المركز العربي
للبحوث والدراسات
رئيس مجلس الادارة
عبد الرحيم علي

المدير التنفيذي 
هاني سليمان
ads
حفيظة مكي
حفيظة مكي

أدوات التأثير البيولوجي .. تداعيات كورونا كوفيد 19 على الجزائر أمنياً

الأحد 29/مارس/2020 - 01:26 ص
المركز العربي للبحوث والدراسات

لا شك من أن الدراسات في هذا الجانب تجزم الأغلبية على شبه انعدامها، لذا سوف يكون لهذه الدراسة أهمية علمية بالغة من خلال تسليط الضوء على واقع الدولية الجزائرية في خضم التهديدات الأمنية أو تداعيات الأدات البيولوجية المتمثلة في فيروس كورونا كوفيد-19، على قطاعات الأمن الثلاث.

تمثلت الجوانب الثلاث في ما يعرف حسب بعض منظري العلاقات الدولية الأمن الإنساني، الأمن الصحي والأمن الاقتصادي دون الخوض في الإجراءات المتخذة من قبل الدولة، لجعل الدراسة أكثر موضوعية تعتمد الدراسة على المنهج الاستنباطي التام من خلال الانتقال من دراسة كل جزئيات القطاعات الثلاث الى الكل وبالتالي الانتقال من الإجراءات الأمنية الصحية، الانسانية، الاقتصادية(التجارية)، وصولا الأمن في الخاصة الى نتائج يمكن تعميمها على الأمن بصفة عامة والذي يشمل على القطاعات الخمس للأمن حسب باري بوزان.

مقدمة:

     يعتبر موضوع الحرب البيولوجية جديد على الساحة الدولية في القرن الحادي والعشرين، الا أن هذا لا يمنع من بروزه الى السطح من المنظور الاستراتيجي لذا تطرح هذه الورقة البحثية اشكال رئيسي وهو:

-      ماهي تداعيات فايروس كورونا كوفيد 19 على الأبعاد الثلاثة للأمن في الجزائر؟

تم اعتماد فرضية رئيسية إيجابية تتمثل في:

-      كلما طال أمد انتشار الفايروس كلما زادت تداعيات الأداة البيولوجيا وبالتالي زاد تأثيرها على الأبعاد الثلاث للأمن (الأمن الصحي –الأمن الاقتصادي- الأمن الإنساني)

تشمل الدراسة على ثلاث محاور أساسية محور مفاهيمي يشرح ما هو فايروس كورونا كوفيد-19 المحور الثاني أهم الأطر النظرية التي تناقش الأمن الإنساني والأمن الاقتصادي، المحور الثالث تداعيات هذا الفايروس على أبعاد الأمن الثلاث في الجزائر.

 

أولاً- ما هو كورونا كوفيد-19 فايروس؟

        هناك العديد من التعاريف لهذا الفايروس من بينها تعريف وكالة الانباء دي دابل يو: "مرض تاجي يسببه فايروس كورونا الذي يهدد الشخص المصاب بالموت خلال فترة قصيرة. وينتشر الفيروس عن طريق التنفس ولمس الأسطح، ومن أعراضه الحمى والسعال وصعوبة التنفس بشكل قد يؤدي إلى الوفاة. وهناك تشابه بين هذا الفيروس الجديد وفيروس السارس الذي تسبب سابقاً في وفاة مئات الأشخاص وإصابة الآلاف حسب منظمة الصحة العالمية.(1)

كما تعرفها منظمة الصحة العالمية: فيروسات كورونا هي فصيلة فيروسات واسعة الانتشار هو سلالة جديدة من ‏الفيروس لم يسبق اكتشافها لدى البشر.‏

        وفيروسات كورونا حيوانية المنشأ، أي أنها تنتقل بين الحيوانات والبشر. وقد ‏خلصت التحريات المفصلة إلى أن فيروس كورونا المسبب لمرض (سارس ‏‏(SARS- وهناك عدة أنواع معروفة من فيروسات كورونا تسري بين ‏الحيوانات دون أن تصيب عدواها البشر حتى الآن. ‏

        وتشمل علامات العدوى الشائعة: الأعراض التنفسية والحمى والسعال ‏وضيق النفس وصعوبات التنفس. وفي الحالات الأشد وطأة قد تسبب ‏العدوى الالتهاب الرئوي والمتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة والفشل الكلوي ‏وحتى الوفاة.‏

        وتشمل التوصيات النموذجية لمنع انتشار العدوى غسل اليدين بانتظام ‏وتغطية الفم والأنف عند العطس والسعال، وطهو اللحوم والبيض بشكل ‏كامل. ويتعين كذلك تجنب مخالطة أي شخص تظهر عليه أعراض ‏الأمراض التنفسية كالسعال والعطس أو ارتفاع درجة الحرارة. 

كيف ظهر فيروس كورونا كوفيد-19؟

        أول ظهور لهذا الفايروس كان في مدينة ووهان الصينية كونها تحتوي على وجود أكبر تجمع سكاني فيها ووجود سوق للحيوانات المائية والطيور في تلك المنطقة مع وجود مكان لمجموعة مخابر فرنسية صينية كانت تعمل على تطوير لقاح لفايروس سارس منذ عام 2003، ومن هناك بدأ الترتيب لعزل هذه المدينة كما تم بناء مستشفى في غضون 10 أيام بعد التأكد من ظهور هذا الفايروس.

المصدر: منظمة الصحة
المصدر: منظمة الصحة العالمية - https://www.who.int/ar

يستمر تفشي مرض فيروس كورونا لعام 2019 (COVID-19) حسب تقرير الإقليم الأفريقي لمنظمة الصحة العالمية وافادة أنه يتطور بسرعة، حيث أبلغت العديد من البلدان الجديدة عن حالات مؤكدة وتزايد مرتبط في حالات الإصابة المبلغ عنها في جميع أنحاء المنطقة وبالتحديد الجزائر.(2)

                منذ تقرير الحالة الأخير في 11 مارس 2020، أبلغت أن 18 دولة جديدة في الإقليم الأفريقي لمنظمة الصحة العالمية عن وجود حالات مؤكدة COVID-19فايروس؛ وهي الدول التالية: بنين وجمهورية إفريقيا الوسطى وإثيوبيا وغينيا الاستوائية وغابون وغامبيا وغانا وغينيا وكينيا وليبيريا وموريتانيا وناميبيا وجمهورية الكونغو ورواندا وسيشيل وتنزانيا وزامبيا. حتى 18 مارس 2020، تم الإبلاغ عن ما مجموعه 345 حالة مؤكدة من COVID-19 في 27 دولة في المنطقة.

ثانياً- ماهي علاقة الأمن بالفايروس دراسة حالة الجزائر؟

                إذا اعتبرنا أن هذا الفايروس هو أداة من الأدوات المهددة لأمن الأشخاص ومؤرق لراحة الأشخاص فهذا يعتبر مهدد للأمن الإنساني بالدرجة الأولى. كيف ذلك من خلال أنه يعرض سلامة الانسان للتهديد من خلال المدخل الصحي هنا تنتقل الدراسة من المستوى الانساني الى المستوى الصحي اذن لايمكن فصل الأمن الصحي عن الأمن الإنساني على حد العديد من المنظرين والمهتمين بالشأن الأمني هذا من جهة من جهة أخرى يمكن القول أن الأداة البيولوجية مثلت عنصر قوي لقلب المواضيع المثارة على الساحة الدولية فأصبحنا نتحدث عن الأمن الصحي كنقطة هامة يجدر التعريج عليها للمس تداعيات هذه الأداة على الأمن الاقتصادي في الجزائر.

    يمكن حصر تداعيات الأداة البيولوجية على الأمن الصحي في:

-      قلة الإمكانيات الموجهة للقطاع الصحي والغير كافية لمواجهة هذا الوباء

-      قلة المخابر القادرة على تشخيص مصداقية وجود إصابات فعلية محققة، ما جعل الدولة الجزائرية تعلن عن فتح فروع –قسنطينة، ورقلة، وهران- لمعهد باستور للكشف عن وجود إصابة فعلية في الأشخاص الحاملين للفايروس.(3)

-      قلة العتاد المخصص والموجه لتعقيم الشوارع والأماكن العمومية.

                كل هذه العوامل السلبية أثرت في مسار التحكم في الوباء لذا تم اعتباره كأداة تأثير بيولوجية على الأمن الصحي هذا من جهة، ومن جهة أخرى جعل هذه الأداة كبعبع للعديد من الأشخاص والتهويل الإعلامي الضخم خاصة أثر عامل مواقع التواصل الاجتماعي بصفة سلبية جعل من عدد الإصابات تكثر لما يخلفه هذا الترويج الخاطئ من تأثير على خفض مناعة الأشخاص وبالتالي في حال اصابتهم يجعلهم أقل قوة في مواجهة هذا الوباء إذا وصل الى الرئتين.

                المجال الثاني المخصص للدراسة هو الأمن الاقتصادي الذي يعتبره باري بوزان من بين قطاعات الأمن الخمس وبالتالي يمكن رصد تداعيات هذا الجانب في العديد من النقاط

-أولها ظهور جهات محتكرة للمواد الأولية جراء التخوف من طرف عامة الشعب

من زوال عند اعلان الدولة للحجر الصحي أو التخوف من غلق الأسواق التجارية والمحلات، هذا ما أدى للعديد من العواقب على غرار:

- المضاربة في أسعار الخضر في العديد من ولايات الوطن.

ما جعل وزير التجارة يخرج الى الميدان ويهدد بوقف سجلات كل التجار المضاربين.

ناهيك عن الأضرار الاقتصادية المترتبة على المستوى العالمي من نزول للبورصات العالمية وكذلك سعر صرف العملات.

نزول سعر البترول والغاز في الأسواق العالمية الى ما دون 30 دولار للبرميل.(4) دون اغفال مألات الوضع الاقتصادي الجزائري كل هذا يؤثر على المدى القريب على اقتصاداتها، مع العلم أنها دولة مرتبطة أشد الارتباط بالاقتصاد الصيني.

المراجع

 (1) أكاديمية دي دابل يو، يوم: 23/03/2020،على الرابط التالي:

  https://www.dw.com/ar/%D9%83%D9%88%D8%B1%D9%88%D9%86%D8%A7/t-52165277

 (2) ترجمة مقترحة من طرف الباحثة، عن منظمة الصحة العالمية، على الرابط التالي:

 https://www.who.int/ar/health-topics/coronavirus

 (3) القناة التلفزيونية الأولى في الجزائر: على لسان وزير الصحة الجزائري، يوم 23/03/2020.

https://www.aljazeera.net/news/ebusiness/2020/3/17/(4)

إرسل لصديق

ما توقعك لمستقبل الاتفاق النووي الإيراني؟

ما توقعك لمستقبل الاتفاق النووي الإيراني؟