المركز العربي
للبحوث والدراسات
رئيس مجلس الادارة
عبد الرحيم علي

المدير التنفيذي 
هاني سليمان
ads

اتجاهات التعاون: هل يجب أن تتقارب الولايات المتحدة والصين من أجل العالم؟

الأحد 02/مايو/2021 - 02:26 م
المركز العربي للبحوث والدراسات
جوليان بريف نويز كات ، ثوم وودروف عرض: مصطفى صلاح

أظهرت استطلاعات الرأي أن الأمريكيين يريدون من بايدن التركيز على دبلوماسية المناخ مع بكين، وخلال المرحلة الماضية وفي واحدة من أولى إجراءاته كرئيس للولايات المتحدة؛ حيث وقع جو بايدن على أمر تنفيذي يعيد التزام الولايات المتحدة باتفاقية باريس بشأن تغير المناخ، كما وقع بايدن على أمر آخر يتخذ خطوات إضافية نحو العمل المحلي والمشاركة الدولية بشأن هذه القضية.

ومن بين أمور أخرى فقد أنشأ هذا القرار رسميًا مكتب البيت الأبيض لسياسة المناخ المحلية وحدد موعدًا لقمة المناخ العالمية التي ستُعقد في يوم الأرض في أبريل، وهذه التحركات تأتي في أعقاب قيام الرئيس الصينى شى جين بينغ بالتعهد بتحقيق الحياد الكربوني قبل عام 2060 ووضع القوى العالمية الرائدة في العالم لحقبة جديدة من الدبلوماسية؛ حيث يمكن أن تلعب هذه الخطوات دورًا متزايد في الأهمية للاستقرار في العالم.

خلافات متعددة

أعلن جون كيري مبعوث الرئيس بايدن الخاص لتغير المناخ أن هناك بعض الخلافات المتصاعدة مع الصين بشأن بعض القضايا المهمة، ولكن المناخ قضية حرجة قائمة بذاتها يجب التعامل معها ومواجهتها، ومن جانب آخر أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو ليجيان إن قضايا المناخ لا يمكن فصلها عن الحالة العامة للعلاقة بين البلدين، وأنه وثيق الصلة بالعلاقات الثنائية بوجه عام.

ويجب الإشارة هنا إلى أنه في السنوات الأخيرة، وصف الكثيرون العلاقات الصينية الأمريكية بأنها نوع من الحرب الباردة، كما أشار بعض المراقبين إلى أن تعهد الصين بحياد الكربون كان محاولة للتغلب على سياسة إدارة بايدن القادمة بقدر ما كانت تهدف إلى كبح جماح هذه الانبعاثات. وأنه خلال الحملة الانتخابية تنازع بايدن والرئيس دونالد ترامب حول من سيكون أكثر صرامة في تعامله مع الصين. وهناك اتجاه يركز على إن بايدن يسير بخطى متشددة مع بكين على عكس الرئيس السابق ترامب.

مؤشرات عديدة

قام معهد سياسات مجتمع آسيا للبيانات المتقدمة باستطلاع آراء 1040 شخصًا يمثلون جمهور الناخبين وتم عرض مجموعة متنوعة على المشاركين من المواقف السياسية المتعلقة بالصين، وتغير المناخ، والطاقة النظيفة، والسياسة الخارجية، وفي الواقع، تشير الاحصائيات إلى أن الناخبين يدعمون عددًا من الأساليب الدبلوماسية ليس فقط المنافسة ولكن أيضًا التعاون لتعزيز نشر الطاقة النظيفة العالمية والتعاون في مجال المناخ، بما في ذلك إلزام الصين بواجباتها.

وضمن هذا السياق تريد الغالبية العظمى من الذين شملهم الاستطلاع ونسبتهم 69 بالمائة بشكل عام بما في ذلك 52 بالمائة من الجمهوريين أن تكثف الولايات المتحدة العمل المناخي إذا فعلت الصين أيضًا، وهو ما يشير إلى أنه عندما تتراجع المنافسة بين القوى العظمى، قد تجد السياسات الأكثر طموحًا دعمًا أوسع، بما في ذلك بين المحافظين، كما يعتقد 75% من الناخبين أن الصين يجب أن تصل إلى الحياد الكربوني قبل عام 2060.

وعلى الرغم من أن الناخبين يبدون متشككين في شراكة الولايات المتحدة مع الصين، إلا أن معالجة قضية تغير المناخ تأتي في مرتبة متقدمة قبل الاستجابة لوباء COVID-19 وتأتي في المرتبة الثانية بعد تحقيق التراجع في الأسلحة النووية في قائمة القضايا التي يمكن أن تتعاون الدولتان بشأنها، كما يعتقد 48 في المائة من الناخبين أنه يجب على الولايات المتحدة أن تشارك الصين في معالجة تغير المناخ بينما يعتقد 32 في المائة أنه لا ينبغي لها ذلك.

وامتدادًا لما سبق فقد تم عرض مجموعة من التساؤلات حول قطاعات الاقتصاد التي يجب على البلدين العمل عليها معًا لتعزيز الابتكار والتجارة؛ حيث ارتفعت التقديرات الإيجابية حول ضرورة التعاون في مجال الطاقة النظيفة قبل السلع والمواد الصناعية والزراعة والتقنيات التكنولوجية والسيارات والرعاية الصحية، وقال 48 في المائة من المستطلعين إن على الولايات المتحدة أن تعمل مع الصين في مجال ابتكار وتجارة الطاقة النظيفة، وقال 35 في المائة إنه لا ينبغي ذلك.

في الوقت نفسه، تشير البيانات إلى أن أغلبية واضحة من الناخبين بنسبة 62 بالمائة يريدون من بايدن أن يفي بتعهده في حملته الانتخابية بمساءلة الصين عن التزاماتها بشأن المناخ، على سبيل المثال يجب أن تعمل الصين على تخفيض استخدامها للفحم في الداخل واستمرار دعمها في الخارج من خلال مبادرة الحزام والطريق.

تعاون محتمل

على الرغم من أن الخلافات تبدو وكأنها منذ وقت طويل، إلا أن البلدين تعاونا بالفعل قبل مجيء إدارة ترامب في عام 2014 في خطوة كان من الممكن اعتبارها مستحيلة؛ حيث أقنعت الولايات المتحدة الصين بالجلوس إلى طاولة المفاوضات لأول مرة في سلسلة من الإعلانات التاريخية حول ظاهرة الاحتباس الحراري والتي لعبت دورًا مهمًا في الفترة التي جاءت قبل اتفاقية باريس للمناخ.

إن الشروع في خطوة مماثلة قد تكون أكثر صعوبة في الوقت الحالي ولكن هناك احتمالية كبيرة من خلال تنافس الولايات المتحدة والصين على بعض الجبهات، مثل تمويل الطاقة النظيفة في الخارج، والتعاون في مجالات أخرى، مثل تقييم المخاطر التي تشكلها الكوارث الطبيعية التي يسببها الاحتباس الحراري، ومن ثم ستظهر الحاجة المتبادلة إلى مواجهة أزمة المناخ وأنهم لن يرغبوا في نهاية المطاف في أن ينظر إليهم على أنهم يتعارضون مع حماية العالم من هذه المخاطر.

في الختام يجب على الولايات المتحدة والصين العمل على إيجاد مسارات بديلة لتحقيق التعاون المتبادل بينهما وتجاوز الخلافات حول هذه القضية والقضايا الأخرى، وقد يكون ملف المناخ بداية للتوافق في الكثير من الملفات الأخرى.

JULIAN BRAVE NOISECAT, THOM WOODROOFE, The United States and China Need to Cooperate—for the Planet’s Sake, FEBRUARY 4, 2021, at: https://foreignpolicy.com/2021/02/04/united-states-china-climate-change-foreign-policy/

إرسل لصديق

ما توقعك لمستقبل الاتفاق النووي الإيراني؟

ما توقعك لمستقبل الاتفاق النووي الإيراني؟