اتجاهات النخبة نحو إدارة المواقع الإخبارية لآليات حروب الجيل الرابع في مصر (2-2)
قامت
د. ندية عبد النبي القاضي الأستاذ المساعد
بقسم الإعلام بكلية الآداب جامعة المنوفية بإعداد دراسة مهمة عنوانها:
"اتجاهات النخبة نحو إدارة المواقع الإخبارية لآليات حروب الجيل الرابع في
مصر"، واعتمدت هذه الدراسة على قياس اتجاهات النخبة المصرية نحو إدارة
المواقع الإخبارية لآليات حروب الجيل الرابع في مصر، تنتمي هذه الدراسة إلى
الدراسات الوصفية التي تستهدف جمع البيانات الخاصة بجمهور المبحوثين من النخبة في تعرضهم
للمواقع الإخبارية واتجاهاتهم نحو إدارة تلك المواقع لآليات حروب الجيل الرابع في
مصر، بجانب ذلك دراسة بعض المتغيرات التي قد ترتبط بهذه الاتجاهات كنوع النخبة (سياسية
– أكاديمية – إعلامية ) والنوع والسن والمستوى التعليمي، مما يعطى مجالاً
للمقارنات بين استجابات المبحوثين وفقًا للمتغيرات والفئات المختلفة.
تحدد
مجتمع الدراسة في النخبة المصرية بمختلف مكوناتها حيث تضمنت الدراسة الحالية رصدًا
لاتجاهات عينة من النخبة المصرية على اعتبار أن تلك الفئة هي الأقدر على تقييم مدى
فعالية المواقع الإخبارية في إدارة الأزمات والصراعات، وذلك بما تحمله تلك النخب
من أفكار واتجاهات معينة، واعتمدت الباحثة في سحب العينة على أسلوب العينة
المتاحة، ويعتمد هذا الأسلوب بشكل أساسي على سحب الوحدات المتاحة الممثلة لخصائص
مجتمع البحث، وقد بلغ إجمالي العينة 225 مبحوثًا مقسمين على ثلاثة أنواع من النخبة
بواقع 75 مبحوثًا لكل نوع تم تحديدها على أساس طبيعة نشاط وخلفيات كل منها وعلاقة
ذلك بموضوع البحث وهذه الأنواع هي : نخبة سياسية تم اختيار أفراد عينتها من بين
أعضاء مجلس النواب وأعضاء المكاتب السياسية بالأحزاب، ونخبة أكاديمية تم اختيار
أفراد عينتها من بين أساتذة جامعتي القاهرة والمنصورة والمنوفية وطنطا ممن لهم
علاقة بموضوع البحث من أساتذة القانون والعلوم السياسية وعلم الإعلام، ونخبة
إعلامية تم اختيار أفراد عينتها من بين رؤساء الأقسام في الصحف القومية والصحف
الخاصة والحزبية، ومن بين الإعلاميين في الراديو
وبعض القنوات التليفزيونية.
واعتمدت
الباحثة على صحيفة الاستقصاء كوسيلة لجمع البيانات، وقد اشتملت الاستمارة على عدة
محاور لقياس مستويات تعرض النخبة للتغطية الإخبارية لآليات حروب الجيل الرابع في
مصر، ومستويات الاهتمام والثقة فيها، ومدى تأثير تلك التغطية علي الرأي العام
المصري، وتقييم النخبة لمدي خطورة تلك الأحداث كما عرضتها التغطية الإخبارية، ومدى
نجاح الحكومة في التصدي لها، وأنماط الصراع كما جاءت بالتغطية الإخبارية، كما شمل الاستقصاء
علي مقاييس الاتجاه نحو تغطية المواقع الإخبارية لآليات حروب الجيل الرابع في مصر,
ومقياس تقييم النخبة لمكونات الأداء الإعلامي المتبع في التغطية الإخبارية لآليات
حروب الجيل الرابع.
جمع البيانات والمدى الزمني للدراسة:
تم
جمع بيانات الدراسة من خلال المقابلة المباشرة مع أفراد العينة من النخبة المصرية
خلال شهري نوفمبر وديسمبر 2016، ويعد هذا المدى الزمني ملائمًا للدراسة؛ حيث شهدت
تلك الفترة تصاعد وتيرة العمليات الإرهابية في سيناء ضد رجال الجيش والشرطة في
أنحاء متفرقة من مصر، والاعتداء على بعض الكنائس، حيث بلغ عدد العمليات الإرهابية تحديدًا
في الربع الأخير لعام 2016 (104) عملية إرهابية في القاهرة والجيزة فقط, أبرز هذه الهجمات
الإرهابية كان في صباح 11 ديسمبر 2016, حيث استيقظت مصر على حادث إرهابي مؤلم استهدف
الكنيسة البطرسية الملاصقة لمبنى الكاتدرائية المرقسية بمنطقة العباسية بالقاهرة،
ليسفر الحادث عن 27 شهيدًا و54 جريحًا. كما شهدت هذه الفترة بث عديدٍ من الشائعات
خاصة المتعلقة بالاقتصاد وتحرير سعر الصرف، منها شائعة إعلان منسوب لبنك مصر يطلب
فيه تعيين موظفين لقطاع خدمة العملاء مسلمين فقط، وشائعة زيادة أسعار تذاكر مترو
الأنفاق، وشائعة ضربت حزب مستقبل وطن بعد ما حصد المركز الثاني بين الأحزاب الأكثر
حصولاً على مقاعد البرلمان، وبعد هذه الشائعة تم تقديم استقالات جماعية من الحزب
في التل الكبير بمحافظة الإسماعيلية، بالإضافة للشائعات التي تنطلق من وقت لآخر عن
نقص المواد البترولية والمأكولات أو اختلاق الكوارث والأزمات.
وتوصلت
الدراسة إلى عدد من النتائج نبرز أهمها فيما يلي:
أولاً: مدي اهتمام النُخبة بمتابعة التغطية
الإخبارية لآليات حروب الجيل الرابع:
تبين أن كل المبحوثين عينة الدراسة يحرصون
على متابعة المواقع الإخبارية, منهم 36.4% يتابعونها بدرجة كبيرة, و56% بدرجة
متوسطة, وذلك في مقابل 7.6% فقط منهم يتابعون تلك الموضوعات بدرجة منخفضة, وربما
يرجع ذلك إلى أن طبيعة هذه الأحداث وخطورتها, والتي يمكن أن تؤثر على أمن واستقرار
مصر قد دفعت الجميع لمتابعتها, كما توضح وعى النخبة بخطورة هذه المرحلة التي تمر
بها مصر, وهو أمرٌ طبيعي ونتيجة منطقية إذا ما نظرنا إلى خطورة حروب الجيل الرابع،
وهذه النتيجة تتفق مع ما توصل إليه البعض بأن الجمهور يحرص على متابعة تغطية الأزمات,
وأن هذا يختلف من جمهور لآخر ومن فرد لآخر حسب طبيعة الأزمة التي تكتسب أهمية لدى
جمهور معين فيبدأ متابعتها بكثافة.
ثانيًا: أسباب متابعة النُخبة للتغطية الإخبارية لآليات
حروب الجيل الرابع:
تبين أن أهم هذه الأسباب يتمثل في فهم هذه
الأحداث حيث جاء في الترتيب الأول بنسبة 90.2 % ، أما السبب الثاني فكان لمتابعة
هذه الأحداث, حيث احتل الترتيب الثاني بنسبة 84% من إجمالي مفردات عينة الدراسة، ثم
للاطمئنان على مستقبل مصر في الترتيب الثالث بنسبة 78.6 %, ثم للتعرف على كيفية
تعامل الدولة مع تلك الأحداث بنسبة 67.1%, ثم لرؤية الأحداث من منظور مختلف حيث
جاءت بنسبة 61.7%, ثم لتكوين رأي حول هذه الأحداث في الترتيب السادس بنسبة بلغت
57.3%, وجاءت لجمع معلومات حول هذه الأحداث في الترتيب السابع بنسبة بلغت 50.6 %,
ثم لاكتساب معلومات حول هذه الأحداث تصلح للنقاش مع آخرين في الترتيب الثامن بنسبة
بلغت 47.1 %, ثم لأنها تقدم تفاصيل أكثر حول هذه الأحداث بنسبة بلغت 36%, وجاءت
لأنها تعرض وجهات نظر متنوعة في الترتيب الأخير بنسبة بلغت 34.66% .
وربما يرجع مجيء سبب الفهم أولا إلي أهمية موضوع
الدراسة, وخطورة هذه الأحداث على أمن مصر مما جعل معظم المبحوثين يعتمدون على
المواقع الإخبارية للحصول على معلومات عن حروب الجيل الرابع لأهداف تتعلق بالفهم
بالدرجة الأولي، وتتفق هذه النتيجة مع فروض نظرية الاعتماد حيث يتزايد اعتماد المبحوثين
على وسائل الإعلام بهدف الفهم الذاتي والاجتماعي خاصة في ظل ظروف التهديد أو حالات
الصراع وعدم الاستقرار في البيئة المحيطة وذلك بهدف التخفيف من حدة الغموض والقلق،
وهو ما يدل على رغبة الجمهور في فهم ما يدور حوله من أحداث ترتبط بواقعه ومستقبله،
حتى يقف على الحقيقة والمعلومات الصادقة ويستطيع تكوين رأى سليم بشأن تلك الأحداث
بعيدًا عن الكذب والتشويه والتحريف الذي تلجأ إليه بعض الوسائل أو بعض البرامج
داخل وسائل معينة بهدف الإثارة وتأجيج الأحداث لخدمة أهداف معينة.
ثالثًا: المواقع الإخبارية الأكثر اهتمامًا بتغطية لآليات
حروب الجيل الرابع:
اتضح من الدراسة أن موقع" اليوم
السابع " شكل أهم المواقع الأكثر اهتمامًا بموضوع حروب الجيل الرابع في مصر
من وجهة نظر المبحوثين, وذلك بنسبة 86.66
%، يليه موقع " بوابة الأهرام" بنسبة 83.11%، ثم موقع "
الوفد" في الترتيب الثالث بنسبة 63.55%، وجاء موقع "البوابة نيوز"
في الترتيب الرابع بنسبة 51.11% ، وأخيرًا
جاء موقع "صدى البلد" في
الترتيب الخامس وذلك بنسبة 49.77% من إجمالي المواقع الإخبارية، وتتفق هذه
النتيجة مع عديدٍ من الدراسات السابقة التي أكدت على احتلال موقع "اليوم
السابع" الترتيب الأول بين المواقع المفضلة لدى الجمهور في المتابعة والحصول
على المعلومات, وذلك لأسباب عدة أهمها: السبق الإعلامي والفورية في نقل الأحداث,
وانفراده ببعض الحقائق والمعلومات التي لا تُعرض في المواقع الأخرى, والمتابعة
المستمرة للأحداث, لذلك احتل هذا الترتيب الأمر الذي يجعل منه مصدرًا للنُخبة علاوة
على كونه مصدرًا للجمهور العام.
رابعًا:
أسباب حروب الجيل الرابع من وجهة نظر النخبة المصرية:
تمثلت أسباب تعرض مصر لحروب الجيل
الرابع كما جاءت في التغطية الإخبارية بالمواقع من وجهة نظر النخبة المصرية في
جُملة من الأسباب، حيث كان السبب الأول هو تنفيذ أجندات خارجية تحاول إفشال الدولة
المصرية وإسقاطها بنسبة 88.4 %، ثم إسقاط مصر اقتصاديًا في الترتيب الثاني بنسبة 77.8%،
ثم تدمير الجيش المصري في الترتيب الثالث بنسبة 72 %, ثم القضاء على أي خطط تنموية تقوم بها الدولة في
الترتيب الرابع بنسبة 71.6%, ثم لإنهاء المسار السياسي الذي تتحرك فيه الدولة
بنسبة 69.8%, ثم لقلة الوعي بآليات حروب الجيل الرابع بنسبة 44.9%, ثم لمحاولة
جماعة الإخوان العودة مرة أخري للحكم بنسبة 35.6%، وجاء القضاء على إرادة الشعب
وإحكام السيطرة على نظامه السياسي في الترتيب الثامن بنسبة 21.8%, وفي المرتبة
الأخيرة جاء تعرض مصر لأزمات متعددة في مجالات مختلفة خاصة الاقتصادية, ثم وجود
فساد حكومي في الكثير من أجهزة الدولة, وتشير هذه النتائج أن الأسباب الخارجية
جاءت في الترتيب الأول, مما يؤكد على أن مصر تتعرض لتهديدات خارجية كثيرة لتنفيذ
أجندات خاصة تهدف إلى القضاء على وحدة مصر وتماسكها, وإسقاطها سياسيًا وعسكريًا
واقتصاديًا.
خامسًا: آليات حروب الجيل الرابع التي وردت بالتغطية الإخبارية:
تنوعت آليات الجيل الرابع في مصر لدى
النُخبة عينة الدراسة، وقد شكل "الإرهاب" أهم آليات حروب الجيل الرابع
في مصر, وذلك كما جاء بالمواقع الإخبارية من وجهة نظر المبحوثين عينة الدراسة ,
وذلك بنسبة 81.3 %، يليه "الشائعات عبر مواقع التواصل الاجتماعي" بنسبة 58.2%,
ثم افتعال الأزمات خاصة الأزمات الاقتصادية بنسبة 56 %, ثم شن حرب نفسية من خلال
الإعلام والتلاعب النفسي وذلك بنسبة 46.7%, وفي الترتيب الرابع تعرض مصر لضغوط
مختلفة خارجيًا وذلك بنسبة43.6%, ثم جاء استغلال بعض منظمات المجتمع المدني بنسبة43.1%,
ثم ضرب البنية التحتية بنسبة 38.7%, وأخيرًا جاءت آليات استغلال بعض النشطاء
السياسيين, وتجنيد بعض الإٌعلاميين في
مختلف وسائل الإعلام خاصة الفضائيات المصرية والعربية لا سيما قناة "الجزيرة",
ومحاولة إثارة الفتن الطائفية بين عنصري الشعب المصري( المسلمين والأقباط ) من حين
لآخر, وإشعال الحرائق في منطقة وسط القاهرة في صيف عام 2016، وغيرها من الأعمال
التي يمكن أن تؤثر على استقرار الدولة المصرية وأمنها القومي.
سادسًا: تقييم النُخبة لمدي خطورة حروب الجيل الرابع التي
تُمارس ضد الدولة المصرية:
ترى
الغالبية العظمى من المبحوثين أن حروب الجيل الرابع خطيرة كما جاءت بالمواقع
الإخبارية, وتوزعت درجة هذه الخطورة بين مَن يراها خطيرة بدرجة كبيرة بنسبة بلغت
52% من إجمالي عينة الدراسة من النخبة المصرية، موزعة بين 64% من إجمالي مفردات
عينة النُخبة الأكاديمية, في مقابل 46.7% من إجمالي مفردات عينة النُخبة
الإعلامية، 45.3% من إجمالي مفردات عينة النُخبة السياسية، بينما بلغت نسبة من
يرون أن حروب الجيل الرابع كما جاءت بالمواقع الإخبارية خطيرة إلى حد ما بنسبة
بلغت 42.2%، من إجمالي مفردات عينة الدراسة من النُخبة المصرية موزعة بين34.7% من إجمالي
مفردات عينة مبحوثي النخبة الأكاديمية في مقابل 44% من إجمالي مفردات عينة النُخبة الإعلامية، 48% من إجمالي
مفردات عينة النُخبة السياسية، في مقابل ذلك بلغت نسبة من يروْن أن حروب الجيل
الرابع ليست خطيرة 5.8 % من إجمالي مفردات
عينة الدراسة من النُخبة، موزعة بين 1.3% من إجمالي مفردات عينة النُخبة
الأكاديمية في مقابل 9.3% من إجمالي مفردات عينة النُخبة الإعلامية، 6.7% من إجمالي
مفردات عينة النُخبة السياسية.
سابعًا: تقييم مدي تأثير التغطية الإخبارية لآليات حروب
الجيل الرابع في مصر علي الرأي العام المصري من وجهة نظر النُخبة:
ترى الغالبية العظمى من المبحوثين من
النُخبة المصرية أن التغطية الإخبارية لآليات حروب الجيل الرابع أثرت على الرأي
العام المصري ولكن بدرجاتٍ متفاوتة, حيث توزعت هذه الدرجات بين من يروْن أن
التغطية الإخبارية لآليات حروب الجيل الرابع أثرت علي الرأي العام المصري بدرجة
كبيرة حيث جاءت بنسبة 32%, وبين من يروْن أن التغطية الإخبارية أثرت علي الرأي
العام المصري بدرجة متوسطة حيث جاءت بنسبة 44.4%، بينما بلغت نسبة من يروْن أن
تغطية المواقع الإخبارية لآليات حروب الجيل الرابع في المواقع الإخبارية لم تؤثر علي
الرأي العام المصري 23.6% من إجمالي مفردات عينة الدراسة من النُخبة المصرية،
موزعة بين 16% من إجمالي مفردات عينة النُخبة الأكاديمية في مقابل 29.3% من إجمالي
مفردات عينة النُخبة الإعلامية، 25.3% من إجمالي مفردات عينة النُخبة السياسية.
ثامنًا: تقييم مدي نجاح الحكومة في التصدي لآليات حروب
الجيل الرابع في مصر من وجهة نظر النُخبة:
يرى معظم المبحوثين( 68.9 % ) من النخبة
المصرية أن الحكومة المصرية نجحت في التصدي لآليات حروب الجيل الرابع في مصر كما
جاءت بالتغطية الإخبارية بالمواقع الإخبارية, منهم 23.1% يروْن أنها نجحت إلى حدٍ
كبير, 45.8 % يروْن أن الحكومة نجحت إلى
حدٍ ما في التصدي لآليات حروب الجيل الرابع، بينما بلغت نسبة من يروْن أن الحكومة
لم تنجح في التصدي لآليات حروب الجيل
الرابع كما جاءت بالتغطية الإخبارية بالمواقع الإخبارية 31.1 %.
تاسعًا:
أنماط الصراع التي وظفتها المواقع الإخبارية في تغطيتها لآليات حروب الجيل الرابع في
مصر من وجهة نظر النُخبة المصرية:
- إن نمط "الصراع المصيري" كان أكثر بروزًا بين
أنماط الصراع التي وظفتها المواقع الإخبارية في تناولها لآليات حروب
الجيل الرابع في مصر؛ حيث جاء في
الترتيب الأول بنسبة بلغت 41.8% من وجهة نظر النخبة المصرية، موزعةً بين
54.7% من إجمالي مفردات عينة النُخبة الأكاديمية في مقابل 40% من إجمالي مفردات
عينة النُخبة الإعلامية، 32% من إجمالي مفردات عينة النُخبة السياسية، ويبررون ذلك بأن هناك أطرافًا ودولاً خارجية تقوم
بحروب الجيل الرابع تريد استمرار هذا الصراع في مصر بهدف عدم استقرارها وتدميرها,
وتؤكد هذه النتيجة ما توصلت هذه الدراسة بأن السبب الأول لتعرض مصر لحروب الجيل
الرابع هو تنفيذ أجندات خارجية تحاول إفشال الدولة المصرية وإسقاطها.
-
إن نمط "الصراع الجوهري" جاء في الترتيب الثاني بين أنماط الصراع
التي وظفتها المواقع الإخبارية في تناولها لآليات حروب
الجيل الرابع في مصر بنسبة بلغت
37.3% من إجمالي مفردات عينة الدراسة من النخبة المصرية, حيث يروْن أن المواقع
ركزت في تغطيتها علي أنها قضية معقدة ومتشابكة ذات جوانب متعددة, ويتسم بعمق
الجذور في الهياكل الأساسية للأطراف المتنازعة.
-
بينما بلغت
نسبة من يروْن أن نمط الصراع الذي وظفته المواقع الإخبارية في تغطيتها لآليات حروب
الجيل الرابع هو "صراعٌ عَرَضي" 20.9% من إجمالي مفردات عينة الدراسة من
النُخبة المصرية، حيث يروْن بأن المواقع ركزت في تغطيتها لآليات حروب الجيل الرابع
بأنها أزمات طارئة وستنتهي بانتهاء الظروف التي تمر بها مصر، وتوزعت هذه النسبة
بين 13.3% من إجمالي مفردات عينة مبحوثي
النخبة الأكاديمية في مقابل 22.7% من إجمالي مفردات عينة مبحوثي النخبة الإعلامية،
26.7% من إجمالي مفردات عينة النُخبة السياسية. وتوضح هذه النتائج وجود اختلافات
بين فئات النخبة (الأكاديميين، والإعلاميين، والسياسيين) نحو رؤية كل فئة لأنماط
الصراع التي وظفتها المواقع الإخبارية في إدارتها لآليات حروب الجيل الرابع في مصر
ربما يرجع ذلك إلى أن لكل فئة منهم رؤية مختلفة عن الموضوع.
عاشرًا: مدي ثقة النخبة المصرية في التغطية الإخبارية
لآليات حروب الجيل الرابع في مصر بالمواقع الإخبارية:
- إن
متوسط مستوى الثقة في التغطية الإخبارية لآليات حروب الجيل الرابع بالمواقع
الإخبارية من النُخبة المصرية جاءت في الترتيب الأول بنسبة 54.2%، موزعة بين 54.7%
من إجمالي مفردات عينة النخبة الأكاديمية والإعلامية في مقابل 53.3% من إجمالي
مفردات عينة النُخبة السياسية, وهو ما يشير إلى عدم الرضا عن تلك الوسائل بدرجة كافية.
- إن
من يثق بدرجة كبيرة في التغطية الإخبارية لآليات حروب الجيل الرابع بالمواقع
الإخبارية من النخبة المصرية بلغت 12.4% ، موزعة بين 16% من إجمالي مفردات عينة
النُخبة الأكاديمية في مقابل 8 % من إجمالي مفردات عينة النُخبة الإعلامية، 13.3%
من إجمالي مفردات عينة النُخبة السياسية.
-
إن ثلث
العينة 33.3% منخفضي في مستوى الثقة
بالنسبة للتغطية الإخبارية لآليات حروب الجيل الرابع بالمواقع الإخبارية من النخبة
المصرية، وتعتبر هذه النسبة كبيرة إلى حد
ما من وجهة نظر الباحثة, وربما يرجع ذلك إلى أنه أحيانًا ما يُقَيم الجمهور
الوسائل الإعلامية تقييمًا سلبيًا بسبب التحيز وعدم تناول الحقائق كاملة.
وحول الدور الذي ينبغي أن تقوم به
المواقع الإخبارية في توعية الجمهور بآليات حروب الجيل الرابع في مصر, اقترحت
النُخبة المصرية "ضرورة مواجهة الإعلام الفاسد والكشف عنه وعن مروجي الشائعات"،
حيث جاء هذا المقترح في المرتبة الأولى بنسبة
94.66%، يليه مقترح "نشر الوعي بين
أفراد المجتمع بآليات هذه الحروب والهدف منها" في الترتيب الثاني بنسبة 89.77%،
ثم مقترح" الاهتمام بالمعالجة الجيدة للأزمات والصراعات
الموجودة في المجتمع" في الترتيب الثالث بنسبة 76.44%، وجاء مقترح " مناقشة هذه الأحداث وكل ما يتعلق بها في المواقع الإخبارية بكل صراحة
وصدق" في الترتيب الرابع بنسبة 75.55%، ثم "الاهتمام بعرض آراء وانطباعات الجمهور عن هذه الموضوعات" في الترتيب الخامس بنسبة 70.66%، ثم
"مراعاة التوازن والعمق في عرض تلك الموضوعات" في الترتيب السادس بنسبة %70.22، واحتل مقترح "استغلال الإمكانات التقنية التي تتمتع بها المواقع الإخبارية" الترتيب السابع بنسبة 69.77%، وفي
الترتيب الثامن جاء مقترح "الإعداد الجيد
لكل ما يُقدم عن تلك الأحداث في المواقع الإخبارية المصرية بل وفي كل وسائل
الإعلام المصرية" بنسبة 67.11%.