المركز العربي للبحوث والدراسات : أطر معالجة الخطاب الرئاسي للقضايا الأمنية (طباعة)
أطر معالجة الخطاب الرئاسي للقضايا الأمنية
آخر تحديث: الخميس 03/10/2019 07:50 م د. هويدا محمد عزوز - عرض د. شريف درويش اللبان
أطر معالجة الخطاب

عُقد المؤتمر الوطني للشباب في دورته الثامنة برعاية وحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي ومشاركة مئات الشباب والإعلاميين والشخصيات العامة، ليثير نقاشًا جادًا غير مسبوق في ملفات عدة تواجه الدولة المصرية، ولا سيما ملفات الإرهاب والشائعات وحروب الجيل الرابع التي تمارسها قوى الشر والظلام على مواقع التواصل الاجتماعي. ولعل ما عجّل بانعقاد المؤتمر هو مجابهة الدولة المصرية للجيل الثاني من الشائعات واستراتيجيات ترويجها بشكل غير مسبوق ليس من خلال مواقع التواصل فحسب، بل من خلال مواقع إلكترونية على شبكة الإنترنت، وقنوات أهل الشر التي تنعق كالبوم ليل نهار بغرض إسقاط الدولة المصرية.

جدير بالذكر أن الرئيس عبد الفتاح السيسي طالما حذر من هذه الحروب الشرسة التي نواجهها منذ إسقاط حكم الجماعة الإرهابية ورئيسها، ولعل ماحدث في الأونة الأخيرة يأتي في إطار ما دأب الرئيس على التحذير منه منذ تولى السلطة في مصر في يونيو من العام  2014.

فقد جاء الملف الأمني المصري خلال فترة رئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي واحدًا من أهم الملفات التي اهتم بها الرئيس منذ اليوم الأول من ولايته الأولى، نظرًا لدوره الكبير في حفظ الأمن داخل البلاد، والقضاء على مختلف صور الجريمة، وتأمين المنشآت العامة والخاصة، ودحر الإرهاب ومنابعه بالتعاون بين رجال الشرطة ورجال القوات المسلحة، وقد أسهم هذا التعاون في إحباط كثيرٍ من العمليات الإرهابية، التي استهدفت زعزعة استقرار الدولة المصرية وإثارة الفوضى فيها.

وأكد الرئيس السيسي غير ذات مرة في خطاباته على أهمية تبني استراتيجيه شاملة لمكافحة الإرهاب، لا تقتصر فقط على الترتيبات الأمنية والمواجهات العسكرية، وإنما تمتد لتشمل الجانب التنموي بشقيْه الاقتصادي والعسكري؛ حيث اعتمدت الاستراتيجية الأمنية على محوريْن أساسييْن هما محور الأمن الوقائي من خلال توجيه الضربات الاستباقية للتنظيمات الإرهابية وإجهاض مخططاتها، بالإضافة إلي محور سرعة تعقب وضبط العناصر عقب ارتكاب الأعمال الإرهابية.

وقد قدم الرئيس عبدالفتاح السيسي رؤيته المتكاملة في هذا الصدد من خلال 62 خطابًا وحوارًا وكلمات أمام القمم والمؤتمرات والمناسبات واللقاءات المختلفة، وكذلك التصريحات الرسمية التي أدلى بها والمؤتمرات الصحفية التي عقدها عن سياسة مصر إزاء القضايا الأمنية والحرب على الإرهاب، بدايةً من خطاب الرئيس السيسي في حفل تنصيبه رئيسً للجمهورية في 8/6/2014، وكلمة الرئيس السيسي في الذكرى الأولى لثورة 30 يونيو في30/6/2014، وكلمة الرئيس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في 24/9/2014، وانتهاءً بـلقاءات الرئيس مع صحيفة "لوفيجارو" وقناة "فرانس 24" الفرنسيتيْن وقناة "سي إن إن" الأمريكية.

فقد واجهت مصر موجة غير مسبوقة من الإرهاب خلال سنوات حكم الرئيس عبدالفتاح السيسي الأربعة الأولى، وبالتحديد في أعقاب فض اعتصاميْ "رابعة" والنهضة" اللذيْن نظمتهما جماعة "الإخوان" الإرهابية بعد الإطاحة بحكم "الجماعة" ورئيسها محمد مرسي من قبل الشعب المصري الذي قام بثورة 30 يونيو للتخلص من حكم الجماعة التي كادت أن تقوم بـ "أخونة" مصر وتغيير هويتها، حيث تعهد الرئيس السيسي بالقضاء على الإرهاب قضاءً تامًا باستخدام عدد من الاستراتيجيات لمواجهة التنظيمات الإرهابية، بالإضافة إلى إطلاق العمليات العسكرية للقضاء على الإرهاب.

في هذا الإطار جاءت دراسة د. هويدا محمد السيد عزوز مدرس الصحافة بقسم الإعلام بكلية الآداب جامعة المنوفية التي استهدفت رصد وتحليل وتفسير خصائص وسمات الخطاب الرئاسي فيما يتعلق بالقضايا الأمنية في الفترة الرئاسية الأولـى للرئيس عبد الفتاح السيسي، وأيضًا التعرف على الاستراتيجيات التي اعتمد عليها الخطاب الرئاسي في تناول القضايا الأمنية والقوى الفاعلة التي ظهرت في الخطاب، كما سعت الدراسة إلى الوقوف على المعالجة الإخبارية للقضايا الأمنية التي تناولها الخطاب الرئاسي على موقعيْ "البوابـة نيوز" و"اليوم السابـــع"، من خلال التعرف على أسلوب وأبعاد هذا التناول والأفكار المستخدمة، والشخصيات المحورية من خلال تحليل الأطر الخبرية التي وظفها الموقعان في تناول القضايا الأمنية.

تمثلت الفترة الزمنية للدراسة الحالية في الفترة ما بين 8/6/2014 حتى 8/7/2018 (فترة الولاية الرئاسية الأولى للرئيس عبد الفتاح السيسي)؛ حيث تتجلى أهمية هذه الفترة في المواجهة الشاملة للانفلاتات الأمنية في الشارع المصري والأحداث الإرهابية في سيناء وغيرها من المناطق. وتتميز تلك الفترة ببروز عديدٍ من القضايا الأمنية على الساحة الدولية، وحدوث تغييراتٍ نتيجة لتلك الثورات العربية ضد النظم الحاكمة.

أنواع الخطاب الرئاسي تجاه القضايا الأمنية

أوضحت الدراسة أن "الكلمة" كانت أهم أنواع الخطاب الرئاسي حيث احتلت المركز الأول بنسبة (48,43%)، بينما احتل الخطاب الرسمي المركز الثاني بنسبة (32,8%)، ثم يأتي الحديث الصحفي في المركز الثالث بنسبة (3,12%)، وأخيرًا البرنامج التليفزيوني بنسبة (15,6%)، ويرجع ذلك إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي ألقى عددًا من الكلمات في عديدٍ من المناسبات، وأيضًا ألقى كلمات في البرلمان المصري والبرلمان الياباني، كما ألقى كلمة في الأمم المتحدة، وأيضًا كلمات الرئيس السيسي في المؤتمرات سواء المحلية أو الدولية، كما أجرى عددًا من اللقاءات التليفزيونية في برنامج «اسأل الرئيس» للإجابة عن تساؤلات الجمهور، وأيضًا حواره مع ساندرا نشأت وحواره مع قناة "فرانس 24".

أهم الأطروحات التي تناولها الخطاب الرئاسي

أبرزت الدراسة أن الأطروحات التي ركز عليها خطاب الرئيس عبد الفتاح السيسي جاءت بالترتيب كالتالي:

1 – الإرهاب

جاء الإرهاب من أهم الأطروحات التي ركز عليها خطاب الرئيس عبدالفتاح السيسي في المرتبة الأولى بنسبة (42,3%)، وهناك بعض الأمثلة على ذلك :

صرح الرئيس عبدالفتاح السيسي أن «المصريين ساعدوني لما طلبت تفويض مش شهرين ولا ثلاثة دي قضية ضخمة»، وأوضح الرئيس «أن الإرهاب خطر متشعب موجود في الداخل ومدعوم من الخارج»، كما أوضح الرئيس أن مصر تخوض حربًا ضد الإرهاب والتطرف على مدار السنوات الماضية، وأن تلك الحرب لا يمكن مقارنتها بالحرب النظامية، ولكن يجب أن يتكامل معها المجتمع الدولي بمنهج شامل يتضمن أربعة ركائز تشمل: مواجهة كافة التنظيمات الإرهابية دون تمييز، والتعامل مع مختلف أبعاد الإرهاب كالتمويل والتسليح والدعم السياسي والإيديولوجي، والعمل على الحد من قدرة التنظيمات الإرهابية على تجنيد المقاتلين، والحفاظ على مؤسسات الدولة الوطنية في المنطقة.

2 – قِصَاص الدولة للشهداء

أشار الرئيس عبد الفتاح السيسي لأهالي الشهداء حينما قال: «لن نترك ثأرنا، لأنه مش ثأر أبنائكم أنتم .. ده ثأر مصر وكل المصريين»، كما أشار إلى «إن احنا نأخذ ثمن الدم اللي قدموه أبنائنا لبلدنا من الجيش والشرطة وكل طوائف الشعب ده ثأرنا كلنا».

3 – القبض على العناصر الإرهابية

أشاد الرئيس السيسي بالدور الوطني الذي يقوم به مقاتلو القوات المسلحة والشرطة في دحر الإرهاب واستعادة الأمن لهذه البقعة الغالية من أرض مصر، وأشاد بالتنسيق والتعاون الجيد بين القوات المسلحة والشرطة لرصد وتتبع الخلايا الإرهابية وتنفيذ الضربات الاستباقية الناجحة ضد هذه العناصر، مؤكدًا ضرورة استخدام كل القوة ضد كل من تسوّل له نفسه أن يرفع السلاح ضد أي مصري، وأن عقيدة الجيش المصري الأصيلة هى حماية الشعب والوطن وليس الاعتداء على أحد.

4 – الفتنة والانقسام

من خلال خطابات الرئيس عبد الفتاح السيسي يتضح أن مصر تعرضت للكثير من المؤامرات ومحاولة تقسيم مصر وشعب مصر وإثارة الفتن؛ فقد تعرضت مصر لمخطط صهيوني أمريكي لإشاعة الفوضى الخلاقة وتقسيم مصر، وفشل أعداء مصر في إفشال الانتخابات الرئاسية للرئيس السيسي في 2018، وعندما فشل مخطط الانتخابات قرروا تغيير الخطة أو المؤامرة من خلال تغييب وعي الشعب المصري، ولكن الشعب المصري كان حائط الصد المنيع لأولاده من رجال الجيش والشرطة، كما تعرضت مصر لعديدٍ من المؤامرات لخلق الانقسام بين أطياف الشعب، وبين الشرطة والشعب، وبين الجيش والشعب، ونحن يجب علينا احترام كل مؤسسات الدولة والحفاظ عليها.

5 – استعادة السيطرة على سيناء

صرح الرئيس عبد الفتاح السيسي أن الدولة تعمل الآن على مشروعات تنموية بسيناء إجمالي تكلفتها 175 مليار جنيه خلاف مشروعات بـ 100 مليار جنيه أخرى؛ حيث أوضح الرئيس «حتى لا يتصور البعض أننا سنفرط في شيء منها، حتى لا يفكر أحد أن مصر ممكن أن تفرط في سيناء، وفي بلدنا وأرضنا، ونحن لا نطمع في حاجة حد، ومش هنخلي حد يطمع في حاجتنا بس مش بالعافية ولكن بالبناء والتعمير»، كما وجه الرئيس كلامه إلى محمد حجازي قائلاً : «إنت مسئول خلال 3 شهور عن استعادة الأمن والاستقرار في سيناء، إنت ووزارة الداخلية واستخدام كل القوة الغاشمة».

6 – تحديث المنظومة الأمنية

أوصى الرئيس ضباط قطاع الأمن الوطني بتحديث قدراتهم من خلال التدريب والاطلاع على أحدث الوسائل العلمية، معبرًا عن تقديره لجهود أجهزة وزارة الداخلية لدورهم الذي يقومون به لحماية الدولة، كما أشار الرئيس «سنقدم كل الدعم للقطاع الأمني لرفع قدراته على مواجهة التحديات وزيادة الوعي بحجم التحديات التي تواجه الدولة أمنيًا وسياسيًا واقتصاديًا.

7 – هجمات العريش الإرهابية

أوضح الرئيس أنه بعد اعتداء العريش الإرهابي سنزداد إصرارًا على مواجهة الإرهاب متوعدًا بالرد على مرتكبي هذه الأعمال الإرهابية، وذكر أن حادث تفجير مسجد "الروضة" بالعريش لن يزيدنا إلا إصرارًا ووحدةً لمكافحة الإرهاب .. سنرد بكل قوة على حادث العريش، وأن مصر ستحارب الإرهاب نيابة عن العالم.

8- تطوير القوات المسلحة

أشار الرئيس عبد الفتاح السيسي أنه سيتم تطوير الجيش المصري على الصعيدين التدريبي والتسليحي من خلال دعمه لوسائل القتال والعتاد العسكري وفقًا لخطة شاملة رسمها لتطوير الجيش المصري، وأنه سيتم تغيير جزء من الترسانة العسكرية، وأنه سيبذل جهودًا لتوسيع نطاق قواعد الصواريخ، إذ إنه لا يمكن القبول بالاستمرار في استخدام صواريخ سوفيتية صنعت منذ 40 عام، كما أكد الرئيس أن الانفاق على تطوير القوات المسلحة من أجل تحقيق الأمن القومي المصري، وطبقًا لمفاهيم الأمن التي تتطلب وجود قدرة عسكرية لحماية المصريين وحماية السلام.

9- توفير الأجواء الأمنية

أوضح الرئيس أننا نجحنا في تعطيل مخطط التآمر على مصر واستطعنا أن نكسر شوكة التنظيمات الإرهابية، وما زلنا نواصل تلك المعركة الشرسة بلا تراخي، وعلينا أن ندرك أن هناك من هو متربص ببلادنا، وأكد الرئيس أنه لن ينجح أي نظام في الدولة إلا بالاستقرار والأمن موضحًا أنه بالاستقرار والأمن نستطيع تحقيق ما نصبو إليه، كما أكد الرئيس أن الدولة استعادت هيبتها، وأن الشعب المصري عليه أن يطمئن في ضوء ما يتمتع به رجال الشرطة من قدرات وإمكانات تمكنهم من الاضطلاع بمهمة حماية الوطن بكفاءة.

10 -  إعادة إرساء العلاقة الصحيحة بين الشرطة والشعب

أشار الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى أن رجال الشرطة هم جزء لا يتجزأ من هذا الشعب الأصيل ، منوهًا بأن الشعب المصري الذي يتميز بالصمود والكبرياء وهي الصفات التي تقود مسيرتنا إلى التنمية، كما أشار الرئيس عبدالفتاح السيسي أن العلاقة بين الشعب وأبنائه في القوات المسلحة والشرطة ستظل سرًا مصريًا أصيلاً وعهدًا أبديًا لا ينقطع بإذن الله.

أنماط الخطاب التي ركز عليها الخطاب الرئاسي

توصلت الدراسة إلى أن الخطاب التحذيري احتل المرتبة الأولى في أنماط الخطاب التي اشتملت عليها خطابات الرئيس السيسي في الفترة الرئاسية الأولى؛ فقد قام الرئيس السيسي بالتحذير من «أهل الشر» حيث استخدم الرئيس السيسي مصطلح «أهل الشر» 14 مرة في خطاباته، هو يشير إليهم في معظم خطاباته، حيث حذر الرئيس المصريين من «أهل الشر» الذين لا يريدون للمصريين أن يروا التعمير والإصلاح والبناء، كما اتهم الرئيس «أهل الشر» باغتيال النائب العام السابق، كما أن أهل الشر وراء أزمة الطائرة الروسية، وحذر الرئيس من حروب الجيل الرابع والجيل الخامس، والكتائب الإلكترونية، وأنه على الشعب المصري اليقظة والانتباه لتلك الأمور.

كما حذر الرئيس السيسي النظام السابق من أن البلد ستذهب إلى نفق مظلم، وأنه كان يعقل ذلك في إطار أمرين وهو عدم التآمر على أحد والشعور بالخطر على مستقبل البلاد، وحذر الرئيس الدول الداعمة للإرهاب «ما تزرعونه ليس ببعيد عنكم وهو انتهاك للقوانين والمواثيق الدولية وجريمة ضد الإنسانية».

وجاء «الخطاب الانتقادي»  في الترتيب الثاني بنسبة (22,4%)، وقد شمل الخطاب الانتقادي الدول الداعمة للإرهاب وأهل الشر وجماعة الإخوان وتنظيم داعش، وجاء الخطاب الذي يغلب عليه الأمل في الترتيب الثالث بنسبة (20,2 %)، وقد استخدم الرئيس السيسي هذا النوع من الخطاب ليبث الأمل في نفوس المصريين؛ حيث صرح قائلاً:" أنا حريص أن أزرع الأمل في نفوس الناس، وزرع الأمل بكل ما أوتينا من قوة وإرادة".

كما أشار أيضًا «بفضل الله تصدينا للإرهابيين لتقديم الصورة الحقيقية للإسلام السمح، ليس القتل والتدمير للإنسانية في مواجهة أهل الشر، الذين يحاولون إيذاء مصر والمصريين وعرقلة مسيرتها، وسنظل نحارب الإرهاب لحماية الوطن ومقدساته من أهل الشر، كما ذكر «إن شبابنا من القوات المسلحة والشرطة المدنية يقدمون أروع الأمثلة في التصدي والفداء».

وجاء في المرتبة الرابعة نوع من أنواع الخطاب وهو الخطاب التبريري الدفاعي بنسبة (7,5%) والذي برر فيه الرئيس لبعض القرارات والمواقف حين أعلن حالة الطوارئ حيث برر ذلك بأعمال العنف والتخريب والاعتداء على الجيش المصري والشرطة وبعض أفراد القضاء.

ثم تساوى كل من الخطاب التشاؤمي والتهكمي والساخر بنسبة (2,8%) كذكر الرئيس أن أهل الشر يسخرون ويتهكمون من حملة «صبح على مصر بجنيه»، ورد عليهم الرئيس السيسي ساخرًا منهم بقوله «من أنتم»؟، كما ذكر الرئيس السيسي في أحد خطاباته "هل كان هناك شكل تآمري على نظام الدولة لإسقاطه؟".

أهم الاستراتيجيات التي اعتمد عليها الخطاب الرئاسي

زاد عدد الاستراتيجيات عن عدد الخطابات التي ألقاها الرئيس عبد الفتاح السيسي، لأن بعض الخطابات كانت تعتمد على أكثر من استراتيجية ويتضح ذلك كالآتي:

1 – استراتيجية الهجوم والانتقاد

تكررت هذه الاستراتيجية بنسبة 17,9%، وهى التي ينتقد فيها الرئيس ويهاجم فكرة أو اتجاهًا معينًا، وقد شمل هجوم الرئيس جماعة الإخوان، النظام السابق، منفذي المخططات الإرهابية، الدول الداعمة للإرهاب، مروجي الشائعات، الرئيس المعزول محمد مرسي، داعش، أهل الشر.

2 – بث الشعور بالخطر

قام الرئيس السيسي ببث الشعور بالخطر، وذلك من خلال توضيح الأزمة الأمنية التي مرت بها مصر بعد ثورة 30 يونيو، كما حاول الرئيس بث الشعور بالخطر من سيطرة الجماعات المسلحة على سيناء، كما بث الرئيس الشعور بالخطر من ترويج الإعلام للشائعات التي تهدد الأمن القومي في مصر.

3 – استرجاع الماضي

في هذه الاستراتيجية استشهد الرئيس السيسي ببعض الأحداث من الماضي، وأهم أحداث الماضي التي استرجعها الخطاب الرئاسي بطولات الشرطة منذ 65 عامًا في الاسماعيلية، بطولات حرب أكتوبر 1973، ثورة 30 يونيو 2013.

4- الخطاب المباشر

جاءت هذه الاستراتيجية في المرتبة الرابعة بنسبة (8,9%)؛ حيث وجه الرئيس السيسي عدة رسائل بضمير المخاطب، وهذه الرسائل عبارة عن مطالب من جماعة الإخوان– التنظيمات الإرهابية -الدول الداعمة للإرهاب – الشعب.

ويمكن ذكر بعض أمثلة استراتيجيات الخطاب المباشر: أبناء مصر الكرام، السيدات والسادة شعب مصر العظيم، السادة رجال الشرطة الأمناء، السيدات والسادة أبناء مصر الكرام، أيها المصريون، الأشقاء الأعزاء.

5- بث الأمل

جاءت هذه الاستراتيجية في المرتبة الخامسة بنسبة (23%)؛ حيث اعتمد خطاب الرئيس عبدالفتاح السيسي على بث الأمل، حيث ذكر الرئيس «أرى الأمل في أبطال القوات المسلحة وقوات الأمن والشرطة الذين يضربون أروع الأمثلة في التضحية والفداء، كما أرى الأمل في قضاء مصر وعدالته على جموع الشعب».

6- الأسى على حال الوطن

جاءت هذه الاستراتيجية في المرتبة السادسة بنسبة (5,9%)؛ حيث تزايد الإرهاب وهدد حياة الملايين من البشر في وطننا العربي وفي العالم أجمع، وأصبح يمثل ظاهرة عالمية لا يمكن التهاون معها أو القبول في شأنها بأية تبريرات، وأصبحت العلاقة بين الإرهاب وتهديد كيان الدولة الوطنية علاقة تفاعلية، "لا يخفى عليكم أن مواجهة الإرهاب ليست بالأمر الهين فهو كالمرض الخبيث يتغلغل في نسيج الدول والمجتمعات".

7- السخرية

جاءت هذه الاستراتيجية في المرتبة السادسة أيضًا بنسبة (5,9%)؛ حيث سخر الرئيس السيسي من قطر والأمير تميم لتدخله في شئون مصر، وتدعيم الإرهاب في مصر بقوله «تقدر على مصر».

8- استشراف المستقبل

جاءت هذه الاستراتيجية في المرتبة السابعة بنسبة ( 4,4 %)؛ حيث أوضح الرئيس السيسي الخطط المستقبلية داخليًا وخارجيًا، "مشروع تنمية سيناء مشروع أمن قومي يتكلف نحو 275 مليار جنيه، وسيتم الانتهاء منه في 2022 وتكون سيناء المستقبل واحة الأمن".

أما فيما يخص مواقفها من قارة أفريقيا، فقد كشف الرئيس عن عزم مصر العودة إلى مكانتها والإسهام الفاعل مع بقية دول القارة في مواجهة التحديات المتربصة بالقارة، ولاسيما الإرهاب والجريمة المنظمة والأوبئة وتدهور البيئة.

9- التساؤل

تكررت استراتيجية التساؤل بنسبة (2,9%) وذلك من خلال حرص الرئيس على الإجابة عن تساؤلات المواطنين من خلال برنامج «اسأل الرئيس» وفيلم «شعب ورئيس» وتخصيص وقت من المؤتمرات لتلقي أسئلة من الصحفيين والإعلاميين.

10- التأكيد

جدد الرئيس تأكيده على أن مصر تواجه الإرهاب بضراوة، والدولة تبذل جهدًا كبيرًا في ذلك، مشيرًا إلى أن القيادة السياسية تحرص على عدم التطرق لأية معلومات عن مَن يسقطون من الإرهابيين، كما أشاد الرئيس بما تبذله القوات المسلحة والشرطة من مهام مقدسة لحماية الوطن والمواطنين، مؤكدًا أن الشعب المصري يولي ثقته الكاملة في قدرة أبنائه من رجال الجيش والشرطة على القضاء على الإرهاب والتطرف واقتلاع جذوره ودعم ركائز البناء والاستقرار والتنمية بكافة ربوع مصر.

11- رسم الواقع المثالي

أكد الرئيس للعالم أجمع بأن الجيش المصري سيظل ظهيرًا لشعبه، وأن الشعب لن يتخلى عن جيشه، في رسالة مباشرة لكل من تسوّل له نفسه الاقتراب من أرض مصر وسيادتها، واصفًا إياها بالكتلة الصلبة التي تحافظ على الدولة، كما أكد الرئيس السيسي في خطابه أمام القمة العربية الإسلامية الأمريكية أن مصر قدمت نموذجًا تاريخيًا لاستعادة مؤسسات دولتها الوطنية بشكلٍ سلمي وحضاري عن طريق تفعيل الإرادة الشعبية الجارفة التي رفضت جميع محاولات اختطاف الدولة المصرية العريقة، وتحريف هويتها الوطنية التي تشكلت على مدار زمن طويل بطول تاريخ مصر الراسخ من الزمن.

12- التفنيد

ظهرت استراتيجية التفنيد في الخطاب الرئاسي؛ حيث قام الرئيس بتحليل أسباب الإرهاب فقد أوضح  قائلاً إن من يقولون إن مصر لم تدفع الإرهابيين لارتكاب عملياتهم مؤكدًا أن من يرتكبون جرائم في الولايات المتحدة لا يجب أن تكون الدولة وسياساتها هى من دفعتهم لذلك، وتمنى أن يكون قد أسهم في توضيح الرؤية والخطر الذي يواجه جميع دول العالم.

13- إبراز التناقض

اعتمد الرئيس السيسي على هذه الاستراتيجية في إبراز التناقض بين متاجرة التنظيمات الإرهابية بالدين وبين أفعالها؛ حيث أوضح الرئيس مخاطر مَن يسيئون للدين الإسلامي الحنيف والمتاجرة به، كما أكد الرئيس أن ديننا الحنيف علّمنا بأنه لا إكراه في الدين ليرسخ بذلك قيم التسامح وقبول الآخر، وبيان حقيقة ديننا السمح وتفنيد مزاعم مَن يريدون استغلاله بالباطل بالحجة والبرهان.

القوى الفاعلة التي ظهرت في الخطاب الرئاسي

أوضحت الدراسة أن القوى الفاعلة في خطاب الرئيس عبد الفتاح السيسي جاءت بالترتيب التالي:

1 – الإخوان

عندما سُئل الرئيس السيسي من قناة "فرانس 24" في العاصمة الفرنسية عن المصالحة مع الإخوان أجاب: اسألوا المصريين, حيث أكد في أكثر من خطاب على عدم المصالحة مع جماعة الإخوان، كما صرح الرئيس أن الجهاديين الفارين من سوريا والعراق سيحاولون الانتقال إلى ليبيا متابعًا: "الجهادي هو عنصر إخوان مسلمين في المرحلة النهائية".

2 – التنظيمات الإرهابية

أشار الرئيس إلى أن القراءة الواعية لتاريخ التنظيمات الإرهابية تؤكد عدم وجود فوارق تُذكر في الأسس التي تنطلق منها مختلف هذه الجماعات لتبرير استخدامها للعنف والإرهاب، مشيرًا إلى ضرورة التعامل بحزم مع ما يقدمه بعض الأطراف على الساحة الدولية من دعم سياسي وإعلامي وعسكري ومالي لهذه التنظيمات والحركات الإرهابية، بما يُعَدُ خرقًا واضحًا للقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن والاتحاد الإفريقي، وهو الأمر الذي يحتم تكثيف التعاون والتنسيق لتجفيف منابع الدعم الذي يتيح للتنظيمات الإرهابية مواصلة جرائمها.

3- شهداء الإرهاب

"ستبقى ذكرى شهداء مصر الأبرار وبطولاتهم الغالية خالدة في وجدان مصر، ودافعة لنا لمزيدٍ من التقدم لصنع المستقبل الذي يتطلع له شعبنا العظيم".

4- أهالي سيناء

وجه رئيس الجمهورية التحية والتقدير والاحترام لأهالي سيناء، مشددًا على أن كل المصريين يعلمون أن إخوانهم في سيناء لا يتحملون مسئولية أهل الشر مضيفًا "مبنحملش مسئولية الإرهاب لأهالينا في سيناء، ومدركون للواقع والإرهاب موجود في سيناء ومحافظات الجمهورية كلها"، كما أشاد الرئيس السيسي بما تحمّله أهالي سيناء من إجراءات صعبة في مواجهة الإرهاب, وأشاد أيضًا بأن أهالي سيناء لا يفضلون ترك منازلهم "بس هما مش قادرين على الإرهابيين"، "الناس دي إحنا منقدرش نطالبهم يقاوموا".

5- الجيش المصري

أكد الرئيس السيسي أن الجيش المصري يقدم أبناءه في سبيل تحقيق الاستقرار ويقدم تضحيات كبيرة، لافتًا أن هناك فرقًا كبيرًا بين هذه التضحيات وتضحيات الشعب التي يقدمها على مستوى معيشته في سبيل تجاوز الأزمة الاقتصادية التي عانينا منها كثيرًا بهدف تحقيق الاستقرار ، وصرح الرئيس بأن «الجيش المصري يخشاه الأعداء ويحترمه الأصدقاء»، وأشار الرئيس أنه سيتم تطوير الجيش المصري على الصعيدين التدريبي والتسليحي من خلال دعمه لوسائل القتال والعتاد العسكري وفقًا لخطة شاملة رسمها لتطوير الجيش المصري.

6- داعــش

ذكر الرئيس أن استراتيجية "داعش" تسعى لإحداث فتنة بيـن المسلمين والمسيحيين، "وإزاي بيقولوا للمسيحيين أنتم مش آمنين في مصـر ودي الرسالة اللي هم شغاليـن فيها دلوقتي", كما صرح الرئيس أن هزيمة تنظيم داعش الإرهابي في سوريا والعراق أجبر مقاتليها على النزوح إلى ليبيا محذرًا من خطورة عبورهم إلى مصر.

7- الدول الممولة للإرهاب

وضّح الرئيس السيسي أنه برغم الدعم الخارجي الكبير الذي تتلقاه جماعات الإرهاب من تمويل ومساندة سياسية وإعلامية، صمدت مصر وحدها وقدمت التضحيات الغالية من دماء أبنائها الأبطال، واستطاعت وما زالت تواصل تحقيق النجاحات الكبيرة وحماية شعبها بل والمنطقة بأكملها, كما أوضح الرئيس أن الأطماع في سيناء لم تنته ونواجه تنظيمات إرهابية مدعومة من دول.

8- منظمات مكافحة الإرهاب

ألقى الرئيس السيسي بيانًا أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة لتعزيز دور الأمم المتحدة والمواقف المصرية تجاه مجمل تطورات الأوضاع الإقليمية والدولية ورؤيتها لأولويات صون السلم والأمن العالمييْن، وجهود مصر في دعم مكافحة الإرهاب الدولي.

9- النظام السابق

صرح الرئيس السيسي أن القوات المسلحة المصرية لم تتآمر على النظام السابق وتابع «أقول لجموع الشعب المصري يا ترى هل كان فيه شكل تآمري للجيش على النظام السابق حتى يُسقطه، أنا بأقسم بالله إنه لم يكن هناك أي شكل من أشكال التآمر لإسقاط الدولة في ذلك الوقت»، واستطرد قائلًا: «إن الشعب المصري هو الذي استدعى قوات الجيش في 30 يونيو».

10- الحكومة

تضمن خطاب التكليف الرئاسي للحكومة فيما يخص الوضع الأمني في مصر, حماية الأمن القومي ومواجهة التحديات التي تستهدف التأثير على قدرة الدولة على تحسين أوضاعها واستكمال خططها التنموية على مختلف الأصعدة، إلى جانب دعم الخطط والاستراتيجيات الخاصة بالقضاء على الإرهاب باعتبارها أولوية قصوى لعمل الحكومة، مع مواصلة التركيز على جهود التصدي للفكر المتطرف.

11- الإعـلام

وجه الرئيس السيسي اللوم للإعلام المصري لترويجه الشائعات؛ حيث طالب الرئيس في أكثر من مرة بخطابٍ إعلامي مغاير، فالرئيس ينتظر تغييرًا من الإعلام الذي يخدم بالدرجة الأولى مصر أولًا قبل كل شيء وأمنها القومي، وبما يحفظ للوطن عزته وكرامته وسلامته والحياة الكريمة للمواطن.

12- دونالد ترامب

أشار الرئيس أيضًا إلى العلاقات المصرية الأمريكية؛ حيث توجد حالة من التفهم الأمريكي الحالي ومنذ بداية عهد الرئيس دونالد ترامب للتحديات الكبيرة التي تشهدها مصر، وخاصة تحدي خطر الإرهاب ومنظمات مواجهته.

13- الملك سلمان

جاءت الزيارات المتبادلة للرئيس عبد الفتاح السيسي والملك سلمان بن عبد العزيز عاهل المملكة العربية السعودية وولي عهده لدعم الأمن والاستقرار في كلا البلديْن.

14- مجلس الدفاع الوطني

اجتمع الرئيس السيسي مع "مجلس الدفاع الوطني" لبحث تطورات الأوضاع على الصعيديْن الإقليمي والدولي والإجراءات التي تتخذها الدولة لإحكام السيطرة على الحدود والمنافذ والمعابر، والتحديات الأمنية القائمة بالمنطقة ومخاطر الإرهاب المتزايدة، كما وافق "مجلس الدفاع الوطني" خلال الاجتماع على تمديد مشاركة العناصر اللازمة من القوات المسلحة في مهمة قتالية خارج الحدود للدفاع عن الأمن القومي المصري والعربي، وأوضح الرئيس «مش بنتدخل في شئون الدول الأخرى ومش بنتآمر على الدول الأخرى، وهذه سياسة ثابتة».

الاستشهادات التي اعتمد عليها الخطاب الرئاسي

ذكرت الدراسة أن الاستشهاد بالتصريحات والأقوال بالخطاب الرئاسي جاءت في الترتيب الأول بنسبة 34,9%.؛ ومن أمثلة ذلك تصريحات وأقوال الرئيس السيسي فيما يخص الإرهاب؛ فقد صرح الرئيس السيسي أن هزيمة تنظيم "داعش" المتطرف في العراق وسوريا المرجح أن يُجبر الإرهابيين على البحث عن ملاذٍ آمن في ليبيا، حيث سيعبرون بعد ذلك إلى مصر، حيث تحارب قوات الأمن المصرية الإرهابيين في شبه جزيرة سيناء وصحرائها الغربية الشاسعة، كما صرح الرئيسي أنه «تم تدمير حوالي 20 مركبة محملة بالأسلحة والذخيرة والإرهابيين في الصحراء الغربية الشاسعة».

كما صرح الرئيس السيسي أن القوات المسلحة دمرت خلال الفترة الماضية أكثر من 120 سيارة محملة بالأسلحة أثناء محاولتها اختراق الحدود المصرية، ونوه بأن الوضع في شمال سيناء يتحسن يوميًا، وأكد قريبًا سنقول بشكل حاسم أنه تم تصفية الإرهاب الذي يتواجد في2% من شمال سيناء.

ومن أمثلة ذلك أيضًا، تصريحات الرئيس بشأن تطوير القوات المسلحة المصرية: «إن مصر سعت إلى زيادة قدرة جيشها والحصول على أسلحة حديثة لمواجهة الخلل والتوازن الاستراتيجي الذي حدث في المنطقة العربية، مع حدوث الصراعات التي حدثت في سوريا وليبيا واليمن، ولمواجهة ما تتعرض له مصر من عمليات إرهابية، حيث تحارب مصر الإرهاب نيابة عن العالم».

وفيما يتعلق بجهاز الشرطة المصرية، حيث صرح الرئيس السيسي «أن مصر تقدّر لرجال الشرطة دورهم وإرساء قواعد الأمن والاستقرار وإنفاذ القانون في المجتمع المصري، مما يحافظ عليه آمنًا مطمئنًا وقادرًا على مواجهة أية محاولات دخيلة للإخلال بقيمه ونظامه، ولقد تضاعفت مسئوليات جهاز الشرطة المصري في الآونة الأخيرة إذ يشارك رجاله الأوفياء في معركة مصر ضد قوى الشر والإرهاب والتطرف، جنبًا إلى جنب مع إخوانهم البواسل من رجال القوات المسلحة».

كما أشاد الرئيس السيسي بما شهده جهاز الشرطة من تطوير على زيادة الاعتماد على وسائل التكنولوجيا الحديثة، ودعا إلى التوسع في استخدام تلك الوسائل في العمل الأمني، ومواصلة تدريب كوادر الشرطة عليها ومواكبة مقتضيات العصر بما يهم في الارتقاء بمستوى إدارة المنظومة الأمنية، وتوفير الوقت والجهد ويضمن دقتها وسلامتها.

وجاءت الأرقام والإحصاءات في الترتيب الثاني بنسبة 27,8%؛ حيث استشهد الرئيس السيسي بالأرقام والإحصاءات؛ ومن أمثلة ذلك، إشارة بعض الخطابات الرئاسية أن عام 2015 شهد ذروة العمليات الإرهابية، حيث وصلت العمليات الإرهابية إلى ما يزيد عن 500 عملية إرهابية، بينما في 2016 وقعت 200 عملية، أما في 2017 فلم يتجاوز عدد العمليات الإرهابية 50 عملية.

الاستشهادات الدينية

جاءت الاستشهادات الدينية والقوانين في المرتبة الثالثة بنسبة 13,9%؛ ويمكن تقسيم هذه الاستشهادات إلى استشهادات من القرآن الكريم والحديث الشريف «مصر كنانة الله في أرضه»، «ما طلبها عدو إلا أهلكه الله»، «إنهم خير أجناد الأرض»، «في رباط إلى يوم القيامة»، «ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين»؛ فالرئيس عبد الفتاح السيسي دائمًا ما يستدعي في حواراته وخطاباته «الدين» بحيث لا يخلو حديثٌ له من ذكر الله، وهو أول رئيس مصري يناجي الله في أحاديثه بصفة مستمرة، بالإضافة إلى دعوته لتجديد الخطاب الديني والاستشهاد بالأحاديث والآيات القرآنية في خطاباته الداخلية أو المحافل الدولية، ولقاءاته الصحفية والتليفزيونية: «ساعدنا يارب عشان ظروفنا صعبة»، «لو ربنا معايا مش هخاف».

وجاء الاستشهاد بالقوانين في المرتبة الثالثة أيضًا، وأهم القوانين التي تم ذكرها في الخطاب الرئاسي إعلان حالة الطوارئ في 9/4/2017، وتشكيل المجلس الأعلى لمكافحة الإرهاب، وسوف يتم تشكيله عن طريق إصدار قانون وتطبيق قوانين الإرهاب.

الأطر المرجعية التي اعتمد عليها الخطاب الرئاسي

أوضحت نتائج الدراسة أن الأُطر المرجعية التي اعتمد عليها الخطاب الرئاسي انتظمت في الترتيب الآتي:

1 – مشاهدات من الواقع المصري

وقد تكرر هذا الإطار بنسبة (42,5%) ويمكن تقسيم هذه المشاهدات إلى ما يأتي:

1 – تعامل القوات المسلحة مع الهجمات الإرهابية: اتبعت القوات المسلحة بعض الاستراتيجيات لمواجهة الإرهاب وهي كالتالي :

- استراتيجية الإنهاء: وهى التي تسعى للقضاء عليها بالقوة العسكرية.

- استراتيجية العقاب: واتضح ذلك في الغارات الجويـة، داخل الأراضي الليبية في 2015.

- استراتيجية التعطيل والتجنيد: وذلك عن طريق قطع طرق الدعم اللوجيسيتي الإرهابي على الحدود بين مصر وغزة وليبيا.

- استراتيجية تفعيل التشريعات القانونية لعمليات مكافحة الإرهاب وحماية المنشآت العامة ، وكذلك إعادة تفعيل قانون الطوارئ. حيث تطلق الدولة العمليات العسكرية الواحدة تلو الأخرى للقضاء على الإرهاب.

2 – الإطار القانوني

جاء الإطار القانوني في المرتبة الثانية بنسبة (21,2%) من مجموع الأطر التي اعتمد عليها الرئيس السيسي في خطابه الرئاسي في الفترة الرئاسية الأولى، حيث ذكر الرئيس السيسي في عدد من خطاباته بأن مصر دولة تحترم وتفرض سلطة القانون الذي يستوى أمامه الكافة.

3 – الإطار الديني

جاء الإطار الديني في المرتبة الثالثة بنسبة (14,8%)؛ حيث أولى الخطاب الرئاسي للرئيس السيسي في الفترة الرئاسية الأولى أهمية كبرى لتجديد الخطاب الديني، كما استعان الرئيس بذكر بعض الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة في خطاباته، كما أن الرئيس استدعى في حواراته وخطاباته «الدين» بحيث لا يخلو حديث له من ذكر الله «قسمًا أو طلبًا»، ونذكر بعض المقولات ذات المرجعية الدينية:«لو ربنا معايا مش هخاف من أي حد في الدنيا ، ولن ينل منا أحد»، «يارب انت عالم بينا، ومطلع علينا، وناس كتير عشمانة فيك، ربنا ساعدنا»، «يارب إحنا ظروفنا صعبة ويارب تساعدنا»، «خلي بالكم، لما ربنا هيساعدنا دي حكاية تانية خالص»

4- الإطار التاريخي

جاء الإطار التاريخي في المرتبة الرابعة  بنسبة (10,6%)؛ حيث قال الرئيس عبدالفتاح السيسي "إن ما يحدث في سيناء من عمليات إرهابية ليس وليد عام أو اثنين أو ثلاثة، قائلًا إن الإرهاب "اللي اتعمل ده متعملش في سنتين أو ثلاث سنوات أو خمسة، اتعمل في أكثر من 15 سنة في كل مصر".

كما أضاف الرئيس السيسي «أنتجت لنا السنوات الماضية التي مرت بها مصر والمنطقة منذ عام 2011 ثلاثة تحديات رئيسية كان كل منها كفيلًا بإنهاء أوطان وتشريد شعوب بأكملها، وهى تحديات غياب الأمن والاستقرار السياسي وانتشار الإرهاب والعنف المسلح وانهيار الاقتصاد".

الملامح العامة المشتركة للخطاب الرئاسي

من النتائج التي توصلت إليها الباحثة من دراسة الخطاب الرئاسي للرئيس عبد الفتاح السيسي خلال الفترة الرئاسية الأولى، يمكن الخروج بمؤشرات مهمة عن الملامح العامة المشتركة لهذا الخطاب:

أ-أكد خطاب الرئيس السيسي محاربة الإرهاب والفكر المتطرف وهو المحور الذي أكد فيه الرئيس على شمولية المواجهة.

ب – ضرورة تجديد الخطاب الديني في المواجهة الحاسمة للفكر المتطرف؛ حيث طالب الرئيس السيسي بضرورة تجديد الخطاب الديني في 10 خطابات.

جـ – ضرورة تحمل المجتمع الدولي لمسئولياته في المواجهـة الحاسمـة للتنظيمـات الإرهابية.

د – تحميل مسئولية الإرهاب لجماعة "الإخوان" الإرهابية و"داعش" والتنظيمات الإرهابية والدول الداعمة للإرهاب.

هـ - رسم صورة المستقبل المنشود قائم على التصالح والتسامح.

و-تنوعت القوى الفاعلة في الخطاب الرئاسي وتباين الدور المنسوب لها بين الاتجاه السلبي والإيجابي، ومن القوى الفاعلة التي أدت دورًا إيجابيًا جهاز الشرطة – القوات المسلحة – منظمات مكافحة الإرهاب – مجلس الدفاع الوطني، ومن القوى الفاعلة التي أدت دورًا سلبيًا جماعة "الإخوان" الإرهابية– "داعش" – الدول الممولة للإرهاب – التنظيمات الإرهابية.

ز-من أهم الاستراتيجيات التي تم استخدامها في الخطاب الرئاسي استراتيجية الهجوم والانتقاد، ويرجع ذلك إلى الهجوم الذي شنه الخطاب الرئاسي على التنظيمات الإرهابية وأيضًا استخدام الخطاب الرئاسي استراتيجية بث الشعور بالخطر واستراتيجية استرجاع الماضي واستراتيجية الخطاب المباشر.