كان موقفى- ولايزال- إزاء المعركة الرئاسية الحالية فى مصر هو مايلى :ان المشير السيسى، بحكم أنه كان على رأس الجيش المصرى فى لحظات تصاعد المواجهة الشعبية ضد حكم الإخوان،
وبحكم الموقف الشجاع الذى اتخذه بعد ثورة 30 يونيو بالانحياز للثورة الشعبية، ورعايته و تبنيه لـ«خريطة الطريق»، مع ممثلى القوى السياسية والاجتماعية فى مصر، وإزاحته بالتالى لحكم الإخوان، والإنتقال الآمن إلى المرحلة الانتقالية، بما تم فيها من تنصيب للمستشار عدلى منصور رئيسا مؤقتا، ثم تشكيل لجنة الدستور والانتهاء من إعداده..
كل هذا يجعله – بلا أدنى شك- القائد الجدير بقيادة مصر فى تلك المرحلة، وهو ما ينطبق عليه بكل دقة وصف «القائد الضرورة» وفقا للتعبير البليغ للأستاذ محمد حسنين هيكل. ولذلك لم يكن غريبا أن توافقت على تأييده و دعمه الغالبية العظمى من الأحزاب والقوى السياسية الرئيسة فى البلد.غير أن تلك الأسباب كلها لا تعنى – فى مصر مابعد الثورة- أن يتولى الحكم أى شخصية سياسية إلا من خلال عملية ديمقراطية تنافسية كاملة وفقا للدستور، الذى كان فى مقدمة منجزات الثورة وخارطة الطريق! لذلك وبقدر ما كان مهما وملحا أن يترشح (الفريق أول) السيسى بقدر ماكان منطقا ومطلوبا أن ينزل الحلبة أمامه مرشحون آخرون. وإذا كان من المفهوم أن غالبية المرشحين المحتملين قد أحجموا عن النزول فى مواجهة السيسى تقديرا لكل الظروف السابقة فقد كان من المهم و المفيد أن ينزل أمامه حمدين صباحى، ليس فقط لكى تتوفر شروط عملية تنافسيه ديوقراطية، ولكن لأن هناك بالقطع من يعترضون على السيسى لأسباب عديدة، فتلك هى أبسط قواعد المنافسة الديمقراطية.
فى هذا السياق، شعرت بالأسف الشديد للهجوم الذى نقل عن صباحى على السيسى، الذى لم يذكره بسوء، ولا يليق أن يقول صباحى عن السيسى أنه كان يؤدى التحية العسكرية لمرسى .لا ياصباحى، السيسى كان يؤدى التحية – كقائد عسكرى منضبط ومسئول- لرئيس الدولة و رئيس الجمهورية والقائد الأعلى للقوات المسلحة! ولكن عندما نزع الشعب الشرعية عن مرسى، من خلال ثورة شعبية غبر مسبوقة، غامر السيسى بمنصبه- بل وحياته- وامتثل لإرادة الشعب،ونزع مرسى وجماعته من السلطة كلها!. نقلا عن الأهرام