تشهد الأرض في كل عام فترة جفاف نتيجة قلة تساقط
الأمطار، مما يؤدي إلى حدوث بعض الحرائق في الغابات لاسيما مع ارتفاع درجات
الحرارة بصورة كبيرة، ولهذا لاحظنا خلال شهر أغسطس وحده اندلاع الحرائق في عدد من
الغابات في البلدان المختلفة. وكانت فرنسا هي أولى الدول التي شهدت حرائق الغابات خلال
الموجة الحارة التي أصابت البلاد، حيث اشتعلت النيران بحوالي 480 كيلو من الغابات
في مقاطعة غارد جنوب فرنسا. وفي روسيا اندلعت حرائق هائلة في غابات سيبيريا مطلع
شهر أغسطس، أدت لالتهام حوالي 30 ألف كيلو متر من الغابات. وفي اليونان دمرت حرائق
الغابات مناطق واسعة بجزيرة وابية، وأخلت السلطات عدة قرى، قبل أن تمتد الحرائق
إلى العاصمة أثينا وجزيرة زاكينثوس غرب البلاد. وفي إسبانيا
حيث انتشرت الحرائق في جزيرة كناريا الكبرى بجزر الكناري، بعدما بدأت قرب بلدة
تيخيدا، ثم بدأت في الانتشار في عدة اتجاهات.
ومن الصحيح أن الحرائق التي تشهدها غابة الأمازون في
البرازيل هي أمر طبيعي يحدث كل عام مع موسم الجفاف، إلا أن زيادة معدلات الحرائق
بصورة مرتفعة عن العام الماضي تشير إلى أن هذا العدد الهائل من الحرائق الذي يصل
إلى المئات يوميًا (700 حريق يوم الخميس 22 أغسطس فقط) لا يمكن أن يتم إرجاعه فقط
إلى العوامل الطبيعية.
حرائق
الأمازون: حقائق وأرقام
تعد غابات الأمازون هي أكبر غابات استوائية في العالم،
إذ تغطي أكثر من 5.5 مليون كم مربع، وتمتد تلك الغابات إلى تسع دول هي البرازيل،
بوليفيا، كولومبيا، الإكوادور، غويانا الفرنسية، بيرو، سورينام، وفنزويلا. وتعد
الأمازون هي رئة العالم، إذ توفر 20% من احتياجات البشر من الهواء (1).
ووفقًا للمعهد الوطني لأبحاث الفضاء (INPE) في البرازيل، والذي يستخدم الأقمار الصناعية لرصد الحرائق، فقد اندلع حواليّ 74155 حريقًا في البرازيل من يناير إلى أغسطس 2019؛ وهو ما يُمثل أكبر عددٍ من حرائق الغابات منذ أن بدأت البرازيل في جمع البيانات في عام 2013، ليرتفع الرقم إلى 93947 حريقًا من يناير إلى سبتمبر 2019، بما يعني أن هناك زيادة نسبية قدرها 62% في الحرائق عن عام 2018 (وذلك كما يتضح من الشكل التالي). وقد بلغت الحرائق في ولاية الأمازون وحدها 48724 حريقًا خلال الفترة من يناير إلى سبتمبر 2019، بزيادة نسبية عن عام 2018 قدرها 94%، وجاءت الولايات الأخرى مثل روندونيا، ماتو غروسو وبارا الأكثر تضررًا بعد ولاية الأمازون التي أعلنت حالة الطوارئ بحلول 11أغسطس 2019 (2).
أما على مستوى دول أمريكا الجنوبية، فقد شهدت دول أخرى
حرائق في الغابات، حيث جاءت فنزويلا في المرتبة الثانية بعد البرازيل بعدد حرائق
بلغ 26677 حريقًا خلال الفترة من يناير إلى سبتمبر 2019، تليها في المركز الثالث
بوليفيا بعدد حرائق بلغ 20644 حريقًا خلال نفس الفترة. أما الأرجنتين فقد جاءت في
المركز الرابع، بعدد حرائق بلغ 16771 حريقًا خلال نفس الفترة. أما إقليم غويانا
الفرنسية فكان أقل المناطق في أمريكا الجنوبية من حيث عدد حرائق الغابات بعدد
حرائق بلغ 13 حريقًا فقط خلال نفس الفترة. ومن الملاحظ أن نسبة حرائق الغابات في
البرازيل تصل وحدها إلى 47.6% من إجمالي نسبة الحرائق في غابات الدول الثلاثة عشر
الواردة في الجدول التالي (3).
عدد حرائق الغابات في دول أمريكا
الجنوبية
خلال الفترة (يناير– سبتمبر 2019)
الدولة/ العام |
2019 |
غويانا الفرنسية |
13 |
سورينام |
166 |
الاكوادور |
433 |
أوروغواي |
450 |
غويانا |
903 |
تشيلي |
2993 |
بيرو |
8155 |
باراغواي |
11686 |
كولومبيا |
14548 |
الأرجنتين |
16771 |
بوليفيا |
20644 |
فنزويلا |
26677 |
البرازيل |
93947 |
الإجمالي |
197386 |
المصدر: المعهد الوطني لأبحاث
الفضاء (INPE) في البرازيل.
المسئولية
عن تلك الحرائق
منذ سبعينيات القرن
المنصرم كان دور البرازيل خطيرًا في إزالة أجزاء كبيرة من غابات الأمازون المطيرة،
حيث يوجد 60% من الأمازون في البرازيل، ومنذ تلك الفترة استهلكت البرازيل ما يقرب
من 12% من الغابات، أي ما يقرب من 77.7 مليون هكتار (192 مليون فدان) وهي مساحة
أكبر من مساحة ولاية تكساس الأمريكية. ومن الصحيح أن حرائق الغابات تحدث بشكل
طبيعي خلال موسم الجفاف في يوليو وأغسطس من كل عام، لكن هناك شبه إجماع على أن
زيادة الحرائق في الأمازون خلال الفترة الأخيرة تقف ورائها عوامل غير طبيعية (4).
وفي ظل عدم وجود
تحقيقات واضحة حول المسئول (أو المسئولين) عن تلك الحرائق، فإن الاتهامات ما زالت
يتم تداولها بين عدد من الأطراف المرتبطة بهذه الأزمة، وتتمثل هذه الأطراف في
الآتي:
1. الرئيس البرازيلي " جايير
بولسونارو": حيث يتم توجيه
الاتهام له من قبل المنظمات المعنية بالبيئة في الداخل والخارج بأنه منذ توليه
الرئاسة في يناير 2019 وهو يعمل على تشجيع المزارعين على قطع الأشجار وحرق الغابة
لأجل تنظيف الأرض تمهيدًا لاستخدامها في الزراعة، وذلك بهدف توسيع وتنمية الاقتصاد
الأرجنتيني. وتدلل منظمات المجتمع المدني بمسئولية "بولسونارو" عن تلك
الحرائق بأن نسبة قطع الغابات قد زاد خلال عام 2019 بنسبة 88% خلال شهر يونيو
مقارنة بنفس الشهر من عام 2018. هذا فضلًا عن تقاعسه عن إخماد تلك الحرائق، حيث لم
يأمر بتحرك الجيش للمساهمة في عمليات الإطفاء، سوى بعد زيادة الانتقادات الدولية
وتحرك المظاهرات المنددة بسياساته البيئية في الداخل والخارج (5).
2. المنظمات
المدنية المهتمة بالبيئة: في محاولة من الرئيس البرازيلي التنصل عن مسئوليته عن
تلك الحرائق، وجه أصابع الاتهام بالدرجة الأولى للمنظمات المدنية المهتمة بالشؤون
البيئية، حيث ذكر "بولسونارو" أن هذه المنظمات مع تجميد المساعدات
المقدمة لها من قبل بعض الدول مثل ألمانيا والنرويج، فإنها تعاني من نقص الموارد
المالية، الأمر الذي دفعها لإشعال تلك الحرائق، حتى تعود أزمة حرائق الغابات مرة
أخرى إلى الأفق، مما يشجع الدول مرة أخرى على إعادة التمويل لتلك المنظمات. كما
ذكر "بولسونارو" أن هؤلاء الناشطين في تلك المنظمات يسعون إلى تشويه
صورته وصورة حكومته وتجييش المجتمع الدولي ضده (6).
3. اللوبي الزراعي: يتم
توجيه أصابع الاتهام أيضًا عن المسئولية عن تلك الحرائق للمزارعين وكبار مالكي
الأراضي والسكان المحللين والذي يمكن تسميتهم ب"اللوبي الزراعي" والذي
يسعى إلى التخلص من تلك الغابات واستخدامها في الزراعة والتعدين وتربية الماشية
لتحقيق مصالح خاصة، ولا ننسى أن هذا اللوبي شكل القاعدة الانتخابية الرئاسية
للرئيس "بولسونارو" والذي اعتمد عليه في الفوز بالانتخابات الرئاسية
التي جرت في أكتوبر 2018.
الموقف
الدولي من حرائق الأمازون
رأينا أن المجتمع
الدولي لم يتخذ موقفًا واحدًا تجاه أزمة حرائق غابات الأمازون المطيرة على الرغم
من أهميتها لجميع دول العالم، حيث انقسم المجتمع الدولي ما بين مندد بسياسات
الرئيس البرازيلي "بولسونارو" وبين مؤيد لتلك السياسات أو على الأقل في
موقف متراخ تجاه الأزمة.
1. الدول المنددة بالسياسات البرازيلية
تنظر الدول
الأوروبية وعلى رأسها فرنسا وألمانيا وأيرلندا وفنلندا إلى حرائق غابات الأمازون
على أنها "أزمة دولية" ينبغي على المجتمع الدولي التحرك لوقفها، الأمر
الذي شكل نقطة الخلاف الرئيسية بين قادة هذه الدول وخاصة الرئيس الفرنسي "إيمانويل
ماكرون" وبين الرئيس البرازيلي "بولسونارو" الذي يرى في تلك
الحرائق مشكلة داخلية لا يجب على المجتمع الدولي أو أي دولة أخرى التدخل بها؛ إذ
يرى أن التدخل من قبل الدول الأوروبية يعد من قبيل سياسات الاستعمار السابقة.
وقد رأت فرنسا
والدول التي تقف في صفها أن الرئيس "بولسونارو" هو المسؤول عن الأزمة
البيئية نتيجة تقاعسه عن احتوائها، والموافقة المباشرة أو الضمنية عما يحدث في
غابات الأمازون. أما المستشارة الألمانية " أنجيلا ميركل" فقد ذكرت عبر
المتحدث الرسمي الخاص بها أن "مدى الحرائق في منطقة الأمازون مروع وتهديدي،
ليس فقط بالنسبة للبرازيل والدول المجاورة الأخرى،’ ولكن للعالم بأسره". لهذا
هددت تلك الدول أنها لن تصدق على اتفاقية التجارة الحرة بينها وبين تجمع
الميركوسور الذي يضم (البرازيل، الأرجنتين، أوروجواي، باراجوي) والتي تم التوقيع
عليها في يونيو 2019، ما لم تتوقف الحكومة البرازيلية عن تلك السياسات التي تضر
بالمناخ العالمي، هذا فضلًا عن تهديدها بفرض حظر على صادرات البرازيل من اللحوم
إلى دول الاتحاد الأوروبي. وقد قررت ألمانيا إيقاف المعونة المالية السنوية
للبرازيل للمساهمة في الحفاظ على الغابات المطيرة، وذلك لكي تأخذ البرازيل دورًا أكثر
جدية بالمحافظة على الغابات، بدلًا من تشجيع الزراعة والصناعة على حساب قطع أشجار
الغابات (7).
2. الدول المساندة للسياسات البرازيلية:
لا شك أن الولايات
المتحدة الأمريكية تتحمل مسئولية تاريخية عن ظاهرة الاحتباس الحراري في العالم
كونها من الدول الصناعية الكبرى في العالم، ولكنها في ظل إدارة الرئيس
"دونالد ترامب" تحاول التنصل من أي مسئولية تاريخية أو أخلاقية تتعلق
بالعالم، فقد سبق وأعلن الرئيس "ترامب" الانسحاب من اتفاق باريس للتغير
المناخيلا "كوب
21" الذي تم إبرامه في ديسمبر 2015، هذا فضلًا عن سماحه بإعادة استخدام الفحم
في المصانع مرة أخرى، لهذا من الطبيعي أن يكون من أكثر المؤيدين لسياسات الرئيس
البرازيلي "بولسونارو" فيما يتعلق بغابات الأمازون (8).
أما عن الموقف
البريطاني من الأزمة، فيبدو أن رئيس الوزراء الجديد "بوريس جونسون"
يحاول أن يسير في الركب الأمريكي، كونها الداعم الأكبر له في عملية الخروج
البريطاني من الاتحاد الأوروبي، كما أنه حريص على إقامة علاقات اقتصادية مع
البرازيل بعد الخروج من الاتحاد الأوروبي، فمن الصحيح أن "جونسون" أعرب
عن قلقه مما يحدث في الأمازون، إلا أننا نجد الموقف البريطاني "شبه
مؤيد" لسياسات "بولسونارو"، ولعل ما يؤيد ذلك هو إجابة وزير
التجارة البريطاني "كونور بيرنز" حول حرائق الأمازون، أثناء زيارته
للبرازيل، الذي رأى أن لدى الحكومة البرازيلية طموحات مشروعة لتحقيق الرخاء
والرفاهية لشعبها (9).
3. قمة مجموعة السبع G7
كان ملف حرائق
غابات الأمازون المطيرة حاضرًا وبقوة ضمن الملفات المطروحة في قمة مجموعة السبع G7 الخامسة والأربعين في منتجع بياريتز بفرنسا خلال الفترة من 24 إلى 26
أغسطس، وعلى الرغم من اعتراض الرئيس البرازيلي على مناقشة هذا الملف دون تمثيل رسمي
للبرازيل، إلا أن الدول المشاركة بقيادة فرنسا رفضت تمثيل البرازيل عدا الرئيس
"ترامب" الذي أيد ضرورة تمثيل البرازيل في المناقشات. لهذا غاب الرئيس
الأمريكي عن الجزء البيئي في القمة الذي عُقد في السادس والعشرين من أغسطس والذي
تم مناقشة خلاله الحرائق والتغير المناخي في العالم، على الرغم من حضور فريقه الاستشاري
(10).
وخلال القمة اقترح
الرئيس الفرنسي "ماكرون" مع نظيره التشيلي "بينيرا" والدول
الأخرى تقديم تمويل طارئ لدول الأمازون للمساعدة في إخماد الحرائق بقيمة 22 مليون
دولار، الأمر الذي رفضه الرئيسان الأمريكي والبرازيلي، حيث رأيا أن التمويل ينبغي
ألا يكون مشروط بإجراءات معينة من قبل الحكومات. كما صرح الرئيس
"بولسونارو" أن الرئيس الفرنسي لا يريد للبرازيل أن تنمو اقتصاديًا،
وأنه يسعى لحماية المنتجات الزراعية في غويانا الفرنسية من المنافسة مع نظيرتها
البرازيلية، وأن عليه أن يهتم بحرائقه الداخلية "في إشارة إلى حريق مبنى كاتدرائية
نوتردام دو باري في باريس في 15 أبريل 2019" (11).
وأمام الضغط
المستمر من قبل حكام الولايات البرازيلية المتضررة جراء تلك الحرائق، تراجع الرئيس
"بولسونارو" عن رفضه لمبدأ التمويل، معلنًا أن الحكومة البرازيلية
مستعدة لقبول تلك المساعدات إذا كان لها الحق في تحديد كيف يتم انفاقها ودون شروط
على كيفية الانفاق.
التأثيرات
والتداعيات المحتملة للأزمة
نظرًا لما لمنطقة
الأمازون من أهمية كبيرة في الاستقرار البيئي العالمي، فإن استمرار تلك الحرائق
وبهذه الكثافة سوف يؤدي بلا شك إلى تأثيرات هائلة سواء على البرازيل ودول أمريكا
الجنوبية أو على العالم بأسره.
1. التأثير على البرازيل:
لا شك أن حرائق
غابات الأمازون سوف يؤثر على البرازيل من
الناحيتين السياسية والاقتصادية، فمن الناحية السياسية، أن البرازيل التي شاركت في
الكثير من الفاعليات الخاصة بالتغير المناخي والحفاظ على البيئة كان أشهرها استضافة
قمة الأرض في ريو دي جانيرو في عام 1992، أصبح ينظر إليها من قبل المجتمع الدولي
والمنظمات المدنية العاملة في مجال البيئة على أنها دولة تتخلى عن مسئوليتها تجاه
الحفاظ على البيئة وأنها تهدد المناخ العالمي. هذا فضلًا عن أن تلك الأزمة أثرت
بالقطع على العلاقات بين البرازيل وبين الدول الأوروبية لاسيما فرنسا وألمانيا،
بعد موجة الاتهامات المتبادلة بين رئيسي فرنسا والبرازيل بشأن تلك الأزمة.
أما من الناحية
الاقتصادية، فمن الصحيح أن إزالة الغابات سوف يساهم في نمو الاقتصاد البرازيلي من
خلال زيادة المساحات المزروعة وعمليات التعدين وتربية الماشية، لكننا لا ننسى أن
هذا القرار سوف يخلق حالة من العزلة الاقتصادية للاقتصاد الأرجنتيني، بعد تهديد
الدول الأوروبية بقطع المساعدات عنها، وتقليل التبادل التجاري بينهما لاسيما فيما
يتعلق بتصدير البرازيل للحوم البقر وفول الصويا، وكذلك تعليق التصديق على اتفاقية
التجارة الحرة المبرمة في يونيو 2019. الأمر الذي يعد خسارة كبيرة للبرازيل،
لاسيما وأن الاتحاد الأوروبي يعد ثاني أكبر شريك تجاري للبرازيل، وتعد البرازيل
كذلك أكبر مصدر للمنتجات الزراعية إلى الاتحاد الأوروبي.
2. التأثير على المناخ العالمي:
لن تتوقف تأثيرات
تلك الحرائق على البرازيل فقط أو دول أمريكا الجنوبية التي تتشارك في غابات
الأمازون، بل ستشمل جميع دول العالم، حيث تعد منطقة الأمازون هي أكبر غابات
استوائية في العالم، وتغطي أكثر من خمسة ملايين كيلو متر مربع في تسع دول. وتعمل
غابات الأمازون كخزان هائل لثاني أكسيد الكربون، حيث تخزن ما يصل إلى 100 عام من
انبعاثات الكربون التي ينتجها البشر، وهو أمر حيوي لإبطاء وتيرة الاحتباس الحراري،
هذا فضلًا عن أنها تنتج 20% من الهواء الذي يتنفسه العالم، وكذلك تمتلك 20% من
المياه العذبة المتدفقة عبر الكوكب، الأمر الذي يعني أن الاستمرار في قطع تلك
الغابات سوف يؤدي على المستوى الطويل إلى زيادة ظاهرة الاحتباس الحراري وتلوث
البيئة وتهديد الأمن البيئي في العالم. وقد حذر العلماء من أن غابات الأمازون إذا
ما وصلت الحرائق بها إلى نسبة 35 إلى 40% من مساحتها فسوف يؤدي ذلك إلى نتائج
كارثية وزوال الغابة في غضون عقود قليلة (12).
وختامًا، وإزاء تلك الأزمة العالمية التي تهدد الحياة على كوكب الأرض، فإن العالم يحتاج إلى ثلاثة أمور رئيسية لمعالجة مثل تلك القضايا. أولًا، التعقل في التعامل مع القضايا التي تمس أمن العالم، بعيدًا عن السياسات الشعبوية التي ينتهجها بعض القادة في العالم حاليًا، والتي بلا شك تضر أكثر مما تنفع. الأمر الثاني، أن المنظمات الدولية والدول المتقدمة عليها أن تكون أكثر فعالية في التعامل مع تلك القضايا البيئية من خلال تقديم الدعم للدول النامية الأكثر تضررًا من السياسات البيئية الغير سليمة التي تم اتباعها من قبل الدول المتقدمة في الفترات السابقة. وأخيرًا أن الدول النامية عليها أن توازن بين سعيها لتحقيق النمو الاقتصادي والرخاء لشعوبها وبين الحفاظ على البيئة واستخدام عناصر الانتاج الغير ملوثة لها.
الهوامش
1. حرائق غابات الأمازون:
ما الذي يمكن أن تسببه حرائق غير مسبوقة منذ عشر سنوات؟، 23 أغسطس 2019، موقع بي
بي سي: متاح على:
http://www.bbc.com/arabic/world-49448088
2. Situação Atual,3 September 2019,
nstituto Nacional de Pesquisas Espaciais, INPE, available at:
http://queimadas.dgi.inpe.br/queimadas/portal-static/situacao-atual/
3. المرجع السابق مباشرة.
4. Darkness
on the edge of town: Forest fires in the Amazon blacken the sun in São Paulo,
Aug 22nd 2019, The Economist, available at:
5. وسط اتهامه بالتسبب في إحراق
الغابات، الرئيس البرازيلي: "كانوا يلقبونني كابتن منشار أما الآن فأصبحت
نيرون"، 22 أغسطس 2019، موقع بي بي سي، متاح على:
http://www.bbc.com/arabic/world-49436367
6. ريم عبدالحميد، الرئيس
البرازيلي يتهم المنظمات الأهلية بإضرام النار في غابات الأمازون، 22 أغسطس 2019،
شبكة يورونيوز، متاح على:
7. ماكرون يقود حملة ضغوط
دولية على الرئيس البرازيلي بسبب حرائق الأمازون، 24 أغسطس 2019، موقع ماسبيرو،
متاح على:
8. حرائق الأمازون..
واشنطن "تخذل" داعمي البرازيل، 29 أغسطس 2019، موقع سكاي نيوز العربية،
متاح على:
9. رئيس وزراء بريطانيا
بوريس جونسون يعرب عن قلقه بشأن حرائق غابات الأمازون، 23 أغسطس 2019، موقع اليوم
السابع، متاح على:
10. أميركا ترفض المساهمة
في مكافحة حرائق الأمازون، 29 أغسطس 2019، موقع جريدة الشرق الأوسط، متاح على:
11. كيف حضرت حرائق
الأمازون في قمة السبع من البداية للنهاية؟، 26 أغسطس 2019، موقع جريدة الوطن،
متاح على:
https://www.elwatannews.com/news/details/4313580
12. ست حقائق يجب معرفتها
بشأن حرائق الأمازون، 28 أغسطس 2019، موقع الجزيرة مباشر، متاح على: