المركز العربي
للبحوث والدراسات
رئيس مجلس الادارة
عبد الرحيم علي

المدير التنفيذي 
هاني سليمان
ads

معركة الحسم: المشهد الانتخابي للجولة الثانية للانتخابات البرلمانية

الثلاثاء 01/ديسمبر/2015 - 10:45 ص
المركز العربي للبحوث والدراسات
د. يسرى العزباوى
تجرى معركة الإعادة اليوم للمرحلة الثانية على ويتنافس فى هذه المرحلة 426 مترشحا على 213 مقعدًا بالنظام الفردى فى 99 دائرة انتخابية، بعد حسم 9 مقاعد  من الجولة الأولي، فى حين حسمت قائمة فى حب مصر الانتخابات بنظام القائمة من الجولة الأولى بعد أن حصدت 60 مقعدًا فى قطاعى القاهرة وشرق الدلتا. ويبلغ إجمالى عدد الناخبين المقيدين فى قاعدة بيانات الناخبين فى المرحلة الثانية 28 مليونا و204 ألف و225 ناخبًا.
وقد جرت العملية الانتخابية للمرحلة الثانية في بيئة سياسية، محلية ودولية، مغايرة عن المرحلة الأولى التي جرت في أكتوبر الماضي. فعلى الصعيد الدولى، كانت للأحداث الإرهابية في فرنسا وسقوط الطائرة الروسية على شبة جزيرة سيناء تأثيرًا واضحًا على عملية التصويت، والدليل على ذلك أن محافظة جنوب سيناء جاءت الأكثر تصويتًا في محافظات المرحلة الثانية بواقع 44.5% من جملة من لهم حق الاقتراع، فضلاً عن تزايد وتيرة الحرب الباردة الجديدة على الأراضي السورية بين روسيا وحلفائها من جانب والولايات المتحدة وحلفائها من جانب ثان. أما على الصعيد الداخلي، فقد تحركت الدولة، وأن كان بشكل بطئ، لمحاولة ضبط الأسعار والتحرك العاجل لحل الأزمات التي شهدتها مصر خلال الفترة الماضية، مثل محاولة التعاطي بشكل إيجابي مع الأزمات المفاجئة مثل "أزمة الأمطار" في محافظات المرحلة الثانية، وتوقيع عقد المحطة النووية للأغراض السلمية في الضبعة تأثرًا ملحوظًا على العملية الانتخابية في المرحلة الثانية.    

اشترك بعض المرشحين المستقلين والحزبيين في تجاوز سقف الانفاق المالي المحدد. في الوقت ذاته لم تستطع اللجنة العليا أن تحرك ساكنًا أمام هذا التجاوز
أولا- دور المال السياسي
وفي الواقع الفعلى، لعب المال السياسي دورًا بارزًا في هذه المرحلة منذ الساعات الأولى لانطلاق الحملات الانتخابية. وفي الواقع اشترك بعض المرشحين المستقلين والحزبيين في تجاوز سقف الانفاق المالي المحدد من قبل اللجنة العليا للانتخابات، وفي الوقت ذاته لم تستطع اللجنة العليا أن تحرك ساكنًا أمام هذا التجاوز. وقد تجلت مظاهر وأشكال الانفاق المالي كما يلي: أولا، تجلى صورة المال في نجاح 4 من رجال الأعمال من الجولة الأولى من الـ 9 الفائزين على المقاعد الفردية. فضلاً عن دخول عدد ليس بالقليل من رجال الأعمال في جولة الإعادة، ومن المتوقع أن تحسم المعركة لصالحهم، خاصة وأن بعضهم يخوض العملية الانتخابية على أحزاب كبيرة يرأسها أيضًا رجال أعمال. كما يقوم بعض رجال الأعمال بتمويل حملات مرشحين، سواء أكانوا حزبيين أو مستقلين، يخضون غمار التنافس ضد مرشحين ينتمون لفئة أصحاب الأعمال.    
ثانيًا، وبالرغم من تعاظم دور المال السياسي في الانتخابات، وهو ملحوظ على مستوى العالم بما فيها الدول راسخة الديمقراطية، إلا أنه لم يستطع حسم المعركة الانتخابية في بعض الدوائر الأخرى التي قدر فيها الإنفاق بالملايين، مثل دائرة مدينة نصر والقاهرة الجديدة وبولاق، وبعض دوائر محافظة المنوفية والشرقية والدقهلية وكفر الشيخ. وبالتالى يمكن القول، بأن المال يلعب دورًا في العملية الانتخابية، وربما يرجح كفة مرشح عن أخر، إلا أنه ليس العامل الوحيد للفوز بعضوية البرلمان، وأن المرشح الذي يتبنى أجندة وطنية وخدمية على مستوى الدائرة يستطيع أن ينال شرف الفوز بالمقعد، وهو ما حدث في بعض الدوائر في المرحلة الأولى والثانية.
ثالثًا، أخذ المال السياسي أشكالاً متعددة في هذه الانتخابات، الشكل الأول هو دفع أموال نقدية "سائلة" للناخبين مباشرة أو عبر التبرع لبعض القري لبناء مساجد أو دور مناسبات ..إلخ، ويظهر هذا الأمر بشكل أكثر وضوحًا في الريف وبعض مناطق الحضر الأشد فقرًا. أما الشكل الثاني، هو دفع أموال للناخبين عبر فئة موجودة طوال العام ولكنها تنشط أثناء أية عملية الانتخابية يعرفون باسم "تجار الانتخابات" أو "سماسرة الانتخابات"، وهو يتمتعون بنفوذ كبير في الأماكن الفقيرة في المدن وفي القرى والنجوع في الريف. في حين ينصرف الشكل الأخير في صورة رشاي عينية على شكل توزيع لحوم وبطاطين وألعاب أطفال.. فضلاً عن محاولة شراء بعض الأدوية للمرضي والتكفل بمصاريف زواج الغير قادرين.
وجملة القول، أن الشكل الأول والثالث للأنفاق المالي يأخذ صورًا موسمية، وأثناء عمليات الاقتراع فقط، في حين يأخذ النمط الثاني، شكل "الديمومة"، ويخضع فيه المرشح الذي يفوز بالمقعد لابتزاز السماسرة طوال وجودة في البرلمان، وهؤلاء السماسرة لا يوجد لديهم انتماء للمرشح أو العضو ولكن ولائهم الأول والأخير هو لمن يدقع أكثر، وهو ما تجلى صورة أيضًا في شراء بعض المرشحين لفريق حملات مرشحين أخرين في بعض الدوائر. 
ثانيا: اللجنة العليا للانتخابات
دارت معركة شديدة الوطاس في هذه الجولة بين المرشحين على المقاعد الفردية والقوائم المختلفة أيضًا. وزادت سخونة هذا المعركة في الساعات الأولي لعملية التصويت في مختلف المحافظة 13 التى جرت فيها الانتخابات. واللافت انتقال الحرب الانتخابية من المقاعد الفردي إلى القوائم الأربع في دائرة العاصمة ووسط وجنوب الدلتا، صاحبة الخمسة عشر مقعدًا. وقد كانت قائمة "في حب مصر" طرف أساسي في كل الصراعات، وذلك لأنها القائمة الأبرز وصاحبة الحظوظ الأوفر، وهو ما تحقق بفوزها بالفعل. وقد تم هذا الأمر تحت مرمى ومسمع اللجنة العليا، والتي أدارت العملية الانتخابية تحت مبدأ "دعه يخترق...دعه يفوز"، واهتمت فقط بالجوانب الإجرائية للعملية الانتخابية دون سواها. وفي ضواء هذا يمكن رصد ما يلي:
 أولا، وصلت الاتهامات بين القوائم إلى درجة "الخيانة العظمي" والتنسيق مع الإخوان وضم رموز بعض الشيعة وغيرها من الاتهامات التي سمعناها من كل القوائم ضد بعضها البعض. وما يهمنا في هذا الإطار، ليست الاتهامات التي تستوجب المسائلة القانونية أن صدقت،  ولكن استمرار خرق الصمت الانتخابي من القوائم، حتى في يومي الاقتراع، ولم تحرك اللجنة العليا ساكنًا، وكل ما فعلته هو تحويل بعض البلاغات إلى النيابة ضد من تجاوز، والذي فاز بعضهم بالفعل، على الرغم من أن القانون يعطيها الحق تمامًا في فرض غرامات مالية وصولاً إلى شطب المرشحين.
ثانيًا، استمرار تأخر فتح بعض اللجان، على الرغم من أن الانتخابات تجرى في محافظات الدلتا، وهي محافظات قريبة من العاصمة، ويوجد عدد كافً من السادة القضاة من أبناء هذه المحافظات. ثالثًا، تأخر اللجنة في إعلان الكشوف الانتخابية للمرشحين في المرحلة الثانية عن الأولى، في الوقت الذي طالب فيه البعض اللجنة بنشر سيرة ذاتية مختصرة للمرشحين للتعرف عليهم وللتدقيق في الاختيار، وهو ما لم يتحقق. ونعتقد بأن هذه الأمور من الممكن تلافيها مع إنشاء الهيئة الوطنية الدائمة للانتخابات.
ثالثا: ارتفاع نسبة المشاركة

نشير إلى ارتفاع نسبة المشاركة عن المرحلة الأولى، ويرجع ذلك إلى العديد من العوامل: أولها زيادة الهيئة الناخبة في محافظات المرحلة الثانية، ثانيها ضعف التأثير القبلى والعائلي لصالح التصويت الفئوى والمناطقي، والذي يسهل فيه عملية الحشد والتعبئة للناخبين، ثالثها التحرك من قبل بعض مؤسسات الدولة والمجتمع المدني في حفز وتشجيع المواطنين على المشاركة، وقد ظهر هذا من خلال بعض المبادرات التى جمعت وزارة الشباب والمجلس القومى لمتحدى الإعاقة والاتحاد العام للجمعيات الأهلية في توعية الشباب وحثهم على ضرورة المشاركة. رابعها، التحرك الإيجابي من الإعلام الذي تناول قضايا الانتخابات في المرحلة الثانية بشكل مغاير تماًما عن المرحلة الأولى، حيث كانت الرسالة الإعلامية إيجابية في مجملها، حيث قل التوجيه من قبل بعض مقدمى البرامج الحوارية فضلا عن إعطاء وجبه معلوماتية للناخبين في بعض الأحيان عن الدوائر والمقاعد المطلوبة لكل دائرة.

وخامسها، تغير في تكيتك الحملات الانتخابية للكثير من المرشحين والأحزاب، حيث دعى الجميع المواطنين منذ اللحظة الأولى لبدء الدعاية في المرحلة الثانية لضرورة المشاركة، والنزول بكثافة إلى المراكز الانتخابية، وهو ما دفع إلى الزيادة الطفيفة لعملية المشاركة.

وحرى بنا الإشارة إلى ارتفاع نسبة الأصوات الباطلة، والتى بلغت في الخارج 5.2%، والداخل 6.8% وهي نسبة أقل من المرحلة الأولى والتى وصلت حوالى 10%. وفي الواقع، ربما نجد تبريرًا لارتفاع نسبة الأصوات الباطلة في الداخل لكننا لا نجد تفسيرًا للأصوات الباطلة في الخارج سوى أنهم لا يعرفون بالضبط عدد المقاعد المطلوبة لكل دائرة والمرشحين. أما الذهب بالقول بأن هناك مشاركة "سلبية" فهو قول بحاجة إلى مراجعة، وذلك لأن الانتخابات لا تجري على أساس برامجي أو مشروع سياسي وأضح سواء من الأحزاب أو المستقلين.

رابعاً: نتائج مشابهة للمرحلة الأولى

وصف الانتخابات في المرحلة الثانية بأنها "معركة تكسير عظام" بين المرشحين، وهو ما انعكس بالضرورة على جولة الإعادة، والتي مازالت تدق فيها طبول الحرب الانتخابية. 

1- المرشحين الحزبين والمستقلين في الانتخابات: جرت الانتخابات في الجولة الأولى للمرحلة الثانية بين 2897 مرشحًا منهم 1979 مستقلاً و 918 مرشحًا حزبيًا، بينما بلغت عدد السيدات من جملة المترشحين 167 سيدة

جدول يوضح إجمالى المرشحين في مختلف المحافظات

المحافظة

عدد الدوائر

جملة المقاعد الفردية

جملة مقاعد القوائم

عدد المستقلين

عدد الحزبين

إجمالى المرشحين

القاهرة

24

49

14

560

257

817

قليوبية

10

25

7

185

93

278

الدقهلية

11

29

8

273

93

366

كفر الشيخ

8

16

4

125

74

199

الغربية

9

24

7

173

87

260

المنوفية

9

20

5

88

143

231

بور سعيد

3

4

1

83

5

88

الإسماعيلية

4

6

2

66

32

98

السويس

1

4

1

34

16

50

الشرقية

13

30

7

230

98

328

دمياط

3

7

2

75

29

104

شمال سيناء

4

5

1

29

8

37

جنوب سيناء

3

3

1

23

18

41

الإجمالى

102

222

60

1979

918

2897

ومن الجدول، يتضح عدد من الحقائق، وهي كما يلي: أولا، أن محافظة المنوفية فقط هي التى زاد فيها عدد المرشحين الحزبين 143 مرشحًا في حين بلغ عدد المرشحين المستقلين 88 مرشحًا، وهو الأمر الذي يحدث لأول مرة في تاريخ الانتخابات المصرية أن يكون عدد المرشحين الأحزاب في أية محافظة يفوق عدد المرشحين المستقلين بأكثر من الثلثين. ثانيًا، هناك بعض المحافظات كان فيها عدد المرشحين المستقلين ضعف الحزبيين مثل الإسماعيلية والقليوبية وكفر الشيخ والسويس ولم يكن فيها تمثيل ضعيف للأحزاب. ثالثًا، قارب عدد المرشحين الحزبين والمستقلين في محافظة جنوب سيناء، فكان الفرق بينهم خمس مرشحين فقط. رابعًا، ارتفاع عدد المرشحين الحزبين في المرحلة الثانية عن الأولى حيث وصل إلى 918 مرشحًا.

 

2- المرأة في جولة الإعادة: أما بالنسبة للمرشحات السيدات، فقد ارتفاع عدد النساء في هذه المرحلة عن سابقتها حيث وصل عددهن إلى 167 مرشحة، وهذا نتيجة طبيعية تمامًا لطبيعية محافظات الوجه البحرى والعاصمة، التى جاءت في المرتبة الأولى من حيث ترشح النساء 68 مرشحة.

جدول يوضح إجمالى النساء على مستوى الترشح والنتائج للجولة الأولى

المحافظة

عدد المرشحات

من يخضن جولة الإعادة

القاهرة

68

6

قليوبية

13

1

الدقهلية

19

3

كفر الشيخ

2

-

الغربية

18

2

المنوفية

9

1

بور سعيد

6

1

الإسماعيلية

6

-

السويس

3

-

الشرقية

10

3

دمياط

7

1

شمال سيناء

1

-

جنوب سيناء

5

-

الإجمالى

167

18

من الجدول، نؤكد أنه جاءت محافظات الدقهلية والغربية بعد القاهرة في عدد المترشحات بواقع 19 و 18 على الترتيب  ثم القليوبية والشرقية بواقع 13 و 10 مرشحات على الترتيب. وفي الواقع انعكست نسبة الترشح على جولة الإعادة، حيث احتلت محافظة القاهرة المرتبة الأولى من حيث عدد السيدات اللاتي يخضن جولة الإعادة بواقع 6 سيدات، تأتى بعدها محافظة الشرقية والدقهلية بواقع ثلاث سيدات. وأخيرًا، هناك خمس محافظات لا يخوضن فيها سيدات جولة الإعادة، وهي: محافظات مدن القناة (الإسماعيلية وجنوب وشمال سيناء والسويس)، فضلاً عن محافظة كفر الشيخ.

خرج عدد كبير من الأحزاب من سباق التنافس خالية الوفاض في الوقت الذي ظهرت فيه أحزاب لأول مرة يسمع عنها الناخب المصري

3- المسيحين في جولة الإعادة: خاض عدد كبير من المرشحين المسيحيين غمار سباق التنافس على المقاعد الفردية، واللافت أن بعضهم لا ينتمى لأية أحزاب سياسية، ولكن أغلب المرشحين المسيحين في الأحزاب كانوا على قوائم حزب المصريين الأحرار والوفد والمصري الديمقراطي الاجتماعي. قد انعكس العدد المتزايد للمرشحين المسيحيين على مستوى النتائج حيث تواصلت المفاجآت وفاز من الجولة الأولى مرشح قبطي في مدينة نصر. فضلا عن ذلك يخوض جولة الإعادة حوالى 19 مرشحًا مسيحيًا في محافظات القاهرة والدقهلية والشرقية بواقع ثلاث مرشحين، ومرشحًا في كل من السويس والغربية والقليوبية والمنوفية وكفر الشيخ. واللافت هنا أن أغلبهم ينتمى إلى أحزاب سياسية وليسوا من المستقلين.

4- الحصاد الإيجابي للأحزاب:

في المرحلة الأولى، حدث مفاجأة من العيار الثقيل، حيث حصدت الأحزاب 108 مقعدًا في جولة الإعادة بعدما حصلت على مقعد واحد فقط في الجولة الأولى، وهو ما جاء عكس الانطباع السائد بأن الأحزاب لن تستطيع الحصول على مقاعد في الانتخابات. ومن الواضح تمامًا تكرار نفس نتائج المرحلة الأولى.

جدول يوضح عدد مرشحي بعض الأحزاب في جولة الإعادة وعدد المقاعد التى حصل عليها كل حزب.

 الحزب

عدد المرشحين

عدد المرشحين في الإعادة

المقاعد التى حصل عليها الحزب في الفردي

المقاعد التى حصل عليها الحزب في القائمة

المصريين الأحرار

111

54

-

3

مستقبل وطن

87

47

1

6

الوفد

111

31

1

2

الشعب الجمهوري

38

4

-

-

النور

70

8

-

-

المؤتمر

52

5

-

2

حماة الوطن

75

8

 

5

المصري الديمقراطي الاجتماعي

30

1

-

-

الحركة الوطنية

13

6

1

-

المحافظين

20

2

 

5

التجمع

13

1

-

-

المواجهة

3

1

-

-

الإصلاح والتنمية

16

1

-

2

السادات الديمقراطي

-

1

 

 

مصر العروبة

-

1

 

 

من الجدول السابق يمكن أبداء عدد من الملاحظات: أولاً، مازالت أحزاب المصريين الأحرار ومستقبل وطن والوفد تحافظ على المقدمة من حيث عدد المرشحين في جولة الإعادة فلكل منهما 54 و 47 و 31 مرشحًا على الترتيب. ثانيًا، في الوقت الذي استطاعت فيه كل من أحزاب الوفد والحركة الوطنية ومستقبل وطن من حسم مقعدًا على المقاعد الفردية لم تستطع باق الأحزاب من الحصول على أية مقاعد. ثالثًا، تراجع واضح في أداء حزب النور والشعب الجمهوري، والذي يخوض كليهما جولة الإعادة بـ 8 مرشحين بالرغم من العدد الكبير الذي خاض به غمار المنافسة.

رابعًا، استمرار تراجع أحزاب اليسار، خاصة التجمع الذي يخوض معركة الإعادة بمرشح واحد وكذلك الديمقراطي الاجتماعي في مفاجأة من العيار الثقيل. وأخيرًا هناك عدد كبير من الأحزاب خرجت من سباق التنافس خالية الوفاض مثل التحالف الشعبي الاشتراكي وغيره الكثير في الوقت الذي ظهرت فيه أحزاب لأول مرة يسمع عنها الناخب المصري مثل حزب المواجهة والذي يخوض جولة الإعادة بمرشح.

5- الفئات صاحبة التمييز الإيجابي

في الواقع الانتخابي لم يتغير نتيجة الفئات صاحبة التمييز الإيجابي كثيرًا عن المرحلة الأولى، حيث لم تحصل النساء على أية مقاعد إضافية في حين حصد المسيحيين على مقعد واحد فقط من الجولة الأولى للمرحلة الثانية.

جدول يوضح حصاد الفئات صاحبة التمييز الإيجابي من المرحلة الأولى للانتخابات

م

إجمالى التمثيل القوائم في المرحلة الثانية

نسبة التمثيل إلى إجمالى مقاعد البرلمان في المرحلة الثانية

عدد المقاعد التي حصلت عليها كل فئة من المقاعد الفردية

المسيحيين

12

2.1

1

العمال والفلاحين

8

1.4

-

الشباب

8

1.4

-

الأشخاص ذوى الإعاقة

4

0.7

-

المقيمين في الخارج

4

0.7

-

المرأة

28

6.5

-

من الجدول يمكن التأكيد على ما يلي: أولا، أن هذه النسبة مرجحة للزيادة للنساء والمسيحيين فقط دون الفئات الأخرى، خاصة وأن هناك 18 سيدة تخوض الإعادة و 14 قبطي، كما سلف القول. ثانيًا، من شدة سخونة المعركة لن تحصل المرأة على نفس نسبة المرحلة الأولى على المقاعد الفردية (5 مقاعد) في الوقت الذي ربما تتساوى فيه نسبة المرشحين الأقباط أو تزيد.

ثالثًا، لا تعكس هذه النتائج بالضرورة المزاج العام للناخب المصري، حيث يرى بعض المحللين بأن هناك تحولاً عام في وعي وإدراك الناخبين لأهمية التصويت لصالح المرأة والمسيحين.

وفي مجمل القول، أن مرحلة الإعادة ستشهد منافسة قوية بين المرشحين الحزبيين وبعضهم البعض وبين المستقلين والحزبيين من جانب ثان، وأن تجربة المرحلة الأولى تقول بأنه حينما تكون المنافسة بين مرشح حزبي ومستقل، الغلبة فيها تكون للحزب. لكن من المؤكد أن المستقلين سيظل لهم الغلبة في النتائج النهائية للانتخابات المصرية. وعلى الرغم من ذلك سوف تتغير طبيعة التحالفات داخل البرلمان المصري، ولن تظل التحالفات الانتخابية كما هي، وهو ما بدأ يتبلور قبل الانتهاء من انتخابات المرحلة الثانية.

إرسل لصديق

ما توقعك لمستقبل الاتفاق النووي الإيراني؟

ما توقعك لمستقبل الاتفاق النووي الإيراني؟