ومن الأهمية القول أن التعصب ينمو في ظروف اجتماعية ونفسية
معينة منها:
1- التعصب ينشأ ويزداد كلما كان هناك
اختلاف أو تباين بين الجماعات التي تكون المجتمع , فوجود جماعات تنتمي إلى أعراق
أو أديان أو ثقافات مختلفة يعتبر أرضا خصبة للتعصب.
2- المجتمعات التي تسمح بالحراك الاجتماعي
الرأسي تعمل على توليد نوع من المنافسة التي ستترتب على الحراك, فقد يخشى الفرد
الذي ينتمي إلى طبقة أعلى منافسة فرد ينتمي لطبقة أقل, خشية أن يتمكن من اللحاق
به, أو من احتلال مكانته.
3- كلما كان التغير الاجتماعي سريعًا
ازداد التعصب, إذ إن كثيرًا ما يصاحب هذه السرعة اختلال ملموس في النظم والمؤسسات
الاجتماعية والقيم والتي يؤمن بها الفرد. ويصاحب هذه السرعة نوع من عدم الاتزان
والقلق عند الأفراد, فيلجأون إلى التعصب كوسيلة لتغطية هذا الكم من القلق واختلال
القيم.
4- الجهل وعدم وجود فرص للاتصال بين الجماعات
المختلفة في المجتمع الواحد.
5- التعصب يزداد كلما ازداد حجم الأقلية
موضع الاتجاه, وكلما زاد معدل نموها زاد من حدة
الصراع بين الأغلبية والأقليات الموجودة، الأغلبية تلجأ إلى التعصب واضطهاد
أفراد الأقليات بقصد توحيد وتقوية العلاقات بين الأغلبية, خاصة إذا ما كانت هناك
أخطار تهددهم.
6- يعتبر الاستغلال عاملا يزيد من التعصب،
فقد تتعصب جماعة ضد جماعة أخرى لاستغلالها اقتصاديا أو سياسيا أو اجتماعيا،
المنافسة في ميادين العمل والخوف من الفشل يزيد من التعصب, فلم تتشكل اتجاهات
العداوة ضد الهنود الغربيين في بريطانيا, إلا عند زيادة البطالة في أواخر
الخمسينيات, كما يسود التعصب معظم أقطار أوربا بسبب نقص فرص العمل في تلك البلاد.
7- القيم المشتركة لها دور في تقوية التعصب ,
فعندما يكون هناك تشجيع ثقافي واجتماعي للتعصب، سيتخذ الأفراد الموقف المتعصب
سلوكا له، كي يجاري الآخرين، وسيكون في أتم الاستعداد لتغيير موقفه, إذا تغيرت
القيم الاجتماعية.
8- الأفكار النمطية الجامدة تفتقر إلى
الحقيقة وغالبًا ما تؤدي إلى التعصب, فعندما يكون لدى فرد انطباع محدد عن فرد
بعينه فيؤدي ذلك إلى حدوث تشوهات في الإدراك, مما يجعله يستجيب غالبا لمعظم
المنبهات السائدة باستجابات مفرطة, تؤدي إلى التعصب.
وتوجد بعض السمات
النفسية للمتعصب منها: أولا، يميل
المتعصب للعدوان والعنف على الآخرين, والذي يأخذ صورته الجسمانية مثل الضرب والقتل
والإيذاء البدني أو في صورته اللفظية مثل الإهانة والتلفظ بكلمات خارجة أو استخدام
النكات للسخرية . ثانيا، جمود الفكر والتصلب في الرأي وعدم المرونة في التعامل مع
المخالفين له. ثالثا، يتأثر بسهولة بأصحاب مراكز السلطة والإعلام وسهولة الانسياق
وراء أفراد الجماعة المنتمي إليها. رابعًا، عدم القدرة على التحكم في النفس
والتبرير الدائم للتصرفات والأحداث والهزائم لفريقه. وأخيرًا، التطرف في المشاعر
سواء الفرح عند الفوز أو الحزن عند الهزيمة.