كورونا ... بين الانكماش الاقتصادى وتدهور مستوى المعيشة في أفريقيا
يشير الكاتب إلى أنه إذا كان من المفترض أن لدينا سياستين أ وب،
ستؤدى السياسة (أ) عند تطبيقها إلى وفاة الكثير من كبار السن، أما السياسة (ب)
فستؤدى إلى وفاة الكثير من الأطفال وخاصة الرضع، وما علينا سوى الاختيار فيما
بينهما. وعليه، فنحن نواجه الاختيار بين خيارين كلاهما صعب يتعلق كل منهما بفيروس حصد
حتى وقت كتابه هذا التقرير حياة أشخاص ماتوا في أكثر من 10 سنوات وها هو يودي بحياة أشخاص أقل من 30
عامًا، فمع تقدم العمر يتزايد معدل الخطر. لذا، ينبغى أن نضع تدابير من شانها أن
تحد من سوء التغذية والمجاعة لملايين الناس وبالنسبه لهذة الفظائع فان الاطفال وخاصة
الرضع هم الأكثر عرضة للخطر الذى من المتوقع أن يموت الكثير منهم في افريقيا جراء
هذا الفيروس.
هناك الكثير من النقاش حول عواقب التدابير التى من
الممكن اتخاذها، فضلاً عن النقاش حول أهمية الاختلافات الرئيسية بين أفريقيا وأمريكا
وأوروبا وآسيا، لا يحتوى موقع منظمه الصحة العالمية على إرشادات فنية حول كيفيه
تعامل الحكومات الأفريقية مع سياقاتها المختلفه فالنصيحة هى نفسها على الصعيد
العالمى لكن السياق ليس كذلك فقد يؤدى
الفشل فى ادراك ان حجمًا واحدا لا يناسب الجميع مما يؤدى الى عواقب سلبية كبيرة في
هذة المنطقة وربما اكثر فتكا من عواقب الفيروس نفسه.
أولاً- التباعد
الاجتماعى... ومستوى المعيشة في أفريقيا
سيتضرع الملايين جوعًا إذا دخل الاقتصاد العالمى في حالة
انكماش طويل الأمد، الأمر الذى من المتوقع أنه سيقضى على حياة أكثر من96.09 % من السكان فوق 65 عامًا، فبعد حالة الركود
التى تبعت الأزمة المالية العالمية في عام 2008 كان هناك حوالى مليار شخص يعانون من سوء التغذيه وفى عام 2010
كان هناك أكثر من 5 ملايين طفل يعانون من الجوع وهذا اكثر مما كان سيحدث لو لم
يحدث الركود، نحن نشهد فقط بدايه الكارثة الاقتصاديه وبالتالى الكارثة الصحيه التى
ستغرقنا نتيجة لاجرائات التباعد الاجتماعى.
إن الكارثة الاقتصادية ليست مجرد هبوط لبعض سوق الأسهم
المجردة، فقد كانت السياحة توظف 1 من كل 23 شخصا ف جنوب افريقيا ماذا حدث الان تبخرت بين عشية وضحاها البارات والمطاعم، تم تأجيل
موسم كرة القدم لهذه السنة؛ حيث بلغ معدل البطالة بالفعل فى جنوب افريقيا ما يقرب
من 30% ف الربع الرابع من عام 2019 في
الوقت الذي تفتقر فيه الحكومه الى الوسائل والكفاءة لتقديم المنح اللازمة
للمواطنين. فالشركات الصغيرة والمتوسطة فى جنوب افريقيا معرضة بالفعل للخطر حيث
انه لم يكن لدى موظفيهم فى الغالب مدخرات ولا يمكنهم الوصول للائتمان وخلق مياة نظيفة
للمعيشه، فالبطالة الجماعية تعنى الفقر الجماعى وهو ما يعنى المجاعة الجماعيه.
ثانيًا-
معدل الوفيات...والتباعد الاجتماعى فى افريقيا
يشير الكاتب إلى أنه ليس لدينا أي فكرة عن معدل الوفيات
ولكن الأمر الذى يجب مراعاته عند تنفيذ تدابير التباعد الاجتماعى يجب ان يتم
اقتراحه من قبل المجتمع العلمى بما فى ذلك
علماء الأوبئة والاقتصاديون اللذين يعملون معَا بجهود كبيرة لتقدير معدل الوفيات.
كما أنه ليس من الواضح حتى الان ملامح تدابير التباعد الاجتماعى هل ستحد من انتشار
المرض أم لا ؟ نحن نعلم من خلال بعض
الاعمال الحائزة على جوائز علمية بشان انتقال فيروس نقص المناعة البشريه من قبل
علماء الاوبئة فى جنوب افريقيا، ان السياق الاجتماعى المحلى يمكن ان يحيد تدخلاً
صحيًا فعالاً فى مكان أخر وهذا قد يكون من خلال قياس معدل التباعد الاجتماعى لمدينة
في جنوب افريقيا تكون فيها ظروف المعيشة افضل من غيرها.
ثالثًا-
أهمية التنشئة الاجتماعية
يشير الكاتب إلى أنه يمكننا أيضا أن نطلب من الناس
الهجرة كما كان الحال بالنسبه لوباء الطاعون؛ حيث غادرت الطبقة الارستقراطية من لندن
الى الريف ولم يتمكن فقراء لندن من عزل انفسهم وهكذا ماتوا، لذا، من الصعب أن
نتوقع من الاشخاص الذين لا يستطيعون شراء الطعام انهم سيهتمون كثيراً بممارسة
النظافة الشخصية.
كما أنه من الصعب للغايه تنفيذ المعايير الرئيسيه
لتدابير الصحه العامه الموصى من قبل منظمة الصحة العالمية، بها مثل التباعد الاجتماعى
والنظافة بشكل فعال فى معظم أنحاء أفريقيا قد يكون التاثير للتدابير التى تسعى
لفرض التباعد الاجتماعى هو منع الناس من العمل دون تحقيق التباعد الذى من شانه ان
بيطئ انتشار الفيروس، فإذا كان هذا صحيحًا فيجب أن نفكر فيما إذا كنا سنكون افضل
حالا بدونه؟ ولكن يجب ان تتناسب تكلفة التدابير مع الفائدة العائدة منها.
والتساؤل هنا اذا كان التباعد الاجتماعى سيحدث أثراً إيجابًيا
أم لا؟يهدف التباعد الاجتماعي إلى خفض ذروة الوباء لأكبر عدد من المرضى، الى
مستوى الذى يمكن التحكم فيه ولكن هذا يفترض الحصول على الرعايه الصحية فى المقام
الاول، فلا يمكن الوصول الى الرعايه الصحيه العامة لنسبة كبيرة من السكان بدون
اصلاح سريع لنظامها القائم فى القارة. ويشير
الكاتب إلى أن الاطفال معرضون لخطر مباشر منخفض جداً بسبب الفيروس، فعلى الرغم من أنهم
بالطبع معرضون لخطر غير مباشر من العواقب الاقتصادية للوباء ووفاة كبار السن من
مقدمى الرعاية وفى المجاعة هم معرضون بشدة لخطر سوء التغذية
في
النهاية: لا شك ان العديد من
القادة على دراية بمعضلتهم لكن قدرتهم على التعبير عن هذا وقدرتهم على الاختيار
محدودة، فى افريقيا من المشكوك فية ما إذا كان القادة لديهم خيار سياسى نظراً
للضغط الشديد من المجتمع الدولى الذى لا يفكر فى الاختلافات فى السياق الافريقى
ولا تقدم منظمه الصحة العالمية اى نصيحة تقنية خاصة بكل منطقة. حيث يحتاج القادة
الى مساحة يقوموا من خلالها بتوضيح ما قد يحدث من أخطاء وأن يغيروا وجهة نظرهم فيما
يتعلق بوجود أدلة جديدة وان يختاروا ايهما أقل خطراً، يواجة الاطباء مثل هذة
الخيارات كل يوم لكن لا مفر منها بدون تقدير مناسب للتكاليف وكذلك فوائد التدابير
التى يتم تنفيذها حاليًا التى لا يمكن إجراء تقييم منطقى لمدى كفاءتها.
Alex Broadbent, Is
Stopping Coronavirus Worth The Lives Of Africa's Children?, The National
Interest, March 24, 2020, available at: