المركز العربي
للبحوث والدراسات
رئيس مجلس الادارة
عبد الرحيم علي

المدير التنفيذي 
هاني سليمان
ads

ثورة 30 يونيو ومعركة الجارديان

الثلاثاء 04/يوليو/2017 - 04:28 م
المركز العربي للبحوث والدراسات
د. شريف درويش اللبان* - د. حمزة السيد خليل**

رغم أن الصحافة الغربية عامةً والصحافة البريطانية خاصةً تتعامل دائمًا مع الأمور بعقلانية ومنطقية، وتنحي العواطف والمشاعر الإنسانية جانبًا عند التعامل مع الأمور السياسية، إلا أنه تبين أن صحيفة "الجارديان" البريطانية كانت تقطر تعاطفًا وإنسانية في تغطية متحيزة لجماعة الإخوان الإرهابية في أثناء ثورة 30 يونيو؛ فقد جاءت مجموعة الأطر المتعاطفة أو الإنسانية في المرتبة الثانية من بين مجموعات الأطر التي وظفها موقع الجارديان في تغطيته لأحداث ثورة 30 يونيو، وذلك بنسبة (23.2%)، وتتكون هذه المجموعة من إطار التعاطف مع القوى المؤيدة للرئيس المعزول محمد مرسى، وإطار التعاطف مع القوى المعارضة لنظام حكم جماعة الإخوان، حيث تتعامل هذه المجموعة مع الصراع القائم بين المؤيدين والمعارضين للثورة من المنظور الذى يؤكد على الجانب الإنساني، بما في ذلك التضحيات التي قدمها الأفراد خلال فترة الصراع في أحداث ثورة 30 يونيو، وذلك من خلال التركيز على الصور والفيديوهات التي تتضمن المواقف والأحداث والجوانب الإنسانية في أحداث الثورة والتي تبرز الضحايا من القتلى والجرحى، جراء الاشتباكات بين مجموعات المحتجين المؤيدين والمعارضين، أو الاشتباكات مع قوات الأمن والجيش، وقنابلهم المسيلة للدموع وإطلاق النار عليهم، بالإضافة إلى أعمال الإغاثة، وأسر الشهداء والجنازات والاعتقالات.

وقد برز هذا الإطار بشكل كبير في موقع الجارديان خلال الأحداث التالية: أحداث الحرس الجمهوري مع قوات الجيش، وأحداث فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة مع قوات الأمن المصرية، وأحداث مسجد الفتح بميدان رمسيس. ويرجع اهتمام موقع الجارديان بالأطر الإنسانية في التغطية المصورة لأحداث الثورة؛ إلى إثارة الاستجابات العاطفية والانفعالية لدى المشاهدين لهذه الأحداث، ومن ثم تشكيل الرأي العام الدولي حول أحداث الثورة، كما أن الصور العاطفية ذات الطابع الإنساني، يمكن أن تترك انطباعات أو تأثيرات دائمة على المشاهدين، والتي تؤدى في نهاية الأمر إلى تشكيل الرأي العام.

وبرز هذا الإطار منذ بداية الاحتجاجات المؤيدة والمعارضة للرئيس المعزول، نتيجة الاشتباكات بين جماعات الاحتجاج، والاصابات الناتجة عنها، ولكن ظهر هذا الإطار بشكل أكبر بعد عزل محمد مرسى من الحكم، وذلك أثناء أحداث الحرس الجمهوري، وأحداث فض اعتصام ميدان رابعة العدوية، بالإضافة إلى الاشتباكات بين مؤيدي ومعارضي الرئيس المعزول.

لقد جاءت أطر التعاطف مع أنصار الرئيس المخلوع في المرتبة الأولى من بين مجموع الأطر الإنسانية في موقع الجارديان، حيث جاء بنسبة (23.2%)، وقد تضمن هذا الإطار مجموعة من الأطر الفرعية، وهى – بالترتيب حسب بروزها في التغطية المصورة لأحداث الثورة في موقع الجارديان- إطار الضحايا من القتلى والجرحى، وإطار أعمال الإغاثة، ثم إطار أسر الشهداء والجنازات والاعتقالات لأنصار الرئيس المعزول محمد مرسى.

إن أهم الأطر المصورة البارزة في موقع الجارديان لأحداث الثورة أن الأطر الإنسانية/ المتعاطفة مع القوى المعارضة لم تسجل أي مؤشر إحصائي، وهذا يعد مؤشراً على تحيز موقع الجارديان للقوى المؤيدة لأنصار الرئيس المعزول، حيث أبدى الموقع تعاطفه معهم بشكل أكبر من القوى المعارضة، ويرجع ذلك إلى تركيز موقع الجارديان على الأطر السلبية (التي تشتمل على أعمال العنف والقتل والاشتباكات والضحايا والاحتجاجات العنيفة) بشكل أكبر من الأطر الإيجابية في الثورة (والتي تشتمل على الاحتجاجات السلمية – والتركيز على مطالب واهداف المحتجين سواء المؤيدين أو المعارضين)، كما ركزت على ردود الفعل الدولية المعارضة للثورة أو حتى المتحفظة على بعض الأعمال والتدخل في الشئون الداخلية لمصر).. وفيما يلي نستعرض أهم الأطر الخبرية والمصورة لأحداث ثورة 30 يونيو في صحيفة "الجاريان" البريطانية:

 

مجموعة أطر الوضع القائم لجماعة الإخوان:

إن أطر الوضع القائم هي مجموعة الأطر المصورة الغالبة والمهيمنة والمسيطرة التي وظفها موقع "الجارديان" في تغطيته المصورة لأحداث ثورة 30 يونيو، حيث جاءت في المرتبة الأولى بنسبة (32%)، من إجمالي مجموع الأطر المصورة التي قدمت بها الثورة، والتي تميل إلى تدعيم بقاء واستقرار النظام السياسي لجماعة الإخوان ، كما تسعى إلى رفض الأنشطة الاحتجاجية الساعية إلى التغيير، وتضمنت هذه المجموعة أطر رئيسية، تمثلت في: أطر تهميش وشيطنة القوى المعارضة وجاءت بنسبة (18%)، وأطر دعم وحماية الشرعية للنظام القائم وجاءت بنسبة (14%)، وفيما يلى الشرح والتفصيل:

أ‌)     أطر تهميش وشيطنة القوى المعارضة للنظام السياسي لجماعة الإخوان:

جاءت "أطر تهميش وشيطنة القوى المعارضة والمتصارعة مع نظام حكم جماعة الإخوان" في المرتبة الأولى بنسبة (18%) من مجموع أطر الوضع القائم لجماعة الإخوان، وهو ما برز من خلال التوظيف المستمر والمنتظم لعدد محدد من الأطر المصورة السلبية النقدية والإقصائية التي تصور المعارضة بطريقة سلبية، والتي تهمش وتشيطن الأنشطة الاحتجاجية والقوى المعارضة للنظام السياسي لجماعة الإخوان، وقد تضمنت هذه الأطر عددًا من الأطر الفرعية، وهى كما يلي - بالترتيب حسب نسبة بروزها في التغطية المصورة بموقع الجارديان لأحداث ثورة 30 يونيو:  إطار جرائم العنف وذلك بنسبة (11.5%)، وإطار التدمير والتخريب وجرائم الملكية (3.4%)، إطار الانحلال الأخلاقي والاجتماعي وذلك بنسبة (2.7%)، وإطار التحذير والترهيب والتهديد وذلك بنسبة (0.4%).

إطار جرائم العنف ضد القوى المؤيدة والمعبرة عن النظام:

جاء إطار جرائم العنف ضد القوى المؤيدة والمعبرة عن النظام في المرتبة الأولى وذلك بنسبة (11.5%) من إجمالي أطر تهميش وشيطنة القوى المعارضة، وقد تشكل هذا الإطار قبل عزل محمد مرسى من الحكم، ولكنه برز بشكل أكبر بعد عزله من الحكم، وذلك من خلال تركيز موقع الجارديان على الصور والفيديوهات التي تبرز الاحتجاجات العنيفة المناهضة للرئيس محمد مرسى، وكذلك الصور والفيديوهات التي تبرز عنف قوات الجيش والشرطة في التعامل مع المحتجين المؤيدين للرئيس المعزول محمد مرسى، ولكن هذا الإطار وصل لقمة ذروته في أحداث فض اعتصام رابعة العدوية، وقد تجلى هذا الإطار في:

عنف قوات الجيش والشرطة ضد أنصار الرئيس المعزول محمد مرسى:

كما ركز إطار جرائم العنف على الصور والفيديوهات التي تبرز عنف الجيش ضد أنصار مرسى، وقد برز هذا الإطار بعد اعلان عزل مرسى مباشرة حيث نشر موقع الجارديان العديد من الصور والفيديوهات التي تبرز مدى عنف قوات الجيش ضد المؤيدين للرئيس المخلوع محمد مرسى، بإطلاق النار عليهم، وذلك خلال احداث الحرس الجمهوري، وفض اعتصامي رابعة والنهضة، واحداث مسجد الفتح، فعلى سبيل المثال حرص موقع الجارديان بعد عزل محمد مرسى مباشرة من الحكم، نشر صورة قديمة لانتهاكات الجيش من قبل مع احدى المحتجات، وذلك بعد ثورة 25 يناير، بهدف تشويه وشيطنة صورة الجيش، من خلال وصفه بالعدوانية والعنف وغيرها من الصفات المرتبطة بقوى الشر.

كما نشر موقع الجارديان يوم (7/7/ 2013) صورة للمصابين والجرحى من أنصار مرسى، مصحوبة بتعليق يقول: "مقتل 51 متظاهرًا من أنصار الرئيس مرسى في مصر، نتيجة إطلاق الجيش النار عليهم ...مثل هطول الامطار".

كما برز عنف قوات الجيش بشكل كبير في أحداث الاشتباكات امام مقر الحرس الجمهوري، حيث ركزت الصور والفيديوهات على إطلاق قوات الجيش الرصاص الحي، والقنابل المسيلة للدموع على المحتجين المؤيدين للرئيس المخلوع محمد مرسى، وعلى الجانب الأخر ركزت الصور والفيديوهات على الضحايا من القتلى والجرحى لأنصار الرئيس المعزول محمد مرسى.

فعلى سبيل المثال نشر موقع الجارديان فيديو يوم (9/7/2013) ركز فيه على عنف الجيش ضد انصار الرئيس المعزول – ولكن هذه اللقطات لم يتم التحقق منها، تم الحصول عليها من وسائل الإعلام الاجتماعية ، حيث أبرز أحد الجنود المسلحين وهو يطلق النار على المحتجين من فوق سطح أحد المباني بالقاهرة.

أظهر الفيديو أنصار الرئيس المصري المخلوع محمد مرسي وهم يتعرضون لهجوم على يد مسلح من فوق سطح أحد المباني بالقاهرة، كما ابرز الفيديو رجل يرتدي خوذة عسكرية ويقوم بإطلاق النار على الحشود المؤيدة لمرسي،  كما أبرز الفيديو أحد ضحايا إطلاق النار وهو مغطاة بالدماء، ثم حمله المحتجين سريعاً وتم وضعه على أحد المركبات  لإسعافه، وثد صاحب هذا الفيديو تعليقاً أشار إلى مقتل 50 شخصًا على الاقل وأكثر من 400 جريح في اشتباكات الحرس الجمهوري.

كما ركز موقع الجارديان على عنف قوات الشرطة أثناء فض اعتصامي ميداني رابعة والنهضة، فضلا عن الاشتباكات بين انصار الرئيس المعزول وقوات الشرطة في أحداث مسجد الفتح بميدان رمسيس فعلى سبيل المثال: نشر موقع الجارديان تقرير مصور يوم (14/8/ 2014) بعنوان "سفك الدماء في القاهرة بسب اخلاء مخيمات أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي بميدان رابعة العدوية" وقد ركز هذا التقرير على مجموعة من اللقطات التي تبرز عنف قوات الشرطة وهى تحمل الأسلحة، ثم لقطات تبرز للجرحى والمصابين داخل المستشفى نتيجة اخلاء مخيمات الحشود المؤيدة للرئيس المعزول بميدان رابعة العدوية، كما ركز على المساعدات من قبل الأطباء ورجال الإنقاذ للقتلى والجرحى والأطفال.

كما نشر موقع الجارديان فيديو في (1/7/ 2013) أبرز فيه المحتجين المناهضين لمرسى وهم يحرقون بوستر لمرسى والمرشد وخيرت الشاطر، مكتوب عليها يسقط حكم الإخوان، حيث استخدم لقطة قريبة على السلوك الاحتجاجي العنيف للتأكيد على ذلك.

كما ركز موقع الجارديان على صور المحتجين المناهضين لمرسى بعد الإطاحة به، حيث نشر يوم (6/7/ 20 13)، صورة للمحتجين المناهضين، وهم يلقون بالحجارة من فوق دبابة، وهذا الارتباط له دلالة وهي دعم الجيش للمعارضة العنيفة.

ويتضح من ذلك؛ أن موقع الجارديان اتبع آلية "التركيز الانتقائي" في دعم هذا الإطار، حيث وظف الموقع الصور ذات "عمق الميدان الضحل" التي تبرز المظاهر السلبية التي يقوم بها المناهضين لمرسى والتي تتمثل في استخدام وسائل العنف في احتجاجاتهم، من تراشق بالحجارة، واشعال النيران، وذلك بهدف تهميشهم وشيطنتهم.

إطار جرائم الملكية والتخريب والتدمير من قبل المناهضين لمرسى وقوات الشرطة:

ركز موقع الجارديان في هذا الإطار على الصور والفيديوهات التي تبرز جرائم تدمير وحرق الممتلكات، جراء اعمال العنف من قبل المحتجين المناهضين للرئيس المعزول محمد مرسى، وقد برز هذا الإطار مع بداية الثورة قبل عزل الرئيس بأيام، وذلك بهدف شيطنة وتهميش المحتجين المعارضين، ومن الناحية الأخرى التعاطف مع النظام الحاكم، كما تشكل بشكل كبير أيضا أثناء فض قوات الأمن المصرية اعتصامي رابعة العدوية والنهضة ومسجد الفتح - وقد تجلى هذا الإطار فى:

نشر "موقع الجارديان" العديد من الصور والفيديوهات التي تبرز تدمير مكاتب حزب الحرية والعدالة بجميع المحافظات، وتم اسناد المسؤولية فيها على المحتجين المناهضين للنظام الحاكم، حيث نشر موقع الجارديان فيديو – من انتاجه- يوم الإثنين (1/7/2013)، ركز فيه على اقتحام ومهاجمة المحتجين المعارضين للمقر الرئيسي لجماعة الإخوان بالمقطم، بالمولوتوف والحجارة واشعال النار به، مما أسفر عن احتراق المبنى، كما ألقوا ببعض المحتويات فى الشارع.

وقد نشرت هذه الصور والفيديوهات مصحوبة بتعليقات موحية، تبرز بدورها جرائم الملكية والتخريب الذي تعرضت له جماعة الإخوان من قبل المناهضين، ومن هذه التعليقات:

كما نشر موقع الجارديان فيديو - من انتاجه- يوم الإثنين (1/7/2013)- قام بتوظيف التجاور الارتباطي في اللقطات، وهي طريقة مونتاج تضع لقطات غير مترابطة وراء بعضها البعض لتخلق رابطاً معنويا بينهما -  حيث قام بعرض مجموعة من اللقطات التي تضم في البداية مجموعة المتظاهرين المناهضين للرئيس مرسى في ميدان التحرير، ثم لقطة لمواطن يدعى "محمد على" من المحتجين بميدان التحرير يقول " فبعون الله بالمظاهرات السلمية، واعتصام الشعب والجماهير في محافظات مصر كلها هتجبر مرسى والاخوان انهم يسيبوا الحكم"، ثم لقطة للمتظاهرين وهم يحرقون بوسترات لمرسى والمرشد وخيرت الشاطر، ثم لقطة متجاورة لمبنى المركز العام لجماعة الاخوان بعد تدميره،  يظهر عليها شريط عنوان مكتوب عليه باللغة الإنجليزية "وفى الوقت نفسه يحرقون ويدمرون المقر الرئيسي لجماعة الإخوان بالقاهرة ..ويهاجمونه بالحجارة والمولوتوف".

ويتضح من ذلك؛ أن موقع الجارديان اتبع آلية التناقض في عرض الصور لإثبات عدم صحة ما يقوله المحتجين المعارضين، واضفاء طابع العنف عليهم، بهدف دعم النظام الحاكم لجماعة الإخوان، والتعاطف معه.

كما ركز موقع الجارديان في هذا الإطار على التدمير والتخريب الذى لحق بمخيمات المعتصمين أنصار الرئيس المعزول، حيث أظهرت لقطات الفيديو والصور الحية أن قوات الأمن هي المتسببة في إضرام النيران بالمخيمات والذى تسبب في مقتل العديد من المحتجين -فعبلى سبيل المثال:

نشر موقع الجارديان تقريرًا مصورًا يوم (14/8/ 2013) يحتوى على مجموعة من اللقطات التي تتضمن موضوعات مختلفة والتي توضح عملية فض اعتصام ميدان رابعة العدوية، حيث أبرز لقطات الفيديو الحية.

إطار الانحلال الأخلاقي والاجتماعي:

جاء اطار الانحلال الأخلاقي والاجتماعي في المرتبة الثالثة من مجموعة أطر التهميش للقوى المعارضة، وذلك بنسبة (2.7%)، وقد استخدم موقع الجارديان هذا الإطار بعد عزل محمد مرسى من الحكم، وقد ركز هذا الإطار على الصور والفيديوهات التي تبرز المظهر المنحرف للمحتجين المناهضين للرئيس المعزول محمد مرسى، كدليل على الانحلال الأخلاقي والاجتماعي؛ وذلك من خلال نشر الصور والفيديوهات التي تبرز حالات التحرش الجنسي للنساء أثناء مظاهر الاحتفال بعزل الرئيس مرسى، وذلك بهدف تشويه صورة المحتجين بميدان التحرير، على الرغم من إبراز موقع الجارديان السلوك والنشاط الاحتجاجي للمرأة المناهضة لمرسى - قبل عزله - بشكل إيجابي وفعال، ولكن بعد الإطاحة بمرسى أبرز موقع الجارديان المرأة وكأنها في خطر وهذا له دلالات، قد تكون لشوية صورة المحتجين المعارضين لمرسى، أو أنها دعوة للمرأة بالعودة إلى المنزل وترك الاحتجاجات، على اعتبار انها النسبة الأكبر من المشاركين كما تم ابرازها في صور الاحتجاجات، أو كدعوة لمنظمات حقوق الانسان بالتدخل، فعلى سيبل المثال نشر موقع الجارديان يوم (4/7/ 2013) عدد من الصور التي تبرز مشاركة المرأة في الحشود الجماهيرية بالتحرير- كما هو موضح بالشكل رقم (53)، مصحوبة بتعليقات موحية بذلك - مثل: "تخشى المرأة المصرية ارتفاع موجة الاعتداء الجنسي مع تزايد حشود التحرير".

كما نشر موقع الجارديان فيديو (يوم 5/7/2013) من انتاجه، ركز فيه على مجموعات التأمين لمنع التحرش الجنسي، والعنف الذي تتعرض له المرأة في الميدان أثناء مظاهر الاحتفال بعزل مرسى، وقد صاحب هذا الفيديو تعليقاً، يقول "80 حالة تحرش جنسي في اليوم الأول، وأن المرأة المصرية ستتعرض لخطر الاغتصاب والاعتداء الجنسي على نحو متزايد".

ب‌)          أطر دعم وحماية الشرعية للنظام السياسي لجماعة الإخوان:

جاءت "أطر دعم الشرعية" في المرتبة الثانية، وذلك بنسبة (14%) من مجموع أطر الوضع القائم التي وظفها موقع "الجارديان" في تغطيته المصورة لأحداث الثورة، وهو ما برز من خلال التوظيف المنتظم والمستمر لعدد محدد من الأطر المصورة ذات الاتجاهات الإيجابية الدفاعية التضامنية والتأييدية للأنشطة الاحتجاجية والقوى الفاعلة المؤيدة للرئيس المعزول محمد مرسى، حيث تضمنت هذه الأطر عددًا من الأطر الفرعية، وهى كما يلي بالترتيب حسب نسبة بروزها في التغطية المصورة بموقع الجارديان لأحداث الثورة: إطار الاحتجاجات السلمية الداعمة للرئيس الأسبق محمد مرسى وذلك بنسبة (7.7%)، وإطار الانقلاب على الشرعية وذلك بنسبة (1.9%)، وإطار التحفيز على الاستمرار (الصمود) وذلك بنسبة(1.7%)، وإطار طلب اللجوء الدولي لدعم الشرعية وذلك بنسبة (1.4%)، ثم إطار إيجابيات النظام السياسي القائم لجماعة الإخوان، وذلك بنسبة (0.8%)، ثم إطار التآمر على الرئيس مرسى وذلك بنسبة (0.5%).

إطار الاحتجاجات السلمية الداعمة لمرسي:

جاء هذا الإطار في المرتبة الأولى من بين أطر دعم وحماية الشرعية وذلك بنسبة (7.7%)، وقد تشكل هذا الإطار قبل عزل محمد مرسى من الحكم، ولكن كان بنسبة قليلة، واستمر حتى فض اعتصام رابعة العدوية، وذلك من خلال التركيز على الصور والفيديوهات التي تبرز أحداث الاحتجاجات السلمية الداعمة لنظام حكم جماعة الإخوان المسلمون من مسيرات جماعية، ومظاهرات واعتصامات، وحشود جماهيرية مؤيدة للرئيس المعزول محمد مرسى بميداني رابعة العدوية والنهضة، وهم يرددون الهتافات ويحملون الملصقات، واللافتات، ويلوحون بالأعلام، وكذلك المسيرات والاحتجاجات المناهضة للجيش، وكان من الغريب أن هذا الإطار لم يبرز بشكل كبير إلا بعد الإطاحة بمحمد مرسى، وقد تجلى هذا الإطار – على سبيل المثال- في: نشر موقع الجارديان  في يوم (2/7/ 2013) العديد من الصور والفيديوهات الحية التي تركز على الحشود الجماهيرية المؤيدة لمرسى بميدان رابعة العدوية- كما هو موضح بالشكل رقم (54)، وقد ابرزت المحتجين وهم يحملون اللافتات، والملصقات، وصور الرئيس المخلوع، ويهتفون "الشريعة دنيا ودين"، ويحملون صور الشهداء والأعلام، وذلك بهدف إبراز دعم المحتجين للشرعية.

كما حرص موقع الجارديان على نشر صور اعتصام أنصار الرئيس المخلوع بميدان رابعة العدوية، فعلى سبيل المثال - نشر موقع الجارديان يوم (5/ 7/ 2013) لقطة ذات مسافة اجتماعية قريبة لتعبر عن حالة الغضب والانفعال التي يشعر بها المؤيدين لمرسى بعد الإطاحة به، ومن ثم تظهر تعاطف التغطية المصورة بموقع الجارديان مع هؤلاء المحتجين.  كما نشر موقع الجارديان يوم (7/7/ 2013) فيديو أبرز فيه المحتجين المؤيدين للرئيس المعزول "محمد مرسى" وهم يهتفون دفاعاً عن الشرعية، ويحملون ملصقات مكتوب عليها "لا بديل عن الشرعية"، وأخرى "مرسى ... الشرعية"...وذلك كرد فعل على عزل محمد مرسى.

  كما ركز هذا الإطار على الاحتجاجات المناهضة للجيش من أنصار محمد مرسى كرد فعل على مقتل 51 اثناء الاشتباكات امام مقر الحرس الجمهوري، حيث نشر موقع الجارديان صورة يوم 9/ 7/ 2013 أبرزت المحتجين المؤيدين لمرسى والداعمين لشرعيته، وهم يرددون الهتافات، كما ركزت على بوستر للرئيس المخلوع مكتوب عليه "مرسى الشرعية" داخل اسلاك شائكة، وقد تم توظيف لقطة متوسطة جانبية، تشير الى تقييد شرعية مرسى، ورمز إلى اعتقاله، ومدى حزن المحتجين على عزله.

كما حرص موقع الجارديان على نشر الصور والفيديوهات التي تبرز السلوك والنشاط الاحتجاجي لأنصار الرئيس المعزول محمد مرسى في اعتصام ميدان رابعة العدوية، حيث ركز على اللافتات والملصقات التي يحملها أنصار الرئيس المعزول محمد مرسى، فضلا عن ابرازهم وهم يصلون أثناء اعتصاماهم بميدان رابعة - على سبيل المثال:

كما ركز موقع الجارديان فى هذا الإطار على مشاركة المرأة بشكل فعال في الاحتجاجات والمسيرات والاعتصامات المؤيدة للرئيس المعزول محمد مرسى- كما هو موضح بالشكل رقم (56)- حيث أبرزت الصور والفيديوهات المرأة بشكل واضح، ويرجع ذلك إلى أن معظم لقطات الصور والفيديوهات كانت قريبة أو متوسطة فكان من السهل تمييزها، كما ركز هذا الإطار على السلوك والنشاط الاحتجاجي للمرأة؛ المتمثل في (الصراخ- رفع اليدين في الهواء- قبضة اليدين- حمل اشارة أو علامة أو لافتة أو توقيع)، وهذا يشير إلى أن المرأة في مصر أثناء ثورة 30 يونيو كانت أكثر نشاطاً في الخطاب السياسي.

  ويتضح من ذلك؛ أن موقع الجارديان في توظيفه لإطار الاحتجاجات السلمية الداعمة للرئيس المعزول محمد مرسي، قد ركز على نشر الصور والفيديوهات التي تنتمى للقطات القريبة؛ لإبراز المشاعر الانسانية وعواطف وانفعالات المحتجين مثل: الإحساس بالألم والمعاناة والحزن والرفض والغضب والسخط والاضطهاد والشعور بالضعف والمهانة والتشاؤم والشك وعدم الثقة والخوف؛ بهدف إثارة دعم وتعاطف وتضامن الرأي العام مع المحتجين المؤيدين للرئيس المعزول، وذلك على العكس من الصور والفيديوهات التي وظفها الموقع في تغطية الاحتجاجات المعارضة للنظام، حيث استخدم اللقطات الطويلة.

  كما يتضح من التحليل الكيفي للصور التي قدم بها موقع الجارديان أنصار الرئيس المعزول، أن موقع الجارديان ركز على الصور التي أبرزت السلوك الاحتجاجي الإيجابي والذى تمثل في الهتافات - وحمل الأعلام الوطنية – وحمل ملصقات الرئيس المعزول محمد مرسى- كما ركز على سلوك الصلاة وقراءة القرآن والدعاء.

وعند مقارنة الصور التي وظفها موقع الجارديان فى التغطية المصورة للاحتجاجات المؤيدة والمناهضة للرئيس المخلوع محمد مرسى، نجد أن:

1-  معظم صور الاحتجاجات المؤيدة للرئيس المخلوع، أبرزت الشباب وهم يمارسون السلوك الاحتجاجي بشكل واضح، من خلال استخدام اللقطات القريبة، والتركيز الانتقائي، وجعلهم في مقدمة الصورة، وذلك لإبراز مشاعرهم الإنسانية من غضب وحزن ورفض وألم وشك وتشاؤم وشعور بالضعف والمهانة، وهتافاتهم وشعاراتهم وقيادتهم ورموزهم، ومن ثم التعاطف معهم، بينما كانت الصور التي تم توظيفها في إطار الاحتجاجات المعارضة لمرسى- معظمها ركزت على المرأة وجعلها في مقدمة الصورة واستخدام التركيز الانتقائي عليها، وهذا له دلالة يرغب موقع الجارديان في توصيلها وهي أن النسبة الغالبة من الشباب هي التي تدعم محمد مرسى.

2-  أبرز موقع الجارديان المحتجين المؤيدين بشكل إيجابي أكثر من المناهضين، وذلك من خلال التركيز على الصور التي تبرز السلوك والنشاط الاحتجاجي الإيجابي بشكل أكثر، الذى يتمثل في الهتافات وحمل الملصقات واللافتات والتلويح بالأعلام وكذلك الصلاة في أماكن الاعتصام، والتلويح بالأيدي ورفع قبضة اليدين، وهو ما يبرز المشاركة الفعالة للمحتجين في الدفاع عن شرعية الرئيس، بينما أبرزت التغطية المصورة في موقع الجارديان السلوك والنشاط الاحتجاجي السلبى للمحتجين المعارضين للرئيس المخلوع محمد مرسى بشكل اكثر، حيث ركزت على المظاهر السلبية في صور الاحتجاجات المعرضة للنظام، والتي تتمثل في جرائم العنف من حرق واشعال النيران والتراشق بالحجارة وجرائم الممتلكات من التخريب والتدمير.

3-  اتضح أن المرأة كان لها دوراً بارزاً في ممارسة السلوك الاحتجاجي والقيام بدور فاعل في الدفاع عن شرعية الرئيس المعزول محمد مرسى.


* وكيل كلية الإعلام جامعة القاهرة، ورئيس وحدة الدراسات الإعلامية بالمركز

** مدرس الإعلام بكلية التربية النوعية بجامعة طنطا

إرسل لصديق

ما توقعك لمستقبل الاتفاق النووي الإيراني؟

ما توقعك لمستقبل الاتفاق النووي الإيراني؟