المركز العربي
للبحوث والدراسات
رئيس مجلس الادارة
عبد الرحيم علي

المدير التنفيذي 
هاني سليمان
ads

نمو الظاهرة: جماعات الألتراس.. والعنف في الملاعب الرياضية (2)

الثلاثاء 26/يناير/2016 - 11:18 ص
المركز العربي للبحوث والدراسات
د. شريف درويش اللبان(1) - د. إيمان محمد الأشقر(2)
ظهرت حالات شغب الملاعب في بريطانيا في القرن الثالث عشر الميلادي، وامتدت بعد ذلك إلى الدول الأخرى فيما عُرف باسم "المرض البريطاني "، فقد استغل أبناء المدن والقرى البريطانية مباريات كرة القدم المحلية  لتسوية الحسابات بينهم والخاصة بالنزاعات على ملكية الأراضي، وسرعان ما لعبت العوامل السياسية والنزاعات العرقية والانتماءات الدينية دورها في تغذية مشاعر اللاعبين والمشجعين على حدٍ سواء. وفي عام 1890 ظهر تعبير "الهوليجانيزم"  Holliganismفي بريطانيا لوصف المشجعين والمتعصبين مثيري الشغب. وقد مرت ظاهرة شغب الملاعب بثلاث مراحل تمثلت في اعتداء المشجعين على اللاعبين والحكام، واتخذت المرحلة الثانية صورة الاشتباكات بين مشجعي الفرق الرياضية المتنافسة داخل الملاعب، أما المرحلة الثالثة فهي الأكثر خطورة؛ حيث نقل المشجعون مشاحناتهم خارج أسوار الملاعب إلى الميادين العامة والشوارع، وقد عانت معظم دول العالم من مظاهر شغب الملاعب.
ويشير البعض إلى أن أعمال الشغب لا تقتصر على الاتجاهات السياسية، بل كان للمخدرات دور في إزكاء هذه الظاهرة؛ فقد أظهر مسح للتعرف على تأثير المخدرات أثناء مشاهدة مباريات كرة القدم أن 11% ممن أُجري عليهم المسح وصفوا تأثيرها بأنه خطير، في حين وصفه 20% ممن أُجري عليهم المسح بأنه خطيرٌ للغاية، ويدفعهم للقيام بأعمال الشغب، وترتفع هذه النسبة عند إقامة مباريات خارجية تشارك فيها فرقٌ أجنبية إلى 25%، في حين يرى البعض أن ظاهرة شغب الملاعب ترجع إلى جملة التغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي شهدها العالم منذ نهاية ستينيات القرن الماضي.
إن عنف وشغب الملاعب يُعد مجموعة الأنماط السلوكية الانفعالية التي تصدر عن الفرد أو الجماعة, والتي توصف بأنها خارجة عن السلوك العام الذي يحدده المجتمع
أولاً: ظاهرة العنف والشغب بين صفوف الجمهور الرياضي
إن عنف وشغب الملاعب يُعد مجموعة الأنماط السلوكية الانفعالية التي تصدر عن الفرد أو الجماعة تحت ظروف معينة, والتي توصف بأنها خارجة عن السلوك العام الذي يحدده المجتمع وفقًا لظروفه ومعاييره الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.
 ويشير البعض إلى أن الأحداث العنيفة التي يتسبب فيها المتفرّجون خاصة في مباريات كرة القدم قد تزايدت بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة، سواء في المنافسات الوطنية أو الدولية أو أثناء المباريات المحلية، ومن ثم تزايدت أعداد قوات حفظ الأمن، وأصبح التفتيش ومصادرة الأسلحة في مداخل الملاعب مسألة روتينية في دول أوروبا الغربية. وينتشر العنف في كثيرٍ من الأحيان إلى أبعد من محيط الملاعب؛ فيظهر في الشوارع وفي وسائل النقل وغيرها، وقد يرتبط بالأعمال التخريبية من تحطيم المتاجر والمحلات أو محاولات الاعتداء على الآخرين أو على رجال الأمن.
 ولعل حوادث عنف وشغب المتفرجين هي التي كانت سببًا في إقصاء الأندية الإنجليزية من المشاركة في مباريات  الكؤوس الأوروبية لكرة القدم عام 1985. ويبدو أن ظاهرة شغب الملاعب انتشرت خارج إنجلترا لتمتد إلى دولٍ أوربية أخرى أبرزها هولندا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا، كما تشير مؤشرات الظاهرة إلى وقوع أحداث عنف أثناء مباريات كرة القدم في إفريقيا وأمريكا اللاتينية ومنطقة الخليج والصين.
وتعتبر كرة القدم الرياضة المعنية أكثر من غيرها بالعنف في محيط الرياضة على الرغم من أنها ليست الرياضة الجماعية الأكثر عنفًا، بل هناك رياضات أكثر عنفًامنها أبرزها كرة القدم الأمريكية  وهوكي الجليد. وتعتبر كرة القدم أكثر الرياضات التي تتهددها ظاهرة العنف والشغب، ويرجع ذلك إلى الصعوبات الاقتصادية التي يعاني منها غالبية المتفرجين، وظاهرة الارتباط العاطفي بين اللاعبين والمتفرجين، وكـذلـك ارتفاع عدد المباريات على نحو ملحوظ .                                                                                                     
ويعد الاعتداء والعنف في العصر الحديث ظاهرة سلوكية واسعة الانتشار تكاد تشمل العالم بأسره، ولم يعد الاعتداء والعنف مقصورين على الأفراد وإنما اتسعا ليشملا نطاق الجامعات والمجتمعات، وهذا ما يمكن أن نُطلق عليه مصطلحًا واحدًا هو التطرف.
والعنف  violenceيشبه الاعتداء aggression، ولكنه يشير إلى أشكالٍ قاسية من الاعتداء البدني التي تظهر في العلاقات بين الأفراد وفي حياة الجماعات على حدٍ سواء. والعنف في الملاعب الرياضية هو شكلٌ من أشكال الانفعال الرياضي الذي يظهر على شكل هجومي بقصد الأذي أو إلحاق الضرر بالآخرين. ومثل هذه الاعتداءات يمكن أن يُنظر إليها على أنها سلوكياتٌ غير مقبولة رياضيًا أو اجتماعيًا أو خُلقيًا، كما أنها تؤدي إلى تحطيم القيم التربوية والتنافسية الشريفة التي تعمل الرياضة على إكسابها للأفراد.                      
ويُعتبر العنف ظاهرةً عامة ترتبط بعديدٍ من العوامل والمتغيرات التي تُسهم كلٌ منها بدور في انتشارها كالمتغيرات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسيكولوجية وغيرها. كما تتخذ ظاهرة العنف أشكالاً ومظاهرَ متعددة، فضلاً عن تعدد مستوياتها وآثارها الضارة والمدمرة، سواء على المستوىالفردي أو الجماعي أو على مستوى المجتمع ككل. ومن ثم فهي ظاهرةٌ معقدة في تحليلها لارتباطها بثقافة المجتمع ونظمه، وبالتالي تختلف الظاهرة من مجتمعٍ لآخر، ومن ثقافةٍ لأخري سواء في أسبابها ومظاهرها أو نتائجها على مستوىالجماعة والمجتمع، كما يَصْعُبُ القضاء نهائيًا على مختلف أشكال العنف من الوجود الاجتماعي لارتباطه بالإرادة الإنسانية.                                     
والعنف شكلٌ من أشكال الاعتداء، كما أن العنف يقتصر على السلوك الذي يستهدف إلحاق الأذي بالآخرين في حين أن الاعتداء قد يكون له جانبٌ مادي أي سُلوكي، وقد يكون له جانبٌ لفظى. والاعتداء أكثر عُمومية من العنف؛ فكلُ ماهو عنف يصيرُ اعتداءً، والعكس غير صحيح.
 وهناك تعريفٌ شامل لمفهوم العنف بأنه "أحد الأنماط السلوكية الفردية أو الجماعية التي تُعبر عن رفض الآخر نتيجة الشعور والوعي بالإحباط في إشباع الفرد لحاجته الأساسية الإنسانية، ويدفع إلى العنف قدراتٌ نفسية لدىالفرد تساعدها ظروفٌ موضوعية اقتصادية واجتماعية وسياسية وثقافية ترتبط ببنية المجتمع وخصوصيته.                                
كما أن أعمال العنف والشغب التي يرتكبها المتفرجون في الملعب تُشكل ظاهرةً معقدة تدخل فيها عدة متغيرات داخلية وخارجية تختلف آثارها باختلاف الظروف، وحتي تكون العناصر المشاغبة أقلية، فإن الأخطارَ التي يتعرض لها الجمهور والرياضة تُعتبر أخطارًا جسيمة. إن دور الكحول، والوجود وسط الزحام والاستثارة العصبية الشديدة (الضوضاء – المفرقعات – مكبرات الصوت – النداءات – الأغاني ... إلخ)، وعدم ملاءمة الملاعب الرياضية (احتشاد المتفرجين وقوفًا – الحواجز – التسييج – الخنادق ... إلخ)، وممارسة القمع الذي ينطوي على عنف وشغب مضاد تُعَدُ كلهاعوامل تتطلب تأملاً مستديمًا، كما أن معظم أعمال الشغب ترتبط بالاتجاهات السياسية وبدرجة الحرية الممنوحة وبغرض التعبير والتمثيل الشعبي لدي الحكومات.
 وتشير منظمة الأمم المتحدة للعلوم والثقافة (اليونسكو) إلى أن العنف أصبح من المشكلات الرئيسة التي تواجهها الرياضة في هذا العصر، وأن عرض العنف في وسائل الاتصال الجماهيري لاسيما خلال المنافسات الرياضية في ازديادٍ تدريجي، حيث تلعب وسائل الإعلام السمعية والمرئية والمقروءة دورًا رئيسًا في نقل الأحداث الرياضية العنيفة، حيث أثبتت الإحصاءات ارتفاعًا في معدلات العنف داخل الملاعب الرياضية وخارجها، وهو ما يظهرُ جليًا في لعبة كرة القدم.
إن دوافع الشغب الرياضي ربما يكون وليدة رد فعل تعويضي إزاء وضعهم كفئةٍ شبابية أو اجتماعية تعاني من ظروفٍ اقتصادية أو اجتماعية غير مقبولة ولا تنساق إلى دوافعٍ سياسية
ثانيًا: العوامل المسببة لظاهرة شغب الملاعب
 تُعد أعمال العنف والشغب التي يرتكبها الجمهور في الملاعب الرياضية وخارجها ظاهرةً معقدة، وتتداخل فيها عديدٌ من المتغيرات، وغالبًا ما يُرجعها البعض إلى الأسباب والعوامل التالية:
أ‌-    خصائص المنافسة
-    طبيعة النشاط الرياضي والمنافسة الشديدة بين الأندية.   
-    مكان إقامة المنافسة ومدىأهميتها.                             
-    سلوك اللاعبين أثناء اللعب، وتصرفاتهم التي تدل على عدم الرضا بمستوىالتحكيم أو مستوى اللعب، أو الاعتراض على الحكم والتعدي عليه أمام الجماهير.                         
-    التحكيم المرتبط بالقرارات الخاطئة والتحيز.
-    الوقت المتبقي من المنافسة والنتيجة النهائية للمباراة.
ب‌-    الجمهور
-    التعصب الأعمى وشحن الجماهير، حيث تلجأ الجماهير إلى التشجيغ الغوغائي، والهتافات المحورة غير التربوية، وإثارة جماهير فريق ضد جماهير الفريق المنافس.
-    إحباطات الجماهير وتفريغ الانفعالات المكبوتة؛ فالجمهور يعبر عن الإحباطات اليومية بصب جام  غضبه على الحكام أو جمهور الفريق المنافس وأحيانا المجتمع.
-    الاستفزاز وكثافة الجمهور.                             
-    سلوك كبار المشجعين.
جـ- العوامل البيئية
-    تأثير وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة على تكوين تيارات رأي عام حول تشكيل التعصب وشغب الملاعب.
-    عوامل التربية والتنشئة الاجتماعية؛ فعدم تعبير الطفل عن نفسه وسيطرة الأبوين أو الأخ الأكبر وجبروت سلطة المدرس أو المدير في العمل يدفع الفرد إلى استغلال وجوده في الملعب للتعبير عن نفسه بأسلوب يتسم بالفوضىوالغوغائية.
-    المشكلات الخاصة بالأفراد، حيث تنتشر السمات السلبية في الشخصية، بما يؤديإلى أن يتم إلقاءاللوم في حالة الفشل على الآخرين تهربًا وعجزًا أو اتكالاً.
-    النزعات المحلية أو القومية الشوفينية من خلال تسييس الرياضة باعتبار الهزائمالرياضية هي هزائم الكرامة  للأمة وعزتها القومية وسمعتها الوطنية.
-    انعدام أو ضعف الوقاية الأمنية.
ويرى البعض ان التصرفات غير اللائقة والسلوك اللاأخلاقي والأعمال العدوانية التي يقوم بها أي عنصر من العناصر قد تؤدي إلى الشغب، وتُعتبر الأمور التالية أكثر مظاهر الشغب في الملاعب:
-    إشارات باليدين من اللاعبين تدل على عدم الرضا بمستوىالتحكيم أو اللعب.
-    الاعتراض على التحكيم والحكام واللعب الخشن.
-    القيام بحركات غير أخلاقية تجاه الجمهور.
-    الانسحاب من الملعب أو عدم استلام الجوائز.
-    عدم الالتزام بالقرارات التنظيمية أو الإدارية أو الفنية.
-    انفلات أعصاب المدرب خلال المباريات.
 إن دوافع الشغب الرياضي لا تتعلق بالفاعلية الرياضية بصورة مباشرة، بل تنبع من الحياة اليومية التي يعيشها الأفراد، وربما تكون وليدة رد فعل تعويضي إزاء وضعهم كفئةٍ شبابية أو كفئةٍ اجتماعية تعاني من ظروفٍ اقتصادية أو أوضاعٍ اجتماعية غير مقبولة ولا تنساق إلى دوافعٍ سياسية، مما يجعلهم في حالةٍ نفسية غير معتدلة يسهل إثارتها لارتكاب الشغب القيام بأعمال العنف.
ويفسر البعض  المظاهرات في المباريات الرياضية التي تبدو في بداية الأمر تعبيرًا عن فيضٍ من الحماس تنتهي أحيانًا بالعنف والتخريب بأن العداء الذي يتراكم عبر حقبٍ طويلة يجد الفرصة للانطلاق، لاسيما حين تشعر الجماهير في موقف الحشد بتراخي الضوابط الاجتماعية لدى الجميع، كما أن ظاهرة شغب الملاعب ترجع إلى جملةِ المتغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي شهدها العالم منذ بداية السبعينيات من القرن الماضي.
 وتؤكد منظمة الأمم المتحدة للعلوم والثقافة (اليونسكو) أنه على الرغم من انتشار ظاهرة الشغب بين مشجعي كرة القدم، فإن الأغلبية من الجماهير تبقى مسالمة وبعيدة عن العنف؛ حيث تشير الدراسات الاجتماعية إلى أن ثمة ثقافة شبابية فرعية تمت على هامش الرياضة، لاسيما كرة القدم. وقد أرست هذه الثقافة لنفسها قيمها ومعاييرها ورموزها وطقوسها الخاصة، حيث تُشكل جماعة المشجعين بالنسبة لهؤلاء الشباب وسيلة للاندماج الاجتماعي، وتمنحهم الشعور بالأمان والانتماء للجماعة، وثمة أوجه شبه بين هذه الجماهير من المشجعين وبعض المظاهر الأخرى من الثقافة الشبابية الموازية، علمًا بأن السمة الخاصة للجماهير الرياضية تتمثل في اهتمامهم بكرة القدم، والمساندة غير المشروطة التي يقدمونها للفريق. وتستخدم بعض الجماهير المشاغبة في الأوساط الرياضية أساليب مختلفة لإطلاق الزمام لعدوانيتهم الكلامية وعنفهم البدني في الملعب وخارجه مستغلين تطلعات الشباب من المشجعين الذين يحاولون التعبير عن مفاهيمهم الخاصة فيما يتعلق بالصداقة والرجولة والمغامرة والمخاطرة أثناء اللقاءات الرياضية.
 ثالثًا: أسباب التعصب والشغب في الملاعب الرياضية
يوضح البعض أن ظاهرة شغب الملاعب قد استحوذت على اهتمام عديدٍ من الباحثين والدارسين، حيث أُجريت في هذا المجال دراسات استهدفت معرفة أكثر المظاهر السلبية في المجال الرياضي، ومن نتائج هذه الدراسات أنه توجد ستة محاور رئيسية تشتمل على:

أن التربية ممارسة يمكن عن طريقها تقويم السلوك وتعديله، ومن ثم فهم أكثر اقتناعاً بأهمية الدور الذي تلعبه التربية بشكلٍ أو بآخر في تغيير الإنسان وطبائعه
1-    مجال السلوك الإعلامي
-    عدم مراعاة وسائل الإعلام لأهمية نشر الثقافة الرياضية بين الجماهير.
-    عدم التزام وسائل الإعلام بالحَيْدة تجاه تحليل ومعالجة القضايا الرياضية.
-    عدم التزام وسائل الإعلام بإبراز أنشطة الاتحادات والأندية بالقدر نفسه من التساوي، مما يساعد على خفض الوعي الرياضي لدى المشاركين من جهة، واستثارة ردود أفعالهم السلبية تجاه ما تطرحه وسائل الإعلام من قضايا تهمهم من جهة أخرى.
2-    مجال السلوك الأمني
-    انتهاز مثيري الشغب لفرض وجودهم بين الجماهير والتمادي في القيام بأعمال يُعاقب عليها القانون نظرًا لاختفائهم بين الجماهير.
-    عدم تقديم مثيري الشغب للمحاكمة، وذلك لعديدٍ من الأسباب منها تنازل المتضررين عن حقوقهم القانونية، مما يجعلهم يُفلتون من العقاب.
-    عدم تدخل الأمن مباشرةً فور وقوع أعمال الشغب للسيطرة على الموقف، مما يشجع على التمادي بالقيام بأعمالٍ أخرى أكثر حِدة.
3-    مجال السلوك الفني والإداري
-    عدم اكتراث إداريي الفرق بمتابعة انتظام اللاعبين سواء في المعسكرات أو التدريب.
-    ضعف القدرة التحكيمية لبعض الحُكام، مما يُشكل أحد أسباب تدني المستوى الفني لللاعبين، أو قد يُصيب الفِرَق بظلم جراء قرار من الحَكَم، مما يُثير حفيظةَ اللاعبين والجماهير.
-    تهاون المدربين في الحزم مع اللاعبين من جهة، وعدم الإعداد الفني والتكتيكي الجيد لمواجهة متطلبات المباريات وفقًا لقدرات اللاعبين وإمكانات المنافسين.
4-    مجالات السلوك الصحي
-    تجاهـل وإنـكار اللاعب لإصابته كي يـتمكن من مداومة التدريب أو اللعب بالمباراة، مما يؤثر على أدائه الفني والبدني.
-    سهر اللاعبين حتىساعاتٍ متأخرة من الليل، مما يؤثر على كفاءتهم البدنية والفنية.
-    تهاون الأندية الرياضية في توقيع الكشف والفحص الطبي اللازم على اللاعبين بصفةٍ دورية.
5-    مجالات السلوك النفسي والإجتماعي
-    قيام بعض إداريي الفريق بالتزوير في أعمار وأوزان لاعبيهم كي يتمكنوا من الاشتراك في المسابقات المحددة بالسن والوزن سعيُا وراء فوزٍ غير مستحق.
-    قيام الجماهير بإطلاق الصواريخ والألعاب النارية ابتهاجًا بالفوز، مما يُثير حفيظةَ جماهير الفريق المنافس.
-    غضب الجماهير ومقاطعتها لفرقها عندما تسوء النتائج، مما يجعل هذه الجماهير أكثر استثارة وانفعالاً.
6-    مجال السلوك الديني
-    عدم اهتمام الأندية الرياضية بشكلٍ جَدي بأن تتسم سلوكيات أعضائها ولاعبيها ومديريها بالبُعد عن الشُبهات وما يتعارض مع أحكام الأديان وتقاليد المجتمعات.
-    عدم الاستعانة برجال الدين لإقامة الشعائر والندوات الدينية، وتوعية النشء والشباب بالقضايا الدينية التي تهمهم.
-    عدم الاكتراث بإيقاف الأنشطة الرياضية أثناء الأذان لإقامة الصلاة، مما يؤدي إلى التهاون في الاهتمام بالصلاة، ويُقلل من الوازع الديني لدى اللاعبين.   
 
رابعًا: آليات مكافحة ظاهرة شغب الملاعب
    يذكر بعض الخبراء عددًا من الآليات التي يمكن أن تساعد على الحد من ظاهرة شغب الملاعب تتلخص فيما يأتي:
1-     دور العلماء في تقويم السلوك
       من المهم بمكان أن نعرف أنه ليس من المستحيل وضع آليات لضبط وعلاج ظاهرة الشغب والسلوك السلبي، أو حتى تعديلها وتقويمها، خاصةً إذا ما تضافرت جهود مختلف الوسائط التربوية وعوامل الضبط الاجتماعي والتنشئة الاجتماعية، وفي هذا الصدد سوف نعرض لبعض آراء العلماء في ذلك.
أ‌-    خبراء التربية
لقد أصاب التربويون كثيرًا حينما أجمعوا على أن التربية ممارسة يمكن عن طريقها تقويم السلوك وتعديله، ومن ثم فهم أكثر اقتناعاً بأهمية الدور الذي تلعبه التربية بشكلٍ أو بآخر في تغيير الإنسان وطبائعه، حيث إنه يكتسب جانبيْ الخير والشر بالتطبع وليس بالطبع، لذا يعتمد خبراء التربية يعتمدون على أدوات التربية كافة، والتي يدخل في إطارها مفاهيم وقيم التربية الرياضية باعتبارها إحدىأدوات التربية العامة.
ب‌-    علماء الاجتماع
يتفق علماء الاجتماع فيما بينهم على أن التنشئة الإجتماعية السليمة هي هدفهم الأسمىوالمنشود لتعديل سلوك الفرد، بما يتماشى مع متطلبات الجماعة، ويؤكدون أهمية الدور الذي يمكن أن تلعبه وسائل وأساليب الضبط الإجتماعي كالبيت والأسرة ودور الحضانة والمدرسة والجامعة ودور العبادة والمؤسسات المعنية ومراكز الشرطة واللوائح والقوانين المنظمة وأُطر الثواب والعقاب في ضبط سلوك الفرد.
ت‌-    علماء النفس
يُحدد علماء النفس هدفهم الأسمى لعلاج تلك الظاهرة فيما يُسمى بعلم النفس الفردي من جهة، وعلم النفس الاجتماعي من جهةٍ أخرى؛ حيث يركز الأول على سلوكيات الفرد، في حين يتناول الثاني علاقته بالآخرين وكيفية استجابة الناس بوجهٍ عام لمواقف معينة، وإنه لمن المهم بمكان استثارة السمات الإرادية لدى الفرد، وتطويعها لصالح المجتمع، وتدعيم خبرات النجاح وزيادة الثقة بالنفس.
ث‌-    علماء الدين
يؤكد علماء الدين أنه لامناص من العودة لتعاليم الدين كي تتبوأ الأخلاق مكانتها السامية إذا أردنا سبلاً للإصلاح في ظل القدوة الحسنة والتبعية الصالحة، حيث يجمع العلماء على قبول الأخلاق للتغيير والتبديل وحجتهم في ذلك أن كثيرًا من أخلاقنا مكتسبة، ومن ثم يمكن تعديلها بما يتناسب مع تقاليد الدين وقيم المجتمع، وفي هذا الصدد يمكن الاستفادة من منهاج التربية الدينية، الذي يعتمد عدة أساليب وطرائف متكاملة منها أساليب ( القدوة الصالحة والنصح والموعظة والاقتناع والإمتاع)، فضلاً عن أساليب الترغيب والترهيب لضبط السلـوك وتقويمه.

2-    دور المؤسسات والأجهزة المسئولة
يجب على جميع الأجهزة المسئولة القيام بمهامها على أكمل وجه وجدية في إطار اختصاصها وتخصصاتها المختلفة وذلك على النحو التالي:
-    أن تقوم المؤسسات الإعلامية المختلفة بالعمل على نشر الثقافة الرياضية، وزيادة الوعي الرياضي لدى الجماهير من جهة، والالتزام بالحياد والموضوعية في القضايا الجماهيرية التي تتناولها، وعدم التحيز لهيئة أو نادٍ أو لعبة وإهمال الآخرين.
-    أن تقوم الأجهزة الأمنية بوضع الضوابط الحازمة والتشريعات الملزمة بوقف الشغب والتمادي فيه مع ضرورة تطبيق نصوص القانون بكل حزم حيال ضبط وإظهار الخارجين عليه من مثيري الشغب ومحترفيه.
-    أن تقوم الأجهزة الفنية والإدارية بكامل مسئولياتها التربوية والفنية نحولاعبيها وفرقها وجماهيرها، وكذلك أن يستعد حكام اللقاءات الرياضية بكل طاقاتهم البدنية والفنية لإدارة اللقاءات بكل حزمٍ وعدل، وعدم إثارة الجماهير وإعطاء كلِ ذي حقٍ حَقَه.
-    أن تقوم الأجهزة الطبية بالأندية بتدعيم الممارسات الصحية السليمة لدىاللاعبين، وتوقيع الكشف الطبي الدوري على اللاعبين، ومعالجة المصابين حتىاكتمال لياقتهم الصحية والبدنية.

1- وكيل كلية الإعلام ـ جامعة القاهرة ورئيس وحدة الدراسات الإعلامية بالمركز
2- مدرس الإدارة الرياضية كلية التربية الرياضية (بنات) جامعة الإسكندرية


إرسل لصديق

ما توقعك لمستقبل الاتفاق النووي الإيراني؟

ما توقعك لمستقبل الاتفاق النووي الإيراني؟