دراسة حول الفاعلية: الشعارات السياسية لـ 25 يناير و30 يونيو على شبكات التواصل الاجتماعي
الأحد 03/أبريل/2016 - 11:13 ص
أ.د. شريف درويش اللبان سامح محمد الشريف
قدمت ثورة 25 يناير 2011 حالة نموذجية لظهور رأي عام متحرر، توافرت فيه شروط المجال العام، وتحولت ميادين الثورة إلى ساحات لنقاش ديمقراطي حقيقي ومشاركة جماهيرية واسعة وتعبير حر عن المواقف والاتجاهات المختلفة من خلال الحشد والتعبئة والتظاهر السلمي. وكان من أبرز مظاهر الثورة الشعارات التي انتشرت بالميادين العامة بأنحاء الجمهورية وفي الميادين الإلكترونية أيضًا، وعبّرت تلك الشعارات عن أهداف الثورة والحث على المشاركة فيها والرد على من يشكّكون في أهدافها ووسائلها.
فقد أظهرت هذه الأحداث ضعف التفسيرات التقليدية التي طالما قدمها الباحثون للشرق الأوسط وسياساته، من حيث استغراقهم في التركيز على فهم النخبة السياسية للمجتمع، في الوقت الذي أكد فيه الواقع الفعلي عدم جدوى هذا المنظور، وضرورة التركيز على الفهم السياسي الذي ينبع من القاع وليس من القمة.
كما أكد عديد من باحثي الخطاب السياسي أن كثيرًا من أشكال عدم المساواة الاجتماعية، كتلك القائمة على الجنس والطبقة والعرق، يتم تصويرها والمحافظة عليها وإضفاء الشرعية عليها بواسطة النص والحديث، لا سيّما من جانب الخطاب العام الذي تسيطر عليه النخبة الرمزية كالسياسيين والصحفيين والعلماء والكتّاب والبيروقراطيين.
وقد تجلّى الشعار كإحدى السمات المميزة لأحداث الخامس والعشرين من يناير، حيث هتف الشباب المصري في أول أيامها بشعار "الشعب يريد إسقاط النظام" ثم تتابعت نداءاتهم وشعاراتهم في لغة عربية سليمة.
وإذا كانت دراسة الشعار تسهم في توصيف العلاقات القائمة بين التركيبة الاجتماعية والتركيبة اللغوية لتحليل التغيرات المجتمعية؛ فقد أصبحت الشعارات سمة أساسية من سمات الحياة السياسية والاجتماعية في مصر منذ أحداث 25 يناير وتداعياتها، حيث وُظِّف الشعار للتعبير عن الرغبة في رحيل النظام السياسي والتركيبة الاجتماعية غير العادلة.
وقد ارتبط ظهور الشعار في الفهم السياسي العام بظهور الانتفاضة، فإذا كانت الانتفاضة انفجار نتيجة ضغوط سياسية أو اجتماعية؛ فالضغوط والانفجار يتطابقان مع حالة معيشية حادة، ومن ثم لا يُتَصَوّر انتفاضة بدون شعار، فالشعار يلعب في فترة زمنية معينة دور الدليل والمحرّض للجماهير، ومن هنا فإن الشعارات لها زمنها الخاص الذي تُطلَق فيه، وتُوجَه إلى غالبية الناس وليس إلى طبقة معينة منهم، في ظل ظروف نابعة من الممارسة الثورية.
ويعد الشعار من أهم وأبرز التكتيكات التقليدية المستخدمة في الصراعات السياسية والمظاهرات والاعتصامات، ويلعب دورًا رئيسيًا وحاسمًا في التظاهر، ويمثل المضمون السياسي للشعار أحد أهم مكوناته، والذي يلَخّص في كلمات قليلة وحالة عامة شاملة. كما يعد الشعار ترجمة مختصرة ومباشرة لمرحلة محددة أو هدف تكتيكي معين في إطار إستراتيجية الدعاية المستهدفة، فالشعار يصور الفكرة الدعائية المطلوبة ويعبر عنها بأقصى درجة من الفاعلية والوضوح والاختصار، فضلًا عن الموسيقى السمعية والبصرية التي تسمح بسهولة ترديده وتكراره وزيادة درجة تأثيره وتذكره.
وإذا كان العالم قد شهد في الثورة المصرية (السلمية) بقيادة شبابها دليل على أن التغيير لا يصاحبه العنف بالضرورة، حيث كانت فصائل المجتمع من مختلف الخلفيات الأيديولوجية جنبًا إلى جنب في السعي للديمقراطية ؛ فقد بدأت هذه الميزة النسبية في التلاشي مع الاستقطاب الذي اجتاح المجتمع بعد أشهر قليلة من إسقاط نظام مبارك وخلال الفترة الانتقالية، وبعد وصول جماعة الإخوان إلى البرلمان ثم الرئاسة، اتسع نطاق الاستقطاب السياسي في المجتمع بشكل أكبر.
وقد اختلفت البنية السياسية واللغوية للشعارات السياسية باختلاف الحالة السياسية، حيث بدأت بشعارات تنادي بالإصلاح على أساس التوحد الوطني، ثم تحولت إلى شعارات تعبّر عن توجهات سياسية وأيديولوجية مختلفة، ووصلت إلى قمة الاستقطاب الحاد مع تظاهرات 30 يونيو وعزل الرئيس المدعوم من جماعة الإخوان، ليشهد المجتمع المصري موجات من العنف المنظم، وكان الشعار السياسي شاهدًا على هذه الأحداث ومعبرًا عنها ووسيلة لتأريخها، عبر مواقع التوصل الاجتماعي التي وظّفت كوسيلة لنشر الشعارات السياسية.
فقد أظهرت هذه الأحداث ضعف التفسيرات التقليدية التي طالما قدمها الباحثون للشرق الأوسط وسياساته، من حيث استغراقهم في التركيز على فهم النخبة السياسية للمجتمع، في الوقت الذي أكد فيه الواقع الفعلي عدم جدوى هذا المنظور، وضرورة التركيز على الفهم السياسي الذي ينبع من القاع وليس من القمة.
كما أكد عديد من باحثي الخطاب السياسي أن كثيرًا من أشكال عدم المساواة الاجتماعية، كتلك القائمة على الجنس والطبقة والعرق، يتم تصويرها والمحافظة عليها وإضفاء الشرعية عليها بواسطة النص والحديث، لا سيّما من جانب الخطاب العام الذي تسيطر عليه النخبة الرمزية كالسياسيين والصحفيين والعلماء والكتّاب والبيروقراطيين.
وقد تجلّى الشعار كإحدى السمات المميزة لأحداث الخامس والعشرين من يناير، حيث هتف الشباب المصري في أول أيامها بشعار "الشعب يريد إسقاط النظام" ثم تتابعت نداءاتهم وشعاراتهم في لغة عربية سليمة.
وإذا كانت دراسة الشعار تسهم في توصيف العلاقات القائمة بين التركيبة الاجتماعية والتركيبة اللغوية لتحليل التغيرات المجتمعية؛ فقد أصبحت الشعارات سمة أساسية من سمات الحياة السياسية والاجتماعية في مصر منذ أحداث 25 يناير وتداعياتها، حيث وُظِّف الشعار للتعبير عن الرغبة في رحيل النظام السياسي والتركيبة الاجتماعية غير العادلة.
وقد ارتبط ظهور الشعار في الفهم السياسي العام بظهور الانتفاضة، فإذا كانت الانتفاضة انفجار نتيجة ضغوط سياسية أو اجتماعية؛ فالضغوط والانفجار يتطابقان مع حالة معيشية حادة، ومن ثم لا يُتَصَوّر انتفاضة بدون شعار، فالشعار يلعب في فترة زمنية معينة دور الدليل والمحرّض للجماهير، ومن هنا فإن الشعارات لها زمنها الخاص الذي تُطلَق فيه، وتُوجَه إلى غالبية الناس وليس إلى طبقة معينة منهم، في ظل ظروف نابعة من الممارسة الثورية.
ويعد الشعار من أهم وأبرز التكتيكات التقليدية المستخدمة في الصراعات السياسية والمظاهرات والاعتصامات، ويلعب دورًا رئيسيًا وحاسمًا في التظاهر، ويمثل المضمون السياسي للشعار أحد أهم مكوناته، والذي يلَخّص في كلمات قليلة وحالة عامة شاملة. كما يعد الشعار ترجمة مختصرة ومباشرة لمرحلة محددة أو هدف تكتيكي معين في إطار إستراتيجية الدعاية المستهدفة، فالشعار يصور الفكرة الدعائية المطلوبة ويعبر عنها بأقصى درجة من الفاعلية والوضوح والاختصار، فضلًا عن الموسيقى السمعية والبصرية التي تسمح بسهولة ترديده وتكراره وزيادة درجة تأثيره وتذكره.
وإذا كان العالم قد شهد في الثورة المصرية (السلمية) بقيادة شبابها دليل على أن التغيير لا يصاحبه العنف بالضرورة، حيث كانت فصائل المجتمع من مختلف الخلفيات الأيديولوجية جنبًا إلى جنب في السعي للديمقراطية ؛ فقد بدأت هذه الميزة النسبية في التلاشي مع الاستقطاب الذي اجتاح المجتمع بعد أشهر قليلة من إسقاط نظام مبارك وخلال الفترة الانتقالية، وبعد وصول جماعة الإخوان إلى البرلمان ثم الرئاسة، اتسع نطاق الاستقطاب السياسي في المجتمع بشكل أكبر.
وقد اختلفت البنية السياسية واللغوية للشعارات السياسية باختلاف الحالة السياسية، حيث بدأت بشعارات تنادي بالإصلاح على أساس التوحد الوطني، ثم تحولت إلى شعارات تعبّر عن توجهات سياسية وأيديولوجية مختلفة، ووصلت إلى قمة الاستقطاب الحاد مع تظاهرات 30 يونيو وعزل الرئيس المدعوم من جماعة الإخوان، ليشهد المجتمع المصري موجات من العنف المنظم، وكان الشعار السياسي شاهدًا على هذه الأحداث ومعبرًا عنها ووسيلة لتأريخها، عبر مواقع التوصل الاجتماعي التي وظّفت كوسيلة لنشر الشعارات السياسية.
يمثل المضمون السياسي للشعار أحد أهم مكوناته، والذي يلَخّص في كلمات قليلة حالة عامة شاملة. كما يعد ترجمة مختصرة ومباشرة لمرحلة أو هدف تكتيكي في إطار إستراتيجية الدعاية المستهدفة
أولًا: فاعلية الشعار السياسي
لقد سكّ الشباب المصري ما يمكن تسميته (لغة التحرير)، والتي اعتمدت على الشعار السياسي بشكل كبير بدءًا من (عيش ـ حرية ـ عدالة اجتماعية ـ كرامة إنسانية) ثم تطورت إلى (ارحل) و(الشعب يريد إسقاط النظام) وهي اللغة التي أسهمت في التعبير عن الأحداث.
وإذا كانت المطالب السياسية والاقتصادية والاجتماعية للجماهير المصرية هي الأسباب التي وضعت بذرة الثورة؛ فقد جاء الشعار ليجسّد هذه المطالب ويحث الجماهير على الانتقال من الاحتجاجات المتفرقة إلى الانتفاضة الجماهيرية التي أطاحت بنظام مبارك.
ولما كانت المفردات اللغوية ليست العامل التنبؤي للقيام بهذه الثورة؛ فإن هذه المفردات عندما تتحول إلى شعار يتم ترديده ونشره باستمرار تكون لها تأثيرات متعددة على الجمهور.
وقد اتجهت الشعارات السياسية لتنهل من التراث الشعبي من أمثال وحكم وأقوال تتراكم في الذاكرتين الفردية والجماعية، وتتداخل مكوناتها، وتتسرب دلالاتها إلى ذهن المتلقي وإلى ممارساته التعبيرية، ويأتي الاحتجاج والثورة لتحفِّز الفرد – في مكوناته الذاتية والاجتماعية – وتدفعه إلى إبداع نتاجات لغوية جديدة، تستند إلى الثقافة العامة بما تتضمنه من معارف ترتبط ارتباطًا عضويًا بثقافته الاجتماعية السائدة، وتعكس في آن واحد رؤيته لذاته، وللآخر المختلف، وللعالم من حوله.
وما يزيد من فاعلية الشعار السياسي وتأثيره على الجمهور، كونه تعبيرا مباشرا وموجزا يلخص أهداف الدعاية، ويمكن تكراره بيسر وسهولة في جميع الوسائل وبكل الطرق الممكنة، حتى يصبح أداة تمييز للجماعة السياسية أو الحزب أو الزعيم السياسي. ولم تكتف القوى السياسية بترويج الشعارات عبر مواقع الإعلام الاجتماعي؛ بل إن بعض هذه الشعارات بدأ يخصص له الشباب صفحات كاملة على وسائل التواصل.
وقد تطورت الشعارات بتطور الوضع السياسي المصري، الذي انتقل من حالة توافقية عامة إلى حالة من الصراع والاستقطاب السياسي بين مختلف القوى السياسية الفاعلة في المشهد، ومن ثم بدأت عملية ترويج الشعارات التي تعبر عن فكر كل تيار عبر الشبكات الاجتماعية التي أصبحت الميدان الرئيسي لوجود الجمهور. واستهدف كل تيار سياسي الوصول إلى الجماهير وإقناعها بصحة توجهاتها وأفكارها لكسب مزيد من الأنصار في ظل مناخ سياسي يتسم بالاختلاف الحاد والعنف والصراع.
ومع زيادة حدة الاستقطاب وتصاعد الحركات المناوئة لحكم جماعة الإخوان؛ ظهرت حركة (تمرد) التي دعت في البداية إلى إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، ثم تصاعدت مطالبها لإسقاط النظام، وهو ما استدعى الجماعة والأحزاب والحركات السياسية الداعمة لها أن تواجه ذلك، وفي ظل هذه الحالة وظّف كل جانب مجموعة من الشعارات المعبّرة عن توجهاته والمحفّزة لأنصاره للاستماتة في الدفاع عن موقفه، حتى حسم مشهد الثلاثين من يونيو 2013 وما تبعه الموقف، لكنه لم ينه حالة الاستقطاب.
ومن جانبها، لم تقم جماعة الإخوان بتهدئة الشباب الثائر والذي عبّر عن الشعارات التي تجسّد الظرف السياسي الذي يمر به، فقام بإنتاج العديد من الشعارات التي تحض على العنف مثل (كل ما عدا الرصاص فهو سلمي)، و(السلمية المبدعة) و(تقرّب إلى الله بقتلهم) وغيرها من الشعارات. وعلى الجانب الآخر، قامت الحركات والجماعات المؤيدة لعزل الرئيس، والمعارضة لجماعة الإخوان، بتوظيف الشعار السياسي لمواجهة الجماعة وحشد وتعبئة الجماهير لدعم السلطة السياسية الانتقالية وتنفيذ مراحل خارطة المستقبل، فيما أطلق عليه (حرب الشعارات).
وقد تنوعت مرجعيّات البحوث التي تصدت لدراسة هذه الشعارات، ما بين دراسات تهتم بالتحليل السياسي للشعار، ودراسات ثانية تهتم بالتحليل اللغوي للشعار، ودراسات ثالثة تهتم بالتحليل الإعلامي للشعار. قد أظهرت الدراسات والبحوث السابقة قلة في الدراسات والبحوث الإعلامية التي انصب كامل اهتمامها على تحليل الشعارات السياسية التي تقدمها هذه المواقع وعلاقتها باتجاهات الجمهور في الأحداث التي مرت بها الدولة المصرية منذ يناير2011 وحتى الآن. وفي ظل أهمية هذه الشعارات وضرورة تحليل ما تحمله من مضامين ودلالات كامنة ووسائل تأطير داخل بنية المواقع الاجتماعية وتأثيراتها على الجمهور؛تحددت مشكلة الدراسة في رصد وتحليل الشعارات السياسية في المواقع الاجتماعية والمضامين التي تحملها وكيفية تأطير هذه الشعارات ووسائل تقديمها في ضوء فروض نظرية التأطير.
لقد سكّ الشباب المصري ما يمكن تسميته (لغة التحرير)، والتي اعتمدت على الشعار السياسي بشكل كبير بدءًا من (عيش ـ حرية ـ عدالة اجتماعية ـ كرامة إنسانية) ثم تطورت إلى (ارحل) و(الشعب يريد إسقاط النظام) وهي اللغة التي أسهمت في التعبير عن الأحداث.
وإذا كانت المطالب السياسية والاقتصادية والاجتماعية للجماهير المصرية هي الأسباب التي وضعت بذرة الثورة؛ فقد جاء الشعار ليجسّد هذه المطالب ويحث الجماهير على الانتقال من الاحتجاجات المتفرقة إلى الانتفاضة الجماهيرية التي أطاحت بنظام مبارك.
ولما كانت المفردات اللغوية ليست العامل التنبؤي للقيام بهذه الثورة؛ فإن هذه المفردات عندما تتحول إلى شعار يتم ترديده ونشره باستمرار تكون لها تأثيرات متعددة على الجمهور.
وقد اتجهت الشعارات السياسية لتنهل من التراث الشعبي من أمثال وحكم وأقوال تتراكم في الذاكرتين الفردية والجماعية، وتتداخل مكوناتها، وتتسرب دلالاتها إلى ذهن المتلقي وإلى ممارساته التعبيرية، ويأتي الاحتجاج والثورة لتحفِّز الفرد – في مكوناته الذاتية والاجتماعية – وتدفعه إلى إبداع نتاجات لغوية جديدة، تستند إلى الثقافة العامة بما تتضمنه من معارف ترتبط ارتباطًا عضويًا بثقافته الاجتماعية السائدة، وتعكس في آن واحد رؤيته لذاته، وللآخر المختلف، وللعالم من حوله.
وما يزيد من فاعلية الشعار السياسي وتأثيره على الجمهور، كونه تعبيرا مباشرا وموجزا يلخص أهداف الدعاية، ويمكن تكراره بيسر وسهولة في جميع الوسائل وبكل الطرق الممكنة، حتى يصبح أداة تمييز للجماعة السياسية أو الحزب أو الزعيم السياسي. ولم تكتف القوى السياسية بترويج الشعارات عبر مواقع الإعلام الاجتماعي؛ بل إن بعض هذه الشعارات بدأ يخصص له الشباب صفحات كاملة على وسائل التواصل.
وقد تطورت الشعارات بتطور الوضع السياسي المصري، الذي انتقل من حالة توافقية عامة إلى حالة من الصراع والاستقطاب السياسي بين مختلف القوى السياسية الفاعلة في المشهد، ومن ثم بدأت عملية ترويج الشعارات التي تعبر عن فكر كل تيار عبر الشبكات الاجتماعية التي أصبحت الميدان الرئيسي لوجود الجمهور. واستهدف كل تيار سياسي الوصول إلى الجماهير وإقناعها بصحة توجهاتها وأفكارها لكسب مزيد من الأنصار في ظل مناخ سياسي يتسم بالاختلاف الحاد والعنف والصراع.
ومع زيادة حدة الاستقطاب وتصاعد الحركات المناوئة لحكم جماعة الإخوان؛ ظهرت حركة (تمرد) التي دعت في البداية إلى إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، ثم تصاعدت مطالبها لإسقاط النظام، وهو ما استدعى الجماعة والأحزاب والحركات السياسية الداعمة لها أن تواجه ذلك، وفي ظل هذه الحالة وظّف كل جانب مجموعة من الشعارات المعبّرة عن توجهاته والمحفّزة لأنصاره للاستماتة في الدفاع عن موقفه، حتى حسم مشهد الثلاثين من يونيو 2013 وما تبعه الموقف، لكنه لم ينه حالة الاستقطاب.
ومن جانبها، لم تقم جماعة الإخوان بتهدئة الشباب الثائر والذي عبّر عن الشعارات التي تجسّد الظرف السياسي الذي يمر به، فقام بإنتاج العديد من الشعارات التي تحض على العنف مثل (كل ما عدا الرصاص فهو سلمي)، و(السلمية المبدعة) و(تقرّب إلى الله بقتلهم) وغيرها من الشعارات. وعلى الجانب الآخر، قامت الحركات والجماعات المؤيدة لعزل الرئيس، والمعارضة لجماعة الإخوان، بتوظيف الشعار السياسي لمواجهة الجماعة وحشد وتعبئة الجماهير لدعم السلطة السياسية الانتقالية وتنفيذ مراحل خارطة المستقبل، فيما أطلق عليه (حرب الشعارات).
وقد تنوعت مرجعيّات البحوث التي تصدت لدراسة هذه الشعارات، ما بين دراسات تهتم بالتحليل السياسي للشعار، ودراسات ثانية تهتم بالتحليل اللغوي للشعار، ودراسات ثالثة تهتم بالتحليل الإعلامي للشعار. قد أظهرت الدراسات والبحوث السابقة قلة في الدراسات والبحوث الإعلامية التي انصب كامل اهتمامها على تحليل الشعارات السياسية التي تقدمها هذه المواقع وعلاقتها باتجاهات الجمهور في الأحداث التي مرت بها الدولة المصرية منذ يناير2011 وحتى الآن. وفي ظل أهمية هذه الشعارات وضرورة تحليل ما تحمله من مضامين ودلالات كامنة ووسائل تأطير داخل بنية المواقع الاجتماعية وتأثيراتها على الجمهور؛تحددت مشكلة الدراسة في رصد وتحليل الشعارات السياسية في المواقع الاجتماعية والمضامين التي تحملها وكيفية تأطير هذه الشعارات ووسائل تقديمها في ضوء فروض نظرية التأطير.
اتجهت الشعارات لتنهل من التراث الشعبي من أمثال وحكم وأقوال تتراكم في الذاكرتين الفردية والجماعية، وتتداخل مكوناتها، وتتسرب دلالاتها إلى ذهن المتلقي وإلى ممارساته التعبيرية
ثانيًا: أهمية دراسة الشعارات
على المستوى المجتمعي، يشهد المجتمع المصري في الآونة الأخيرة حالة من الاستقطاب الحاد بين التيارات السياسية المختلفة على مختلف المستويات، وتم توظيف وسائل الإعلام وخاصة الوسائل الجديدة في هذا الصراع، حيث أصبحت الساحات الإلكترونية ميدانًا للصراع بين مختلف التيارات السياسية والفكرية، وتُرجِمت هذه الصراعات في شكل مجموعة من الشعارات السياسية التي تعبر عن توجهات كل تيار، وكان من الضروري دراسة هذه الشعارات حتى يسهل فهم طبيعة الصراع السياسي ودور الإعلام الاجتماعي بداخله والسيطرة عليه حتى لا يتطور لمستويات أكثر خطورة على المجتمع.
وعلى المستوى الأكاديمي، تضيف الدراسة الحالية رصيدًا معرفيًا حول وسائل الإعلام الجديدة المتمثلة في الشبكات الاجتماعية، التي أصبحت مجالًا عامًا يعبر من خلاله كافة أطراف وتيارات المجتمع عن توجهاتهم بحرية دون رقابة من جانب أية جهة رسمية أو غير رسمية، وأصبحت هذه الوسائل ساحة للشعارات السياسية التي وُظِفت فيها التقنيات الحديثة لخدمة أهداف كل طرف سياسي وخاصة في ظل قلة الدراسات العربية التي تناولت تحليل ظاهرة الشعارات السياسية في الساحات الإلكترونية.
واستهدفت الدراسة رصد وتحليل وتفسير خطاب الشعارات السياسية في المواقع الاجتماعية، وتحديد أساليب تأطير الشعارات السياسية في المواقع الاجتماعية، والكشف عن طبيعة التوجهات السياسية والفكرية التي تعبر عنها الشعارات السياسية، ورصد وتحليل طبيعة ونوع الأطر المرجعية للشعارات السياسية في المواقع الاجتماعية، وتحليل وتفسير النمط والدور الأيديولوجي الذي يمارسه الشعار السياسي في المواقع الاجتماعية.
وتُعد هذه الدراسة من البحوث الوصفية ذات البعد التحليلي وتستهدف هذه الدراسة رصد وتحليل وتفسير الشعارات السياسية المقدمة في المواقع الاجتماعية. وتعتمد الدراسة على منهج المسح بهدف الرصد العلمي للشعارات السياسية في الساحات الإلكترونية من خلال مسح لخطاب الشعارات السياسية المقدمة في المواقع الاجتماعية.
وقد تشكلت عينة الدراسة من خلال ثلاثة محاور، أولها العينة الموضوعية، والتي تمثلت في حدثين الأول هو الخامس والعشرين من يناير وتداعياته، والثاني هو الثلاثين من يونيو وتداعياته، وقد تم اختيار الحدثين لأنهما حدثان فارقان في تاريخ مصر بالنظر لدور كل حدث في إزاحة الرئيس ونُخبته وتغيير الوضع السياسي والاقتصادي للدولة، والعلاقة الوثيقة التي ربطت بين الحدثين ووسائل الإعلام الاجتماعية.
أما المحور الثاني فهو العينة المكانية، ويقصد بها عينة المواقع الاجتماعية التي تم تحليلها، وقد اعتمد التحليل على الموقعين الاجتماعيين (فيسبوك Facebook - تويترTwiter) لأن هذين الموقعين من أكثر المواقع الاجتماعية انتشارًا في مصر، وكانا مصدران رئيسان لعملية إنتاج ونشر ومتابعة الشعارات السياسية للحدثين موضعي التحليل. وقد تم اختيار الصفحات أو المجموعات على كل من فيس بوك وتويتر لكل حدث على حدة بناءً على عدة معايير مجتمعة، أولها الارتباط الوثيق بالحدث عينة الدراسة من حيث المضمون وتقديم الشعار السياسي، وثانيها عدد متابعي الصفحة أو المشتركين بالمجموعة.
أما المحور الثالث فكان العينة الزمنية، والعينة الزمنية لهذه الدراسة تتحدد في الفترة من بداية الدعوات للاحتجاج والتي سبقت يوم 25 يناير 2011 بعدة أيام ومثّلت التمهيد للأحداث مرورًا بالمرحلة الانتقالية وحتى تم انتخاب أول رئيس منتخب للجمهورية بعد 2011 وذلك في 30 يونيو 2012، أما أحداث الثلاثين من يونيو، فقد بدأت تحليل شعاراتها منذ بداية تفعيل وتحريك الدعوة للاحتجاج والتي سبقت 30 يونيو 2013 بأيام ومثّلت أيضًا الزخم والتعبئة للمشاركة مرورًا بالمرحلة الانتقالية وحتى انتخاب ثاني رئيس منتخب للجمهورية في 8 يونيو 2014.
وقد أسفر تحليل الشعارات السياسية في الموقعين الاجتماعيين عينة الدراسة للحدثين موضعي التحليل عن ظهور عدد (3000) ثلاثة آلاف شعار سياسي، نشروا بتكرار عبر الصفحات والمجموعات وداخل الصفحة أو المجموعة الواحدة، توزّعت هذه الشعارات بين (1200) شعار سياسي في أحداث الخامس والعشرين من يناير بنسبة (40%) من جملة الشعارات السياسية موضع التحليل، وعدد (1800) شعار سياسي في أحداث الثلاثين من يونيو بنسبة (60%).
وقد توزعت الشعارات السياسية التي تم تحليلها على الموقعين موضع التحليل على النحو التالي: (2200) شعار سياسي في فيس بوك Facebook بما نسبته (73%) من جملة الشعارات السياسية عينة الدراسة و(800) شعار سياسي في موقع تويترTwiter بما نسبته (27%) من هذه الشعارات، وهو ما يكشف تفوق فيس بوك على تويتر في عملية إنتاج ونشر الشعارات السياسية انطلاقًا من جماهيريته وارتفاع أعداد متابعيه والنشاطين على صفحاته ومجموعاته على عكس موقع تويتر النخبوي الذي تقل شعبيته في مصر عن فيس بوك.وقد توزّعت على الحدثين موضعي التحليل كالتالي: (950) شعارا سياسيا في أحداث الخامس والعشرين من يناير بنسبة (43%) من جملة الشعارات التي وردت في فيس بوك، و(1250) في أحداث الثلاثين من يونيو بنسبة 57% من جملة الشعارات التي وردت في فيس بوك، (250) شعارا سياسيا في أحداث الخامس والعشرين من يناير بنسبة (31%) من جملة الشعارات التي وردت في تويتر و(550) شعارا سياسيا في أحداث الثلاثين من يونيو بنسبة (69%) من جملة الشعارات التي وردت في تويتر.
واعتمدت الدراسة على استخدام أساليب تحليل الخطاب لدى فان دايك Van Dijk، حيث أوضح دايك أن التحليل النقدي للخطاب (CDS)Critical Discource Analysis ليس منهجًا لتحليل الخطاب، كما يعتقد الكثير، خاصة في العلوم الاجتماعية، فهو يمكن أن يستخدم مع عدد من المنهجيات. بل يمثّل التحليل النقدي للخطاب مجالًا من مجالات الممارسات العلمية وفرعًا من فروع المعرفة يمكن توظيفه مع العديد من العلوم الإنسانية والاجتماعية، ولهذا لا وجود لتحليل خطاب واحد كمنهج وإنما يوجد تحليل اجتماعي أو تحليل إدراكي، ويمكن استخدام التحليل النقدي للخطاب مع مناهج عدة وفقًا لهدف البحث وطبيعة البيانات الخاضعة للتحليل واهتمامات الباحث وغيرها من السياقات المرتبطة بالبحث.
على المستوى المجتمعي، يشهد المجتمع المصري في الآونة الأخيرة حالة من الاستقطاب الحاد بين التيارات السياسية المختلفة على مختلف المستويات، وتم توظيف وسائل الإعلام وخاصة الوسائل الجديدة في هذا الصراع، حيث أصبحت الساحات الإلكترونية ميدانًا للصراع بين مختلف التيارات السياسية والفكرية، وتُرجِمت هذه الصراعات في شكل مجموعة من الشعارات السياسية التي تعبر عن توجهات كل تيار، وكان من الضروري دراسة هذه الشعارات حتى يسهل فهم طبيعة الصراع السياسي ودور الإعلام الاجتماعي بداخله والسيطرة عليه حتى لا يتطور لمستويات أكثر خطورة على المجتمع.
وعلى المستوى الأكاديمي، تضيف الدراسة الحالية رصيدًا معرفيًا حول وسائل الإعلام الجديدة المتمثلة في الشبكات الاجتماعية، التي أصبحت مجالًا عامًا يعبر من خلاله كافة أطراف وتيارات المجتمع عن توجهاتهم بحرية دون رقابة من جانب أية جهة رسمية أو غير رسمية، وأصبحت هذه الوسائل ساحة للشعارات السياسية التي وُظِفت فيها التقنيات الحديثة لخدمة أهداف كل طرف سياسي وخاصة في ظل قلة الدراسات العربية التي تناولت تحليل ظاهرة الشعارات السياسية في الساحات الإلكترونية.
واستهدفت الدراسة رصد وتحليل وتفسير خطاب الشعارات السياسية في المواقع الاجتماعية، وتحديد أساليب تأطير الشعارات السياسية في المواقع الاجتماعية، والكشف عن طبيعة التوجهات السياسية والفكرية التي تعبر عنها الشعارات السياسية، ورصد وتحليل طبيعة ونوع الأطر المرجعية للشعارات السياسية في المواقع الاجتماعية، وتحليل وتفسير النمط والدور الأيديولوجي الذي يمارسه الشعار السياسي في المواقع الاجتماعية.
وتُعد هذه الدراسة من البحوث الوصفية ذات البعد التحليلي وتستهدف هذه الدراسة رصد وتحليل وتفسير الشعارات السياسية المقدمة في المواقع الاجتماعية. وتعتمد الدراسة على منهج المسح بهدف الرصد العلمي للشعارات السياسية في الساحات الإلكترونية من خلال مسح لخطاب الشعارات السياسية المقدمة في المواقع الاجتماعية.
وقد تشكلت عينة الدراسة من خلال ثلاثة محاور، أولها العينة الموضوعية، والتي تمثلت في حدثين الأول هو الخامس والعشرين من يناير وتداعياته، والثاني هو الثلاثين من يونيو وتداعياته، وقد تم اختيار الحدثين لأنهما حدثان فارقان في تاريخ مصر بالنظر لدور كل حدث في إزاحة الرئيس ونُخبته وتغيير الوضع السياسي والاقتصادي للدولة، والعلاقة الوثيقة التي ربطت بين الحدثين ووسائل الإعلام الاجتماعية.
أما المحور الثاني فهو العينة المكانية، ويقصد بها عينة المواقع الاجتماعية التي تم تحليلها، وقد اعتمد التحليل على الموقعين الاجتماعيين (فيسبوك Facebook - تويترTwiter) لأن هذين الموقعين من أكثر المواقع الاجتماعية انتشارًا في مصر، وكانا مصدران رئيسان لعملية إنتاج ونشر ومتابعة الشعارات السياسية للحدثين موضعي التحليل. وقد تم اختيار الصفحات أو المجموعات على كل من فيس بوك وتويتر لكل حدث على حدة بناءً على عدة معايير مجتمعة، أولها الارتباط الوثيق بالحدث عينة الدراسة من حيث المضمون وتقديم الشعار السياسي، وثانيها عدد متابعي الصفحة أو المشتركين بالمجموعة.
أما المحور الثالث فكان العينة الزمنية، والعينة الزمنية لهذه الدراسة تتحدد في الفترة من بداية الدعوات للاحتجاج والتي سبقت يوم 25 يناير 2011 بعدة أيام ومثّلت التمهيد للأحداث مرورًا بالمرحلة الانتقالية وحتى تم انتخاب أول رئيس منتخب للجمهورية بعد 2011 وذلك في 30 يونيو 2012، أما أحداث الثلاثين من يونيو، فقد بدأت تحليل شعاراتها منذ بداية تفعيل وتحريك الدعوة للاحتجاج والتي سبقت 30 يونيو 2013 بأيام ومثّلت أيضًا الزخم والتعبئة للمشاركة مرورًا بالمرحلة الانتقالية وحتى انتخاب ثاني رئيس منتخب للجمهورية في 8 يونيو 2014.
وقد أسفر تحليل الشعارات السياسية في الموقعين الاجتماعيين عينة الدراسة للحدثين موضعي التحليل عن ظهور عدد (3000) ثلاثة آلاف شعار سياسي، نشروا بتكرار عبر الصفحات والمجموعات وداخل الصفحة أو المجموعة الواحدة، توزّعت هذه الشعارات بين (1200) شعار سياسي في أحداث الخامس والعشرين من يناير بنسبة (40%) من جملة الشعارات السياسية موضع التحليل، وعدد (1800) شعار سياسي في أحداث الثلاثين من يونيو بنسبة (60%).
وقد توزعت الشعارات السياسية التي تم تحليلها على الموقعين موضع التحليل على النحو التالي: (2200) شعار سياسي في فيس بوك Facebook بما نسبته (73%) من جملة الشعارات السياسية عينة الدراسة و(800) شعار سياسي في موقع تويترTwiter بما نسبته (27%) من هذه الشعارات، وهو ما يكشف تفوق فيس بوك على تويتر في عملية إنتاج ونشر الشعارات السياسية انطلاقًا من جماهيريته وارتفاع أعداد متابعيه والنشاطين على صفحاته ومجموعاته على عكس موقع تويتر النخبوي الذي تقل شعبيته في مصر عن فيس بوك.وقد توزّعت على الحدثين موضعي التحليل كالتالي: (950) شعارا سياسيا في أحداث الخامس والعشرين من يناير بنسبة (43%) من جملة الشعارات التي وردت في فيس بوك، و(1250) في أحداث الثلاثين من يونيو بنسبة 57% من جملة الشعارات التي وردت في فيس بوك، (250) شعارا سياسيا في أحداث الخامس والعشرين من يناير بنسبة (31%) من جملة الشعارات التي وردت في تويتر و(550) شعارا سياسيا في أحداث الثلاثين من يونيو بنسبة (69%) من جملة الشعارات التي وردت في تويتر.
واعتمدت الدراسة على استخدام أساليب تحليل الخطاب لدى فان دايك Van Dijk، حيث أوضح دايك أن التحليل النقدي للخطاب (CDS)Critical Discource Analysis ليس منهجًا لتحليل الخطاب، كما يعتقد الكثير، خاصة في العلوم الاجتماعية، فهو يمكن أن يستخدم مع عدد من المنهجيات. بل يمثّل التحليل النقدي للخطاب مجالًا من مجالات الممارسات العلمية وفرعًا من فروع المعرفة يمكن توظيفه مع العديد من العلوم الإنسانية والاجتماعية، ولهذا لا وجود لتحليل خطاب واحد كمنهج وإنما يوجد تحليل اجتماعي أو تحليل إدراكي، ويمكن استخدام التحليل النقدي للخطاب مع مناهج عدة وفقًا لهدف البحث وطبيعة البيانات الخاضعة للتحليل واهتمامات الباحث وغيرها من السياقات المرتبطة بالبحث.
تميزت أحداث 30 يونيو 2013 عن سابقتها بالتخطيط والتنظيم في بنية مصادر الشعار السياسي
ثالثًا: قراءة في شعارات ثورتي 25 يناير و 30 يونيو
أوضحت النتائج تميز الأشكال الفنية للشعارات السياسية المقدمة في المواقع الاجتماعية في الثلاثين من يونيو عن الأشكال الفنية للشعارات السياسية في الخامس والعشرين من يناير، ففي حين جاء النص فقط في صدارة الأشكال الفنية للشعار في الخامس والعشرين من يناير، جاء في صدارة الأشكال الفنية للشعار في الثلاثين من يونيو النص المصحوب بصورة، مع تراجع الأشكال الفنية الأخرى للشعار مثل النص المصحوب بفيديو والنص المصحوب برمز. ورغم أن عملية إنتاج ونشر الشعار عبر المواقع الاجتماعية ظاهرة جديدة على المجتمع المصري وجاءت متزامنة مع 25 يناير 2011؛ فإن الإمكانات التفاعلية للمواقع الاجتماعية والمتاحة للجمهور لكي يستخدمها بسهولة ويسر يجعلان تراجع الأشكال الفنية وفقرها النسبي أمرًا سلبيًا، إلا أن ما يبرره أنها كانت التجربة الثورية الأولى التي توظّف فيها الشعارات السياسية في المواقع الاجتماعية، مع توجيه جل الاهتمام لنشر وترويج الشعار ذاته، ولكن مع عمق التجربة وزيادة الخبرات في عملية إنتاج الشعار من جهة، ومع أحداث الثلاثين من يونيو وما بعدها والتي اتسمت بالعنف والعنف المضاد، والذي تم توثيقه وإبرازه وتأطيره كسمة أساسية للأحداث، زاد الاهتمام بتوظيف الصورة المصاحبة للشعار.
واتساقًا مع النتيجة السابقة؛ أوضحت النتائج وجود فقر نسبي في الاستعانة بالوسائط المتعددة في الشعارات السياسية في 25 يناير 2011، فقد تراجع استخدام الروابط الفائقة في الشعارات السياسية رغم أهميتها الكبيرة في تقديم معلومات تفصيلية عن موضوع الشعار وخلفياته، مع خلو الشعارات من النصوص الفائقة سواء في 25 يناير 2011 أو 30 يونيو 2013، رغم أن الأخيرة اتسمت باستخدام الوسائط المتعددة بشكل أعلى نسبيًا من أحداث الخامس والعشرين من يناير.
كما تميزت أحداث 30 يونيو 2013 عن سابقتها بالتخطيط والتنظيم في بنية مصادر الشعار السياسي، ففي حين كان أدمن الصفحة المصدر الأساسي للشعار في يناير متفوقًا بفارق نسبي ضئيل على تعليقات المشاركين والمرفقات؛ لوحظ زيادة نسبة الأدمن كمصدر للشعار في يونيو مع ارتفاع نسبة الروابط المرفقة المتضمنة للشعارات، مما يوضح ارتفاع سيطرة أدمن الصفحة كمٌنتج للشعار، وبذلك اتسمت 30 يونيو بالتنظيم والترتيب والتخطيط أكثر من المشاركة الجماهيرية العفوية التي كانت مرتفعة في يناير.
وقبل الإشارة للنتائج الخاصة بمضمون الشعار السياسي؛ تشير النتائج الخاصة بالجوانب الشكلية للشعار السياسي في المواقع الاجتماعية إلى نتيجة لافتة تتعلق بوجود تنظيمات سياسية متماسكة تقف وراء إنتاج الشعار السياسي لأحداث يونيو، حيث كان إنتاج الشعار السياسي مخططًا، وهو ما ترجم في تنوع المصادر وتوفر الأشكال التفاعلية لتوصيل الرسالة السياسية التي يتضمنها الشعار بشكل فني أفضل يجذب الانتباه ويساعد على تحقيق أهداف الحشد السياسي وتشكيل اتجاهات مؤيدة، وعلى الجانب المقابل لوحظ قلة نسبة التخطيط والتنظيم في عملية إنتاج الشعار السياسي في يناير.
ورغم غلبة اللغة العربية الفصحى على اللهجة العامية المصرية في لغة الشعارات السياسية في كل من يناير ويونيو؛ فإنه لوحظ ارتفاع نسبة استخدام اللغة العربية الفصيحة في 25 يناير 2011 عنها في 30 يونيو 2013، رغم أن التجربة الثانية عليها أن تحقق تفوقًا لغويًا على التجربة الأولى، فإن المعيار السياسي في 30 يونيو تغلب على المعيار اللغوي، فجاء استخدام اللهجة العامية المصرية متزايدًا لحشد أكبر عدد ممكن من الجماهير وخاصة من البسطاء، الذين قد لا ينسجمون مع استخدام كلمات عربية فصيحة قد لا يفهمون مقاصدها ودلالاتها.
وما يؤكد أن استخدام الأساليب اللغوية يعد هادفًا ومقصودًا لتوصيل الرسالة السياسية وليس مجرد أسلوب لغوي مستخدم بعيدًا عن السياق السياسي والاجتماعي، غلبة أسلوب التقرير على الأساليب اللغوية لشعارات يناير، مقابل غلبة أسلوب الأمر على الأساليب اللغوية لشعارات يونيو، ففي حين كانت المطالب في يناير عامة وتعبر عن الوعي الجمعي المصري؛ كانت المطالب في يونيو تعبر عن توجهات سياسية وفكرية، كما زادت مساحة المطالب السياسية على المطالب الاقتصادية في يونيو.
وبالتبعية، فإن الأساليب البلاغية هي الأخرى إحدى الأدوات التي اعتمدت عليها القوى السياسية في توصيل الرسالة السياسية وإقناع الجمهور بها، فضلًا عن تميز الشعار السياسي بالأساليب اللغوية من الناحية النظرية، ولهذا كان السجع سمة أساسية في الشعار السياسي في كل من يناير ويونيو، وذلك بهدف جذب الانتباه وسهولة انتشار الشعار وترديده بين الناس وزيادة تأثيره.
وقد تنوعت أجندة القضايا التي تضمنتها ودعت إليها الشعارات السياسية في المواقع الاجتماعية، سواء في الخامس والعشرين من يناير أو في الثلاثين من يونيو، ما بين قضايا سياسية واقتصادية واجتماعية، وجاءت نابعة من الظرف السياسي الطارئ الذي فرض هذه القضايا على اهتمامات الشعارات السياسية.
وقد انتشرت القضايا المجردة في شعارات الخامس والعشرين من يناير بشكل ملحوظ، ودعت إلى أفكار نادت بها الكثير من قوي المجتمع المصري لسنوات مثل الإصلاح والحرية والعدالة الاجتماعية والهوية والوحدة الوطنية والكرامة الإنسانية، مع ظهور لعدد من القضايا الملموسة والتي تتعلق بتفاصيل حياة المواطن المصري وآليات تحقيقها، وجاء في صدارة هذه الآليات إسقاط النظام، أما قضايا شعارات الثلاثين من يونيو فغلب عليها أكثر القضايا الملموسة والإجرائية كرفض عزل الرئيس المنتخب ورفض الحكم العسكري وحقوق الشهداء والاستفتاء على الدستور والانتخابات الرئاسية.
ونظرًا لتنوع القضايا التي ركزت عليها الشعارات السياسية؛ فقد تنوعت الطروحات التي قدمتها هذه الشعارات ما بين طروحات سياسية واقتصادية واجتماعية وأيديولوجية ودينية، وإذا كانت الأيديولوجية حاضرة بقوة في الشعار السياسي؛ فقد حُمِّلَت تلك الطروحات بالعديد من التوجهات الفكرية والسياسية لأصحاب هذه الشعارات وتعبيرًا عن مصالحهم، وقد انقسمت هذه الطروحات ما بين طروحات تعبّر عن توجه فكري ثابت لا يتغير، وطروحات تعبّر عن مواقف مرحلية تختلف من فترة لأخرى باختلاف السياق السياسي، مع غلبة النوع الأخير من الطروحات، سواء في الخامس والعشرين من يناير أو في الثلاثين من يونيو.
وتأكيدًا لميل الطروحات المقدمة في الشعارات السياسية لنوعية الطروحات ذات الطابع المرحلي المتفق مع الظرف السياسي؛ فقد دعت طروحات يناير إلى تأكيد فساد نظام مبارك وضرورة تغييره، وأن الجيش المصري حامي الثورة وجزء من الشعب، ومسئولية نظام مبارك عن دماء الشهداء، وحرمة الدماء المصرية، ورفض التعديلات الدستورية، وإجراء الانتخابات الرئاسية قبل البرلمانية، والقصاص للشهداء قبل الانتخابات، واسترداد الثورة. كما دعت طروحات شعارات يونيو إلى أن عزل مرسي غير شرعي، وأن الاستفتاء على الدستور باطل، وأن حكم الرئيس السيسي باطل، وأن 3 يوليو انقلاب وليس ثورة، وأن 30 يونيو ثورة.
ويلاحظ أن شبكة الطروحات المقدمة في الحدثين انتقلت من الهجوم على نظام مبارك بشكل موحد تقريبًا إلى الهجوم على كل طرف من الأطراف المشتركة في الحدث بشكل جزئي في تداعيات الخامس والعشرين من يناير، حتى صلت قمة الاستقطاب بالهجوم المركز والشامل على بعضها البعض في الثلاثين من يونيو وتداعياتها لتتوافق هذه الطروحات بشكل كامل مع السياق المجتمعي وتأتي تعبيرًا عنه بشكل واضح المعالم.
وإذا كانت الشعارات تركز في أغلب الأحيان على الفكرة المراد توصيلها وإقناع الناس بها؛ فإنها تركز في بعض الأحيان على الشخصية لسببين، الأول نظرًا لدور هذه الشخصيات كقوى فاعلة في توجيه الأحداث، والثاني بمحاولة تجسيد الفكرة أو الطرح من خلال ربطه بالشخصية، وقد اقترن حضور الشخصيات في الشعارات السياسية للحدثين بإسناد صفات وأدوار، إيجابية أو سلبية.
وقد جاء استخدام الشخصيات في شعارات الحدثين مرحليًا ليتوافق مع الشخصيات البارزة في كل مرحلة، دون استلهام شخصية نموذج أو قدوة، ولهذا تركزت شخصيات شعارات الخامس والعشرين من يناير على الرئيس مبارك والمشير طنطاوي والفريق سامي عنان ووزير الداخلية حبيب العادلي. في حين تركزت شخصيات شعارات الثلاثين من يونيو على المستشار عدلي منصور والرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس الأسبق محمد مرسي.
ولم يعكس وجود الشخصية بشكل بارز في شعارات يناير ويونيو الاتجاه إلى قبول الشخصية من جانب مُنتِجي الشعارات، فقد يكون حضورها إيجابيًا أو سلبيًا، لكنه يعكس التركيز على الشخصيات الرئيسية المحرّكة للأحداث بصرف النظر عن الاتجاه السياسي نحوها، فقد كان حضور الشخصيات أحيانًا بالهجوم عليها ومحالة تشويهها أو محاولة تحسين صورتها وجذب التأييد لها.
ورغبة في إقناع الجمهور بالفكرة وحشد الكتلة الحرجة من الجماهير للمشاركة في تحقيق الأهداف التي تسعى الشعارات السياسية إلى تحقيقها؛ فقد اعتمدت هذه الشعارات على إثارة دافعية الجمهور للمشاركة في يناير أو يونيو من خلال الاستمالات بنوعيها (العاطفية والمنطقية).
وقد اتفقت شعارات الخامس والعشرين من يناير مع شعارات الثلاثين من يونيو على الاعتماد الأكبر على الاستمالات العاطفية، وهو ما يتوافق أولًا مع الطبيعة الحرجة للحدثين، من حيث احتوائهما على أحداث فارقة وما تحملانه من تهديد للاستقرار الاجتماعي وتماسك المجتمع المصري، إلى جانب الاعتماد على العاطفة التي يمكنها أن تؤدي إلى رد فعل أسرع وأكثر حدة من الجماهير، وهو ما يصب في النهاية لصالح مُنتجي تلك الشعارات، وهو ما يختلف عن الاستمالات المنطقية التي تعتمد على الإقناع والتفكير الهادئ وحسابات المكسب والخسارة، والذي يأخذ وقتًا أطول وجهدًا أكبر.
وكما سعت الشعارات السياسية للحدثين إلى توظيف الأيديولوجيا؛ فقد اعتمدت بالتبعية على الأطر المرجعية التي تعكسها هذه الأيديولوجيا، ولهذا لوحظت الأطر المرجعية بشكل بارز في شعارات يناير ويونيو، لكن وجه الاختلاف بين الاثنين يرجع إلى ماهية الإطار المرجعي المستخدم، ففي حين ساد الإطار المرجعي السياسي في شعارات يناير؛ فقد ساد الإطار المرجعي الديني في شعارات يونيو، وهو يتوافق تمامًا مع السياق المجتمعي للحدثين، ففي الخامس والعشرين من يناير، ونظرًا لتوحد الهدف وهو إسقاط نظام مبارك، ورغبة من تيارات الإسلام السياسي إلى العودة الفاعلة للمجتمع بعد سنوات من الإقصاء السياسي، عمل كل طرف على تغييب توجهاته الفكرية مؤقتًا والتركيز على الأطر العامة للمجال العام السياسي، هذا فضلًا عن مشاركة الشباب غير المؤدلج الذي حاول لسنوات طويلة المشاركة رغم القيود السياسية المفروضة عليه، على العكس تمامًا من شعارات الثلاثين من يونيو التي سادت فيها الأطر المرجعية الدينية، بعد أن وجدت معظم فصائل تيار الإسلام السياسي أنها أقصيت مرة أخرى عن المشاركة السياسية بل وأزيحت من الحكم، فعادت إلى الاعتماد على المكوّن الديني لتشكيل خطاب ديني يسهم في تحقيق أهدافها.
كما اتفقت شعارات الخامس والعشرين من يناير مع شعارات الثلاثين من يونيو على تصدر الأحداث الجارية للأطر المرجعية المستخدمة، وهو ما يمكن تفسيره بالرغبة في التوافق مع السياق السياسي وتطورات الأحداث التي تفرض تحركًا معينًا من مُنتجي الشعارات من جهة، وللرغبة في توظيف الأحداث الجارية في مصلحة كل طرف من جهة أخرى، ولهذا كان الحدث الواحد يتم تفسيره بأكثر من طريقة من جانب كل طرف، ويتم توظيفه بأكثر من أسلوب من خلال مُنتجي الشعار السياسي.
ويرتبط بذلك قيام مٌنتجي الشعار السياسي بتوظيف الحدث الواحد بأساليب مختلفة، من خلال إبراز جانب وتجاهل جانب آخر من الحدث، ويتضح من ذلك الدور الذي قامت به الشعارات السياسية في المواقع الاجتماعية، في أحداث يناير ويونيو، في تأطير الأحداث بشكل يخدم هدفهم المتمثل في التأثير على الجماهير بما يحقق أهداف مُنتجي الشعارات ويدعم مصالحهم.
واتساقًا مع اهتمام الشعارات السياسية بالقضية أكثر من اهتمامها بالشخصية، فقد اتفقت شعارات يناير ويونيو على تأطير الأحداث من خلال التركيز على القضية في المقام الأول، ولهذا تصدرت أطر القضية مقدمة أطر تقديم شعارات الحدثين، لكنهم اختلفوا في الأطر الفرعية التي ركزت عليها شعارات كل حدث، فبينما كان التركيز الأكبر في شعارات الخامس والعشرين من يناير على إطار الثورة، كان التركيز الأكبر في شعارات الثلاثين من يونيو على إطار الانقلاب.
ويأتي ذلك متسقًا مع الظاهرة التي سادت كل مرحلة، ففي الفترة من بداية أحداث 25 يناير 2011 حتى 30 يونيو 2013 كانت أحداث يناير هي مرجعية كل القوى السياسية والجماهير في تشكيل وتقديم طروحاتهم وتصوراتهم للأحداث وكذلك في بناء شرعيتهم السياسية، وكان هناك شبه إجماع على أن 25 يناير 2011 ثورة شعبية، وقد وظفت القوى السياسية ذلك لترسيخ مكانتها من خلال التأكيد على ذلك المفهوم، أما في أحداث الثلاثين من يونيو فقد كان هناك صراع كبير بين القوى السياسية والجماهير المساندة لها بين فريق يتبنى الثورة على نظام الرئيس الأسبق محمد مرسي، وفريق يتبنى فكرة أنها انقلاب وثورة مضادة لثورة يناير، وكان الطرف المؤيد للطرح الأخير أكثر مهارة في توظيف الشعارات السياسية عمومًا وأكثر مهارة في توظيف الشعارات السياسية لهذا الطرح، مقابل ضعف القوى السياسية المضادة لهم في ترسيخ فكرة الثورة من خلال الشعارات السياسية وخفوت صوتها ومشاركتها في إنتاج الشعار السياسي الذي يؤكد هذا الطرح.
وبينما سيطر الحشد على الأدوار الوظيفية التي قامت الشعارات السياسية بأدائها في أحداث الخامس والعشرين من يناير، فقد سيطر التحريض على الأدوار الوظيفية التي قامت الشعارات السياسية بأدائها في أحداث الثلاثين من يونيو، ويوجد فارق ملحوظ بين الحشد والتحريض، فالحشد يفترض وجود توافق فكري ومعرفي عام من جانب الجماهير ويكون المطلوب من مُنتِج الشعار السياسي حشد أكبر عدد ممكن من الجماهير للمشاركة، وهو ما تحقق بالفعل في أحداث يناير، فكان هناك سخط عام على نظام مبارك وكانت الجماهير مهيأة للمشاركة، في حين أن التحريض يفترض وجود مؤيدين ومعارضين للطرح، فتكون مهمة مُنتِج الشعار السياسي تحريض الجماهير المؤيدة على المشاركة وتحريض الجماهير المعارضة على الانتقال من صفوف المعارضين لهم إلى صفوف المؤيدين، وهو ما حاولت شعارات كل طرف تحقيقه إزاء الجماهير.
وفي حين سيطر الشعار غير الأيديولوجي على الأنماط الأيديولوجية للشعارات السياسية في أحداث الخامس والعشرين من يناير، فقد سيطر الشعار الإسلامي على الأنماط الأيديولوجية للشعارات السياسية في أحداث الثلاثين من يونيو، واتفق الاثنان على خفوت التيار الليبرالي والاشتراكي.
ففي 25 يناير 2011 سعت الجماهير الغاضبة لتحقيق أهداف لا يختلف عليها من كل تيارات المجتمع، تتعلق بالعدالة الاجتماعية والحرية وتحسين الأوضاع الاقتصادية، ولهذا جاء الشعار غير الأيديولوجي متصدرًا، على عكس أحداث الثلاثين من يونيو، التي اضطر فيها التيار الإسلامي للعودة للتعبير عن مرجعياته الفكرية في مواجهة العزل السياسي والتنحية عن الحكم، خاصة أن الشعار الإسلامي يمكنه أن يحقق العديد من التأثيرات في الجماهير المنتمية لهذا التيار حركيًا والمتعاطفة معه والمؤمنة بأفكاره دون الانتماء الفعلي لهذه الجماعات أو تأييد رموزها السياسية والدينية.
أوضحت النتائج تميز الأشكال الفنية للشعارات السياسية المقدمة في المواقع الاجتماعية في الثلاثين من يونيو عن الأشكال الفنية للشعارات السياسية في الخامس والعشرين من يناير، ففي حين جاء النص فقط في صدارة الأشكال الفنية للشعار في الخامس والعشرين من يناير، جاء في صدارة الأشكال الفنية للشعار في الثلاثين من يونيو النص المصحوب بصورة، مع تراجع الأشكال الفنية الأخرى للشعار مثل النص المصحوب بفيديو والنص المصحوب برمز. ورغم أن عملية إنتاج ونشر الشعار عبر المواقع الاجتماعية ظاهرة جديدة على المجتمع المصري وجاءت متزامنة مع 25 يناير 2011؛ فإن الإمكانات التفاعلية للمواقع الاجتماعية والمتاحة للجمهور لكي يستخدمها بسهولة ويسر يجعلان تراجع الأشكال الفنية وفقرها النسبي أمرًا سلبيًا، إلا أن ما يبرره أنها كانت التجربة الثورية الأولى التي توظّف فيها الشعارات السياسية في المواقع الاجتماعية، مع توجيه جل الاهتمام لنشر وترويج الشعار ذاته، ولكن مع عمق التجربة وزيادة الخبرات في عملية إنتاج الشعار من جهة، ومع أحداث الثلاثين من يونيو وما بعدها والتي اتسمت بالعنف والعنف المضاد، والذي تم توثيقه وإبرازه وتأطيره كسمة أساسية للأحداث، زاد الاهتمام بتوظيف الصورة المصاحبة للشعار.
واتساقًا مع النتيجة السابقة؛ أوضحت النتائج وجود فقر نسبي في الاستعانة بالوسائط المتعددة في الشعارات السياسية في 25 يناير 2011، فقد تراجع استخدام الروابط الفائقة في الشعارات السياسية رغم أهميتها الكبيرة في تقديم معلومات تفصيلية عن موضوع الشعار وخلفياته، مع خلو الشعارات من النصوص الفائقة سواء في 25 يناير 2011 أو 30 يونيو 2013، رغم أن الأخيرة اتسمت باستخدام الوسائط المتعددة بشكل أعلى نسبيًا من أحداث الخامس والعشرين من يناير.
كما تميزت أحداث 30 يونيو 2013 عن سابقتها بالتخطيط والتنظيم في بنية مصادر الشعار السياسي، ففي حين كان أدمن الصفحة المصدر الأساسي للشعار في يناير متفوقًا بفارق نسبي ضئيل على تعليقات المشاركين والمرفقات؛ لوحظ زيادة نسبة الأدمن كمصدر للشعار في يونيو مع ارتفاع نسبة الروابط المرفقة المتضمنة للشعارات، مما يوضح ارتفاع سيطرة أدمن الصفحة كمٌنتج للشعار، وبذلك اتسمت 30 يونيو بالتنظيم والترتيب والتخطيط أكثر من المشاركة الجماهيرية العفوية التي كانت مرتفعة في يناير.
وقبل الإشارة للنتائج الخاصة بمضمون الشعار السياسي؛ تشير النتائج الخاصة بالجوانب الشكلية للشعار السياسي في المواقع الاجتماعية إلى نتيجة لافتة تتعلق بوجود تنظيمات سياسية متماسكة تقف وراء إنتاج الشعار السياسي لأحداث يونيو، حيث كان إنتاج الشعار السياسي مخططًا، وهو ما ترجم في تنوع المصادر وتوفر الأشكال التفاعلية لتوصيل الرسالة السياسية التي يتضمنها الشعار بشكل فني أفضل يجذب الانتباه ويساعد على تحقيق أهداف الحشد السياسي وتشكيل اتجاهات مؤيدة، وعلى الجانب المقابل لوحظ قلة نسبة التخطيط والتنظيم في عملية إنتاج الشعار السياسي في يناير.
ورغم غلبة اللغة العربية الفصحى على اللهجة العامية المصرية في لغة الشعارات السياسية في كل من يناير ويونيو؛ فإنه لوحظ ارتفاع نسبة استخدام اللغة العربية الفصيحة في 25 يناير 2011 عنها في 30 يونيو 2013، رغم أن التجربة الثانية عليها أن تحقق تفوقًا لغويًا على التجربة الأولى، فإن المعيار السياسي في 30 يونيو تغلب على المعيار اللغوي، فجاء استخدام اللهجة العامية المصرية متزايدًا لحشد أكبر عدد ممكن من الجماهير وخاصة من البسطاء، الذين قد لا ينسجمون مع استخدام كلمات عربية فصيحة قد لا يفهمون مقاصدها ودلالاتها.
وما يؤكد أن استخدام الأساليب اللغوية يعد هادفًا ومقصودًا لتوصيل الرسالة السياسية وليس مجرد أسلوب لغوي مستخدم بعيدًا عن السياق السياسي والاجتماعي، غلبة أسلوب التقرير على الأساليب اللغوية لشعارات يناير، مقابل غلبة أسلوب الأمر على الأساليب اللغوية لشعارات يونيو، ففي حين كانت المطالب في يناير عامة وتعبر عن الوعي الجمعي المصري؛ كانت المطالب في يونيو تعبر عن توجهات سياسية وفكرية، كما زادت مساحة المطالب السياسية على المطالب الاقتصادية في يونيو.
وبالتبعية، فإن الأساليب البلاغية هي الأخرى إحدى الأدوات التي اعتمدت عليها القوى السياسية في توصيل الرسالة السياسية وإقناع الجمهور بها، فضلًا عن تميز الشعار السياسي بالأساليب اللغوية من الناحية النظرية، ولهذا كان السجع سمة أساسية في الشعار السياسي في كل من يناير ويونيو، وذلك بهدف جذب الانتباه وسهولة انتشار الشعار وترديده بين الناس وزيادة تأثيره.
وقد تنوعت أجندة القضايا التي تضمنتها ودعت إليها الشعارات السياسية في المواقع الاجتماعية، سواء في الخامس والعشرين من يناير أو في الثلاثين من يونيو، ما بين قضايا سياسية واقتصادية واجتماعية، وجاءت نابعة من الظرف السياسي الطارئ الذي فرض هذه القضايا على اهتمامات الشعارات السياسية.
وقد انتشرت القضايا المجردة في شعارات الخامس والعشرين من يناير بشكل ملحوظ، ودعت إلى أفكار نادت بها الكثير من قوي المجتمع المصري لسنوات مثل الإصلاح والحرية والعدالة الاجتماعية والهوية والوحدة الوطنية والكرامة الإنسانية، مع ظهور لعدد من القضايا الملموسة والتي تتعلق بتفاصيل حياة المواطن المصري وآليات تحقيقها، وجاء في صدارة هذه الآليات إسقاط النظام، أما قضايا شعارات الثلاثين من يونيو فغلب عليها أكثر القضايا الملموسة والإجرائية كرفض عزل الرئيس المنتخب ورفض الحكم العسكري وحقوق الشهداء والاستفتاء على الدستور والانتخابات الرئاسية.
ونظرًا لتنوع القضايا التي ركزت عليها الشعارات السياسية؛ فقد تنوعت الطروحات التي قدمتها هذه الشعارات ما بين طروحات سياسية واقتصادية واجتماعية وأيديولوجية ودينية، وإذا كانت الأيديولوجية حاضرة بقوة في الشعار السياسي؛ فقد حُمِّلَت تلك الطروحات بالعديد من التوجهات الفكرية والسياسية لأصحاب هذه الشعارات وتعبيرًا عن مصالحهم، وقد انقسمت هذه الطروحات ما بين طروحات تعبّر عن توجه فكري ثابت لا يتغير، وطروحات تعبّر عن مواقف مرحلية تختلف من فترة لأخرى باختلاف السياق السياسي، مع غلبة النوع الأخير من الطروحات، سواء في الخامس والعشرين من يناير أو في الثلاثين من يونيو.
وتأكيدًا لميل الطروحات المقدمة في الشعارات السياسية لنوعية الطروحات ذات الطابع المرحلي المتفق مع الظرف السياسي؛ فقد دعت طروحات يناير إلى تأكيد فساد نظام مبارك وضرورة تغييره، وأن الجيش المصري حامي الثورة وجزء من الشعب، ومسئولية نظام مبارك عن دماء الشهداء، وحرمة الدماء المصرية، ورفض التعديلات الدستورية، وإجراء الانتخابات الرئاسية قبل البرلمانية، والقصاص للشهداء قبل الانتخابات، واسترداد الثورة. كما دعت طروحات شعارات يونيو إلى أن عزل مرسي غير شرعي، وأن الاستفتاء على الدستور باطل، وأن حكم الرئيس السيسي باطل، وأن 3 يوليو انقلاب وليس ثورة، وأن 30 يونيو ثورة.
ويلاحظ أن شبكة الطروحات المقدمة في الحدثين انتقلت من الهجوم على نظام مبارك بشكل موحد تقريبًا إلى الهجوم على كل طرف من الأطراف المشتركة في الحدث بشكل جزئي في تداعيات الخامس والعشرين من يناير، حتى صلت قمة الاستقطاب بالهجوم المركز والشامل على بعضها البعض في الثلاثين من يونيو وتداعياتها لتتوافق هذه الطروحات بشكل كامل مع السياق المجتمعي وتأتي تعبيرًا عنه بشكل واضح المعالم.
وإذا كانت الشعارات تركز في أغلب الأحيان على الفكرة المراد توصيلها وإقناع الناس بها؛ فإنها تركز في بعض الأحيان على الشخصية لسببين، الأول نظرًا لدور هذه الشخصيات كقوى فاعلة في توجيه الأحداث، والثاني بمحاولة تجسيد الفكرة أو الطرح من خلال ربطه بالشخصية، وقد اقترن حضور الشخصيات في الشعارات السياسية للحدثين بإسناد صفات وأدوار، إيجابية أو سلبية.
وقد جاء استخدام الشخصيات في شعارات الحدثين مرحليًا ليتوافق مع الشخصيات البارزة في كل مرحلة، دون استلهام شخصية نموذج أو قدوة، ولهذا تركزت شخصيات شعارات الخامس والعشرين من يناير على الرئيس مبارك والمشير طنطاوي والفريق سامي عنان ووزير الداخلية حبيب العادلي. في حين تركزت شخصيات شعارات الثلاثين من يونيو على المستشار عدلي منصور والرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس الأسبق محمد مرسي.
ولم يعكس وجود الشخصية بشكل بارز في شعارات يناير ويونيو الاتجاه إلى قبول الشخصية من جانب مُنتِجي الشعارات، فقد يكون حضورها إيجابيًا أو سلبيًا، لكنه يعكس التركيز على الشخصيات الرئيسية المحرّكة للأحداث بصرف النظر عن الاتجاه السياسي نحوها، فقد كان حضور الشخصيات أحيانًا بالهجوم عليها ومحالة تشويهها أو محاولة تحسين صورتها وجذب التأييد لها.
ورغبة في إقناع الجمهور بالفكرة وحشد الكتلة الحرجة من الجماهير للمشاركة في تحقيق الأهداف التي تسعى الشعارات السياسية إلى تحقيقها؛ فقد اعتمدت هذه الشعارات على إثارة دافعية الجمهور للمشاركة في يناير أو يونيو من خلال الاستمالات بنوعيها (العاطفية والمنطقية).
وقد اتفقت شعارات الخامس والعشرين من يناير مع شعارات الثلاثين من يونيو على الاعتماد الأكبر على الاستمالات العاطفية، وهو ما يتوافق أولًا مع الطبيعة الحرجة للحدثين، من حيث احتوائهما على أحداث فارقة وما تحملانه من تهديد للاستقرار الاجتماعي وتماسك المجتمع المصري، إلى جانب الاعتماد على العاطفة التي يمكنها أن تؤدي إلى رد فعل أسرع وأكثر حدة من الجماهير، وهو ما يصب في النهاية لصالح مُنتجي تلك الشعارات، وهو ما يختلف عن الاستمالات المنطقية التي تعتمد على الإقناع والتفكير الهادئ وحسابات المكسب والخسارة، والذي يأخذ وقتًا أطول وجهدًا أكبر.
وكما سعت الشعارات السياسية للحدثين إلى توظيف الأيديولوجيا؛ فقد اعتمدت بالتبعية على الأطر المرجعية التي تعكسها هذه الأيديولوجيا، ولهذا لوحظت الأطر المرجعية بشكل بارز في شعارات يناير ويونيو، لكن وجه الاختلاف بين الاثنين يرجع إلى ماهية الإطار المرجعي المستخدم، ففي حين ساد الإطار المرجعي السياسي في شعارات يناير؛ فقد ساد الإطار المرجعي الديني في شعارات يونيو، وهو يتوافق تمامًا مع السياق المجتمعي للحدثين، ففي الخامس والعشرين من يناير، ونظرًا لتوحد الهدف وهو إسقاط نظام مبارك، ورغبة من تيارات الإسلام السياسي إلى العودة الفاعلة للمجتمع بعد سنوات من الإقصاء السياسي، عمل كل طرف على تغييب توجهاته الفكرية مؤقتًا والتركيز على الأطر العامة للمجال العام السياسي، هذا فضلًا عن مشاركة الشباب غير المؤدلج الذي حاول لسنوات طويلة المشاركة رغم القيود السياسية المفروضة عليه، على العكس تمامًا من شعارات الثلاثين من يونيو التي سادت فيها الأطر المرجعية الدينية، بعد أن وجدت معظم فصائل تيار الإسلام السياسي أنها أقصيت مرة أخرى عن المشاركة السياسية بل وأزيحت من الحكم، فعادت إلى الاعتماد على المكوّن الديني لتشكيل خطاب ديني يسهم في تحقيق أهدافها.
كما اتفقت شعارات الخامس والعشرين من يناير مع شعارات الثلاثين من يونيو على تصدر الأحداث الجارية للأطر المرجعية المستخدمة، وهو ما يمكن تفسيره بالرغبة في التوافق مع السياق السياسي وتطورات الأحداث التي تفرض تحركًا معينًا من مُنتجي الشعارات من جهة، وللرغبة في توظيف الأحداث الجارية في مصلحة كل طرف من جهة أخرى، ولهذا كان الحدث الواحد يتم تفسيره بأكثر من طريقة من جانب كل طرف، ويتم توظيفه بأكثر من أسلوب من خلال مُنتجي الشعار السياسي.
ويرتبط بذلك قيام مٌنتجي الشعار السياسي بتوظيف الحدث الواحد بأساليب مختلفة، من خلال إبراز جانب وتجاهل جانب آخر من الحدث، ويتضح من ذلك الدور الذي قامت به الشعارات السياسية في المواقع الاجتماعية، في أحداث يناير ويونيو، في تأطير الأحداث بشكل يخدم هدفهم المتمثل في التأثير على الجماهير بما يحقق أهداف مُنتجي الشعارات ويدعم مصالحهم.
واتساقًا مع اهتمام الشعارات السياسية بالقضية أكثر من اهتمامها بالشخصية، فقد اتفقت شعارات يناير ويونيو على تأطير الأحداث من خلال التركيز على القضية في المقام الأول، ولهذا تصدرت أطر القضية مقدمة أطر تقديم شعارات الحدثين، لكنهم اختلفوا في الأطر الفرعية التي ركزت عليها شعارات كل حدث، فبينما كان التركيز الأكبر في شعارات الخامس والعشرين من يناير على إطار الثورة، كان التركيز الأكبر في شعارات الثلاثين من يونيو على إطار الانقلاب.
ويأتي ذلك متسقًا مع الظاهرة التي سادت كل مرحلة، ففي الفترة من بداية أحداث 25 يناير 2011 حتى 30 يونيو 2013 كانت أحداث يناير هي مرجعية كل القوى السياسية والجماهير في تشكيل وتقديم طروحاتهم وتصوراتهم للأحداث وكذلك في بناء شرعيتهم السياسية، وكان هناك شبه إجماع على أن 25 يناير 2011 ثورة شعبية، وقد وظفت القوى السياسية ذلك لترسيخ مكانتها من خلال التأكيد على ذلك المفهوم، أما في أحداث الثلاثين من يونيو فقد كان هناك صراع كبير بين القوى السياسية والجماهير المساندة لها بين فريق يتبنى الثورة على نظام الرئيس الأسبق محمد مرسي، وفريق يتبنى فكرة أنها انقلاب وثورة مضادة لثورة يناير، وكان الطرف المؤيد للطرح الأخير أكثر مهارة في توظيف الشعارات السياسية عمومًا وأكثر مهارة في توظيف الشعارات السياسية لهذا الطرح، مقابل ضعف القوى السياسية المضادة لهم في ترسيخ فكرة الثورة من خلال الشعارات السياسية وخفوت صوتها ومشاركتها في إنتاج الشعار السياسي الذي يؤكد هذا الطرح.
وبينما سيطر الحشد على الأدوار الوظيفية التي قامت الشعارات السياسية بأدائها في أحداث الخامس والعشرين من يناير، فقد سيطر التحريض على الأدوار الوظيفية التي قامت الشعارات السياسية بأدائها في أحداث الثلاثين من يونيو، ويوجد فارق ملحوظ بين الحشد والتحريض، فالحشد يفترض وجود توافق فكري ومعرفي عام من جانب الجماهير ويكون المطلوب من مُنتِج الشعار السياسي حشد أكبر عدد ممكن من الجماهير للمشاركة، وهو ما تحقق بالفعل في أحداث يناير، فكان هناك سخط عام على نظام مبارك وكانت الجماهير مهيأة للمشاركة، في حين أن التحريض يفترض وجود مؤيدين ومعارضين للطرح، فتكون مهمة مُنتِج الشعار السياسي تحريض الجماهير المؤيدة على المشاركة وتحريض الجماهير المعارضة على الانتقال من صفوف المعارضين لهم إلى صفوف المؤيدين، وهو ما حاولت شعارات كل طرف تحقيقه إزاء الجماهير.
وفي حين سيطر الشعار غير الأيديولوجي على الأنماط الأيديولوجية للشعارات السياسية في أحداث الخامس والعشرين من يناير، فقد سيطر الشعار الإسلامي على الأنماط الأيديولوجية للشعارات السياسية في أحداث الثلاثين من يونيو، واتفق الاثنان على خفوت التيار الليبرالي والاشتراكي.
ففي 25 يناير 2011 سعت الجماهير الغاضبة لتحقيق أهداف لا يختلف عليها من كل تيارات المجتمع، تتعلق بالعدالة الاجتماعية والحرية وتحسين الأوضاع الاقتصادية، ولهذا جاء الشعار غير الأيديولوجي متصدرًا، على عكس أحداث الثلاثين من يونيو، التي اضطر فيها التيار الإسلامي للعودة للتعبير عن مرجعياته الفكرية في مواجهة العزل السياسي والتنحية عن الحكم، خاصة أن الشعار الإسلامي يمكنه أن يحقق العديد من التأثيرات في الجماهير المنتمية لهذا التيار حركيًا والمتعاطفة معه والمؤمنة بأفكاره دون الانتماء الفعلي لهذه الجماعات أو تأييد رموزها السياسية والدينية.
إن الأساليب البلاغية هي الأخرى إحدى الأدوات التي اعتمدت عليها القوى السياسية في توصيل الرسالة السياسية وإقناع الجمهور بها
رابعُا: خاتمة
توضح الشعارات السياسية في المواقع الاجتماعية، في أحداث الخامس والعشرين من يناير أو في أحداث الثلاثين من يونيو، الدور الذي مارسته عملية التأطير من جانب مُنتجي الشعارات السياسية، حيث عمَد مُنتجو هذه الشعارات إلى ممارسة التأطير لهذه الأحداث من خلال أساليب صياغة الشعارات السياسية التي تؤطّر للأحداث بقوالب وأنماط فكرية محددة يمكنها أن تحقق التأثير في الجماهير بما يحقق أهداف مُنتجي الشعارات أو يدعم مصالحهم. وقد تم تأطير الشعارات السياسية في الخامس والعشرين من يناير من خلال إطار الثورة، إطار الصراع، إطار العدالة الاجتماعية، إطار التطهير، إطار المصالحة، إطار الديمقراطية، إطار الدولة المدنية، إطار الوحدة، إطار الانتماء، إطار الشهداء، إطار بنات مصر، إطار ضباط 8 أبريل، إطار العسكر، إطار الإخوان والسلفيين، إطار الأسباب السياسية والاقتصادية للثورة، إطار إعادة إنتاج النظام السابق، إطار الانتهاكات بحق الثوار.
في حين تم تأطير الشعارات السياسية في الثلاثين من يونيو من خلال إطار الانقلاب العسكري، إطار الشرعية، إطار الثورة، إطار الجهاد، إطار الإرهاب، إطار السلمية، إطار الحرائر، إطار الطلاب، إطار الرئيس، إطار المشير، إطار العسكر، إطار الداخلية، إطار الظلم الاجتماعي، إطار مقاطعة الاستفتاء على الدستور، إطار التدهور الاقتصادي، إطار تدهور الشئون السيناوية.
وتنوعت الأدوار الوظيفية التي قامت الشعارات السياسية بأدائها في أحداث الخامس والعشرين من يناير، وقد جاء في مقدمة هذه الأدوار الوظيفية الحشد تلاها التحريض ثم الرفض فالتعاطف. كما تنوّعت الأدوار الوظيفية التي قامت الشعارات السياسية بأدائها في أحداث الثلاثين من يونيو، وقد جاء في مقدمة هذه الأدوار الوظيفية التحريض تلاها التعاطف ثم النقد فالتعاطف.
كما تنوعت الأنماط الأيديولوجية للشعارات السياسية في أحداث الخامس والعشرين من يناير، وقد جاء في مقدمة هذه الأنماط الأيديولوجية الشعار غير الأيديولوجي تلاه الشعار الإسلامي ثم الشعار الليبرالي وأخيرًا الشعار اليساري. وقد جاء في مقدمة الأنماط الأيديولوجية للشعارات السياسية في أحداث الثلاثين من يونيو الشعار الإسلامي تلاه الشعار الليبرالي ثم الشعار غير الأيديولوجي وأخيرًا الشعار اليساري.
أ.د. شريف درويش اللبان وكيل كلية الإعلام جامعة القاهرة ورئيس وحدة الدراسات الإعلامية بالمركز
سامح محمد الشريف باحث دكتوراه بكلية الإعلام جامعة القاهرة
توضح الشعارات السياسية في المواقع الاجتماعية، في أحداث الخامس والعشرين من يناير أو في أحداث الثلاثين من يونيو، الدور الذي مارسته عملية التأطير من جانب مُنتجي الشعارات السياسية، حيث عمَد مُنتجو هذه الشعارات إلى ممارسة التأطير لهذه الأحداث من خلال أساليب صياغة الشعارات السياسية التي تؤطّر للأحداث بقوالب وأنماط فكرية محددة يمكنها أن تحقق التأثير في الجماهير بما يحقق أهداف مُنتجي الشعارات أو يدعم مصالحهم. وقد تم تأطير الشعارات السياسية في الخامس والعشرين من يناير من خلال إطار الثورة، إطار الصراع، إطار العدالة الاجتماعية، إطار التطهير، إطار المصالحة، إطار الديمقراطية، إطار الدولة المدنية، إطار الوحدة، إطار الانتماء، إطار الشهداء، إطار بنات مصر، إطار ضباط 8 أبريل، إطار العسكر، إطار الإخوان والسلفيين، إطار الأسباب السياسية والاقتصادية للثورة، إطار إعادة إنتاج النظام السابق، إطار الانتهاكات بحق الثوار.
في حين تم تأطير الشعارات السياسية في الثلاثين من يونيو من خلال إطار الانقلاب العسكري، إطار الشرعية، إطار الثورة، إطار الجهاد، إطار الإرهاب، إطار السلمية، إطار الحرائر، إطار الطلاب، إطار الرئيس، إطار المشير، إطار العسكر، إطار الداخلية، إطار الظلم الاجتماعي، إطار مقاطعة الاستفتاء على الدستور، إطار التدهور الاقتصادي، إطار تدهور الشئون السيناوية.
وتنوعت الأدوار الوظيفية التي قامت الشعارات السياسية بأدائها في أحداث الخامس والعشرين من يناير، وقد جاء في مقدمة هذه الأدوار الوظيفية الحشد تلاها التحريض ثم الرفض فالتعاطف. كما تنوّعت الأدوار الوظيفية التي قامت الشعارات السياسية بأدائها في أحداث الثلاثين من يونيو، وقد جاء في مقدمة هذه الأدوار الوظيفية التحريض تلاها التعاطف ثم النقد فالتعاطف.
كما تنوعت الأنماط الأيديولوجية للشعارات السياسية في أحداث الخامس والعشرين من يناير، وقد جاء في مقدمة هذه الأنماط الأيديولوجية الشعار غير الأيديولوجي تلاه الشعار الإسلامي ثم الشعار الليبرالي وأخيرًا الشعار اليساري. وقد جاء في مقدمة الأنماط الأيديولوجية للشعارات السياسية في أحداث الثلاثين من يونيو الشعار الإسلامي تلاه الشعار الليبرالي ثم الشعار غير الأيديولوجي وأخيرًا الشعار اليساري.
أ.د. شريف درويش اللبان وكيل كلية الإعلام جامعة القاهرة ورئيس وحدة الدراسات الإعلامية بالمركز
سامح محمد الشريف باحث دكتوراه بكلية الإعلام جامعة القاهرة