رؤية مستقبلية: دوافع وتداعيات التدخل العسكري الروسي في سوريا
الأحد 01/نوفمبر/2015 - 10:42 ص
هاجر محمد أحمد عبدالنبي
بعد إعلان الكرملين منح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تفويضًا بنشر قوات عسكرية داخل سوريا، قررت روسيا أن تتدخل عسكريًا لمواجهة تحدد مواقع تنظيم داعش الإرهابي، لدعم نظام بشار الأسد من أجل الحفاظ على مصالحها الإستراتيجية والاقتصادية في المنطقة. ومنذ قيام الثورة السورية قدمت روسيا كثيرا من الدعم السياسي والاقتصادي والعسكري بهدف منع انهيار النظام الحاكم، ويبدو أن ذلك الدعم المستمر والخوف من انهيار حكومة الأسد ينطوي على عدة أسباب؛ منها على سبيل المثال، حماية القاعدة العسكرية الروسية في ميناء طرطوس السوري، وبالتالي تحقيق وجود روسي في الشرق الأوسط، والصراع على الغاز والنفط كمصادر للطاقة، كذلك الاستفادة من الحلف الروسي السوري العراقي الإيراني لبناء قوة إستراتيجية تدعم الصعود الاقتصادي والساسيي لروسيا.
أن مواجهة حلف التاتو وإستراتيجيته التي تهدف لحصار روسيا داخل حدودها هو أهم ما يحرك النظام الروسي، فضلًا عن رغبة بوتين في كسب شعبية على إثر محاربته للإرهاب في سوريا
أولا: دوافع التدخل الروسي في سوريا
يجب أن نأخذ بعين الاعتبار الدوافع والأسباب التي تحرك دولة كبيرة مثل روسيا وتجعلها تتخذ قرارات جريئة – عرفت بـ"الروليت الروسية"- في التعامل مع القضايا الدولية والحقيقة أن مواجهة حلف التاتو وإستراتيجيته التي تهدف لحصار روسيا داخل حدودها هو أهم ما يحرك النظام الروسي، فضلًا عن رغبة الرئيس بوتين في كسب شعبية كبيرة على إثر محاربته للإرهاب في سوريا، ودعم الجيش العربي السورى مثلما حدث عندما تدخل في أوكرانيا حيث ازدادت شعبيته، ووصلت إلى 80%.
1- دعم سوريا كحليف إستراتيجي, حيث يشهد التاريخ علاقات تحالف بين الدولتين منذ تأسيسهما، فالاتحاد السوفيتي كان أول دولة تعترف بالجمهورية العربية السورية بعد استقلالها عام 1944، كذلك كانت سوريا حليفا قويا له خلال الحرب الباردة, وعلى ذلك تأسست العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وتم توقيع معاهدات عسكرية واقتصادية لتقوية الجيش السوري، ولدعم الوجود العسكري الروسي في سوريا من خلال إنشاء قاعدة عسكرية بحرية للأسطول الروسي، لذلك كان من الطبيعي أن يستمر الدعم المقدم من روسيا بعد قيام الثورة السورية للحفاظ على تلك الصداقة التي تخدم مصلحة الدولتين والوقوف أمام أى تهديد للنظام، خاصة القادم من الجماعات الإرهابية وفي مقدمتها داعش وجبهة النصرة، حيث يسيطر الإرهابيون على عدة مدن سورية مما مهد لانهيار نظام الأسد ومصالح روسيا داخل الدولة التي تحقق لها وجود في الشرق الأوسط .
2- الأهمية العسكرية لقاعدة طرطوس الروسية، كآخر قاعدة للأسطول العسكري الروسي على البحر المتوسط والتي تمنح القوات الروسية الوصول السريع إلى البحر الأحمر والمحيط الأطلسي، بعد أن أفقدها الغرب موانئها في العراق وليبيا ولم يكن أمامها سوى ميناء طرطوس، لذا خشيت روسيا أن تفقده خاصة بعد تدخل الغرب في الحرب الأهلية السورية ومطالبة واشنطن برحيل الأسد وذلك يعني تهديدا مباشرا بفقدان القاعدة البحرية الأخيرة التي تجعل لروسيا موضع قدم في المنطقة، خاصة أن مثل ذلك السيناريو حدث بالفعل عندما تدخل التحالف الغربي في ليبيا بعد ثورة 17 فبراير، وساعدوا في إسقاط القذافي مما تسبب في خسارة كبيرة لروسيا، حيث فقدت حقها في استخدام الموانئ الليبية، كما خسرت عقود تدريب وتسليح كانت بينها وبين الجيش الليبي. من ذلك يظهر محاربة الغرب بقوة للدولة الروسية والعمل على حصارها بشتى الطرق، فكان رد روسيا على ذلك هو قصف مواقع لداعش بهدف دعم الجيش النظامي السوري لبقاء نظام الأسد الذي يضمن لها مصالحها الإستراتيجية والعسكرية.
3- حماية المصالح الاقتصادية، حيث تخوض الدول العظمى حربًا للحصول على مصادر الطاقة، وروسيا دولة كبيرة ترغب في تقوية إمكاناتها، وهذا ما يفعله بوتين منذ أن وصل للحكم وأخذ يعيد بناء القوة الروسية لتصبح قوة عالمية، ونجح في تحسين الأوضاع الاقتصادية وكان من الطبيعي أن يبحث عن مصادر للطاقة من أجل تسهيل عملية بناء القوة، وبما أن سوريا حليف لروسيا ودولة تتمتع باحتياطي كبير للغاز، شعرت روسيا أنها الدولة الأولى الأحق بالاستفادة من حقول الغاز السورية، لأنه المصدر الرئيسي للطاقة في القرن ال 21 بعد تراجع احتياطي النفط في العالم، كما أنه مصدر طاقة نظيف ويعتبر السيطرة على مناطقه بمثابة أهم مكسب للدول العظمى، لذلك ترغب روسيا أن يكون لها حصة كبيرة من السوق الأوربية، وسيطرة على سوق الغاز. كذلك تريد موسكو أن تضمن سداد الديون السورية المتزايدة منذ بداية الثورة لمواجهة الأزمة الاقتصادية. فضلًا عن رغبة روسيا في الحفاظ على العقود والامتيازات التي حصلت عليها في سوريا، ودخلت حيز التنفيذ مثل عقد التنقيب البحري الذي يشمل إجراء عمليات مسح وتنقيب عن البترول.
يجب أن نأخذ بعين الاعتبار الدوافع والأسباب التي تحرك دولة كبيرة مثل روسيا وتجعلها تتخذ قرارات جريئة – عرفت بـ"الروليت الروسية"- في التعامل مع القضايا الدولية والحقيقة أن مواجهة حلف التاتو وإستراتيجيته التي تهدف لحصار روسيا داخل حدودها هو أهم ما يحرك النظام الروسي، فضلًا عن رغبة الرئيس بوتين في كسب شعبية كبيرة على إثر محاربته للإرهاب في سوريا، ودعم الجيش العربي السورى مثلما حدث عندما تدخل في أوكرانيا حيث ازدادت شعبيته، ووصلت إلى 80%.
1- دعم سوريا كحليف إستراتيجي, حيث يشهد التاريخ علاقات تحالف بين الدولتين منذ تأسيسهما، فالاتحاد السوفيتي كان أول دولة تعترف بالجمهورية العربية السورية بعد استقلالها عام 1944، كذلك كانت سوريا حليفا قويا له خلال الحرب الباردة, وعلى ذلك تأسست العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وتم توقيع معاهدات عسكرية واقتصادية لتقوية الجيش السوري، ولدعم الوجود العسكري الروسي في سوريا من خلال إنشاء قاعدة عسكرية بحرية للأسطول الروسي، لذلك كان من الطبيعي أن يستمر الدعم المقدم من روسيا بعد قيام الثورة السورية للحفاظ على تلك الصداقة التي تخدم مصلحة الدولتين والوقوف أمام أى تهديد للنظام، خاصة القادم من الجماعات الإرهابية وفي مقدمتها داعش وجبهة النصرة، حيث يسيطر الإرهابيون على عدة مدن سورية مما مهد لانهيار نظام الأسد ومصالح روسيا داخل الدولة التي تحقق لها وجود في الشرق الأوسط .
2- الأهمية العسكرية لقاعدة طرطوس الروسية، كآخر قاعدة للأسطول العسكري الروسي على البحر المتوسط والتي تمنح القوات الروسية الوصول السريع إلى البحر الأحمر والمحيط الأطلسي، بعد أن أفقدها الغرب موانئها في العراق وليبيا ولم يكن أمامها سوى ميناء طرطوس، لذا خشيت روسيا أن تفقده خاصة بعد تدخل الغرب في الحرب الأهلية السورية ومطالبة واشنطن برحيل الأسد وذلك يعني تهديدا مباشرا بفقدان القاعدة البحرية الأخيرة التي تجعل لروسيا موضع قدم في المنطقة، خاصة أن مثل ذلك السيناريو حدث بالفعل عندما تدخل التحالف الغربي في ليبيا بعد ثورة 17 فبراير، وساعدوا في إسقاط القذافي مما تسبب في خسارة كبيرة لروسيا، حيث فقدت حقها في استخدام الموانئ الليبية، كما خسرت عقود تدريب وتسليح كانت بينها وبين الجيش الليبي. من ذلك يظهر محاربة الغرب بقوة للدولة الروسية والعمل على حصارها بشتى الطرق، فكان رد روسيا على ذلك هو قصف مواقع لداعش بهدف دعم الجيش النظامي السوري لبقاء نظام الأسد الذي يضمن لها مصالحها الإستراتيجية والعسكرية.
3- حماية المصالح الاقتصادية، حيث تخوض الدول العظمى حربًا للحصول على مصادر الطاقة، وروسيا دولة كبيرة ترغب في تقوية إمكاناتها، وهذا ما يفعله بوتين منذ أن وصل للحكم وأخذ يعيد بناء القوة الروسية لتصبح قوة عالمية، ونجح في تحسين الأوضاع الاقتصادية وكان من الطبيعي أن يبحث عن مصادر للطاقة من أجل تسهيل عملية بناء القوة، وبما أن سوريا حليف لروسيا ودولة تتمتع باحتياطي كبير للغاز، شعرت روسيا أنها الدولة الأولى الأحق بالاستفادة من حقول الغاز السورية، لأنه المصدر الرئيسي للطاقة في القرن ال 21 بعد تراجع احتياطي النفط في العالم، كما أنه مصدر طاقة نظيف ويعتبر السيطرة على مناطقه بمثابة أهم مكسب للدول العظمى، لذلك ترغب روسيا أن يكون لها حصة كبيرة من السوق الأوربية، وسيطرة على سوق الغاز. كذلك تريد موسكو أن تضمن سداد الديون السورية المتزايدة منذ بداية الثورة لمواجهة الأزمة الاقتصادية. فضلًا عن رغبة روسيا في الحفاظ على العقود والامتيازات التي حصلت عليها في سوريا، ودخلت حيز التنفيذ مثل عقد التنقيب البحري الذي يشمل إجراء عمليات مسح وتنقيب عن البترول.
أن التدخل العسكري من قبل القوات الروسية إلى جانب القوات الإيرانية يزيد من الوجود والنفوذ الإيراني في سوريا، مما أثار المخاوف الخليجية من هذا التدخل
ثانيا: تداعيات التدخل الروسي في سوريا
أثار التدخل العسكري الروسي في سوريا الانتباه على المستوى الإقليمي والعالمي وبالأخص، من القوى الكبرى مثل الولايات المتحدة الأمريكية التى تتحدث عن مستقبل ما بعد الأسد، في حين أن روسيا وإيران تؤيدان نظام الأسد لمصلحتهما الاقتصادية والإستراتيجية، مما يزيد من حدة التوتر بين الدولتين بسبب التقارب الإيراني –الروسي وكل منهما يمثل خظرًا بالنسبة للولايات المتحدة، فعدم التوصل إلى حل سياسي مشترك من شأنه تحديد ملامح المرحلة الانتقالية في سوريا, سيؤدي إلى قلب موازين القوة في النظام الدولي بين القوى الرئيسية فيه.
1- ذلك التدخل العسكري من قبل القوات الروسية إلى جانب القوات الإيرانية يزيد من الوجود والنفوذ الإيراني في سوريا، مما أثار المخاوف الخليجية من هذا التدخل الروسي خشية من أن يحدث في سوريا ما حدث في العراق، كما أن ذلك التحالف الإيراني الروسي سوف يخدم أهداف الدولتين من النواحي الاقتصادية والإستراتيجية.
2- وجود القوات القتالية الروسية الجوية قد يعرقل الوجود الجوي للقوات الأمريكية، برغم اختلاف المناطق كذلك بالنسبة لإسرائيل، فالتدخل الروسي يقلل من العمليات الجوية لإسرائيل فوق سماء سوريا بسبب وجود أنظمة دفاع جوي روسية تدفع إسرائيل إلى تقليل، وربما إنهاء عمليات القصف الجوية على المناطق التي توجد بها قوات روسية لتجنب الصدام المباشر بين القوتين، مما يرجح احتمال زيادة القوات الإيرانية في سوريا وتلعب تلك العوامل دورا قويا في الحد من قدرة المعارضة السورية على إتمام عملياتها كما يخدم ذلك الجيش النظامي، حيث تستطيع روسيا نشر قوات بحرية وبرية أكثر في سوريا مما يرجح من احتمال بقاء الأسد قي الحكم. وهذا بدوره يتعارض مع الرؤية الأمريكية لحل الصراع والتي تستند على ضرورة رحيل الأسد.
3- التدخل العسكري الروسي قد يعزز من التقارب الأمريكي- التركي في سوريا, حيث تؤيد تركيا المسار الأمريكي تجاه القضية السورية، لكي تتجنب الأحتكاك مع روسيا، ولقد تتخذ الولايات المتحدة من الوجود الروسي في سوريا ذريعة لزيادة تعقيد مطلب تركيا بإقامة منطقة آمنة في شمال سوريا, لأن مثل ذلك الأمر لن يحدث إلا في حال موافقة روسيا الموجودة هناك بالفعل وهذا ضرر بمصالح تركيا التي تريد رحيل نظام الأسد، كما أن استهداف القوات المحاربة لنظام بشار من قبل القوات الروسية سوف يحبط المخطط التركي بالاستفادة من تلك القوات إما في الإطاحة بالأسد أو في تأمين المنطقة التي ترغب في إنشائها في سوريا.
4- تعتبر التداعيات العسكرية أهم نتائج التدخل العسكري الروسي، فالقوة القتالية الجوية لروسيا تخدم نظام الأسد بقوة حيث تعمل على تدريب وتزويد الجيش النظامي السوري وإعطائه خبرة عسكرية متطورة ومثل ذلك الدعم يكون على عكس رغبة الثوار وضياعًا لثورتهم التي قامت لرحيل الأسد، حيث أن التدخل الروسي من شأنه أن يوفر حراكًا كبيرًا للأسد يجعله يستنزف موارد الثوار البشرية والقتالية، وهناك في المقابل نتائج سيئة على القوة العسكرية الروسية، حيث أكد معهد واشنطن بوست الشهر الماضي على تراجع تلك القوة مما يعني زيادة الإنفاق على القوات العسكرية لتحقيق مخططات موسكو وذلك الإنفاق سيؤثر بالسلب على النواحي الاقتصادية والسياسية، ومشاريع البنى التحتية في روسيا، ورغم كل ذلك لم ترجع موسكو في قرارها بالتدخل في سوريا، ربما لأن هدفها من ذلك التدخل أكبر من أى تكلفة مؤقتة يمكن أن تتحملها.
أثار التدخل العسكري الروسي في سوريا الانتباه على المستوى الإقليمي والعالمي وبالأخص، من القوى الكبرى مثل الولايات المتحدة الأمريكية التى تتحدث عن مستقبل ما بعد الأسد، في حين أن روسيا وإيران تؤيدان نظام الأسد لمصلحتهما الاقتصادية والإستراتيجية، مما يزيد من حدة التوتر بين الدولتين بسبب التقارب الإيراني –الروسي وكل منهما يمثل خظرًا بالنسبة للولايات المتحدة، فعدم التوصل إلى حل سياسي مشترك من شأنه تحديد ملامح المرحلة الانتقالية في سوريا, سيؤدي إلى قلب موازين القوة في النظام الدولي بين القوى الرئيسية فيه.
1- ذلك التدخل العسكري من قبل القوات الروسية إلى جانب القوات الإيرانية يزيد من الوجود والنفوذ الإيراني في سوريا، مما أثار المخاوف الخليجية من هذا التدخل الروسي خشية من أن يحدث في سوريا ما حدث في العراق، كما أن ذلك التحالف الإيراني الروسي سوف يخدم أهداف الدولتين من النواحي الاقتصادية والإستراتيجية.
2- وجود القوات القتالية الروسية الجوية قد يعرقل الوجود الجوي للقوات الأمريكية، برغم اختلاف المناطق كذلك بالنسبة لإسرائيل، فالتدخل الروسي يقلل من العمليات الجوية لإسرائيل فوق سماء سوريا بسبب وجود أنظمة دفاع جوي روسية تدفع إسرائيل إلى تقليل، وربما إنهاء عمليات القصف الجوية على المناطق التي توجد بها قوات روسية لتجنب الصدام المباشر بين القوتين، مما يرجح احتمال زيادة القوات الإيرانية في سوريا وتلعب تلك العوامل دورا قويا في الحد من قدرة المعارضة السورية على إتمام عملياتها كما يخدم ذلك الجيش النظامي، حيث تستطيع روسيا نشر قوات بحرية وبرية أكثر في سوريا مما يرجح من احتمال بقاء الأسد قي الحكم. وهذا بدوره يتعارض مع الرؤية الأمريكية لحل الصراع والتي تستند على ضرورة رحيل الأسد.
3- التدخل العسكري الروسي قد يعزز من التقارب الأمريكي- التركي في سوريا, حيث تؤيد تركيا المسار الأمريكي تجاه القضية السورية، لكي تتجنب الأحتكاك مع روسيا، ولقد تتخذ الولايات المتحدة من الوجود الروسي في سوريا ذريعة لزيادة تعقيد مطلب تركيا بإقامة منطقة آمنة في شمال سوريا, لأن مثل ذلك الأمر لن يحدث إلا في حال موافقة روسيا الموجودة هناك بالفعل وهذا ضرر بمصالح تركيا التي تريد رحيل نظام الأسد، كما أن استهداف القوات المحاربة لنظام بشار من قبل القوات الروسية سوف يحبط المخطط التركي بالاستفادة من تلك القوات إما في الإطاحة بالأسد أو في تأمين المنطقة التي ترغب في إنشائها في سوريا.
4- تعتبر التداعيات العسكرية أهم نتائج التدخل العسكري الروسي، فالقوة القتالية الجوية لروسيا تخدم نظام الأسد بقوة حيث تعمل على تدريب وتزويد الجيش النظامي السوري وإعطائه خبرة عسكرية متطورة ومثل ذلك الدعم يكون على عكس رغبة الثوار وضياعًا لثورتهم التي قامت لرحيل الأسد، حيث أن التدخل الروسي من شأنه أن يوفر حراكًا كبيرًا للأسد يجعله يستنزف موارد الثوار البشرية والقتالية، وهناك في المقابل نتائج سيئة على القوة العسكرية الروسية، حيث أكد معهد واشنطن بوست الشهر الماضي على تراجع تلك القوة مما يعني زيادة الإنفاق على القوات العسكرية لتحقيق مخططات موسكو وذلك الإنفاق سيؤثر بالسلب على النواحي الاقتصادية والسياسية، ومشاريع البنى التحتية في روسيا، ورغم كل ذلك لم ترجع موسكو في قرارها بالتدخل في سوريا، ربما لأن هدفها من ذلك التدخل أكبر من أى تكلفة مؤقتة يمكن أن تتحملها.
أن القوة القتالية الجوية لروسيا تخدم نظام الأسد بقوة حيث تعمل على تدريب وتزويد الجيش النظامي السوري وإعطائه خبرة عسكرية متطورة
ثالثا رؤية مستقبلية:
يمكن طرح ثلاثة سيناريوهات للتدخل العسكري الروسي في سوريا
1- استمرار التدخل العسكري، وهو الاحتمال الأقرب حتى الآن وذلك يعني زيادة تأزم الموقف الدولي بين كل من روسيا وإيران والولايات المتحدة وتركيا وإسرائيل على وجه الخصوص باعتبارهما الأطراف الرئيسية التي لها موضع قدم في سوريا، لأنه يدعم من فرصة بقاء نظام الأسد على عكس رغبة الولايات المتحدة وحلفائها الأمر الذي ربما يخلق حرب بين القطبين الكبيرين، كما يزيد الانقسام السياسي في منطقة الشرق الأوسط، مما يشجع داعش على الانتشار في الدول العربية بسبب انشغال القوى الدولية بقضايا أخرى.
2- انسحاب القوات الروسية من سوريا, وذلك في حالتين؛ أولًا: إذا شعرت روسيا أن "الروليت" لم يخدمها، وأنها ستخسر الكثير من مواردها البشرية والعسكرية والاقتصادية دون أن تدرك ما تخطط له، ثانيًا: في حالة التوصل إلى حل للأزمة السورية بمنأى عن روسيا، أي عندما تتولى الولايات المتحدة والقوى الدولية الأخرى شاملة العرب مسئولية إنهاء الصراع السوري بالحلول السلمية، عن طريق تشكيل حكومة انتقالية ممثلة لفئات الشعب السوري، فبذلك تجبر واشنطن موسكو على الانسحاب لأن وجودها سيكون غير مبرر ولا يوجد شرعنة لتدخلها في دولة لها حكومتها الانتقالية وتسيّر أعمالها بنفسها. والحقيقة أن الولايات المتحدة ستتخذ ذلك القرار ليس من أجل سوريا، بل من أجل إفشال مخطط روسيا للقدرة على إحكام الحصار عليها كما يريد الغرب.
3- أن يحدث تعاون بين الولايات المتحدة وروسيا بشأن الأزمة السورية، مما يعني إمكانية التوصل إلى حل أو وفاق سياسي ينهي حالة التصارع على غرار ما حدث في ليبيا، سواء تضمن ذلك الحل رحيل الأسد أو بقاءه أو مشاركته في المرحلة الأنتقالية، ويتوقف ذلك على أساس ما سيتم الاتفاق عليه من قبل الدولتين بالإضافة إلى ممثلين عن الأطراف المتصارعة داخل الحدود السورية، كذلك يجب أن يتضمن ذلك الوفاق تكتل دولي تقوده روسيا إلى جانب الولايات المتحدة لمحاربة الجماعات الإرهابية التي تتوغل في المنطقة العربية يومًا بعد يوم باعتبارها خطرا يهدد كل الدول. فإن كان ذلك الحل يعد بديلا لروسيا يحقق أغراضها وتستطيع من خلاله أن تفرض شروطها لكى تضمن عدم المساس بمصالحها الاقتصادية والإستراتيجية داخل الدولة السورية، سيكون اللجوء إليه أفضل بكثير من الاستمرار في حرب ذات مصير مجهول.
قائمة المراجع:
1- عبد الرحمن الوابلي، أسباب التدخل العسكري الروسي في سورية ، الوطن أون لاين، أنظر الرابط التالى: http://www.alwatan.com.sa/Articles/Detail.aspx?ArticleID=28083
2- التدخل الروسي في سوريا .. يخدم من؟، الجزيرة. نت، أنظر الرابط التالى:
http://www.aljazeera.net/news/survey/2015/9/30/%D8%A7%D9%84%D8% %D9%85%D9%86
3- أبو بكر الحضرمي، التدخل الروسي في سوريا .. ماذا ولماذا؟، أنظر الرابط التالى:
http://islamonline.net/13450
4- محمود أيوب، حقيقة التدخل العسكري االروسيفي سوريا, أنظر الرابط التالى:
http://www.moheet.com/2015/09/13/2314921/%D8%AD%D9%82%D9%8A%D9%82%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AF%D8%AE%D9%84-
5- هل قرر الروس التدخل العسكري المباشر في سوريا ؟، ن بوست، أنظر الرابط التالى:
http://www.noonpost.net/%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B2%D9%85%D8%A9-%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A7%D8%9F
6- جيفري وايت، روسيا في سوريا( الجزء 2 ) : التداعيات العسكرية، معهد واشنطن، أنظر الرابط التالي .
http://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/view/russia-in-syria-part-2-military-implications
7- علي حسين باكير، التدخل الروسي غي سوريا يعقد الحسابات التركية, انظر الرابط التالى:
http://arabi21.com/story/863032/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AF%D8%AE%D9%84-
9- آنا بورشفسكايا، مصالح روسيا الكثيرة في سوريا، معهد واشنطن، أنظر الرابط التالي:
http://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/view/russias-many-interests-in-syria
يمكن طرح ثلاثة سيناريوهات للتدخل العسكري الروسي في سوريا
1- استمرار التدخل العسكري، وهو الاحتمال الأقرب حتى الآن وذلك يعني زيادة تأزم الموقف الدولي بين كل من روسيا وإيران والولايات المتحدة وتركيا وإسرائيل على وجه الخصوص باعتبارهما الأطراف الرئيسية التي لها موضع قدم في سوريا، لأنه يدعم من فرصة بقاء نظام الأسد على عكس رغبة الولايات المتحدة وحلفائها الأمر الذي ربما يخلق حرب بين القطبين الكبيرين، كما يزيد الانقسام السياسي في منطقة الشرق الأوسط، مما يشجع داعش على الانتشار في الدول العربية بسبب انشغال القوى الدولية بقضايا أخرى.
2- انسحاب القوات الروسية من سوريا, وذلك في حالتين؛ أولًا: إذا شعرت روسيا أن "الروليت" لم يخدمها، وأنها ستخسر الكثير من مواردها البشرية والعسكرية والاقتصادية دون أن تدرك ما تخطط له، ثانيًا: في حالة التوصل إلى حل للأزمة السورية بمنأى عن روسيا، أي عندما تتولى الولايات المتحدة والقوى الدولية الأخرى شاملة العرب مسئولية إنهاء الصراع السوري بالحلول السلمية، عن طريق تشكيل حكومة انتقالية ممثلة لفئات الشعب السوري، فبذلك تجبر واشنطن موسكو على الانسحاب لأن وجودها سيكون غير مبرر ولا يوجد شرعنة لتدخلها في دولة لها حكومتها الانتقالية وتسيّر أعمالها بنفسها. والحقيقة أن الولايات المتحدة ستتخذ ذلك القرار ليس من أجل سوريا، بل من أجل إفشال مخطط روسيا للقدرة على إحكام الحصار عليها كما يريد الغرب.
3- أن يحدث تعاون بين الولايات المتحدة وروسيا بشأن الأزمة السورية، مما يعني إمكانية التوصل إلى حل أو وفاق سياسي ينهي حالة التصارع على غرار ما حدث في ليبيا، سواء تضمن ذلك الحل رحيل الأسد أو بقاءه أو مشاركته في المرحلة الأنتقالية، ويتوقف ذلك على أساس ما سيتم الاتفاق عليه من قبل الدولتين بالإضافة إلى ممثلين عن الأطراف المتصارعة داخل الحدود السورية، كذلك يجب أن يتضمن ذلك الوفاق تكتل دولي تقوده روسيا إلى جانب الولايات المتحدة لمحاربة الجماعات الإرهابية التي تتوغل في المنطقة العربية يومًا بعد يوم باعتبارها خطرا يهدد كل الدول. فإن كان ذلك الحل يعد بديلا لروسيا يحقق أغراضها وتستطيع من خلاله أن تفرض شروطها لكى تضمن عدم المساس بمصالحها الاقتصادية والإستراتيجية داخل الدولة السورية، سيكون اللجوء إليه أفضل بكثير من الاستمرار في حرب ذات مصير مجهول.
قائمة المراجع:
1- عبد الرحمن الوابلي، أسباب التدخل العسكري الروسي في سورية ، الوطن أون لاين، أنظر الرابط التالى: http://www.alwatan.com.sa/Articles/Detail.aspx?ArticleID=28083
2- التدخل الروسي في سوريا .. يخدم من؟، الجزيرة. نت، أنظر الرابط التالى:
http://www.aljazeera.net/news/survey/2015/9/30/%D8%A7%D9%84%D8% %D9%85%D9%86
3- أبو بكر الحضرمي، التدخل الروسي في سوريا .. ماذا ولماذا؟، أنظر الرابط التالى:
http://islamonline.net/13450
4- محمود أيوب، حقيقة التدخل العسكري االروسيفي سوريا, أنظر الرابط التالى:
http://www.moheet.com/2015/09/13/2314921/%D8%AD%D9%82%D9%8A%D9%82%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AF%D8%AE%D9%84-
5- هل قرر الروس التدخل العسكري المباشر في سوريا ؟، ن بوست، أنظر الرابط التالى:
http://www.noonpost.net/%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B2%D9%85%D8%A9-%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A7%D8%9F
6- جيفري وايت، روسيا في سوريا( الجزء 2 ) : التداعيات العسكرية، معهد واشنطن، أنظر الرابط التالي .
http://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/view/russia-in-syria-part-2-military-implications
7- علي حسين باكير، التدخل الروسي غي سوريا يعقد الحسابات التركية, انظر الرابط التالى:
http://arabi21.com/story/863032/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AF%D8%AE%D9%84-
9- آنا بورشفسكايا، مصالح روسيا الكثيرة في سوريا، معهد واشنطن، أنظر الرابط التالي:
http://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/view/russias-many-interests-in-syria