رد الفعل: تعاطي إيراني مرتبك مع "عاصفة الحزم"
السبت 04/أبريل/2015 - 10:53 ص
بشير عبد الفتاح
رغم إعلان سفير المملكة العربية السعودية لدى واشنطن، عادل الجبير، أنه خاض مباحثات مطولة ومضنية مع المسئولين الأمريكيين منذ أشهر لإقناع إدارة أوباما بمدى ضرورة عملية "عاصفة الحزم"، التي ينفذها تحالف عشري عربي بقيادة المملكة العربية السعودية، بغية وقف مساعي جماعة "أنصار الله" الحوثية،المدعومة من إيران، الرامية إلى الإطاحة بالشرعية في اليمن، فإن تلك العملية العسكرية قد شكلت مفاجأة إستراتيجية من العيار الثقيل، وبكل المقاييس بالنسبة لطهران.
وانطلاقا من تلك المباغتة الإستراتيجية الصادمة والناجحة في آن، جاءت ردود الفعل الإيرانية المرتبكة على"عاصفة الحزم" في عدة مستويات:
،، محمد جواد ظريف: أن هذه العمليات العسكرية تنتهك السيادة اليمنية، ولن تؤدي إلا إلى إراقة دماء الأبرياء
أولها، الشجب والإدانة المصحوبان بمسحة لا تخلو من التهديد. فبعدما وصفت وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية العملية العسكرية التي تنفذها السعودية وحلفاؤها التسعة من دول خليجية عربية وإسلامية ضد المعاقل العسكرية للحوثيين باليمن، بأنها "اعتداءات مدعومة من الولايات المتحدة"، أكدت المتحدثة باسم الخارجية الإيرانية مرضية أفخم: "أن استخدام الخيار العسكري في اليمن الذي يشهد أزمة داخلية وحربا على الإرهاب من شأنه أن يزيد من تعقيد الأمور، ويفضي إلى اتساع رقعة الأزمة وتقويض فرص التوصل لحلول سلمية للخلافات الداخلية في اليمن". كما وصفت أفخم العمليات العسكرية، التي أدت إلى مقتل وجرح العديد من المدنيين الأبرياء، "بالخطيرة والمغايرة للقوانين والأعراف الدولية واحترام السيادة الوطنية"، على حد زعمها.
وحذرت أفخم من أن ما سمّته "العدوان" على اليمن، لن يتمخض إلا عن نشر الإرهاب والتطرف وتفشي الانفلات الأمني في المنطقة برمتها، وطالبت بضرورة تنفيذ مخرجات اتفاق السلم والشراكة والتوافق الوطني بين الأحزاب والأطراف اليمنية بأسرع وقت ممكن، داعية إلى وقف الغارات الجوية وكل الإجراءات العسكرية ضد اليمن وشعبه.
وفي ذات السياق، أكد رئيس لجنة الأمن القومي والسياسية الخارجية في البرلمان الإيراني، علاء بروجردي، أن "نار الحرب على اليمن سترتد على السعودية داعيا إلى وقف العمليات العسكرية في اليمن". وزعم بروجردي أن "أمريكا هي أساس فتن الحرب في المنطقة وقد دعمت هذا الهجوم". وحذر بروجردي السعودية من عواقب خطرة لتدخلها العسكري في اليمن، داعيا الرياض إلى إنهاء عدوانها بأسرع وقت، وحل الأزمة اليمنية بالطرق السياسية. وأدان بروجردي الهجوم السعودي على اليمن وقال: "إن اشعال النار سيترك بلا شك عواقب خطرة، وأن العالم الاسلامي سيتعرض لأزمة كبيرة نظرا إلى حساسية هذه المنطقة".
وبدوره، طالب وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، بوقف العمليات العسكرية السعودية في اليمن . وأكد ظريف في تصريح لمراسل قناة "العالم" الاخبارية الإيرانية، أن هذه العمليات العسكرية تنتهك السيادة اليمنية، ولن تؤدي إلا إلى إراقة دماء الأبرياء، موضحًا أن بلاده ستبذل قصارى جهودها لاحتواء الأزمة في اليمن. وشدد وزير الخارجية الإيراني على أن العمليات العسكرية السعودية ضد اليمن تدخل المنطقة في المزيد من التوتر ولن تعود بالفائدة لأي بلد.
وفي تعقيب منه على تصريحات الرئيس التركي أردوغان، التي أعلن خلالها تأييده ودعمه لعملية "عاصفة الحزم"، مؤكدا أن بلاده، التي أخطرت بالعملية مسبقا، قد تفكر "في تقديم دعم لوجستي بهذا الصدد"، ومشددا على "ضرورة انسحاب الحوثيين الشيعة وتنظيم القاعدة والجماعات الإرهابية الأخرى من اليمن" مشيرًا إلى أن الأمر هو كذلك بالنسبة لإيران أيضًا، التي انتقد تصعيد نشاطها في العراق، قائلا: "إن طهران تسعى إلى طرد تنظيم داعش الإرهابي من المنطقة، لكي تحل هي في محلها"، رد وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف، بأن بلاده تعير "أهمية واحتراما كبيرين لعلاقتها الإستراتيجية مع تركيا في شتى المجالات"، وأضاف "إن الذين تسببوا بأخطاء بخسائر لا تعوّض بسبب أخطائهم الإستراتيجية وسياساتهم الطموحة والوهمية، من الأفضل لهم أن يعتمدوا سياسات مسئولة ليوظفوا الطاقات المتوافة باتجاه إرساء الاستقرار والتقارب في المنطقة. "وزاد ظريف: "إن جميع الدول يجب أن تعمل في الظروف الحالية على إرساء الاستقرار والحد من انتشار التدهور الأمني". وعبر ظريف في تصريحات لوكالة الأنباء الإيرانية الرسمية عن استعداد بلاده للمساهمة مع جميع أشقائها في المنطقة للعمل على تسهيل الحوار بين المجموعات اليمنية المختلفة لحماية وحدة اليمن وعودة الأمن والاستقرار إليه".
وفي مسعى منه لتوجيه رسائل تهديد للائتلاف العربي الذي يقوم بالعمليات العسكرية في اليمن، أورد مراسل محطة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية باليمن، أن الحوثيين هددوا بمهاجمة الأراضي السعودية في حال تمت مهاجمتهم باليمن، على غرار ما فعلوا من قبل حينما تدخلت السعودية في الحرب اليمنية عام 2009. كذلك، توقعت مصادر غربية أنّ إيران ربما تحرك ميليشياتها المتربصة في دول عديدة من المنطقة ضد مصالح بعض القوى العربية، كنوع من الضغط لوقف عملية "عاصفة الحزم" في اليمن، ومحاولة الحفاظ على قوة حلفائها الحوثيين العسكرية هناك. وأشارت المصادر إلى إمكانية تحريك إيران ما يُعرف باسم "كتائب تحرير الحرم المكّي" المدعومة من طهران، والتابعة لحزب الحق اليمني، واستشهدت أيضا بتهديدات صريحة أطلقها، علي لاريجاني، رئيس البرلمان الإيراني ضدّ الكويت، وتشديده، أخيرًا، على أنّها "تمثل عمقا مهما للأمن القومي لبلاده"، ملوّحا بأنّ إسقاط نظام بشار الأسد في سوريا سينعكس سلبا على الكويت، دون أن يحدد كيفية ذلك.
أما المستوى الثانى، فتجلى في دفع الحوثيين إلى القيام ببعض التحركات العسكرية أملا في حمل المملكة العربية السعودية على وقف ضرباتها الجوية ضد معاقلهم في اليمن، حيث حاول الحوثيون القيام بعمليات عسكرية على طول الحدود السعودية اليمنية، غير أن القوات السعودية أجهضتها، حيث كانت لها بالمرصاد.
وحذرت أفخم من أن ما سمّته "العدوان" على اليمن، لن يتمخض إلا عن نشر الإرهاب والتطرف وتفشي الانفلات الأمني في المنطقة برمتها، وطالبت بضرورة تنفيذ مخرجات اتفاق السلم والشراكة والتوافق الوطني بين الأحزاب والأطراف اليمنية بأسرع وقت ممكن، داعية إلى وقف الغارات الجوية وكل الإجراءات العسكرية ضد اليمن وشعبه.
وفي ذات السياق، أكد رئيس لجنة الأمن القومي والسياسية الخارجية في البرلمان الإيراني، علاء بروجردي، أن "نار الحرب على اليمن سترتد على السعودية داعيا إلى وقف العمليات العسكرية في اليمن". وزعم بروجردي أن "أمريكا هي أساس فتن الحرب في المنطقة وقد دعمت هذا الهجوم". وحذر بروجردي السعودية من عواقب خطرة لتدخلها العسكري في اليمن، داعيا الرياض إلى إنهاء عدوانها بأسرع وقت، وحل الأزمة اليمنية بالطرق السياسية. وأدان بروجردي الهجوم السعودي على اليمن وقال: "إن اشعال النار سيترك بلا شك عواقب خطرة، وأن العالم الاسلامي سيتعرض لأزمة كبيرة نظرا إلى حساسية هذه المنطقة".
وبدوره، طالب وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، بوقف العمليات العسكرية السعودية في اليمن . وأكد ظريف في تصريح لمراسل قناة "العالم" الاخبارية الإيرانية، أن هذه العمليات العسكرية تنتهك السيادة اليمنية، ولن تؤدي إلا إلى إراقة دماء الأبرياء، موضحًا أن بلاده ستبذل قصارى جهودها لاحتواء الأزمة في اليمن. وشدد وزير الخارجية الإيراني على أن العمليات العسكرية السعودية ضد اليمن تدخل المنطقة في المزيد من التوتر ولن تعود بالفائدة لأي بلد.
وفي تعقيب منه على تصريحات الرئيس التركي أردوغان، التي أعلن خلالها تأييده ودعمه لعملية "عاصفة الحزم"، مؤكدا أن بلاده، التي أخطرت بالعملية مسبقا، قد تفكر "في تقديم دعم لوجستي بهذا الصدد"، ومشددا على "ضرورة انسحاب الحوثيين الشيعة وتنظيم القاعدة والجماعات الإرهابية الأخرى من اليمن" مشيرًا إلى أن الأمر هو كذلك بالنسبة لإيران أيضًا، التي انتقد تصعيد نشاطها في العراق، قائلا: "إن طهران تسعى إلى طرد تنظيم داعش الإرهابي من المنطقة، لكي تحل هي في محلها"، رد وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف، بأن بلاده تعير "أهمية واحتراما كبيرين لعلاقتها الإستراتيجية مع تركيا في شتى المجالات"، وأضاف "إن الذين تسببوا بأخطاء بخسائر لا تعوّض بسبب أخطائهم الإستراتيجية وسياساتهم الطموحة والوهمية، من الأفضل لهم أن يعتمدوا سياسات مسئولة ليوظفوا الطاقات المتوافة باتجاه إرساء الاستقرار والتقارب في المنطقة. "وزاد ظريف: "إن جميع الدول يجب أن تعمل في الظروف الحالية على إرساء الاستقرار والحد من انتشار التدهور الأمني". وعبر ظريف في تصريحات لوكالة الأنباء الإيرانية الرسمية عن استعداد بلاده للمساهمة مع جميع أشقائها في المنطقة للعمل على تسهيل الحوار بين المجموعات اليمنية المختلفة لحماية وحدة اليمن وعودة الأمن والاستقرار إليه".
وفي مسعى منه لتوجيه رسائل تهديد للائتلاف العربي الذي يقوم بالعمليات العسكرية في اليمن، أورد مراسل محطة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية باليمن، أن الحوثيين هددوا بمهاجمة الأراضي السعودية في حال تمت مهاجمتهم باليمن، على غرار ما فعلوا من قبل حينما تدخلت السعودية في الحرب اليمنية عام 2009. كذلك، توقعت مصادر غربية أنّ إيران ربما تحرك ميليشياتها المتربصة في دول عديدة من المنطقة ضد مصالح بعض القوى العربية، كنوع من الضغط لوقف عملية "عاصفة الحزم" في اليمن، ومحاولة الحفاظ على قوة حلفائها الحوثيين العسكرية هناك. وأشارت المصادر إلى إمكانية تحريك إيران ما يُعرف باسم "كتائب تحرير الحرم المكّي" المدعومة من طهران، والتابعة لحزب الحق اليمني، واستشهدت أيضا بتهديدات صريحة أطلقها، علي لاريجاني، رئيس البرلمان الإيراني ضدّ الكويت، وتشديده، أخيرًا، على أنّها "تمثل عمقا مهما للأمن القومي لبلاده"، ملوّحا بأنّ إسقاط نظام بشار الأسد في سوريا سينعكس سلبا على الكويت، دون أن يحدد كيفية ذلك.
أما المستوى الثانى، فتجلى في دفع الحوثيين إلى القيام ببعض التحركات العسكرية أملا في حمل المملكة العربية السعودية على وقف ضرباتها الجوية ضد معاقلهم في اليمن، حيث حاول الحوثيون القيام بعمليات عسكرية على طول الحدود السعودية اليمنية، غير أن القوات السعودية أجهضتها، حيث كانت لها بالمرصاد.
أفضت الضربات الجوية المباغتة التي دكت معاقل الحوثيين وحلفاءهم في اليمن إلى شل قدرتهم وإحكام الحصار الجوي والبحري على الأراضي اليمنية من قبل قوات التحالف العربي
وفي هذا الصدد، أكد المستشار في مكتب وزير الدفاع السعودي والناطق باسم عملية عاصفة الحزم، العميد ركن أحمد بن حسن عسيري، في إيجاز يومي عن العمليات، أن جماعة أنصار الله الحوثية قررت عقب طلعات التحالف العربي وقصفها المستمر لمعاقلهم، ضرورة التحرك العسكري زحفاً إلى الأراضي السعودية عن طريق الحدود البرية اليمنية السعودية في محاولة للدخول إليها والسيطرة على أراضيها بمعدات عسكرية ثقيلة، إلا أن عدد 150 ألف جندي بجاهزية قتالية عالية تمكنوا من صد تحركات الحوثيين العسكرية، كما استهدفت قوات التحالف بطائرات الأباتشي والمدفعية، تحركات برية لميليشيات حوثية على الحدود اليمنية السعودية وقوضتها بشكل تام.
وتؤكد مصادر متنوعة أن الحدود اليمنية السعودية تشهد منذ اندلاع "عاصفة الحزم" وحتى الآن معارك ضارية بالتزامن مع ضربات وغارات جوية تشنها طائرات التحالف العربي على مواقع الحوثيين العسكرية في عدد من المحافظات اليمنية بينها صنعاء وعمران وصعدة (معقل الحوثيين). وقال مصدر عسكري في حرس الحدود اليمني: إن عدد من مسلحي جماعة أنصار الله الحوثية قادوا تحركًا مسلحًا واسعًا باتجاه الحدود السعودية الجنوبية لغرض السيطرة عليها. وتأتي هذه التحركات انطلاقًا من المواقع التي يسيطر عليها الحوثيون بالقرب من الحدود الشمالية لليمنمع المملكة العربية السعودية، واشتبكت قوات حرس الحدود السعودية مع قوات الحوثي في محاولة للتصدي لتحركاتهم وحماية المملكة من تغلغلهم، وقد نجحت في صدهم.
أما المستوى الثالث، فتمثل في رسائل الطمأنة وإشارات التهدئة التي عمدت طهران إلى توجيهها للائتلاف العربي والدولي القائم على عملية "عاصفة الحزم" باليمن. وفي هذا السياق، جاء الحديث الإيرانى الرسمي عن التسوية السلمية للأزمة في اليمن واحترام قواعد القانون الدولي ونبذ العنف والدعوة إلى حوار اليمنيين للحفاظ على دولتهم ووطنهم. وفي محاولة منها لنفي أي وجود أو دور لقائد فيلق القدس الإيرانى قاسم سليماني للقتال إلى جانب الحوثيين في اليمن، نشرت وسائل إعلام إيرانية أربع صور لسليماني في طهران إلى جانب المرشد إبان عملية " عاصفة الحزم" نقلا عن موقع المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي ، وقالت معلقة: "إن وسائل إعلام غربية وعربية وقعت في "فضيحة إعلامية عبر زعمها حضور اللواء قاسم سليماني قائد فيلق القدس الإيراني في اليمن، بينما كان الرجل حاضرا في مجلس عزاء السيدة الزهراء إلى جانب قائد الثورة الإسلامية في طهران" .
وفي ذات السياق، قالت وكالة "فارس" الإيرانية، "إن وسائل إعلام غربية وعربية بينها هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" وقناة "العربية" السعودية، قد زعمتا بأن اللواء قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري، قد توجه إلى اليمن". وأشارت إلى أن هذه الشائعة قد سرت بسرعة "في وسائل الإعلام المعادية لمحور المقاومة ضد الكيان الإسرائيلي في محاولة منها للإيحاء بأن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تتدخل في اليمن" بحسب قولها. وتظهر الصور التي نشرها الموقع الإعلامي لخامنئي حضور سليماني إلى جانب المرشد الأعلى في مجلس عزاء بذكرى وفاة السيدة فاطمة الزهراء بنت النبي محمد(ص)، حيث كان سليماني يلقي التحية على خامنئي في واحدة منها بينما ظهر في صورة أخرى وهو يلطم صدره بالمناسبة، لكن لم يتسنَ التأكد فيما إذا كانت هذه الصور قد التقطت فعلا مع بدء "عاصفة الحزم" بالفعل أم لا. وقبيل نشر هذه الصور نفى قيادي بارز في جماعة “أنصار الله” (الحوثي) صحة ما تردد بشأن توجّه قاسم سليماني إلى اليمن لمساندة الحوثيين. وقال محمد البخيتي، عضو المجلس السياسي للجماعة، إنه "لا صحة لتلك الأنباء مطلقا" وذلك ردا على ما نقلته وسائل إعلام غربية عن مصادر مقربة من سليماني نبأ مغادرته إلى اليمن.
وكان هادي العامري زعيم منظمة "بدر" الشيعية العراقية قائد الحشد الشعبي للمليشيات العراقية لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" قد أعلن قبل بدء "عاصفة الحزم" أن سليماني غادر العراق متوجها إلى إيران "وسيعود إلى العراق وقت حاجتنا إليه من أجل تقديم الدعم العسكري والاستشارات لقوات الجيش والحشد الشعبي لمواجهة داعش" بحسب قوله. فيما أشار مراقبون إلى أن سليماني غادر العراق بعد فشله في تحرير مدينة تكريت التي يحاصرها الجيش العراقي والحشد الشعبي منذ ثلاثة أسابيع. ومن جهته قال موقع "نماينده" المقرب من التيار المتشدد في إيران، إن سليماني "ذهب إلى اليمن مع بدء عاصفة الحزم لمساعدة إخوانه الثوار هناك من أجل مواجهة الجماعات المسلحة الخارجة عن القانون"، على حد قوله، وهي التسمية التي يطلقها الإيرانيون على الرئيس عبدر به منصور هادي وأنصاره. ونقلت إذاعة "بي بي سي" البريطانية عن مصادر قالت إنها مقربة من الجنرال قاسم سليماني، إشارتها إلى أنه غادر طهران متوجهًا إلى اليمن، وفي وقت لاحق قالت "بي بي سي" أنها تحاول التأكد من النبأ. ولم تذكر هذه المصادر المزيد من التفاصيل عن كيفية مغادرة سليماني إلى اليمن خصوصًا أن قوات التحالف العربي في "عاصفة الحزم" تسد جميع المنافذ بعدما أكد العميد ركن أحمد بن حسن عسيري، المستشار في مكتب وزير الدفاع السعودي، أن السعودية وحلفاءها لن يسمحوا بمرور أي إمداد للحوثيين المتمردين حتى يستكملوا عملية "عاصفة الحزم" التي تستهدف قوات جماعة الحوثي، التي سيطرت على العديد من المحافظات اليمنية.
ولعل ما دفع إيران إلى محاولة تهدئة الائتلاف العربي الدولي وطمأنته عبر الحديث عن الحل السلمي في اليمن، ونفي توجه قاسم سليماني لمساندة الحوتيين هناك، هو تعقد حسابات إيران بعدما اندلعت عملية "عاصفة الحزم" بالتزامن مع تعثر جهود المفاوض الإيراني مع السداسية الدولية لإدراك اتفاق نووي يضع نهاية لمعاناة الإيرانيين جراء العقوبات الأحادية والأممية المفروضة على بلادهم.
فلقد أفضت الضربات الجوية المباغتة التي دكت معاقل الحوثيين وحلفاءهم في اليمن إلى شل قدرتهم وإحكام الحصار الجوي والبحري على الأراضي اليمنية من قبل قوات التحالف العربي، حتى باتت سواحل اليمن وأجواؤه تحت سيطرة الائتلاف العربي الدولي الذي لن يسمح بتمرير أية مساعدات عسكرية من أي نوع إلى الحوثيين، كما سيحول دون تحريك طهران أي من قواتها أو ميليشياتها المسلحة في المنطقة باتجاه اليمن. فقد رفعت الدول الخمس في مجلس التعاون وتيرة إجراءاتها الأمنية الداخلية تحسبًا لأي رد فعل.
ومع اتساع دائرة الدول المؤيدة ل"عاصفة الحزم" على الصعيدين العربي والدولي، لا يمكن لإيران أن تجازف حتمًا بالجنوح إلى خوض غمار مواجهة مكشوفة أو مباشرة مع أي من الدول المشاركة في العاصفة أو المؤيدة لها، لأنها لا تريد مزيدًا من الخسائر أو العزلة. مثلما لا ترغب في تعريض مفاوضاتها مع الدول الست الكبرى حول برنامجها النووي للفشل أو الانهيار، إضافة إلى عوامل أخرى لعل أبرزها، أنها لا يمكن أن تحتمل أعباء تمويل جملة من الحروب في الإقليم فيما هي لا تزال تعاني من وطأة الحصار وآثاره بالتزامن مع تدني أسعار النفط.
ويبدو أن إيران قد صدمت من الاستجابة السريعة لتأييد "عاصفة الحزم" ، والتي أيدتها أطراف إقليمية وقوى دولية كانت طهران تعتقد فى ميلها لالتزام الحياد. بدءا من السودان الذي انتقل إلى الجانب الآخر من البحر الأحمر، وشارك في الضربة الجوية بثلاث طائرات مقاتلة، مرورا بالأردنيين الذين خرجوا من ترددهم، ثم المغاربة، الذين شاركوا على غير المتوقع في العاصفة منذ الضربة الأولى، عروجا على مصر، التي أثبتت، بما لا يدع مجالا للشك، أن تأكيدات الرئيس السيسي على شعار "أمن منطقة الخليج جزء لا يتجزأ من أمنها القومي" وأن الجيش المصري لن يتوانى عن نصرة أشقائه في الخليج إذا ما استدعى الأمر، وما هي إلا "مسافة السكة" لم تكن مجرد تصريحات جوفاء، وإنما هي تعبير عن التزام مصري دائم وصارم بواجب القاهرة حيال شقيقاتها، إلى الباكستانيين الذين حذر رئيس وزرائهم نواز شريف من أن أي تهديد لسلامة أراضي السعودية سيثير ردًا قويًا من باكستان، التي أبدت نيّتها رفع مستوى مشاركتها في "عاصفة الحزم" متى طُلب منها ذلك، على الرغم من أن تاريخًا طويلاً من الشراكات يجمعها مع جيرانها الإيرانيين.
وحتى تركيا، التي بينها وبين بعض أركان التحالف شيء مما صنع الحداد، لم تكتفِ بمجرد التأييد للعاصفة، بل أبدت استعدادًا للمساعدة اللوجيستية وغيرها. وصولا إلى رد فعل الأمريكي والأوربي أيضًا، واللذين صدما إيران، التي طالما راهنت على حرص الأوربيين والأمريكيين على تحاشي ما يمكن أن يعرقل المفاوضات النووية إلى الحد الذي اضطرهم إلى غض النظر عن تغلغل النفوذ الإيراني في عدد من دول المنطقة على مدى السنوات القليلة الماضية.
وتؤكد مصادر متنوعة أن الحدود اليمنية السعودية تشهد منذ اندلاع "عاصفة الحزم" وحتى الآن معارك ضارية بالتزامن مع ضربات وغارات جوية تشنها طائرات التحالف العربي على مواقع الحوثيين العسكرية في عدد من المحافظات اليمنية بينها صنعاء وعمران وصعدة (معقل الحوثيين). وقال مصدر عسكري في حرس الحدود اليمني: إن عدد من مسلحي جماعة أنصار الله الحوثية قادوا تحركًا مسلحًا واسعًا باتجاه الحدود السعودية الجنوبية لغرض السيطرة عليها. وتأتي هذه التحركات انطلاقًا من المواقع التي يسيطر عليها الحوثيون بالقرب من الحدود الشمالية لليمنمع المملكة العربية السعودية، واشتبكت قوات حرس الحدود السعودية مع قوات الحوثي في محاولة للتصدي لتحركاتهم وحماية المملكة من تغلغلهم، وقد نجحت في صدهم.
أما المستوى الثالث، فتمثل في رسائل الطمأنة وإشارات التهدئة التي عمدت طهران إلى توجيهها للائتلاف العربي والدولي القائم على عملية "عاصفة الحزم" باليمن. وفي هذا السياق، جاء الحديث الإيرانى الرسمي عن التسوية السلمية للأزمة في اليمن واحترام قواعد القانون الدولي ونبذ العنف والدعوة إلى حوار اليمنيين للحفاظ على دولتهم ووطنهم. وفي محاولة منها لنفي أي وجود أو دور لقائد فيلق القدس الإيرانى قاسم سليماني للقتال إلى جانب الحوثيين في اليمن، نشرت وسائل إعلام إيرانية أربع صور لسليماني في طهران إلى جانب المرشد إبان عملية " عاصفة الحزم" نقلا عن موقع المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي ، وقالت معلقة: "إن وسائل إعلام غربية وعربية وقعت في "فضيحة إعلامية عبر زعمها حضور اللواء قاسم سليماني قائد فيلق القدس الإيراني في اليمن، بينما كان الرجل حاضرا في مجلس عزاء السيدة الزهراء إلى جانب قائد الثورة الإسلامية في طهران" .
وفي ذات السياق، قالت وكالة "فارس" الإيرانية، "إن وسائل إعلام غربية وعربية بينها هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" وقناة "العربية" السعودية، قد زعمتا بأن اللواء قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري، قد توجه إلى اليمن". وأشارت إلى أن هذه الشائعة قد سرت بسرعة "في وسائل الإعلام المعادية لمحور المقاومة ضد الكيان الإسرائيلي في محاولة منها للإيحاء بأن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تتدخل في اليمن" بحسب قولها. وتظهر الصور التي نشرها الموقع الإعلامي لخامنئي حضور سليماني إلى جانب المرشد الأعلى في مجلس عزاء بذكرى وفاة السيدة فاطمة الزهراء بنت النبي محمد(ص)، حيث كان سليماني يلقي التحية على خامنئي في واحدة منها بينما ظهر في صورة أخرى وهو يلطم صدره بالمناسبة، لكن لم يتسنَ التأكد فيما إذا كانت هذه الصور قد التقطت فعلا مع بدء "عاصفة الحزم" بالفعل أم لا. وقبيل نشر هذه الصور نفى قيادي بارز في جماعة “أنصار الله” (الحوثي) صحة ما تردد بشأن توجّه قاسم سليماني إلى اليمن لمساندة الحوثيين. وقال محمد البخيتي، عضو المجلس السياسي للجماعة، إنه "لا صحة لتلك الأنباء مطلقا" وذلك ردا على ما نقلته وسائل إعلام غربية عن مصادر مقربة من سليماني نبأ مغادرته إلى اليمن.
وكان هادي العامري زعيم منظمة "بدر" الشيعية العراقية قائد الحشد الشعبي للمليشيات العراقية لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" قد أعلن قبل بدء "عاصفة الحزم" أن سليماني غادر العراق متوجها إلى إيران "وسيعود إلى العراق وقت حاجتنا إليه من أجل تقديم الدعم العسكري والاستشارات لقوات الجيش والحشد الشعبي لمواجهة داعش" بحسب قوله. فيما أشار مراقبون إلى أن سليماني غادر العراق بعد فشله في تحرير مدينة تكريت التي يحاصرها الجيش العراقي والحشد الشعبي منذ ثلاثة أسابيع. ومن جهته قال موقع "نماينده" المقرب من التيار المتشدد في إيران، إن سليماني "ذهب إلى اليمن مع بدء عاصفة الحزم لمساعدة إخوانه الثوار هناك من أجل مواجهة الجماعات المسلحة الخارجة عن القانون"، على حد قوله، وهي التسمية التي يطلقها الإيرانيون على الرئيس عبدر به منصور هادي وأنصاره. ونقلت إذاعة "بي بي سي" البريطانية عن مصادر قالت إنها مقربة من الجنرال قاسم سليماني، إشارتها إلى أنه غادر طهران متوجهًا إلى اليمن، وفي وقت لاحق قالت "بي بي سي" أنها تحاول التأكد من النبأ. ولم تذكر هذه المصادر المزيد من التفاصيل عن كيفية مغادرة سليماني إلى اليمن خصوصًا أن قوات التحالف العربي في "عاصفة الحزم" تسد جميع المنافذ بعدما أكد العميد ركن أحمد بن حسن عسيري، المستشار في مكتب وزير الدفاع السعودي، أن السعودية وحلفاءها لن يسمحوا بمرور أي إمداد للحوثيين المتمردين حتى يستكملوا عملية "عاصفة الحزم" التي تستهدف قوات جماعة الحوثي، التي سيطرت على العديد من المحافظات اليمنية.
ولعل ما دفع إيران إلى محاولة تهدئة الائتلاف العربي الدولي وطمأنته عبر الحديث عن الحل السلمي في اليمن، ونفي توجه قاسم سليماني لمساندة الحوتيين هناك، هو تعقد حسابات إيران بعدما اندلعت عملية "عاصفة الحزم" بالتزامن مع تعثر جهود المفاوض الإيراني مع السداسية الدولية لإدراك اتفاق نووي يضع نهاية لمعاناة الإيرانيين جراء العقوبات الأحادية والأممية المفروضة على بلادهم.
فلقد أفضت الضربات الجوية المباغتة التي دكت معاقل الحوثيين وحلفاءهم في اليمن إلى شل قدرتهم وإحكام الحصار الجوي والبحري على الأراضي اليمنية من قبل قوات التحالف العربي، حتى باتت سواحل اليمن وأجواؤه تحت سيطرة الائتلاف العربي الدولي الذي لن يسمح بتمرير أية مساعدات عسكرية من أي نوع إلى الحوثيين، كما سيحول دون تحريك طهران أي من قواتها أو ميليشياتها المسلحة في المنطقة باتجاه اليمن. فقد رفعت الدول الخمس في مجلس التعاون وتيرة إجراءاتها الأمنية الداخلية تحسبًا لأي رد فعل.
ومع اتساع دائرة الدول المؤيدة ل"عاصفة الحزم" على الصعيدين العربي والدولي، لا يمكن لإيران أن تجازف حتمًا بالجنوح إلى خوض غمار مواجهة مكشوفة أو مباشرة مع أي من الدول المشاركة في العاصفة أو المؤيدة لها، لأنها لا تريد مزيدًا من الخسائر أو العزلة. مثلما لا ترغب في تعريض مفاوضاتها مع الدول الست الكبرى حول برنامجها النووي للفشل أو الانهيار، إضافة إلى عوامل أخرى لعل أبرزها، أنها لا يمكن أن تحتمل أعباء تمويل جملة من الحروب في الإقليم فيما هي لا تزال تعاني من وطأة الحصار وآثاره بالتزامن مع تدني أسعار النفط.
ويبدو أن إيران قد صدمت من الاستجابة السريعة لتأييد "عاصفة الحزم" ، والتي أيدتها أطراف إقليمية وقوى دولية كانت طهران تعتقد فى ميلها لالتزام الحياد. بدءا من السودان الذي انتقل إلى الجانب الآخر من البحر الأحمر، وشارك في الضربة الجوية بثلاث طائرات مقاتلة، مرورا بالأردنيين الذين خرجوا من ترددهم، ثم المغاربة، الذين شاركوا على غير المتوقع في العاصفة منذ الضربة الأولى، عروجا على مصر، التي أثبتت، بما لا يدع مجالا للشك، أن تأكيدات الرئيس السيسي على شعار "أمن منطقة الخليج جزء لا يتجزأ من أمنها القومي" وأن الجيش المصري لن يتوانى عن نصرة أشقائه في الخليج إذا ما استدعى الأمر، وما هي إلا "مسافة السكة" لم تكن مجرد تصريحات جوفاء، وإنما هي تعبير عن التزام مصري دائم وصارم بواجب القاهرة حيال شقيقاتها، إلى الباكستانيين الذين حذر رئيس وزرائهم نواز شريف من أن أي تهديد لسلامة أراضي السعودية سيثير ردًا قويًا من باكستان، التي أبدت نيّتها رفع مستوى مشاركتها في "عاصفة الحزم" متى طُلب منها ذلك، على الرغم من أن تاريخًا طويلاً من الشراكات يجمعها مع جيرانها الإيرانيين.
وحتى تركيا، التي بينها وبين بعض أركان التحالف شيء مما صنع الحداد، لم تكتفِ بمجرد التأييد للعاصفة، بل أبدت استعدادًا للمساعدة اللوجيستية وغيرها. وصولا إلى رد فعل الأمريكي والأوربي أيضًا، واللذين صدما إيران، التي طالما راهنت على حرص الأوربيين والأمريكيين على تحاشي ما يمكن أن يعرقل المفاوضات النووية إلى الحد الذي اضطرهم إلى غض النظر عن تغلغل النفوذ الإيراني في عدد من دول المنطقة على مدى السنوات القليلة الماضية.