ندوة العنف والتطرف واستراتيجيات المواجهة
عقدت وكالة كلية الاقتصاد
والعلوم السياسية لشئؤن البيئة والمجتمع بجامعة القاهرة ندوة هامة للغاية عن العنف
والتطرف واستراتيجيات المواجهة تحدث فيها اللواء أركان حرب صفوت صادق الديب مدير أكاديمية
ناصر العسكرية العليا .
بداية تحدث أ.د محمد سلمان
طايع وكيل الكلية لشؤن البيئة والمجتمع مؤكداً أن عقد تلك الندوة الهامة جاءت
مواكبة لحادثة دير الانبا صموئيل بالمينا؛ حيث شدد على أن الاهتما م بدراسات الامن
القومي المصري يأتي مشاطرة ما بين الكلية وأكاديمية ناصر العسكرية العليا وأن
العمل المشترك بين مؤسسات الدولة المصرية على الصعيد السياسي والاقتصادي والاجتماعي
هو السبيل الحقيقي لحفظ الأمن في ربوع البلاد .
كما تحدث عميد الكلية الأستاذ
الدكتور محمود السعيد مشيراً إلى أن التحديات الأمنية التي تواجة البلاد الآن تعد
مرحلة شديدة الأهمية؛ حيث تواجة مصر في الوقت الحالي الإرهاب بشكل لم تراة في
تاريخها وأكد أن التحديات الامنية تؤثر بطبيعة الحال على كل ماهو سياسي واقتصادي
واجتماعي وثقافي أيضاً وتمس الدور الإقليمي لمصر ودورها الحضاري أيضاً، وهو الإرهاب
الذي لا يفرق ما بين قبطي أو مسلم أو المسجد والكنيسة.
ثم تحدث اللواء أركان حرب
صفوت صادق الديب ليقدم طرحة في هذا الصدد موضحاً أن تاريخ جماعة الإخوان المسلمين
-والتي تمخض عنها كل التنظيمات التكفيرية والجهادية الإرهابية – ذات تاريخ مشين
وكان الانجليز يرنون إلى إقامة جماعة أو حزب يقام على أساس ديني بتمويل من الإنجليز
ليساندهم في تعميق قدرات الاحتلال وباستخدام
الأبعاد التي تشكل ثقافة المجتمعات العربية وهو الدين ولقد شهدت مصر منذ
عام 1928حتى 1952 الكثير من الاغتيالات لرموز الوطن ورجالة الوطنين أضف إلى ذلك أن
ذهاب الإخوان لتحرير القدس 1948 لم يكن إلا للتدريب على استخدام الاسلحة لتطوير
قدرات الجماعة العسكرية .
كما شهدت الجماعة تسامحاً
من قبل حكومة ثورة 1952، وعلى رأسهم الزعيم جمال عبد الناصر فلم يشهد منهم إلا
التدخلات في إدارة البلاد ومحاولة اغتياله هو شخصياً وهرب منهم الكثير إلى
السعودية والسودان ليعدوا بعد ذلك في عهد السادات كتنظيمات تكفيرية وجهادية تمارس
العنف وتتخذ التطرف السمة الأولى لمنابع الإرهاب أضف إلى ذلك ممارسة الارهاب في أبشع
صورة باغتيال الرئيس السادات ومناهضة الرئيس مبارك فيما بعد التسامح الذي لمسوة
ومشاركتهم البرلمانية.
أدبيات الجماعات المتطرفة
يؤكد الديب أن أدبيات
الجماعات المتطرفة و المتمثلة بداية من سيد قطب حتى داعش والنصرة وانصار بيت
المقدس كلها تبعد عن الفقة الواضح المحددة وكلها مطاطة ولا تجتذب إلا المتطرفين من
حيث أنهم يعايشون العزلة والغلو والتعصب الديني والتطرف عن المجتمع ونبذة ورفضه بل
وتكفيرية بل وتعادي الجيش والحكومة والرموز الفكرية الثقافية في المجتمع كما إنها
تركز على مضمامين تكفير المجتمع والدعوة إلى القيام بالإرهاب ويتشابهون في ذلك مع
داعش والنصرة وبيت المقدس في سوريا والعراق واليمن وليبيا إلى بوكو حرام في
ننجيريا بافريقيا وهناك سيولة على تلك الحدود ولا تسيطر تلك الدول على حدودها جيداً
مما يدعم تلك الجماعات الإرهابية.
بدايات الارهاب في منطقة الشرق الاوسط
أشار الديب على أن القضية
الفلسطينية قد عايشت اجحافاً كبيراً في تاريخها؛ حيث كانت الأمم المتحدة ومجلس الأمن
يعاصرون الأحداث والانتهاكات الإسرائيلية لحقوق الشعب الفلسطيني الأعزل ويصدرون
العديد من القرارات لصالح القضية والتي لا تتطبق بالفعل لذلك عمل الفلسطنيون على
تفعيل استراتيجية خطف الطائرات في حقبة السبعينات والثمانينات للفت نظر شعوب
العالم للقضية الفلسطنية وباعتراف من رئيس منظمة التحرير الفلسطنية ياسر عرفات
حينئذاك.
ويذهب الديب إلى أختراق
الموساد الإسرائيلي لكل تلك الجماعات فعلى سبيل المثال لا الحصر أشار الديب إلى
جماعة إرهابية كبيرة في ليبيا يرأسها إمام مسجد يدعى ابن حفص حاول اختراق الحدود
المصرية أكثر من أربعة مرات وحينما تم القبض علية أتضح أنه من جهاز المخابرات الإسرائيلية
ويحفظ أجزاء كثيرة من القرأن والأحاديث الشريفة ومن هنا ندرك خطورة تلك الجماعات
التي يعالج معظمها في مستشفيات تل أبيب والتي تساندها إسرائيل وتُدعم مالياً من
قبل قوى دولية معرفة قد تدعو الدول العربية إلى التعاون في محاربة التنظيمات الإرهابية
رغم انها تدعمها.
بطولات حرب الاستزاف والعبور 1973والاقتتال الأهلي
يؤكد الديب على أن الجيش
المصري قد أعد العدة وقدم الكثير من العمليات العسكرية المتميزة في حرب الاستنزاف التي
هثزمت فيها إسرائيل وطالبت مرات عديدة وقف إطلاق النار دولياً مثل تدمير إيلات
وعملية رأس العش وهذا الأمر كان بشهادات إسرائيلية مثل عيزرا فيتسمان رئيس إسرائيل
ذاتة وجولدا مائير أيضاً كما كانت حرب اكتوبر 1973، حرباً موجعة كثيراً لإسرائيلا
بدلاً من استسلام مصر لكسر الهزيمة؛ حيث أن الهزيمة في الحرب لا تكن بالخسائر
العسكرية مثلما حدث 1967 بل بفقد القدرة على الاقتتال والشعب المصري دائماً على
قلب رجلاً واحد لذا لجأ العدو إلى دعاوى الاقتتال الأهلي الداخلىي لأنة يدرك أن
هذا الأمر يفقد الدول العربية تماسكها لكونها دول تعيش فيها الأعراق والطوائف
فعملت على ذلك في العراق وسوريا وليبيا واليمن ثم تحاول جاهدة في القلب من ذلك مصر
ولكن طبيعة الشعب المصري بعيدة تماماً عن الاقتتال الأهلي وبهذا تماسك مصر دائماً
وأبداً وتساند الحكومات والجيوش والبرلمانات الشرعية ولا تساند أية تنظيمات إرهابية
في أي مكان بالإقليم العربي.
أثر الارهاب على الدولة
يؤكد الديب بأن الارهاب له
آثار سياسية وأمنيىة واقتصادية واجتماعية كبرى على مقومات أية دولة مهما كان
موقعها الدولي؛ حيث ترنو العمليات الإرهابية للعمل على ضرب الأمن والنيل من قدرات
الشرطة والجيش ومن ثم يظهر النظام السياسي بشكل يشوبة العجز عن حزم الأمور والقبضة
الأمنية المحكمة كما يهرب رأس المال الأجنبي والوطنا ويؤثر ذلك على معدلات التنمية؛
حيث تغيب الاستثمارات وتضرب السياحة نحو الانخفاض مما يولد العوز والبطالة ويقلل
من الولاء للوطن وهنا يكون قطاع الشباب مرتعاً للتنظيمات الإرهابية وتحت عباءة
الدين ورفض الآخر المختلف والدعوة لتكفير المجتمع ودعم الأقتتال الأهلي؛ حيث أن
الخلافات العقائدة تؤدي إلى الرفض الشديد للأخر بل وتكفيرة والعمل على الإجهاز عليه
ويتفكك المجتمع وتسقط الدولة وهذا السيناريو تم العمل به في ليبيا والعراق وسوريا
واليمن والسودان.
وشدد على أن هناك دول تساند
الإرهاب في منطقة الشرق الاوسط وقوى كبرى دولية تعمل على تمويلة كما أن الحروب
الداخلية التي يعملون لاشعالها في دول المنطقة العربية تقلل من قدرات الدولة
الشاملة أضف إلى ذلك استغلال القوة الناعمة الخاصة بها بالمجال الإعلامي والثقافي
لكي تخلق المناخ النفسي والاجتماعي والثقافي داخل شعوب المنطقة بزج مضامين التطرف
والإرهاب خلال السياق الإعلامي والثقافي الخاص بها.
الجدير بالذكر أن مصر تعد دولة كبيرة تمتلك
القوة الناعمة وإنها قادرة على إنقاذ دول المنطقة العربية من الانهيار التام
بقوتها الناعمة .
وأضاف الديب أن هناك
العديد من محاولات من جانب الدول الكبرى للتدخل في شئون مصر وغيرها من الدول
العربية ومصر ترفض أية شاركة دولية عسكرية وأمنية للتدخل في حربها ومواجهاتها
الأمنية ضد الإرهاب والقتال العسكري في سيناء لرفضها التام للتدخل في شؤنها
الداخلية وسيادتها أيضاَ، كما شدد الديب على أن هناك دولا تحارب الإرهاب ظاهرياً
وتؤججة وتدعمة بالسلاح والتدريب والمعلومات الأمنية أيضاً، وتعد قضايا حقوق
الانسان الذريعة الأولى للتدخل الاجنبي وأن تلك الدول لا تتأجج تلك القضايا إلا
اذاحدثت في دول المنطقة ولقد شهدت الولايات المتحدة وبريطانيا العديد من الانتهاكات
الحقوقية لصالح قطاع الأمن هناك ولم نشهد تدخلات مع الصمت التام من قبل هيومن رايتس
واتش التي تقيم الانتقادات اللاذعة اذا حدث ذلك في دول المنطقة العربية.
استراتيجيات مواجهة الإرهاب
هذا ويذهب الديب إلى تفعيل
الاستراتيجيات المناهضة للإرهاب والذي يحاول ضرب الأمن لإسقاط الامة، كما هو على
النحو التالي:
1) على المستوى السياسي: رفض اية تدخلات خارجية والعمل على استفرار النظام
السياسي بخلق نوعاً من الزخم بإقامة الأحزاب السياسية المعتدلة لمواجهة العمليات
والتنظيمات الإرهابية وتعميق قدرة الدولة على تنظيم مصالحها الدولية .
وإفساح الحكومات لمؤسسات المجتمع المدني الوطنية لتعزيز
ثقافة الانتماء والاعتدال وقبول الاختلاف ومناقشة الآراء المختلفة بطرق تقبل الآخر
والتسامح معة والتعبير عن المصالح المشتركة ودعم الانتماء الوطني وغرس قيم
الديمقراطية وحقوق الانسان والتي تتماشي مع المجتمعات العربية.
3) المستوى الدولي: والذي يتبدى في المشاركة والتعاون مع الدول التي تواجهة
الإرهاب في مجال الأمن والمعلومات الأمنية واقامة المنتدي الدولية لتبادل الخبرات
لمواجهة الإرهاب بل وإقامة هيئة كبرى دولية لتطبيق القرارات الدولية لدحض التطرف
والإرهاب.
2) المستوى الأمني: من خلال تعزيز القوات كالجيش والشرطة والمواظبة على
تدريب تلك القوات ودعمها بالمعدات والمعلومات ورفع مستويات الكفاءة لأعلى مستوى
القيام بالعمليات الأستباقية للإرهاب المنظم الذي يرنو دوماً إلى النيل من قدرات
الأمن والذي تدعمه القوى الكبرى المناهضة لأمن دول المنطقة مع رفع كفاءة القطاعات
المعلوماتية داخل الجهاز الأمني الذي يعد النخاع لحماية المجتمعات العربية من الإرهاب
والسيطرة على الحدود.
3) المستوى الاجتماعي: العمل على حفظ الولاء للدولة بإصلاح المجتمع والتأمينات
الاجتماعية واقامة المشروعات المتناهية في الصغر وتسهيل اقامتها للشبي في كل
قطاعات المجتمع أضف الى ذلك تكامل الاعلام والمؤسسات الثقافية بربط الشباب بالوطن
وذلك بالتركيز على المناسبات القومية والاحداث التاريخية .
4)المستوى الاقتصادي: العمل على رفع الكفاءة الإنتاجية ليكون الاقتصاد إنتاجيا لا رعوياً مع وضع
التشريعات وسن القوانين التي تجذب الاستثمارات الوطنية والاجتماعية أضف إلى ذلك
العمل على رفع معدلات التنمية داخلياً وهذا ما تقوم به مصر الآن من إقامة
المشروعات التنموية وإقامة المدن الجديدة في الجنوب (صعيد مصر) بوجه خاص كذلك
العمل على إقامة مراكز للبحوث الاقتصادية والاجتماعية بهدف بناء قطاعات الدولية
اقتصادياً واجتماعياً.
5) المستوى القانوني: العمل على إقامة العدالة الناجزة بمحاكمة العملاء والإرهابين
وتطبيق الأحكام سريعاً مع إعادة تأهيل الإرهابين الذين أتموا فترات العقاب في
السجون لضمان عدم ارتدادهم للإرهاب مرة أخرى.