اعتقد أن كثيرين سوف يشاركونني عدم الإرتياح للهجوم الذي يتعرض له حمدين صباحي من البعض لمجرد اعلانه عن نيته للترشح في الإنتخابات الرئاسية القادمة! لقد كنت من أوائل المتحمسين للفريق السيسي منذ اتخاذه لموقفه الشجاع في مواجهة حكم الإخوان المسلمين, وكررت في أكثر من مناسبة دعمي له مرشحا للرئاسة, وسوف انتخبه, ليس فقط لأنه يستحق ذلك ولكن أيضا للشعبية الجارفة التي اكتسبها في فترة قصيرة للغاية. غير أن ذلك الدعم للفريق السيسي لا يعني علي الإطلاق الإنتقاص من حق أي مصري تتوافر فيه الشروط القانونية في أن يرشح نفسه في الإنتخابات الرئاسية وأولهم بالطبع حمدين صباحي. إن حمدين يتطلع منذ سنوات للترشح للرئاسة, وكان عضوا بارزا في مجلس الشعب, وهو الآن علي رأس حركة التيار الشعبي كحركة سياسية ناصرية تركز بالذات علي تحقيق العدالة الإجتماعية وتكافؤ الفرص وكفاية الإنتاج وعدالة التوزيع من خلال ضمان الحقوق الإقتصادية والإجتماعية(مثل التعليم والرعاية الصحية والسكن والغذاء والأجر العادل....إلخ) فضلا عن الدعوة إلي إقامة نظام سياسي ديمقراطي وتحقيق الكرامة الإنسانية والإستقلال الوطني. إن من حق صباحي والتيار الشعبي أخذ فرصة في الإنتخابات الرئاسية القادمة, لأن إحدي القضايا الجوهرية من وجهة نظري هي أننا لا نريد أن يأتي الفريق أول السيسي من خلال عملية مبايعة لا علاقة لها بالمسألة الديمقراطية, وتعود بنا إلي الوراء! نريد أن يأتي السيسي من خلال الآليات الديمقراطية التي خرج المصريون في ثورتين متتاليتين من أجل إقرارها وترسيخها, أي أن يرشح نفسه في انتخابات تعددية تنافسية حقيقية, ينافسه فيها كل من يرون أنفسهم أهلا لخوضها, وفي مقدمتهم صباحي. وبعبارة موجزة, فإن الطريقة الديمقراطية التي يأتي بها الرئيس لا تقل أهمية أبدا عن شخص الرئيس نفسه. ذلك هو الإنجاز الحقيقي الذي علينا أن نفخر بتحقيقه من خلال ثورتي25 يناير و30 يونيو!
نقلا عن الأهرام