المركز العربي
للبحوث والدراسات
رئيس مجلس الادارة
عبد الرحيم علي

المدير التنفيذي 
هاني سليمان
ads

معضلة الدور السياسي للتيار الصوفي بعد ربيع الثورات العربية 3/1

الأحد 29/ديسمبر/2013 - 12:06 م
اعداد :أبوالفضل الاسناوي
أثر التشابك وصعوبة الفصل بين مكوّنات الخريطة الصوفية في الأقاليم العربية تأثيرا كبيراً في توحد موقف الطرق الصوفية من ثورات الربيع العربي، وممارستها للسياسة بالشكل المباشر، وأيضا في كيفية إعادة دورها في حماية الأمن القومي العربي. فأكثر من خمسين في المائة من الطرق الصوفية المنتشرة في دول المنطقة تربطها أصول ومعتقدات ومشايخ واحدة، وأغلبها انتقل من حدود الدولة الواحدة إلى الإقليم، ثم عبرت حدود الإقليم إلى دول وقارات مختلفة في الظروف الاجتماعية والثقافية والدينية؛ لتتحول من مجرد تيارات إقليمية إلى حركات عابرة للحدود ، ومتشبعة بالتحولات والتغيرات التي أحدثتها الظروف التكنولوجية والسياسية في الدول الجديدة التي تعايشت فيها، لتنقلها إلى دولها الأصلية التي يعيش فيها الأغلبية من مريديها ومحبيها .

وترتب على هذا التشابه الكبير في شكل الحركات الصوفية في الدول العربية تقارب في مواقفها من الثورات سواء في مصر أو ليبيا أو اليمن أو تونس أو سوريا، فأغلبها إلتزم الصمت، ووقف بجانب الأنظمة الحاكمة خصوصاً في بداية انفجار الثورات، بإستثناء القليل منها الذي اقتصر في تأييده للثورات العربية ببيانات فردية لا تعبر عن موقف طرقي واحد لصوفية الدولة، منطبقا ذلك على الحالة المصرية كما حدث فى “,”بيانات الطريقة العزمية“,”، وكذلك الحالة السورية وما صدر عن “,”الطريقة الشاذلية والرفاعية “,”من بيانات. إضافة إلى أن التمدد الإقليمي لتلك الطرق جعلها تتشابه في تحركها البطيء نحو العمل بالسياسة، بل وأغلبها ظل يمارس السياسة من بوابات خلفية، لا في إطار العمل الحزبي المنظم ، والسبب في ذلك أن جميع طرق الإقليم توحدت في أن تكون مستخدمة سياسيا لصالح الأنظمة الحاكمة قبل سقوطها، الأمر الذي قد يجعلها مستقبلا وبعد انفتاح تلك الأنظمة سياسيا تتحول من دور التابع إلى دور الفاعل السياسي، وتتناقل فيما بينها التجربة الصوفية المصرية في ممارسة السياسة على أرض الواقع من حيث خوض الانتخابات وتشكيل أحزاب سياسية تقتصر عضويتها على أبناء التيار فقط، وهذا التناقل والترابط السياسي الذي قد يحدث بين طرق الإقليم العربي مع إجراء إصلاحات في التيار من الداخل وتوظيفه دبلوماسيا بعد استقلاله عن تبعيته للأنظمة الساقطة سيساعد على إعادة تفعيل الدور الصوفي في المنطقة العربية بعد الثورات .

وبناء على ذلك تنقسم الدراسة إلى ثلاثة اجزاء :

أولاً: الخريطة العامة للطرق الصوفية العربية.

ثانياً: الموقف من الثورات والعمل السياسي.

ثالثاً: ملامح مستقبل الطرق الصوفية العربية وسبل تفعيلها بعد الثورات

***

أولاً: الخريطة العامة للطرق الصوفية العربية.

يقدر عدد الطرق الصوفية المنتشرة في الإقليم العربي والتي اقتربت من بعضها البعض بعد ربيع الثورات العربية وصعود التيار السلفي بحوالي280 طريقة صوفية، وهى ذات تأثيرات كبيرة ونفوذ قوي في الحياة العامة، والتي من أهمها وأكثرها تأثيرا على الساحة السياسية المحلية والإقليمية الآن، الطريقة التيجانية في السودان، والرفاعية والعزمية في مصر، والتيجانية والعلوية في الجزائر والمغرب، والبرهانية في تونس والشاذلية في سوريا والسنوسية والعيساوية في ليبيا، والغزالية في اليمن .

وتتوزع الخريطة الصوفية وتتشابك في المنطقة العربية بين دول شبه الجزيرة العربية “,”كاليمن“,” وشمال أفريقيا كمصر والسودان، و في دول المغرب العربي كما هو الحال فى الجزائر وتونس والمغرب وليبيا وفي شرق أفريقيا كما فى الصومال وفى غرب أفريقيا كما في موريتانيا، وانتشار محدود وحديث في بعض دول الخليج العربي من بينها الكويت والإمارات والبحرين وعلى وجه التحديد “,”للطريقتين القادرية والنقشبندية “,”.

فعلي سبيل المثال تقترب عدد الطرق الصوفية فى مصر من 76 طريقة، تنتشر في محافظات “,”الصعيد“,”، وفي مدن الدلتا، وفي عشوائيات القاهرة الكبرى ، ومن أشهر تلك الطرق فى مصر العزمية والسعدية والرفاعية والنقشبندية والشهاوية والشبراوية .

وقد بلغ عدد الطرق الصوفية في ليبيا حوالى 13 طريقة بعضها قادم من دول المغرب العربي وشبه الجزيرة العربية، والبعض الآخر شديد الحداثة قادم مصر، ينتشرون في 659 زاوية بين شرق ليبيا وغربها وفي طرابلس العاصمة ، وتعد من أشهر هذه الطرق وأكثرها تأثيرا بعد سقوط القذافي الطريقة العيساوية والزروقية والسنوسية .

وفي الجزائر وصل عدد الطرق الصوفية إلى30 طريقة، تنشر في 9 آلاف زاوية تضم حوالي 4 ملايين صوفي وأشهرها الرحمانية والسنوسية والدرقاوية والطيبية والتيجانية والعلاوية، ولهم تأثير في معظم المحافظات الجزائرية وعلى وجه الخصوص في العاصمة ، وللأغلبية دور حيوي وأمني في الأماكن القريبة من الحدود المغربية خصوصا بين مريدي الطريقتين التيجانية والعلوية .

وفيما يتعلق بالسودان يقترب عدد الطرق الصوفية فيها من 40 طريقة، منتشرة وفاعلة في كافة ربوع السودان. وتتميز السودان بوجود مركز ثقل سياسي واجتماعى لكل طريقة حسب كل منطقة جغرافية ، فتتمركز الطريقة السمائية في وسط السودان وغرب أم درمان، وتنتشر الطريقة التيجانية في دارفور وفي شندي والدامر والأبيض والخرطوم وأم درمان، وتتمركز الطريقة الختمية في شرق السودان وشماله والخرطوم بحري وينتشر الأنصار الذين يتزعمهم الصادق المهدي في النيل الأبيض والجزيرة وأم درمان، أما الطريقة القادرية فتوجد في وسط السودان ومنطقة ولاية النيل، أما الطرق الحديثة البرهانية والدندراوية والأدارسة فمنتشرة في أماكن متفرقة بالقرب من الحدود المصرية .

وفيما يتعلق بعدد الطرق الصوفية في اليمن فقد اقترب من 20 طريقة، منتشرة في المنطقة الشرقية في محافظة حضرموت، والمنطقة الغربية في تهامة وفي المنطقة الجنوبية في محافظة عدن وايضا في المناطق الوسطى في محافظة إب وتعز والبيضاء. وكما هو الحال فى أغلب الدول العربية ففى اليمن تجد طرقاً صوفية محلية النشأة، وأخرى وافدة، ومن أشهر الطرق الصوفية محلية النشأة والوليدة من البيئة الداخلية: الأهدلية والجبرتية والعيدروسية. وفيما يتعلق بالطرق الوافدة المنتشرة في اليمن فهي: القادرية والشاذلية والرفاعية والنقشبندية والسهروردية .

وتتميز الخريطة الصوفية لدولة المغرب بأن عدد طرقها يقترب من عدد الطرق الصوفية في الجزائر؛ نظرا للتقارب الشديد بين الطرق الصوفية في الدولتين ، وتنتشر في العاصمة مراكش وفي دمنات وفي إزيلات، وتنتشر بكثرة في الريف الشرقي. ومن أشهر الطرق الممتدة فى المناطق سالفة الذكر: الحنصالية والعلوية والقدورية الكركرية والدرقاوية والقادرية والشاذلية والشعبيون .

ورغم قدم وجمع الطرق الصوفية فى شمال افريقيا بين الطرق الوليدة فيها، والطرق الوافدة، يختلف الحال فى منطقة الخليج إذ تتسم الخريطة الصوفية فيها بالحداثة، وتتوزع في مناطق محدودة في دولة البحرين وفي الإمارات وفي الكويت. واشهر الطرق التي تواجدت في هذه منطقة الخليج: النقشبندية والقادرية والعلوية الحدادية .

ومع ربيع الثورات العربي من المنتظر أن تقوم الطرق الصوفية بدور سياسي واجتماعي، يستدعى توضيح خريطة الطرق الممتدة على المستوى العالمى والمستوى الإقليمي، وعلى وجه الخصوص الطرق التي من المتوقع تطوير نفسها سياسيا واجتماعيا واقتصاديا،

* الطرق الإقليمية :

رغم اختلاف الطرق الصوفية في تربية مريديها حسب نشأتها وشيخها والبيئة الاجتماعية والإقليمية التي ولدت فيها، إلا أن غالبية الطرق الصوفية الكبيرة استطاعت بفضل رحلات وندوات مشايخها في مختلف الدول العربية وكذلك بسبب انتشار المكاتبات والتسجيلات والفضائيات الصوفية ان تنتقل من دولها التي نشأت فيها وتمددت الى دول عربية أخرى ، لنشر رسالة ومبادئ شيخها، لتتحول من الطابع المحلي إلي الطابع الإقليمي، بل أصبحت الآن هناك طرق تنتشر بمريديها ومحبيها في أكثر من دولة عربية. فنجد الطريقة القادرية التي أسسهها الشيخ عبد القادر الجيلاني 561هـ تنتشر في العراق ومصر وشرق أفريقيا وأريتريا وكذلك الطريقة السعدية التي أسسها الشيخ سعد الدين الجباوي 575هـ تتمتد عبر بلاد الشام وأيضا تتواجد الطريقة الرفاعية التي تنسب إلى الشيخ أحمد بن علي الرفاعي 578هـ في كل من العراق ومصر وغرب آسيا، بينما يتواجد مريدو وأتباع طريقة السادة آل باعلويا التي أسسها الشيخ محمد بن علي باعلوي سنة653هـ في اليمن وأندونيسيا وشرق آسيا والحجاز، وكذلك ينتشر اتباع الطريقة الطريقة الشاذلية التي أسسها الشيخ أبي الحسن الشاذلي سنة 656هـ في كل من مصر والمغرب العربي واليمن وسوريا والأردن ، ويتواجد أبناء الطريقة العروسية التي أسسها الشيخ أحمد بن عروس 869سنة هـ في كل من تونس وليبيا، ويتواجد مريدو واتباع الطريقة الخلوتية التي أسسها الشيخ محمد بن أحمد بن محمد كريم الدين الخلوتي سنة 986هـ في مصر وتركيا وفلسطين والأردن، يتوزع أتباع الطريقة التيجانية التي أسسها الشيخ أبو العباس أحمد التيجاني سنة 1230هـ في أماكن متعددة في قارة أفريقيا سواء في المغرب أو السنغال وكذلك في غرب وشرق أفريقيا والجزائر، ويتوزع مريدو الطريقة الإدريسية التي أسسها الشيخ أحمد بن إدريس الفاسي سنة 1253هـ في السودان والصومال واليمن، وينتشر مشايخ واتباع الطريقة الختمية التي أسسها الشيخ محمد عثمان الميرغني الختم سنة 1267هـ في السودان وأريتريا وأثيوبيا، و يتواجد محبو واتباع الطريقة السنوسية التي أسسها الشيخ محمد بن علي السنوسي سنة 1276هـ في ليبيا وشمال أفريقيا والسودان والصومال، وتتوزع خريطة ابناء الطريقة الجعفرية التي أسسها الشيخ صالح الجعفري الحسيني إمام الأزهر سنة 1399هـ في المغرب والسنغال وغرب أفريقيا .

• الطرق العابرة للإقليم :

تعد الطرق الصوفية العابرة للاقيلم عن تلك الطرق التي استطاعت مؤخرا الانتقال بأورادها ومعتقداتها وسلوكيات مشايخها من أماكنها وبيئاتها التي نشأت وتربت فيها سواء داخل حدود الدولة الواحدة أو في عدة دول من الإقليم العربي إلى مناطق جديدة في دول وقارات تختلف إختلافا كليًا في الظروف البيئية والاجتماعية والسلوكية والثقافية عن دول نشأتها لتتعايش بين الجاليات العربية المهاجرة إلى تلك المناطق ولتتمدد في الأماكن القربية من مناطق إقامة الجاليات العربية في تلك الدول، لتتحول من مجرد طرق وتيارات إقليمية إلى حركات وجماعات عابرة لحدود الدولة العربية والإقليم، متأثرة بالتحولات والتغيرات التي أحدثتها الظروف التكنولوجية والاجتماعية والثقافية والسياسية في تلك الدول لتتشبع بها وتنقل مخرجاتها الى أماكنها الرئيسية التي تعيش فيها الأكثرية من اتباعها ومريديها داخل حدود الدولة أو خارجها في الإقليم. ومن أبرز ملامح تلك النوعية من الطرق العابرة للإقليم “,”العالمية “,” أنه ليس لديها توجه سياسي واضح مرتبط بدولة النشأة، بل أكثر بعدا عن حدود دولتها أو الإقليم العربي الذي تتشابك بين أجزاءه بمريديها ومحبيها، وتتميز هذه الطرق بأن لديها قدرة على تجديد الطاقات الروحانية وسلوكياتها الاجتماعية بين أجيال عربية أكثر حداثة وثقافة مهاجرة من الدول العربية إلي دول أوربية وغربية تأثرت وتؤثر في بيئتها التكنولوجية والثقافية والاجتماعية والسياسية التي التحمت فيها، لتنمو بسرعة ويتزايد أعداد مريديها ومحبيها من النخب المثقفة في تلك المناطق الجديدة. وتبدو السمة الغالبة على هذا النوع من الطرق أنها منفتحة ومتواصلة مع العالم الخارجي بعيدا عن إقليم نشأتها لتصبح جزءا من المنظومة المدنية العالمية التي تعبر عن التصوف ذو التوجه الحضري العالمي المؤسس بشكل أكثر ليبرالية وأقل تشددا من التيارات الإسلامية التي سيطرت على الشارع بعد ربيع الثورات العربية .

وأهم الطرق العابرة للاقليم العربي، الطريقة البرهانية الدسوقية التي أسسها الشيخ ابراهيم الدسوقي سنة 676 هـ والتي انتقل مريدوها من مصر وليبيا والجزائر والمغرب واليمن وتونس وسوريا والاردن والسودان والكويت والإمارات العربية والتي عبر شيوخها الإقليم العربي إلي دول أجنبية مختلفة وأصبح لتلك الطريقة مريدين واتباعا في السويد والنرويج والدنمارك وألمانيا وهولندا ولوكسمبرج وسويسرا وايطاليا وروسيا وكندا والولايات المتحدة. وأيضا استطاع مشايخ الطريقة المحمدية الفوزوية الكركرية التي أسسها الشيخ محمد فوزي سنة 1396 هـ بالمغرب الانتقال والانتشار في بين الجاليات العربية في فرنسا وأندونسيا وإسبانيا. كما استطاع تلاميذ الشيخ محمد بهاء الدين النقشبندي الانتقال بطريقتهم من مصر وسوريا إلي معظم دول قارة أسيا وخصوصا منطقة آسيا الوسطي .

وتوجد العديد من الاسباب التى ساهمت فى انتقال الطرق الصوفية من الاقليم العربي الي المجتمعات الغربية لعل ابرزها :

- التطور التكنولوجي وتعدد وسائل الاتصال وعلى وجه الخصوص “,”صفحات الانترنت والفضائيات “,” التى ارتبطت بظهور جيل جديد من القيادات الشابة في الطرق الصوفية. وقد ساهمت تلك العوامل للطرق الصوفية طباعة ونشر مؤلفاتها ومعتقداتها وأشعارها المتداولة بين مريديها وتدريسها للمجتمعات الغربية. فضلا عن إتاحة التواجد المكثف للطرق الصوفية على صفحات الانترنت فى المجتمعات الغربية للتعرف على الصوفية كحركات عابرة لحدود دولتها .

- الهجرة العربية إلى الدول الغربية وكذلك السياحة الغربية إلى الدول العربية المتصوفة، فقد ساعدت تلك العوامل على نقل الأفكار الصوفية من دول المهاجرين من العرب الي مناطق سكن الجاليات ثم إلي الأماكن القربية من تجمع الجاليات العربية المهاجرة، إضافة إلى جانب دور السياحة في زيارة الأجانب الوافدين إلي الدول العربية لزيارة أضرحة ومساجد المتصوفة والتعرف عن قرب بمعتقداتهم وممارستهم للإسلام المتحضر ومثال لذلك زيارة الأجانب لمقام الحسين بمصر والتعرف ومشاهدة وسماع مشايخ الصوفية وأناشيدهم داخل هذه الأماكن .

- اتجاه السياسة الخارجية للدول الغربية إلى مكافحة الإسلام الجهادي والمتشدد بالحركات الصوفية ذات الدين الوسطي حسب رؤية الغرب، وبإعتبارها الحركات المواجهة للنفوذ الديمقراطي الليبرالي في تلك البلاد,. ولذلك لعبت المجتمعات الغربية دور المهتم بقضايا المهاجرين العرب وخصوصا الصوفيين منهم، ومحاولة دمجهم في المجتمعات الغربية وقد تحول فيما بعد التواجد الإسلامي في الغرب من مجرد عمال مهاجرين للعمل والإقامة المؤقتة إلى جزء من التركيبة المجتمعية السكانية ومن ثم تحولوا من جاليات مسلمة إلى أقليات مسلمة معظمهم من المتصوفة .

- الاهتمام السياسي والأكاديمي الغربي بالطرق الصوفية والتصوف وقد صاحب ذلك الاهتمام عقد كثير من المؤتمرات والندوات الدولية حول حقيقة التصوف كبديل للإسلام السياسي بين الجاليات في معظم الدول الغربية .

) يتبع)

في الجزء الثاني من الدراسة: موقف الطرق الصوفية العربية من الثورات والعمل السياسي

إرسل لصديق

ما توقعك لمستقبل الاتفاق النووي الإيراني؟

ما توقعك لمستقبل الاتفاق النووي الإيراني؟