وسرعان ما جاء الرد بـ"هاشتاج" مماثل ورادع، ولكن هذه المرة من أنصار السيسي، حيث دشنوا هاشتاج ردًا على الهاشتاج المسيء للسيسي، وجاء تحت شعار:

"#سأنتخب_السيسي_ومش_هنزل_لمستواك"، حيث تداول أنصار المشير عبارات وتعليقات ساخرة لتأييد مرشحهم الرئاسي، حيث وجهوا الاتهام لجماعة الإخوان، حيث قال الكاتب الصحفى مجدي الجلاد "مش مستغرب من أخلاق الإخوان اللي بيشيّروا الهاشتاج إياه ... وتحياتي للسيد علاء صادق اللي بتنشر الهاش تاج! ... كلنا نكتب في #سأنتخب_السيسي"، ورد رجل الأعمال أشرف السعد قائلًا: "اللـه ينتقم منه تويتر مش عارف أزوّر فى الريتويت بتاع #سأنتخب_السيسي .. ودي انتخابات إيه دي ال ما فيهاش تزوير حاجة تزهق واللـه" ، وبدوره قال الناشط السياسي حازم عبد العظيم "نفسي يكون شعار الحملة "وها تبقى قد الدنيا"، والواو مهمة جدًا دي ملكية فكرية للسيسي والشعب بيحبها ..فكروا #سأنتخب_السيسي"، وعلق أحد النشطاء أيضا قائلًا: "بطلت أشرب لمون وبقيت أعشق البرتقال لأن كله فيتامين " c c.

كما دشن عدد من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي صفحة بعنوان "انتخبوا البطل" ردًا على الهاشتاج المسيء للمشير عبدالفتاح السيسي، حيث أكد القائمون على الصفحة أنهم مجموعة من شباب مصر، يؤيدون ترشيح المشير السيسي، لمنصب رئيس الجمهورية ، ونظرا لما تقوم به اللجان الإلكترونية الإخوانية من حملة ممنهجة ومسيئة للمشير، قرروا تدشين هذه الصفحة .

وقد طالب أعضاء الصفحة بكتابة الهاشتاج "انتخبوا_السيسي" على العملات الورقية، تعبيرًا وتأكيدًا على دعهم للمشير، وهو ما لاقى اهتمامًا من معظم أعضاء الصفحة ، كما شارك فى الكتابة بعض المصريين المقيمين بالسعودية ، حيث كتب على ورقة من فئة الـ 500 ريال ، كما قام البعض الآخر بالكتابة على الدولار.

ووسط هذا الجو من الخلافات والصراع على شبكات التواصل الذي وصل إلى حد حروب إلكترونية ، حيث أصر المعارضون للسيسي على تبرير اللفظ المسيء المستخدم في الهاشتاج على أنه بالبحث اللغوي عن أصل الكلمة وجدوا أنها كلمة لها أصل تركي، وكانت وظيفة لضابط الشرطة المسئول عن المرور على بيوت الهوى في مصر ومتابعتها والتفتيش عليها خلال فترة الثلاثينيات والأربعينيات عندما كانت مهنة "البغاء" مرخصة، وكان الكثير من الضباط يرفضون العمل بتلك الوظيفة، حيث كانت محل استهزاء من زملائه والمجتمع. فيما هاجم المؤيدون للسيسي هذه الدعوات لاستخدامها ألفاظا خارجة عن الذوق العام للمجتمع المصري.

وفي هذه الأثناء، انتشر هاشتاج جديد تحت شعار "#لا للبذاءة"، حيث تداول النشطاء القائمون عليه عديدًا من الأحاديث النبوية والمقولات التى تحض على عدم الإساءة للآخرين.
وكان من أبرز ما تداوله نشطاء "#لا للبذاءة": "إن أقرب الناس خلفًا إلى مجلس الرسول أحسنهم أخلاقًا .. قال الرسول صلى اللــه عليه وسلم: { إن أقربكم مني مجلسًا يوم القيامة أحسنكم أخلاقًا}"، وقال آخر "مش هتخسر حاجة..هتكسب نفسك واحترام الناس..#لا_للبذاءة #معًا_نرتقي"، فيما انتقد أحد النشطاء الهاشتاج المسئ قائلًا: ”انتقد بشدة هاشتاج انتخبوا العـ. ..فهو لا يليق بأصحاب قضية محترمة .. نعم اللفظ له مرجعية تاريخية لكن يعد لفظًا سيئًا #لا_للبذاءة".

وانهالت بعدها التعليقات: "اللفظ الذي تخجل أن يردده أولادك أو يسمعوه أو تشمئز من سماعه من زوجتك رجاء لا تردده قضيتنا حق قضية حرية وإرادة ودين .. #لا_للبذاءة"، الحبيب بيقولك: من كان يؤمن باللـه واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت... مش قادر تبطل شتيمه؟! يبقا تسكت لغاية ربنا ما يتوب عليك"، "كلنا لسانا طول من ساعة الانقلاب بس مش كدا دلوقتي الكلمة دي بعدين كلمة أقبح وهكذا ونعتاد ع سماع ونطق الفُحش بقى ونقول بننصر الدين #لا للبذاءة"، "لو أنت شايف إن ممكن أختك أو بنتك تشوف الكلآم ده و الشتايم دي.. قولها قدامها في البيت.. لكن ما لناش ذنب احنا كمان نشوف كلامك ده.. #لا_للبذاءة".

وكانت آخر تعليقات الهاشتاج "الشتيمة مش قضية اللي بتشتمه يستاهل ولا لأ.. القضية هي اللي انتا بتقوله ده ربنا يرضى عنه والّا لأ .. توافق أختك أو أمك تقوله ولا لأ
#لا_للبذاﺀة".

ثانياً- هاشتاج المرشح الرئاسي يشعل حربًا دينية

"لا تخلطوا الدين بالسياسة" جملة صدعت النخبة المصرية رؤوس المصريين بها في فترة حكم الرئيس المعزول محمد مرسي، إلا أن خلط الدين بالسياسة أصبح أمرًا مباحًا، بل مستحبًا، ما دام في صالح كل فريق وتوجهه، ففي حين خرج علينا أحد الشيوخ المتعاطفين مع الإخوان يبرر الهاشتاج المسئ للمرشح الرئاسي المشير السيسي بالفتوى بأن هذا الهاشتاج من أعمال الجهاد، وأنه جندي من جنود اللـه، واستعانة شيخ آخر بالآية الكريمة " لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم" (سورة النساء، الآية 148) لتبرير هذا الهاشتاج المسيء‘ إلا أنه على الجانب الآخر كان الدين حاضرًا لصد هذا الهاشتاج المسيء من قبل عض أساتذة جامعة الأزهر.

وقد تداول النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو جديدًا يُعد فصلًا جديدًا من فصول خلط السياسة بالدين، حيث يبدو الدكتور سعد الدين الهلالي، الأستاذ في جامعة الأزهر حاضرًا فيه بقوة، لجزء من حواره مع الإعلامي عمرو أديب في برنامج "القاهرة اليوم" حول رأيه حول حكم الهاشتاج المسيء لوزير الدفاع المصري السابق عبد الفتاح السيسي، وكذا الهاشتاج الذي تداوله النشطاء أخيرًا والخاص بفضيحة مدرب الكاراتيه في مدينة المحلة والذي يحوي مشاهد مخلة.

وأفتى الهلالي بأن كل من شارك فيهما لا توبة له ولا تقبل شهادته حتى يعفو عنه المشير السيسي شخصيًا وأوجب جلده، لتثور ثائرة كثير من متابعي الحلقة التي باتت تخالف كل ما طالب به الإعلاميون من حرية وإبعاد للدين عن السياسة في عهد مرسي، بينما جددت الفتوى التليفزيونية نشاط الهاشتاج المسيء بعد فترة خمول. واختلفت آراء النشطاء على مواقع التواصل، فمنهم الذي رحب بكلام الهلالي ومنهم الساخر والمنتقد.

ثالثاً- #التهجير مش حل

ولقي قرار القوات المسلحة المصرية بتهجير أهالي سيناء الواقعة على الحدود مع قطاع غزة، جاء ذلك ضمن ما سمّته السلطات إستراتيجية جديدة لمواجهة "الإرهاب" بعد مصرع 31 عسكريًا وإصابة 30 آخرين في هجومين في شمال سيناء، الذي تطلب هدم عدد من المنازل في المنطقة.

وقد أدى تهجير أهالي سيناء الذين تقع منازلهم في الشريط الحدودي مع قطاع غزة ضمن إستراتيجية لمكافحة الإرهاب إلى غضب بعض أهالي سيناء وإلى تضامن بعض النشطاء معهم، فدشنوا هاشتاجًا تحت عنوان "#التهجير مش حل"، وسمّى البعض هذا القرار بالتهجير القسري للسكان بينما يراه آخرون ضرورة أمنية.

وقد تفاعل جمال عيد، مدير الشبكة العربية لحقوق الإنسان، مع هذا الهاشتاج بنشر المادة 63 من الدستور المصري، قائلًا: "المادة 63 من دستور مصر 2014: يحظر التهجير القسري التعسفى للمواطنين بجميع صوره وأشكاله ، ومخالفة ذلك جريمة لا تسقط بالتقادم #التهجير_مش_حل"، وهاجم أحد النشطاء المؤيدين للتهجير، قائلًا لهم: #التهجير مش حل إخواننا الوطنيين الموافقين عالتهجير يدّوا بيوتهم لأهل سيناء ويتهّجروا مكانهم ويعتقونا بقى من المزايدة عاللي خلفونا". ورأى آخر أن التهجير ليس له علاقة بالقضاء على الإرهاب، موضحًا: #التهجير مش حل التهجير أصلًا مالوش علاقة بالمشكلة هتسيب الناس بيوتها وأرضها عشان وهم الإرهاب؟

رابعاً- #براءة مبارك

وقد خيمت أجواء الإحباط والغضب على الشارع المصري، وبدت لوعة الحزن وعلامات الصدمة على أهالي الشهداء بعد إعلان براءة مبارك، وشارك المغردون ضمن هاشتاجات مختلفة (# براءة مبارك، #‏ محاكمة القرن، # براءة_الطاغية مبارك، # ‏يسقط حسنى مبارك)، فيما تصدر هاشتاج (# محاكمة مبارك) قائمة الأكثر تداولًا في مصر، واحتل المركز الثاني عالميًا على موقع تويتر، حيث بلغ عدد التغريدات فيه 100 ألف تغريدة خلال ساعات.

ودعا د.محمد محسوب إلى الاصطفاف مجددًا في ميدان التحرير، ولم يُعره أحد اهتمامًا كالعادة، لأن الإخوان يريدون من يحارب لهم بالوكالة وينعمون هم بالأمان بعيدًا عن ميدان المعركة التي يخوضونها بالريموت كونترول من خارج البلاد. وذكر محسوب أن براءة نظام مبارك هو إدانة للشعب وثورة يناير، والتأسيس لاستمرار القمع والفساد من خلفه باعتباره قدرنا، ولا يُرد عليه إلا باصطفاف بميدان الثورة.

وتمنت إحدى الناشطات على تويتر أن يُعاقب مبارك بـأي فعل، حتى لو كان رمزيًا:
"طب ياخد 6 شهور ؟ طب شهر واحد ؟ طب يدفع غرامة ؟ طب يتسحب رخصة ؟ طب ينزل 10 ضغط ؟ طب يقف وشه في الحيطه ويرفع إيديه ؟"، ودعا جمال عيد الثوار لعدم اليأس بقوله: حافظوا على جذوة الثورة مشتعلة بالغضب والسخرية، ولا تطفئوها باليأس والانكسار.

"ما فيش عدل، وأنا مدركة ده، ومفيش أي نصر جاي، بس بنضحك ع نفسنا عشان نعرف نعيش".. كانت هذه آخر كلمات بعثتها الناشطة المصرية #زينب  مهدي، قبل أن تقدم على الانتحار بعد حالة اليأس والعجز التي سيطرت عليها أخيرًا، بسبب الأوضاع السياسية التي تمر بها مصر، كما صرح مقربون منها، انتحار مهدي، كان وقعًا أليمًا في قلوب الكثيرين، وألقى البعض اللوم على الحكومة المصرية، ودعا بعض الناشطين إلى التمسك بالأمل وعدم اليأس.

خامساً- داعش تحذو حذو الإخوان وتُطلق حروب الهاشتاج

حرص تنظيم "داعش" على نشر كتيب إرشادي بين أتباعه لوضع قواعد استخدام شبكات التواصل الاجتماعي مثل "فيس بوك" و"تويتر"، مشددًا على أفراد المليشيات عدم وضع معلومات وصفية عن أنفسهم في الحسابات المستخدمة، حسب ما نشر موقع "الإندبندنت" البريطانية. وقالت الصحيفة البريطانية إن "التنظيم حريص على إشعال البروباجندا على صفحات شبكات التواصل الاجتماعي لتشجيع الآخرين على الانضمام إلى ميليشيات تنظيماته، وذلك بنشر صور تعرض أسلوب حياة مقاتلي التنظيم، وصور رءوس أعداء التنظيم المفصولة من أجسادها، لكنه توصل إلى خطورة ذلك على المقاتلين، كما توصل التنظيم إلى أن استخدام حسابات على شبكات التواصل الاجتماعي يمد أجهزة الاستخبارات الغربية بمعلومات قيمة عن مواقع المليشيات، ويكشف عن هويات المقاتلين مما يجعلهم هدفًا لطائرات الحلف الدولي المناهض للتنظيم المتطرف.

ويشدد الكتيب الإرشادي على المقاتلين عدم استخدام التطبيقات التي تكشف عن التوقيت وموقع إرسال الرسالة، واضعا لمقاتلي التنظيم أساليب يتفادون بها تلك البيانات والتطبيقات التي تسهل من مهام الأجهزة الاستخبارية في الغرب، في حين منعت مجاهدين أخرين من استخدام شبكات التواصل الاجتماعي بشكل تام. واعتبرت مجلة "فورين بوليسي" Foreign Policy عدم قدرة الحكومة الأمريكية علي تحقيق "مكاسب حقيقية" من وسائل الاتصالات الحديثة "أمرًا محرجًا". ورأت المجلة أن الصور والبيانات المؤثرة هي أكثر ما يجذب الانتباه، مشيرةً إلى أنه مثلما يعد التمرد والهجمات الإرهابية وسائل يمكن من خلالها أن يقف الضعيف في وجه القوي، فإن شبكات التواصل الاجتماعي تجعل من لا قوة له يقف أمام القوي، خاصة أن فكرة "اللا مكان" أفضل من نفاق الشخصيات العامة والسياسات الحكومية.

وذكرت المجلة أن رسائل "داعش" تعزز الاعتقاد القائم حول "قسوة" التنظيم "القاتلة"، إلا أن الأمر مرتبط أيضًا بإستراتيجية أوسع تعتمد علي إبعاد الولايات المتحدة عن التدخل، وذلك من خلال تذكير الأمريكان بمدى "تعقد" و"عنف" العلاقات الإقليمية والدينية في الشرق الأوسط، مما يعزز الشعور لديهم بعدم الرغبة في التدخل، وهو ما يجعل هذه الرسائل "مؤثرة".

وذكرت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية أن تنظيم "داعش" يتفوق علي الولايات المتحدة بكثير فيما يتعلق بـ"دبلوماسية الهاشتاج"، أو التأثير في الرأي العام من خلال مواقع التواصل الاجتماعي مثل "فيسبوك" و"تويتر" و"يوتيوب"، مشيرةً إلى أن التنظيم يخوض حملة دعائية "مؤثرة ببراعة".

واعتبرت المجلة أن "داعش" لديه قدرة رائعة على صياغة "رسائل مثيرة" تدعم أهداف حملتها العسكرية، قائلةً إن "همجية التنظيم تصب في صالح عزوف الدول عن الدخول في حرب معهم، ويعزز تردد الشعوب الغربية فيما يتعلق بالدخول في حرب جديدة في الشرق الأوسط".

وقارنت "فورين بوليسي" بين قدرة "داعش" على التعامل مع "دبلوماسية الهاشتاج" والولايات المتحدة. وأضافت المجلة الأمريكية أن "داعش" عرضت بثًا حيًا لدخول الموصل واعتقال عشرات الجنود، ونشرت تحديثات بما تحرزه في العراق علي موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، وعرضت صورًا تُظهر شجاعة مقاتليها أمام تراجع الجنود العراقيين. وعلى الصعيد الأمريكي، وصفت المجلة جهود الحكومة الأمريكية فيما يتعلق بـ"دبلوماسية الهاشتاج" بأنها "مثيرة للشفقة".

وفي إطار حروب الهاشتاج، نشر تنظيم "داعش" مقطع فيديو عبر موقع التواصل الاجتماعي "يوتيوب"، يدعو فيه المقاتلين إلى المشاركة في "هاشتاج" على شبكات التواصل الاجتماعي تحت عنوان "# سيناء عرين الموحدين". ويهدف التنظيم من وراء ذلك جمع الجهاديين في المنطقة تحت هذا الهاشتاج بهدف غزو سيناء. ومن الواضح أن القوات المسلحة المصرية قامت بإنشاء منطقة عازلة على الحدود بسيناء، بهدف تأمين سيناء من العمليات الإرهابية ومنع تسلل التكفيريين، عقب الحادث المروع الذي وقع بكمين “كرم القواديس” بالشيخ زويّد بالعريش.

وقد وجه ريتشارد هانيجان الرئيس الجديد للاستخبارات البريطانية اتهامًا لعدد من شركات التقنية الأمريكية، العاملة في وادي السيليكون، بأنها أصبحت شبكات القيادة والتحكم المفضلة للإرهابيين، مشيرًا إلى أن شركات عملاقة، مثل موقعي التواصل الاجتماعي "فيس بوك" و"تويتر"، أصبحت شبكات قيادة وتحكم للإرهابيين والمجرمين. وأوضح هانيجان، أن عناصر"داعش" في العراق وسوريا، يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي لترهيب الناس، وإلهام الجهاديين المحتملين من كل أنحاء العالم للانضمام إليهم.

وأضاف أن تنظيم القاعدة وأفراده والإرهابيين، استخدموا الإنترنت من قبل كموقع لنشر المواد بصورة مجهولة، محذرًا من أن تنظيم الدولة والأفراد التابعين له، باتوا يستخدمون شبكات التواصل الاجتماعي بصورة مباشرة، لإيصال رسالة بلغة يفهمها أقرانهم من الإرهابيين. وناشد القطاع الخاص، بما في ذلك شركات التقنية الأمريكية العملاقة التي تسيطر على الشبكة العالمية، بضرورة مساعدة جهاز الاستخبارات البريطاني، للتغلب على هذا الأمر، بدعوى أن الأجهزة الاستخباراتية ليست قادرة على التغلب على هذه التحديات من دون دعم هذه الشركات.

كما نشرت صحيفة الديلي تلجراف فى إحدى افتتاحياتها مقالًا لكون كوفلين بعنوان "كيف أسهمت وسائل التواصل الاجتماعي بنشر سموم تنظيم داعش؟. وقال كاتب المقال إن إدوارد سنودن المتعاقد السابق في وكالة الاستخبارات الأمريكية مهد الطريق أمام ظهور نوع جديد من الدعاية للمتطرفين، مضيفًا وبطريقة استهزائية بأن على سنودن الذي يتمتع بملجأ آمن في روسيا وأن يكون فخورًا بنفسه، لأنه لم يكشف فقط عن كيفية تجسس أمريكا وحلفائها على أعدائها، بل علّم جيلًا كاملًا من المتطرفين أفضل طرق استخدام وتوظيف الإنترنت لنشر أفكارهم. وأضاف كوفلين أن "الإرهابيين الإسلاميين الذين يقاتلون في سوريا والعراق يحرصون على تزويد هواتفهم النقالة وحواسيبهم بأنظمة قادرة على التملص من الرقابة الأمنية، إذ إن سنودن توصل إلى معرفة كيفية قيام وكالة الاستخبارات الأمريكية ووكالة التنصت الإلكتروني في المملكة المتحدة بمراقبة وسائل التواصل الاجتماعي كـ"تويتر" و"فيس بوك" لمعرفة أنشطة الإرهابيين والمجرمين".

وأوضح كاتب المقال، أنه نتيجة للمعلومات التي كشفها سنودن، فإن عديدًا من الجماعات الخطيرة ومنها: تنظيم "داعش"غيرت طريقة تبادل المعلومات بينها خوفًا من أن يتم تتبعهم من قبل وكالات الأمن الغربية. ويعمل هؤلاء على استخدام برامج مشفرة، لإبعاد أعين الرقابة عنهم. ويرى كوفلين أن تنظيم "داعش" لا يستخدم شبكات التواصل الاجتماعي لتنظيم هجمات إرهابية فحسب، بل إنه يستخدمها لنشر مشاهد درامية لإنجازاته في سوريا والعراق، إضافة إلى نشر طرقه البربرية بنشر الذعر والخوف في قلوب أعدائه. وأشار إلى أن تنظيم "داعش" يعتبر أول جماعة إرهابية استخدم عناصرها الحواسيب الإلكترونية منذ ولادتهم، كما أنهم يتمتعون بقدرٍ عالٍ من الكفاءة في كيفية إنتاج الأفلام الدعائية الخاصة التنظيم وبكيفية توظيف شبكات التواصل الاجتماعي لجذب مزيد من المؤيدين لهم. 

سادساً- حروب الهاشتاج تصل إلى الساحة الرياضية

وقد اجتاح غضب عارم مواقع التواصل الاجتماعي، عبرت عنه جماهير النادي الأهلي، بسبب الهجوم الذي تعرض له محمد أبو تريكة، لاعب الفريق السابق، ومعه محمد صلاح النجم المصري المحترف في صفوف فيورنتينا الإيطالي، من قبل الصحفي ومقدم البرامج بقناة الأهلي إيهاب الخطيب.

وكان الخطيب قد شن هجومًا ناريًا على أبو تريكة ومحمد صلاح في مقال له عبر إحدى الصحف المستقلة، ووصف من خلاله الثنائي بأنهما إرهابيان وينتميان لتنظيم داعش الإرهابي.
ورفض جمهور الأهلي الإساءة للنجمين وبالأخص محمد أبو تريكة واصفين إياه بالرمز الذي لا يجب الإساءة إليه من أحد العاملين بقناة النادي الذي أسهم أبو تريكة في صناعة عديد من البطولات معه.