المركز العربي للبحوث والدراسات : الردع بالإنكار .. كيفية مواجهة القدرات العسكرية الجديدة لكوريا الشمالية (طباعة)
الردع بالإنكار .. كيفية مواجهة القدرات العسكرية الجديدة لكوريا الشمالية
آخر تحديث: السبت 21/11/2020 12:10 ص والاس جريجسون.. ترجمة: أحمد سامي عبدالفتاح
الردع بالإنكار ..

كوريا الشمالية وأسلحتها ليست أهم شيء. إن سلامة وأمن حلفائنا وأصدقائنا، وردعنا التقليدي والموسع، وتنشيط علاقاتنا مع البلدان في جميع أنحاء العالم هو الأكثر أهمية. حضر زعيم كوريا الشمالية كيم جونج حاضرا الاحتفال السنوي الخاص الخاص بالحزب الحاكم والذي عقد في 10 أكتوبر بمناسبة مرور 75 عاما على تأسيس الحزب الحاكم. وقد تضمن هذا الحفل عرضا لصاروخ بالستي جديد طورته كوريا الشمالية. المحللون في جميع أنحاء العالم الذين يعرفون كيفية النظر في هذه الأمور سوف يحاولون الحصول على  أكبر قدر من الصور بخصوص هذا الصاروخ من أجل محاولة اكتشاف قدراته. وقد يكون أحد الاستنتاجات المبكرة هو أن برامج كوريا الشمالية النووية والصاروخية وغيرها من برامج تطوير الأسلحة تواصل تقدمها القوي، على الرغم من العقوبات الدولية والاتفاق الضمني المعروف مع الولايات المتحدة.

خطاب كيم في الحفل كان فريدا من نوعه، ليس فقط لإيجازه، ولكن أيضا لأنه شكل اعتذارا ضمنيا  لرعاياه عن الصعوبات التي يمرون بها بسبب العقوبات الدولية. كما أظهر كيم تعاطفا كبيرا مع الجنود على جهودهم في الاستجابة لضغوط فيروس كورونا على التجارة، والفيضانات الشديدة. كيم ليس معروفا لتعاطفه ، لذلك هذا يعتبر مفاجأة أخرى.

ومن المثير للاهتمام أن كيم اختار عرض موكب بدلا من اختبار بعيد المدى. لم ير أحد كوريا الشمالية تقوم باختبارات بالستية بعيدة المدى منذ عام 2017، ولكن تم إجراء العديد من تجارب الصواريخ قصيرة المدى، بما في ذلك خلال عام 2020.

يبدو أن إعلان الرئيس دونالد ترامب في عام 2018 بأنه أنه أنهى التهديد النووي الذي تشكله كوريا الشمالية للولايات المتحدة غير دقيقا، لأن كوريا الشمالية لا تزال تقوم بعمليات التطوير المستمرة لصواريخها وأسلحتها النووية. ورغم كل ذلك، نأمل أن تجدي جهود الولايات المتحدة نفعا في المستقبل، لأن العالم لن يتحمل رؤية أسلحة كوريا الشمالية على أرض الواقع.

في عام 2019، أشار ترامب إلى أنه لم ينزعج من الصواريخ قصيرة المدى التي أطلقتها كوريا الشمالية باتجاه اليابان. وقد يفسر ذلك استمرار التجارب على الصواريخ الباليستية قصيرة المدى التي أطلقتها البلاد طوال عام 2019 و2020 في حين أنها تجنبت التجارب بعيدة المدى. ومن المرجح أن يكون رأي اليابان في التجارب القصيرة المدى مختلفا تماما عن رأينا. إن رئيس كوريا الجنوبية، مون جيه-إن، الذي تعد بلاده في مدى صواريخ كوريا الشمالية قصيرة المدى، يشعر بالقلق الشديد ولديه دائرة انتخابية منقسمة بشأن الآلية المثلى لمواجهة التهديد الصادر من كوريا الشمالية. لوقت طويل، اعتمدت كوريا الجنوبية على الولايات المتحدة لحمايتها من تهديدات كوريا الشمالية. للأسف، وصلت محادثات تقاسم التكاليف بين الولايات المتحدة وجمهورية كوريا إلى طريق مسدود في عام 2019 بسبب مطالب الولايات المتحدة بزيادة الإنفاق الكوري على القوات الأمريكية إلى أربع أضعاف، وهو ما ترفضه كوريا تماما.

كيف وصلنا إلى هنا؟

ظل البرنامج النووي لكوريا الشمالية في الظل منذ ستينيات القرن العشرين، ثم خرج إلى دائرة الضوء العام في أوائل التسعينيات. وأصبحت عمليات إزالة الوقود في موقع يونغبيون للطاقة النووية علنية. في ذلك الوقت، أعلنت الولايات المتحدة أنها لن تسمح بتطوير ترسانة أسلحة نووية كورية شمالية. ورغم أن الولايات المتحدة لم تعتقد أن الصراع مع كوريا الشمالية وشيكا، إلا أنها أمرت باتخاذ التجهيزات العسكرية اللازمة.

ومع تصاعد التوترات حول دخول المفتشين الدوليين إلى المرفق لمراقبة إزالة قضبان الوقود المستهلك، ظهر الرئيس السابق جيمي كارتر فجأة في كوريا الشمالية. وأصبحت جهوده الشروط التفاوضية لأول حوار مع كوريا الشمالية منذ الهدنة في عام 1953.

وكما اتضح من الأمور، فإن السياسة التي وضعتها كوريا الشمالية، بخصوص منع كوريا الشمالية من امتلاك أسلحة نووية، لم تنجح بالشكل المطلوب. علاوة على ذلك، كل الجهود التفاوضية المشروطة أو حتي السرية التي تمت بعيدا عن أنظار الإعلام لم تحقق النجاح المطلوب مطلقا. وفي النهاية، قامت الولايات المتحدة بفرض عقوبات قاسية على كوريا من أجل تركيعها إلا أن ذلك لم ينجح مطلقا. منذ التسعينيات، اتبعت كل الإدارات الأمريكية سياسة موحدة باتجاه كوريا، حيث شكلت سياسة العزل والعقوبات محور سياسة أمريكا الخارجية تجاه كوريا الشمالية. في الآونة الأخيرة، حاولت إدارة ترامب دبلوماسية الزعيم الشخصي بهدف إقناع الزعيم الكوري بالتوقف عن تطوير قدرات بلاده.

قد ترغب إدارة جديدة في إلقاء نظرة جديدة. إن قبول الحقيقة الموضوعية لقدرة كوريا الشمالية على إنتاج الأسلحة لا يعني أننا يجب أن نقبلها باعتبارها مشروعة. وهذا يعني أن الولايات المتحدة يجب أن تتخذ تدابير لضمان أمن حلفائها وأصدقائها، فضلا عن أمنها بشكل أفضل. ولا يعني ذلك بكل تأكيد إنهاء الحوار مع كوريا الشمالية، ولكن يجب أن يستمر الحوار لأطول وقت ممكن طالما بإمكانه أن يحقق أي منفعة أمنية للولايات المتحدة.

بإمكان الولايات المتحدة أن تقوم بممارسة أقصى أنواع الضغوط على كوريا الشمالية في ملفات مثل الصيد الغير الشرعي الذي تقوم به بالقرب من حدود اليابان، الانتهاكات المستمرة لحقوق الإنسان، والأنشطة الغير شرعية التي تتعلق بتجارة السلاح وبيع تكنولوجيا الصواريخ في السوق السوداء للدول.

في النهاية، يجب أن نؤكد أن أسلحة كوريا الشمالية ليست الجزء المهم، ولكن حماية أمن حلفائنا هو الأهم بكل تأكيد. 

 

Wallace C. Gregson, How to counter North Korea New military capabilities: Deterrence by Denial. The national Interest. Retrieved from:

 https://nationalinterest.org/blog/korea-watch/how-counter-north-korea%E2%80%99s-new-military-capabilities-deterrence-denial-170742?fbclid=IwAR015G6YiApsFo6QzSxi4yzcGmywr7dial0_bJpGoAPg4nsIFCKeWsFCQfw