وفي دائرة النزهة ومصر الجديدة، رصدت البعثةُ تعاقدَ
المرشح إسلام الغازولي، مع إحدى شركات المحمول لإرسال رسائل التهنئة بعيد الأضحي، فيما
تحولت دائرة مركز أبو قرقاص إلى ساحة دعاية مبكرة بين المرشحين في الشوارع الرئيسة
كافة كشارع الجمهورية وميدان صيدناوي وشارع قاسم أمين.
واعتبر طارق زغلول المدير التنفيذي للمنظمة المصرية
لحقوق الإنسان أنه لا يوجد ما يُسمي تهنئةً بالعيد لأهالي دائرةٍ معينة، مؤكدًا أن
التهنئةَ من المرشح لا يجب أن تحملَ أي نوع من الدعاية. وأكدَ زغلول أن اللحوم والملابس
التي يوزعُها بعضُ المرشحين في الدوائر تُعَدُ “رشاوى انتخابية”، مشيرًا إلى أنها تؤثرُ
بشدة على الشارع الانتخابي، وتعملُ على توجيه الانتخابات.
وأشارَ محمود البدوي المتحدثُ باسم حملة “راقب يا
مصري” بأن الأحياء الشعبية كانت صاحبة نصيب الأسد في مجال خرق مواعيد بدء الدعاية الانتخابية،
كما تحولت صلاةُ العيد لبيئةٍ خِصبة للتنافس غير القانوني بين عدد من المرشحين. وأشار
إلى أن المرشحين تحايلوا على قرار اللجنة رقم 85 لسنة 2015 تحتَ مُسمى “التهنئةِ بالعيد”،
ومغازلة الناخب عن طريقِ الهدايا التي قُدمت للأطفال.
وعلقَ طارق الخولي، عضو اللجنة التنسيقية لقائمة
"في حب مصر"، أن أغلبَ القوائم رفضت البدء في الدعاية التزامًا منها بالمواعيد
التي وضعتها اللجنة العليا للانتخابات، وحتى لا تُعرِضُ نفسَها للعقاب من قِبَلِ اللجنة
أو الشطب.وأوضحَ أن قائمة "في حب مصر" بدأت الدعاية في محافظات المرحلة الأولي
في الموعد الذي حددته اللجنة العليا للانتخابات والتي ستركز على الجيزة والصعيد وغرب
الدلتا، مؤكدًا أنها لن تنشرَ أية دعاية في المحافظات التي ستكونُ في المرحلة
الثانية للانتخابات حتي الانتهاء من المرحلة الأولي. كما أكدَ طارق
زيدان، منسق قائمة "نداء مصر" أن الدعاية الانتخابية تعتمدُ بشكلٍ رئيس على
وسائل التواصل الاجتماعي على الإنترنت لأن القائمة تُركزُ بشكلٍ أكبر على دفع الشباب
للمشاركة في الانتخابات والنزول للتصويت.
وقال رامي محسن مدير المركز الوطني للاستشارات
البرلمانية إن اللجنة العليا للانتخابات حينما أصدرت القرار رقم 65 لسنة 2015 بشأن
دعوة الناخبين للانتخاب، قسمت العملية الانتخابية إلى مرحلتين، المرحلة الأولى تضم
14 محافظة، والثانية تضم 13 محافظة.ونصت على أن مواعيد الدعاية للمرحلة الأولى ستبدأ يوم 29 سبتمبر، وهذا
يعني أنه ليست كل القوائم الانتخابية مسموح لها بالدعاية الانتخابية، وإنما فقط القوائم
التي شملتها المرحلة الأولى فقط، وهى قائمة شمال ووسط وجنوب الصعيد (45 مقعدًا)،
وقائمة غرب الدلتا (15 مقعدًا)، أما القائمتان الأخريان فليس من حقهما ممارسة أية دعاية
انتخابية.
وأضافَ مديرُ المركز الوطني للاستشارات البرلمانية،
في بيان له، أن قائمتيْ قطاع شرق الدلتا وقطاع القاهرة وجنوب ووسط الدلتا ممنوعتان
من الدعاية الانتخابية، حيث إن دعايتها الانتخابية مقررة في المرحلة الثانية.ويناشدُ محسن اللجنة العليا للانتخابات بالانتباه لمخالفات القائمتيْن الانتخابيتيْن
الممنوعتيْن من الدعاية في المرحلة الأولى، حيث إن هاتيْن القائمتيْن استعدتا
بالفعل للدعاية الانتخابية دون أن يعلما أن ذلك مُخالف، وعلى اللجنة العليا للانتخابات
أن تُصْدِرَ بيانًا توضحُ فيه هذا الأمر بشكلٍ أكثرَ تفصيلًا.
ورصدت حملةُ "راقب يا مصرى" لمتابعة الانتخابات
النيابية عديدًا من المخالفات خلالَ عيد الأضحى المتعلقة بعدم الالتزام بالقرار رقم
85 لسنة 2015 الصادر عن اللجنة العليا للانتخابات بتاريخ 7 \9\ 2015 والمُتعلق بموعـد
بدء الدعاية الانتخابية بشكلٍ رسمى للمرحلة الأولى من الانتخابات.
وذكرَ المحامي محمود البدوي المتحدثُ الرسمي باسم
حملة "راقب يامصري" أن اللجنة العليا المشرفة على الانتخابات لا يمكنُ أن
تتحملَ كل تلك التجاوزات وتُسألُ عنها في ظل حداثة التجربة بالكامل, والتي نتوقعُ نجاحَها
على المدى الطويل بعـد أن قدمت اللجنة العليا المشرفة على الانتخابات النيابية نموذجًا
مشرفًا ومنضبطًا فيما يَخُصُ حسن إدارة عملية الانتخاب حتى اللحظة الحالية, وهو أمرٌ
إيجابي يُحْسَبُ للجنة على الرغـم من بعض التجاوزات التي لا تُسألُ عنها اللجنة والخاصة
بخرق مواعيد بدء الدعاية من قبل عدد من المرشحين.
كما رصدت منظمات المجتمع المدني قيام المرشحين بالدعاية
الانتخابية، ومخالفة قرارات اللجنة العليا للانتخابات خلال أيام عيد الأضحى، حيث أكدَ
عددٌ من المنظمات أن بعضَ المرشحين قاموا باستغلال المناسبة وذبحوا «الأضاحي» ووزعوها
على الفقراء، كما أن البعضَ اشترى اللحومَ المستوردة وباعَها بأقل من سعرها بنسبة
٧٠٪.
في هذا السياق، قال الدكتور ولاء جاد الكريم رئيس
مؤسسة شركاء من أجل الشفافية إن عيدَ الأضحى هو «موسم الدعاية المخالفة بامتياز»، لافتًا
النظر إلى أن غالبية المرشحين استغلوا المناسبة في إطار حملاتهم الانتخابية، حيث لم
يكتفِ بعضُ المرشحين بالمشاركة في صلاة العيد في دائرته الانتخابية، بل وصلَ إلى أن
البعض ألقى خطبةً سياسية عقبَ الانتهاءِ من الصلاة.وأضافَ جاد الكريم
أن المؤسسة رصدت قيامَ أغلب المرشحين بذبح الأضاحي وتوزيعها بالمجان على المواطنين
في الدائرة، كما أن البعضَ قامَ بشراءِ اللحوم وبيعها بأقلِ من سعرها، فضلًا عن الدعاية
التقليدية المتمثلة في تعليق اللافتات الدعائية في مختلف المناطق التابعة للدائرة الانتخابية.
من جانبه، قال أيمن عقيل منسق عام البعثة الدولية
المحلية المشتركة لمراقبة الانتخابات البرلمانية، إن البعثةَ رصدت مخالفاتِ المرشحين
خلال عيد الأضحى، من خلال الراصدين الميدانيين في ١٦٤ دائرة انتخابية بــ١٧ محافظة. وأضاف عقيل أن
فترة العيد شهدت خرقًا واضحًا لقرارات العليا للانتخابات بشأن ضوابط الدعاية الانتخابية،
حيث رصدت البعثةُ قيامَ المرشحين باستغلال المناسبة وتوزيع اللحوم والهدايا العينية
على أهالي الدوائر الانتخابية، لافتًا إلى أن القاهرة تربعت على عرش الدعاية الانتخابية
المخالفة، حيث قامَ المرشح محمد المسعود، مرشح دائرة قصر النيل والأزبكية، بذبحِ عددٍ
من الــ«عجول» وتوزيعها على أهالي الدائرة يوم وقفة العيد، وفي بورسعيد قامَ المرشح
شريف حجازى، بنصبِ شادر لبيع اللحوم بسعرٍ أقل من ٧٠٪ من سعرها الحقيقي، حيث قامَ ببيع
كيلو اللحوم بــ١٨ جنيها مقابل ٧٠ جنيهًا للكيلو في الأسواق العادية.
وأشارَ عقيل إلى أن عديدًا من المرشحين حرصوا على
استغلال إجازة العيد في إقامة المؤتمرات وعقد اللقاءات الانتخابية، وزيارة العائلات
الكبرى وعمل جولات ميدانية لمصافحة أهالي الدائرة خلال صلاة العيد وفي المتنزهات العامة،
كما رصدَ مراقبو البعثة قيامَ بعضِ المرشحين بالتزامن مع بدء العام الدراسى الجديد
بتوزيع كشاكيل ومستلزمات مدرسية على الأطفال في الشوارع مطبوعًا عليها اسم وصورة المرشح.