المركز العربي للصحافة نموذجاً: الأدوار النوعية للمنصات الإعلامية في عالم متغير
تصدر المنصات الإعلامية الورقية والرقمية لمؤسسة البوابة عن مؤسسة المركز العربي للصحافة، وهي شركة مساهمة مصرية تأسست في منتصف عام 2012، وتعتبر امتدادًا للمركز العربي للبحوث والدراسات الذي تأسس عام 1998، وقد بدأت نشاطها بإطلاق بوابة إخبارية رقمية في نهاية 2012، ثم بدأت في التوسع عام 2014 لتقدم المحتوى عبر إصدارين ورقيين يشملان جريدة يومية ومجلة أسبوعية، بالإضافة إلى منصاتها الرقمية المتعددة، لتمثل إحدى نماذج المؤسسات الصحفية المستقلة التي اتجهت في توسعها من الرقمي إلى الورقي، كما اتبعت نموذجًا انعزاليًا في إدارة تلك المنصات يختلف عن النموذج الذي اتبعته صحفٌ أخرى، على الرغم من اشتراكها في نمط ملكية واحد يستدعي دمج عمليات الإنتاج لدواعي الوفر الاقتصادي.
وقد قمنا في هذه الدراسة بإجراء 21 مقابلة مع مستويات إدارية وتحريرية مختلفة، فضلاً عن الزيارات المتكررة لمقرات منصاتها المطبوعة والرقمية، وذلك لإتمام إجراءات الملاحظة المطلوبة، التي تتكامل مع رصد مختلف منصات النشر الصحفي التابعة لها، وهو ما انتهى إلى توصيف منصات تقديم المحتوى وتحليل عمليات إنتاجه، فضلاً عن استكشاف اتجاهات التطوير، المتبعة أو المخطط إليها، وإشكاليته.
المحور الأول: منصات تقديم المحتوى
أظهرت عملية الرصد التي شملت مختلف المنصات الورقية والرقمية التي تحمل علامة البوابة التجارية، أن المؤسسة تمتلك إصدارين ورقيين يشملان جريدة يومية ومجلة أسبوعية (احتجبت الآن وستعاود الصدور بعد تطويرها)، وخمسة مواقع إلكترونية، منها راديو أونلاين، وموقعًا واحدًا ملائمًا للتصفح عبر الموبايل، بالإضافة إلى ثلاثة تطبيقات للهواتف الذكية والأجهزة اللوحية التي تعمل بنظام آندرويد، وخدمة واحدة للرسائل الإخبارية القصيرة، فضلاً عن 27 صفحة وحساب على مواقع الإعلام الاجتماعي.
أولاً– المنصات المطبوعة
صدر العدد الأول من جريدة البوابة الأسبوعية يوم الاثنين 30 يونيو 2014، ثم تحولت دوريتها إلى جريدة يومية ليصدر عددها اليومي الأول في 1 ديسمبر 2014، كجريدة تصدر كل يوم عدا الإثنين حيث تصدر مجلة البوابة الأسبوعية بدلاً عنها، والتي نشر العدد الأول منها في 8 ديسمبر 2014.
وتقدم جريدة البوابة اليومية الأخبار والمقالات والتقارير والتحقيقات التي تتوزع على صفحات الجريدة وأقسامها مثل أول الكلام، أحداث وتقارير، رياضة، حوادث، رياضة، فن، بالإضافة لأقسام وصفحات أخرى مثل مزيكا، صحة، نجوم وأسرار، حفلة 9، وجوه في الزحمة، باب الخير، آندرجراوند، ماسبيرو وفضائيات.
أما مجلة البوابة الأسبوعية فكانت تصدر كل اثنين بغلاف ملون وصفحات داخلية 2 لون، وتتضمن التقارير والملفات الخاصة والتحقيقات والمقالات، والكوميكس، وتتضمن عدة أقسام منها: محطة مصر، وجهة نظر، وحي الخاطر، أيام لها تاريخ، المسكوت عنه، ست البنات، المحفظة، هرشة مخ، وأقسام الثقافة والرياضة والفن والجريمة.
ثانياً– منصات المواقع الإلكترونية
تمتلك البوابة ستة مواقع إلكترونية، تشير الأرقام التقديرية إلى أن إجمالي عدد زائريها شهريًا يصل إلى 14.75 مليون، ويقع موقع البوابة نيوز في المركز السادس ضمن أكثر المواقع التي يتابعها المصريون، فيما تخرج باقي المواقع التابعة للبوابة من قائمة الألف موقع الأكثر شعبية.
1- البوابة نيوز www.albawabhnews.com
بدأ الإصدار التجريبي لموقع "البوابة نيوز" في أغسطس 2012 لتنطلق فعليًا في مارس 2013، وقد تغير تبويب الموقع عدة مرات، إلا أنه تم إطلاقه بتصميم جديد في أكتوبر 2014، ويضم 24 قسمًا تشمل سياسة، أخبار، عالم، محافظات، حوادث وقضايا، تحقيقات، رياضة، فن، ثقافة، اقتصاد، منوعات، آراء حرة، فضائيات، بروفايل، تقارير، شركاء الوطن، تويتر وفيسبوك، حوارات، ملفات خاصة، قراءة في الصحف، الجمهورية بتاعتي، أندرجراوند، والبرلمان، سيارات، مملكة حواء، اتصالات وتكنولوجيا، حوارات، كما يخصص الموقع صفحة خاصة باسم "بارك البوابة" تجمع أخبار المنوعات والمرأة والفن، وكذلك صفحات خاصة للخدمات مثل الاستعلام عن المخالفات المرورية.
ويضم الموقع أقسام للمالتيميديا وتشمل تلفزيون البوابة للفيديوهات، وبالصور لألبومات الصور المتنوعة، بالإضافة لقسم الملفات التفاعلية، وتتضمن صفحته الرئيسية مساحة ثابتة لاستطلاعات الرأي وشريط للأخبار العاجلة وقوائم الأكثر تعليقًا والأحدث والأكثر قراءة.
ويتمتع كل موضوع على الموقع بسمات للتفاعل على مواقع التواصل الاجتماعي بإبداء الإعجاب أو المشاركة، مع إمكانية التعقيب عبر فيسبوك أو نظام التعليقات على الموقع، أو باستخدام خدمة Speakol للمناظرات الإلكترونية، والتي تصنف آراء المتابعين إلى موافق ورافض للموضوع مع إمكانية التعقيب المتبادل.
2 - البوابة الإنجليزية www.albawabaeg.com
موقع إخباري ناطق باللغة الإنجليزية وله اهتمام خاص بالحركات الإسلامية في مصر والعالم، حيث يخصص قسمين رئيسيين للإخوان المسلمين والحركات الجهادية، فيما تتناول باقي الأقسام أخبار مصر والعالم والاقتصاد والثقافة، إلى جانب أقسام الرأي والحوارات والفيديو.
وقد كان الموقع لدى انطلاقه في نهاية 2013 يضم أقسامًا عن الفنون والرياضة والمنوعات والآثار والسفر، إلا أنه تم إلغاء تلك الأقسام والاقتصار على تلك التي تتسق مع هدف الموقع في التركيز على الأحداث السياسية والأمنية، وتحديدَا ذات الصلة بمكافحة الإرهاب ونشاط الجماعات الإسلامية.
3– راديو البوابة www.albawabaradio.com
تتضمن الصفحة الرئيسية لموقع راديو البوابة مساحة للاستماع للبث أونلاين، والذي يقدم مجموعة من البرامج تشمل صباحك أحلى، كلام في الميديا، الظواهر المصرية، فيس وتشبيه، كورنر، المزيكا ونارها، وآدم.
ويبث راديو البوابة باستخدام منصة موقع Speaker ويتابعه قناته عليها 255 شخصًا وبلغت مرات تشغيله 44547.
4– بوابة الحركات الإسلامية www.islamist-movements.com
بوابة إلكترونية متخصصة تهتم برصد وتحليل ومتابعة قوى وحركات وأفكار الإسلام السياسي بمختلف تنوعاتها الدعوية، والإصلاحية والجهادية الراديكالية، السنية أو الشيعية، إلى جانب ملفات الاقليات والملل على مستوى العالمين العربي والإسلامي.
ويقدم الموقع التقارير والتحليلات التي تغطي دوائر اهتمامه في عدة أقسام تشمل نافذة على الأحداث، في مثل هذا اليوم، الصحافة اليوم، تنظيمات، تقارير وشهادات، حوارات، مقالات، شخصيات، عمليات إرهابية، ملفات خاصة، مذاهب وعقائد، مصطلحات، كتب ودراسات، غرائب الفتاوى، وثائق، وكذلك قسم الميديا للصور والفيديو.
ويخصص الموقع مساحة ثابتة بصفحته الرئيسة لاستطلاعات الرأي، كما يقدم خدمة التغذية الفورية RSS، ويتوافر بموضوعاته خاصية الروابط السياقية Intertextual links التي توفر روابط إضافية حول الكلمة أو المصطلح في صندوق يظهر بمجرد النقر عليها Light box.
5- البوابة وثائقية doc.albawabanews.com:
انطلق الموقع عام 2015 كموقع متخصص في عرض الأفلام القصيرة والتسجيلية، وتغطية الفعاليات التي تهتم بها، ونشر الموضوعات التي تتناول عروضها وقضايا إنتاجها وفنانينها، كما أنتج الموقع فيلمًا تسجيليًا باسم "التحدي" عن القوات المسلحة المصرية، وبرنامج باسم "المخرج" وهو عبارة عن مقابلات مع مخرجي الأفلام الوثائقية التي يعرضها الموقع.
ويضم الموقع تسعة أقسام رئيسة تشمل أفلام تسجيلية، أفلام روائية قصيرة، أفلام موبايل، أفلامنا، سينمائيات، أخبار، مهرجانات، بروفايل، ميديا، وهي الأقسام التي تنشر الفيديوهات الكاملة للأفلام، بالإضافة إلى الأخبار والتقارير والتغطيات الخاصة. ويتمتع الموقع بكافة السمات التفاعلية من التعقيب والمشاركة كما يوفر خدمة التغذية الفورية RSS.
ولا يقتصر نشاط البوابة وثائقية على حدود المنشور على موقعها، ولكنه يمتد إلى أنشطة سينمائية كتنظيم فعاليات لعرض الأفلام وكذلك التخطيط لتنظيم أسبوع للأفلام بالتعاون مع قصور الثقافة بالمحافظات المختلفة.
ثالثُا – منصات الموبايل
تقدم البوابة خدمة إخبارية واحدة للرسائل العاجلة لمشتركي شركات المحمول الثلاث، وهي خدمة عامة تصدر عن موقع البوابة نيوز. وفيما يتعلق بالتصفح عبر الموبايل، فمواقع البوابة لا تتمتع بتصميم ملائم للتصفح عبر الهواتف Mobile friendly websites باستثناء موقع البوابة نيوز الذي يتمتع بتصميم ملائم لأحجام العرض المختلفة Responsive design يتكيف مع مساحة العرض المستخدمة ومنها الموبايل mobile view.
وبالنسبة لتطبيقات الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية، فهناك ثلاث تطبيقات لنظام Androidلمواقع البوابة نيوز وبوابة الحركات الإسلامية وراديو البوابة، فيما لم تصدر البوابة تطبيقات ملائمة لأنظمة التشغيل الأخرى.
رابعًا– منصات الإعلام الاجتماعي
تمتلك البوابة 27 صفحة وحسابًا على مواقع الإعلام الاجتماعي، يتابعها نحو 755 ألف مستخدم، 93% منها على فيسبوك وحده، و5.7% على يوتيوب، و1.3% فقط على مواقع تويتر، جوجل بلس، ديلي موشن، ساوند كلاود، فين، وانستجرام.
ويبلغ إجمالي متابعي صفحات البوابة على فيسبوك حوالي 703 آلاف شخص، تستحوذ صفحة البوابة نيوز على 84% منهم، وصفحة فيديو البوابة على 8%، فيما تتراوح نسبة المستخدمين النشطين بين 1.3% كحد أدنى على البوابة وثائقية و12.7% كحد أقصى على صفحة ألوان البوابة للمنوعات.
وعلى يوتيوب، تمتلك البوابة 6 قنوات يتابعها 44 ألف شخص، وتشتمل على 7839 فيديو حققت مشاهدات بإجمالي 33.5 مليون مشاهدة، 97% مشاهدة منها لفيديوهات قناة فيديو البوابة وحدها، والتي يبلغ عدد فيديوهاتها 5277 فيديو.
خامسًا– التآزر بين المنصات
أظهرت عملية الرصد، وجود مجموعة من مظاهر التآزر بين موقع البوابة نيوز وجريدة البوابة، فيما يكاد ينعدم هذا التآزر بين المواقع الإلكترونية الأخرى والإصدار الورقي أو وبعضها البعض، ويمكن رصد آليات التآزر بمستويات منصات النشر المختلفة كالتالي:
1- التآزر الورقي – الرقمي:
أ) إضافة روابط المواقع الإلكترونية في المنصات المطبوعة:
- إضافة رابط موقع البوابة نيوز إلى جانب اسم جريدة البوابة بالصفحة الرئيسية، وفي أعلى كل الصفحات الداخلية.
- نشر رابط موقع البوابة نيوز في أعلى صفحة محتويات المجلة الداخلية، وأغلفة بعض الأقسام الداخلية مثل الثقافة والفن والرياضة.
ب) الأخبار الترويجية: ينشر موقع البوابة نيوز خبرًا يوميًا يتضمن أبرز عناوين العدد الورقي من الجريدة أو المجلة، كما يخصص الموقع أيقونة باسم رأس الصفحة باسم (الجريدة الورقية) تقود المستخدم لصفحة تجمع كافة هذه الأخبار.
جـ) المساحات الإعلانية: لا تنشر الجريدة أي مساحات إعلانية للإصدارات الرقمية ولكن يخصص موقع البوابة نيوز إعلانًا لغلاف المطبوع، وبالنقر عليه يقود القارئ لخبر عن أبرز عناوينه.
د) التنويه للمطبوع على صفحات التواصل الاجتماعي: تخصص حسابات موقع البوابة نيوز تحديثات للترويج لعناوين المجلة والجريدة، تتضمن الغلاف ورابطًا لخبر عن العدد.
هـ) التآزر الورقي – الورقي: تنشر الجريدة تنويهات لعدد المجلة الأسبوعي في الصفحة الأخيرة من أعداد الجريدة اليومية، تتضمن الغلاف وأهم العناوين، كما تحتوي المجلة مساحة إعلانية ثابتة للجريدة في باطن غلافها.
2- التآزر الرقمي – الرقمي:
أ) أزرار الإحالة: يتضمن رأس وذيل صفحات موقع البوابة نيوز أزرار إحالة لصفحات الموقع على شبكات التواصل الاجتماعي، وكذلك للمواقع التابعة لنفس العلامة التجارية. ولكن بالمقابل، تخلو مواقع البوابة الأخرى من إحالات مشابهة لتقتصر مظاهر التآزر بينها وبين صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي فقط.
ب) الربط بين المواقع الإلكترونية وصفحات التواصل الاجتماعي: لا توجد حسابات مشتركة بين مواقع البوابة، وإنما يتمتع كل موقع بحسابات اجتماعية يرتبط بها ويحيل إليها عبر أيقونات في رأس وذيل صفحاته، ومساحات لعرض تحديثاتها widgets، كما تقوم تلك الصفحات هي الأخرى بمشاركة موضوعاته وحث المستخدمين على التفاعل معها والولوج إليها.
جـ) مشاركة محتوى بوابة الحركات الإسلامية على موقع البوابة نيوز: لا يوجد قسم خاص بالإسلام السياسي في البوابة نيوز، وإنما يتم مشاركة عناوين بوابة الحركات الإسلامية في مساحة على الصفحة الرئيسية تحمل اسم (إسلام سياسي) وبالنقر عليها يتم إحالة المتصفح لقراءة هذه العناوين على موقع بوابة الحركات.
د) المساحات الإعلانية: يخصص موقع البوابة نيوز مساحات إعلانية للمواقع الأخرى التابعة لنفس العلامة التجارية، وخدمات الرسائل القصيرة، كما تتوافر تلك المساحات ببوابة الحركات الإسلامية ولكنها تغيب عن المواقع الأخرى، وكذلك عن صفحات التواصل الاجتماعي.
المحور الثاني- عمليات إنتاج المحتوى
تميل البوابة إلى نموذج الغرف الانعزالية في إدارة منصاتها الرقمية والمطبوعة التي تجمعها سياسة تحريرية واحدة ولكنها لكل منها هيكله الإداري ودورة عمله المستقلة وفرق عمله المنفصلة، فيما تتمتع فرق الفيديو والجرافيك والسوشيال ميديا باستقلالية إدارية عن الإصدارات التحريرية، حيث تمثل كل منها قسمًا مستقلاً لا يتبع القيادة التحريرية للوب أو المطبوع.
ويعزز هذه العزلة الإدارية، التباعد المكاني بين الإصدارات رغم وجودها في مبنى واحد، ولكنها لا تدار أو تشترك في غرفة أخبار واحدة، إذ يضم الدور الأول الأقسام التحريرية للجريدة اليومية والمجلة الأسبوعية، والدور الثاني أقسام التنفيذ والإخراج الفني، فيما يقع بالدور الثالث الموقع الإخباري، وفي الدور الثامن استديو ومكاتب البوابة وثائقية، واستديو راديو البوابة، والمالتيميديا (الفيديو والصور)، وقسم الجرافيك، فيما يضم الدور التاسع أقسام البوابة الإنجليزية والسوشيال ميديا وبوابة الحركات الإسلامية وقسم تكنولوجيا المعلومات، بما في ذلك قسم البرمجة المسؤول عن النظام التقني للموقع، وكذلك مسئول البوابة الثقافية، وهي مشروع لم يتم إطلاقه بعد.
ومن الناحية التقنية، تعمل المواقع الإلكترونية التابعة للبوابة وفق نظم لإدارة المحتوى تتشابه في شكلها، ولكنها تخزن في قواعد بيانات مختلفة وليس في قاعدة بيانات واحدة، بمعنى أنه تم استخدام نفس النظام لكل موقع دون ربطها بعضها ببعض في قاعدة بيانات واحدة تساعد على تحقيق تشارك موارد الصور والنصوص.
وبالنظر للهيكل التنظيمي للإصدارات التي تحمل العلامة التجارية للبوابة نجد أنها تجتمع معًا تحت رئيس تحرير واحد يجمع بين منصبه ورئاسة مجلس الإدارة، ويليه في التبعية الإدارية مجموعة من رؤساء التحرير التنفيذيين ومديري تحرير الإصدارات ومدير تحرير للمالتيميديا ومدير لتكنولوجيا المعلومات تتبعه وحدات السوشيال ميديا والجرافيك وتكنولوجيا المعلومات والبرمجة، بخلاف المدير العام الذي تتبعه إدارة المالية والموارد البشرية والقانونية والأمن والسكرتارية والخدمات المعاونة، ولا يباشر رئيس تحرير ورئيس مجلس إدارة المؤسسة مهام تنفيذية بقدر مباشرته تحديد السياسات التحريرية والإدارية العامة للمؤسسة، فيما يضطلع الرؤساء التنفيذيون للمنصات بتلك المهام في إطار من التنسيق المباشر معه، في استقلال تام بعضهم عن بعض.
وقد كان لإدارة المؤسسة محاولة لإدارة تلك المنصات بشكل اندماجي ولكنها لم تكتمل، لتضم المؤسسة أكثر من غرفة أخبار، يتمتع كل منها بأقسام أو فرق عمل يتفاوت حجمها حسب حجم الإصدار، ولكنها مستقلة بعضها عن بعض بشكل شبه كامل، سواء من حيث الهيراركية الإدارية أو دورة العمل وكذلك الوجود المكاني، ولكنها تشترك في قطاعات المالتيميديا والسوشيال ميديا والدعم الفني التي تخدم هذه الإصدارات بشكل جماعي.
المحور الثالث- اتجاهات التطوير وإشكالياته
شهدت البوابة نموًا سريعًا خلال العامين 2014 و2015، لتتمتع بعدد من منصات النشر الرقمية والورقية، بخلاف عدد من المراكز البحثية السياسية والأمنية والقانونية، والتي تتواجد معًا في مبنى ضخم يعكس قدرًا من الوفرة المادية القادرة على تمويل تلك المنصات. وفيما يتعلق باتجاهات التطوير داخل المؤسسة يمكن الوقوف على مجموعة من النقاط الرئيسية كالتالي:
§ التوسع في المنصات الرقمية، حيث تعتزم البوابة إطلاق بوابة ثقافية، تم الانتهاء بالفعل من مراحل تصميم واجهتها ووضع خطة تنفيذها، وهي بواية تعنى بالتوعية الثقافية بين مختلف القطاعات العمرية والجغرافية بمصر، وهو التوسع الرقمي الذي يمثل امتدادًا لمواقع البوابة الخمس السابقة، والتي تعكس في مجملها اهتمامًا بالنشر الرقمي وفي القلب منه الإنتاج متعدد الوسائط.
§ تنئشة كادر صحفي متعدد المهارات، حيث يتمتع الموقع الإلكتروني بفريق خاص يحمل اسم "المحررين الميدانيين" وهو يضم 11 صحفيًا بينهم 4 متدربين، يضطلعون بتغطية الأحداث بالنص والصوت والصورة ويتمتعون بإشراف مباشر من رئيس التحرير التنفيذي للموقع، كما قامت المؤسسة بتوفير كاميرات للمحررين الميدانيين Hand Camera وتدريبهم على التقاط الصور والفيديو (تدريب لمرة واحدة منذ نحو العام) ، وإلى جانب ذلك يقوم المحررون بتقديم الصور والفيديوهات ضمن عملهم كجزء من مهامهم الصحفية دون حوافز مادية نظير تلك الوسائط، إلا في حالات التميز والانفراد والتي لا ترتبط بتعدد الوسائط من عدمه، الأمر الذي يرسخ للعمل الصحفي متعدد المهام.
§ خطة للتدريب الشامل، وضعتها إدارة الموارد البشرية يحدد أولوياتها مسئولو الإصدارات المختلفة، وستتضمن دورات متنوعة يتم تنظيمها بقاعة مجهزة في الدور السابع، وهي التدريبات التي ستخضع لبرنامج منتظم يتجاوز مثالب فترة التأسيس التي لم يخضع فيها المحررون لأي تدريبات خاصة بشأن الكتابة للمواقع الإلكترونية أو معرفة قواعد كتابة العناوين والوسوم بما يجعل المادة الصحفية أكثر ملائمة لمحركات البحث SEO وإنما تعرفوا على ذلك بحكم العمل اليومي وتبادل الخبرات مع زملائهم الذين يمتلكون تلك المعارف، وهو ما لا يوفر تطويرًا منتظمًا في كفاءة المحررين ويخضع ذلك لقدراتهم الشخصية في ظل تطوير مهارات المحررين بدافع شخصي وليس بدافع إداري وتنظيمي يعي أهمية الاستثمار في الموارد البشرية.
*د. شريف درويش اللبان
وكيل كلية
الإعلام جامعة القاهرة
ورئيس وحدة
الدراسات الإعلامية بالمركز
العربي للبحوث والدراسات
*د. فاطمة الزهراء عبد الفتاح
دكتوراه في
تكنولوجيا الصحافة من كلية الإعلام جامعة القاهرة