اقتحام الكونجرس ومفترق الطرق .. مستقبل نموذج الديمقراطية ودولة المؤسسات في النظام الأمريكي
شهدت
الولايات المتحدة الأمريكية في السادس من يناير 2021حالة غير مسبوقة من الفوضى
باقتحام أنصار الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" لمبنى الكونجرس خلال جلسة
التصديق على نتائج تصويت المجمع الانتخابي والتي جاءت لصالح "جو بايدن"،
إذ عمل "ترامب" على حشد أنصاره للاحتجاج على نتائج الانتخابات وطالبهم
بالتظاهر والاحتجاج على سرقة نتائج الانتخابات التي يحتج كثيرًا بتزويرها ويدعي
أنه الأحق بالفوز.
إذ تُعد
تلك الواقعة هي الأولى من نوعها التي تحدث مؤخرًا منذ اضطرابات الحرب الأهلية،
وبالتالي فإن ذلك اليوم يعتبر عار على الديمقراطية الأمريكية؛ وقد نجح المحتجون في
اقتحام الكونجرس برغم وجود قوات الشرطة وهو ما أثار الجدل بشأن التواطؤ الأمني من
قبل إدارة "ترامب" ومناصريه في البنتاجون والأجهزة الأمنية، وقد استجابت
الأجهزة الأمنية والقوات الفيدرالية من أجل مواجهة الفوضى واستعادة السيطرة على
الموقف، فتم تأمين أعضاء الكونجرس، وبعدها تم ردع المحتجين بالقوة من أجل إخلاء
الكونجرس منهم، وأسفرت المواجهات وأعمال الشغب عن وقوع قتلى من مثيري الشغب من
مؤيدي الرئيس المنتهية ولايته، بالإضافة لمقتل أحد رجال الشرطة على إثر إصابته
خلال المواجهات.
برغم
نجاح المؤسسات الأمريكية القوية في احتواء تلك الفوضى فور وقوعها عبر اتخاذ رد فعل
مؤسسي قوي ضد الممارسات المتطرفة التي تحيد عن قيم الديمقراطية وسيادة القانون
وحكم المؤسسات لا حكم الفرد، إلا أن دلائل وتداعيات تلك الواقعة التاريخية سوف
تمتد بالداخل الأمريكي وسوف تتضح تداعياتها سواء آجلاً أم عاجلاً.
ومن خلال
ورقة تقدير الموقف الراهنة، يتم إلقاء الضوء على أسباب ودوافع واقعة اقتحام
الكونجرس وتداعياتها على النظام السياسي الأمريكي، مع تناول ردود الفعل المتخذة من
قبل النظام الأمريكي للرد على تلك الواقعة غير المسبوقة.
سنوات ترامب... صعود
تيارات العنف والتطرف
وجدت
التيارات السياسية المتطرفة وكذلك جماعات العنف المسلح في فترة حكم
"ترامب" فرصة للنمو والانتشار، وقد عززت ممارسات "ترامب" من
تلك التوجهات العنيفة والمتطرفة، إذ تبنى خطابًا تحريضيًا يثير الكراهية ورفض
الأخر من الأقليات العنصرية والإثنية وكذلك الملونين والمهاجرين، مما يعزز العنف
والانقسام بالمجال العام الأمريكي. (1) إذ أشارت بعض الدراسات إلى تزايد معدلات
جرائم الكراهية المبلغ عنها مع تولي ترامب سدة الحكم، إلى حد وصف ذلك المعدل من
الكراهية والانقسام بـ (تأثير ترامب). (2)
فضلاً عن
واقعة مقتل "جورج فلويد" والتي أدت لاندلاع الاحتجاجات الشعبية ضد
الممارسات العنصرية للشرطة الأمريكية، واعتزمت إدارة "ترامب" في البداية
عدم توجيه اتهامات جنائية بشأن تلك الواقعة لكنه تراجع عن ذلك القرار بالتزامن مع
تفاقم حالة الغضب الشعبي، وقد تسببت تصريحات "ترامب" في تأجيج
الاحتجاجات وتزايد حدة المواجهات بين الشرطة والمتظاهرين، حيث اعترض قطاع عريض من
المحتجين على موقف الرئيس الأمريكي من تلك التظاهرات وتصريحاته المثيرة للجدل
والتي بلغت حد التهديد باللجوء للقوة العسكرية من أجل استعادة الاستقرار، وهو ما
أدى لإثارة الاستياء من موقف "ترامب" وممارساته العنصرية. (3)
ومن
ناحية أخرى، يمكن الإشارة إلى الانتقادات المستمرة التي يشنها "ترامب" تجاه
حركة (حياة السود مهمة - Black Lives Matter) بل بلغ به الأمر حد وصفهم
بالإرهابيين، في مقابل موقفه الرافض لإدانة الحركات المناظرة المنتمية للأغلبية
البيضاء مثل حركة (براود بويز-Proud Boys)، وقد تجلى ذلك في المناظرة الرئاسية الأولى
حينما رفض "ترامب" إدانة تلك الجماعات البيضاء المتطرفة ودافع عنهم. (4)
ومن ثم
جاءت خطابات وتوجهات سياسات "ترامب" لتدعم تمكين تلك الجماعات والتيارات
وتعزيز فرص توغلها وانتشارها، مثل حركة (كيو أنون- Q Anon) وهي إحدى حركات اليمين المتطرف
التي تؤمن بنظريات المؤامرة، وتروج لأفكار مفادها أن "ترامب" يشن حربًا–
ضد عبدة الشيطان- لمواجهة الشركات ومؤسسات الحكومة ووسائل الإعلام، وتسعى تلك
الحركة لمحاكمة وإعدام العديد من الشخصيات السياسية الأمريكية البارزة. (5)
هذا
بالإضافة إلى تنامي دور الميليشيات والحركات المسلحة وتزايد معدلات خطورتها، ونشير
في هذا الصدد إلى الواقعة التي شهدتها ولاية ميشيغان، إذ حاولت بعض عناصر
الميليشيات اختطاف حاكمة ولاية ميشيغان –الديمقراطية- في أكتوبر الماضي، وقد حاول
المتطرفون إقصاءها ومحاكمتها، بما يعتبر مؤشرًا على تصاعد معدلات العنف والكراهية
والتعصب خلال فترة حكم "ترامب" في محاولة للحيلولة دون سيادة القانون
وفرض شرعية القوة والعنف المسلح، وقد أحُبطت تلك المحاولة. (6)
أسباب اقتحام الكونجرس
وفي مثل
هذا السياق العام المليء بالتحريض والانقسام خلال فترة حكم "ترامب"، تم
إجراء الانتخابات لاختيار الرئيس الـ 46 للولايات المتحدة الأمريكية، وقد بدأت
المناوشات التحريضية مبكرًا من خلال انتهاج "ترامب" لأسلوب الحشد
الشعبوي لكسب تأييد العديد من الفئات المهمشة عن طريق الخطابات والتغريدات عبر
موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" أو عن طريق الحشود الشعبية والمؤتمرات التي
نظمتها له حملته الانتخابية. (7)
وخلال
إجراء الانتخابات، استمرت حالة الحشد من قبل "ترامب" لأنصاره المتعصبين
الأكثر ميلاً للعنف والتطرف، وبلغ الأمر حد الترهيب من خلال احتشاد العديد من
أنصاره المسلحين خارج مقرات فرز الأصوات مطالبين بإيقاف احتساب الأصوات البريدية. (8)
كما استمر
نهج ترامب في تأليب أنصاره وتحريضهم على رفض نتائج الانتخابات عن طريق تصدير مزاعم
بسرقة الانتخابات وتزويرها بسبب آليات التصويت البريدي والغيابي، وهو الأمر الذي
يهدد بانتهاك الشرعية الانتخابية التي تقوم عليها الديمقراطية الأمريكية، وقد
استمر في حشد أنصاره الغاضبين لدعوتهم للاحتجاج للتعبير عن رفضهم لنتيجة
الانتخابات والترويج لأحقيته بالفوز.
بالإضافة
إلى الاستمرار في التشكيك في المؤسسات والاعلام وكل شيء، مما أدى إلى تهيئة المجال
العام ليصبح أكثر غضبًا وأكثر ميلاً للاحتشاد والاحتجاج وممارسة العنف والتعبير عن
رفض نتائج الانتخابات، في مؤشر خطير للحياد عن مسار الديمقراطية الأمريكية وقيمها
الراسخة منذ نشأتها، شأن النظم السلطوية التي تُنتهك فيها نتائج الانتخابات دونما
اعتبار لشرعية المواطنين وتوجهاتهم التي عبروا عنها عبر التصويت الحر النزيه.
ونتيجة
لاستمرار اللغة التحريضية من قبل "ترامب" لأنصاره ودعوتهم باستمرار
للاحتجاج أمام الكونجرس في السادس من يناير وهو اليوم الذي كان من المقرر أن يصدق
فيه الكونجرس على نتائج تصويت المجمع الانتخابي بشأن اختيار رئيس الجمهورية، وقد
عمت الفوضى في جميع الأرجاء بفعل ممارسات الشغب المصحوبة بالعنف في أعقاب اقتحام
أنصار "ترامب" الغاضبين لمبنى كابيتول هول، في مشهد فوضوي غير مسبوق في
الولايات المتحدة الأمريكية تم فيه الإضرار بالمقتنيات وتهديد أعضاء الكونجرس.
وبلغ الأمر مداه -وفقًا لتحقيقات المباحث الفيدرالية- أن حاول بعض المتطرفين قتل
رئيسة مجلس النواب الديمقراطية "نانسي بيلوسي" خلال عملية الاقتحام
للتنكيل بها وبمواقفها التي طالما رفضها "ترامب" لأنها كانت بمثابة عقبة
أمام رغباته في توسيع صلاحياته. (9) وقد أدت أحداث الشغب إلى تعطيل جلسة الكونجرس
وتم فرض حظر التجول في العاصمة بهذا اليوم من أجل استعادة السيطرة، وتم في النهاية
إخلاء مبنى الكونجرس من المحتجين. (10)
التداعيات على النظام
الأمريكي وردود الفعل
يمثل ذلك
اليوم -السادس من يناير- وما شهده من أعمال عنف وفوضى وصمة عار في تاريخ الولايات
المتحدة الأمريكية التي طالما يُنظر لها باعتبارها الدولة النموذج للديمقراطية
وسيادة القانون والمؤسسات، فكل ما حدث في ذلك اليوم كان حيادًا عن تلك القيم
الراسخة.
ومن ثم
كان يُنظر إلى ما حدث بداية من التحريض على الاحتجاج وصولاُ إلى المشهد الفوضوي
باقتحام الكونجرس على أنه محاولة من "ترامب" للانقلاب على شرعية الانتخابات
وانتهاج سياسة الأمر الواقع لتغيير نتيجة الانتخابات لصالحه. (11)
جاء رد
الفعل من قبل المؤسسات الأمريكية والنخبة السياسية قويًا من أجل الحفاظ على قيم
الديمقراطية الأمريكية وللتنديد واستهجان مثل هذا النمط الفوضوي الأقرب للنظم
السلطوية لا الديمقراطية. فقد كان الأمر أشبه بانتفاضة مؤسسية، حيث يناقش الكونجرس
بزعامة "نانسي بيلوسي" سبل عزل "ترامب" في الأيام القليلة
المتبقية له قبل انتهاء مدة حكمه حال لم يتقدم باستقالته، بما يحمل طابعًا رمزيًا
يقضي على أي ممارسات مشابهة قد تحدث مستقبلاً، كما يتم حاليًا مناقشة سبل تفعيل
المادة 25 من الدستور الأمريكي التي تقضي بتولي نائب الرئيس للسلطة. (12)
كما أن
إدارات منصات التواصل الاجتماعي قد اتخذت العديد من القرارات الصارمة ضد
"ترامب" لإسكاته عن تصريحاته التحريضية التي تهدد مسار التداول السلمي
للسلطة، إذ قام موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" بحذف حسابه نهائيًا، كما
عطل موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" حسابه مؤقتًا لحين تسليم السلطة
للرئيس المنتخب. (13)
وفي
الوقت الذي تنامت فيه التساؤلات حول كيفية حدوث الاقتحام لمبنى الكونجرس وتأخر
استجابة الأجهزة الأمنية ووزارة الدفاع بإرسال التعزيزات اللازمة (14) التي يتولى
زمام الأمور بها "كريستوفر ميلر" الذي جاء به "ترامب" بعد
إقالة “مارك إسبر" في ظل سعي "ترامب" لضمان موالاة شاغلي المناصب
القيادية والاستشارية له، من أجل اتخاذ كافة السبل التي تمكنه من المواجهات
الناجمة عن ممارسات عرقلة تداول السلطة سلميًا. فقد أقال وزير الدفاع الذي عارضه
من قبل في اللجوء للقوة من أجل التصدي للاحتجاجات في أعقاب مقتل
"فلويد". (15)إلا أن موقف
المؤسسة العسكرية ظل ملتزمًا بعدم التدخل في الشأن السياسي برغم من محاولات
"ترامب" الضغط للزج بالجيش في العملية السياسية، فقد حذر جميع وزراء
الدفاع الأمريكيين الأحياء في بيان مشترك من أية محاولات لجعل الجيش يلعب دورًا في
تحديد نتيجة الانتخابات أو التدخل لعرقلة التداول السلمي للسلطة.
إذ طرح
"مايكل فلين" مستشاره "ترامب" السابق للأمن القومي إمكانية
اللجوء لفرض الأحكام العرفية من أجل إعادة إجراء الانتخابات من جديد، ومن ثم إلغاء
نتيجة الانتخابات والحيلولة دون تداول السلطة لصالح "بايدن". فيما التزم
المسؤولون العسكريون الصمت حيال ذلك الطرح بمن فيهم "ميلر" خشية أن تؤدي
تصريحاتهم لدفع "ترامب" لاتخاذ أي قرار يضر بالديمقراطية الأمريكية، في
الوقت الذي يتمتع فيه الرئيس بصفته القائد العام للقوات المسلحة بصلاحيات واسعة
خاصة في حالات الطوارئ. (16)
ومن
ناحية أخرى، تسببت أحداث الفوضى وما سبقها من خطاب تحريضي من قبل
"ترامب" في تكبيد الجمهوريون المزيد من الخسائر السياسية مقابل تعزيز
فرص الديمقراطيين، ويُستدل على ذلك من نتائج جولة الإعادة في انتخابات مجلس الشيوخ
الحاسمة في ولاية جورجيا، حيث نجح الديمقراطيون في حصد مقعدي الولاية مما يعزز
أغلبيتهم في المجلس بالإضافة لترجيح كفتهم بسبب ثقل تصويت رئيس مجلس الشيوخ -نائب
الرئيس- في القرارات الحاسمة، وهي "كاملا هاريس"، مما يمكن إدارة
"بايدن" من تمرير أجندتها وقراراتها. (17)
كما أن
تداعيات ما حدث قد طالت "ترامب" ذاته، فقد جاء حديثه للتعقيب على واقعة
اقتحام الكونجرس سلبيًا لا يدين تلك التصرفات، (18) وبادر العديد من حلفائه وأعضاء
حكومته بتقديم استقالتهم كما اعترف العديد من كبار الجمهوريين -مثل زعيم
الجمهوريين بمجلس الشيوخ "ميتش ماكونيل"- بفوز "بايدن" ورفضوا
مزاعم "ترامب" بشأن نتائج الانتخابات. كما تخلى نائبه "بنس"
عن التماهي معه وأعلن عن اعتزامه حضور حفل تنصيب "بايدن" ورفض استخدام
صلاحياته لعرقلة تصديق الكونجرس على فوز الرئيس المنتخب. وهو موقف يُحسب لصالح
"بنس" ليؤكد من خلاله على استهجانه لتوجهات "ترامب" البعيدة
عن قيم الديمقراطية بما يعزز من رصيده السياسي لدى الجمهور الأمريكي. (19) ومن جانبه، حرص "بايدن" على
استغلال تلك الواقعة للتنكيل بخصمه وتحميله المسؤولية عما حدث باعتباره من حرض
مؤيديه على الاحتجاج أمام الكونجرس، وقد استحسن اعتزام "ترامب" عدم حضور
حفل التنصيب. (20)
تعقيب ختامي
إن
تحركات "ترامب" وخطاباته التحريضية ومزاعمه بشأن سرقة الانتخابات
وتزويرها وما إلى ذلك من توجهات فإنها قد أضرت به وبرصيده السياسي في ظل رد الفعل
الصارم من قبل النخبة والمؤسسات، فضلاً عن موقفه بشأن رفضه حضور حفل تنصيب
"بايدن"، الأمر الذي يعزز من صورته السلبية باعتباره معرقلاً لتداول
السلطة سلميًا. فلما ضاقت به السبل ولم تجد محاولاته الفوضوية نفعًا في إلغاء
نتيجة الانتخابات فإنه اضطر -على مضض- للاعتراف بالهزيمة والإقرار بأنه سيسلم
السلطة في الموعد المقرر.
إلا أن
تلك الهزيمة التي تلقتها "الترامبية" على المدى القصير لا تعني انتهاء
ذلك النمط من الولايات المتحدة الأمريكية، ففي النهاية لايزال هناك أكثر من 70
مليون مواطن أمريكي اختاروا "ترامب" وصوتوا لصالحه في الانتخابات
الرئاسية الأخيرة، كما أن حالة الانقسام وممارسات العنف والتوجهات المتطرفة داخل
الولايات المتحدة تتجه للتزايد والتوغل، بما يعني أنه قد نشهد مثل ذلك النموذج
"الترامبي" مستقبلاً، وسيتوقف ذلك على مسار الحزب الجمهوري والتيارات
الصاعدة على غرار "ترامب" داخله، بالإضافة لسلوك الدولة الأمريكية
وإدارة "بايدن" تجاه الإرث الذي خلفه "ترامب"، وما إن كان في
إمكانها استعادة ثقة الفئات المؤيدة لتلك التوجهات من جديد في قيم الديمقراطية
ودولة المؤسسات، وما إن كان في إمكانها تقليل حدة الانقسام والتوترات المتأججة في
الداخل الأمريكي، وما إن كان في إمكانها تعزيز شرعيتها داخليًا لدى جميع فئات
وتيارات الشعب الأمريكي وخاصة تلك المؤيدة لتوجهات "ترامب". وهو اختبار
وتحدي صعب لإدارة "بايدن" من أجل استعادة سمعة الديمقراطية الأمريكية
القائمة على سيادة القانون وتقبل الاختلافات وحرية الرأي وسيادة المؤسسات لا
الأفراد.
قائمة المراجع:
1.
'Stand back and stand by': Rhetoric some
call racist has marked Trump's entire presidency, USA Today Website, 13 October
2020, Available at:
2.
Edwards, Griffin Sims and
Rushin, Stephen, "The Effect of President Trump's Election on Hate
Crimes", Elsevier, (2018). Available at SSRN:
https://ssrn.com/abstract=3102652
3.
Trump: If states don’t
take necessary action, I will deploy the military and quickly solve the problem
for them, CNBC Television, 1 June 2020, Available at:
4.
President Donald Trump:
White supremacist group Proud Boys should 'stand back and stand by, CNBC
Television, 30 September 2020, Available at:
https://www.youtube.com/watch?v=JZk6VzSLe4Y
5.
Roose. Kevin "What
is QAnon, the Viral Pro-Trump Conspiracy Theory?" The New York Times, 19
October 2020, Available at:
https://www.nytimes.com/article/what-is-qanon.html
6.
Bogel-Burroughs, Nicholas
“What We Know About the Alleged Plot to Kidnap Michigan’s Governor”, The New
York Times, 9 October 2020 available at:
https://www.nytimes.com/2020/10/09/us/michigan-militia-whitmer.html
7.
بدر، آيه
"العد التنازلي: معركة حسم الولايات الأمريكية المتأرجحة"، ورقة تقدير
موقف، المركز المصري للدراسات الاستراتيجية، 3 نوفمبر 2020، متاح عبر الرابط
التالي:
8.
US election 2020: Trump
supporters - some armed with rifles - gather outside vote counting centres for
protests, Sky News Website, 5 November 2020, available at:
9.
The FBI charged a man
over traveling to Washington, DC, with an assault rifle and saying he planned
to kill Nancy Pelosi on live TV, Business Insider Website, Available at:
10.
Mayor Bowser Orders
Citywide Curfew Beginning at 6PM Today, Mayor DC Official Website, 6 January
2021, available at:
https://mayor.dc.gov/release/mayor-bowser-orders-citywide-curfew-beginning-6pm-today
11.
Chaffin, Joshua and
others, " ‘A coup d’état attempted by Trump’: America’s failed
insurrection", Financial Times, 8 January 2021, Available at:
https://www.ft.com/content/5c471c49-de90-4f5f-9c91-19be0daa491c
12.
Democrats introduce
impeachment article in effort to oust Trump, Financial Times, 11 January 2021,
Available at:
https://www.ft.com/content/906a66c1-01e0-422e-92d2-ebdebf0b95b9
13.
Permanent suspension of
@realDonaldTrump, Twitter Inc.8 January 2021, Available at:
https://blog.twitter.com/en_us/topics/company/2020/suspension.html
14.
Pentagon, D.C. officials
point fingers at each other over Capitol riot response, NBC News, 9 January
2021, Available at:
15.
بدر، آية
"البنتاجون.. محطات "ترامب" في المرحلة الانتقالية لعرقلة مهمة
"بايدن""، ورقة تقدير موقف، المركز العربي للبحوث والدراسات،
نوفمبر 2020، متاح عبر الرابط التالي:
16.
As Trump backers descend
on capital, military hopes to avoid political fray, Washington Post, Available
at:
17.
Enten, Harry "
Lessons learned from the Democratic wins in Georgia", CNN 9 January 2021,
available at:
https://edition.cnn.com/2021/01/09/politics/georgia-election-lessons-learned/index.html
18.
Trump tells Capitol
rioters to ‘go home’ but repeatedly pushes false claim that election was
stolen, CNBC Website, 6 January 2021, Available at:
19.
Pence will attend Biden's
inauguration, CNN Website, 10 January 2021, Available at :
https://edition.cnn.com/2021/01/09/politics/mike-pence-inauguration-joe-biden/index.html
20.
President-elect Joe Biden
takes questions on inauguration, Republican Party and more, CNBC Television, 8
January 2021 Available at:
https://www.youtube.com/watch?v=BnazBghhW34