الفشل الحتمي: العنف بين مبررات الإخوان وواقع الحركة الإسلامية (2-2)
تناولنا في
الحلقة السابقة بقدر من التحليل واقع العلاقة بين جماعة الإخوان المسلمين والحركة
الإسلامية التي تمر بحالة من المأزومية، خاصة جماعة أجناد مصر، وكتائب أنصار
الشريعة بأرض الكنانة. ونتناول في هذه الحلقة كل من كتائب الفرقان، وكتائب الذئاب
المنفردة وجماعة جند الإسلام.
ثالثا:
كتائب الذئاب المنفردة
هذه الجماعات منتشرة في الخارج
وتعتمد على استنزاف الخصم، وفكرتها قائمة على تنفيذ عملياتها العسكرية بشكل منفرد لكل
عضو فيها بهدف تحقيق أكبر قدر من الخسائر أمام الأجهزة الأمنية التي تجد صعوبة في التعامل
الأمني مع الأفراد المسلحين بشكل منفرد، إذا غابت عنها قاعدة المعلومات والبيانات،
فإذا نجحت في القبض على أحدهما لا تستطيع القبض على آخرين بسبب عدم وجود رابط بين هذه
المجموعات أو الأفراد، ودائمًا يكون التواصل بين هذه المجموعات من خلال شبكة الإنترنت
التي يغيب عنها الرقابة الإلكترونية التي تتيح لأجهزة الأمن القدرة على الوصول للجرائم
الإلكترونية بسهولة شديدة.
استطاعت أجهزة الأمن القبض على
أغلب المجموعات الجهادية من خلال القبض على شخص أو مجموعة ومن خلال التحقيقات تستطيع
أن تصل لباقي التنظيم. وقد حدث ذلك مع أغلب الجماعات الموجودة على الساحة؛ فتنظيم طلائع
الفتح قبض عليه في ليلة واحدة بعض القبض على مجموعة اعترفت على باقي المجموعات، كما
قبض على أعضاء الجناح العسكري للجماعة الإسلامية وبخاصة الذين وصلوا للقاهرة بعد فترة
تدريب في الخارج بعدما اعتراف بعضهم، وبالتالي فكرة التنظيم فكرة عبقرية لأجهزة الأمن،
تستطيع من خلالها القبض على أطرافة وقياداته، وتستطيع أن تصل إليهم جميعًا طالما كان
فيه رابط تنظيم بعدة أساليب تستخدمها لجان التحقيق التابعة لأجهزة الأمن.
وأكثر ما كان يزعج أجهزة الأمن
وجود خلايا عنقودية للتيارات الجهادية؛ فمهما بذلت أجهزة الأمن مجهودًا للقبض على شخص
فإنها لا تستطيع الوصول إلا لمجموعة واحدة لأنها لا تعرف غيرها ولا تتعاون مع أحد سواها؛
رغم أن بعضهم كان يعرف بعض بأسماء كودية حتى لا يكشفوا بعض تحت وقع التعذيب، وعلى كل
الأحوال الذئاب المنفردة فكرة جديدة ومختلفة في مصر وتسبب صداعًا لأجهزة الأمن لأنها
تحتاج إلى تتبع لكل فرد فيها، وأخذ الاحتياطات الأمنية إزاء أي عمل قد تفاجأ بتنفيذه،
وإن كانت تظن أن الأعمال الفردية سوف تكون ضعيفة ولن تكون مؤثرة ولكنها سوف تحدث اضطرابا
وتثير قلاقل وتجهد أجهزة الأمن في البحث وأخذ احتياطات درجة التأهب القصوى.
تمثل الذئاب المنفردة الجيل
الجديد لتنظيم القاعدة، وإن كان اسمها يختلف في المسمى، ولكنه في نفس الوقت يتفق مع
القاعدة في المضمون؛ فهؤلاء الشباب تربوا على أفكار القاعدة في بلدانهم ولكنهم لم يتمكنوا
من الارتماء في حضن التنظيم فكان البديل الاستفادة من قدرته على تنفيذ العمليات ولكن
بطريقة منفردة ترهق أجهزة الأمن وتحقق آلامًا موجعة في تفاصيل جسد الدولة والأمن معًا،
وقد استفادت الذئاب المنفردة من وضع التنظيمات الجهادية التي تسقط بحكم الشبكة التنظيمية،
ولذلك كانت فكرتها حول العمل التنظيم من خلال شخص واحد.
يطلق عليها البعض الجنود التائهة
في محاولة لتعريب المسمى منه لأسلمة هذه الكتائب التي نشأت في أحضان الغرب الذي لم
يعرف الحركات الجهادية الدينية، وإن كانت هناك مجموعات مافيا مسلحة ومنظمة؛ ولكن تظل
الطريقة واحدة بينها وبين المجموعات الأخرى في أوربا، والتي تشبه المافيا ولكنها تفتقد
إلى التنظيم كما ظهرت في بريطانيا والولايات المتحدة؛ تقوم بتنفيذ العمليات بشكل مفاجئ
ودون سابق إنذار، وقد يكون أعضاؤها مجموعات صغيرة ولكنها متناهية الصغر وربما لا تعرف
هذه الأعداد عن بعضها الكثير في محاولة للحفاظ على الأفراد كإستراتيجية أمنية.
شكلت هذه المجموعات من أفراد
غير معروفين للأجهزة الأمنية وبالتالي حاولوا أن يدخلوا في تشكيلات تنظيمية بأن تظل
بعيدة عن الرصد، وأصبحت وسائل التجنيد عبر الإنترنت هي الطريقة المعتمدة لدى هذه الكتائب
التي ظهرت في نوفمبر 2013.
أغلب عمليات هذه الكتائب، إما
قنصًا لأفراد الشرطة أو اعتداء على أقسام الشرطة أو كمائن، ولم يتخصصوا في التفجيرات
التي تستلزم إمكانيات لوجيستية هائلة لا يستطيع أن يقوم بها شخص واحد. ويبدو من شعار
الجماعة الذي ترفعه الفردية في تنفيذ العمليات؛ يتكون الشعار من شكل لولبي يحوي كلمة
التوحيد، لا إله إلا اللـه محمد رسول اللـه ورجل ملثم يحمل سلاحه، بينما يرتكن الشعار
على بندقيتين.
تحاول هذه الكتائب أن تستخدم
سلاح الردع في ضرب الخصوم من خلال الإعلان على القبض على ابنة من قالوا إنه بطل فض
اعتصام رابعة العدوية وإطلاق سراحها فيما بعد، والتشهير بذلك عبر أحد بياناتهم بالقول:
«نحن أيضًا نستطيع الوصول لكم في بيوتكم فابتعدوا عن نسائنا وإلا فأولادكم سيعتبرون
هدفًا مباحًا لنا وإن أمّنتم أنفسكم، فلن تستطيعوا تأمين أولادكم في مدارسهم ومعاهدهم
وخروجهم وإن عدتم عدنا».
نجحت الكتائب في استهداف المولد
الكهربائي الذي يغذي مبنى المخابرات العامة بمنطقة حدائق القبة واختراق الجراج المجاور،
فضلًا عن استهداف عدد من الضباط بطريقة بدائية تعتمد على أشخاص محدودين دون تنسيق خلية
أو سرية، وبالتالي لم نشاهد أي تسجيلات مرئية لهذه المجموعات الصغيرة والتي تعتمد في
تنفيذ عملياتها على أقل الأعداد قدر الإمكان.
تلمح من خلال البيانات التي
صدرت عن الكتائب أن جهاديين قدامى وراء هذه الفكرة حتى تلحظ عبارة "إن عدتم عدنا"
والتي استخدمها هؤلاء الجهاديون أثناء التحقيقات معهم في أحداث العنف في التسعينات
من القرن الماضي وبعضهم كان يرددها وأصبحت جزءًا من خطابه بعد ثورة 25 يناير والتي
أتاحت لهم فرصة التحرك بأريحية.
تظل المجموعات الجهادية في الوجه
البحري لا تأخذ أشكالا تنظيمية على غرار الجماعات التي نشأت في شبة جزيرة سيناء، والتي
كانت تتحرك بحرية نظرًا لطبيعة الأرض التي كانت تحميهم من الاستهداف والنظام القبلي
الذي فرض نوعا من الحماية وتخاذل الدولة في معاقبتهم، فضلًا عن أن تجارب الوجه البحري
من خلال التنظيمات المسلحة كانت مخزية، حيث تم القضاء على أغلب هذه التنظيمات من ناحية
وتوبة بعضها من ناحية أخرى، فضلًا على لجوء مجموعات جديدة للعنف بعضها كانت خبرته منعدمة
والبعض الآخر لديه تجربة ربما دفعته للعمل بطريقة منفردة حتى لا يقع تحت أسر أخطاء
التنظيمات التي تصبح سببًا في القبض على أعضاء كثرين لمجرد القبض على أحد أفراد المجموعة.
ولكن تبقى عمليات هذه الكتائب
متواضعة وتأثيرها ضعيف حتى هذه اللحظة، بسبب قلة الأعداد من ناحية والأخطاء التي يقع
فيها أعضاؤها نتيجة انعدام التواصل مع أصحاب الخبرة من ناحية أخرى والأهم من هذا وذلك
تأثيرها الضعيف بل والمنعدم، فلم تعد قادرة على ضم أفراد جدد لها، حتى ظلت مجرد فكرة
تلقي هوى البعض بين الوقت والآخر ولكنها على قادرة على إعادة الإنتاج الغزير في ظل
بيئة تجارب الإرهاب بكل ما تملك.
رابعا:
جماعة جند الإسلام
هذه الجماعة ظهرت لمرة واحدة
ثم اختفت مرة ثانية، ولعل تفجير مبنى المخابرات الحربية برفح في 12 سبتمبر 2013، بمثابة
العمل الأول والأخير في حياة هذا التنظيم الذي انضم لأنصار بيت المقدس على أرجح الأقوال.
قوم هذا التجمع بتعريف نفسه قائلًا،: «إنه تجمع نشأ في إطار توحيد عدة كتائب عسكرية
وجهات مدنية تؤمن، وتنطلق في عملها من كون الشريعة الإسلامية هي المنهاج الذي يقاد
به الإنسان وينصلح عليه حال البلاد والعباد بغية توحيد العمل الإسلامي ورص الصفوف انطلاقًا
من هذه المنطقة وتلافيًا مع كل المشاريع المشابهة الأخرى لتحقيق الهدف الأسمى ولتعود
الرقاب كما التراب الإسلامي تحت ظل راية الإسلام ودولته التي خسرها المسلمون زهاء قرن".
كما ترى في أدبياتها، أن الحكم للـه وحده، ونظام الحكم هو شرائع الإسلام الذي ارتضاه
ربنا للبشرية كدين يتعبد به ونظام حياة شامل وكامل على حد سواء، والإيمان بأن الإسلام
بمصادر الشريعة تشكل برنامج الحياة المتكامل بكل جوانبه السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
ومن أهم أهدافها، إقامة دولة
الإسلام وإعادة تطبيق الشريعة الإسلامية في مجالات الحياة كافة؛ وهذا التنظيم له عدة
أذرع في سوريا وفلسطين ومصر ودول أخرى، فتجمع "جند الإسلام" يوجد غالبًا
في الدول التي يشتد فيها صراع التيارات الجهادية، وهذا التجمع قريب الصلة من السلفية
الجهادية والقاعدة، نشئوا وترعرعوا في سيناء نظرًا للظروف التي أتاحت لهم فرصة التمدد
ولكنهم سرعان ما اندمجوا مع أنصار بيت المقدس نظرًا لتوحد الهدف، فكانت عملية رفح العملية
الأولى والأخيرة للتنظيم الذي أطال برأسه مرة واحدة.
ولذلك أعلنت هذه الجماعة تبنيها
عملية تفجيرات مبنى المخابرات برفح والتي راح ضحيته 6 شهداء من الجنود وأصيب 17 آخرين
في نفس يوم العلمية. وقالت الجماعة، في البيان الذي تبنت فيه العملية، شهد الجميع المجازر
الوحشية التي قامت بها العصابة المُجرمة المُتمثلة في ميليشيات السيسي من خونة الجيش
المصري الذين باعوا دينهم وضمائرهم بثمن بخس، واتضح التوجه الحقيقي لهؤلاء الخونة من
الحرب المُباشرة على الإسلام والمُسلمين من استهداف مُباشر للمُسلمين العُزّل وتدمير
المساجد وحرق الجُثث والاستيلاء على ممتلكات المُعارضين كغنائم حرب، ومرت هذه الجرائم
والمجازر تحت تعتيم إعلامي كبير، والتي كان أحدثها الحملة العسكرية المُشتركة مع طائرات
العدو اليهودي على أهالي سيناء لتأمين حدود اليهود، فتم حرق الممتلكات ومنازل الأهالي
وقنص أحد المُصلين أثناء عودته من صلاة الفجر، وقتل عجوز مُسنة داخل منزلها بإحدى قُرى
الشيخ زويد، وتم استهداف أكثر من مسجد وتدمير بعضها بالكلية بالتزامن مع تهجير السكان
من مدينة رفح المصرية وطردهم من منازلهم وتفجيرها لتوفير منطقة عازلة خدمة لأسيادهم
اليهود ومحاصرة المسلمين في غزة بالنيابة عن اليهود، ولذلك كان لزامًا على إ خوانكم
في جماعة جند الإسلام سرعة الرد على هذه الجرائم.
وأضاف البيان المفصل أنه تم استهداف موقعين أمنيين كبيرين من بينهما وكر المُخابرات الحربية في رفح والذي تهاوى عن بكرة أبيه، وذلك بانطلاق أسدين من كتيبة الاستشهاديين بجماعة جند الإسلام، بارك اللـه في الجهود التي تكللت بتنفيذ عمليتين استشهاديتين كرد سريع وعاجل على هذه الجرائم باستهداف مُباشر للعقول المُدبرة لهذه الجرائم والتي تلوثت أيديها بدماء الأبرياء والخيانة مع العدو، ونعاهد اللـه ثم نعاهد قبائل سيناء الأبية الثأر المُزلزل ضد هذه الجرائم الوحشية، ولن تكل سواعدنا عن الثأر للأعراض المُنتهكة والدماء المُسالة حتى يعم الإسلام وتحكم الشريعة ويسود العدل في أرض الكنانة.
خامسا:
كتائب الفرقان
ظهرت هذه الجماعة في سيناء ولكنها
كانت قريبة من باقي التيارات الجهادية هناك ودخلت في شراكة معها ضمن ما يسمى بمجلس
شورى المجاهدين حتى تلاشت مع تنظيمات جهادية أخرى بهدف توحيد الصف، وحتى يكونوا يدًا
على أعدائهم؛ فرغم أنها نجحت في تنفيذ عمليات نوعيه أعلنت عنها بنفسها إلا أنها أثرت
على أن تنضم لجماعة أنصار بيت المقدس، فيصبح كلا التنظيمين تنظيمًا واحدًا، وبالتالي
تماهى التنظيم الكبير في تنظيم آخر وهو ما أعطى قوة وبأسًا لأنصار بيت المقدس.
وفي بداية عمليات العنف بعد
30 يونيو كان يتسابق كلا التنظيمين في إعلان مسئوليته عن العملية وكانت تكثر التكهنات
حول المنفذ، كتائب الفرقان أم أنصار بيت المقدس. من أهم العمليات التي قامت كتائب الفرقان
بتنفيذها قبل أن تنضم لأنصار بيت المقدس، استهداف العقيد أركان حرب، محمد الكومي، رئيس
استطلاع الوحدة الثامنة دفاع جوي، وكان ذلك من خلال كتيبة النصرة التابعة لكتائب الفرقان،
وقد نجحت الجماعة في قتل ثلاثة آخرين كانوا بالسيارة مع العقيد الكومي، كما جاء بنفس
الفيديو قيام الجماعة باستهداف رجل قالت إنه من الطغاة والمرتدين. كما استهدافت السفينة
الصينية «كو سكو آسيا» بقذائب آ ربي جي، في 30 أغسطس 2013. وقد ظهر في التسجيل المرئي
الذي نشرته الجماعة للعملية الفاشلة بعد أيام قليلة من تنفيذ العملية ومدته خمسون ثانية،
ملثمين يطلق كل منهما صاروخ على السفينة أثناء عبورها دون وقوع أي إصابات وسط صيحات
التكبير في أحراش بالقرب من المجرى الملاحي لقناة السويس.
العجيب أن الجماعة قالت في بيان
لها،: إنها ستعاود مهاجمة المجرى مرة ثانية وتوجيه ضربات قاصمة للنظام وأعوانه ومؤسساته،
وهي ما فشلت في تحقيقه بسبب التحصينات الأمنية وختمت بيانها بأن صناديق الذخيرة أبلغ
من صناديق الانتخابات، وأنها سوف تظل على عهدها حتى تكون كلمة اللـه هي العليا.
واللافت للنظر من كلتا العمليتين
من خلال التسجيل المرئي سواء مقتل العقيد محمد الكومي والتي كانت عبارة عن دقيقتين
و 18 ثانية لم تكن كلها لضرب «الكومي» وإنما سبقها مقطع يظهر فيه أحد أعضاء التنظيم
يقوم بتصفية من قالت عنه إنه مرتد، وقامت بإعادة المقطع مرات ومرات دون أن تصحبة أي
مقاطع صوتية للظواهري أو أسامة بن لادن أو غيرهم من دعاة التكفير كما في تسجيلات أخرى
لجماعات وتيارات جهادية.
وقد ظهر شعار كتائب الفرقان
أعلى التسجيل المرئي وهو عبارة عن علم أسمر كتب عليه عبارة التوحيد، لا إله إلا اللـه،
وكتب تحتها كتائب الفرقان وقد أشارت إلى جبهة النصرة التي تدافع عن المستضعفين في الأرض
وكتبت، رابعة العدوية والنهضة والحرس الجمهوري، وغيرها من تجمعات الإخوان التي كانت
تطالب بعودة «مرسي» للسلطة مرة أخرى.
وأغلب التكهنات تذهب إلى أن
هذه الجماعة نفذت أكثر من عملية ولكن لم يسعفها الحظ إلا الإعلان عن هاتين العمليتين
قبل أن تنضم لجماعة أنصار بيت المقدس، ولعل هذا هو السر وراء بعض العمليات التي لم
تعلن جماعات جهادية تبنيها حتى هذه اللحظة، فقد تكون هذه الجماعة نفذتها ثم انضمت لأنصار
بيت المقدس أو حتى جماعة جند الإسلام، ثم نُسيت هذه العملية فيما بعد أو نسيها التنظيم
الذي غير جلده بعد أن انضم لتنظيم آخر.
هذا
المقال جزء من دراسة نشرت في مجلة آفاق سياسية