مقومات واحتمالات تحالف الجماعات الجهادية: تهجير الأقباط واستراتيجية داعش في مصر (4-4)
تناولنا في الجزء الأول من هذه الدراسة المبررات
التي ترجح زيادة عمليات العنف والإرهاب في مصر خلال الفترة الممتدة حتى الإنتخابات
الرئاسية المقبلة على الأقل. وقلنا أن تنظيم داعش سيزيد من عملياته في مصر سواء في
مناطق العمليات في سيناء أو في كل أنحاء مصر بما في ذلك المدن الكبرى. وإضافة إلى داعش
فإن الحراك المسلح لتنظيم الإخوان "حسم- لواء الثورة" و تنظيم
"الجهاد الإسلامي" والجماعات السلفية الجهادية من المرجح أيضاً أن يزيدوا
عملياتهم، وميلهم إلى استخدام العنف. ونبهنا إلى أن الأهداف الرئيسية التي ستطالها
العمليات الإرهابية ستتمثل أساساً في أقباط مصر أفرادا وجماعات ومؤسسات، والكمائن والمؤسسات
الأمنية والأفراد، إضافة إلى المنشآت الحكومية الحيوية.
وفي الجزء الثاني من الدراسة تحدثنا عن خيارات
داعش بعد العراق وسورية على ضوء تطورات القتال هناك من جانب قوات التحالف الدولي والميليشيات
والجماعات المسلحة المناوئة لداعش، وقلنا أن التحول إلى أشكال جديدة من القتال سيكون
على الأرجح الأسلوب الذي سيلجأ إليه تنظيم داعش، إضافة إلى البحث عن ملاذ آمن جديد
وقاعدة للجهاد تعوض داعش عن الخسائر التي تعرض لها في العراق وسورية، ورجحنا أن تصبح
ليبيا هي قاعدة الملاذ الآمن. ومع ذلك فإننا استبعدنا أن تكون هزيمة التنظيم في سورية
والعراق هي نهايته؛ فالتنظيم يستمد مصادر قوته من عوامل مختلفة سياسية واقتصادية واجتماعية
ودينية تثير صراعات عميقة في المنطقة.
وفي الجزء الثالث من الدراسة استعرضنا خريطة
القوى المتقاتلة في ليبيا وموقع داعش بينها، والضغوط التي يتعرض لها التنظيم هناك بعد
أن كان قد أعلن تأسيس قيادات لثلاثة ولايات في ليبيا هي برقة وطرابلس وفزان، ثم انسحب
مقاتلوه من مواقعهم الرئيسية في الولايات الثلاث. واستنتجنا من ذلك أن تنظيم الدولة
الإسلامية في العراق والشام سوف يتبنى استراتيجية تقضي بالمحافظة على المقاتلين أكثر
من الميل للإحتفاظ بالأراضي التي يسيطرون عليها في حال التعرض للخطر. وأشرنا في نهاية
استعراضنا للوضع في ليبيا إلى اتصالات ومناقشات تدور في داخل أوساط داعش وفيما بين
داعش وغيرها من التنظيمات الجهادية خصوصا شبكة تنظيمات القاعدة في بلاد المغرب (الإسلامي)
ودول أفريقيا والساحل بشأن تنسيق العمليات فيما بينها.
وفي الجزء الرابع من الدراسة نركز على مقومات
وإمكانات واحتمالات التحالف بين الجماعات الجهادية وكذلك على تطور الإتصالات بشأن تنسيق
العمليات أو التحالفات فيما بين هذه الجماعات خصوصاً داعش والقاعدة.
من الطبيعي أن يكون هناك تنافس على الأدوار
المؤثرة بين الجماعات الجهادية المختلفة، فالفوز في هذا التنافس يعني أولاً
رفع وتعزيز مركز الفائز ومكانته في قضية الجهاد العالمي، ويعني ثانياً توليد
قوة إضافية تدعم قدرة التنظيم الفائز على الدعاية والتعبئة والحشد والتجنيد وجمع الأموال،
كما أن الفوز يعني ثالثاً رفع الروح المعنوية لدي المقاتلين في تشكيلات التنظيم
الفائز في المنافسة.
وتنحصر المنافسة بين الجماعات الجهادية في
العالم حالياً في تنظيمي القاعدة، وهو الأقدم من حيث التشكيل، وتنظيم الدولة الإسلامية
وهو التنظيم الأحدث، والذي نشأ من بطن تنظيم القاعدة عام 2014. لكن طبيعة المنافسة
لا تنحصر بين "الجديد" و"القديم"، بل إن المنافسة بين القاعدة
وداعش أو الدولة الإسلامية تتجاوز ذلك بكثير وتصل إلى عصب الأيديولوجية القتالية والإستراتيجية
السياسية والتكتيكات. فمن الناحية الأيديولوجية يتبنى تنظيم الدولة الإسلامية مبدأ
"محاربة العدو القريب" في حين يتبنى تنظيم القاعدة مبدأ "محاربة العدو
البعيد". وهذا
يؤدي إلى اختلافات كثيرة في الرؤية وفي المستهدفات المستقبلية.
وعلى صعيد الإستراتيجية السياسية يسعى تنظيم
الدولة الإسلامية إلى تأسيس "دولة الخلافة الإسلامية" في بلاد المسلمين وتوسيعها،
في حين أن تنظيم القاعدة نشأ على الجهاد ضد "الصهاينة والصليبيين" ثم أعاد
أيمن الظواهري تعريف العدو مؤخر بتوسيع نطاقة ليشمل "الصفويين والعلمانيين"،
كما أعاد حمزة بن لادن (الإبن الأصغر لمؤسس المقاعدة) تعريف العدو من جديد في شهر مايو
2017 (رسالة صوتية) ليشمل "اليهود والأمريكان والأوروبيين" جراء ما يقترفوه
من ظلم ضد المسلمين في أفغانستان وفلسطين وسورية والعراق واليمن والصومال. أما تنظيم
الدولة الإسلامية فهو يوجه نيرانه وعملياته بصورة أساسية إلى الأنظمة العميلة في الدول
العربية والإسلامية، ويسعى إلى قلبها وإقامة إمارات أو ولايات إسلامية فيها تكون النواة
لتأسيس دولة الخلافة الإسلامية. ومع ذلك فإن التشكيلات التابعة لـ "المفرزة الأمنية"
التابعة للتنظيم تقوم بعمليات في أماكن كثيرة خارج "دار الإسلام" إنتقاما
من الأوربيين والأمريكان بسبب حربهم على الجهاد في سورية والعراق وغيرهما.
أما على صعيد التكتيكات وآليات الجهاد فإن
تنظيم القاعدة ركز خلال الفترة الماضية على عمليات نوعية، لكن إجراءات الحصار والقيود
المالية واللوجيستية وضرب القاعدة في أفغانستان واغتيال معظم قياداتها وعلى رأسهم المؤسس
أسامة بن لادن، أدت عملياً إلى ضعف القاعدة وإلى تراجع قدراتها العملياتية، ولم تتمكن
تماماً من التكيف مع الظروف الجديدة. وقد نتج عن ذلك الخلاف بين الزرقاوي وبين الظواهري،
وهو الخلاف الذي أدى لانشقاق الزرقاوي وإعلان تأسيس تنظيم الدولة الإسلامية في العراق
والشام. وتتصف عمليات داعش أو تنظيم الدولة الإسلامية بشراستها ودمويتها لدرجة إنه
يمكن وصفها بالطابع "المغولي" أو "الصهيوني"؛ فهي تذبح وتقتل بوحشية
كما كان يفعل المغول والتتار والعصابات الصهيونية المسلحة (قبل نشأة الدولة في فلسطين)
مثل الأرجون والهاجاناه وشتيرن. أما تكتيكات القاعدة فإنها كانت وما تزال تنحو ناحية
الأعمال الإنتقامية باستخدام الأساليب والأدوات التقليدية مثل السيارات المفخخة والأحزمة
الناسفة ضد الأشخاص أو المنشآت المستهدفة. وذلك لا يعني أن القاعدة منظمة رحيمة، ولكن
يعني أن تنظيم الدولة الإسلامية كما قلنا يمارس الجهاد بأساليب أكثر وحشية ودموية من
غيره.
ومع ذلك، فإن التطورات الراهنة داخل بنية
تنظيم القاعدة ربما تشير إلى تحول لأساليب أكثر شراسة، بما يقترب من أساليب تنظيم الدولة
الإسلامية. وتشير الرسائل الأخيرة الصادرة عن أبو معاذ (حمزة بن لادن) إلى توجيهات
لمقاتلي القاعدة بالإشتداد في انتقامهم من أعداء الجهاد باستخدام كل الأسلحة المتاحة
والممكنة. وقد وجه بن لادن الإبن رسائله بوضوح ليعزز فكرة الجهاد ضد العدو البعيد خصوصا
الولايات المتحدة وبريطانيا، ولم يرد في رسائله ذكر لدولة "إسرائيل". ويبدو
إننا سنشهد قريبا إنتقال القاعدة إلى مرحلة جديدة في تطورها مع زيادة نفوذ وتأثير حمزة
بن لادن. وطبقا للتقارير المتوفرة عنه، فإنه شخصية ذات قدرات كاريزمية، وهو امتداد
لصورة والده مؤسس القاعدة، وهو (28 سنة) يعبر بصورة أكبر عن الجيل الجديد من مقاتلي
القاعدة والمجاهدين بشكل عام، كما أن لديه طموحات كبيرة لقيادة حركة الجهاد العالمي،
كما ظهر من رسائله إلى والده خلال فترة إقامته في إيران.
وسوف نستعرض فيما يلي أهم التطورات على صعيد
احتمالات التحالف بين الجماعات والتنظيمات الجهادية في ثلاث نقاط رئيسية، الأولى
تتعلق بتطور الإتصالات بين الجماعات الجهادية بشأن بناء التحالفات، والثانية
تتعلق بتطورات بناء تحالفات جديدة فعلاً، والثالثة تتعلق بتأثير الصراع الإيديولوجي
والسياسي بين القاعدة وداعش على جهود بناء التحالفات. ويجدر بنا منذ البداية أن نشير
إلى أن التحالفات قد تتخذ أشكالاً متعددة، وقد تصل في نهاية الأمر إلى الإندماج. ومن
أشكال التحالف التعاون (cooperation) لبناء جسور لتنفيذ
عمليات محددة (خطوط اتصال آنية غير منتظمة وغير دائمة)، ومنها إقامة نقاط اتصال دائمة
على الجانبين أو أكثر (focal points)، ومنها تنسيق العلميات (coordination)، ومنها التنسيق الإستراتيجي
(alliance) من
خلال إقامة مجالس سياسية وعمليات مشاركة مثل مجالس شورى المجاهدين، وقد يصل يقود التحالف
في نهاية الأمر إلى دمج التنظيمات (integration) بما يضمن توحيد قدراتها الإيديولوجية
والسياسية والقتالية والإدارية ضمن نسق واحد وقيادة واحدة.
أولاً- تطور الإتصالات بشأن التنسيق والتحالفات
يمكننا القول بشكل عام إن الجماعات الجهادية
التي تتنافس على النفوذ سواء في سورية أو العراق أو فلسطين أو اليمن أو ليبيا وغيرها
تتقارب عندما تواجه ضغوطاً شديدة من عدو مشترك. وهذا التقارب يكون مبنياً على أساسين؛
الأول براجماتي صِرف يهدف إلى تقليل الخسائر وزيادة المكاسب، والثاني هو عقائدي يتمثل
فيما تسميه الجماعات الجهادية "المرجعية الإسلامية". وقد أقر زعيم تنظيم
القاعدة أيمن الظواهري هذا النهج في التعامل بين الجماعات الجهادية مهما كانت الخلافات
فيما بينها في تسجيل صوتي (2015) هاجم فيه تنظيم دولة الخلافة الإسلامية وقال صراحة
أنه لا يعترف بهذه الدولة ولا بالأفكار التي تقوم عليها. وقال الظواهري صراحة
"لا نعترف بهذه الخلافة" واتهم أبو بكر البغدادي بأنه "متمرد على السمع
والطاعة". ومع ذلك فإن الظواهري أعلن موقف القاعدة فيما يتعلق بالتعامل التكتيكي
مع تنظيم الدولة بقوله إنه "لا ينكر أن لهم إنجازات" ومن ثم فإنه "ورغم
هذه الأخطاء الشديدة، فلو كنت في العراق أو الشام لتعاونت معهم في قتال الصليبيين والعلمانيين
والنصيريين والصفويين". وهذا ما يؤكد ويحض على نهج التعاون بين القاعدة وبين غيرها
من الجماعات الجهادية، مع توسيع نطاق ساحة الأعداء المشتركين التي كانت تقتصر على
"قتال الصليبيين واليهود" في بيان تأسيس القاعدة إلى ضم جماعات أخرى مثل
الصفويين (الشيعة) والعلمانيين.
وقد اتهم الظواهري في كلمته المسجلة الحملة
التي يقوم بها أبو بكر البغدادي التي يدعو فيها الجماعات الجهادية إلى أن "ينبذوا
بيعاتهم الموثقة" التي بايعوا بها تنظيم القاعدة وأن يبايعوا تنظيم الدولة الإسلامية
وينضموا إليه. ووصف الظواهري ذلك بأنه "شق للصفوف". ويبدو أن كلمة الظواهري
المسجلة كانت بمثابة توجيه للجماعات المنتمية للقاعدة بحسن معاملة أسرى داعش الذين
يقعون في أيدي المقاتلين من جبهة النصرة وغيرها. وقد استعرضت الجبهة بعد ذلك في فيديو
مصور عملية لقتل أسراها الدواعش، فألبستهم لباس الإعدام البرتقالي الذي يميز ضحايا
داعش، وساقتهم بنفس الطريقة التي يسوقون بها ضحاياهم إلى ساحة للذبح أو الإعدام، ثم
ألقت كلمة وعظ عليهم بدلاً من إطلاق الرصاص مؤكدة أن "الجبهة الشامية" (جبهة
النصرة) تؤمن بالعدالة والمحاكمة.
وتشير المعلومات المتوفرة من جبهات القتال
في سورية إلى أن حدة الصراع بين "النصرة" وبين "داعش" قد تراجعت
إلى حد كبير. بل إن هناك الكثير من التقارير تشير إلى تعاون وتنسيق مشترك بين الطرفين
في العمليات الراهنة خصوصاً حول مدينة الرقة في سورية، وفي مناطق الشمال الغربي وريف
حلب وحمص وغيرها.
وفي ليبيا، وعلى الرغم من الصراعات الحادة
التي وصلت إلى حد الإقتتال بين تنظيمات القاعدة وداعش، فإن التنسيق بين الطرفين إزداد
في الفترة الأخيرة، خصوصا في بنغازي ومصراته وبعض مناطق الجنوب، خصوصا في الجفرة والمناطق
المحيطة بها ومنطقة المثلث الحدودي (ليبيا- تشاد- السودان)، وعلى الحدود الليبية التونسية،
والليبية الجزائرية. وتأكد هذا التنسيق من مصادر مختلفة، منها التحقيقات التي تجريها
السلطات في شرق ليبيا مع الأسرى الذين وقعوا في أيدي قوات الجيش الوطني بعد معركة بنغازي
في مارس 2017، والتحقيقات التي تجريها السلطات الأمنية في كل من تونس والجزائر مع أفراد
يشتبه في انتمائهم إلى داعش أو الجماعات الجهادية الأخرى. ومن الوقائع الأخيرة التي
تشير إلى التنسيق بين الجماعات الجهادية الرئيسية في ليبيا:
-مشاركة عناصر من تنظيم داعش في عملية الهجوم التي شنتها
تنظيمات القاعدة والجماعات الجهادية الأخرى في محاولة لانتزاع الموانئ النفطية في الهلال
النفطي في مارس 2017
-بحلول منتصف شهر مارس 2017 رصدت الكثير من الأجهزة الأمنية
عودة عدد كبير من قيادات داعش إلى مدينة سرت التي تخضع لميليشيات وقوات "البنيان
المرصوص"، بترتيب بين قيادات داعش وقيادات القاعدة أساسا. وتشير تقارير الرصد
الأمني والتحقيقات إلى إنه من بين هؤلاء القادة أبو إسحاق (صومالي) وأبو المهاجر (ليبي)
وأبو عبد الله (مصري) وأبو حيدرة (تونسي(
-أصدرت القيادات الفقهية لتنظيم أنصار الشريعة، الذراع
الرئيسي للقاعدة في ليبيا) فتوى فقهية تجيز للجماعات الإسلامية بشكل عام التعاون مع
تنظيم الدولة الإسلامية (داعش(
-فتح الحدود الليبية في المناطق التي تسيطر عليها الجماعات
الجهادية بما فيها أنصار الشريعة الليبية لمقاتلي داعش من بلدان أخرى للإلتحاق بمعسكرات
التدريب التي يديرها داعش. ويتردد بقوة أن هذه المعسكرات، خصوصا تلك الموجودة في جنوب
غرب وجنوب شرق ليبيا تضم حاليا (مايو 2017) مقاتلين من تنظيمات جند الخلافة (الجزائر)
وبوكو حرام (نيجيريا) وتنظيم الدولة الإسلامية في بلاد الحبشة والسودان الذي يتخذ من
السودان مقرا له ويرسل العشرات من المقاتلين السودانيين للتدريب في ليبيا
ثانياً- بناء تحالفات قتالية جديدة
نعود مرة أخرى إلى زعيم تنظيم القاعدة أيمن
الظواهري الذي وجه في 24 أبريل 2017 رسالة إلى المجاهدين بشكل عام يحضهم فيها على العودة
إلى أساليب حرب العصابات والتنسيق فيما بينهم. ونعتقد أن هذه الرسالة التي تم توجيهها
إلى "المجاهدين" وليس إلى مقاتلي القاعدة فقط، إنما كانت للتأكيد على نهج
عملياتي جديد يقوم على عدم الإحتفاظ بالأرض لغاية المحافظة على المقاتلين، وعلى التنسيق
المشترك بين كل الجماعات الجهادية التي تواجه أعداءاً مشتركين بدلاً من الإقتتال فيما
بينها. وتعتبر هذه الرسالة إعادة تأكيد للرسالة التي أشرنا إليها من قبل والتي وجهها
زعيم تنظيم القاعدة في عام 2015. ولم تحتو رسالة أبريل عام 2017 إنتقادات لداعش أو
لزعيمها، وإنما ركزت أساساً على تغيير أساليب العمليات والدعوة الضمنية إلى التعاون
والتنسيق المشترك. وخلال الفترة منذ شهر مارس 2017 وحتى الآن (مايو 2017) جرت وما تزال
تجري اتصالات من أجل تشكيل تحالفات قتالية بين الجماعات الجهادية، حيث يدور الحديث
همسا داخل تنظيمات القاعدة وتنظيمات داعش عن "ضرورة وحدة الجماعات الجهادية".
وقد أسفرت هذه الإتصالات حتى الآن عن التالي:
1- إعلان تشكيل
"جماعة نصرة الإسلام والمسلمين" (لاحظ هنا أن شعار النصرة سيميز دائماً
منظمات القاعدة) في 2 مارس 2017 التي أصبحت تضم قوات قبيلة الطوارق التي تطالب
بالحكم الذاتي في إقليم أزواد في شمال مالي "إمارة الصحراء"، و"جماعة
أنصار الدين" في مالي، و تنظيم "كتائب ماسينا" في مالي، وتنظيم
"المرابطون" أو "الملثمون" بقيادة الجزائري مختار بلمختار. وهذه
التنظيمات جميعا موالية للقاعدة وعلى علاقة تنظيمات "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"،
و"جماعة التوحيد والجهاد" في غرب أفريقيا. وقد وجه زعيم تنظيم القاعدة في
بلاد المغرب الإسلامي أبو مصعب عبد الودود رسالة تهنئة إلى الجماعات التي اندمجت معا
مشكلة "جماعة نصرة الإسلام والمسلمين" ودعا الجماعات الأخرى إلى أن تحذو
حذوها قائلاً: "وهذه فرصة أغتنمها لأدعو كافة الجماعات الجهادية أن يتأسوا بإخوانهم
في الساحل والصحراء؛ فيسارعوا إلى لم الشمل وتحقيق الوحدة". وقد جددت الجماعة
الموحدة الموالية للقاعدة البيعة لكل من زعيم القاعدة أيمن الظواهري، وأمير القاعدة
في بلدان المغرب الإسلامي أبو مصعب عبد الودود، وأمير حركة طالبان في أفغانستان الملا
هيبة الله.
2-
أعلنت قيادات داعش في تونس والجزائر وليبيا البدء في إجراء لقاءات لإعلان قيام تنظيم
موحد يطلق عليه "مجلس شورى الجماعات الجهادية" يضم التنظيمات والجماعات الموالية
لداعش وغيرها. ويقود اللقاءات التي تجري في المناطق الحدودية المشتركة بين ليبيا وتونس
والجزائر في الوقت الحالي زعيم داعش في تونس أبو عياض وهو أمير تنظيم أنصار الشريعة
في تونس. وقد شارك أبو عياض في الأسابيع الأخيرة في لقاءات ضمت قيادات من تنظيم داعش
ليبيا، وتنظيم "جند الخلافة" الجزائري الموالي لداعش (لاحظ أيضاً أن
جند الخلافة سيكون الشارة المميزة لتنظيمات داعش)، وممثلين عن جماعات وتنظيمات
موالية لداعش في المنطقة الممتدة من ليبيا إلى بلدان الساحل الأفريقي. وتدير قيادات
داعش في الوقت نفسه حربا شرسة ضد تنظيم القاعدة فيما يمكن تسميته بـ "حرب البيعة"،
حيث تقدم تلك القيادات إغراءات كثيرة إلى جماعات جهادية أخرى من أجل الإنشقاق عن القاعدة
وسحب البيعة لها ومبايعة أمير دولة الخلافة الإسلامية أبو بكر البغدادي. وفي سياق هذه
الحرب نجح داعش في الحصول على مبايعة تنظيم جند الخلافة الجزائري، وجماعات من تنظيم
الشباب الصومالي، إضافة إلى جماعات من بوكو حرام النيجيرية وحركات جهادية في السودان
ومالي وغيرها. وما تزال جهود قيادات داعش في ليبيا والمغرب العربي لتأسيس جماعة موحدة
باسم "مجلس شورى الجماعات الجهادية" جارية حتى الآن.
3-
التصريح الذي أدلى به نائب رئيس الجمهورية العراقي الدكتور إياد علاوي في 17 أبريل
2017 يحمل أكثر من دلالة. وقال علاوي لوسائل الإعلام إن تنظيم الدولة الإسلامية بدأ
فعلا محادثات مع تنظيم القاعدة بشأن إقامة تحالف محتمل بينهما مع تضييق القوات العراقية
الخناق على مقاتليه في الموصل" وقال علاوي إن المناقشات بين الجانبين بدأت فعلا،
حيث يدور حوار بين ممثلين عن كل من البغدادي والظواهري. ولا يأتي تصريح إياد علاوي
من فراغ، بل إنه يتسق ويتكامل مع حلقات أخرى من الوقائع والتصريحات التي توضح أن التنظيمين
الجهاديين الكبيرين ربما يكون قد وصلا إلى قناعة نهائية بأن التنسيق بينهما هو أمر
لا مفر منه لتعزيز القدرة على مواجهة التحالفات العسكرية التي تم تنظيمها بين خصومهما
في كل من العراق وسورية، وي أماكن أخرى.
4-
في مداخلته أمام الدورة السادسة لمؤتمر الأمن الدولي في موسكو (26-27 أبريل 2017 قال
ألكسندر بورتنيكوف (Alexander Bortnikov) رئيس جهاز الأمن الفيدرالي في روسيا
(Federal Security Service - FSB) إن التنظيمات
الإرهابية على مستوى العالم وفي مقدمتها بقايا تنظيم القاعدة والتنظيمات الموالية لداعش
مثل جبهة النصرة، بسبب ما تعانيه من خسائر في سورية والعراق، تسير الآن فعلياً في اتجاه
تكوين تحالف عالمي بغرض مواصلة عملياتها الإرهابية. وقال بورتنيكوف أن لدى جهاز الأمن
الفيدرالي الروسي معلومات تؤكد وجود اتصالات بهذا الخصوص بين الجماعات الإرهابية.
وطبقاً للمعلومات المتاحة لدى الروس ولدى
أجهزة الأمن في دول المغرب العربي وبناء على رصد التطورات الميدانية على جبهات المواجهة
بين الجماعات الإرهابية يتضح الآن أن تكتيكات تلك التنظيمات تتعرض حاليا لتغيرات عميقة
وتتجه إلى الحركة في ثلاثة اتجاهات:
-الأول، إعادة توطين مقاتليها بإرسالهم إلى جبهات أخرى
خصوصاً إلى أفغانستان واليمن وليبيا والصومال ومالي وغيرها، وبناء قواعد قوية في تلك
الأماكن.
-الثاني، التحول إلى عمليات تعتمد على أساليب حرب العصابات
كما حثتهم قيادة تنظيم القاعدة في كلمة الظواهري إلى عموم المجاهدين التي تم بثها في
أبريل 2017.
-الثالث، بدء حوار بين مندوبين قياديين من تنظيمات القاعدة
وداعش بغرض التحالف أو تنسيق العمليات. ويتوازى مع ذلك تعزيز التحالفات بين كل من القاعدة
والتنظيمات الموالية لها، وكذلك بين داعش والتنظيمات الموالية لها، وهو ما يعني ضمنا
إستمرار حرب البيعة بين كل من داعش والقاعدة.
وأعتقد أن قرار فرع تنظيم "أنصار الشريعة"
في درنة الذي تم إعلانه في يوم السبت 27 مايو 2017 غداة الغارات الجوية العنيفة التي
شنتها القاذفات المصرية على مواقع المنظمات الجهادية في درنة وغيرها، ربما يفتح الباب
لإقامة تحالف أوسع للتنظيمات الجهادية في ليبيا. وقد تضمن البيان الصادر عن أنصار الشريعة
في درنة دعوة صريحة إلى "وحدة الثوار والمجاهدين". وأظن أيضاً أن القرار
الذي تأثر كثيرا بالخسائر الحادة الناتجة عن عن ضربات الطيران المصري إنما يعكس أيضاً
خللاً في بنية القيادة داخل تنظيم القاعدة في شرق ليبيا وفي الخارج، كما يعكس الصراع
الحاد بين داعش والقاعدة. ومن المرجح أن يسفر القرار عن هجرة عشرات المقاتلين من
"أنصار الشريعة" للإنضمام إلى "داعش". ومن المعروف أن تنظيم الدولة
الإسلامية في ليبيا يقوم الآن بالعمل على ثلاثة محاور في وقت واحد، الأول هو توطين
مقاتلين جدد عائدين من ساحات القتال في العراق وسورية، والثاني هو إعادة تجميع مقاتلي
داعش في مراكز رئيسية جديدة في شمال شرق ليبيا وفي الغرب وفي الجنوب. وتوجد هذه المراكز
بعيداً عن المناطق الساحلية بشكل عام، وتحتمي بالعمق الليبي في الصحراء.
كذلك يلاحظ في القترة الأخيرة أن المناطق
التي يتداخل فيها مقاتلوا داعش ومقاتلوا القاعدة سجلت إنخفاضاً ملحوظاً في مناخ التوتر
والإحتكاكات التي كانت تحدث بين مقاتلي التنظيمين والجماعات الموالية لهما، بما في
ذلك ساحات المعارك في سورية وفي اليمن وليبيا. ومن المتوقع في ظل التهديدات التي يتعرض
لها تنظيم داعش، ومع استمرار النهج الذي يدعو إليه ويروجه زعيم القاعدة أيمن الظواهري
أن تشهد الأشهر المقبلة تقارباً أكبر بين التنظيمين الجهاديين الكبيرين.
ثالثاً- من "العدو البعيد" إلى
"العدو القريب"
شهد العقد الماضي إرهاصات فكرية جديدة داخل
الجماعات الجهادية التي راحت تراجع بعض المسلمات التي نشأت على أساسها، خصوصا تلك التي
تأثرت بتنظيم القاعدة الذي أسسه أسامه بن لادن. ومن أهم الأفكار التي تتم مراجعتها
هي فكرة "العدو". وقد بني تنظيم القاعدة على أساس أن دار غير المسلمين هي
"دار الحرب"، ومن ثم فقد تم تركيز أسلحة القاعدة وعملياتها ضد الروس والأمريكان
والأوروبيين، لذلك لأن التنظيم قام على أساس قتال اليهود والصليبيين. وبناء على هذه
المراجعات، وأيضا نتيجة للقيود التي حدت من حركة التنظيمات الجهادية في الغرب، فإن
الموجة الجديدة من الفكر الجهادي تتجه إلى التركيز على مواجهة "العدو القريب"
وليس "العدو البعيد". وهذا التحول إنما يعود بالجماعات الجهادية إلى أصولها
الأولى في "تكفير الحاكم" و "تكفير المجتمع". وكانت مبادئ تكفير
الحاكم وتكفير المجتمع هي التي حكمت تأسيس "جماعة التكفير والهجرة" في مصر
بزعامة شكري مصطفى في سبعينات القرن الماضي. وسوف نرى أن هذا التحول في العقيدة الجهادية
من تقديم أولوية استهداف "العدو القريب" على "العدو البعيد" سوف
يترك أثرا عميقا على الإيديولوجية وعلى بنية التنظيم وعلى الاستراتيجية السياسية وآليات
وتكتيكات العمليات التي تقوم بها الجماعات الجهادية.
إن هذا التحول من استهداف العدو القريب قبل
العدو البعيد هو المحرك الذي أدى إلى نشأة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام
من بطن تنظيم القاعدة في العراق، ثم أدى إلى ارتفاع شعبية الدولة الإسلامية في أوساط
الجماعات الجهادية، باعتبار أن تلك الدولة تعيد استحضار نموذج دولة الخلافة الإسلامية.
ولا يدرك أولئك وهؤلاء جميعا أن دولة الخلافة قد انقطعت منذ انتهاء عصر الخلافة الراشدة،
وبعد مقتل كل من الخليفة عثمان بن عفان والخليفة علي بن أبي طالب. كما أن هؤلاء وأولئك
لا يدركون أن الخلافة هي للرسول عليه الصلاة والسلام، وقد انقطعت الرسل برسالة محمد
آخر الرسل والمبعوثين من الله سبحانه وتعالى إلى العالمين. ومع ذلك فقد جمع البغدادي
لنفسه جماعة أعطته البيعة، ثم راح يفتش يمينا وشمالا عن غيرها من الجماعات يحصل منها
على البيعة باسم جماعة المسلمين. إن حرب البيعة بين داعش والقاعدة تعني أن كلا من التنظيمين
سيعمل جاهدا من أجل كسب جمهور له، وأكثر هذا الجمهور هو في "بلاد المسلمين"
وليس في "دار الحرب"، وهو ما سيعني ضرورة العمل على إعادة تركيز المجهود
الإستراتيجي للجماعات الجهادية إلى بلاد المسلمين دون غيرها، ومن ثم فإن الإصطدام بالعدو
القريب سيكون محتوما إذا كان للجماعات الجهادية أن تبقى.
ونستطيع من متابعة سلوك وتوجهات الجماعات
الإرهابية على مستوى العالم أن نؤكد أن هناك انسحابا نسبيا تدريجيا من التوجه
"العالمي" لقتال من أسمتهم القاعدة "اليهود والصليبيين" إلي بناء
تجمعات إقليمية وتنظيمات محلية تركز على مواجهة العدو القريب، على أن يكون من واجب
هذه التجمعات والجماعات أن تشد أزر بعضها البعض. لكن ذلك لن يكون انسحاباً تاماً أو
نهائياً، لأن أحد أهداف الجماعات الجهادية هو قتال غير المسلمين. وهذا التوجه إلى تعميق
النزعة المحلية والتحالفات الإقليمية أصبح شديد الوضوح في جنوب شرق آسيا، وفي شبه الجزيرة
العربية واليمن، وفي سورية والعراق، وفي السودان والحبشة والصومال، وفي مصر وليبيا،
وفي ليبيا والجزائر وتونس، وفي مالي وتشاد والنيجر ونيجيريا، وفي بلاد القوقاز وآسيا
الوسطى، وفي دول المجموعة الفرانكوفونية.
إن هذا التركيز الإستراتيجي على بناء
"الدولة الإسلامية" والسعي لإقامة "مناطق نفوذ" أو "مناطق
محررة"، للوصول إلى هدف إقامة الدولة الإسلامية يمثل أيضا واحدا من استنتاجاتنا
الكبرى فيما يتعلق بدراسة بنية الإيديولوجيا والاستراتيجية والتنظيم والعمليات للجماعات
الجهادية، ونعتقد أنه يرسم خطاً فاصلاً بين مرحلتين في عمر الجماعات الإرهابية، ويزيد
من أهمية مواجهة هذه الجماعات على المستويين المحلي والإقليمي، كما إنه يكرس الحقيقة
التي تقضي بأن التنظيمات الجهادية على المدى القصير والمتوسط لن تكون خطراً على غير
المسلمين، بقد ما ستكون خطراً على المسلمين أنفسهم، باعتبارها ظاهرة أيديولوجية وسياسية
واجتماعية تمتد جذورها في أعماق تاريخ وجغرافيا ووجدان المسلمين في كل أقطارهم، طالما
أن السياسة اختلطت بالدين، واصبحت من وجهة نظر تك الجماعات والموالين لها إمتداداً
له، تخضع لأحكام التجربة السلفية كما يقدمها روادها في جميع الميادين.
إن الجماعات الجهادية بالنسبة لغير المسلمين
ستظل ظاهرة غريبة سهلة الإستئصال، أما بالنسبة للمسلمين فإنها تعتبر ظاهرة طبيعية (organic)
ترتبط بتفسيرات متعددة ومتضاربة
فيما بينها لوقائع التاريخ ومنتجات الثقافة، ويلزم للحد منها الكثير من العمل في غير
مجالات الأمن ومكافحة التمويل، فالمسلمين أصبحوا عمليا أمام ظاهرة "متوطنة"
(homegrown) قد
تؤدي بهم إلى الإنتحار والهزيمة إذا لم يتم استئصالها، بعد أن عرضتهم فعلا للكراهية
من الآخرين بسبب عنف ووحشية العمليات الإرهابية التي تقوم بها.
فكيف سيكون تأثير موجة الإقليمية والمحلية
الراهنة التي تجتاح الجماعات الجهادية على عمليات الإندماج أو التنسيق فيما بينها؟
أظن أن تلك الموجة سوف تعزز الإتجاه إلى
بناء التحالفات، ووضع أسس للتنسيق المشترك على الرغم من المنافسة الشديدة بين التيارين
اللذين يجتاحان التنظيمات الجهادية "تيار الجهاد العالمي ضد اليهود والصليبيين
والصفويين والعلمانيين" كما أعاد الظواهري صياغته من الصيغة الأصلية التي وضعها
بن لادن والتي كانت تقتصر على "اليهود والصليبيين"، والتيار الآخر الذي تبلور
الآن بشكل أكثر نضجاً في مشروع "دولة الخلافة" الذي يقوده العراقي أبوبكر
البغدادي في الموصل والرقة. وعلى الرغم من المنافسة الشديدة بين التيارين إلا إن هناك
عاملين من المرجح أن يساعد كل منهما على المزيد من التقارب بين القاعدة وداعش: الأول
هو بروز قدر أكبر من النضج السياسي والمرونة لدى قيادات القاعدة، والثاني هو الضغوط
التي تهدد بقاء داعش والتي ترجح لجوءها إلى حلفاء للإستعانة بهم في مواجهة التحالفات
العالمية والإقليمية التي تعترض طريقهم، خصوصاً وأن داعش والقاعدة والجماعات الجهادية
الأخرى تواجه في نهاية الأمر عدواً مشتركاً واحداً، حتى وإن اختلف المشروع النهائي
لكل منهما.
نخلص من هذا العرض أن التحالف بين القاعدة
وداعش هو تحالف محتمل وليس مستبعداً، وأن المعلومات الإستخباراتية تؤكد مثل هذا الإحتمال.
وعلى صعيد العمليات أيضا فإن هناك شواهد قوية تشير إلى تقارب المواقف بين التنظيمين،
وزيادة الإدراك على مستوى قيادات داعش والقاعدة بضرورة توحيد التنظيمات الجهادية أو
على الأقل خلق إطار تنظيمي للتنسيق فيما بينها على غرار ما طرحه الموالون لداعش في
تونس في شكل اقتراح لتكوين "مجلس شورى المجاهدين" يضم مندوبين عن كل التنظيمات
الجهادية، على اعتبار أن مرجعها واحد وأن هدفها واحد وأن عدوها واحد. ومن شأن ذلك أن
يزيد المخاطر التي تهدد أمن الدول التي تتجه داعش أو القاعدة أو كلاهما إلى التركز
فيها والتوسع مثل مصر وليبيا واليمن وتونس إضافة إلى دول أخرى خصوصاً بقية دول المغرب
العربي ودول الساحل الأفريقي وأفغانستان والفلبين وجنوب تايلاند واندونيسيا. وسوف يتطلب
مواجهة احتمالات التحالف بين داعش والقاعدة إعادة النظر في الاستراتيجية الحالية لمواجهة
الإرهاب في الدول العربية والإسلامية التي تتوفر فيها للجماعات الإرهابية قواعد وأرضية
إجتماعية وثقافية موالية ذات طابع محلي بحت كما هو الحال في اليمن وفي أفغانستان.
وسوف نستعرض فيما بعد استراتيجيات
مكافحة الإرهاب على المستوى العالمي، وكيف تطورت منذ بداية القرن الواحد والعشرين
حتى الآن.