه المؤسسة عن الحكومة؛ حيث يكون رئيسها مسؤولاً فقط أمام المرشد الأعلى، تمثلت ممتلكات هذه المؤسسة في  مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية والعقارات.

وفي ضوء ذلك، يبدو أن ما كشف عنه فتاح قد صُمم بشكل خاص لإحراج خصومه، وهو ما اتضح بشكل كبير في التساؤلات التى طرحها من قبيل، لماذا يمتلك أحمدي نجاد مكاتب في حي فيلينجاك الراقي في شمال طهران وليس في الأحياء الجنوبية للطبقة العاملة في المدينة؟ لماذا لا يدفع حداد عادل إيجارًا مناسبًا للأرضي التي استخدمها لبناء مدرسة ثانوية خاصة فاخرة حيث يعمل بعض أفراد أسرته؟

شغل فتاح قبل تعيينه في 2019 من قبل المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي كرئيس لمؤسسة المستضعفين، وظائف مماثلة؛ فمن عام 2015 إلى عام 2019، ترأس مؤسسة الإمام الخميني الخيرية العامة، وهي مؤسسة عملاقة أخرى شبه حكومية تمتد أذرعها إلى العديد من البلدان الإقليمية مثل لبنان، أما من عام 2009 إلى عام 2015، فكان يترأس مؤسسة هامة تابعة للحرس الثوري الإيراني. إذن من اللافت للانتباه اهتمام فتاح المفاجئ بالشفافية، لكن التفسير المعقول هو ما تحدث عنه الأستاذ بجامعة طهران صادق زيباكلام عندما قال:"فتاح سجل للتو لخوض الانتخابات الرئاسية لعام 2020، وهو الأمر الذي من شأنه أن يفسر الهجمات على المرشح المنافس المحتمل أحمدي نجاد.

سياسات نجاد الجديدة

إنها ليست المرة الأولى التي يُقترح فيها اسم فتاح كمرشح لمنصب سياسي رفيع المستوى، نظراً لإدارته لمؤسسات مالية ضخمة وقربه من المرشد الأعلى علي خامنئي؛ حيث يعتبر فتاح المرشح المثالي لنظام يعاني من ضائقة اقتصادية شديدة، وماضيه الطويل في الحرس الثوري الإيراني، الذي انضم إليه في السنوات الأولى للثورة، فضلاً عن كونه ليس من الأسماء المألوفة للمعسكر المحافظ مثل علي لاريجاني أو حداد عادل، لذا، يمكنه الظهور كوجه جديد بأيدٍ نظيفة.

ففي عام 2016، بينما كان المعسكر المحافظ يبحث عن المرشح المثالي في مواجهة الرئيس روحاني، وصل فتاح إلى القائمة المختصرة المكونة من خمسة أشخاص، لكنه استقال في وقت مبكر عندما انخفضت فرصتة في الفوز بالانتخابات التمهيدية غير الرسمية. وفي عام 2019، تم تصويره وهو يساعد ضحايا الفيضانات واسعة النطاق، كما روى فتاح قصصًا عن تعاونه مع الجنرال قاسم سليماني بعد اغتياله من قبل الولايات المتحدة الأمريكية.

 

 

مأزق الشعبوية

تأسيسًا على ما سبق، يبدو أن قيادة النظام حذرة من حيل فتاح الشعبوية، ولاسيما بعد تجربة نجاد القاسية بالنسبة للشعب الإيراني؛ حيث كانت ردود الفعل على كلمات فتاح المتلفزة سريعة وربما تكون قد أفسدت آماله، رد حداد عادل على إدعاءات فتاح بأن جميع العقارات التي استخدمها كانت بإذن من خامنئي، وهو ما قدم على إثره فتاح اعتذارًا عامًا، قائلاً إن كلماته كانت "خاطئة" و "غير كاملة" و "غير دقيقة".

كما أدت حادثة ليست ذات صلة إلى مزيد من الضرر بصورة فتاح؛ ففي 26 أغسطس 202 هاجمت قوات الأمن أهالي قرية أبو الفضل الواقعة جنوب غرب إيران في محاولة لهدم منازلهم، واستخدمت الغازات المسيلة للدموع والرصاص المطاطي مما أدى إلى وقوع إصابات على خلفية الإدعاء بأن الأرضي التي يستخدمها المزارعين هناك مملوكة لمؤسسة المستضعفين. الأمر الذى اعتذر عنه فتاح، مشيراً إلى أن هذه القرية كانت قريبة من وحدة دفاع جوي في الأهواز، وما ضاعف من حدة هذا الأمر، أن عمليات هدم المنازل تمت خلال أيام محرم المقدسة. لذا، جاء في مقالة افتتاحية في صحيفة "الجمهورية الإسلامية"في رسالة إلى فتاح"إذا كنت تريد الاعتذار للأشخاص المناسبين، فاعتذر لأهالي قرية أبو الفضل، اذهب وقبّل أيديهم".

المصدر:

Arash Azizi, Parviz Fattah: The new Ahmadinejad that may be running for president, Atlantic Council, SEP 17, 2020, available at https://www.atlanticcouncil.org/blogs/iransource/parviz-fattah-the-new-ahmadinejad-that-may-be-running-for-president/

إرسل لصديق

ما توقعك لمستقبل الاتفاق النووي الإيراني؟

ما توقعك لمستقبل الاتفاق النووي الإيراني؟