صورة تنظيم داعش الإرهابي في المواقع الإخبارية الأمريكية والبريطانية والألمانية
من أبرز
التداعيات التي تمخض عنها تمدد تنظيم "داعش" الإرهابي خارج مناطق الصراع
الأساسية في سوريا والعراق، هو إنهاء حالة الاحتكار والهيمنة التي بسطها تنظيم
"القاعدة" على مشهد العنف الديني في المستويين الإقليمي والعالمي خلال
عقدين، وقد صاحب مزاحمة "داعش" لـ"القاعدة" على صدارة المشهد
الجهادي العالمي مجموعة من المتغيرات على المستوى الحركي أهمها؛ إعادة تشكيل خريطة
حركات العنف الديني في العالم، كما حدث تغير شامل في تكتيكات العمل المسلح التي
تتبعها جماعات العنف بسبب تأثرها بالنسق الذي يمثله داعش.
وفي عام
2014 أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما استراتيجية شاملة لإضعاف تنظيم "داعش"
وتدميره، وقال أوباما: "لن أتردد في استخدام القوة تجاه داعش في العراق
وسوريا، هذا هو المبدأ الرئيس الذي تلتزمه إدارتي، إن مَن يهدد أمريكا لن يجد
ملاذًا آمنًا"، ولكن على الرغم من هذا الإعلان ظلت الأسئلة عن طبيعة السياسة
الأمريكية وأهدافها وأدواتها تجاه "داعش" محل جدلٍ وشكٍ كبيريْن.
وقد تضمنت
استراتيجية الرئيس أوباما لمواجهة داعش استصدار قرار من مجلس الأمن رقم 2170 تحت
الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، وكان مجلس الأمن الدولي قد تبنى بالإجماع في
15 أغسطس قرارًا يدعو إلى الإمتناع عن دعم وتمويل وتسليح إرهابيي ما يسمى تنظيم
دولة العراق والشام "داعش" و"جبهة النُصرة" ومنع تدفق
الإرهابيين إلى سوريا والعراق واتخاذ تدابير وطنية لمنع تدفق المقاتلين الأجانب
الإرهابيين، ذلك بالإضافة إلى اجتماع قمة دول الناتو في مقاطعة "ويلز"
في بريطانيا يومي 4 و5 سبتمبر بحضور أوباما، وأعلن من خلاله عن تشكيل تحالف ضم 15
دولة عضوة في الحلف، وبعدها ضم التحالف 65 دولة ست دول عربية هى: السعودية،
والبحرين، والإمارات، وقطر، والأردن، والمغرب.
ومن هنا
يبدو التناقض جليًا إذ أن الولايات المتحدة وعددًا من القوى الدولية تؤكد مكافحتها
لداعش في حين لا نجد على أرض الواقع ما يؤيد ذلك، فحتى العمليات التي تقوم ضدها لا
نجد لها صدى يُذكر، أما عن الجانب الروسي، فقد صرح وزير الخارجية "سيرجي
لافروف" بأن أهداف العملية الروسية في سوريا مكافحة الإرهاب لا دعم أى من
القوى السياسية، موضحًا أن روسيا لا تدعم الأطراف التي تحارب شعبها، فداعش كتنظيم
إرهابي لا يهدد سوريا والعراق فحسب، بل يهدد المنطقة ككل وخاصة روسيا بوصفها دولة
هامة وكبرى وشريك إقليمي فعَّال في المنطقة، خاصةً بعد إعلان التنظيم استهدافه
لروسيا ونيته لاحتلال الكرملين، ويزداد الأمر سوءًا بسبب هجرة أعداد كبيرة من
الدواعش للاستقرار في الأراضي الأفغانية المجاورة نسبيًا لروسيا والمهددة بلا شك
لأمنها القومي، ومن هنا كان ولا بُدَّ أن تبدأ روسيا في اتخاذ إجراءات مضادة
لمكافحة الإرهاب الذي يستوطن في المنطقة، وقد بدأت روسيا التصدي لداعش منذ ظهوره
في 2011 إلا أن المكافحة العسكرية جاءت متأخرة في سبتمبر 2015.
ظهور البغدادي تقويض لجهود مكافحة الإرهاب
ويمثل
الظهور الأخير للمدعو "أبي بكر البغدادي" زعيم تنظيم "داعش"
الذي أُشيع استهدافه ومقتله عدة مرات، تقويضًا لكل الجهود الدولية في مكافحة
التنظيم؛ فقد نشرت مؤسسة "الفرقان" التابعة للتنظيم مقطع فيديو للبغدادي
الذي لم يظهر علنًا منذ 2014، حين أعلن
انطلاق دولة "الخلافة" من مدينة الموصل العراقية في كل من سوريا والعراق. وتحدث زعيم التنظيم في الفيديو الجديد عن خسارة مدينة الباغوز، آخر
معاقل مقاتليه في سوريا. وتعهد بالانتقام للخسائر التي تكبدها التنظيم في المناطق
التي كان يسيطر عليها.
في هذا
الإطار، جاءت الدراسة المهمة التي أجرتها د. راللا أحمد محمد
عبد الوهاب ود.هبة محمد شفيق عبد الرازق
المدرسان بقسم علوم الاتصال والإعلام بكلية الآداب جامعة عين شمس والمعنونة "
أطر تقديم تنظيم الدولة الإسلامية فى العراق والشام "داعش" في المواقع الإلكترونية
الدولية وعلاقتها باتجاهات النخبة نحوها: دراسة تحليلية وميدانية في إطار مدخل
إدارة الصراع"، والذي عُرض مؤخرًا في المؤتمر العلمي الرابع للمعهد الدولي
العالي للإعلام بأكاديمية الشروق.
تتحدد
مشكلة الدراسة في التعرف على أطر تقديم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام
"داعش" بالمواقع الإلكترونية الدولية وذلك في إطار مدخل إدارة الصراع. واستهدفت
الدراسة تحقيق هدف رئيس تمثل فى رصد أداء المواقع الإخبارية العالمية على مختلف
توجهاتها وفقًا للأيديولوجية الخاصة بالدول التي تدشنها،وتتمثل الأهداف الفرعية
للدراسة في رصد الأطر الخبرية التي استخدمتها المواقع الإخبارية العالمية والتعرف
على العلاقة بين اختلاف أيديولوجية المواقع محل الدراسة، ومعرفة دور المعالجة
الإخبارية لداعش في تشكيل معارف واتجاهات جمهور النخبة نحو "داعش".
تمثل مجتمع الدراسة التحليلية في المواقع الإخبارية
العالمية الناطقة باللغة العربية، وتمثلت عينة الدراسة التحليلية في جميع الأشكال
الخبرية المقدمة بالمواقع الإخبارية العالمية وتتضمن فى عناوينها إما "داعش،
أو تنظيم الدولة الإسلامية"، ممثلة في BBC بالعربية، وDW بالعربية،
والحرة، وذلك بإجمالى 595 مادة خبرية، خلال الفترة من سبتمبر 2014 مع بداية التدخل
العسكرى ضد تنظيم داعش وتكوين التحالف الدولي، وحتى نهاية ديسمبر عام 2018.
ويتمثل السبب الرئيس في اختيار المواقع عينة الدارسة هو
معيار الدولة المالكة والمتمثلة في: الولايات المتحدة الأمريكية، وألمانيا،
وبريطانيا، والدول الثلاث تعد دولاً فاعلة ومؤثرة في الغارات التي يشنها التحالف
الدولي لمكافحة "داعش"، وبالتالي يعد الربط بين توجه الدولة المالكة
ومعالجة مواقعها العالمية لأخبار "داعش" خلال أربع سنوات من بداية
التحالف محورًا مهمًا للمقارنة بين معالجة المواقع الثلاث لاخبار التنظيم.
عدد المواد الإخبارية بالمواقع
بلغ عدد المواد الإخبارية المنشورة 595 مادة إخبارية عن
تنظيم "داعش" الإرهابي، حيث حرص كل من "دويتشه فيله" بالعربية
و"الحرة" الأمريكية على الاهتمام بنشر أخبار "داعش" بشكلٍ
أكبر من "بي بي سي" بالعربية؛ حيث بلغت نسبة نشر المواد الخبرية في كل
من "بي بي سي" و"الحرة" حوالى 39.5% و 40.3% على التوالى، بينما كانت 20.2% فقط في "بي بي سي"
بالعربية.
وكان الخبر
الصحفى هو الفن الصحفى السائد فى معالجة المواقع عينة الدراسة بالنسبة لتغطية
أخبار "داعش"، حيث بلغت نسبة الاعتماد على الأخبار 83.3% و83.4% على
التوالى وذلك في المواقع الالكترونية المتمثلة في "بي بي سي" بالعربية و
"دويتشه فيله" بالعربية، بينما كانت التقارير الصحفية الفن الأكثر
استخدامًا في "الحرة" الأمريكية، وتعكس النتائج السابقة اهتمام الولايات
المتحدة الأمريكية متمثلة في موقع قناة "الحرة" بتغطية شئون "داعش"
بشكلٍ مفصل، إذ يتيح التقرير الصحفي مزيدًا من العمق والتفاصيل حول القضايا، كما أشارت
الدراسة إلى عدم اهتمام المواقع الإخبارية الثلاثة بالقصة الخبرية إذ كانت الأقل
استخدامًا من بين المواقع محل الدراسة.
محور التغطية الإخبارية لتنظيم داعش
ذكرت الدراسة أن كلاً من "بي بي سي" و"دويتشه فيله" كانتا أكثر تركيزًا
على أكثر من محور بالنسبة لنقطة الارتكاز في التغطية الخبرية لتنظيم "داعش"
وذلك بنسبة 85% و83.4% على التوالي، في حين ركزت "الحرة" على الحدث أكثر
من غيره من محاور الارتكاز في التغطية الخبرية وذلك بنسبة 48.8%، وتعكس النتيجة
السابقة تركيز موقع "الحرة" على زاوية الحدث الإرهابي أكثر من غيره من
محاور الارتكاز في التغطية الصحفية.
وتبين من الدراسة اعتماد كل من "بي بي سي" و"دويشه
فيله" على وكالات الأنباء كمصدر رئيس للتغطية الخبرية أكثر من غيرها من
المصادر الأخرى وذلك بنسبة 84.2% و82.6%، في حين كانت "الحرة" أكثر
اعتمادًا على الموقع نفسه وعلى مراسليها وذلك بنسبة 75.4%، وتعكس النتيجة السابقة
حرص كلا الموقعين على نقل وجهات النظر العالمية حول الحدث، على العكس من قناة
"الحرة" التي اهتمت فقط بنقل الأخبار عن مراسليها مما يعني اهتمامها
بنقل وجهة النظر الأمريكية حول التنظيم وما يقوم به من عمليات.
الآثار المادية والبشرية والسياسية
والأمنية للعمليات الإرهابية
وبالنسبة للآثار التي خلفتها العمليات الإرهابية التي
قام بها تنظيم "داعش" الإرهابي، فقد أوضحت الدراسة أنه غلب على التغطية
الخبرية طغيان الآثار المادية والبشرية والسياسية والأمنية مجتمعة، وذلك بالنسبة
لموقعيْ "بي بي سي" و"دويشه فيله" وذلك بنسبة 58.3% و54.9%على
التوالى، بينما غلبت التأثيرات الأمنية على تغطية موقع قناة "الحرة"
وذلك بنسبة 27.1%، وتعكس النتائج السابقة اتجاه موقع "الحرة" نحو الآثار
التي تخلفها عمليات تنظيم "داعش" والمخاطر الأمنية التي تتسبب بها.
ومن بين الأخبار التي تعكس أكثر من أثر
ما يأتي:
·
"قالت صبية إيزيدية اختطفها
مسلحو تنظيم الدولة الإسلامية وباعوها ضمن رقيق في سوق نخاسة إنها التقت بخاطفها وجهًا
لوجه في شارع بألمانيا التي لجأت إليها"، حيث يشمل الخبر آثارًا أمنية وآثارًا
اجتماعية.
· "لا
أعرف كم شخصًا من الحشد (الشعبي) قتلت"، كما يقول خير الله ميزاديفان، 18 عامًا،
عن المعارك التي خاضها في صفوف تنظيم "الدولة الإسلامية" الإرهابي،
المعروف بـ"داعش" ضد الميليشيات الشيعية العراقية، ويتابع مازحًا:
"لا أحد يحفظ عدد قتلاه". يمكن أن نصنّف من تمّ القبض عليهم في ثلاث فئات،
كما يقول العامل الاجتماعي جوانرو مجيد، والذي يعمل في عربة (كرفان) في ساحة سجن الأحداث،
مشيرًا إلى أن السجناء البالغ عددهم 101 شخصًا، كانوا مرتبطين بـ"داعش" إما
للحصول على السيارات والنقود والأسلحة، أو أنهم تلقوا التدريب على يد التنظيم، أو أنهم
قاتلوا في صفوف التنظيم. وينتمي "خير الله" إلى الفئة الأخيرة، والتي يبدو
أنها الفئة الأصغر. وعند سؤاله عما كان يعتقد أنه جيد في "داعش"، قال:
"كنا نعتقد أننا ذاهبون إلى الجنة، وأننا سنحصل على النساء، ونرافق الرسول محمد".
وعندما سألته عن رأيه بذلك الآن، أجاب: "أعتقد أنها مجرد قصص". ويعبر هذا الخبر عن عددٍ من الآثار البشرية
والأمنية والاجتماعية.
الأطر الخبرية المستخدمة في تغطية
المواقع لتنظيم داعش
وقد اتضح من الدراسة غلبة أُطر الصراع على التغطية
الخبرية للمواقع الثلاثة محل الدراسة، حيث كانت الأعلى استخدامًا في موقع "الحرة"
بنسبة 73.3% يليها "دويتشه فيله" بنسبة 67.7% ثم 57.5% في "بي
بي سي"، وهى نتيجة طبيعية تعكس حجم الصراعات الداخلية والخارجية الموجودة على
الصعيد الدولى نتيجة العمليات والهجمات الإرهابية وسيطرة "داعش" ونفوذه
في بعض المناطق، كما أن المواقع الإخبارية محل الدراسة مملوكة لكلٍ من بريطانيا
وألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية وهى الدول الرئيسة في التحالف الدولى الذي
تم تكوينه لمحاربة تنظيم "داعش".
وبالنسبة لإطار الصراع يتضح ظهوره في عدد
من الاقتباسات داخل التغطية الإخبارية للمواقع محل الدراسة ومنها:
·
وقال أردوغان في خطاب ألقاه خلال مسابقة للأفلام في اسطنبول
"لقد تركونا وحدنا لمواجهة ذلك التنظيم الذي يسفك دماءنا عن طريق الهجمات الانتحارية"،
وأضاف" لا أحد ممن يدعون أنهم يحاربون داعش مُنى بخسائر مثلنا".
وبالنسبة للأطر الأخلاقية يتضح ظهورها في
عدد من الاقتباسات داخل التغطية الإخبارية للمواقع محل الدراسة ومنها:
·
"ثمة تصعيد في العمليات التى تستهدف الحسبة لأن عناصرها يعتقلون
الناس ويهينون كرامتهم لأسبابٍ تافهة كالتدخين".
وبالنسبة لإطار الاهتمامات الإنسانية
يتضح ظهوره في عددٍ من الاقتباسات داخل التغطية الإخبارية للمواقع محل الدراسة
ومنها:
·
"يُذكر أن التنظيم المذكور كثيرًا ما يستخدم الأطفال
في مواده الدعائية، ففى شهر فبراير الماضي نشر شريطًا قال إنه يُظهر طفلاً بريطانيًا
يعتقد أن اسمه عيسى البالغ من العمر 4 سنوات وهو يفجر سيارة ويقتل السجناء الثلاثة
الذين كانوا داخلها".
·
"بعد الهزائم المتلاحقة لتنظيم "الدولة الإسلامية"
(داعش)، يقبع عديدٌ من الأطفال، الذين ولدوا نتيجة زيجات بين مقاتلي التنظيم الإرهابي
وألمانيات، في سجون المنطقة. ماذا سيكون مصيرهم؟ وهل يشكل إحضارهم إلى ألمانيا خطرًا؟".
·
"أعادت
روسيا من بغداد إلى موسكو الأحد، 30 طفلاً روسيًا من أبناء روسيات محكومات في
العراق وقُتِلَ أزواجهن في صفوف تنظيم "داعش"، بحسب ما أكد مسؤول في
وزارة الخارجية الروسية لوكالة الصحافة الفرنسية".
وبالنسبة لإطار المسئولية يتضح ظهوره في
عددٍ من الاقتباسات داخل التغطية الإخبارية للمواقع محل الدراسة ومنها:
· "يشارك حوالي
500 خبيرًا و80 وزيرًا من 72 دولة في مؤتمر دولي في باريس يبحث سبل قطع التمويل عن
تنظيميْ "داعش" و"القاعدة"، ويفتتح اجتماع الأربعاء المؤتمر
الذي دعا إليه الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون تحت شعار "لا مَالَ
للإرهاب"، ويستمر ليوميْن".
مستويات الصراع في معالجة المواقع
الإخبارية
وبالنسبة لمستويات الصراع في معالجة المواقع الإخبارية
للعمليات التي يقوم بها تنظيم "داعش"، فقد اتضح تفاوت مستوياته بالنسبة
لكل موقع من المواقع الإخبارية محل الدراسة؛ حيث غلب المستوى المصيرى بالنسبة لموقع
"بي بي سي" وذلك بنسبة 41.7%، بينما غلب المستوى الجوهرى بالنسبة لموقع "دويشه
فيله" بنسبة 53.2%، بينما غلب المستوى العَرَضى في تغطية موقع "الحرة"
وذلك بنسبة 63.3%.
ويمكن توضيح الأحداث العارضة من خلال
الأخبار فيما يلى:
·
"دعا ائتلاف (أوقفوا الحرب في بريطانيا) إلى تنظيم مظاهرة
حاشدة ضد أى مشاركة محتملة للبلاد في شن غارات جوية ضد التنظيم الذي يطلق على نفسه
اسم (الدولة الاسلامية) وتتوقع أن يشارك آلاف الأشخاص في التظاهرة التى تأتى في وقت
تسعى فيه الحكومة البريطانية إلى الحصول على دعم البرلمان لقرار إطلاق مثل هذه الغارات".
وقالت منظمة المظاهرة ليندسي هيرمان: "يجب أن نتذكر أن الأمريكيين وغيرهم ما لبثوا
ينفذون غارات جوية في سوريا لأكثر من سنة ولكن هذه الغارات لم تنجح فى دحر داعش".
ويعبر عن الأحداث الجوهرية ما توضحه
الأخبار فيما يلى:
·
"ونقل دودج في تقريره على لسان وزير الدفاع العراقي
خالد العبيدي قوله إن قُرَابة ثلثيْ الجيش العراقي تخلى عن الخدمة لدى اجتياح تنظيم
الدولة شمال العراق عام 2014، وأشار إلى أن هذا ما دفع الحكومة العراقية إلى الاعتماد
على قوات شيعية بما فيها الأكثر "تطرفا" مثل (عصائب أهل الحق) المعادية للغرب،
وأن قوات الحشد الشعبي هى أقوى تلك القوات إذ يبلغ قوامها حاليًا نحو مئة ألف مقاتل..
وقال دودج إن أخطر النتائج لهيمنة القوات الشيعية هو أن السُنة يشعرون بأنهم سيضطرون
لطلب حماية (تنظيم الدولة) ضد التهديد الشيعي.
بينما عكس عدد من الأخبار معالجة المواقع لأحداث مصيرية
كما يلى:
·
"أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية
هيذر ناورت الثلاثاء، أن الولايات المتحدة والتحالف الدولي والشركاء المحليين بمن
فيهم قوات سورية الديمقراطية (قسد)، شرعوا في عمليات تحرير آخر معاقل تنظيم داعش
في سورية".
استراتيجيات إدارة الصراع في معالجة
المواقع الإخبارية لتنظيم داعش
وبالنسبة لنمط إدارة الصراع فيتضح غلبة نمط القوة أو
السيطرة في المواقع الثلاثة "بي بي سي" و"دويشه فيله"
و"الحُرة"، وذلك بالنسبة 73.3% و70.6%و62.5% على التوالى.
ويعبر عن استراتيجية التعاون في إدارة
الصراع:
· "ولجأت
الحكومة العراقية إلى الميليشيات الشيعية التي تُعرف بالحشد الشعبي في المعارك
التي تخوضها ضد التنظيم بسبب تفكك الجيش العراقي وتقهقره أمام مسلحي التنظيم الذي
وصل في اندفاعه إلى ضواحى بغداد الصيف الماضى. وترفض أغلب القوى السنية في العراق
مشاركة الحشد في المعارك ضد التنظيم وتتهمتها بارتكاب انتهاكات ضد العرب السُنة في
المناطق التي يتم طرد التنظيم منها".
· "تعهد
وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو يوم الثلاثاء بأن بلاده ستقدم كل اشكال الدعم
من أجل طرد مسلحي تنظيم (الدولة الاسلامية) من بلدة جرابلس السورية الحدودية .. أدلى
الوزير التركي بذلك على خلفية تقارير تحدثت عن احتشاد معارضين سوريين موالين لتركيا
على الحدود قبيل انطلاقهم في عملية عسكرية ضد التنظيم.. وقال جاووش أوغلو سنقدم كل
أشكال الإسناد لعملية جرابلس، واعدًا بالمساعدة في تطهير البلدان المجاورة لتركيا من
تنظيم الدولة".
·
"وافق الرئيس دونالد ترامب على استراتيجية وطنية جديدة لإبقاء
أسلحة الدمار الشامل بعيدًا عن أيدي الإرهابيين، حسب ما ذكر بيان للبيت الأبيض الإثنين،
وحسب الاستراتيجية الجديدة، ستساعد واشنطن دولاً أخرى عند الحاجة في بناء قدراتها
اللازمة لمواجهة هذه الهجمات".
ويعبر عن استراتيجية القوة أو السيطرة:
· "قال
قائد القوات الامريكية التي تحارب داعش في العراق وسوريا الجنرال جيمس تيري إن الحرب
ستستمر 3 سنوات على الأقل قبل أن يتمكن التحالف من بلوغ نقطة تحول ضد المسلحين.. وقال
الجنرال تيري ردًا على سؤال وجه له في مقر وزارة الدفاع بواشنطن عن التقدم الذي أُحرز
على الأرض في الحرب على داعش إن أُولى الضربات الجوية الأمريكية لم تمر عليها سوى أربعة
شهور طالبًا من الرأي العام التحلي بالصبر.. وقال في تصريحات أوردتها وكالة رويترز
للأنباء إن الحرب "ستستغرق ثلاث سنوات على أقل تقدير".. وأضاف تيري أن قصفًا
جويًا أمريكيًا مركزًا مكن مسلحي البيشمركة الأكراد من السيطرة على 100 كيلومتر مربع
من الأرض تقريبًا في منطقة سنجار وطرد مسلحي داعش منها.. وكان مسلحو داعش قد سيطروا
على سنجار في اغسطس / آب الماضي، وكان أحد الاسباب التي دفعت الرئيس الأمريكي باراك
أوباما إلى شن حملة جوية على المسلحين هو إجهاض مجزرة محتملة بحق سكانها من الإيزيديين".
ويعبر عن استراتيجية التنازل في إدارة
الصراع ما يلي:
· "بعد
هزيمته في سوريا والعراق، تحوّل تنظيم "داعش" من الشرق الأوسط إلى جنوب آسيا،
وتحديدًا إلى أفغانستان حيث بات يرّكز على استهداف الشيعة حتى يحيي نعرات طائفية تضمن
له استقطاب المجموعات السنية المتطرّفة".
شدة نبرة التغطية الإخبارية ونغمتها
وبالنسبة لشدة نبرة التغطية، اتضح من الدراسة غلبة
النبرة المرتفعة في تغطية المواقع الإخبارية "بي بي سي" و"دويتشه
فيله" و"الحُرة" وذلك بنسبة 50% و57.4% و 56.7% على التوالي، وتعكس
النتيجة السابقة اتجاهات المواقع محل الدراسة نحو "داعش" إذ أن المواقع
الخاصة بالدراسة تمثل المواقع الرسمية الخاصة بالدول وتلك الدول هى دول التحالف ضد
"داعش".
كما اتضح أنه بالنسبة لنغمة التغطية، غلبت النبرة
السلبية في تغطية موقعيْ "بي بي سي" و"دويشه فيله" وذلك بنسبة
52.5% و60.9% على التوالي، على عكس موقع "الحُرة" الذي غلب عليه النبرة
الإيجابية بنسبة 65%، وتعكس النتيجة السابقة اتجاهات المواقع محل الدراسة نحو "داعش"،
إذ أن المواقع الخاصة بالدراسة تمثل المواقع الرسمية للدولة، لذلك يمكن القول إن
كلاً من بريطانيا ممثلة في "بي بي سي" وألمانيا ممثلة في "دويتشه
فيله" ركزتا على مدى وحشية تنظيم "داعش" الإرهابي، وذلك على العكس
من الولايات المتحدة الأمريكية ممثلة في موقع "الحُرة" والتى ركزت على الجهود
الدولية في مكافحة "داعش".
طبيعة العمليات الإرهابية في معالجة
المواقع الإخبارية
بالنسبة لشكل الحدث الإرهابي، فقد غلب شكل الهجوم المسلح
علي تغطية موقع "بي بي سي" وذلك بنسبة 29.2%، تلاها عدم وجود أى شكل من
أشكال الهجوم المسلح بنسبة 28.3%، بينما غلب على كلٍ من موقعيْ "بي بي
سي" و"الحُرة" بنسبة 50.2% و52.9% على التوالى عدم وجود حدث إرهابى
في التغطية الخبرية، وهو ما يرجع إلى غلبة اهتمام كلٍ من موقعى الدراسة
بالاهتمامات الإنسانية مثل وضع اللاجئين وأطفال الدواعش وضحايا التعذيب والاغتصاب
والمعتقلين بعد الأَسْر.
أهداف العمليات الإرهابية وآليات
مكافحتها
وفيما يتعلق بالهدف من المعالجة الخبرية فقد ركزت معالجة
موقع "بي بي سي" على المطاردات أثناء القبض على الإرهابيين بنسبة 35.8%، في حين ركز موقعا "دوتشه
فيله" و"الحُرة" على قيام الإرهابيين بمحاولات التشكيك في قدرة
الدولة على حماية مواطنيها وذلك بنسبة 38.3% و67.9% على التوالي، كما أكد الموقعان
على الجهود المضنية التي تقوم بها دول التحالف تحديدًا ودولٌ أخرى مثل الولايات
المتحدة وألمانيا والعراق في مجال مكافحة الإرهاب.
وبالنسبة لآلية مكافحة الإرهاب المتمثل فى تنظيم "داعش"، فقد غلب "جيش الدولة" كآلية لمكافحة الإرهاب على المعالجة الخبرية، حيث أكدت التغطية على أن جيوش بعض الدول أسهم بشكلٍ كبير فى مكافحة "داعش" وذلك في مواقع الدراسة الثلاثة "بي بي سي" و"دويتشه فيله" و"الحُرة" BBC بنسب 65.8% و51.9% و59.2% على التوالي، والجدير بالذكر أن "المواجهات الفكرية" كانت أقل آلية استخدامًا في مواقع الدراسة الثلاثة، وذلك بنسبة 3.3% و2% و2.9% على التوالى في مواقع "بي بي سي" و"دويتشه فيله" و"الحُرة"، وهو ما يطرح إشكالية مدى قدرة السلاح في حسم المعركة مع الإرهاب رغم أن هذا السلاح لا يستطيع اقتلاع أفكارٍ متجذرة ويتم الترويج لها وتستقطب أعضاءً جدد للتنظيمات الإرهابية كل صباح تعوضهم عن خسائرهم البشرية في المعارك التي يتم خوضها ضدهم..!.