استراتيجيّتا استهداف المقاومة والاغتيالات في الفكر الإسرائيلي
تصاعد الاثنين الموافق 29 مايو/أيار 2018 غارات جوية
نفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد أهداف في قطاع غزة. وجاء هذا الاستهداف كرد فعل
من قوات الاحتلال على ما اعتبرته اعتداءً من عناصر المقاومة على مواقع إسرائيلية
عسكرية من داخل القطاع. وبناءً على الرواية الإسرائيلية، لم تتوانى مندوبة
الولايات المتحدة الأمريكية "نيكي هالي" في مجلس الأمن لعقد جلسة طارئة
لإدانة استهداف مواقع الجيش الإسرائيلي من داخل القطاع. وليس جديدًا على دولة
الاحتلال أن تنتهج هذه السياسات باعتبارها حلقة متصلة تقوم على سياسات استهدافية
لتصفية أي مظهر من مظاهر المقاومة الفلسطينية.
وفي هذا السياق، تعتبر الحروب المتكررة على قطاع غزة أحد
أنماط هذه الاستراتيجية؛ حيث تقوم سياسة الاستهداف على القضاء على العنصر المقاوم
سواءً كان مدنيًا أو حتى عسكريًا مقاومًا. ويعد التعامل العنيف لقوات الاحتلال مع
مسيرات العودة التي انطلقت من قطاع غزة تجاه الأراضي المحتلة في الذكرى السبعين
لنكبة فلسطين دليلًا على ذلك؛ حيث وصل عدد ضحاياها إلى أكثر من 60 شهيدًا، و2500
مصابًا.
وعليه سعت إسرائيل على مدار تاريخها الممتد لسبعين عامًا
تقريبًا على تجريد الفلسطينيين من قوتهم، أيًا كان نوع هذه القوة. كما تبادر
إسرائيل باجهاض أي فرصة قد يتمخض عنها امتلاك المقاومة للقوة النوعية سيما في
مجالات العلم والتكنولوجيا، وحتى إن كان ذلك للأغراض السلمية. في هذا السياق، كانت الكفاءات العلمية الفلسطينية ولا زالت هدفًا لأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، وذلك
لمواجهة أي تطور في قدرات المقاومة في فلسطين؛ حيث يركز الفكر الاستراتيجي
الإسرائيلي إلى منع تطور أي تكنولوجيا تتعلق بتطوير الصواريخ أو الطائرات بدون
طيار حتى لا يشكل ذلك تهديدًا على أمن المستوطنات المتاخمة للحدود الفلسطينية.
وعليه برزت الاغتيالات في الفكر الاستراتيجي الإسرائيلي
نحو كثير من العمليَّات لتصفية الكفاءات سيما تلك التي تنتمي لأجهزة المقاومة مثل
مهندس الطيران التونسي محمد الزواري، ومؤخرًا مهندس الطاقة الفلسطيني، فادي البطش،
الذي اتهمته وسائل إعلام إسرائيلية باشتراكه مع الزواري في تطوير قدرات
"الطائرة بدون طيار".
أولاً-
الاغتيالات في الاستراتيجية الإسرائيلية
اهتمت إسرائيل ببناء
أجهزتها الأمنية ونظمها المخابراتية منذ إعلان قيامها علم 1948؛ حيث قامت بمأسسة
عمليّات الاغتيال داخل جهاز الموساد، وأصبحت هذه السياسة أحد أهم مبادئ الفكر
الاستراتيجي الإسرائيلي، وقامت
المخابرات الإسرائيلية على مدار 70 عامًا بتنفيذ ما يقرب من 2700 عملية اغتيال(1).
ويقوم عمل الموساد ومسئولي الأمن في إسرائيل على مبدأ
المبادرة والمبادأة في القتل دون الانتظار، وذلك استنادًا على قاعدة تلمود
اليهودية ‘إذا جاء شخص ما ليقتلك، انهض واقتله أولًا’. تتعاطى إسرائيل مع العرب
كونهم بيئة معادية يسعون للانقضاض على وجودها في أي وقت؛ إذ يعبر موشي دايان عن
ذلك بقوله "إذا امتلك العرب أية كمية من الذرة، فإن
جنونهم لن يردهم عن المغامرة"(2). وفي هذا الإطار سعت إسرائيل إلى
تعزيز قدراتها التجسسية والمخابراتية؛ إذ يعتمد الفكر الأمني الإسرائيلي على
الأعمال المخابراتية لإعطاء التنبيه قبل الحرب دون الحاجة إلى نشر جيش بأكمله على
الأرض طوال الوقت خاصة مع تصريحات إسرائيل المستمرة عن البيئة المعادية التي تحيط
بها من كل صوب في المنطقة.
ورغم
النجاحات التي حققتها دوائر الاغتيالات في الأجهزة الأمنية الإسرائيلية على مدار
70 عامًا إلا أنها توحي بغياب الحنكة السياسية، وفشل الأدوات الدبلوماسية لحل
الأزمات. ويذكر أن هناك العديد من عمليات الاغتيال لم يعلن عن فشلها، على سبيل
المثال أعلنت جولدا مائير نجاح أجهزتها الأمنية بتصفية عدد من أعضاء منظمة
"أيلول الأسود" الفلسطينية عقب قيامهم بتصفية عدد من الرياضيين
الإسرائيليين المشاركين في أوليمبياد ميونيخ1972(3)، مؤخرًا في أوائل
عام 2018، أبرز رونين بيرجمان؛ محرر الشئون العسكرية في صحيفة يديعوت أحرنوت، في
كتابه "انهض واقتل أولًا: التاريخ السري للاغتيالات الإسرائيلية"(3)
عن فشل هذه العملية بخلاف ما أعلنته مائير للرأي العام الإسرائيلي؛ إذ لم تستطع
تتبع أيٍ ممن شاركوا في أحداث أوليمبياد ميونيخ(4).
لم تقتصر
الاستراتيجية الإسرائيلية على تنفيذ الاغتيالات تجاه الكفاءات الفلسطينية فحسب، أو
حتى على الكفاءات السياسية والعسكرية وحدها، ولكنها امتدت إلى اغتيال الكفاءات العلمية
في كل من تعتقد أنه قد يمثل خطرًا على وجودها مثل ما شهدته مصر من اغتيال العالمة
الطاقة النووية سميرة موسى، والمفكر في الأيديولوجية الصهيونية جمال حمدان، وعالم
الذرة مصطفى مشرفة، وسعيد بدير العالم في مجال الاتصال بالأقمار الصناعية
والمركبات الفضائية، وكذلك اغتيال العلماء العراقيين، واغتيال علماء في برنامج
إيران النووي، وشهدت سوريا في 10 أكتوبر/تشرين الثاني عام 2014 تفجير لسيارة
بمنطقة برزة بدمشق، اتضح فيما بعد أنها تقل 5 من علماء الطاقة النووية في سوريا(5).
يتسق ذلك
كله مع ما صرح به يوسي كوهين، رئيس جهاز الموساد السابق، إذ يقول: ‘المعركة هي اسم
اللعبة، وظيفتنا أن نقطع تطوير أي قدرات استراتيجية للعدو، كالتي يمكن أن تمس بمستقبل وأمن مواطني دولة إسرائيل. وعند
اللزوم يجب المس بالأعداء أنفسهم’(6).
وتقوم الاستراتيجية الاسرائيلية على تنفيذ كافة العمليات سواءً استخباراتية
أو عسكرية لتقليص قدرات الأعداء من التزود بأي امكانيات قد تسهم في إحداث أي تحول
في موازين القوة في المنطقة. يتسق ذلك مع اتجاه نمط الاغتيالات الإسرائيلية الموجه
بالأساس ضد ظهور أي زعامة قد تقود الجماهير للمواجهة مثل اغتيال الشيخ أحمد ياسين،
ومحاولات اغتيال الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات عدة مرات إلى أن انتهى به الأمر
مسمومًا، وكذلك منع تطوير أيٍ من دول المنطقة للتكنولوجيا النووية، أو حتى عمل
المقاومة الفلسطينية على تنمية منظومتها الهجومية كالصواريخ والطائرات بدون طيار.
ووفق ما
أعلنه رونين بيرجمان في كتابه عن تاريخ الاغتيالات الإسرائيلية، استفادت الولايات
المتحدة الأمريكية من الخبرات الإسرائيلية في هذا الشأن خاصة فيما يتعلق بمواجهة
الإرهاب بعد أحداث 2001. ويرى بيرجمان أن جورج بوش قام بنقل خبرات أجهزة المخابرات الإسرائيلية في تطويره لأنظمة جمع
المعلومات، وأنظمة القيادة والتحكم، واستخدام تكنولوجيا الطائرات بدون طيار إلى
الولايات المتحدة الأمريكية في حربها على الإرهاب بعد أحداث سبتمبر/أيلول2001
(7). ويوحي ذلك بمدى أهمية مبدأ الاغتيالات في الفكر الاستراتيجي
الإسرائيلي؛ إذ تُسخر إسرائيل كافة امكانياتها العلمية والعسكرية والمخابراتية
لتطوير منظومتها للأمن القومي.
ثانياً-
أدوات الاغتيال واستراتيجيّاته لدى إسرائيل
اعتمدت أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية على
العديد من الأدوات والاستراتيجيّات المختلفة لتصفية خصومها داخل وخارج الدول
العربية وذلك على مدار 70 عامًا. وأشار إليها بيرجمان في كتابه عن تاريخ
الاغتيالات الإسرائيلية. ورغم تنوع استراتيجيّات التصفية إلا أن النهاية كانت
مقررة لكل من تضعه إسرائيل على لائحة الخطر بالنسبة لها. وفيما يلي بعض من هذه
الأدوات مع الإشارة إلى العمليات التي نُفذت بها.
(1) تقنية التسميم
تعتمد إسرائيل في استراتيجيّتها للتخلص من الهدف على
التسميم سواءً في الطعام أو معجون الأسنان؛ حيث نفَّذت وحدة الاغتيالات في الموساد
عملية تسميم وديع حداد، رئيس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عام 1978 من خلال معجون
الأسنان الخاص به، وذلك من خلال تطوير معجون للأسنان في معاملها البيولوجية
لتحويله إلى سموم مميتة. وفي هذا السياق، أرسل جهاز المخابرات في ألمانيا الشرقية
"شتازي" تنبيهًا إلى الاستخبارات العراقية بضرورة الحذر من معجون
الأسنان الخاص بعلمائهم، وبالتالي أوعزت المخابرات العراقية إلى علمائها بضرورة
اصطحاب معجون أسنانهم الخاص كلما خرجوا من العراق(8).
(2)
التفخيخ
إلى جانب التسميم، تعتمد إسرائيل استراتيجية التفخيخ
للقضاء على الهدف رغم الخسائر الفادحة في الأرواح التي قد تُنجِم عن هذه
العمليات.
وفي هذا السياق، أمر وزير الأمن الإسرائيلي أرئيل شارون
بتفخيخ مقاعد الشخصيات المهمة في ستاد بيروت 1982؛ حيث كان مقررًا أن تجتمع قيادات
منظمة التحرير الفلسطينية. وبالفعل تم تفخيخ الهدف، وتم نشر 3 مركبات مفخخة حول
الاستاد، ولكن أُلغيت العملية بأمر من مناحم بيجين، رئيس الوزراء الإسرائيلي
آنذاك، بعد تقارير أمنية تحذره من خطورة ما قد ينعكس عالميًا على إسرائيل نتيجة
هذه العملية(9).
وتعد عملية
اغتيال عماد مغنية، القيادي البارز في حزب الله اللبناني، في دمشق عام 2008
نموذجًا واضحًا لاستخدام إسرائيل لتقنية السيارات المفخخة(10). كما
استخدمت إسرائيل تقنية الطرد المفخخ ضد حافظ مصطفى المصري، الذي أرسله الرئيس جمال
عبد الناصر إلى غزة لتنظيم العمل الفدائي هناك(11). واستخدمت إسرائيل
في ذلك عميلًا مزدوجًا قام بتسليم الطرد المفخخ إلى مصطفى المصري الذي قضى نحبه
فور فتحه للطرد عام 1956.
(3) تفجير الهواتف
المحمولة
يمثل الاغتيال عبر تفجير الهواتف
المحمولة أحد أهم أدوات الاغتيال لدي أجهزة الأمن الإسرائيلي، وهو ما حدث مع قائد
كتائب عز الدين القسام عام 1996، يحيى عياش، عبر زرع عبوة ناسفة صغيرة بحجم 50
جرامًا من مادة شديدة الانفجار مثبتة في هاتفه النقال، وتم إيصال هذا
الهاتف له عبر أحد عملاء تل أبيب. بعد هذه الحادثة اتخذ قادة حركة حماس العديد من
التدابير لحماية أرواحهم، من بين تلك التدابير الامتناع عن التحدث عبر الهواتف
المحمولة خوفا من انفجارها(12).
(4) الطائرات المسلحة
دون طيار
قامت
إسرائيل بتطوير منظومة الطائرات بدون طيار، وباتت خلال الفترة الماضية من أكبر المصدرين
لها؛ إذ تستعمل 6 جيوش من حلف
شمال الأطلسي العاملة في أفغانستان طائرات بدون طيار إسرائيلية الصنع.
واستخدمت إسرائيل هذه التقنية في تنفيذ عمليات اغتيال ضد ناشطين فلسطينيين مثل
صلاح شحادة، أحد كوادر حركة حماس(13).
وأشار موقع ويكيليكس إلى تسريبات من السفارة الأمريكية في تل أبيب إلى
وزارة الخارجية الأمريكية بأن إسرائيل استخدمت تقنيات الطائرات بدون طيار في عملية
"الرصاص المصبوب" 2008-2009 لتصفية مقاتلين من حماس.
(5)
التصفية بالمسدسات كاتمة الصوت
وفق تقنية الاغتيال بالمسدسات والتي تعمل على التصفية
الفردية للهدف دون أن يترك ذلك خسائر بالمحيطين به؛ استخدمت إسرائيل هذه التقنية
في تصفية مهندس الطيران التونسي في ديسمبر/كانون
الأول 2016 أمام منزله في صفاقس التونسية؛ حيث تم إطلاق 20 رصاصة على سيارته من
مسدس كاتم للصوت. وقد كان الزواري، وفق ما أعلنت عنه حركة حماس، أحد قادة مشاريع
كتائب القسام لتطوير تقنية الطائرات بدون طيار لاستخدامها ضد إسرائيل(14). في السياق نفسه، اتهمت
أسرة فادي البطش عن تصفية الموساد الإسرائيلي لابنها أثناء أدائه لصلاة الفجر
أبريل/نيسان 2018 في أحد المساجد القريبة له في ماليزيا. يُذكر أن وسائل إعلام
إسرائيلية أشارت إلى دور البطش مع الزواري في مشروع تطوير الطائرات دون طيار(15).
(6)
جوازات السفر المزورة
يتبع
عناصر الموساد الإسرائيلي في عمليّات التصفية التي تتم بالخارج استخدام جوازات
السفر المزورة، أو الاستفادة من جوازات سفر لدول غربية. وفي
هذا الإطار، قامت وحدة الاغتيال بالموساد بتصفية محمود المبحوح، أحد مؤسسي الجناح
العسكري لحركة حماس، بدولة الإمارات العربية المتحدة. وأشار الفريق ضاحي خلفان،
قائد شرطة دبي آنذاك، إلى قيام 11 شخصًا يحملون جوازات سفر ايرلندية وبريطانية
وفرنسية وألمانية باغتيال المبحوح في الفندق الذي يقيم به(17). من ناحية أخرى، استدعت
حكومات هذه الدول سفراء دولة إسرائيل لاستيضاح الأمر لما سببه ذلك من حالة إحراج
عالمية لهذه الدول، والتي اشارت إلى إسرائيل بالضلوع في مثل هذه العمليات.
ثالثاً- أهداف الاغتيالات
وخلفيّاتها
يعتبر محامي الجيش الإسرائيلي أن الاغتيالات عملًا من
أعمال الحروب المشروعة خاصة عندما يتعلق الأمر بالأمن القومي لمواطني دولة
إسرائيل. ورغم تركيز الجانب الإسرائيلي على الجوانب الأمنية، فهو يحرم العرب من
حقهم في التنمية؛ حيث نص إعلان الأمم المتحدة عام 1986 على الحق في التنمية بكافة
أشكالها، ومع ذلك، لا تدخر إسرائيل جهدًا في تصفية العلماء وحملة المشاريع
والمبادرات العلمية في المنطقة. وتستند إسرائيل في فكرها الاستراتيجي للاغتيالات
على اهداف محددة أهمها؛ الردع السريع، والانتقام، والهجوم الخاطف. وسنفصل فيما يلي
بعض هذه المبادئ في إطار عمليّات الاغتيالات التي قامت بها وحدة الاغتيالات
بالاستخبارات الإسرائيلية.
(1) الردع السريع
تتبع
إسرائيل نموذج الردع السريع عند تعاطيها مع محاولات حركة حماس لتطوير منظومتها
الصاروخية، أو تطوير نماذج جديدة من الطائرات دون طيار؛ حيث ترى في هذه المشروعات
خطرًا على أمنها القومي، لذا لا تتوانى أجهزة الاستخبارات في تنفيذ عمليّات
استهداف لكوادر حماس العلمية سواء داخل الأراضي المحتلة أو خارجها كما حدث مع
الزواري والبطش. وبرزت هذه الاستراتيجية مع اتجاه علماء وكوادر حركة حماس للسفر
إلى الخارج لاكتساب الخبرة. لذا تعتبر إسرائيل أن هناك ضرورة للتعرض بقدرات وحدات
التطوير، وانتاج السلاح لأطرافٍ معادية سواء داخل أو خارج إسرائيل.
(2) سياسة الانتقام
يعد اغتيال القيادي في حزب الله،
سمير القنطار، نموذجًا جديدًا لتأكيد سياسة الانتقام؛ حيث جاء اغتياله متسقًا مع
سياسة إسرائيلية قديمة ترى أن هناك ضرورة لتصفية كل من قتل إسرائيليًا في السابق.
وهو نفسه ما حدث مع عماد مغنية. ورغم
اهمية الانتقام في السياسة الأمنية
الإسرائيلية، لكنه يبرز في حالات كثيرة في إطار لعبة السياسة الداخلية بين
الأحزاب لكسب ثقة الناس في الانتخابات؛ حيث أعلنت جولدا مائير من قبل عن تصفية كافة عناصر
منظمة "أيلول الأسود" التي قتلت الرياضيين الإسرائيليين في أوليمبياد
ميونيخ 1972، وذلك لكسب ثقة الرأي العام الإسرائيلي وهو ما اُكتشف أنه لم يكن
صحيحًا فيما بعد خاصة بعد نشر كتاب رونين بيرجمان، الذي أعلن
أن أجهزة الأمن الإسرائيلية لم تستطع تصفية أيٍ من أعضاء المنظمة الذين شاركوا في
عملية ميونيخ. وتعكس كذلك محاولات إسرائيل المتكررة لاغتيال الزعيم الفلسطيني ياسر
عرفات روحًا انتقامية لما تكبدته من خسائر بسبب نشاط أعضاء منظمة التحرير
الفلسطينية وحركة فتح.
ختامًا، تعد إسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم التي قامت بمأسسة سياسة الاغتيال داخل اجهزتها الأمنية، بل عملت على تطوير أدواتها، وهو ما ظهر في استيراد جورج بوش الابن الخبرات الإسرائيلية فيما يتصل بتعاطيه مع إرهاب أحداث 11 سبتمبر. وأبرزت سياسة إسرائيل على مدار 70 عامًا أنها عاقدة العزم على استمرار مشروعها في تصفية الكفاءات العربية التي قد تظهر خاصة في العلوم النوعية مثل التكنولوجيا النووية، وهو ما برز في عمليات استهدافها لعلماء مصر وسوريا والعراق.
الهوامش
1. أبرز الإغتيالات الإسرائيلية التي غيرت مجرى
التاريخ وحافظت على أمن إسرائيل، تايمز أوف إسرائيل، على الرابط
2. يوسف حسن يوسف، دماء على أبواب الموساد: اغتيالات
علماء العرب ،القاهرة: دار سما للنشر
والتوزيع، 2016، ص302.
3. عملية منظمة "أيلول الأسود".. حمام دم في
أولمبياد ميونيخ (6/9/2017)، دويتش فيليه، الرابط
4. "أبرز الإغتيالات الإسرائيلية.."، مرجع
سابق.
5. سوريا: اغتيال 5 مهندسين نوويين ومقاتلو المعارضة
يسيطرون على نوى (9/11/2014)، فرانس 24، الرابط
6. ماليزيا تحت مجهر الاستخبارات الإسرائيلية، بوابة
الاخبار، الرابط
7.
KENNETH M. POLLACK,
Learning From Israel’s Political Assassination Program (7/3/2018), NewYourk
Times, Available
8. مي سمير، العمليات السوداء لـ"الموساد"
فى 70 سنة (2/2/2018)،الفجر، الرابط
9. وديع
عواودة، «السمكة الذهبية» .. مخطط لاغتيال عرفات فشلت إسرائيل في تحقيقه مرات
كثيرة (26/1/2018)، القدس العربي، الرابط
10.
Swati Sharma, Who was
Imad Mughniyah, a senior Hezbollah figure killed in joint CIA-Mossad operation?
(30/1/2015), Washington Post, Available
11. محمد صادق إسماعيل، أشهر
قضايا الاغتيالات، العربي للنشر والتوزيع، 2012، ص189.
12. عميل شارك في اغتيال يحيى عياش: إسرائيل غدرت بي
(23/4/2018)، القدس العربي، الرابط
13.
12 dead in attack on
Hamas (23/7/2002), The Guardian, Available
14. مروة أحمد، اعترافات "الموساد" على لسان
الصحافة الإسرائيلية.. القصة الكاملة لاغتيال العالم التونسي محمد الزواري
(18/12/2016)، بوابة الاهرام، الرابط
15. فتحي صباح، اغتيال عالِم فلسطيني في كوالالمبور يُذكّر بعمليتيْ قتل الزواري والمبحوح (22/4/2018)، الحياة، الرابط