هل تشكل الصواريخ الإيرانية تهديداً جدياً للغرب؟
شكلت حربُ الثمان سنوات(1980-1988)ما بين العراق وإيران،
بنظامها الناشئ آنذاك، ونتائجُها أكبرَ الأثر في سياسة النظام الإيراني الثيوقراطي
الجديد داخلياً وخارجياً. حيث لا يكاد يخلو خطابٌ لمسئول عسكري إيراني من ذكر تلك
الحرب وآثارها. وفي الواقع، يمكن القول إن ضعف القدرات العسكرية الإيرانية آنذاك،
خاصة الجوية، هو ما أجبر طهران علي قبول قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم
598 بوقف إطلاق النار بين الجانبين(1). وهو ما مثل ضربة قاصمة لطموح نظام الخميني الراغب في
التوسع علي حساب جيرانه.
وهنا أدرك النظام الإيراني الجديد أنه، نفسه، لن يستطيع
البقاء أو الشروع في تحقيق "توسعاته" الإقليمية أو الدولية من دون قوة
عسكرية مساندة، خاصة القوة الجوية. وأدرك أن أولي تلك القوي الجوية هي القوي
الصاروخية. فشرع النظام الجديد في الحصول علي، وتطوير، قدراتٍ صاروخية خلال فترة الحرب
مع العراق وما بعدها، حتي صارت القضية الصاروخية الإيرانية اليوم تثير جدلاً
واسعاً في الغرب حول مدي قدراتها وتهديداتها. فبات السؤال المثار لدي الدول الأوروبية
بشكلٍ خاص هو: هل تشكل تلك الصواريخ الإيرانية تهديداً جدياً للدول الأوروبية من
الناحية العسكرية؟. وهو ما سنحاول الإجابة عنه من خلال النقاط التالية:
1- أنواع الصواريخ الإيرانية ومدى كل
منها
كانت أولي الدوافع الإيرانية لإطلاق المشروع الصاروخي هي
عدم قدرة الجانب الإيراني علي مجاراة نظيره العراقي في عملية التفوق والسيادة الجوية
خلال حرب الخليج الأولي، والتي نتجت عن قِدَمِ سلاح الجو الإيراني وعدم قدرته علي
الحصول علي قطع الغيار الفنية لسلاحه الجوي، مما اضطره أولاً إلي شراء صواريخ من
دول أخري كليبيا وسوريا وكوريا الشمالية(2)، والصين وروسيا، ثم إلي محاولة إنتاجه داخلياً.
فشرعت إيران
في عام 1988 بإجراء تجربة لصاروخ يحمل اسم "موشك-160" بمدي 160 كيلومتر.
وتلته العديد من التجارب لمحاولة تطوير نوعية الصواريخ الباليستية من حيث الدقة
والمدي. وحتي يناير 1998، كانت إيران قد توصلت إلي تطوير صاروخ من نوع Scud-B
أطلقت عليه "شهاب-3"
بمدي 1300 كم بعد إنتاج النسختين الأولي والثانية منه الأقل من حيث المدي. ثم أُعلِن
في ديسمبر 2004 أن إيران تحاول إنتاج صواريخ من أنواع مختلفة وبمدي أكبر، أطلقت
عليها "غدر"، و"شهاب 4"، و"زلزال 2"، ورؤوس حربية
كيميائية ونووية(3).
وفي نوفمبر
2007، أعلنت إيران أنها أطلقت صاروخاً جديداً يُسمي" عاشوراء" بمدي 2000
كم، ثم أطلقت مثيله بعده بعام باسم" سجيل". أما في مارس 2015، وأثناء
مفاوضات الاتفاقية النووية، أعلنت وزارة الدفاع الإيرانية عن إطلاق صاروخ جديد
يحمل اسم" سومار" بمدي يتراوح بين 2500-3000 كم. ثم تأتي آخر تلك
التجارب الإيرانية في سبتمبر 2017، حينما كشفت طهران عن صاروخ جديد يحمل اسم"
خُرَّمشهر" بمدي يصل إلي 2000 كم(4). إلا أن الأخطر من ذلك هو ما أفادت به وكالة المخابرات
المركزية الأمريكية CIA عن نية
طهران تطوير صاروخٍ باسم "شهاب-4" بمدي يصل ما بين 2000-3000 كم، ثم ما
تناقلته تقارير إسرائيلية عن نية طهران تطوير صاروخ يحمل اسم "شهاب-5"
بمدي، وهو الأخطر، قد يصل إلي 5000 كم(5).
2- عوامل تبني النظام الإيراني
للمشروع الصاروخي واستمراره
تُعد إحدي أهم وأول عوامل تبني إيران وإنتاجها
لصواريخ ذات مدي قصير ومتوسط وبعيد هي حرب الخليج الأولي التي أثرت كثيراً في وجهة
النظر العسكرية الإيرانية. ثم أتت من بعد ذلك عدةُ عواملَ أدت إلي تبني إيران
للمشروع الصاروخي ومحاولة تطويرها لصواريخ باليستية مختلفة المدي والدقة حتي وقتنا
الحالي. نذكر أهم تلك العوامل فيما يلي:
أ- العوامل الداخلية:
·
الرغبة التقليدية في الردع الصاروخي:
حيث إن النظام السياسي الإيراني، ونتيجة لسياساته، يشعر دائماً بأنه تحت
تهديد السقوط أو الهجوم من قِبل قوي دولية وإقليمية، خاصة الولايات المتحدة أو
إسرائيل، ولذا فإنه يسعي لامتلاك وتطوير أنواعٍ مختلفة من الصواريخ الباليستية؛
لتحقيق ما يمكن أن نطلق عليه "الردع الصاروخي". حيث إن النظام الإيراني
كثيراً ما يردد ويعلن عن قدرة صواريخه علي الوصول إلي إسرائيل.
·
ارتباط الملف الصاروخي بالملف النووي:
حيث إنه من وجهة النظر العلمية والعملية، يستلزم نقل الرؤوس والقدرات النووية
صواريخ باليستية، في الغالب، بعيدة المدي، حتي تستطيع تلك القدرات النووية أن تكون
ذات تأثير، وإلا ستظل تلك القدرات النووية حبيسة تلك الدولة، ولا يمكن التهديد
بها، وستفقد قوة الردع السياسي والعسكري. فإذا لم يعمل النظام الإيراني علي امتلاك
تلك الصواريخ سيكون ملفه النووي أمام العالم مجرد أكذوبة للاستهلاك السياسي لا
أكثر. وعلي الرغم من توقيع الاتفاقية النووية في 14 يوليو 2015، إلا أن بنود
الاتفاق لم تُنْهِ إلي الأبد المسألة النووية الإيرانية.
·
محاولة إيجاد مخرج من الأزمات الداخلية:
يعاني النظام الإيراني العديد من الأزمات الداخلية السياسية والاقتصادية. فطبيعة
النظام السياسي الإيراني لا تتيح التعددية والاختلاف، بل إن أكبر منصب سياسي في
إيران، المرشد الأعلي، لا يتم انتخابه عن طريق الشعب، بل عن طريق هيئة سياسية
دينية "مجلس الخبراء". كما وصلت، من الناحية الاقتصادية، معدلات البطالة
الرسمية في إيران إلي حوالي 12%، فضلاً عن أنها قد بلغت في بعض المحافظات إلي 60%
طبقاً للإحصاءات الرسمية(6)، هذا إلي جانب نسبة الفقر المرتفعة. وترتب علي هذا كله
العديد من المشكلات الداخلية التي يحاول النظام الإيراني صرف الأنظار عنها بإيجاد صراعٍ
شديد بينه وبين الغرب. فعلي الرغم من تجمد، أو "تجميد"، الملف النووي،
فقد ظهر بدلاً منه الملف الصاروخي.
ب- العوامل الخارجية:
·
تعاون بعض القوي والفواعل الدوليين:
تقوم بعض القوي والفواعل الدولية بمساعدة إيران في هذا الملف الصاروخي، عن
طريق تزويدها بالمواد اللازمة لذلك. فعلي سبيل المثال، كانت كوريا الشمالية من
أبرز وأول من قدم العون لإيران في ملفها الصاروخي، فقد قامت، مثالاً، عام 1987
بتسليم إيران حوالي 100 صاروخ من نوع سكود Scud-B(7). وإلي جانب الدول، هناك كيانات وأفراد من دول مختلفة قد
ساهموا في تطوير المشروع الصاروخي الإيراني لا يتسع المجال هنا لذكرهم.
·
تهاون المجتمع الدولي في التعامل مع الملف الصاروخي
الإيراني:
لم يقم المجتمع الدولي، ممثلاً في الأمم المتحدة والقوي الدولية والإقليمية
المختلفة، بما يكفي لمنع إيران من الاستمرار في تهديد منطقة الشرق الأوسط والعالم
جرّاء تطويرها لبرامج صاروخية ونووية. فعلي النظام الدولي اتخاذ تدابير أكثر جدية
من مجرد عقوبات اقتصادية علي النظام السياسي الإيراني.
·
الاتفاقية النووية الموقعة عام 2015:
وفرت تلك الاتفاقية النووية لإيران مليارات الدولارات المجمدة، بالإضافة
إلي الأموال التي تربحها من عوائد نفطها، بعد الزوال التدرجي للعقوبات الغربية
عليها. ولم تضع الاتفاقية علي الجانب الآخر حداً لطموحات إيران النووية، بل ما
قامت به هو الإفراج عن الأموال الإيرانية المجمدة وغيرها، والتي استغلتها إيران في
تطوير مشروعها الصاروخي، وتدخلاتها الإقليمية. لذا، تُعد تلك الاتفاقية سبباً آخر
في استمرارية المشروع الصاروخي الإيراني.
3- ما مدي تهديد الصواريخ الإيرانية
للدول الأوروبية؟
تتميز
العلاقات بين الدول الأوروبية وإيران بنوعٍ ما من المصالح الاقتصادية المتبادلة. وتبذل
الدول الأوروبية جهوداً، وعلي النقيض من واشنطن، لاستمرار الاتفاق النووي، وإقامة
علاقات مع إيران؛ لضمان سوق اقتصادي إيراني في حالة ضمان الاستقرار الداخلي في
إيران وعلاقاتها مع المجتمع الدولي. إلا أن العلاقات الأوروبية الإيرانية، منذ
1979، أثبتت أنها لا تسير علي نسق واحد، فقد طالها التصعيد والتقارب ما بين الفينة
والأخري، لأسباب مختلفة، منها الأعمال الإرهابية الإيرانية علي الأراضي الأوروبية،
كاغتيال المعارضين الإيرانيين الأكراد في مطعم "ميكونوس" ببرلين في ألمانيا،
عام 1992(8)، أو إصدار "الخميني" فتوي ضد "سلمان
رشدي"، أو حتي بسبب العلاقات مع إسرائيل. إلا أن أهم ما يمكن أن يتسبب في توتر العلاقات بين
الدول الأوروبية وإيران هو الملف النووي والصاروخي الإيرانيين.
فإذا كانت
علاقات الجانبين، الأوروبي والإيراني، يمكن أن يصيبها التوتر أحياناً أوتتقارب
أحياناً أخري، إلا أن هناك قضايا مشتركة بين الدول الأوروبية والولايات المتحدة لا
يمكن التفريط فيها أو غض الطرف عنها عند التعامل مع الجانب الإيراني، وإحداها هي
الملف الصاروخي الإيراني، الذي نحن بصدده. فعلي الرغم من محاولة الدول الأوروبية
تحقيق تقاربٍ في العلاقات مع إيران، أو حتي تهيئة الأجواء ما بين واشنطن وإيران، إلا
أن الدول الأوروبية يُقلقها كثيراً امتلاك إيران لقدرات صاروخية قد تصل إلي تلك
القارة، هذا فضلاً عن "قدرات نووية".
وإذا كان
النظام الإيراني يتأثر بشكلٍ لا حدود له في سياسته الخارجية مع الدول الأوروبية،
والتي منها الجمهورية الفرنسية، بقضية حرب الخليج الأولي؛ حيث يقول النظام الإيراني
إن الدول الأوروبية وقفت إلي جانب العراق في تلك الحرب التي "جرّعتهم كأس
السم" علي حد قولهم، وإذا كان النظام الإيراني لا ينسي أن بريطانيا كانت إحدي
الدول التي اقتسمت الأرضي الإيرانية مطلع القرن العشرين، وهو كذلك من يري في
بريطانيا شريكاً في الإطاحة برئيس الوزراء الإيراني آنذاك" محمد مصدق"عام
1953، ويهتف كل يوم ضدها خلف قادته، وإذا كان النظام الإيراني يضع الدول
الأوروبية، حسب تصنيفه، في خانة "المستكبرين" ويضع نفسه في خانة
"المستضعفين"، فإذاً، ولأسباب أخري عديدة، لا يُتوقع استقرارٌ في
العلاقات ما بين الدول الأوروبية، خاصة الدول الكبري، وإيران في ظل استمرار النظام
الإيراني الحالي. وبناءً علي ذلك، ولأسباب عدة أخري لا يسع المجال هنا لذكرها، لا يمكن
إقصاء خطر الصواريخ الإيرانية عن القارة الأوروبية جانباً علي الإطلاق.
-
هل
بإمكان الصواريخ الإيرانية الوصول إلي دول أوروبا؟
حسب
ما يتوافر من معلومات، فإن أقصي مدي يمكن أن تبلغه الصواريخ الإيرانية هو (3000)
كيلومتر، وذلك من خلال صاروخ "سومار"، الذي يُعد من أخطر الصواريخ
الإيرانية لمداه الذي يتراوح بين 2000- 3000 كيلومتر، ولقدرته علي حمل رؤوس نووية.(9) هذا إلي جانب عددٍ آخرَ من الصواريخ متوسطة وبعيدة
المدي المذكورة آنفاً، والتي يمكنها عبور الحدود الإيرانية.
وإذا أخذنا في
الحسبان مدي تلك الصواريخ التي يصل أقصاها إلي 3000 كم كما هو معلن، وحتي الآن،
سنجد أن تلك الصواريخ باتت تصل بالفعل إلي دول جنوب وشرقي أوروبا، كدول اليونان،
وبلغاريا، ورومانيا، وإيطاليا، والنمسا التي تجاور ألمانيا وتفصلها عن فرنسا دولةُ
سويسرا، وصربيا، وبولندا، والتشيك. بل من الممكن أن تصل تلك الصواريخ في المستقبل
القريب جداً إلي ألمانيا ومدينة "ستراسبورغ" الفرنسية التي تفصلها عن محافظة
"آذربيجان الغربية" الإيرانية ما يزيد قليلاً عن 3 آلاف كيلومتر.
بل إن الأخطر من ذلك هو ما تتحدث عنه تقارير
استخباراتية أمريكية وإسرائيلية من محاولة إيران إنتاج صواريخ يصل مداها من 3000-5000
كيلومتر من نوع "شهاب-4" و"شهاب-5"(10)، مما يعني أنها ستغطي القارة الأوروبية من جنوبها إلي
شمالها ومن شرقها إلي غربها. إذاً باتت الصواريخ الإيرانية تشكل
"تهديدا"ً للدول الأوروبية، إلا أن هناك بعض الجوانب التي ينبغي الإشارة
إليها عند الحديث عن "التهديد الجدي" للصواريخ الإيرانية لدول أوروبا:
أ- مدي فعالية الدرع الصاروخية
الأمريكية في الوقت الحالي؟
يتبادر إلي الذهن عند الحديث عن تهديد صاروخي للدول
الأوروبية مسألةُ الدرع الصاروخية الأمريكية. وعلي الرغم من أهمية هذا الدرع
الأمريكي، إلا أنه لا يمكن إغفال بعض النقاط عند الحديث عنه، وهي أن المشروع لم
يكتمل حتي الآن، فمن المتوقع أن يتم إنجازه علي أربع مراحلَ. الأولي تشمل نشر
منظومة رادار أمريكية في تركيا ونشر منظومة درع صاروخية بحرية في البحر المتوسط.
وتشمل الثانية نشر صواريخ مضادة من نوع "إيجيبس" في دولة رومانيا. أما
المرحلة الثالثة فتشمل توسيع نطاق الدرع الصاروخي إلي دولة بولندا، ثم بعد ذلك نشر
صواريخَ مضادة من طراز "أس أم 3-2" لردع الصواريخ الإيرانية(11). كما أن هذا الدرع الصاروخي الأمريكي يمكنه حتي الآن مهاجمة الصواريخ
الباليستية غير المتطورة فقط وغير السريعة كذلك. كل ذلك يجعل منظومة الدرع
الصاروخي الأمريكية في أوروبا غير ذات تأثير كبير "حتي وقتنا الحاضر"، مما
يدفع إلي القول بـ"خطر جدي" للصواريخ الإيرانية في أوروبا.
ب- المشكلات الفنية المتعلقة
بمشروع الصواريخ الإيرانية الباليستية:
علي الرغم من تهديد تلك
الصواريخ، إلا أن هناك بعض المشكلات الفنية التي تواجهها، والتي يأتي علي رأسها
مسألة صغر حجم الرؤوس المتفجرة التي تحملها تلك الصواريخ، بالإضافة إلي عدم دقتها في
إصابة الأهداف؛ نظراً لعدم تمتعها بأنظمة توجيه حديثة ومتقدمة، مما دفع بالإيرانيين إلي الاستفادة من أنظمة
النظام العالمي لتحديد المواقع "GPS". ثم تأتي بعد ذلك مسألة إنتاج الوقود الصلب، المحرك لتلك
الصواريخ، والذي يتطلب وقتاً أطول من إنتاج واستخدام الوقود السائل الذي يتمتع
بميزة عملية وفنية أكبر. كما ينبغي الإشارة إلي أن الصواريخ الإيرانية لا تتمتع
بغطاء جوي قوي؛ نظراً لقدم القدرات الإيرانية الجوية(12).
وعلي الرغم
من كل ذلك، لا يمكن إغفال خطورة تلك الصواريخ الإيرانية؛ فإيران تعمل علي تفادي
تلك المشكلات الفنية إما بتعويضها واستيرادها من دول ككوريا الشمالية أو تحاول
تطويرها داخلياً. كما أن مسألة عدم دقة إصابة الأهداف لن تخلتف كثيراً، وهي مسألة غير
ذات أهمية عند الحديث عن "إطلاق عشوائي للصواريخ الإيرانية تجاه الأراضي
الأوروبية". فاختلاف دقة إصابة الصاروخ للهدف بواقع أمتار، حتي لو كانت مئات
الأمتار، لن يؤثر كثيراً علي التهديد الحيوي والاستراتيجي لتلك الصواريخ حيال
أوروبا. كما أن الغطاء الجوي سيعوضه قدرةُ وحداثة الصواريخ علي المدي القريب.
وبناءً علي ما
تقدم، نخلص إلي نتيجة مفادها أن المشروع الصاروخي الإيراني يشكل، واقعياً، تهديداً
"جدياً" للدول الأوروبية حالياً، وإن كان مداه لم يصل حالياً إلي بعض
دول أوروبا الغربية أو الشمالية، فإنه من المتوقع أن تعمل إيران علي تطوير مدي تلك
الصواريخ وتزويدها بأجهزة توجيه أكثر تطوراً.
4- كيف يمكن للدول الأوروبية مواجهة
تهديد الصواريخ الإيرانية؟
كما
سبق القول، باتت الصواريخ الإيرانية تشكل تهديداً جدياً للقارة الأوروبية، مما
يستوجب معه اتخاذ إجراءاتٍ أكثر فعالية وتأثيراً، والتي يمكن الإشارة إلي أهمها
كالتالي:
-
فرض مزيد من العقوبات الفعّالة علي المشروع الصاروخي
الإيراني، والتي ينبغي أن تأتي بنتيجة أكثر حزماً من نظيرتها التي فُرضت علي الملف
النووي.
-
إلغاء الاتفاقية النووية مع إيران، والتي بموجبها حصلت
إيران علي أموالٍ ضخمة استطاعت من خلالها تمويل بعض المشاريع الخارجية والداخلية،
والتي يأتي أولُها المشروع الصاروخي ذو الأبعاد والأهداف الخارجية.
-
منع وصول المواد اللازمة
للمشروع الصاروخي من البلدان المخلتفة، والتي يأتي علي رأسها كوريا الشمالية،
والتي يمكن أن تمثل انهياراً لأحد الأعمدة الرئيسية لصناعة الصواريخ الإيرانية.
-
التقارب مع الروس والصينيين، خاصة أنهما لاعبان أساسيان
في قارة آسيا والعالم، وتربطهما علاقات من نوع خاص مع إيران. فالتقارب والتوافق مع
هاتين الدولتين سيمثل تهديداً إضافياً ليس فقط للمشروع الصاروخي الإيراني، بل
للنظام الإيراني نفسه.
المصادر
والمراجع:
1-
محمد قوام،"پایان جنگ
ایران وعراق؛ بر دولتمردان
آیت الله چه گذشت"، بي بي سي فارسي، 23
سبتمبر 2011.
http://www.bbc.com/persian/iran/2011/09/110923_l23_war31_iran_iraq_iraqwar_598_un
2-
Paulina lzewicz, " Iran's Ballistic Missile Programme: Its Status
and the Way Forward", Center for Security Studies, May 5th,
2017.
3-
"Iran Missile Milestones: 1985-2017", Iran Watch, September 27th, 2017.
4- المرجع
السابق.
5-
نزار عبد القادر، "برنامج الصواريخ
الإيرانية: تطوّره وتأثيره علي موازين القوي الإقليمية"، موقع الجيش
اللبناني، يوليو 2016.
6-
"بیکاری در
ایران ابعاد گسترده ای پیدا کرده است"، بی بی سی
فارسی، 2 آکتوبر
2017.
http://www.bbc.com/persian/iran-41478245
7-
"Iran Missile Milestones: 1985-2017", Iran Watch, Op. cit.
8- سيد حسين
موسويان، "جزئيات
خواندني ماجراي ميكونوس بعد از 14 سال"، عصر
ايران، 17 أغسطس 2006.
9-
"یک روزنامه
آلمانی: ایران یک موشک با برد 3000 کیلومتر آزمایش کرد"، شرق
الاوسط فارسي، 2 فبراير، 2017.
https://persian.aawsat.com/2017/02/article29723
10-
نزار عبد القادر، "برنامج الصواريخ
الإيرانية: تطوّره وتأثيره علي موازين القوي الإقليمية"، مرجع سابق.
11-
"الناتو: الدرع الصاروخية عاجزة عن
التعامل مع الصواريخ الروسية"، موقع روسيا اليوم، 3 مايو 2012.
12- نزار عبد القادر، "برنامج الصواريخ
الإيرانية: تطوّره وتأثيره علي موازين القوي الإقليمية"، مرجع سابق.