الشيخ مظهر شاهين هو من الشخصيات الوطنية البديعة التي كشفت عنها أحداث ثورة25 يناير2011 وماتلاها. وخطبه في مسجد عمر مكرم, وفي ميدان التحرير هي جزء لا يتجزأ من وقائع تلك الأيام المشهودة!.
لقد تعرفت عليه في وسط الميدان في ذلك الحين, ليس فقط بصفته خطيبا مفوها, وأزهريا يذكرك بالدور الوطني التاريخي لرجال الأزهر, وإنما بصفته من شباب الثورة, فعمره في ذلك الحين كان37 عاما. وهو أيضا أزهري مجتهد, حاصل علي الماجستير ويعد للدكتوراه بجامعة الأزهر. لقد أثيرت حول مظهر مؤخرا ضجة بشأن مانسب إليه من فتوي توجب تطليق الرجل لزوجته الإخوانية! غير أنه أوضح موقفه ونفي إطلاقه لتلك الفتوي. إن ماقاله الشيخ مظهر هو فقط من قبيل الرأي لا أكثر ولا أقل, ويتعلق فيما يمكن أن يسلكه رجل غير منتم للإخوان اكتشف أن زوجته تحضر في بيتها قنابل مولوتوف وعبوات متفجرة؟ إنني لا أعتقد أن أي رجل في هذه الحالة سوف يكون محتاجا لـ فتوي من أحد ليتصرف وفق ما يمليه عليه عقله و ضميره! المشكلة تتعلق في اعتبار أن ماقاله الشيخ مظهر فتوي, ذلك هو الأمر المرفوض. الفتاوي الدينية في مصر لها مؤسسة عريقة ومحترمة, هي دار الإفتاء, بل هي من أقدم وأهم المؤسسات الإسلامية المصرية. إن وظيفة الإفتاء في مصر قديمة قدم الفتح الإسلامي, وتطورت مع النظم السياسية المتعاقبة, وفي عهد محمد علي كان هناك مفتون للمذاهب الأربعة, ولكن الزعامة كانت للمفتي الحنفي الذي كان يسمي مفتي أفندي مصر, ثم تحول في عصر الخديو إسماعيل إلي مفتي الديار المصرية. إن هذا التنظيم المحكم والمنضبط للإفتاء ودار الإفتاء هو الذي يضمن حماية الدعوة الإسلامية من فوضي الإفتاءات, ومع ذلك فإن من حق أي باحث أو عالم إسلامي- بداهة- أن يبدي رأيه في فتاوي واجتهادات الدار أو ينتقدها, وفي هذا السياق قال مظهر شاهين رأيه في فتوي دار الإفتاء, ذلك حقه, بل واجبه!
نقلا عن الأهرام