الأقنعة الأربعة: واقع السلفية الإخوانية (1-2)
الأحد 07/يونيو/2015 - 02:01 م
أحمد بان
المتأمّل بعمق في تاريخ وسلوك جماعة الإخوان عبر عقود عمرها التي تقترب من التسعة عقود، قد تدهشه قدرة الجماعة على تبديل أقنعتها بحسب كل زمان ومكان، فالجماعة التي عرفها مؤسسها "بأنها ليست حزبا سياسيا، ولا جمعية خيرية، أو فرقة رياضية، ولكننا أيها الناس فكرة وعقيدة ونظام ومنهج لا يحدده موضع، ولا يقيّده جنس، ولا يقف دونه حاجز جغرافي، ولا ينتهي بأمر حتى يرث اللـه الأرض ومن عليها، ذلك لأنه نظام رب العالمين ومنهاح رسوله الأمين"(1).
كلام لا لبس فيه يجزم فيه البنا المؤسس، بأن جماعته هي الامتداد الطبيعي للجماعة المسلمة الأولى التي تعتقد الإسلام نظاما شاملا، وتتوخى نشر تصورها في العالم دون قيود من أي نوع، ولأن البنا يعتقد ذلك هو وجماعته فهو يستبطن تاريخ الأمة ويرفع الواقع الذي يتحرك فيه بما احتواه من أفكار، ظلت تتقاسم اهتمام الناس بما يجسد تصورهم عن الدين، الذي كان له لديه تصور خاص يعتقده البعض صوفيا فيسمونه بالتصوف، ثم يتقمص السلفية فيعتقدونه سلفيا، ثم ينهج سلوك الجهاديين فيعتقدونه جهاديا، أو يسلك مسار التقية السياسية فيعتقده البعض فاق الليبراليين في ليبراليتهم، وتاريخ الجماعة حين نتأمله بعناية سنجد أن الجماعة ترتدي اللباس المناسب للواقع وما غلب عليه، بمعنى أنه يخاطب الناس بالشائع في تصوراتهم ويدلف لهم بنعومة ومكر، حتى يعتبرونه واحدا منهم ويدخل نسيجهم ويتسلل إلى حناياهم بهدوء ودون ضجيج، متشبها بهم وبواقعهم متوسلا بكل وسيلة يقترب فيها من قلوبهم، وقد كان في ذلك صاحب منهج نقله عنه مريدوه الذين كانوا يؤكدون على تدرجه وبراجماتيته، التي جعلت فكرته تحاول الحديث باسم كل فصائل الإسلام الحركى، بحيث تتحول إلى مظلة تجمعهم جميعا، حيث كان واقع تلك المجموعات ما بين رياضية وسلفية وجهادية، لذا كان حريصا على أن يعرف كرته بالقول: "إن جماعته دعوة سلفية، وطريقة سنية، وحقيقة صوفية، وهيئة سياسية، وجماعة رياضية، ورابطة علمية ثقافية، وشركة اقتصادية، وفكرة اجتماعية"(2). أي جماعة تلك التي تضم كل ذلك؟ هذه ليست سوى دولة يطرحها حسن البنا في صورة جماعة، تحاول تجميع جهود العاملين في كل ميدان تحت مظلة دعوة واحدة، لتكون تحت مظلة جماعة لديها طموح في أن ترث الحكم في تلك الدولة، بضم كل تلك المجموعات إلى مظلتها وتحويلها إلى جيش يزحف زحفه المقدس ليحقق للخليفة حسن البنا طموحه الذي لاتحده حدود، لذا الرجل حين يخاطب أي فصيل يحتج عليه بأن ما يدعو له متضمن في فكرته وجماعته، وأن العقل والمنطق والشرع يقتضي أن تتجمع الجهود تحت راية واحدة هي راية الجماعة التي يراها أرجى من أي راية، فيدعو كل فصائل العمل الحركي إليه قائلا "فإلينا أيها المؤمنون العاملون والمجاهدون المخلصون، فهنا الطريق السويّ والصراط المستقيم ولا توزّعوا القوى والجهود: "وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون"(3). لا يطرح حسن البنا فكرته باعتبارها فكرة إسلامية أو نمطا من أنماط التدين، أو فهمه الدين كمفهوم نسبي بل يطرح فكرته باعتبارها هي الإسلام ذاته، لذا هو يتألف الجميع وهو يستبطن أنهم على غير الحق الذي يدعو هو إليه، فإذا كان النمط السائد في تدين الناس هو التصوف فسيرتدي عباءة التصوف ويقترب من مشايخه ويتألف الأتباع حتى يسيطر على عقولهم ويمتلك قلوبهم.
لذا عندما كان المجتمع المصري يغلب على تدينه منحى التصوف، دلف البنا مباشرة من هذا المدخل فاعتمدت حركته ووسائله هذا المنحى في العشرية الأولى من تأسيس حركته في العام 1928 وحتى العام 1938، حيث غلب هذا النهج على حركته "بدأت الجمعيات الإسلامية في الظهور قبيل الحرب العالمية الأولى مثل الجمعية الشرعية وجمعية مكارم الأخلاق الإسلامية، وازداد عددها بصورة ملحوظة في الفترة التي أعقبت الحرب وخاصة خلال العشرينيات، وأهمها جمعية أنصار السنة المحمدية وجمعية الشبان المسلمين، وقدر عدد الجمعيات الإسلامية التي كانت موجودة في مصر عام 1947بنحو مائة وخمس وثلاثين جمعية، لم ينشأ منها بعد نشأة جماعة الإخوان المسلمين 1928 إلا عدد محدود"(4). كان هدف الإخوان هو التهام كل تلك الجمعيات وصهرها في بوتقة مشروعهم، الذي ادَّعى الشمولية التي هي شمولية دولة ظلت تبنى هياكل دولة موازية، وتسعى لإضعاف الدولة الوطنية منذ نشأتها، ويمكننا أن نقسم تاريخ جماعة الإخوان بحسب القناع الذي ارتدته إلى أربع مراحل تاريخية، ارتدت فيه إما قناع الصوفية أو السلفية أو الجهادية أو في الأخير الليبرالية، قبل أن تخرج من حكم مصر بثورة شعبية دفعتها إلى التخبط بالشكل الذى لم تعد قادرة على اختيار القناع المناسب لتلك المرحلة، بعدما تخبطت بين هدف الرجوع للحكم أو الحفاظ على التنظيم الذي تحول الحفاظ عليه إلى غاية في حد ذاتها.
مراحل تاريخ الجماعة وعنوان كل مرحلة وسمات كل مرحلة وخصائصها هي ما تبحثه تلك الورقة، التي تؤكد بالدليل القاطع أن الجماعة لم تتحول في نهاية العقد العاشر من الألفية الثانية إلى التسلف بما أدى إلى تآكل الأطروحة الإخوانية كما عنون الراحل حسام تمام ورقته اللافتة للنظر، عندما أعاد الإرباك الذي أصاب حركة الجماعة لما سماه بالتسلف الذي تسلل إليها "فالإرباك الذي ظهر أخيرا في مواقف الإخوان هو نتاج نمو توجهات سلفية كامنة في جسم الجماعة، تخرج بها عن نطاق الحركة الجامعة ذات الرؤية التوفيقية التي عرفت بها في مرحلة التأسيس نحو حالة من التسلف أو التحول للسلفية، وهي توجهات تعكس تحولات دتخلية تتعرض لها التركيبة الإخوانية منذ فترة ليست بالقصيرة، بحيث صارت السلفية تيارا فاعلا بل وأكثر التيارات فاعلية وتأثيرا داخل الإخوان، مما تستدعي بحثاً معمقاً عن جذور المكون السلفي الكامن في جماعة الإخوان والعوامل التي تقف وراء تطوره ثم أبرز تجلياته الحالية"(5). رصد الراحل حسام تمام هذا التطور على حركة الجماعة باعتباره طرأ عليها بالشكل الذي هدد تركيبة الجماعة التوفيقية، وهي في الحقيقة لم تكن سوى تركيبة تلفيقية تحاول الجمع بين كل تلك المكونات في جماعة واحدة، فالحرباء تتلون بلون المحيط الذي تعيش فيه، في إطار الحفاظ على وجودها والمرور عبر الأخطار التي تهددها، وما طرأ على الجماعة منذ بداية السبعينيات كان بعد أن فشل الوجه الجهادي العنيف الذي ارتدته في حسم المعركة، فدعت الحاجة إلى القناع السلفي في إطار الغزل مع السعودية الوهابية في مرحلة، كانت الجماعة بحاجة إلى أموال النفط واجتذاب المزاج السلفي الجديد إلى ساحتها سواء على مستوى الأزهر الذي سافر دعاته للسعودية وعادوا بهذا النموذج، أو حتى الطبقة المتوسطة التي تقمصت النمط السعودي في الحياة، لذا رأت الجماعة في ظل تركيبته البراجماتية أن تتوسل لتلك الشرائح بما يناسب مزاجها فارتدت الوجه السلفي، الذى كان كامنا باعتباره أحد المكونات والجذور التي تم إخفاؤها في بداية نشأة الجماعة.
كلام لا لبس فيه يجزم فيه البنا المؤسس، بأن جماعته هي الامتداد الطبيعي للجماعة المسلمة الأولى التي تعتقد الإسلام نظاما شاملا، وتتوخى نشر تصورها في العالم دون قيود من أي نوع، ولأن البنا يعتقد ذلك هو وجماعته فهو يستبطن تاريخ الأمة ويرفع الواقع الذي يتحرك فيه بما احتواه من أفكار، ظلت تتقاسم اهتمام الناس بما يجسد تصورهم عن الدين، الذي كان له لديه تصور خاص يعتقده البعض صوفيا فيسمونه بالتصوف، ثم يتقمص السلفية فيعتقدونه سلفيا، ثم ينهج سلوك الجهاديين فيعتقدونه جهاديا، أو يسلك مسار التقية السياسية فيعتقده البعض فاق الليبراليين في ليبراليتهم، وتاريخ الجماعة حين نتأمله بعناية سنجد أن الجماعة ترتدي اللباس المناسب للواقع وما غلب عليه، بمعنى أنه يخاطب الناس بالشائع في تصوراتهم ويدلف لهم بنعومة ومكر، حتى يعتبرونه واحدا منهم ويدخل نسيجهم ويتسلل إلى حناياهم بهدوء ودون ضجيج، متشبها بهم وبواقعهم متوسلا بكل وسيلة يقترب فيها من قلوبهم، وقد كان في ذلك صاحب منهج نقله عنه مريدوه الذين كانوا يؤكدون على تدرجه وبراجماتيته، التي جعلت فكرته تحاول الحديث باسم كل فصائل الإسلام الحركى، بحيث تتحول إلى مظلة تجمعهم جميعا، حيث كان واقع تلك المجموعات ما بين رياضية وسلفية وجهادية، لذا كان حريصا على أن يعرف كرته بالقول: "إن جماعته دعوة سلفية، وطريقة سنية، وحقيقة صوفية، وهيئة سياسية، وجماعة رياضية، ورابطة علمية ثقافية، وشركة اقتصادية، وفكرة اجتماعية"(2). أي جماعة تلك التي تضم كل ذلك؟ هذه ليست سوى دولة يطرحها حسن البنا في صورة جماعة، تحاول تجميع جهود العاملين في كل ميدان تحت مظلة دعوة واحدة، لتكون تحت مظلة جماعة لديها طموح في أن ترث الحكم في تلك الدولة، بضم كل تلك المجموعات إلى مظلتها وتحويلها إلى جيش يزحف زحفه المقدس ليحقق للخليفة حسن البنا طموحه الذي لاتحده حدود، لذا الرجل حين يخاطب أي فصيل يحتج عليه بأن ما يدعو له متضمن في فكرته وجماعته، وأن العقل والمنطق والشرع يقتضي أن تتجمع الجهود تحت راية واحدة هي راية الجماعة التي يراها أرجى من أي راية، فيدعو كل فصائل العمل الحركي إليه قائلا "فإلينا أيها المؤمنون العاملون والمجاهدون المخلصون، فهنا الطريق السويّ والصراط المستقيم ولا توزّعوا القوى والجهود: "وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون"(3). لا يطرح حسن البنا فكرته باعتبارها فكرة إسلامية أو نمطا من أنماط التدين، أو فهمه الدين كمفهوم نسبي بل يطرح فكرته باعتبارها هي الإسلام ذاته، لذا هو يتألف الجميع وهو يستبطن أنهم على غير الحق الذي يدعو هو إليه، فإذا كان النمط السائد في تدين الناس هو التصوف فسيرتدي عباءة التصوف ويقترب من مشايخه ويتألف الأتباع حتى يسيطر على عقولهم ويمتلك قلوبهم.
لذا عندما كان المجتمع المصري يغلب على تدينه منحى التصوف، دلف البنا مباشرة من هذا المدخل فاعتمدت حركته ووسائله هذا المنحى في العشرية الأولى من تأسيس حركته في العام 1928 وحتى العام 1938، حيث غلب هذا النهج على حركته "بدأت الجمعيات الإسلامية في الظهور قبيل الحرب العالمية الأولى مثل الجمعية الشرعية وجمعية مكارم الأخلاق الإسلامية، وازداد عددها بصورة ملحوظة في الفترة التي أعقبت الحرب وخاصة خلال العشرينيات، وأهمها جمعية أنصار السنة المحمدية وجمعية الشبان المسلمين، وقدر عدد الجمعيات الإسلامية التي كانت موجودة في مصر عام 1947بنحو مائة وخمس وثلاثين جمعية، لم ينشأ منها بعد نشأة جماعة الإخوان المسلمين 1928 إلا عدد محدود"(4). كان هدف الإخوان هو التهام كل تلك الجمعيات وصهرها في بوتقة مشروعهم، الذي ادَّعى الشمولية التي هي شمولية دولة ظلت تبنى هياكل دولة موازية، وتسعى لإضعاف الدولة الوطنية منذ نشأتها، ويمكننا أن نقسم تاريخ جماعة الإخوان بحسب القناع الذي ارتدته إلى أربع مراحل تاريخية، ارتدت فيه إما قناع الصوفية أو السلفية أو الجهادية أو في الأخير الليبرالية، قبل أن تخرج من حكم مصر بثورة شعبية دفعتها إلى التخبط بالشكل الذى لم تعد قادرة على اختيار القناع المناسب لتلك المرحلة، بعدما تخبطت بين هدف الرجوع للحكم أو الحفاظ على التنظيم الذي تحول الحفاظ عليه إلى غاية في حد ذاتها.
مراحل تاريخ الجماعة وعنوان كل مرحلة وسمات كل مرحلة وخصائصها هي ما تبحثه تلك الورقة، التي تؤكد بالدليل القاطع أن الجماعة لم تتحول في نهاية العقد العاشر من الألفية الثانية إلى التسلف بما أدى إلى تآكل الأطروحة الإخوانية كما عنون الراحل حسام تمام ورقته اللافتة للنظر، عندما أعاد الإرباك الذي أصاب حركة الجماعة لما سماه بالتسلف الذي تسلل إليها "فالإرباك الذي ظهر أخيرا في مواقف الإخوان هو نتاج نمو توجهات سلفية كامنة في جسم الجماعة، تخرج بها عن نطاق الحركة الجامعة ذات الرؤية التوفيقية التي عرفت بها في مرحلة التأسيس نحو حالة من التسلف أو التحول للسلفية، وهي توجهات تعكس تحولات دتخلية تتعرض لها التركيبة الإخوانية منذ فترة ليست بالقصيرة، بحيث صارت السلفية تيارا فاعلا بل وأكثر التيارات فاعلية وتأثيرا داخل الإخوان، مما تستدعي بحثاً معمقاً عن جذور المكون السلفي الكامن في جماعة الإخوان والعوامل التي تقف وراء تطوره ثم أبرز تجلياته الحالية"(5). رصد الراحل حسام تمام هذا التطور على حركة الجماعة باعتباره طرأ عليها بالشكل الذي هدد تركيبة الجماعة التوفيقية، وهي في الحقيقة لم تكن سوى تركيبة تلفيقية تحاول الجمع بين كل تلك المكونات في جماعة واحدة، فالحرباء تتلون بلون المحيط الذي تعيش فيه، في إطار الحفاظ على وجودها والمرور عبر الأخطار التي تهددها، وما طرأ على الجماعة منذ بداية السبعينيات كان بعد أن فشل الوجه الجهادي العنيف الذي ارتدته في حسم المعركة، فدعت الحاجة إلى القناع السلفي في إطار الغزل مع السعودية الوهابية في مرحلة، كانت الجماعة بحاجة إلى أموال النفط واجتذاب المزاج السلفي الجديد إلى ساحتها سواء على مستوى الأزهر الذي سافر دعاته للسعودية وعادوا بهذا النموذج، أو حتى الطبقة المتوسطة التي تقمصت النمط السعودي في الحياة، لذا رأت الجماعة في ظل تركيبته البراجماتية أن تتوسل لتلك الشرائح بما يناسب مزاجها فارتدت الوجه السلفي، الذى كان كامنا باعتباره أحد المكونات والجذور التي تم إخفاؤها في بداية نشأة الجماعة.
كان هدف الإخوان هو التهام كل تلك الجمعيات وصهرها في بوتقة مشروعهم، الذيادّعى الشمولية التي هي شمولية دولة ظلت تبنِي هياكل دولة موازية، وتسعى لإضعاف الدولة الوطنية منذ نشأتها.
أولاً- الصوفية قناع الجماعة الأول
عندما دعت الحاجة لارتداء ما يناسب المجتمع المصري في بداية الثلاثينيات، وهو التصوف الذي تجسد في عشرات الطرق الصوفية وملايين الأتباع، لذا كان حسن البنا حريصا في أفكاره ألا يصادم هذا الجمهور بما يكره، فكان يتحبب لمشايخ الطرق الصوفية حيث حرص منذ البداية كما يقول في مذكراته على التعرف على مجتمعه ودراسة الطريقة التي يستطيع التأثير بها " قضيت على هذا الأسلوب أكثر من نصف العام الأول الدراسي بالإسماعيلية، أعني ما بقي من سنة 1927 ثم أوائل سنة 1928 الميلادية، وقد كان هدفي في هذه الفترة دراسة الناس والأوضاع دراسة دقيقة ومعرفة عوامل التأثير في هذا المجتمع الجديد – يقصد الإسماعيلية مكان بداية حركته – وقد عرفت أن هذه العوامل أربعة العلماء أولا، وشيوخ الطرق ثانيا، والأعيان ثالثا والأندية رابعا"(6). الرجل يستهدف المجتمع بخطة واضحة يتعرف فيها على أهم العوامل المؤثرة، ليكسبها لصفه لتكون جزءًا من جيشه الذي يدين له بالسمع والطاعة، لذا تعرف على أهم العوامل المؤثرة وهي مشايخ الطرق التي احتلت لديه المركز الثاني، فقد وصف رجال الطرق بأنهم كثرة كثيرة في هذا البلد الطيبة قلوب أهله، وكان يتردد عليهم الكثير من الشيوخ ولا أنسى مجالس الشيخ حسن عبداللـه المسلمي والشيخ عبود الشاذلي والشيخ عبدالوهاب الدندراوي وغيرهم، ثم يؤكد على ميله لطريقة الحصافية التي قرأ أورادها وصاغ منها ما سماه الوظيفة الكبرى والصغرى يقول " فرأيت أسلوب الطريقة الحصافية وتعرفت إليه أخيرا، ولكن الحق أنني لم أكن متحمسا لنشر الدعوة على أنها طريق خاص، لأسباب أهمها أنني لا أريد الدخول في خصومة مع أبناء الطرق الأخرى، وأنني لا أريد أن تكون محصورة في نفر من المسلمين ولا في ناحية من نواحي الإصلاح الإسلامي"(7). يتضح كيف أن الرجل مهوس بالتجميع والتنظيم لمشروع يسكن رأسه، لا يفصح عن كل تفاصيله فقد ظل للعشر سنوات الأولى يجمع الأنصار ويربيهم بطريقته التي اعتمدت أساليب الطرق الصوفية في البداية بالأساس، باعتبار أن شكل التدين المصري في هذه المرحلة وفق ما أقر هو يعتمد بالأساس على الطرق الصوفية على وجود للسلفيين على استحياء فيما تمثله الجمعية الشرعية وأنصار السنة.
لذا غلب على نشاط الإخوان جلسات التزكية الأخلاقية ولم يعرف عنهم وقتها اهتمام بالسياسة أو معاركها، فقد انصرف تدبير حسن البنا إلى ربطهم بشخصه على طريقة طرق التصوف التي يكون فيها المريد في طاعته للشيخ كالميت بين يدى مُغسّله، لذا لم يعرف في هذه الفترة من نشاط الجماعة أي حديث أو انخراط في السياسة، بل رحلات ودروس وجلسات ذكر وتصوف تربط الأتباع بالشيخ وسلك حسن البنا في طريقه هذا استهداف كل الشرائح المؤثرة في مجتمعه، فقد اختار نمط التدين المناسب لبيئته وهو التصوف، حيث ألزم أتباعه بما سماه الوظيفة الكبرى والصغرى وهي رسالة سماها المأثورات كان الإخوان يرددونها مرتين في اليوم واحدة في الصباح وأخرى في المساء، وكانت دليلا واضحا على طبيعة فكرته وسلوكه في هذه المرحلة، تأمل أعضاء الجماعة في كل القطر المصري قبل الغروب يجلسون في مجموعات يتلون دعاء واحدا يسمونه ورد الرابطة يقول: "يتلو الأخ الآية في تدبر كامل" قل اللهم مالك الملك، تؤتى الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء، وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل وتخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي وترزق من تشاء بغير حساب" ثم يتلو الدعاء المأثور بعد ذلك "اللهم إن هذا إقبال ليلك وإدبار نهارك وأصوات دعاتك فاغفر لي. ثم يستحضر صورة من يعرف من إخوانه في ذهنه ويستشعر الصلة الروحية بينه وبين من لم يعرفه منهم....".(8). تأمل اختيار الآية التي تربط الأتباع ببعضهم بصلة روحية مع الأمام الذي لم ينس أن يجعل الآية التي تربطهم ببعضهم وبه، تتحدث عن الحكم الذي هو مبتغى الرجل منذ البداية يتوسل إليه بكل وسيلة، وهو هنا يجعل الرابطة الروحية قوام العمل لاقتناص الحكم، حيث يطرح السؤال فيقول: "ويتساءل فريق آخر من الناس هل في منهاج الإخوان المسلمين أن يكونوا حكومة، وأن يطالبوا بالحكم وما وسيلتهم في ذلك، ولا أدع هؤلاء المتسائلين في حيرة، ولا نبخل عليهم بالجواب، فالإخوان المسلمون بسيرون في جميع خطواتهم وامالهم وأعمالهم على هدي الإسلام الحنيف كما فهموه، وكما أبانوا عن فهمهم هذا في أول الكلمة، وهذا الإسلام الذي يؤمن به الإخوان المسلمون يجعل الحكومة ركنا من أركانه، كما يعتمد على التنفيذ كما يعتمد على الإرشاد، وقديما قال الخليفة الثالث رضي اللـه عنه "إن اللـه يزع بالسلطان ما لايزع بالقرآن"(9). الحكم هو الغاية التي يتوسلون في سبيلها بكل طريق، يلوون نصوص الأعناق بفهمهم الخاص من أجل تبرير سلوكهم، لكن تلك المرحلة التي حرص فيها البنا على تأليف قلوب أتباعه وربطهم بشخصه في صيغة أقرب إلى صيغة الشيخ بالمريد هي التي جعلت المرشد الثالث يصفه بالملهم الموهوب، وجعلت أتباعه يتناقلون الأحاديث الشفهية عن فراسته وكشفه الغيب، على ما تحفل به مفردات التصوف التي تعتمد الرؤى والأحوال والكشف وسائل للتعرف على الإخلاص، لذا كان شائعا أن يحكي أحدهما كيف أنه همّ بتطليق زوجته لأنها لا تنجب، فلما ذهب ليستشير الإمام قابله نازلا على سلم المركز العام فابتدره بالسلام قائلا سلام عليك يا حسن -كان اسمه حسن أيضا - قائلا له السلام عليك أمسك عليك زوجك، فأمسكها ولم يطلقها فرزقه اللـه منها بغلام، فكان هذا لديه من بركة الشيخ الأمام وكشفه وغيرها من الحكايات التي تحدثت عن الرجل الذى يحفظ نصف مليون اسم من أتباعه، بل ويسأل أحدهم عن دابته التي مرضت في عام بعد عودته له في العام الذي أعقبه، وغيرها من الحكايات التي أكدت صيغة الجماعة في هذا الوقت بين شيخ طريقة ومجموعة من الأتباع المخلصين المحبين، لم تتجاوز أنشطة الإخوان في هذه الفترة الجانب الإيماني والتزكية، وهو ما بدا فيما سجله حسن البنا في صدر الرسالة الأولى التي طبعها في العام 1932.
من مبادئ الإخوان المسلمين:
1- سلامة الاعتقاد والاجتهاد في طاعة اللـه تبارك وتعالى وفق الكتاب والسنة.
2-الحب في اللـه والاعتصام بالوحدة الإسلامية.
3- التأدب بأدب الإسلام الحنيف.
4- تربية النفس والترقي بها إلى معرفة اللـه وإيثار الآخرة على الدنيا.
5-الثبات على المبدأ والوفاء بالعهد مع اعتقاد أن أقدس المبادئ هو الدين.
6 – الاجتهاد في نشر الدعوة الإسلامية بين طبقات الأمة ابتغاء وجه اللـه.
7- حب الحق والخير أكثر من أي شيء في الوجود(10).
هكذا نرى أن جملة المعاني التي صدرت في الرسالة الأولى وبعد خمسة أعوام من بدء الجماعة، دارت جميعها حول معاني الدعوة والتزكية والتصوف، دون أن تتعرض بأي شكل من الأشكال للسياسة ولا معاركها في هذا الوقت، وبالتالي الجماعة تقدم نفسها للناس كجماعة للتزكية وفق المزاج العام للشعب الذى هو مزاج صوفي، بدأ في بلد يحتضن قبور الأولياء وآل البيت، لذا كان البنا حريصا على أن يضمن ما سماه الأصول العشرين لركن الفهم من أركان ما سماه أركان البيعة العشرة في الأصل الثالث عشر " ومحبة الصالحين واحترامهم والثناء عليهم بما عرف من طيب أعمالهم قربة إلى اللـه تبارك وتعالى، والأولياء هم المذكورون في قوله تعالى "الذين آمنوا وكانوا يتقون" والكرامة ثابتة لهم بشرائطها الشرعية، مع اعتقاد أنهم لايملكون لأنفسهم ضرا ولا نفعا في حياتهم أو بعد مماتهم فضلا عن أن يهبوا شيئا من ذلك لغيرهم"(11).
ظل حسن البنا حريصاً على التماهي مع مجتمعه وعدم مصادمة الشعور العام أو المزاج الخاص للشعب، والذي كان يدور حول الصوفية فوسم جماعته بلباسها حتى اعتقدها الناس طريقة صوفية جديدة منحوها ثقتهم، وانضوى الكثيرون تحت لوائها عاطفة للدين ونصرة له، في ظل موجات من التبشير اجتاحت المجتمع المصري مع حقبة الاستعمار تلك.
لكن حسن البنا كان يقدم فقط بهذا القناع لاختراق كل المجموعات والكيانات ويصهرها في بوتقته، ولم يكن مقتنعا بصيغة الدولة الوطنية ولا مفرداتها كالأحزاب مثلا، التي كان يعتبرها سيئة يقول "لقد انعقد الإجماع على أن الأحزاب المصرية هي سيئة هذا الوطن الكبرى، وهي أساس الفساد الاجتماعي الذي نصطلي بناره الآن .. ، فلا ندري ما الذي يفرض على هذا الشعب الطيب المجاهد المناضل الكريم هذه الشيع والطوائف من الناس التي تسمي نفسها الأحزاب السياسية؟(12).
هكذا كان رأي حسن البنا في الأحزاب، وإن خالف الإخوان هذا الرأي في اجتهاد قدموه في العام 1994 في وثيقتين صدرت الأولى في جواز التعددية السياسية، وصدرت الثانية في جواز ترشيح وانتخاب المرأة.
في العام 1939 صدرت رسالة المؤتمر الخامس التي كشف فيها حسن البنا حقيقة مشروعه، بعدما كون الأنصار، وربطهم بشخصه ليبدأ مع العام 1940 تأسيس الكيان العسكري لجماعته، ويبدأ منذ هذه اللحظة التي بدأت مع الحرب العالمية الثانية وبروز التنظيمات الفاشية والمسلحة، في تأسيس كيان مسلح ظل ينشط لثماني سنوات كاملة في استهداف مصالح اليهود ليقدم لهم المبرر في الهجرة من مصر ويكون بوعي أو دون وعي جزءًا من خطة تهجير يهود مصر إلى فلسطين المحتلة، فضلا عن استهداف الخصوم السياسيين بالاغتيال الذي حملت جماعة الإخوان قصب السبق في إدخاله للبيئة المصرية تحت دعاوى نصرة الدين، لتبدأ المرحلة الثانية في تاريخ الجماعة التي تبدأ من العام 1940 تاريخ تأسيس النظام الخاص (أول ميليشيا عسكرية) تنتهج طريقة حرب العصابات، والتي أسست لولادة كل كيانات الإرهاب فيما بعد وحتى العام 1965 مع اكتشاف أمر تنظيم سيد قطب، الذي كسر آخر موجات تلك المرحلة في العام 1966 مع إعدام سيد قطب ورفاقه فيما عرف بقضية تنظيم 65.
عندما دعت الحاجة لارتداء ما يناسب المجتمع المصري في بداية الثلاثينيات، وهو التصوف الذي تجسد في عشرات الطرق الصوفية وملايين الأتباع، لذا كان حسن البنا حريصا في أفكاره ألا يصادم هذا الجمهور بما يكره، فكان يتحبب لمشايخ الطرق الصوفية حيث حرص منذ البداية كما يقول في مذكراته على التعرف على مجتمعه ودراسة الطريقة التي يستطيع التأثير بها " قضيت على هذا الأسلوب أكثر من نصف العام الأول الدراسي بالإسماعيلية، أعني ما بقي من سنة 1927 ثم أوائل سنة 1928 الميلادية، وقد كان هدفي في هذه الفترة دراسة الناس والأوضاع دراسة دقيقة ومعرفة عوامل التأثير في هذا المجتمع الجديد – يقصد الإسماعيلية مكان بداية حركته – وقد عرفت أن هذه العوامل أربعة العلماء أولا، وشيوخ الطرق ثانيا، والأعيان ثالثا والأندية رابعا"(6). الرجل يستهدف المجتمع بخطة واضحة يتعرف فيها على أهم العوامل المؤثرة، ليكسبها لصفه لتكون جزءًا من جيشه الذي يدين له بالسمع والطاعة، لذا تعرف على أهم العوامل المؤثرة وهي مشايخ الطرق التي احتلت لديه المركز الثاني، فقد وصف رجال الطرق بأنهم كثرة كثيرة في هذا البلد الطيبة قلوب أهله، وكان يتردد عليهم الكثير من الشيوخ ولا أنسى مجالس الشيخ حسن عبداللـه المسلمي والشيخ عبود الشاذلي والشيخ عبدالوهاب الدندراوي وغيرهم، ثم يؤكد على ميله لطريقة الحصافية التي قرأ أورادها وصاغ منها ما سماه الوظيفة الكبرى والصغرى يقول " فرأيت أسلوب الطريقة الحصافية وتعرفت إليه أخيرا، ولكن الحق أنني لم أكن متحمسا لنشر الدعوة على أنها طريق خاص، لأسباب أهمها أنني لا أريد الدخول في خصومة مع أبناء الطرق الأخرى، وأنني لا أريد أن تكون محصورة في نفر من المسلمين ولا في ناحية من نواحي الإصلاح الإسلامي"(7). يتضح كيف أن الرجل مهوس بالتجميع والتنظيم لمشروع يسكن رأسه، لا يفصح عن كل تفاصيله فقد ظل للعشر سنوات الأولى يجمع الأنصار ويربيهم بطريقته التي اعتمدت أساليب الطرق الصوفية في البداية بالأساس، باعتبار أن شكل التدين المصري في هذه المرحلة وفق ما أقر هو يعتمد بالأساس على الطرق الصوفية على وجود للسلفيين على استحياء فيما تمثله الجمعية الشرعية وأنصار السنة.
لذا غلب على نشاط الإخوان جلسات التزكية الأخلاقية ولم يعرف عنهم وقتها اهتمام بالسياسة أو معاركها، فقد انصرف تدبير حسن البنا إلى ربطهم بشخصه على طريقة طرق التصوف التي يكون فيها المريد في طاعته للشيخ كالميت بين يدى مُغسّله، لذا لم يعرف في هذه الفترة من نشاط الجماعة أي حديث أو انخراط في السياسة، بل رحلات ودروس وجلسات ذكر وتصوف تربط الأتباع بالشيخ وسلك حسن البنا في طريقه هذا استهداف كل الشرائح المؤثرة في مجتمعه، فقد اختار نمط التدين المناسب لبيئته وهو التصوف، حيث ألزم أتباعه بما سماه الوظيفة الكبرى والصغرى وهي رسالة سماها المأثورات كان الإخوان يرددونها مرتين في اليوم واحدة في الصباح وأخرى في المساء، وكانت دليلا واضحا على طبيعة فكرته وسلوكه في هذه المرحلة، تأمل أعضاء الجماعة في كل القطر المصري قبل الغروب يجلسون في مجموعات يتلون دعاء واحدا يسمونه ورد الرابطة يقول: "يتلو الأخ الآية في تدبر كامل" قل اللهم مالك الملك، تؤتى الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء، وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل وتخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي وترزق من تشاء بغير حساب" ثم يتلو الدعاء المأثور بعد ذلك "اللهم إن هذا إقبال ليلك وإدبار نهارك وأصوات دعاتك فاغفر لي. ثم يستحضر صورة من يعرف من إخوانه في ذهنه ويستشعر الصلة الروحية بينه وبين من لم يعرفه منهم....".(8). تأمل اختيار الآية التي تربط الأتباع ببعضهم بصلة روحية مع الأمام الذي لم ينس أن يجعل الآية التي تربطهم ببعضهم وبه، تتحدث عن الحكم الذي هو مبتغى الرجل منذ البداية يتوسل إليه بكل وسيلة، وهو هنا يجعل الرابطة الروحية قوام العمل لاقتناص الحكم، حيث يطرح السؤال فيقول: "ويتساءل فريق آخر من الناس هل في منهاج الإخوان المسلمين أن يكونوا حكومة، وأن يطالبوا بالحكم وما وسيلتهم في ذلك، ولا أدع هؤلاء المتسائلين في حيرة، ولا نبخل عليهم بالجواب، فالإخوان المسلمون بسيرون في جميع خطواتهم وامالهم وأعمالهم على هدي الإسلام الحنيف كما فهموه، وكما أبانوا عن فهمهم هذا في أول الكلمة، وهذا الإسلام الذي يؤمن به الإخوان المسلمون يجعل الحكومة ركنا من أركانه، كما يعتمد على التنفيذ كما يعتمد على الإرشاد، وقديما قال الخليفة الثالث رضي اللـه عنه "إن اللـه يزع بالسلطان ما لايزع بالقرآن"(9). الحكم هو الغاية التي يتوسلون في سبيلها بكل طريق، يلوون نصوص الأعناق بفهمهم الخاص من أجل تبرير سلوكهم، لكن تلك المرحلة التي حرص فيها البنا على تأليف قلوب أتباعه وربطهم بشخصه في صيغة أقرب إلى صيغة الشيخ بالمريد هي التي جعلت المرشد الثالث يصفه بالملهم الموهوب، وجعلت أتباعه يتناقلون الأحاديث الشفهية عن فراسته وكشفه الغيب، على ما تحفل به مفردات التصوف التي تعتمد الرؤى والأحوال والكشف وسائل للتعرف على الإخلاص، لذا كان شائعا أن يحكي أحدهما كيف أنه همّ بتطليق زوجته لأنها لا تنجب، فلما ذهب ليستشير الإمام قابله نازلا على سلم المركز العام فابتدره بالسلام قائلا سلام عليك يا حسن -كان اسمه حسن أيضا - قائلا له السلام عليك أمسك عليك زوجك، فأمسكها ولم يطلقها فرزقه اللـه منها بغلام، فكان هذا لديه من بركة الشيخ الأمام وكشفه وغيرها من الحكايات التي تحدثت عن الرجل الذى يحفظ نصف مليون اسم من أتباعه، بل ويسأل أحدهم عن دابته التي مرضت في عام بعد عودته له في العام الذي أعقبه، وغيرها من الحكايات التي أكدت صيغة الجماعة في هذا الوقت بين شيخ طريقة ومجموعة من الأتباع المخلصين المحبين، لم تتجاوز أنشطة الإخوان في هذه الفترة الجانب الإيماني والتزكية، وهو ما بدا فيما سجله حسن البنا في صدر الرسالة الأولى التي طبعها في العام 1932.
من مبادئ الإخوان المسلمين:
1- سلامة الاعتقاد والاجتهاد في طاعة اللـه تبارك وتعالى وفق الكتاب والسنة.
2-الحب في اللـه والاعتصام بالوحدة الإسلامية.
3- التأدب بأدب الإسلام الحنيف.
4- تربية النفس والترقي بها إلى معرفة اللـه وإيثار الآخرة على الدنيا.
5-الثبات على المبدأ والوفاء بالعهد مع اعتقاد أن أقدس المبادئ هو الدين.
6 – الاجتهاد في نشر الدعوة الإسلامية بين طبقات الأمة ابتغاء وجه اللـه.
7- حب الحق والخير أكثر من أي شيء في الوجود(10).
هكذا نرى أن جملة المعاني التي صدرت في الرسالة الأولى وبعد خمسة أعوام من بدء الجماعة، دارت جميعها حول معاني الدعوة والتزكية والتصوف، دون أن تتعرض بأي شكل من الأشكال للسياسة ولا معاركها في هذا الوقت، وبالتالي الجماعة تقدم نفسها للناس كجماعة للتزكية وفق المزاج العام للشعب الذى هو مزاج صوفي، بدأ في بلد يحتضن قبور الأولياء وآل البيت، لذا كان البنا حريصا على أن يضمن ما سماه الأصول العشرين لركن الفهم من أركان ما سماه أركان البيعة العشرة في الأصل الثالث عشر " ومحبة الصالحين واحترامهم والثناء عليهم بما عرف من طيب أعمالهم قربة إلى اللـه تبارك وتعالى، والأولياء هم المذكورون في قوله تعالى "الذين آمنوا وكانوا يتقون" والكرامة ثابتة لهم بشرائطها الشرعية، مع اعتقاد أنهم لايملكون لأنفسهم ضرا ولا نفعا في حياتهم أو بعد مماتهم فضلا عن أن يهبوا شيئا من ذلك لغيرهم"(11).
ظل حسن البنا حريصاً على التماهي مع مجتمعه وعدم مصادمة الشعور العام أو المزاج الخاص للشعب، والذي كان يدور حول الصوفية فوسم جماعته بلباسها حتى اعتقدها الناس طريقة صوفية جديدة منحوها ثقتهم، وانضوى الكثيرون تحت لوائها عاطفة للدين ونصرة له، في ظل موجات من التبشير اجتاحت المجتمع المصري مع حقبة الاستعمار تلك.
لكن حسن البنا كان يقدم فقط بهذا القناع لاختراق كل المجموعات والكيانات ويصهرها في بوتقته، ولم يكن مقتنعا بصيغة الدولة الوطنية ولا مفرداتها كالأحزاب مثلا، التي كان يعتبرها سيئة يقول "لقد انعقد الإجماع على أن الأحزاب المصرية هي سيئة هذا الوطن الكبرى، وهي أساس الفساد الاجتماعي الذي نصطلي بناره الآن .. ، فلا ندري ما الذي يفرض على هذا الشعب الطيب المجاهد المناضل الكريم هذه الشيع والطوائف من الناس التي تسمي نفسها الأحزاب السياسية؟(12).
هكذا كان رأي حسن البنا في الأحزاب، وإن خالف الإخوان هذا الرأي في اجتهاد قدموه في العام 1994 في وثيقتين صدرت الأولى في جواز التعددية السياسية، وصدرت الثانية في جواز ترشيح وانتخاب المرأة.
في العام 1939 صدرت رسالة المؤتمر الخامس التي كشف فيها حسن البنا حقيقة مشروعه، بعدما كون الأنصار، وربطهم بشخصه ليبدأ مع العام 1940 تأسيس الكيان العسكري لجماعته، ويبدأ منذ هذه اللحظة التي بدأت مع الحرب العالمية الثانية وبروز التنظيمات الفاشية والمسلحة، في تأسيس كيان مسلح ظل ينشط لثماني سنوات كاملة في استهداف مصالح اليهود ليقدم لهم المبرر في الهجرة من مصر ويكون بوعي أو دون وعي جزءًا من خطة تهجير يهود مصر إلى فلسطين المحتلة، فضلا عن استهداف الخصوم السياسيين بالاغتيال الذي حملت جماعة الإخوان قصب السبق في إدخاله للبيئة المصرية تحت دعاوى نصرة الدين، لتبدأ المرحلة الثانية في تاريخ الجماعة التي تبدأ من العام 1940 تاريخ تأسيس النظام الخاص (أول ميليشيا عسكرية) تنتهج طريقة حرب العصابات، والتي أسست لولادة كل كيانات الإرهاب فيما بعد وحتى العام 1965 مع اكتشاف أمر تنظيم سيد قطب، الذي كسر آخر موجات تلك المرحلة في العام 1966 مع إعدام سيد قطب ورفاقه فيما عرف بقضية تنظيم 65.
ظل حسن البنا حريصا على التماهي مع مجتمعهن وعدم مصادمة الشعور العام أو المزاج الخاص للشعب، والذي كان يدور حول الصوفية، فوسم جماعته بلباسها حتى اعتقدها الناس طريقة صوفية جديدة منحوها
ثانياً- القناع الثاني الجهاد (ربع قرن من العنف )
ارتدت جماعة الإخوان قناع الجهاد المسلح ضد أبناء الوطن وضد كل خصوم مشروعها منذ لحظة انشاء النظام الخاص وحتى العام 1965، ربع قرن من العنف ضد الخصوم والحلفاء معا، فالجماعة التي تحالفت مع الملك تطلعت لوراثته فانقلب عليها، والإنجليز الذين توافقوا مع الجماعة وتركوها تتمدد تحت عيونهم باعتبارها الطريقة الأنجع لتفريغ طاقة الوطنية الجارفة التي أطلقتها ثورة 1919، وإعادة الفرز على أساس الدين، وهو ما جسدته جماعة الإخوان بهمة حازت ثقة وإعجاب الإنجليز، الذي تجاوزدعمهم الدعم المالي إلى منح حرية الحركة الكاملة للجماعة في إنشاء الشُّعب والتوسع في الداخل والخارج.
جرت خطة الجماعة على اختراق كل الأحزاب السياسية والجمعيات، بهدف أن يكون جمهورها ضمن مكونات جيش حسن البنا الذي كان يخاطب أعوانه قائلا عن لحظة المواجهة مع كل الخصوم " وفي الوقت الذي يكون فيه منكم معشر الإخوان المسلمين ثلاثمائة كتيبة، قد جهزت نفسها روحيا بالإيمان والعقيدة وفكريا بالعلم والثقافة، وجسميا بالتدريب والرياضة في هذا الوقت، طالبوني أن أخوض بكم لجج البحار وأقتحم بكم عنان السماء، وأغزو بكم كل عنيد جبار فإني فاعل إن شاء اللـه"(13). وقد أعد بالفعل هذا الجيش الذي كان لديه الهدف والوسيلة، من أجل تمكين طموحاته في حكم مصر" فقد استقر في وجدان أتباع التيار الإسلامي من أتباع الفكر الشمولي، أنهم لا يستطيعون تحقيق أهدافهم إلا بالحكومة الإسلامية، وهو أمر يتطلب إعداد قوة عسكرية، ودفعهم هذا إلى تكوين ما يسمى بالميليشيات الإسلامية التي بلغت مبلغا لا يستهان به من القوة قبل ثورة 1952، ولما كان شكل الحكومة الدينية التي يسعى هذا التيار لتحقيقها، وهو أمر يتفق مع شكل نظام الحكم الإسلامي وشكل التنظيم الذي أقاموه، أنها تعتمد على فكرة القائد والطاعة أو نظام الحكم الفردي، وهو يطابق نفس نظام الحكومة العسكرية التي قامت بعد ثورة 1952، لذلك فإنه قد أصبح من المستحيل أن يجمع بينهما نظام سياسي واحد، وبالتالي أصبح من الضرورى أن يفسح أحدهما المجال للآخر بعد أن أصبح الصدام أمرا حتميا(14).
ارتدت الجماعة ثوب الجهاد المسلح، الذي كان العنوان البراق له هو مقاومة اليهود في فلسطين والإنجليز في القنال، بينما لم نجد لهذا الجهاد أثرا في الواقع، ولم نر سوى جرائم التنظيم في الداخل سواء قتل القضاة كما قتل القاضي أحمد الخازندار، لأن أحكامه لم ترق للجماعة، أو قتل رئيس الوزراء لأنه أقدم على حل التنظيم المسلح الذي اكتشف امره بعد القبض على مجموعة من قيادات التنظيم وهم ينقلون ذخائر ومستندات وأسلحة وخطط التنظيم، فيما عرف بقضية السيارة الجيب التي كشفت وجود تنظيم سري مسلح بالمخالفة للقانون يهدف لقلب نظام الحكم وتهديد السلم واستهداف الأجانب والأبرياء، أو حتى الإقدام على قتل أحد قياداته وهو السيد فايز، الذي قتل بطرد مفخخ سجل ريادة الجماعة في تلك العمليات قبل أن تظهر القاعدة وداعش.
قتل حس البنا بفعل اختياراته، وكان اختياره فتح أبواب الحرب مع الجميع أحزابا وقوى في الداخل والخارج، وغوايته بتنظيم مسلح ظن أن قادر على حسم الصراع مع الدولة والمجتمع، تماما كما ظلت تلك الغواية القدرة على الحشد سببا في تردي التنظيم للهاوية في النهاية،فلقيَ حتفه في أعقاب قتل رئيس الوزراء محمود فهمي النقراشي، بعدما اتضحت حقيقة نواياه للمجتمع، وبقتله تولت قيادات النظام الخاص قيادة الجماعة في نفس المسار، حيث حاولت اختراق الجيش عبر مجموعة الضباط الأحرار الذين كانوا يتلمسون الأنصار في كل القوى، فكان من بين الضباط الأحرار من ينتمي للإخوان أو الشيوعيين او مصر الفتاة أو الحزب الوطني أو غيرهم من القوى، اجتمعوا على مهمة واحدة وهي إسقاط الملك وتحرير البلاد من الاحتلال، اختبأ التنظيم الخاص داخل الجيش مع احتفاظه بجيشه الخاص، وعندما نجحت الثورة في 23 يوليو من عام 1952 اغتر التنظيم بقوته، وحاول فرض وصايته على الثوار، لكن جمال عبدالناصر ورفاقه رفضوا وصاية الجماعة التي دخلت معهم في صدام في العام 1954، وصل إلى ذروته مع إقدام الجماعة على محاولة اغتيال عبدالناصر الذي عرفهم وعرف كيف يروّضهم، فأخذهم إلى محاكمات عسكرية قضت بإعدام الغلاة من قياداتهم في العام 1954 وانكسرت الموجة الأولى من عنف الجماعة مع الدولة الجديدة، لكنها حاولت مرة ثانية في العام 1965 مع سيد قطب ورفاقه، الذى كشف عن تنظيمه في هذا العام وأعدم سيد قطب ورفاقه في العام 1966 لتنكسر موجات العنف، وتدرك الجماعة أنها غير قادرة على الوصول لأهدافها عبر العنف الذي ودّعته عمليا، دون أن يتراجع إيمانها بالعنف المؤجل المرتبط بامتلاك الوسائل والإمكانات والفضاء المواتي.
المراجع
1- حسن البنا – مجموعة الرسائل – دار الدعوة – الطبعة الشرعية – 1990 – صفحة 121
2- المرجع السابق – صفحة 175.
3- المرجع السابق – صفحة 122.
4- جمعة أمين عبدالعزيز – أوراق من تاريخ الإخوان المسلمين – الكتاب الأول – دار التوزيع والنشر الإسلامية – 2003- صفحة 116.
5- حسام تمام – الإخوان المسلمون سنوات ماقبل الثورة – دار الشروق – الطبعة الأولى 2010- صفحة 95.
6- حسن البنا – مذكرات الدعوة والداعية – دار التوزيع والنشر الإسلامية -1986- صفحة 77.
7- المرجع السابق – صفحة 78.
8- حسن البنا – مجموعة الرسائل – دار الدعوة – الطبعة الشرعية – 1990- صفحة 504
9- المرجع السابق – صفحة 190.
10- حسن البنا – مذكرات الدعوة والداعية – دار التوزيع والنشر الإسلامية -1986- صفحة 160.
11- حسن البنا – مذكرات الدعوة والداعية – دار التوزيع والنشر الإسلامية -1986- صفحة 392.
12- المرجع السابق – صفحة 244.
13- المرجع السابق – صفحة 181.
14- د زكريا سليمان بيومي – الإخوان المسلمون بين عبدالناصر والسادات من المنشية إلى المنصة – مكتبة وهبة – 1987 –صفحة 7.
ارتدت جماعة الإخوان قناع الجهاد المسلح ضد أبناء الوطن وضد كل خصوم مشروعها منذ لحظة انشاء النظام الخاص وحتى العام 1965، ربع قرن من العنف ضد الخصوم والحلفاء معا، فالجماعة التي تحالفت مع الملك تطلعت لوراثته فانقلب عليها، والإنجليز الذين توافقوا مع الجماعة وتركوها تتمدد تحت عيونهم باعتبارها الطريقة الأنجع لتفريغ طاقة الوطنية الجارفة التي أطلقتها ثورة 1919، وإعادة الفرز على أساس الدين، وهو ما جسدته جماعة الإخوان بهمة حازت ثقة وإعجاب الإنجليز، الذي تجاوزدعمهم الدعم المالي إلى منح حرية الحركة الكاملة للجماعة في إنشاء الشُّعب والتوسع في الداخل والخارج.
جرت خطة الجماعة على اختراق كل الأحزاب السياسية والجمعيات، بهدف أن يكون جمهورها ضمن مكونات جيش حسن البنا الذي كان يخاطب أعوانه قائلا عن لحظة المواجهة مع كل الخصوم " وفي الوقت الذي يكون فيه منكم معشر الإخوان المسلمين ثلاثمائة كتيبة، قد جهزت نفسها روحيا بالإيمان والعقيدة وفكريا بالعلم والثقافة، وجسميا بالتدريب والرياضة في هذا الوقت، طالبوني أن أخوض بكم لجج البحار وأقتحم بكم عنان السماء، وأغزو بكم كل عنيد جبار فإني فاعل إن شاء اللـه"(13). وقد أعد بالفعل هذا الجيش الذي كان لديه الهدف والوسيلة، من أجل تمكين طموحاته في حكم مصر" فقد استقر في وجدان أتباع التيار الإسلامي من أتباع الفكر الشمولي، أنهم لا يستطيعون تحقيق أهدافهم إلا بالحكومة الإسلامية، وهو أمر يتطلب إعداد قوة عسكرية، ودفعهم هذا إلى تكوين ما يسمى بالميليشيات الإسلامية التي بلغت مبلغا لا يستهان به من القوة قبل ثورة 1952، ولما كان شكل الحكومة الدينية التي يسعى هذا التيار لتحقيقها، وهو أمر يتفق مع شكل نظام الحكم الإسلامي وشكل التنظيم الذي أقاموه، أنها تعتمد على فكرة القائد والطاعة أو نظام الحكم الفردي، وهو يطابق نفس نظام الحكومة العسكرية التي قامت بعد ثورة 1952، لذلك فإنه قد أصبح من المستحيل أن يجمع بينهما نظام سياسي واحد، وبالتالي أصبح من الضرورى أن يفسح أحدهما المجال للآخر بعد أن أصبح الصدام أمرا حتميا(14).
ارتدت الجماعة ثوب الجهاد المسلح، الذي كان العنوان البراق له هو مقاومة اليهود في فلسطين والإنجليز في القنال، بينما لم نجد لهذا الجهاد أثرا في الواقع، ولم نر سوى جرائم التنظيم في الداخل سواء قتل القضاة كما قتل القاضي أحمد الخازندار، لأن أحكامه لم ترق للجماعة، أو قتل رئيس الوزراء لأنه أقدم على حل التنظيم المسلح الذي اكتشف امره بعد القبض على مجموعة من قيادات التنظيم وهم ينقلون ذخائر ومستندات وأسلحة وخطط التنظيم، فيما عرف بقضية السيارة الجيب التي كشفت وجود تنظيم سري مسلح بالمخالفة للقانون يهدف لقلب نظام الحكم وتهديد السلم واستهداف الأجانب والأبرياء، أو حتى الإقدام على قتل أحد قياداته وهو السيد فايز، الذي قتل بطرد مفخخ سجل ريادة الجماعة في تلك العمليات قبل أن تظهر القاعدة وداعش.
قتل حس البنا بفعل اختياراته، وكان اختياره فتح أبواب الحرب مع الجميع أحزابا وقوى في الداخل والخارج، وغوايته بتنظيم مسلح ظن أن قادر على حسم الصراع مع الدولة والمجتمع، تماما كما ظلت تلك الغواية القدرة على الحشد سببا في تردي التنظيم للهاوية في النهاية،فلقيَ حتفه في أعقاب قتل رئيس الوزراء محمود فهمي النقراشي، بعدما اتضحت حقيقة نواياه للمجتمع، وبقتله تولت قيادات النظام الخاص قيادة الجماعة في نفس المسار، حيث حاولت اختراق الجيش عبر مجموعة الضباط الأحرار الذين كانوا يتلمسون الأنصار في كل القوى، فكان من بين الضباط الأحرار من ينتمي للإخوان أو الشيوعيين او مصر الفتاة أو الحزب الوطني أو غيرهم من القوى، اجتمعوا على مهمة واحدة وهي إسقاط الملك وتحرير البلاد من الاحتلال، اختبأ التنظيم الخاص داخل الجيش مع احتفاظه بجيشه الخاص، وعندما نجحت الثورة في 23 يوليو من عام 1952 اغتر التنظيم بقوته، وحاول فرض وصايته على الثوار، لكن جمال عبدالناصر ورفاقه رفضوا وصاية الجماعة التي دخلت معهم في صدام في العام 1954، وصل إلى ذروته مع إقدام الجماعة على محاولة اغتيال عبدالناصر الذي عرفهم وعرف كيف يروّضهم، فأخذهم إلى محاكمات عسكرية قضت بإعدام الغلاة من قياداتهم في العام 1954 وانكسرت الموجة الأولى من عنف الجماعة مع الدولة الجديدة، لكنها حاولت مرة ثانية في العام 1965 مع سيد قطب ورفاقه، الذى كشف عن تنظيمه في هذا العام وأعدم سيد قطب ورفاقه في العام 1966 لتنكسر موجات العنف، وتدرك الجماعة أنها غير قادرة على الوصول لأهدافها عبر العنف الذي ودّعته عمليا، دون أن يتراجع إيمانها بالعنف المؤجل المرتبط بامتلاك الوسائل والإمكانات والفضاء المواتي.
المراجع
1- حسن البنا – مجموعة الرسائل – دار الدعوة – الطبعة الشرعية – 1990 – صفحة 121
2- المرجع السابق – صفحة 175.
3- المرجع السابق – صفحة 122.
4- جمعة أمين عبدالعزيز – أوراق من تاريخ الإخوان المسلمين – الكتاب الأول – دار التوزيع والنشر الإسلامية – 2003- صفحة 116.
5- حسام تمام – الإخوان المسلمون سنوات ماقبل الثورة – دار الشروق – الطبعة الأولى 2010- صفحة 95.
6- حسن البنا – مذكرات الدعوة والداعية – دار التوزيع والنشر الإسلامية -1986- صفحة 77.
7- المرجع السابق – صفحة 78.
8- حسن البنا – مجموعة الرسائل – دار الدعوة – الطبعة الشرعية – 1990- صفحة 504
9- المرجع السابق – صفحة 190.
10- حسن البنا – مذكرات الدعوة والداعية – دار التوزيع والنشر الإسلامية -1986- صفحة 160.
11- حسن البنا – مذكرات الدعوة والداعية – دار التوزيع والنشر الإسلامية -1986- صفحة 392.
12- المرجع السابق – صفحة 244.
13- المرجع السابق – صفحة 181.
14- د زكريا سليمان بيومي – الإخوان المسلمون بين عبدالناصر والسادات من المنشية إلى المنصة – مكتبة وهبة – 1987 –صفحة 7.